dimanche 20 novembre 2016

في الصّميم حمّادي بلخشين لا شيء غير الحقيقة

اذا لم تتعرف
 على حقيقة الإخوان
و السلفية( السنة) و الشيعة،
فستكون حيال المشهد السياسي لأمتك
تماما كأطرش حقيقيّ  في زفّة
. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل


Afficher l'image d'origine

في الصّميم
حمّادي بلخشين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شيء غير الحقيقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     صاحب الموقع      
  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


     
تعرّف علي جماعة الإخوان المسلمين ، من البداية الي النهاية : من مهدها البريطاني الي لحدها الأمريكي .
تعرّف أيضا على الشيعة كما ولدتها أمها، و علي ضوء قراءة اسلامية خالصة من التعصب الطائفي .
تعرف على الوضع المهين و المروّع لأمتك المسلمة، حتى لا تتوهم يوما ما ان النصر منا قريب، و انك ستفيق يوما على تحوّل سياسي أو أجتماعي أو حقوق ــ انساني يسرّ المؤمنين .
  تعرف في هذا الموقع ايضا على عظمة اسلامك و عظمة حضارتك الأسلامية و قيمها العليا و تاريخها المشرف في مجال العلم و قبول الآخر المخالف في الدين ( التسامح الديني) حتى لا يهوى بك اليأس بسبب واقعنا المروّع الي زعزعة الثقة في نفسك و في اسلامك العظيم .
تعرف على الأسباب الحقيقية لسقوط الكيان الإسلامي و دولة الإسلام .
اذا لم تتعرف على حقيقة الإخوان و السلفية( السنة)  و الشيعة، فستكون حيال المشهد السياسي لأمتك تماما كأطرش حقيقيّ في زفّة . فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل .

   
   أنا مسلم لا أرتضي    تـسـمية غير التي
   أكرمنــــي ربّي بها   أعـظم بها تسميتي
   فلسـت سنــــيّا ولا   أرضى بتلك النسبة
  و لست شـــيعيّا ولا   أدين بـــــالخــرافة
       حمادي بلخشين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين أردّ أحاديث رواها البخارى و مسلم فلثقتي بان النبي لم يقلها أصلا و حاشاه ان يفعل    


إن كان قال فقد صدق
أزكى و أطهر من نطق
خير البريّة أحمــــــــــد
ما جــــــــاءنا إلا بحقّ
حمادي بلخشين

و قد وصلت  أمّتنا الى مفترق خطير، امّا الإعتقاد بأن الله قد أنزل دينا لا يصلح كمنظومة لتسيير دولة و حماية فرد، و إمّا انكار ما جاء في ّ "الصّحاح " من مرويات فاسدة أوصلتنا الى الحضيض 
حمادي بلخشين

صاحب هذا الموقع يدعو الي دين الله، دين ابي بكر و عمر و دين علي و دين ابي حنيفة  و يندّد
  بدين الملوك (السنة) ويشنع على دين الكاهن( الشيعة).


سلسلة رسائل" في الصّميمو تتضمن:
كتابا عن الشيعة وآخر عن الإخوان و ثلاث كتب عن السلفية  مع اكثر من 200 قصة قصيرة لما بعد النوم

الجديد :مجموعة قصصية بعنوان برهان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                




كتابالشيعة و التشيع، قراءة حيادية بعيدة عن المؤثرات الطائفية ست رسائل                    


الرسالة الثانية :كسر الصنم الشيعي بايدي اكبرسدنته في
الرسالة الثالثةأصل التشيع و اصوله
الرسالة الرابعةالشعب الأربع للفتنة الشيعية
الرسالة السادسة لماذا و كيف تم انجاح الثورة الخمينية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب فتّش عن الإخوان ـــ دراسة تأريخية حول نشاة وسقوط جماعة الإخوان المسلمينأربع رسائل
الرسالة الأولى:تكامل السقوط الإخواني
الرسالة الثانية خفايا و اسرار الصندوق الإخواني الأسود
الرسالة الثالثة الخلفية السلفية المدمرة لحسن البنا.
الرسالة الرابعة : سبيل الرسول أم سبيل حسن الب
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  كتاب  "من جرائم السلفيّة". أربع رسائل .
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  كتاب " السلفية هي العدوّ" خمس رسائل
   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  كتاب " كوكتيل سلفي " ثلاث رسائل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مآذن خرساء
رواية من ست اجزاء








ــــــــــ قصص قصيرة ـــــــــــ





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إدانة: قصص قصيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إغتصاب:مجموعة قصصية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








 ــــــــــــــــــ   ــــــــــــــ 

إن تجاهل التاريخ خطيئة عقابها أن يتجاهلك الواقع
الصادق النيهوم

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

سلسلة في الصّميم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تكـــامل السّــقوط الإخــوانـي

 نماذج من السّقوط العقائديّ والسّياسيّ والوطنيّ لجماعة الإخوان المسلمين


الرّسالة الأولى

ـــــــــــ من كتاب ــــــــــــــ 

فتّش عن الإخوان                                         

دراسة تأريخية حول  نشأة و سقوط جماعة الإخوان المسلمين


أربع رسائل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حمّادي بلخشين

2002
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

( و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربّه و الذي خبث لا يخرج الا نكدا )
صدق الله العظيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اذا كان الغراب دليل قوم / يمرّ بهم على جيف الكلاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توطئة

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و رضوان الله تعالى عن المهاجرين و الأنصار، صحابته الميامين  الذي زكّاهم وحي السماء، فكانوا بحقّ  خير البشر بعد الأنبياء ، كما نحمده تعالى على إنعامه علينا و هدايته لنا  للإسلام حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .                                                                                            
 
   أما بعد  فقد تأكّد لدى كل مراقب، ان من قبيل إضاعة الوقت  و اهدار الطاقات، استمرارجماعة الإخوان على الساحة الإسلامية،  خصوصا وهي تقوم باحتجاز مئات الآلاف  من الأتباع الذين يمكن اعادتهم الى الوعي، والإستفادة من خدماتهم  بما ينفع الدين، كما تأكد لدى كل مراقب  قد عوفي من عبادة الأسماء، أن بقاء جماعة الإخوان المسلمين لا يعني غير إستدامة آلام  أمتنا خصوصا، و المستضعفـين في الأرض عموما، لأجل ذلك أتخذت من قلمي معولا  أردت به  ما أراد ابراهيم عليه السلام بأصنام  قومه.
                               
  وليت ذلك النصير الإخواني المتحمس كان يدري، حينما كتب لي :" أنه لا يصلح بك و أنت حامل كلام الله في صدرك ،أن  تـتفرّغ  للشتم والثلب، فأنت كمن يصيح في واد أو ينفخ في الرّماد، و حاول جهدك أن تبـني ولا تهدم "... ليته كان يدري أنّ مــن العبث  البناء على الأنقاض، والتأسيس على الخرائب،  والنفخ  في القرب المثـقـوبة.   
                               
   لقد أردت، قياما بواجب النصيحة للمسلمين، زعزعة  البنيان الإخواني من أساسه، عبر استهداف بقراته المقدسة ـ من حسن البنا  والهضيبي و التلمساني  و صولا الى  القرضاوي وأردوغان و طارق الهاشمي ـ و تناول تلك الثدييات بالنقد و تسفيه الأحلام . بعد أن تـوفّرت لي بحمد الله و توفيقه  أدوات العـمل، و تجمّعت لديّ حجج إثبات جنايات هذا الكيان المدمّر الذي لم يتورّع ( بعد وقوفه طويلا، و منذ حياة مؤسسه، في صف الديكتاتورية الحاكمة في بلاد المسلمين) عن الوقــوف  في الخندق الصليبي، عبر فتوى القرضاوي ــ موضوع هذه الرسالة ــ ثم عبر زعامته  قوات تحالف الشمال في افغانستان بقيادة الزعيم الإخواني برهان الدين رباني ، ثم عبر مشاركته ـ أخيراـ  في مجلس الحكم الإنتقالي بالعراق تحت حراب المحتل و حمايته،  ثم عبر قيام  رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان بزيارة اسرائيل  في خطوة لم يقدم على القيام بها اعتى العلمانيين بعد  أنور السادات،  بعد تنازل حزب الإخواني أردوغان عن  قاعدة عسكرية لصالح الجيش الأمريكي ثم قيامه بدورأبي رغال بقيادته الفيالق الأمريكية الى أرض العراق. 
                                                       
   إن من قبيل الخيانة  العظمى للدين و الوطن، تردد كل عارف بتاريخ الإخوان  في الكشف عن الخلفية الفكرية التي تتحرك الزعامات الإخوانية بموجبها، و تتصرف على أساسها، لأن التردد في كشفها  لا يعني غير استمرار تجاوزاتها، و ترك المسلمين يكتوون بنارها، و يلدغون من جحرها.                                                                                                       
   كما ان من الخطأ الجسيم بالنسبة لمناصري الإخوان، تجاهلهم هذا التحذير خصوصا و أن الزعامات الإخوانية قد أصبحت تعمل بشكــل علنيّ، حيث لم تعد تجد أي حرج دينيّ او خلقي أو وطني، وهي توالي اليهود و تظاهر النصارى، وتجتهد في تحقيق أهدافهم في بلاد المسلمين، دون خشية من مساءلة خالق أو عتاب مخلوق، و بقلة حياء تحسدها عليه أعرق راقصات الحانات الليلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


   كما اذكّر هؤلاء الأتباع(1)،  بان الطاعة العمياء، و الرضي بالسير وراء الزعامات الخاطئة، هي أقصر طريق الى  دار البوار، فإنما أهلك من قبلهم  سيرهم  الخاطئ على  أسلوب الآباء في التفكير و الإستدلال، دون تفكير أو إعـمال رأي، كما اذكرهم بالمناسبة بقول بن مسعود رضي الله عنه:" ألا لا يقلدنّ أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن، و إن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشرّ:" خصوصا، وأن الزعامات الإخوانية قد تجاوزت كل الحدود و تخطت( منذ عهد مؤسسها حسن ألبنا) الحد الفاصل بين الكفر و الإيمان.
                                                                  
   كما أن هدفي من هذا البحث المتواضع،  تجنيب بعض هؤلاء الأتباع مشقة الذهاب إلى المنبع الإخواني الأجاج  الي نهايته،ليعود أحدهم بخفي حنين، بعد تجربة قد تطول و قد تقصر، كما قصدت ايضا تنبيه الكارهين للدين من أبناء المسلمين، الي أن جماعة الإخوان المسلمين لا تمثل الإسلام بحال من الأحوال، و أنه لو بعث الجيل الأول من الصحابة، لكانت زعامات الإخوان أول طعم لسيوفهم المحمدية. كما يجب عليّ  طمأنة القارئ، بأنني مقطوع الصلة بأي جهة رسمية حاكمة في بلاد المسلمين، وبأي  جهة أجنبيّة قد وظفتني للطعن  في" مجدّد القرن و فلتة الزمان" وجماعته، فليستبعد من ذهنه  مسألة عمالتي لجهات أجنبية أو كراهيتي لدين الإسلام، لأني مطلوب من قبل وزارات داخلية الإرهاب العلماني من أجل إسلامي، كما انني أعيش على مضض في بلاد الغرب،  كما أرجو أيضا من القارئ ،ان  يستبعد  سيناريو طلبي للشهرة و الأضواء و سائر التهم الجاهزة، خصوصا، وأنا لا أعرض عليه دعاوى فارغـة لا يسندها برهان، ولا يؤكدها دليل، بـل أواجهه بوقائع ثابتة أقيمّها على ضوء الكتاب و السنة، باذلا له النصيحة الواجبة، منبها إيّاه إلى حقيقة ( قد تبدو غريبة لأول وهلة) أنّ العقبة الكأداء  في وجه بعث اسلامي يعيد الحياة لأمتنا،لا تتمثل في مؤامرات اليهود و النصارى و لا  في الإرهاب العلماني ( رغم كيد تلك الجهات) بل في فكر جماعة الإخوان المسلمين ذات الخلفية السنيّة المدمّرة، وفي  زعاماتها المتحالفة منذ حياة حسن البنا، مع الإرهاب العلماني الذي تحاول إقناعه  بكل ما وسعها من سذاجة سلفية، أنّ" الفكر الوسطي و المعتدل" الذي صاغه حسن البنا، هو معيار تطرّف فرد ما او إعتداله. لتسقط زعامات تلك الجماعة، و في آخر المطاف،  في شراك العمالة المكشوفة مع اليهود و النصارى، في أفغانستان و العراق، و تركيا و فلسطين.                                                                                          
 
    ولما كان كشف الخلفية الفكرية للزعامات الإخوانية المعاصرة لا يتيسر بغير كشف الثوابت الإخوانية التي أرساها حسن البنا(والتي تسببت فيما بعد في السقوط  المريع لجماعته) كان لا بدّ من الرسالة الثانية" خفايا و أسرار الصندوق الإخواني الأسود ".                         

   و لما كان الكشف عن الخلفيات الفكرية التي دفعت حسن البنا  نفسه الى التورّط في وضع حجر الأساس التي بنى عليه مواقــفه، كان لا بـد من رسالة ثالثة بعنوان"الخلفية السلفية و الإرجائية لحسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين ".                                            

   و لما كان من الضروريّ طرح البديل الشرعي لخيارات حسن البنا الفاشلة، و التي أوصلته الى طريق مسدود، و أوصلت تلامذته من بعده الى الفراش الأمريكي و اليهودي. كان لا بد من رسالة رابعة تطرح الخيار النبوي للتغيير جاءت بعنوان: " سبيل الرسول،لا سبيل حسن البنا " . والرسائل الأربع ، تشكل بحثا بعنوان " فتش عن الإخوان ــ دراسة تأريخية حول نشأة و سقوط جماعة الإخوان المسلمين "، كما يمكن الإطلاع على كل رسالة بمفردها بعد ما ضمنتها ملخص ما سبقها من رسائل، تسهيلا لتداولها بين الناس،  و تخفيفا على القارئ الذي يضيق بالمطولات.                                                                                                  
   و ما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كل كراهيتي موجهة الي الكوادر الأمامية لجماعة الإخوان، أما القواعد الحسنة النيّة  
الى حدّ مميت، و الطيبة الي حدّ السذاجة، فلا أحمل لهم غير الغضب لتخلفهم عن متابعة سقوط قياداتهم بفعل  ثقتهم المطلقة فيها.غير أن غضبي عليهم لا يمنعني من التألم لكل ما يصيبهم من إرهاب الحكام العلمانيين و تضييقهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 4 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فحوى  الرسالة 


فصل : الفتوى العجائبية لشيخ الإخوان يوسف القرضاوي ....................6

 
ملحق 1: النموذج الجزائري ، صورة أخـرى  من السقوط الإخواني .......35                                          

ملحق 2: نماذج اخرى من السقوط  الإخواني : افغانستان .................. 40               
  
ملحق 3 : النموذج التركي للسقوط الإخواني .................................   41

ملحق 4: النموذج العراقي للسقوط الإخواني ..................................  44
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 5 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فصل
الفتوى العجائبية لشيخ الإخوان يوسف القرضاوي

إضاءة 1 :
  
   تحت عنوان" بيان سياسي لإرضاء أمريكا، وليس فتوى" كتب عامر عبد المنعم  في الموقع الألكتروني  لجريدة "الشعب " المصرية بتاريخ 2/11/2001 ما يلي " الفتوى التي أصدرها الشيخ القرضاوي وآخرون تبيح للمسلم المشاركة في الجيش الأمريكي ضد افغانستان، طعنة للأمة الإسلامية... و أيضا طعنة في ظهر الشعب الأفغاني المجاهد الذي تتساقط عليه القنابل بالليل و النهار " إهــ(1)

إضاءة 2 :
   
  " لم يكن في مقدور أحد من المراقبين مهما كان خصب الخيال ،أن يتصوّر أحـــدا من المنــتسبين للعلم و يحسب على الصحوة الإسلاميّة بوجه أو بآخر، أن يـتنفـل بتقديم هذه الفتوى التي تســـوّغ لجيوش الصّليبيّة بقيادة قوى الإستكبار العالميّ أن تشنّ على فريق من أمّة محمّد  حرب إبادة، و أن تعدّ العدّة للزحف المدمـّر على الآخرين، و يفتي طائفة العسكريين المسلمين في هذه الجيوش بمشروعيّة المشاركة في هذه الحروب و المظاهـــرة عليها، و ينسف آخر حصن من حصون التديّن داخل قلوبهم، وهوالتحرّج أو التأثّم عند إرتكاب هذا المنكر، و يوهن عزائمهم حتى عن مجرّد المطالبة بإستبدال المشاركة في العمليات الإغاثية بالمشاركة في الأعمال القتالية !...."
                                                              د. صلاح الصاوي
إضاءة 3 :

" و الفتوى الجائرة الصادرة من بعض المنهزمين، هي أبـــعد ما تكون عن فقه الإســـــلام و روح الإيمان ، ولا تمتّ  إلى الحقيقة بصلة ، ولا هي مبنية على قواعد فقهية وأصولية ،  و هي مخالفة لسبيل المؤمنين ، فإن المسلمين متفقون على أنّ من أعان كافرا على مسلم فإنه فاعل لناقض من نواقض الإسلام "                                                                                                                
                                
                                  الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر أيضا في نفس الموقع ما كتبه محمد بن المختارالشنقيطي بتاريخ 19 اكتوبر 2001 تحت عنوان " عن فتوى المسلمين في الجيش الأمريكي "،  ثم ما كتبه محمد عباس بتاريخ 26 اكتوبر 2001،  تحت عنوان عاطفيّ متوسّل: " الى الدكتور يوسف القرضاوي، ألفظها فانها مسمومة "! أما مقال فهمي هويدي( أحد المشاركين الخمسة في الفتوى ـ الجريمة) الذي نشر بتاريخ 12 اكتوبر من نفس السنة، فقد حذف من أرشيف الموقع المذكور، مع مقالات اخرى تخص الفتوى ! 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   6 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البداية كانت يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001


إثر حوادث الإرتطام الإنتحارية  لطائرات ركّاب مدنيّة بمركزي الـتجارة العالمي بنيويـورك و بمبنى البنتاغون، و التي نتج عنها سقوط بضعة آلاف من الأمريكان، مع ما صحب ذلك كله من حالتي رعب و ترقّب  عمّتا  الولايات المتحدة الأمريكيّة من شمالها الى جنوبها.و إثر الإتهام المبكر للإدارة الأمريكية بـأنّ" الأصولية الإسلامية" المسلّحة  تــقـف  وراء تلك الحوادث الدامية. و إثر سقوط القناع الحضاري المزيّف عن وجه جورج دابليو بوش  ليكشف عن دخيلة صليبيةّ كريهة و متوتّرة  عبّر عنها  حين هدد بشن حملة صليبيّة لتتبّع "الإرهاب و الإرهابيـين" حيثما وجدوا و أينما حلّوا، و أنّ حربه ضدّ ما سمّاه بالإرهاب ستبدأ أوّلا  بأفغانستان التي تؤوي أسامة  بن لادن  و جماعته و لن تنتهي إلاّ عند قضائه على آخر  إرهابيّ على وجه الأرض.  إثر تلك الحوادث، سارع المنتسبون الى العلم الى إستنكار ما حدث كلّ حسب هوى الجهة الموظّف لديها، كما أصدر المستقلون منهم فـتاوى عامّة تحرّم مظاهرة الكفار عــلى المسلمين، و مساعدة التحالف العالمي الأمريكي في حربه لإخوة العـقيدة في أفـغانستان و غيرها مـن بلاد المسلمين. و لندع مجلة " السنة" تحدثنا بما ورد في عددها 109 الصادر في  أكتوبر 2001  حيث كتبت:" توالت تلك الفتاوى بشكل جماعي أو فردي من مختلف الأقطار و الجهات، و لقد أبلى البعض من أولئك بلاء حسنا و أستغلّ ما أتيح له من منابر  ليوضّح المسألة بجميع أبعادها ".                                                            

الموقف العلني ليوسف  القرضاوي!

   تواصل مجلة " السنة " في نفس مقالها مشيدة بموقف د. القرضاوي من الحادث حيث تابعـت"و نخصّ بالذكر هنا الدكتور يوسف القرضاوي جزاه  الله خيرا الذي قال أشياء طيّبة يتوقّع صدورها من عالم في مثل مكانـته، و نذكر من ذلك مهاجمة منظمة المؤتمر الإسلامـي التي ترأسها  قطر لتقاعسها ــ كالمعتاد ــ في مثل هذا الخطب الجلل، كما و ندّد بموقف برهان الدين ربّاني الذي يترأّس بما يسمّى بتحالف الشمال المناوئ لحكومـة طالبان و الذي عرض خدماته لكي يمتطى من أجل إسقاط تلك الحكومة "(1) و من المسائل الهامّة التي تعرضت لها تلك الفتوى ، حرمة تعاون ــ دولة كانت أو جماعة أو أفرادا ــ مع أمريكا أو الدخول معها في تحالف أو تقديم أية مساعدات أو تسهيلات لضرب دولة إسلامية بدعوى مكافحة الإرهاب " (مجلة " السنة " العدد 109 أكتوبر 2001 ). كما ذكرت المجلة تصريح القرضاوي الذي جاء فيه " إنّا نأسف لما حدث من هجمات على مركز التجارة العالمي وغيره من المنشآت في الولايات المتـــــحدة الأمــريكية برغم معارضتنا للسيّاسة الأمريكيّة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فالقرضاوي الذي إستنكر مشاركة رباني في العدوان على مسلمي افغانستان، هو نفس القرضاوي الذي أصدر فتواه للجيش الأمريكي بدخول افغانستان ثم الإستعانة على حرب مسلمي افغانستان، بما في صفوفهم من جنود أمريكان مسلمين! فالقرضاوي يقتل القتيل ويسير نائحا وراء جنازته!(انظر الهامش الثالث من الصفحة الموالية، ليتبّن لك ما أثارته ازدواجية وحربائية القرضاوي من دهشة لدى المراقبين).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المتحيزة لإسرائيل(1)المسـاندة لها على كلّ الأصعدة العسكرية والسياسية والإقتصادية. وذلك أن ديننا الحنيف يحتـرم النفس الإنســانية و يجعل لها حرمتها  ويحرم الإعتداء عليها  و يجعل ذلك من أكبر الكبائر. و نحن العرب المسلمين أكثر الناس إحساسا بمآسي القتل العدواني وآثاره على النفس والحياة . ونحن نعاني منه يوميّا في أرضنا المقدّسة فلــسطين ، مـن قبل الكيان الصهيوني المـتجبّر حيث نـصبح و نمسي على بيوت تهدّم، و مزارع تحرق و أرواح تزهق و أطفال تيتّم، حتى أصبحت الحياة في فلسطين مأتما دائما "إهــ                                                                                                            
   ذلك هو الموقف العلني الذي اتخذه  القرضاوي، و الذي طرق مسامع المسلمين  عبر خطبه المنبريـة  و بصوته الباكي المحزون  الذي صدّعت به قناة  "إقرأ " رؤوسنا . ولكن ما خطط له القرضاوي وعصابته الإخوانية، من وراء الكواليس، كان شيئا مختلفا تماما!                                                   

ظهور فتوى القرضاوي(2)

  في فورة هيجان الديناصور الأمريكي من عضة  الحادي عشر من سبتمـبر، (3) و تهديـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ماذا عسي القرضاوي  يفعل أكثر من تقديمه أعراض و أرواح و ممتلكات المسلمين على المذبح الأمريكي كما سترى،  لو لم يكن معارضا لسياسة أمريكا كما يزعم ؟!                                                                                  
(2) الذي حدث، أن القرضاوي قد أفتي بعد اسبوعين فقط من حوادث 11/9 لجيش أمريكا (و لغير جيش أمريكا)، بغزو بلاد المسلمين مستعينة بالمجندين المسلمين في صفوفها وقد دفعت ازدواجية موقف القرضاوي (الذي يعيث مع الذئب ويبكي مع الراعي)، السيد إمام محمد الي كتابة مقال بعنوان:" فتوى من القرضاوي و العوا و البشري و آخرين تجيز للعسكريين الأمريكيين المشاركة في الغارات على أفغانستان" سجّل فيه تناقض القرضاوي، وقد أفتتحه بما يلي:" أثار الهجوم الذي شنه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الداعية الإسلامي المعروف ضد العمليات العسكرية الأمريكية ـ البريطانية على افغانستان في خطبة الجمعة، و في المؤتمر الصحفي الذي عقده في منزله بالدوحة، ردود فعل متباينة لما تضمنه من تناقض مع الفتوى التي أصدرها مع مجموعة من الشخصيات الإسلامية بخصوص شرعية الحملة الأمريكية ضد الإرهاب، وإجازة  مشاركة الجنود المسلمين الأمريكيين في الحرب الحالية، ردّا على العمليات الإرهابية التي وقعت في نيويورك وواشنطن في أيلول سبتمبر الحالي"( أنظر جريدة الشرق الأوسط العدد 8356 الأحد 27 رجب 1422 الموافق لــ14 أكتوبر 2001, انظر ايضا نفس الجريدة بتاريخ 8/10/2001).
ـــ  بعد مرور تسع سنوات على صدورها، فإن السواد الأعظم من قاعدة الإخوان، لم تسمع بهاته الفتوى و لم تقرأ عنها، بل و تستبعد أن تصدر عن القرضاوي. لأن من سمات القاعدة الإخوانية ( إلاّ ما قل و ندر)، قصور طرفها على ما كتبت قيادتها وما يرد في النشريات الإخوانية  و هذا لا يعفيهم من المساءلة أمام الله لغفـلتهم و أتباعهم الأعمى لزعاماتهم.                                       
(3) ما أصاب أمريكا في 11 ــ 9 يعدّ عضّة بسيطة قياسا الى المجازر التي أقامها هذا الكيان الدموي في حقّ الشعوب المنكوبة، بداية من الهنود الحمر، مرورا بشعب فلسطين، وصولا الى أبناء العراق الذين هلك منهم ما يناهز المليونين خلال عشرية واحدة من الحصار الإقتصادي المشدّد.  فغضب أمريكا نتيجة ما حدث لها في 11ــ 9  لا يقاس في سفاهته و عدم تعاطف المرء معه إلاّ بغضب ذلك المستعمر الأروبي الذي كتب في مذكّراته مستنكرا عضّ أحد الزنوج يده أثناء ذبحه إيّاه حيث كتب يقول: " لقد عضّني الوغد!"إن تقييم الأمريكان لإدارتهم الشرّيرة لا يقلّ سوءا عما ذكرت فالبنتاغون"حسب  الأمريكان أنفسهم "وكر جهنم  " و" عشّ الزنابير " و" وكر المؤامرات الشريرة في العالم" بتعبير  العامّة " و تعبير المفكر الأمريكي غور فيدال " إهـ ( سفر الحوالي، مجلة السنة العدد110 ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 8 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إدارته المتشنجة بالويل و الثبور لمن  تجرّأ على خدش يده المضرجة بدماء الـمسلمين وغير المسلمين، و الحيلولة دون ترك تلك اليد، وإتمام مهمّتها الهمجيّة في تحقيق العدالة الأمريكية بطريقتها الخرقاء، و في ذروة  عمليّة التعبئة و تجميع القوى لـ" تأديب" من قـرّر زعيم البيت الأبيض تحميلهم مسؤولية ما حدث في 11/9، ظهرت فتوى القرضاوي التي كان قد  سرّبها  من تحت الطاولة، وخوّل بموجبها للجيش الأمريكي البطش بالعزّل من أهـل التوحيد في أفغانستان و غير أفغانستان، إستنادا على حجج واهية وغريبة، و تأويلات فريدة في سفاهتها و جرأتها على الله، واستغفالها المسلمين.وقد وردت كما يلي:"
السؤال يعرض قضية شديدة التعقيد وموقفا بالغ الحساسية يواجهه إخواننا العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي،  وفي غيره من الجيوش التي قد يوضعون فيها في ظروف مشابهة. و الواجب على المسلمين كافة ان يكونوا يدا واحدة ضدّ الذين يروّعون الآمنين، و يستحلون دماء غير المقاتلين بغير سبب شرعيّ، لأن الإسلام حرّم الدماء و الأموال حرمة قطعية الثبوت الى يوم القيامة.اذ قال الله تعالى( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) المائدة 23و33. فمن خالف النصوص الإسلامية الدالة على ذلك، فهو عاص مستحقّ للعقوبة المناسبة لنوع معصيته، وقدر ما يترتب عليها من فساد أو إفساد. يجب على إخواننا العسكريين المسلمين في الجـيش الأمريكي، أن يجعلوا موقفهم هذا ـ و أساسه الديني ـ  معروفين لجميع زملائهم و رؤسائهم، و أن يجهروا به ولا يكتموه لأن في ذلك إبلاغا لجزء مهمّ من حقيقة التعاليم الإسلامية، طالما شوّهت وسائل الإعلام صورته أو أظهرته على غير حقيقته. ولو أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة عوملت بمقتضى نصوص الشريعة وقواعد الفقه الإسلامي،  لكان الذي ينطبق عليها هو حكم جريمة الحرابة الوارد في سورة المائدة الآيتان 33و34. لذلك فإننا نرى ضرورة البحث عن الفاعلين الحقيقيين لهذه الجرائم، وعن المشاركين فيها بالتحريض و التمويل والمساعدة ، وتقديمهم لمحاكمة منصفة تـنزل بهم العقاب المناسب الرادع لهم ولأمثالهم من المستهينين بحياة الأبرياء و أموالهم، والمروّعين لأمنهم. وهذا كله  من واجب المسلمين المشاركة فيه بكل سبل ممكنة تحقيقا لقوله تعالى(و تعاونوا على البر و التقوى، ولا تعاونوا على الإثم و العدوان) المائدة 5. ولكن الحرج الذي يصيب العسكريين المسلمين في مقاتلة المسلمين الآخرين مصدره ان  الـقتال يصعب أو يستحيل التمييز فيه بين الجناة الحقيقيين المستهدفين به، وبين الأبرياء الذين لا ذنب لهم في ما حدث، وان الحديث النبوي الصحيح يقول" اذا تواجه المسلمان بسيفهما فقتل احدهما صاحبه، فالقاتل و المقتول في النار، قيل هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: قد أراد قتل صاحبه (رواه البخاري و مسلم). والواقع ان الحديث الشريف المذكور يتـناول الحالة التي يملك فيها المسلم أمر نفسه، فيستطيع ان ينهض للقتال و يستطيع ان يمتنع عنه، وهو لا يتناول الحالة التي يكون المسلم فيها مواطنا و جنديا في جيش نظامي لدولة يلتزم بطاعة الأوامر الصادرة إليه، وإلا كان ولاؤه لدولته محلّ شكّ، مع ما يترتب على ذلك  من أضرار عديدة . يتبن من ذلك، أن الحرج الذي يسببه نص هذا الحديث أما انه مرفوع، وإما أنه مغتفر بجانب الأضرار العامة التي تلحق مجموع المسلمين في الجيش الأمريكي، بل وفي الولايات المتحدة بوجه عام اذ أصبحوا مشكوكا في ولائهم لبلدهم الذي يحملون جنسيته، ويتمتعون فيه بحقوق المواطنة، وعليهم أن يؤدوا واجباته. وأما الحرج الذي يسببه كون القتال لا تمييز فيه، فإن المسلم يجب ان ينوي مــساهمته في هذا القتال و أن يحقّ الحقّ و يبطل الباطل، و أن عمله يستهدف منع العدوان على الأبرياء أو الوصول الي مرتكبيه لتقديمهم للعدالة، وليس له شأن بما سوى ذلك من أغراض القتال قد تنشئ لديه حرجا شخصيّا لأنه لا يستطيع وحده منعها ولا تحقيقها و الله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها، والمقررعند الفقهاء ان ما لا يستطيعه المسلم و غير ساقط عنه لا يكلف به، و انما المسلم هنا جزء من كلّ لو خرج عليه لترتب على خروجه ضرر له ولجماعة المسلمين في بلده،  أكبر كثيرا من الضرر الذي يترتب على مشاركته في القتال. والقواعد الشرعية المرعية تقرر انه اذا ما اجتمع ضرران ارتكب أخفهما، فاذا كان يترتب على امتناع المسلمين على القتال في صفوف جيوشهم  ضررعلى جميع المسلمين في بلادهم، وهم ملايين عديدة، وكان قتالهم سوف يسبب لهم حرجا أو أذى روحيّا ونفسيا، فان" الضرر الخاص يتحمل لدفع الضرر العام"، كما تـقرر القاعدة الفقهية الأخرى.     وإذا كان العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي يستطيعون طلب الخدمة مؤقتا أثناء هذه المعارك الوشيكة في الصفوف الخلفية للعمل في خدمات الإعاشة و ما شابهها ـ كما ورد في السؤال ـ من دون ان يسبب لهم ذلك ولا لغيرهم من المسلمين الأمريكيين حرجا ولا ضررا، فإنه لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 9 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باس عليهم من هذا الطلب، أما اذا كان هذا الطلب يسبب ضررا أو حرجا يتمثل في الشكّ في ولائهم، أو تعريضهم لسوء الظن، أو لإتهام باطل أو لإيذائهم في مستقبلهم الوظيفي، أو للتشكيك في وطنيتهم، و أشباه ذلك، فانه لا يجوز عندئذ هذا الطلب. و الخلاصة انه لا باس ـ إن شاء الله ـ  على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضد من " يظنّ" انهم يمارسون الإرهاب أو يؤون الممارسين له و يتيحون لهم فرص التدريب و الإنطلاق من بلادهم مع إستصحاب النية الصّحيحة على النحو الذي أوضحناه دفعا لأي شبهة قد تلحق بهم في ولائهم لأوطانهم، و منعا للضرر الغالب على الظن وقوعه، وإعمالا للقواعد الشرعية التي تنصّ على أنّ الضرورات تبيح المحظورات وتوجـب تحمل الضرر الأخف لدفع الضرر الأشدّ، والله تعالى أعلم و أحكم "( جريدة الشرق الأوسط العدد 8356 بتاريخ 14 اكتوبر 2001 وقد نشرت أيضا بنفس الصحيفة في يوم 8اكتوبر 2001).                                                                                           

المبرّر الأولّ لتقتيل المسلمين: إرتكاب أخفّ الضررين!

   تعليقا على الفتوى التي أطلق جمال الشرقاوي عليها تسمية " الفتوى الأمريكيّة " (من خلال ما جاء في مجلة " السنة "  العدد 110بتاريخ تشرين الثاني نوفمبر2001) كتب يقول" الفــتوى أوضحت أنها أصّلت رأيها على قاعدة  إذا  إجتمع  ضرران إرتكب اخفّهما ،ثم شرحت الفـتوى أنّ الضرر الأخفّ هو قتل المسلمين في أفغانستان أو غيرها من سائر بلاد المسلمين،  أمّا الضرر الأعظم فهو تهديد المسلم الأمريكي في مستقبله الوظيفي أو تعرّض وطنيّته للتشكيك! هل رأى المسلمـون أفحـش من هذا ؟!" إهـ .                             

   حول تلك الهلوسة الإفتائيّة ، كتب الدكتور صلاح الصاوي مقالا بعنوان " تعقيبا على فتوى إباحة قتال المسلمين في أفغانستان "(  ظهر تعقيبه  على صفحة الأنترنيت  عبر موقع  صحيفة الشعب المصرية المعارضة):" و أمّا الإستدلال بقاعدة إرتكاب أخفّ الضررين فإن القاعدة في ذاتها صحيحة و لا شكّ. و لكن يبقى بعد ذلك التوفيق أو الخذلان في حسن تطبيقها و الإلتفات إلى شرائطها و تحقيق مناطها بدقّة. فلا بدّ أن يكون الضرران محققين، فإن كان أحدهما محقّقا و الآخر مظنونا أو متوهّما فلا مجال لتطبيق القاعدة . و لا بدّ أن يكون احدهما أكبر من الآخر بموازين الشريعة لا بموازين الهوى أو المصلحة المجرّدة كما يتوهّمها كل احد و السؤال الآن،أيهما آكد وقوعا و أكثر تيقّنا، ما يـترتّب عن هذه العمليات من إراقــة الدماء المحرّمة، أو ما يتوقع من بعض الأضرار النفسية أو المادية للممتنعين عن  المشاركة أو لغـيرهم من عامّة المسلمين؟ ! و السؤال الآخر، أيّهما أعظم عند الله، إستباحة دماء المسلمين بغير حقّ، أم شيء من الحرج النفسي قد يلحق بهؤلاء الـمجندين من المسلمين في الجيش الأمريكي عند الإمـتناع عن المشاركة في قتال فريق من أمّتهـم، في دولة يقرّر دسـتورها حرية الـتديّـن و حريّة الإرادة و حقّ المقاتل في الإمتناع عن القتال إذا كان هذا القتال يتنافى مع معتقداته الدينية و ثوابته الإيمانية؟ أتـكون الوظيفـة مدنـيّة كانت أو عسكريّة، أكثـر قدسية فـي ميزان الإسلام من حياة مسلم؟! "إهــ                     
   
  أمّا الضرر الأعظم الذي فرّ القرضاوي منه إلى الضرر" الأخفّ "( الذي هو إباحة تقتيل المسلمين) ، فهو ما كان سيصيب المشروع الإخواني الحالم  بتوطين الإسلام في الغرب من ضرر، ذلك أن الإخوان المسلمين يعتزمون دخول البرلمانات و المؤسسات الغربية، و بما أنّ ما أتـّهم به المسلمون من عدم تحضّر و إنسانية ــ يعفّ عنها الغرب الرحيم ــ من شأنه أن يؤثر سلبا على ذلك المشروع الإخواني الحالم بأسلمة الغرب عن طريق التغلغل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 10 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في برلماناته و مؤسساته  الحكومية، سارع  القرضاوي،( مسارعته  الى نجدة أصنام بوذا في أفغانستان)،إلى إصدار فتواه  لأسباب ثلاثة : ـــ  أوّلها : وقاية أولي أمره من حكام المسلمين من أن يقع عليهم اللّوم الأمريكي جرّاء تقصيرهم في القضاء نهائيا على الخارجين عن مدرسة البنا "المعتدلة" في فهم الإسلام و تطبيقه. ــ ثانيها : خدمة  الهدف الإخواني في المحافظة على موطأ قدم لهم في الغرب، ( ولأجل تدعيم الهدف الأخير، سارع الإخوان إلى وضع أكاليل الزهور على أبواب السفارات الأمريكية تعبيرا منهم عن حزنهـم و لوعتهم  لما حدث) ـــ ثالثها: خدمة الإرهاب العلماني الحاكم في بلاد المسلمين من خلال درء ما  سيحصـل له من ضرر أكيـد  بما ستفقده خزائنه من مليارات الدولارات من العملة الصعبة التي تصبّ سنويا في خزائنه حصيلة ما يرسله التعساء من أفراد الجاليات الإسلامية إلى عوائلهم، في صورة إعادة مئات الآلاف من أفراد تلك الجاليات التي تقتات بدينها وبدين أجيالها القادمة  إلى أوطانهم، في صورة ما إذا ما قرّر الغرب  ترحيل أعداد كبيرة منهم  بسبب ما حدث يوم 11/9.                                                                        
مبرّرات واهية
   
       أمّا في خصوص  التهديد الذي قد يتعرّض له الجندي الأمريكي المسلم، والمتمثل في
التشكيك  في وطنيته الأمريكيّة الشريفة، في حال لم تنقذه فتوى القرضاوي، فقد كتب السيد عامر عبد المنعم في موقعه الخاص على الأنترنيت تعليقا  جاء فيه" وفق ما ذهبت إليه الفتوى، فإن الفلسطينيين في إسرائيل مطالبين بالمشاركة في جيش شارون لمحاربة الإرهابيـين الذين يروّعون اليهود في الأراضي المحتلة، حتى لا يشكّ في ولائهم للدولة  العبرية التي يقيمون فيها. وأيضا يباح للمسلمين في أي جيش أن يخلصوا في ذبح المسلمين حتى يرضى عنهم حكام البلاد التي يقيمون فيها، و كأنهم مرتزقة لا يحكمهم دين ولا عقيدة "إهـ
ما فرّط القرضاوي في فتواه  من شيء

   أخذ القرضاوي في حسبانه وهو يفتي للجنود المسلمين في الجيش الأمريكي، حدّة الصّراع النفسي الذي قد يعتمل في وجدان ذوي الإحساس المرهف منهم ،كما راعى تمزّق ضميرهم الديني بين الولاء لثوابت الإسلام التي تحرّم قطعيا على المسلم دماء الأبرياء، و بين إتّباع أوامر قيادتهم العسكرية، فضمنّ صدر فتواه لفظة الجلالة"الله " حتى يكون الذبح على الطريقة الإسلامية، فجاءت فتواه كما يلي:" لا بأس إن شاء الله على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقّعة " .
      
  كما قدّر شيخ الإخوان، ومحيي أصنام بوذا في أفغـانستان(1)، وهو يصوغ فــتواه العجيبة (2)الأسـلوب الأمريكي الهمجيّ و العشوائي في التقـتيل الجبان ــ أسلوب لا يوفّــر شيـخا و لا إمرأة و لا طفلا و لا دابّة عجماء ـ فسارع إلى محو ما سيتركه ذلك الفعل الشنيع من حرج ديني و ألم نفسي في وجدان المجند المسلم، و ما سيسبّـبه من ندم و تأنيب ضمير قد يحولان ــ لا سمح الله! ــ بينه و بين مواصلة الـتقـتيل والمزيد من الولوغ في دماء العزل من المسلمين، فسارع الى  طمأنة ذلك المجند بقوله :"على المسلمين أن لايبالوا  
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  أزدرى قادة طالبان قدوم القرضاوي عليهم و هو يرتعش من الكبر، قصد الشفاعة في  صنم بوذا الذي يعبده الملايين من الناس في العالم  ، فعبّر بعضهم عن إحتقاره للشيخ بقوله لقد أساء فضيلته إختيار المكان و الزمان في نفس الوقت ، فقد كان عليه أن يذهب قبل ذلك الى الهند للشفاعة في المسجد البابري و الحيلولة دون هدمه و ليس إلى أفغانستان للشفاعة في صنم بوذا!
(2) فتوى عجيبة جدا و لكنها منتظرة جدا إن صدرت من البيت الإخواني كما سترون في الرسالة الثانية  من هذا البحث .                                                                           
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 11ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بإمـتداد آثار عمليّاتهم القتالية على الأبرياء من عامّة المسلمين ممــن ليس لهم ناقـة و لا جمل، وأن لا يتحرجوا من النصوص التي تجعل دم المسلم على المسلم حراما وتتوعد من
 واجه أخاه المسلم بسلاحه بالنار قاتلا أو مقتولا، إنّ هذه النصـوص لا تـتحدث عن الحالات الفردية التي يكون المسلم جنديّا في جيش نظامي ليس له من قيادته شيء، و إنما تتحدث عن الحالات الفردية التي يملك المسلم فيها أمر نفسه فيـستطيع أن ينهض بالقتال أو أن يمتنع عنه " إهـــ (1).                                                                                          

   في نفس مقاله السابق، و تعليقا عما سلف من البهلوانيات القرضاوية، كتب الدكتور صلاح الصاوي:" دعوى أن النصوص التي تنهى عن مقاتلة المسلمين لا تـتـناول الحالة التي لا يقاتلهم فيها تحت راية الكافرين عندما يكون مواطنا في دولتهم و جنديّا في جيوشـهم النظاميّة. وهكذا يكون مقاتلة المسلمين تحت راية كافرين ليس داخلا في إطار النهي عن الإقـتتال بين المسلمين، مع أنه أدخل في التحريم و أولى بالزجر والتغليظ، لأنّه إذا حرّم على المسلم أن يقتل أخاه منفردا أو مع جماعة من المسلمين فأولى أن يحرم عليه مقاتلته تحت إمرة الكافرين، وتحت لواء جيوشهم المدجّجة بالسلاح، لأنّ مثل هذا الحـال يجـتمع في تحريمه نـوعان من الأدلـّة، أولـهما نـصوص تحـريم الإقـتـتال بين المسلمين، وثانيهما نصوص مظاهرة المشركين على المسلميـن مـــن ناحية أخرى " إهــ .

تعقيب: تعلّل القرضاوي البارد بعدم وجود نصّ يمنع المجند المسلم من القتال في جيش ليس له من قيادته شيء، لا يمكن تشبيهه بغير شخص أنزل بنطلونه ثم تغوّط علانية في حافلة عمومية، فلما لامه الناس، سخر من جهلهم( كما سخر القرضاوي من اعتراضات العلماء) ثم أحتجّ بأن المنع يتعلق فقط بالتدخين و البصاق حسب تحذير اللافتة!

 و في موضع آخر من تعقيبه و بأسلوب تمتزج فيه المأساة بالملهاة، و في ذكره  تلخيص ما ورد في فتوى الحال كتب د. الصاوي:" لقد أجازت الفـتوى للمسلمين في الجيش الأمريكي أن يقاتلوا إخوانهم المسلمين حيثما وجّهتهم هذه الدولة سواء في أفغانستان أو في أيّ منطقة من العالم وفاء بحقوق المواطنة و دفعا لتهمة الإخلال بها! فقد جاء في صدر الإستفتاء أنه حول: مدى جواز مشاركة العسكريين المسلمـين في الجيش الأمريكي في المهمـات القتالية و سائر ما تتطلبه في أفغانستان وغيرها من سائر بلاد المسلمين، و جاء في نهاية الفتوى نصّا: و الخلاصة أنه لا بأس إن شاء الله على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضدّ من تقرّر دولتهم أنهم يمارسون الإرهاب ضدّها أو يؤوون الممارسين له أو يتيحون لهم فـرص التدريب و الإنطلاق من بلادهم" فالولايات المتحدة هي التي تحدّد من هم خصومها من المسلمين! و أجهزة إستخباراتها شهود عدول! و متى قرّرت أنّ  هذه الجهة أو تلك هي المعتدية وجب عليهم التوجّه لقتالها ! و أن لا يكون في صدورهم حرج من ذلك"! ..."و على هذا فنحن كما يقول أحد المحلّلين أمام شيك على بياض تملأه العسكرية الأمريكية كما شاءت..." و يواصل الكاتب:" و تحتوى الفتوى على جملة من المجازفات نوجزها فيما يلي :
 ـ تسويغ مظاهرة المشركين على المسلمين متى قرّر المشركون أن المسلمين هم المعتدون ! و قد علم من دين الإسلام بالضـرورة بطلان ذلك وتحريمه إلى الأبد، و مثل هذه  البديهيات لا تحتاج إلى حشد أدلّة و سوق براهين و حسبنا قول الله عزّ وجلّ ( يا أيها الذين

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قتل الشيخ كيف قدّر، ثم قتل كيفّ قدّر، خصوصا وهو يعلم حقّ العلم، أنّ من ستـقذفهم  الطائرات الأمـريكية بحممها  فتطحن عظامهم أو تـئدهم تحت التراب" لا ناقة لهم ولا جمل""! عامله الله بما يسـتحقّ  و جعل المؤودات الأفغانيات يأخذن بيده يوم القيامة  حتى يدخلنه مدخله.  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 12 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                      

آمنوا لا تتخذوا عدوّي و عدوّّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة و قد كفروا بما جاءكم من الحقّ )) الممتحنة1(1) و قد نزلت هذه الآية وما بعدها فيما هو أدنى من ذلك بكثير فـي كتاب كتبه حاطب بن أبي بلتعة في لحظة من لحظات الضعف البشــري إلى أهل مكة يخبرهم بما اعتزم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتالهم ، فكيف بمن يظاهر على فريق من أمّته بالسلاح و يشارك مشاركة فعلية فيما يشنّ عليه من حروب إبادة شاملة ؟! "(2) .        

" ــــ تقديم شهادة الكفار في باب الدماء و الأموال و الأعراض على شهادة المسلمين، فمتى قرّر هؤلاء الكفّار إدانة جهة من الجهات فقد ثبتت عليها التهمة و إستحقّت العقوبة، وإن راغمت بذلك أهل الأرض قاطبة من المسلمين! فقد كان فيما ذكرته الفـتوى في خلاصتها كما سبق:" أنه لا بأس إن شاء الله على العسكريين المسلمين من المــشاركة في القـتال فـي المعارك المتوقعة ضد من تـقرّر دولتهم أنهم يمارسـون الإرهاب ضدّها أو يـؤوي الممارسين له و يتيحون لهم فرص التدريب والإنـطلاق من بلادهم"" وقـد علم بالضرورة من الدين  بطلان هذاالمسلك الذي يغني فساده عن إفساده، فلم يقل بتسويغه أحد من المسلمين على مـدى هذه القرون المتطاولة! بل علم فساده من المعقول وطبائع الأشياء إذ كيف تـتحوّل دعوى الخصم إلى شهادة مقبولة، و يكون هو نفسه الحكم، و يكون هو نفسه القائم بالتنفيذ، فيجمـع له بين الخصومـة و الشهادة و القضاء و التنفيذ! "

" ـــ أنّ شهادة غير المسلم لا تقبل إلاّ في حالة الوصيّة في السفر، إذا أصابت الشخص مصيبة الموت و لم يجد من يستشهده غيرهم، وهي قـضيّة مدنيّة بحتة لا مصلحة له فيــها و لا خصومـة، ولا يظهر فيها أثر لعداوة و لا لغير عداوة، قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصيّة إثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض  فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن إرتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنّا إذن لمن الآثمين)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قادة الإخوان كما سنرى في ثنايا هاته الرسائل الأربع و بالتفصيل المملّ "يرون أن العمل السياسي يدخل في إطار الإجتهاد و لا علاقة له بالحلال و الحرام، و الإجتهاد في مفهومهم ليس له أيـة صلة بإلإجتهاد الشرعي و ضوابطه، إنه آراء تمليها مصالح الجماعة و تتشابه في كثير من جوانبها مع آراء العلمانيين إلاّ أنهم يحرصون على تـغليفها بغلاف إسلامي، ومن الأمثلة عن هذه الإجتهادات مداهنة اهل الكتاب والدخول معهم بحوارات هدفها إقامة جبهة موحدة لأهـل الإيمان، التحالف مع الأحزاب و التكتلات العلمانية من أجل قيام حكومة وطنية تلتزم في دستورها و قوانينها رأي الأغلبية( و الكلام
للسلفي محمد سرور زين العابدين من مجلة السنة العدد 58 وهو لم يذكر الإخوان بالإسم لأنه كان منهم!).
(2) حكم من إقترف ذلك هي الردّة عن دين الإسلام. وهو أمر لا يرتاب فيه  من كانت له معرفة بنواقض الإيمان خصوصا و قد إنتفت  موانع التكفير في حق الشيخ( الإكراه أو الجهل بالحكم الشرعي ).نسأل لله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة.                         
و لئن حاورت قياديا اخوانيا في شان فـتوى الحال لأستنكر صدورها عن الشيخ، ولئن واجهته بها لأكتفى بحكّ رأسه ثم قال:" هذا موقف سياسيّ لا غير!"ولعلّق جريمة القرضاوي على مشجب "فقه الواقع أو فقه النوازل وهو فقه مقطوع الصلة  بنصوص الشرع، و هو " لا يختلف عن مبدأ الصوفيّة في التفريق بين الحقيقة و الشريعة  " إذ ليس صحيحا (والكلام للشيخ سرور)" أنّ مثل هذا الأمر تحكمه المصالح، و إنما يحكمه الشرع. فأتقوا الله ولا تقدّموا أقوالكم على قول الله و رسوله وحذار أن تكونوا من الذين وصفهم الله عز و جلّ بقوله( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) .
       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 13 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                          
المائدة 106 " " هذا فضلا على اتـفاق أهل العلم، على أنّ العداوة الظاهرة مانعة من قبول الشهادة، فلا تقبل شهادة العدوّ على عدوّه، ولا سيّما إذا كان موضوع الشهادة هو موضوع الخصومة، حيث يصبح بذلك خصما و حكما في آن  و احد " .

"ــ رفع الحرج عن إمتداد آثار العمليات الإنتقامية التي تقوم بها جيوش الكفّار إلى الأبرياء من المسلمين من المدنيين نساء كانوا أو أطفالا أو شيوخا، مادام المسلم قد نوي بهذه العمليات أن يحقّ الحقّ و يبطل الباطل! لأنه لا يستطيع منع هذه التداعيات و لا تخفيفها، و ما لا يستطيعه المسلم فهو ساقط عنه لا يكلف به، و أحسب أن هذه هي المرّة الأولى التي يسطّر فيها أنّ إحقاق الحقّ و إبطال الباطل يمكن أن يتحقّق من خلال مقاتلة المسلمين تحت راية المشركين! و أن القتال تحت الراية الصليبيّة يرفع عن المقاتل إثم إمتداد آثار قتاله إلى غير المقاتلين من المسلمين! ثمّ ما هو المبرّر لهذا كلّه؟ تجيبك الفتوى بأنه: دفع أي شبهة تلحق به في ولائه لوطنه أمريكا! " إهــ

القرضاوي يتقن في تحريضه دور رئيس عصابة متمّرس
                                              
   أتقن القرضاوي لعب دور ضابط  متهوّر من عساكر العالم الثالث، وهو يحثّ جنود فرقته على الولوغ في الدماء مع إعـارة  أذن صمّاء لأي تأنيـــب ضمــير، حـتى كأننا حيال زعيم   
عصابة مـتمرّس في الإجرام و سفك الدّماء، لا أمام شيخ يعتبره ملايين المسلمين من  بقيّة السلف الصالح، و رائد صحوة إسلامية يرجى خيرها. كما يجدر بنا  التذكـير، أن مظاهرة القرضاوي الصليبيين قد حصل  في وقت  كان القرضاوي يناشد فيه المسلمين نصرة "إلإخوة "الأفغان بالمال، مردّدا دعاء النبي في الطائف" اللهم إني أشكو إليك ضعف قوّتي و قلّة حيلتي وهواني على الناس !"   

قياسا ظاهر الفساد

تجاهل القرضاوي وهو يوقّــع على فتوى الحال،أنه يتوجه بالخطاب الى جنود يتســع دستور دولـتهم لرمي الأوامر العسكريـة عرض الحائـط، دون خشية على سـلامتهم الجسدية، بل و يخول لهم رفض المشاركة أصلا، في قتال لا يستسيغون مبرّراته، ولم يكن خطابه موجها إلي عساكر مؤسسة الإرهاب الحاكم  في بلاد المسلمين، من الذين لا خيار لهم سوى التنفيذ أو مواجهة عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة العظمى( مع العلم أن الإسلام لا يبيح لهؤلاء الجنود المسترقّين قتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحقّ، و لو تحت الإكراه والتهديد بالقتل، لأنّ النفوس متساوية في الحرمة، فالنفس التي ضحّى بها الجنديّ من هؤلاء في سبيل إستنقاذ نفسه،  ليست أدنى قيمة ولا أقلّ حرمة من نفسه هو.كما أن الإسلام لا يبيح لهؤلاء العساكر الإلتحاق أصلا بجيوش مهمّتها حراسة العلمانيّـة المضادّة لشريعـة الرحمن ولكرامة الإنسان )(1) .                                                                                                                                                                  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هناك بعض بوادر يقظة، تمثلت في فتوى صدرت أخيرا عن بعض علماء الباكستان، في عدم جواز الصلاة على القتلى من الجيش الباكستاني في حربه ضد ما يسمى بالإرهاب ،وإن كان الإسلام ينتظر من هؤلاء العلماء الفتوى بعدم شرعية الإلتحاق بذلك الجيش أصلا( أنظر جريدة الحياة لشهر مارس 2004) .                                                
ـــــــــــــــــــــ 14 ـــــــــــــــــــــ                
في ملّة القرضاوي :المحافظة على الجنسية الأمريكية مقدّم على حفظ أرواح                               المسلمين!


   في نقد عنيف  للمبرّر السخيف لتلك الفتوى التعيسة(المحافظة على الجنسيّة الأمريكيّة ) أضاف جمال الشرقاوي في مقاله المذكور آنفا :" و نحن نسأل الشيخ يوســف القرضاوي الذي عاد و أكّد على نفس الفتوى و لم يتراجع عنها،بل دافع عنها بجرأة لا يحسد عليها، بل نشفق عليه منها (1)، يا فضيلة الشيخ، هـل الوظـيفة في الجيش الأمريكي أوغيره، والمحافظة عليها، تبيح للمسلم أن يقتل أخاه المسلم ويستبيح حرماته و يهلك نسله و حرثه، ويكون من الحرج المرفوع شرعا أو المغتفر حسب كلامك؟! وهل الجنسيّة الأمريكية و الحفاظ عليها مقدّم شرعا على الحفاظ على دماء المسلمين و أعراضهم و ديارهم و كرامتهم؟ هل حرمة الجنسية الأمريكية تـكون أغلى عند الله أقدس من حرمة دم المسلم، بحيث تسوّغ الرغبة في الحفاظ عليها أوعدم الـتشـكيك  في جدّيتها، إقدام المسلم على قتل إخوانه ؟! ...إن آلاف المواطنين الأمريكان ممن لا دين لهم و لا عقيدة رفضوا أن يشاركوا في الحرب التي " قــرّرت أمريكا "شنّها في فيتنام لإعتبارات رأوها أخلاقية، وتحمّل بعضهم محنة السجن و محنـة الفصل من الوظيفة، إحتراما  لضميره الإنساني، بل إنّ رئيس أمريكا السابق بيل كليـنتن رفض في الحرب ضدّ فيتنام(2) ثم نأتي لنسمع فتوى العار  التي تعلن أن العدل هو ما قرّرت أمريكا، والطاعة لما قرّرت أمريكا ،والمصلحة ما ترتضي أمريكا، والفتوى ما تشـتهي أمريكا... أيّها السادة(3) إن ما أسميتموه فتوى إنما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و لكنّ أي مسلم يعلم ما سبّبه ذلك القصف الأمريكي الهمجي في بلاد الأفغان من و أد للبنات و ثكل للأمّهات و يتم للبنين  لن يشفق على القـرضاوي إن كبــّه الله على مناخيره في النار، فليست نفسه الخبيثة، بأفضل من النفوس البريئة التي أزهقتها فتواه في افغانستان، وتزهقها اليوم في العراق، وستزهقها في قادم الأيام.
(2) لا بدّ أن ضمير كلينتن قد مات تماما بمجرّد إستلامه رئاسة أمريكا أو قبل ذلك بكثير . فما سبّبه قصفه للمدنيين في العراق، وما سبّبه حصاره الظالم لأهلها، و ما سبـبه من كوارث في البـوسنة و الهرســك و كوسوفو ينبئنا بنضوب معين الرحمة في قلبه،هذا إن لم يكن رفضه  المشاركة في حرب فيـتنام سبـبه دعاية سياسية لشخصه، أو مردّه الخور الأمريكي المعروف، أو زهده في بنات فيتنام المعدومات الجمال. كما لم يؤثر تخلّف الملاكم محمد علي كلاي عن تلك المعارك على شهرته و مستقبله الرياضي بل زادهما تألقا ــ و إن كان الإسـلام الذي يحرّم التحريش بين الديـكة والأكبــاش، يأبى عـلى كلاي ممارسة هذا النوع من الرياضة التي تنتهك فيها آدمية الإنسان وتضعف قواه البدنية (انظر حالته البدنية البائسة)وقد تزهق روحه فوق الحلبة...وان كان كلاي قد سقط أخيرا بشكل مريع حين رضي أن يوسمّه بوش، كشكل من" التكريم" الخداعي  بسبب خلفيته الإسلامية في حين انه كان يعلم جيدا انهار الدماء المسلمة التي سفكتها أيدي الرئيس الأمريكي.                 
(3) الخطاب موجّه إلى أربعة أشخاص تولّى القرضاوي كبرهم وهم د. محمد سليم العوا، و د. هيثم الخيّاط و فهمي هويدي و المستشار طارق البشري، وكلّهم  من عشّ الزنابير الإخواني. (بالنسبة الى سليم العوا، فقد اصدر فتوى بثها على مشاهدي التلفزيون المصري، مفادها ان المشاركة في برامج  قناة  الجزيرة حرام ، لأن ما يقع فيها من جدال حادّ ،  بمثابة صراع الديكة الذي حرّمه الرسول=                                                    
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 15 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو تصريح بالقتل لا شبهة فيه و لا إلتواء. وإنّ كل قطرة دم مسلمة تراق في افغانستان أو غيرها من بلاد المسلمين، سوف تعلق بأثوابكم يوم  القيامة، وكل نفس بريئة تزهق هناك، ستأتي ممسكة برقابكم يوم القيامة...إلاّ أن تعلنوا توبة صريحة من هذا التصريح بالقــتل الذي منحتموه بكلّ بـرودة أعـصاب وطيب نفس"إهــ

ضرورة محاكمة القرضاوي ورهطه كمجرمي حرب

   إنّ العدالة الأرضية تقتضي محاكمة  القرضاوي و رهطـه وفق أحكام الشريعة الإسلامية، و إن لم يتيسّر ذلك فـيجب تتبّعهم دوليّا كمجرمي حرب ضالعين في سفك دماء آلاف المدنيين العزّل .                                                                                                     
   إنّ وضع القرضاوي في قائمة يقع إسمه فيها بين السفّاح شارون و بينوشيه سفّاح الشيلي، من شأنه تنبيه من بهم غفلة و حسن نيّة وجهل بالدين، إلى حقيقة الشيخ الضلّـيل ورهطه، هذا مع إدراكنا المسبّق عبثيّة هذه الملاحقة عبر القنوات الغربيـة، لما للـقرضاوي وشارون من حصانة أمريكية عتيدة، لن تجديا عنهما شيئا(يوم يقوم الناس لرب العالمين).                                                                                                   

المبرّر السريالي الثاني  لفتوى القرضـاوي: التعاون على البرّ والتقوى !

    أمّا الدافع الثاني لفتوى القرضاوي، والذي تجاوز فيه  كلّ حدود المعقول و المنقول ليدخل بنا في تعرجات  و دوائر سريالية  أعجز فيها سلفادور دالي بمسافات ضوئية، هزءا منه بعقـول الناس أو إيهاما لهم بأن" فضيلته" يفتي وفق حكمة عليا لا يدركها الراسخون في العلم، قلت، اما المبرر الثاني لتلك الفتوى  فتصنيف القرضاوي  تلك المساعدات الجنائية المحرمة قانونا و شرعا، في خانة التعاون على البرّ والتقوى! حيث نصت الفتوى حرفيا على أن" من واجب المسلمين المشاركة فيه" بكل سبل ممكنة، تحقيقا لقوله تعالى( وتعاونوا على البرّ والتقـوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان).(وفق ما جاء في فتوى القرضاوي يجب على المجنّد الأمريكي المسلم أن لا يفوّت على نفسه أية فرصة للمشاركة في تقتيل المسلمين تحت راية العمّ سام، وبالتعبير الإسلامي، يــجب عــليه الحرص على

ـــــــــــــــــــ
=  و قد كتبت بالمناسبة الى الموقع الذي نشر الخبر( آراب تايمز) تحت عنوان" تناقض د سليم العوا" ما ياتي تفصيله:" فوجئت بما قيل عن سليم العوا من كونه ذكّر المشاهدين في برنامج تلفزيوني بأن التحريش بين البهائم محرم شرعا، و هذا جميل، و لكن القبيح في الأمر، أنّ الدكتور العوا، كان منذ سنوات قليلة، خامس خمسة ضمتهم عصابة حررت و أمضت على فتوى..ـ ثم ذكرت فتوى الحال ــ فما أعجب حال الدكـتور الذي يتورّع عن دماء الديكة و الفراريج، ثم يغمس يديه الى الإبطين في دماء الآف الضحايا من المدنيين العزل الذين حصدهم القصف العشوائي للجيش الأمريكي في افغانستان ليحولهم الى لحم مفروم .... لكنه النفاق الإخواني الذي يسوّل لصاحبه الإفتراس مع الذئب و التباكي مع الراعي،( انظر موقفهم في العراق: يشاركون في  مجلس الحكم الذي نصّبه الإحتلال، ثم  يدعون للمجاهدين بالنصر !) و في الختام اقول: لئن هجا أحد الشعراء قديما نظيرا له يسمى نفطويه فقال: احرقه الله بنصف اسمه و جعل الباقي صراخا عليه، فإني ادعو الله، باسم كل منكوب بفتوى شيخه القرضاوي، أن يحقّق في سليم العوا اسمه( السليم هو لديغ الحيّة) وأن يجعل لقبه صراخا عليه (العواء).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 16 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                     
                              
حضورالمشاهد كلّها! بسعيه في المشاركة في تلك المجازر"بكلّ سبل ممكنة"، فلو تعرّض  لجرح أو كسر في رجله، فيجب عليه فكّ الضمادات والرجوع الى الميدان، كي لا يفّوّت على نفسه ثواب المشاركة في اعمال التعاون على البرو التقوى" حتى يطأ بعرجته" أرض الأفغان وغير الأفغان، ويمزّق أوصال الصبيان والنسوان، حتى يرضى عنه سادته الأمريكان !".                                                       

   و قد أشارت الفـتوى إلى بعض"السبل" المعوّقة لنيل ثواب المشاركة ، والتي تتمثـّل في   
 امكانية أن تسوّل لأحد الجنود المسلمين نفسه ــ لا سمح الله ــ  إستبدال عمليّة التقتيل بطلب الخدمة في الصفوف الخلفيّة( للعمل في واجب الإغاثة و ما شابهها)! و قد ورد قطع الطريق على ذلك" السيناريو الخبيث " للتهرّب من القتال، بسؤال سأله أحد المرشدين الدينيين في الجيش الأمريكي، و كان ذلك السؤال المزعوم (1) يبحث  :"عمّا إذا كان يسع العسكريين المسلمين في الجيش الأمريكي أن يطلبوا الخدمة مؤقّتا في أثناء هذه المعارك في الصفوف الخلفيّة؟ فكان الجواب الصّاعق" إذا لم يـسببّ حرجا أو ضررا، وإلا فلا  ينبغي هذا"!(2).
  
 وعن تفسير نوع الضرر الذي من شأنه ان  أن يتعرّض له المجند الأمريكي  المسلم كتب د. صلاح الصاوي ( نفس المصدر ) ذاكرا ما نصّت  عليه الفتوى و إعتبرته ضـررا وحرجا بما جاء فيها" ثمّ مثّلت هذا الضرر بالشكّ في ولائهم! و تعريضهم لسوء الظنّ! أو لإتهام بالباطل! أو لإيذائهم في مستقبلهم الوظيفي! أو التشكيك في وطنيّتهم و أشباه ذلك، فإنه لا يجوز عندئذ هذا الطلب !" إهـ(3).                                                        
    
    ولما سلك القرضاوي  في تعبئة الجنود المسلمين لقتال الأفغان و غير الأفغان، مسلك الحجاج بن يوسـف مع أهل  العراق ، في عدم الأخذ بظروف التخفيف والإعفاء العسكريّ! كان على الإدارة الأمريكية أن تسند له رتبة ماريشال شرفيّة، جزاء جهوده الخارقة في خدمتها !( ولكن ظلم أمريكا لذوي القربى حملها في إحدى المناسبات على عدم منحه تأشيرة دخول أراضيها، مما جعل الأخير يستنكر جحود أمريكا  قائلا: كيف و أنا من جوّزت       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وإن كان سوء ظنّي في القرضاوي ورهطه، يذهب بي إلى الإعتقـاد أن فتـوى الحال قد حررت في غرفة العمليّات بالبنتاغون، لمراعاتها  كلّ شاردة و واردة. من ذلك جعل المجندين المسلمين في الواجهة الأماميّة ليشدّوا قلوب سـائر جنود المسلمين في غير الجيش الأمريكي، كما اعتقد  قبل كل ذلك أنّ القرضاوي لم يكن لينتظر إستفتاء المرشد الديني في الجيش الأمريكي حتى يدلي بفتواه، و يفتي بما أفتى   .
(2) لعلّ  من شواهد  ظلم أمريكا، حرمان القرضاوي من جائزة نوبل للسلام، بالمفهوم الأمريكي لكلمة سلام، لأنه أول من يستحقها و أكثر من بذل من أجلها (هل هناك أعظم من بذل الدين)؟  
(3) من سمع من المسلمين أن الخوف من تعريض النفس لسوء ظنّ  قد يفقد  المرء وظيفته،  أخفّ من قتل الأنـفس الكثيرة بغير حقّ،  بل و أخفّ من الردّة، لكون ذلك القتل قد تمّ بعد مظاهرة الكفّار على المسلمين؟! فأي عاقل يستسيغ وجوب الهروب من حرارة الشمس الي الإحتماء بالنار، ومن قطرات المطر  إلى السيل الهدّار؟! هذا و الله  فقه " السفاح المشروع" ( الأصل التراثي لهاته التسمية ما روي عن رجل زنى وسأل المفتي عمّا يصنع بولد الزنا الذي أثمره ذلك السفاح فقال له المفتي: هلاّ عزلت لمّا زنيت ؟! فأجابه الرجل (إعتمادا على فلسفة قرضاوية مقلوبة في ترتـيب المعاصي ): و لكن  بلغني أن العزل مكروه يا مولانا!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 17 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          
للمجند الأمريكي المسلم أن يقاتل أخاه المسلم ! "    

الترجمة العمليّة للبرّ و التقوى على الطريقة  الأمريكيّة!

   " جاءت الترجمة العمليّة للبرّ و التقوى في قتل آلاف المدنيين الأبرياء، و إبـادة قرى بأكملها و حرق الناس أحياء و حرق المساجـد و تدمـيرها، وهذا كلّه من أعمال البرّ و التقوى حسب نصّ الفتوى التي حرصت على التأكيد على أنّ هذه النتائج المتوقعة ضدّ الأبرياء مرفوع الحرج فيها عمن شارك فيها و مغفور له فعله، لأنه لاحيلة له في تمييز المدنيـين من العسكريين "(جمال الشرقاوي) .                                                         
  
   وقد أفتي  القرضاوي بما أفتى، على أساس  أن أرواح الأفغان المعدمين، أحلّ من  أرواح العقرب و الفأر والحدأة و الكلب العقور، إذ يمكن التضحية بها في سبيل بقاء أسياده العلمانيـين على عروشهم، و في سبيل تحقيق جماعة الإخوان مصالح حزبية ضيقة! فكم تفـرّدت  فتـوى الحال بسقوطها في  حضيض لم تشاركها فيه أسوأ فتاوى فقهاء الســلاطين إجراما و تكالبا على حطام الدنيا خلال 14 قرنا(على الرغم من كثرة الخيانات و تنوعها) حيث اكتفى الشيعة  قديما وحديثا، بتجويز ذبح المسلمين بأيدي جنود التتار المغول و أيدي الأمريكان في العراق، دون أن يصلوا إلى جرأة القرضاوي في التأصيل الشرعي لذلك،  ثم دون الوصول الى  دعوة القرضاوي الي  إشراك المسلمين في تلك المذابح " بكلّ  سبل ممكنة "!! فليدسّ كل اخواني رأسه في  التراب، أو ليتبرّأ من هاته الجماعة التي سقطت بالكامل، وإستقرتّ في الحضيض.                                                                                                               
 
المبرّر الثالث للفـتوى: تنفيذ حدّ الحرابة!

    جاء في نصّ الفتوى ــ الكارثة ما يلي:" ولو أنّ هذه الأحداث الإرهابية التي وقعت في
الولايات المتحدة الأمريكية عوملت بمقتضى نصوص الشريعة وقواعد الفقه الإسلامي،  لكان  الذي  ينطبق عليها هو حكم جريمة الحرابة الواردة في سورة المائدة في قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطـع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) المائدة 33 . إهـ "(1).
كما أعمت القرضاوي مراعاة مصلحة أمريكا ومصالح جماعة الإخوان، إلى حدّ سوّغ فيه لنفسه تفسير آيـات القرآن الكريم حـسب هواه، وبمعزل عن أسباب نزولها(وهي عادة  إخوانية عتيقة سنّها حسن البنا كما سنرى، وشاب عليها أتباعه) كلّ ذلك بإسم الإسلام! وبدعوى الإقتداء بالرسول عليه الصلاة و السلام! وتلك وقاحة منقطعة النظير، فأن يزنى الزاني فهو حرّ بأن يلقى الله بما يشاء من عمل، أمّا أن يدّعي، وهو يرتكس في تلك الموبقات، أن يوسف عليه السلام قدوته فيما يقترف من قاذورات، فـذلك  سوء الأدب الذي لا يدانيه  سوء أدب.                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و القرضاوي نقول: ولو أنّ فتواك  قد"عوملت بمقتضى نصوص الشريعة و قواعد الفـقه الإسلامي"  لنفـّذ فيك و في رهطك حدّ الخيانة العظمى للوطن في زمن الحرب،أو على الأقل حد قتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحقّ !                                                                  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 18 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إنّ جريمة " الحرابة التي تتحدّث عنها سورة المائدة و التي زخرت بتفصيل أحكامها كتب الفقه إنما هي السرقة الكبرى، وهي الجريمة التي تصدر عن مجرّد الرغبة الآثمة في إراقـة الدمـاء و ترويع السّابلة و إنتهاب الأموال تحت وطأة السّلاح! ليس لأصحابها قضيّة، و لا  لهم فيما يقدمون عليه أثارة من تأويل. و لعلّ العودة  إلى كتب التفسير والفقه  تجلّي هـذا الأمر. فقـد  أخرج البخاري و مسلم عن أنس بن مالك: أنّ نفرا مـن عــكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فبايعوه على الإسلام، فأستوخموا الأرض فسقمت أجسامهم فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فقال: ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها و ألبانها؟ فـقالوا: بلى،  فخرجوا و شربوا من أبوالها و ألبانها  فصحّوا فقتلوا الراعي و طردوا الإبل، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم  فأدركوا فجيء  بهم  فأمر بهم  فقطعت أيديهم و سملت أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا. و قد روي الحديث بألفاظ  أخرى مقاربة، و في بعضها أنهم إرتدّوا عن الإسلام و أصابوا الفرج  الحرام، و أنهم سملوا أعين الرّعاء، فأمر النبيّ صلى الله عليه و سلم فقتلوا و سملت أعينهم جزاء وفاقا و قصاصا عادلا. و العجيب أن أنس بن مالك رضي الله عنه و هو راوي الحديث ندم على ذكره للحجّاج الذي إتخذه ذريعة لتسويغ بطشه و جبروته، فقد روى بن مردويه عن أنس من طرق كثيرة أنه قال: ما ندمت على حديث سألني عنه الحجاج  قال: أخبرني عن أشدّ عقوبة عاقب بها رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال قلت: قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم و فد من عرينة من البحرين فشكوا الى رسـول الله صلى الله عليه و سلم ما لقوا من بطونهم و ساق الحديث" اهــ

" قال انس بن مالك: فكان الحجّاج إذا صعد المنبر يقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع أيدي قوم و أرجلهم ثم ألقاهم في الرمضاء حتى ماتوا بحال ذود من الإبل، فكان الحجاج يحتج بهذا الحديث على الناس... قلت فما بال من يتنفّل بتقديم هذا التكييف الى الصليبية العالمية و هي في مقام إعلان النفير العام على طائفة مستضعفة من أمته، لم يقم الى الآن دليل معتبر على تورطها  في هذا الحادث (1) " إهــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مرت أكثر من خمس سنوات على أحداث 11/9 دون أن توفّر الإدارة الأمريكية أي دليل ذي قيمة على تورط تنظيم القاعدة، و إن كنت أتمنى شخصيّا بعـد  حصول ما قد حصل  وبعد أن دفع المسلمون ثمن ما أرتكب كاملا،أي بعد خراب البصـرة، و سـقوط إمارة طالبان الإسلامية (على ما عليها من مؤاخذات و نواقص) وقتل الآلاف من المسلمين  أن تكون القاعدة  فعـلا و راء العملية. وهذا لا يعني موافقتي ولا موافقة أي مسلم عاقل على ما حدث، لا لأنّ أمريكا لا تستحق ما فعل بها في 11/ 9( بل و تستحق أن تحوّل كلّ أيامـها الى11/9، فليس شيوخها و أطفالها  أشرف و لا أحـقّ بالحيـاة  من شيوخ و أطفال ونساء المـسلمين في فلسطين و لبنان والعراق وغيرها من البلدان الإسلامية) و إنما لعدم مراعاة تنظيم القاعدة ـ لو كانت هي من تقف وراء العملية ـ للأولويّة في السلّم الترتيبي لأعداء أمّتنا، ذلك السلّم الذي يتصدّره رموز الإرهاب  العلماني الحاكم في العالم الإسلامي، ذلك أن كفّار قريش كانوا الهدف الأول للرسول عليه السلام وليس أطفال الروم أوالفرس!           كما اضم صوتي الى صوت الدكتور الشيخ سفر الحوالي في لومه تنظيم القاعدة على عدم مشاورة المخلصين من علماء الأمة، فيما إعتزموا عليه إذ كتب يقول " فلو أن المجاهدين التزموا كتاب الله و سنةّ  رسوله على التمام، ومن ذلك التشاور مع من يهمّه الأمر، وتركوا الافتئات على سائر الأمة، لتحقّق لهم من النكاية في العـدوّ و قوّة الشوكة ما ينفع و لا يضرّ، و لما كان أحد أن يعترض عليهم إلإ منافق معلوم النفاق"  ثم يخلص الدكتور بعد عرض العملية و ما أسفرت عنه  من قتلى  على ضوء الكتاب و السنة ليقول:"الأفغان هم الأبرياء وليس من سقط من العدوّ "(مجلة "السنة "العدد 110 نوفمبر 2001) ... فأن=
                   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 19 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

........................................................................................
ـــــــــــــــ              
=  يكون  بن لادن أحد أبطال  تحرير أفغانـستان من الروس بما بذل من مال وجهد( و في هذا ذاته نظر، وإلا فإن الأفغان لم يكونوا في حاجة الى مقاتلين من غير قوميتهم، هذا زيادة على ما أحدثه السعوديون من رفاق بن لادن، من تفرقة بين الفصائل الأفغانية بسبب ضيق أفقهم و تعصبهم المذهبي وسرعة تكفيرهم لمخالفيهم حتى حملوا بعض الأفغان على القول "إننا سوف نجاهد الوهابيين بعد قضائنا على الشيوعيين"، كما أن حضورهم الآن في العراق لا تستفيد منه غير الإدارة الأمريكية المتورطة أمام الرأي العالمي في شن حرب ظالمة على أهل بلد تسمح لهم جميع القوانين الوضعية والشرائع السماوية بالدفاع عن اراضيهم أو بحق تقرير المصـير، ولكن وجود الوهابيين أو السلفيين من القاعدة هناك، يتيح لأمريكا المجال، للإدعاء بأنها تسعى الى حرب القاعدة في شخص الزرقاوي أوغيره خصوصا وأن معجزة الثبات في مقاومة امريكا في العراق، معجزة عراقية بحتة, فأهل العراق لايحتاجون الى أفراد القاعدة.
    أقول، لو سلمنا أن بن لادن كان من أبطال تحرير افغانستان، فإن ذلك لا يعطـيه شيكا على بياض و تفويضا مطلقا بأن يفعل بأمّتنا ما يشاء، فلكلّ خطوة حكمها الشرعيّ "و لكلّ موقف حسابه"بعبارة سفر الحوالي ـ والـمساءلة واجبة، بعدما اكتوت أمتنا منذ قرون و ما تزال، بلظى نتائج تصرفات الزعيم الأوحد الذي لا يسأل عمّا يفعل. فالضرب الحقيقي  لمصالح أمريكا، لا يتحقق بما يفعله بن لادن( لو كان هو الفاعل )لأن أمريكا لن تـتراجع قيد أنملة عن إجرامها، ولو أصيبت يوميا بما أصيبت به يوم 11/9  لأن دوام  رفاهيتها و أمنها وأمن اليهود ودول الغرب عموما، هو في دوام ذلنا وموتـنا وفقرنا و رعبنا و هواننا على حكامنا. وإنما يتحقق الإضرار بأمريكا من خلال ضرب مصالحها أي في إزاحة وكلائها في منطقتنا، فأمريكا لا تلام لأنها وجدت دابة فارهة تبول بترولا و تـروث ذهبا، و يسوسها خائن فركبتها بعدما أعطى له ذلك الخائن زمامها. وإنما اللوم يقع علينا نحن، لأن الذئب لا يلام على الإفتراس لأنه خلق ذئبا وإنما يلام صاحب الحظيرة الذي رأى حارسه يفـتح الباب لذلك الـذئب الضاري ثم لم يعمل على صرفه واستبداله. لذلك يمكن تشبيه ما فعله بن لادن (إن كان هو الفاعل ) بمن بلغه أن زوجته  قد زنا بها رجل فتركها دون عقاب ليفجّر بيت ذلك الزاني بما فيه من أطفال و نسوة ليس لهم ذنب فيما جرى!
فاذا كنا نحن المسلمين نضحي بأبنائنا في سبيل توفير حياة كريمة للشعوب المستـضعفة حتى و لو أصرت على كفرها، فكيف نسوّغ  قتل مدنيين لا ذنب لهم، هذا على ما في تلك العمليات من غدر و لؤم، و إلاّ فأي رجولة في التستّر بالظلام لتلغيم قطار ركاب مدنيين  كقطار مدريد مثلا ّ؟! إن إسلامنا يتمسك بأخلاقياته الرفيعة حتى زمن الحرب، فإذا كان بين المسلمين والكفار هدنة، ثم أدرك المسلمون أن الكفار سيهاجمونهم ناقضين تلك الهدنة، وجب على المسلمين إبلاغهم بإبطال تلك الهدنة، حتى لا يكون استئنافهم القتال من قبيل الغدر. قال الله تعالى(وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فأنبذ إليهم على سواء إن الله لا يحبّ الخائنين) الأنفال. لذلك أصبحت أضيق بسماع أخبار بن لادن و قاعدته المزعجة كما صرت  أرجو الله أن يرزقه الله الشهادة التي يتمناها و يخلّصنا من هذا الكابوس الثقيل, والزوبعة الخلّب التي إستفاد منها أكابر المجرمين في أوطاننا  فقدّموا  للعالم  في صورة روّاد السلام و المبادرين قبل سواهم  في حرب ما سموه بالإرهاب، كما أعطى لأمريكا المبررات لمزيد بلطجتها في العالم، ودعم هؤلاء الحكام الإرهابيين والمدّ في وجودهم الثقيل .... أقول هذا و أنا لست من رجال المخابرات أو أعداء بن لادن، فأن أحرّم من قاتله أوأعان على ذلك ولو بشطر كلمة او إيماءة رأس. كما أناشده الله في المقابل، أن يترك للبوصلة الشرعية مهمـة تحديد وجهة ماسورة بندقيته. فكفى إهدارا لطاقات الشباب المدرّب الذي كان من المفروض تجنيده في معركة تحريرنا من ربقة الإرهاب العلماني المهيمن على بلادنا.       
ــــــــــــــــــــــ 20 ــــــــــــــــــــ

 " أما كتب الفقه فهي زاخرة بالتأكيد علي حقيقة الحرابة و التمييز بينها و بين ما قد يلتبس بها من جرائم أخرى كجـريمة  البغي و الخروج على الإمام الحقّ بغير حقّ و نحوه، و لقد فرّق الإمام مالك بين البغي و الحرابة فقال:البغي يكون بالخروج على تأويل غير قطعي الفساد،  والمحاربون خرجوا فسقا وخلوعا على غير  تأويل، الزرقاني ج8 ص 192 وان القوانين الوضعية تفرق بين  الجريمة الجنائية و الجريمة السياسية وتعطي لكلّ منهما ما يناسبه من الأحكام مستصحـبة القصود والبواعث في كل حالة .
و السؤال الآن : هل نحن أمام جريمة جنائية بحتة لا أرب لمن تولّى كبرها إلاّ إنتهاب الأموال و إراقة الدماء حتى يصحّ تكييفها بأنها جريمة حرابة؟، إن الذين باشروا هذا العمل قد أفضوا إلى ما قدّموا، و كانوا هم أوّل وقود لهذا الهجوم و في طليعة ضحاياه، وهذا بالقطع ينفي عنهم أن تكون الرغبة في إنــتهاب المال مســتصحبة بــوجه مــن الوجــوه"
(الصاوي).

لأول مرة في التاريخ الإسلامي زعيم صليبيّ يكلف بتطبيق حدّ إسلامي!

الغريب في الأمر أن إعطاء صلاحية إقامة حدّ الحرابة دون ضوابط شرعيّة ،( تلك الأعطية التي طالما جاد بها المرتزقة من العلماء على المـتغلبين من الحـكام ، فأتخذوها ذريعة لســفك دماء و مصادرة أموال الخارجين عليهم بحقّ  (1) ، يمنحها القرضاوي(2) و في مطلع القرن الحادي و العشرين، الى قائد مسيحي متعصّب ـ جورج بوش الإبن ـ  أعلن بكلّ تبجّح أن حملته على أفغانستان هي حملة صليبيّة، و ليس دافعها الغيرة على حدّ الحرابة  المهجور، كما ذكر يوسف القرضاوي  في فتواه التعيسة!
                                                                               
أسوأ ما تضمّنته الفتوى

    لعلّ أخطر ما جاء في الفتوى هي الموالاة  الصريحة  للكفّار. موالاة  بلغت حدّ المشاركة الفعلية في حرب المسلمين أمرا و تنفـيذا ( الفتوى من القرضاوي، و التنفيذ من الزعيم الإخواني الأفغاني برهان الدين رباني قائد تحالف الشمال، ثم  التعساء من المجندين المسلمين الأمريكان والأفغان) .لأن أن نصرة الكفار و مظاهرتهم على المسلمين، تعدّ ردّة صريحة  لا تجبرها سوى توبة معلنة، و قد حرّر بمناسبة هذا الحدث الجلل عشرة من العلـماء الأجلاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " أغلب المجتهدين  يجمعون على أن البغاة هم الخارجون على الحاكم سواء فسق الحاكم أو ظلم أو كفر، وبذلك صار إجتهادهم هم  أيضا بغيا على الأمّة و ظلما لها "( الأستاذ عبد الكريم مطيع الحمداوي في تحقيقه لكتاب تحفة الترك للطرطوسي). انظــروا     كتبه القيمة في موقعه: www.achabibah.com
(2) قرض قرضا الشيء : قطعه، القرضاوي هو قرضاوي بالمدلول التونسي للكلمة  فالقرضة باللهجة العامية التونسية،هي قطعة الحطب الضخمة التي يستعملها الجزّار كأرضيّة يضع عليها اللحم ليهوي عليه بالساطور قصد تجزئته، القرضاوي هنا قد أدّى بفتواه، نفس الدور الذي تؤديه القرضة في تعاونها التآمري مع الجزّار، حيث جعل من ظهره قرضة عرّض عليها لحوم أهل التوحيد للساطور الأمريكي الأهوج ليفـعل فيه فعله. ولا شكّ أن الـساطورالأمريكي الأخرق، سـينال من القرضاوي نفسه أضعاف ما سيناله الضحايا من حدّ شفرته.لأن القرضة(القرمة) ذاتها معرّضة دوما الى ضربات الجزار الطائشة بخلاف اللحم ــ الضحيّة ــ  الذي يقطع مرّة  واحدة. فالغـرب الذي إستبشر بهاته الفتوى ووصف صاحبها ب"الشيخ الشجاع" سوف يحسن إستغلالها، و ستبقى لعنة جارية على أصحابها  ما لم يعلنوا توبتهم العلنية عن كل ما تقدم ز ما تأخر من جرائمهم الإخوانية.                                                                                                    
                                                               
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 21 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                               
بيانا نشـر في جريدة "الشعب"على موقعها في الأنترنيت و جاء فيه:"و نحـذّر من إعانتهم (1) و نصرتهم على المسلمين بأي نوع من الإعانة و لو باللسان فإن هذه ردّة عن الإسلام والعياذ بالله، و قد  أجمع علماء الإسلام على أنه من ظاهر الكفار على المسلمـين و ساعدهم بأيّ أنواع المساعدة فهو كافر مثلهم كما قال الله سبحانه وتعالى: ( يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، و من يتوّلهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمـين))المائدة 51، و الخصم الرئـيس في هذه الأحداث هـم اليهود و النصارى فبعضهم أولياء بعض، فكيف إذا أنضم تحت رايتهم أهل الشرك والإلحاد و النفاق كما هو في هذا التحالف المشئوم الذي تقوده أمريكا الكافرة ؟" إهــ و هـؤلاء العلماء هم على التوالي: د. الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود / الشيخ أحمد بن صالح السناني/ الشيخ الدكتور سعد عبد الله عبد الله  الحميد / الشيخ الدكتورعبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف / الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل/الشيخ حمد بن ريس الريس/الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التركي/ الشيخ فريح بن صالح البهلال/ الشيخ حمد بن عبد الله الحميدي/الشيخ ناصر بن حمد الفهد. ( انظرجريدة" الشعب " بتاريخ 23 /11/ 2001).       

فتوى القرضاوي: ظلمات بعضها فوق بعض

يعد القرضاوي ـ بالمنظور الإسلامي ــ  أول ضحايا فتوى الحال، لأنها حلقت دينه و دين من رضي بفتواه، قبل أن تحلق رؤوس الأفغان و من سيليهم من الضحايا المسلمين، و لقد أحدث بفتواه  تلك تحريفا غير مسبوق(2) و إن لم يكن مستغربا إن صدر من البيت الإخواني،  حين جعل الولاء للوطن بدل الإسلام، ثم حين أضاف الحشف الى سوء الكيلة بجعل ذلك الوطن دار كفر! ثم حين أضاف الى الحشف و سوء الكيلة غلاء السّعر، حين  جعل الولاء لوطن كافر يعد رأس حربة في تأليبه و تجنيده شعوب الأرض لرمي المسلمين عن قوس واحدة، وذلك الوطن هو أمريكا " الأمّة الـطاغية التي جمعت بين جبروت عاد،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي إعانة و نصرة أمريكا و من حالفها من الأفغان، و من جيوش جمهورية إيرن "الإسلامية" التي برهنت عمليّا عن "عدائها للشيطان الأكبر" بمساهمتها في تلك المعارك الي جانب أمريكا ! وهو الأمر الذي كشفه رئيسها الأسبق هاشمي رفسنجاني في خطبة  جمعة بجامعة طهران، حيث صرّح بأنه " لو لم تساعد قواتنا في قتال طالبان، لغرق الأمريكيون في مستنقع أفغاستان" و قد نشرت ذلك صحيفة القدس في شباط 2002، وهـذا يبيـّن لنا  متانة الخلة و التحالف بين الإخوان والشيعة، والأمريكان، و وضعهم اليد في اليد، لنصرة كل جهة تستهدف الإسلام و أهله ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلاّ المتقين).
(2) أي لم  يسبق الإخوان به أحد، و إلاّ  فله نظير في تاريخ الإخوان كما سنرى ذلك مفصّلا في الرسالة  الثانية من هذا البحث، فتـناول القرضاوي  كصفحة مقتطعة من كتاب، أو كحالة معزولة، لن يكشف سرّ ظهور فتوى الحال بهاته الصيغة، كما لن يكـشف عن سر قفز القرضاوي العجيب على الأدلة الشرعية و تجاهله المعلوم من الدين بالضرورة، فلمعرفة القرضاوي(كما سبق أن ذكرت )لا بدّ من معـرفة فكر حسن البنا، ولمعرفة فكر حسن البنا، لا بدّ من الإطلاع على الفكر السنّي الإرجائي، فالحلقات الثلاث شديدة الإتصال ببعضها، و لا يمكن تناول كلّ واحدة منها على حدة، وّإلاّّ لصنّفت فتوى القرضاوي في خانة  المبادرة الفردية و الإجتهاد الشخصي  المأجور! وهذا خلاف الواقع تماما. القرضاوي يتكلّم بإسـم فكر جماعة الإخوان و ثوابتها العقائدية، والإخوان يتكلمون باسم أهل السنة  و أهل السنة يدافعون بكل غباء عن  سنة فرعون لا سنة محمد، و ينافحون عن دين الملك، لا عن دين الله.( فالمسألة تحتاج  الي اصلاح هيكليّ و نقض للبيت السني من أساسه لو أردنا لهذه الأمة خيرا).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 22ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


و عدوان ثمـود، و إستكبار فرعون، و خبائث قوم لوط، و تطـفيف مدين، و ضمّت إلى ذلك مكراليهود، و حرصهم على حياة، و تلاعبهم بالألفاظ، و تزكيتهم أنفسهم على كلّ أحد سواهم"(1).  

   كما إشـتملت فتوى الحال على أعاجيب و مخاريق  ينسي بعضها البعض الآخر، لعل أخطرها  كما أشار د.صلاح الصاوي:" تقديم الولاء على أساس المواطنة على الولاء على أساس الإسلام ، فمتى حدث تعارض قـدّم الولاء الوطني على الولاء الدينيّ،  فترخص الدّماء، و يضرب الذكر صفحا عن جميع التداعيات، فقد ذكرت الفتوى في معرض تسـويغها لقتال المسلمـين تحت رايـة الكافرين أنه مغـتفر في جانب الأضرار العامّة الـتي تلحق المسلمين في الجيش الأمريكي،  بل و في الولايات المتحدة بوجـه عام،  إذا أصبح مشكوكا  في ولائهم لبلدهم الذي يحملون جنسيّـته و يتمتعون فيه بحقّ المواطنة. و أعجب  من هذا كلّه، إستـدلاله لهذه المشاركة والإعتذار عنها بالمحافـظة على الولاء  للدولة التي  يحملون جنسيتها و يعملون في جيوشها! و هذا لعمر الحقّ معقد جديد للولاء و البراء، ما سمعنا بمثله إلاّ من أمثال هؤلاء أو في مثل هاته الفتوى! ولله في خلقه شؤون!". ثم يؤكّد صاحب المقال على أنّ" معقد الولاء و البراء في الشريعة هو الإسلام و ما جاء به من البينات و الهدى، فقد حرّر الإسـلام بني البشر من التعصّب للأعراق و الألوان والألسنة، ومحّض ولاءهم للحقّ الذي نزل من عـند الله، و أمرهم أن يكونوا قوامين بالقـسط شهـداء لله، ولو على أنفسهم أو الوالدين و الأقربين وهو بهذا لا يفرّق بين من يقيم في دار الإسلام ،أو يقيم خارجها، فهذه الـشريعة عامة تخاطب المسلم أينما كان، فـوق  كلّ أرض، و تحت كلّ سماء، فالمسلم لا ينصر أحدا على باطل، مسلما كان أو غير مسلم، فردا كان أو كيانا سياسيّا،غربيّا كان أو شرقيّا. فإن نصر قومه على الباطل، فهو كالبعير الذي تردّى، فهو ينزع بذنبه"إهـ .             
                                                                                           
شهادة أمريكيّة تدين  إجرام ساستها!

   قدّم مثقفون أمريكيون بيانا في يوم 11/9 بمناسبة الذكرى الأولى لحوادث نيويورك( نشر في وسائل الإعلام الأمريكية) يدعون فيه الشعب الأمريكي الى" مقاومة السـياسات و التوجهات التي أنبثقت غداة 11/9/2001 عن إدارة الرئيس جورج بوش و التي تشكّل ــ حسبما جاء في البيان ــ" مخاطر جديدة تهدّد شعوب العالم أجمع " و أشار البيان الى إعداد الحكومة الأمريكية علنا لشنّ حرب شاملة ضد العراق، وهو بلد لا تربطه صلة بأحداث أيلول المرعبة" متسائلا: أي عالم سيصبح عالمنا إذا باتت الحكومة الأمريكية حرّة طليقة ترسل فرق الكومندز والمجرمين والقنابل حيث تشاء!" و قال البيان: أننا نؤمن بأنه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر د. سفر الحوالي مجلة السنة العدد 110 نوفمبر 2001.                             
عن ظلم امريكا قال  الشاعر احمد مطر: في  الكون مخلوقان / إنس و أمريكان .  كما كتب أيضا: أنا ضدّ أمريكا إلى أن تنقضي/ هذي الحياة و يوضع الميزان ... / هي جذر دوح الموبقـات وكل ما/ في الأرض من شرّ هو الأغصان /  من غيرها زرع الطغاة بأرضنا / و بمن سواها أثمر الطغيان؟!
و عن الصلف و الغرور الأمريكي كتبت رنا قباني "...و أذكر أن وزير خارجية  أمريكا شولتز خبط بقبضة يده خلال أحد مؤتمراته الصحفية، وأعلن أنه ما من سبب في هذا العالم، يبرّر الإعتداء على حياة الأمريكيين "! ( رسالة إلى الغرب د. رنا قباني ص 34).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 23 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   

يجب على أصحاب الضمائر تحمّل مسؤولية ما تفعله حكوماتهـم، ويجب علينا أوّلا معارضة الظلم الذي يرتكب بإسمنا. لذا نـدعو جميـع الأمريكيين والأمريكيات الى مقاومة الحرب و القمع اللذين فرضتهما إدارة بوش على العالم أجمع، لكونهما عملا ظالما غير أخلاقي وغير شرعيّ"إ هـ

  فبأيّ وجه سنقابل أصحاب الضـمائر الحيّة من الغربيين، حين يبلغهم  أن كاهننا الأكبر       لا يشاطرهم الرأي في عـدم شرعية  جرائم بوش!  بل يراها عين العدل الذي يحثّ عليه دين الإســلام!  كما يرى أنّ نصرة بوش " بكلّ سبل ممكنة " هو واجب كلّ مجنـّد أمريكي مسلم، و غير مسلم، بما فيهم أصحاب البيان أنفسهم ؟!
                                                                       
   كما جاء في البيان المشار إليه:" لقد أعلن الرئيس بوش أنتم معنا أو ضـدّنا، وها نحن نجيب: نرفض السّماح لك بالتحدث بإسم كلّ الشعب الأمريكي، و لن نتخلى عن حقّـنا في السؤال، و لن نسلّم ضمائرنا مقابل وعد خاو بالأمن، و نرفض أن نكون طرفا في هذه الحروب. كما نـتبّرأ من أيّ تدخّل يشنّ بإسمنا أو من أجل رفاهيتنا. إننا نمدّ اليد إلى أولئك الذين يعانون من تلك السّيـاسات في أرجاء العالم، و سنعبّر عن تضامننا بالكلام و الفعل".  و دعا البيان الأمريكيين كافة، إلى الإنضمام لمواجهة هذا التحدّي مستلهما من جنود الإحتياط الإسرائيليين الذين جازفوا بحياتهم لحـظة أعلنوا"أن ثمة حدّا" ورفضوا الخدمة
في إحتلال الضفة الغربية و غزّة. و ختم بالقول" فـلنسمع العالم تعهّدنا: سنقاوم آليّة الحرب والقمع، وسنعمل على إستنهاض الآخرين من أجل القيام بأي شيء ممكن لوقفها " ووقّـع على البيان أكثر من ألفي فـنان و مثقف و أكاديمي (موقع الإسلام اليوم دوت نات).

   ولئن تحركت ضمائر بعض الأمريكيين  فنددوا بظلم ادارتهم  و جورها، فإن الـقرضاوي و عصبـته الإخوانية  قد  وضعوا ضمائرهم و ضمائر الآلاف من المجندين من أبناء المسلمين في ثلاجة،  حين رضوا بأن يكونوا طرفا في حرب لم تعدهم فيها أمريكا بشيء من رفاهية شعوبهم، ولا حتى بكفّ إرهاب حكامهم عنهم. بل و الأدهى، أن أمريكا  قد أخزت القرضاوي (لأسباب تكتيكية  بحتة غايتها رفع رصيده لدى سذج الإخوان وابرازه في صورة الشيخ المضطهد) ، حين ضنّت عليه  بتأشيرة الدخول إلى أراضيها!( ولخزي الآخرة أعظم)  كما شن عليه اليهود حملة مماثلة، على الرغم ان الشيخ قد صرّح في جريدة الأهرام عدد42949بتاريخ 9/4/2004 قائلا:" أنا لا أكره اليهود و اعتراضي ينصبّ على سياسات إسرائيل". كما  جاء في جريدة الحياة عدد 15078 بتاريخ 9/4/2004 و تحـت عنوان: يهود بريطانيا يشددون الحملة على القرضاوي: شرح الناطق باسم الرابطة الإسلامية  في بريطانيا السيد عزام التميمي ـ إخواني فلسطيني ـ للحياة ان الرابطة التي تنظم المؤتمر الدوري للمجلس الأروبي للإفتاء و البحوث اتصلت بالمراجع  الحكومية البريطانية و تلقت ترحيبا واضحا واعتبرت المراجع أن الشيخ القرضاوي مصدر توعية و تهدئه وأن زيارته مفيدة، ثم ّأن عمدة لندن كين ليفنستون وافق على أن يقام المؤتمر برعايته. وعلى هذا الأساس وافق الشيخ على المجيء " (  ستكون الحملة على الشيخ مصدر تهافت سذج الإخوان على حضور مؤتمر الشيخ ـ الصنم  الذي أثار  بتزلفه للحكام  تقزّز العلمانيين، إلى حدّ كتب فيه الدكتور أسامة فوزي يقول :" لو عاد الرسول الى الحياة في أيامنا، لكان أول أمر يأمر به إعدام القرضاوي!". كما فكرت  الدوائر البريطانية  أخيرا في دعـوة إخواني آخر، يعدّ أيضا من أنفع و ســائل مــنع  الحمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 24 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ( حمل الفكر الإسلامي الأصيل)  وأعني به المهرّج الإخوانيّ عمرو خالد، فقد ذكرت جريدة الشرق الأوسط في عددها 9351 بتاريخ 4/7/2004 و بقلم عبد الرّحمن الراشد ما يأتي بيانه" السّلطات البريطانية تدرس حسب رأي صحيفة الصنداي تايمز، مذكّرة الإستعانة بدعاة اسلامييّن معتدلين مثل عمرو خالد لمواجهة التطرّف المتنامي بين أبناء الجالية الإسلاميّة في بريطانيا، وهو داعية حليق بربطة عنق يروّج للتأمّل و التّسامح " إهــ و قد شاع ذكر الدّاعية الحليق الوجه و الدين، بعد  درسه الشهير الذي أعلن فيه أن المسجد الأقصى قد شيّد على أرض يملكها يهودي! و قد إستحسن الكيان الصهيوني هاته الفتوى الإخوانية الى حد نقل درسه مرتين" للإخوة اليهود" في الأرض المحتلة. و على ذكر اليهود د،  نورد فتوى الإخواني العتيق د. حسن الترابي بعدم  كفر اليهود و النصارى " حتى اذا  قيل له: ألم يقل الله عز و جل عن اليهود كذا و كذا أجاب:" يهود اليوم ليسـوا هم اليهود الذين ورد ذكرهم في  القرآن الكريم( عن مجلة الطالب السوداني). و في محاضرة له في جامعـة الخرطوم أجاب" اليهود الذين أتحدث عنهم ليسـوا صهاينة وإذا قيل له: لقد أخبرنا الحقّ جل و علا في محكم كتابه بأن اليهود و النصارى كفار أجاب: كلمة الكفر لا تعني الخروج من الملّة، وإنما بمعنى تغطية بعض الحق مثل المسلم الذي يقارف معصية ثم يتوب منها ثم يمضي الترابي قائلا " بل سمّاهم الله في القرآن أهل الكتاب فهم مؤمنون" (قد يكون القرضاوي أسّس فتواه على أساس أخوّة بوش في الله، فأوكل إليه تطبيق حد الحرابة بعد التعاون معه على البر و التقوى!) و في موضع آخر يقول الترابي:" إننا لا نريد الدين عصبيّة عداء، و لكن وشيجة إخاء في الله الواحد"! (انظر مجلة المجتمع العدد 736 بتاريخ 8 /10/ 1985).
                                                            

فتوى الحال تذكّر الغرب بمخازي رجال الكنسية

   يحلو لبعض السذج الترديد بأنّ أحداث 11/9 قد نتج عنها إسلام آلاف الأمريكيين بعد عكوفهم على دراسة الإسلام إلى درجة  نفاذ  جميع نسخ ترجمة معاني القرآن الكريم من  الأسواق هناك! والحال أنّ عبادة الأمريكيين للمشاهير والأبطال وأصحاب القوّة و المغامرة  و تقديسهم الى حدّ الهوس، هو ما دفعهم في حقيقة الأمر الى تلك الدّراسة بعد أن دخل الكاميكاز من أصحاب بن لادن  في جملة هؤلاء المشاهير، وإلاّ فإنّ فتوى القرضاوي كفيلة بردّة من أسلم من الغربيين على مدي خمسين عامّا، لأن تجربة الغرب مع الكنيـسة مازالت تذكّر الغربييّن بوقـوف الكنيسة( صاحبة محـاكم الـتفتيش الدّمـوية) في صفّ الملوك والإقطاع، ضدّ حريّة ورخاء الشعوب الغربيّة. فوثيقة التصريح بالذبح المجـّاني التي وقّعها شيخ الإخـوان، تعدّ بالنسـبة الى أصحاب الضمائر الحيّة من الأمريكيين خاصة والغربيين عموما، مذكّرة جديدة ولكنها أشدّ قـتامة من السجّل الأسود لرجال الكنيسة، في عدائهم  للإنسان وإرهابـه و سحق عظامـه، وإغتيال أمله في غد أفضل وعيش كريم. كما تعدّ تلك الفتوى حجة إثبات دامغة وفعّالة لمقولة كارل ماركس بأن" الدين أفيون الشعـوب". شهادة إثبات تكسب نظرة ماركس للدين صفة العالميّة والشمول. كما تعتبر الفـتوى شـهادة إدانة و تجريم لدين الإسلام عموما، بسبب ما تعيشه الشعوب الإسلامية من قمع  واستبداد وإقطاع  مشابه لما عاشته الشعوب الأروبية في القرون الوسطي. فمن سيجرأ من مثقفي الغـرب على إعتناق  إسلام  متلبّس  بمساندة و تبرير الإرهاب الرسميّ للإدارة الأمريكيّة؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 25 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقي أمر وحيد يتمثل بوجوب قيام اتباع الكنيسة في الغرب بردّ بعض الإعتبار للهلكى من رجالها، لأنّ  إجرام هؤلاء الكهنة الغابرين في حقّ  بني جلدتهم ، لم يبلغ  درجة تحريض  المسلمين على قتلهم كما فعل القرضاوي بأهل ملـّته. هذا فضلا على أن رجال الكنيسة قد سـعوا منـذ مارتن لوثر و كما  يسعون اليوم ، للتكفير عن خطايا أسلافهم، فهم يقفون اليوم و على خلاف القرضاوي، بجانب شعوبهم و يتقدمون المظاهرات المنددة  بتجاوزات الحكام (أنظر أوكرانيا وغيرها) كما يقدمون أرواحهم في أريزونا في سبيل حفظ صغار المزارعين من جشع كبار الملاك هناك ( انظر أيضا أقوال القسّ الزنجيّ الشجاع مارتن لوثر كينج في آخر هوامش الرسالة الرابعة من هذا البحث) .

إكتمال قتامة المشهدالإسلامي بالنسبة للغربيين وأبناء المسلمين

    قبل أكثر من عقدين ، و في سنة 1979، فوجىء عقلاء العالم بقيام نظام شيعيّ متطفل على الإسلام يحمل على كاهله غبار القرون الوسطى وينسب زعيمه( الخميني) لنفسه العصمة! في زمن يحاسب فيه الرئيـس الأمريكي من قبل الكونجـرس بسبب دفعه مئة دولارإضافية على الأجر المقرّر لحلاقة  شعر الرئيس!                                        
 
 و يعدّ الخميني فلتة شيعيّة لا يجود  الزمان بمثلها، لأنه قام  بتحطيم جدار الجّمود الشيعي الذي" كان ينتظرالإمام الثاني عشر( المهدي المنتظر) الذي دخل سردابا قبل أكثر من ألف سنة ومازال حيّا الى الآن ليظهر من سردابه ويقيم له دولة، حيث كــان الشيعة يشترطـون
لشرعية الدولة أن يرأسها أحد الأئمة الإثنى عشر و قد ذهبوا كلهم و لم يبق غير صاحب السـرداب، و بدونه لا يـجوز أن يقيموا دولة أو حتى أداء صلاة الجمعة أو أن يجاهـدوا عدوّا إلاّ الدفاع عن النفس..غير أن الخميني جاءهم بفكرة جديدة على مذهبهم،  وهي ما عرفت بولاية الفقيه، وملخّصها أن الفقيه المعتبر عندهم له الحق في القيام بما يقوم به الإمام الغائب في كلّ شيء عدا الجهاد الأكـبر، و قد تولّى هو العملية كاملة،أي ولاية صاحب السرداب الخرافي الغائب! ويبرّر الخمينيّ إستحداثه لهذه المثولوجيا السّياسيّة، بأن الشيعة إنتظروا ألف سنة إلى الآن و لم يخرج الإمــام المنتـظر، و قد ينتظرون ألفا أخرى قبل خروجه، فلا يمكن تعطيل الدين و الحرمان من دولة شيعيّة لآلاف السنين قبل خروجه (1) لذلك يمكن أن يقوم الفقيه في المذهب الشيعي بهذا العمل نيابة عنه"... و لما جاء الخميني بولاية الفقيه قال أن الفقيه الذي ينوب على الإمام له أيضا العصمة لذلك إدّعاها لنفسه، وهي اليوم تدعى لمن جاء مكانــه وهو علي خامنئ "(2)

فبمهزلة القرضاوي الذي وظف الإسلام والمسلمين لخدمة مصالح الإمبريالية الغربية، يكتمل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                    
(1) لا قدّر الله! و إلاّ فمن يقوم بتسلية المكروبين في العالم بمشهد الشيعة و هم يضربون أنفسهم  ضرب غرائب الإبل، ثـم وهم يمشون على أربع مشي الأنعام بإتجاه قبر الحسين رضي الله عنه في عاشوراء ، بعد سقوط نظام صدّام حسين و بداية عصرهم الذهبي موازاة مع عصر الإخوان "الذهبي" أيضا ؟!   
(2) مجلة السنة العدد 94 آذار 2000 بتصرف طفيف في المبنى.                                                                    
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 26 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد "الإسلامي" بشقيه الأعورين" السلفي السنّي" و" الشيعيّ الخرافي" (1) في انتظار فجر جديد، قــد يأتي و قد لا يأتي .

الفتوى الجائرة سبقت الإدارة الأمريكية في طيشها
  
  جاءت فتوى القرضاوي متكيّفة مع شروط العولمة ووتيــرة نسق الحياة الغربية المتوتر، و ذلك في شمولها و دسامتها، وسرعة تحضيرها، شأنها في ذلك شأن مأكولات ماك دونالد، أمّا شمولهاـ فتمثل في كونها تخصّ كل جيوش الغرب التي تضم مسلمين في صفوفها، ثم مراعاتها كلّ صغيرة و كبيرة، و إحكامها سدّ منافذ التفلّت على الجنود المسلمين في الجيش الأمريكي، أمّا دسامتها فلكونها تـشبع نهم العم سام من دماء المسلمين، ما وجد "متمرّد" منهم على وجه الأرض .أمّا سرعتها ( صدرت يوم 27/9 أي بعد اسبوعين من حادث 11/9!! أي قبل أن تفقس أي دجاجة محترمة بيضها!) فتتمثل كما ذكر د. الصاوي " من انطلاقها من فرية الإدانة لحركة طالبان، وتحميلها مسؤولية الحوادث التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر، وهو أمر لا تملك أمريكا ولا غيرها أدلـّة قاطعة عليه" إهـ . كما جاءت الفتوى مستجيبة لمقايـيس الرضوخ لقـطب العالم الأوحد، و في وجوب رؤيتها ما يراه هـو، و في ضرورة تفويض الأمرإليه، فهي تفديه إن حفظ الهوى أوضيّعا، في خضوع يحسدها عليه المريـد الصوفي الذي يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله "(2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذكرت ذلك تماشيا مع التصنيف التاريخي المشبوه، و الا فان الإسلام لا يعترف بهذا التصنيف: سني و شيعي ولا يقره، بل هناك مسلم وغير مسلم... لأجل ذلك قلت : أنا مسلم لا أرتضي / تسمية غير التي / أكرمني ربي بها / أعظم بها تسميتي / فلست سنيّا ولا / أرضى بتلك النسبة/ و لست شيعيّا ولا / أديــن بالخرافة ....
 فاذا تناولنا الشيعة، رأيناها مقطوعة الصّلة بالإسلام، فلا يربطها بدين الله غير الإسم، فمن أعتقد أن القرآن قد حرّف من قبل الصحابة فقد خرج من الملة، ومن أعتقد أن المهاجرين و الأنصار الذين هم صحابة رسول الله الذين شهد الله لهم بالإيمان قد كفروا بعد خداعهم رسول الله  وخداعهم الله  ضمنيا ! (حين  أظهروا أمامهما الإيمان و كتموا الكفر!) من اعتقد ذلك فقد كذب الله تعالى الذي أثنى عليهم في كتابه العزيز، وانسلخ بالتالي من دين الإسلام. ومن اتهم الشريفة الطاهرة السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها الصديق ، بالزنا كما يدعي الشيعة، بعدما برّأها الله تعالى مما رماها به أهل النفاق على عهد رسول الله ، فقد خرج من الملّة. لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز في شأنها( يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين) النور. فاشترط تعالى عدم عودة من اتهمها بالفاحشة الى ذلك القول كي يبقى على إيمانه ... والدين الشيعي عموما يزخر بالمخرجات من الملة، اقول هذا حتى لا يخدع الشيعي بأضاليل القرضاوي وغيره من الثدييات السلفية و الشيعية معا، فيخيل له أنه من جملة المسلمين و الحال انه ليس كذلك. وبإعلاني هاته الحقائق، أكون قد سلمت من إضلال الشيعي ثم خداع من سيتشيع من المسلمين.  ولمزيد الإطلاع عن دين الشيعة انظروا دراستي " الشيعة و التشيع  رؤية غير طائفية ".
فباب التوبة مفتوح أمام الشيعة لتصحيح عقائدهم ، كما هو مفتوح امام السنة للرجوع الى الإسلام النقي الذي لا يعتبر معاوية مؤجج الحروب الظالمة ضد على رضي الله عنه والمعتدي على الشورى الإسلامية في اختيار الحكام و محاسبتهم و عزلهم من جملة الصحابة بل من مسلمة الفتح أو الطلقاء أوالمؤلفة قلوبهم... ورغم ان ما ذكرته يحشرني سنيا و شيعيا في زمرة الضالين المضلين، فاني لا أبالي بذلك، فالحق أجدر أن يقال وعلى العموم فانا أؤمن باكثر من 90% مما ورد في البخاري أي ما يتعلق بشرح كيفية الصلاة والصيام و الطلاق الخ.. والرسول حين نهى عن كتابة الحديث، لم يكن يخشى من تلك الأحاديث، بل من أحاديث سياسية تكتسب من نسبتها لرسول الله شرعية و عصمة غير قابلة للردّ، كحديث الأئمة من قريش، و وجوب إطاعة الحاكم الظالم، وتحريم الخروج عليه).
(2) من أمثلة الرّضوخ التي طالعتنا به وسائل الإعلام هاته الأيام الكئيبة قول الأمير السـّعودي بندر بن سلطان:" إذا أصيبت أمريكا بزكام أصبنا نحن بإلتهاب رئويّ!" . كما بلغتنا فتوى أحد شيوخ السّعوديّة بحرمة دعاء القـنوت على اليهود !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 27 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


             الفتوى تزيل  آخر حصن من حصون التديّن (الإنكار بالقلب)


  إن إزالة آخر حصن من حصون الإيمان ليس فقط من خلال مظاهرة المجرمين( كما تبيحه فتوى الحال) بل بمعانقتهم و التصريح بحبّهم القلبي الذي يزيد و ينقص، ولكنه لا يختفي،   هي ماركة إخوانيّة  مسجّلة لا يباريهم في براءة اختراعها أحد، قد دلّ  عليها حرص الإخوان علـى رعاية مؤسسة العلمانية الحاكمة منذ حياة حسن البنا، وأكسبها القرضاوي  صيغة العالمية بفـتوى الحال التي تعطي لكافر الولاية على مسلم لأوّل مرّة في تاريخ الإسلام، فالفتوى الدّموية لا تقدّر بثمن بالنسبة لأهل الصليب، ولو ساومها القرضاوي لأسترخصت غالي الأثمان في تحصيلها منه لورودها من جهة لا سبيل للشكّ في مصداقيّتها بالنسبة لشباب "الصحوة" الغرّ، جهة تـتشدّق بأنّ الله غايتها، والرسول ـ حاشاه ـ قدوتها ،والجهاد سبيلـها والموت في سبـيل الله ــ صدّق أو لا تصدّق ــ أغلى أمانيها! لكن أجر الإخوان لن يضيع لدى الإدارة الأمريكية، فليس هناك  فيما يبدو أشدّ دلالة من هاته الفتوى على إلإنسلاخ  الكلي لقادة الإخوان عن الاسلام الحق الذي بلّغه الرسول عليه السلام و فهمه الصحابة رضي الله عنهم، و قد تعطى لهم الراية غدا لحكم العالم الاسلامي تحت مظلّة أمريكية، إذا كان الاسلام الذي يبشّرون به لا يعارض مصالح الغرب بل و يضحّي بالموحّدين في سبيل إرضاء  قادته، وقد يقوى هــذا الاحتمال لو ظهرت على الساحة حركات جهادية تـتوخى النهج النبوي والالهي في التغيير  فيكون الاعتراف الأمريكي" بالاسلام" الاخـواني حينها قطعا للطريــق على تلك الحركات .
 
إن فتوى الحال تعتبر بمثابة  طلب ترخيص رسميّ  تقدم به الإخوان إلى الإدارة الأمريكيـة  لدخول برلمانات الإرهاب العلماني الحاكم في بلدان المسلمين ورئاسة حكوماته " على سـنّ و رمح "، بعد أن برهن أكبر رأس فيهم، و لكلّ العالم ، من خلال  فتوى الحال و مثيلتها التي سبقتها في إهدار  دماء الأبرياء من أبناء الشعوب الإسلامية المعكرين لصفو الأمن الداخلي للإرهاب العلمانـي الحاكم  في العالم الإسلامي(1)،  انهم لا يقلّون حزما  عن عتاة العلمانيين الحاكمين في بـلاد المسلمين  في ضبط الأمن و قمع" الفـتن" و إقصاء العابثـين بأمن الأسرة الدولية و ربّها الأمريكي المطاع. و أنّ الرحمة أو الحرج أو الضمير الديني لن يقعد بهم " إن شاء الله " عن تعقب " المتطرفين" حتى لو دخلوا جحر ضبّ  لسعوا في اثرهم  وألحقوا بهم القصاص العادل الذي يرضي الخواجة الأمريكي، في حال تمكينهم من رئاسة حكومات العالم الاسلامي(2)، كما و أنهم في صورة تمكينهم من رئاسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أعني بها فتوى القرضاوي التي أباح بواسطتها للشرطي أن يطلق النارعلى العزل من المتظاهرين في بلدان العالم الاسلامي لنصرة قضيّة فلسطين دون ترقّب عقاب في الآخرة بإعتبار أنّ المؤاخذ الهيا عمّا يحدث هو الآمر المباشر و ليس من أطلق النار! وقد سمعت الفتوى مباشرة من فم القرضاوي لما أعلنها في قناة الجزيرة سنة 2000. 
(2) هذا الكتاب قد كتب عام 2002، لكننا قد رأينا كيف تعرّضت حكومة حماس العاملة تحت حراب الإحتلال في فلسطين في يوم 14 اغسطس2009 إلي جماعة جند أنصار الله في رفح، حيث اقتحمت مسجدهم و فجرت شيخهم عبد اللطيف موسى، و قتلت شبابهم، لا لشيء إلاّ لأن شيخ الجماعة  قد أعلن استهدف اليهود ثم أعلن مدينة رفح إمارة إسلامية!  كما رأينا حكومة الإخوان في تركيا و هي تقصف معاقل الأكراد  بكل ضراوة  ووحشيّة لم يقدم على مثلها العسكر هناك! كما رأينا إخوان العراق يقاتلون على دبابات الأمريكان في ديالى، بعد أن عيّن الإخواني طارق الهاشمي نائبا لرئيس العراق تحت الإحتلال!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 28 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تلك الدول نفسها فسترى الإدارة الأمريكية من سماحة الدين الإخواني الوسطي المعتدل  ما يحقّق في العالـم السلام  ،و ينفي كلّ إرهاب و إجرام ، و تقرّ به عين  العم سـام و" الإخوة "النصارى الكرام. اسلام أمريكي ـ إخــواني يجمع بين سؤدد الروم و دين العرب، و يحقق لبوش و من سيخلفه  بإجرام كلّ  أرب. إسلام ناعم من شأنه سحب البساط من تحت أرجل المنادين عن طريق (العنف و التكفير) بنظم إسلاميّة رافضة للحضانة الأمريكيّة، و منكرة لشرعية أولى أمرها الدستوريّة(1) .
وقد اشتدت الحاجةالى  العون الإخواني، خصوصا و قد ضجت الإدارة الأمريكية من فظاظة القبضة الحديدية لوكلائها في العالم الإسلامي، و مبالغتهم  في  إستفزاز مشاعر المسلمين على الرغم من استتباب الأمن العلماني هناك، مما  ساعد في  ظهور حركات  جهادية في مصر  يهدد تناميها  مصالح امريكا  و الغرب عموما.                        
(ملاحظة:  كتب هذا البحث في مطلع 2002 و منذ ذلك الحين  تغيّرت أشياء كثيرة  فقد فتحت أبواب البرلمانات و الحكومات في وجه الإخوان و اصبحوا رؤساء وزارات و رؤساء دول، و ان كانوا أمثال الدّمى المنصّبة و الخشب المسندة، في كونهم مسلوبي الصلاحيات ) .                                                   

وقفة مع الوسطيّة  الإخوانية المشبوهة

  تعدّ الوسطيّة التي يبـشّر بها القـرضاوي خاصّة وزعماء و قادة الإخوان عامّة في كلّ  محفل ومجمع، فكـرة خـدّاعة ومراوغة، بقـدر ما هي مسمومة و مبتوتة الصلة(على خلاف ما يتصوّره البسطاء) بالوسطية الإسلامية التي وصف المولى تعالى بها أمة الإسلام عند قوله تعالى( وكذلك جعلناكم أمّة وسطا) فالإخوان المسلمون يعتنقون الوسطية بمفهومها الغربي الخالص، فالوسطية التي هي فكرة غربية صرفة " مصطلح دخيل مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي. ذلك المبدأ الـذي بنيت عقيدته على الحلّ الوسط الحلّ الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي بين الكنيسة والملوك الـتابعين لها من جهـة، و بين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى. فالفريق الأول كان يرى أنّ الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك فهو سبـب الذلّ و التأخّر، وان العقل هو القادر على وضع نظام صالـح لتنظيم شؤون الحياة و بعـد صراع مرير بين الفريقين، إتفقوا على حلّ وسـط وهو الإعـتراف بالدين كعلاقة بـين الإنسان والخالق، على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة، وترك تنظيم شؤون الحياة للبشر، ثم اتخذوا فكرة فصل الدين عـن الحياة،عقيدة لمبدئهم الذي انبثق عنه النظام الرأسمالي الذي نهضوا على أساسه،ثم حملوه الى غيرهم عن طريق الإستعمار ...وبدل أن ينقد بعض المسلمين فكرة الوسطية أوالحلّ الوسط، فيبينوا خطأها وزيفها، أخذوا بها، وساروا يدّعون أنها موجودة في الإسلام، بل هو قائم عليها ! فالإسلام بـين الرّوحية و الماديّة، و بين الفـرديّة و الجماعيّة، و بين الواقعـيّة و المثاليّة، و بين الثبات و التغيير فلا غلوّ و لا تقـصير و لا إفـراط و لا تفريط!"إهــ(2) وهـذا كله صحـيح عموما، ولـكن الوســطيـّة التي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                    
(1) "و تعليقا على إعلان موسي قيام إمارة إسلامية و مطالبته حكومة حماس بالخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية قالت وزارة الداخلية التابعة لحماس :انه يبدو أنه مصاب بلوثة عقلية مؤكّدة[!!]... " إن أي مخالف للقانون و يحمل السلاح لنشر الإنفلات ستتم ملاحقته و إعتقاله" ( قناة الجزيرة) لكن حماس لم تعتقل ولم تلاحق بل ضربت في المليان!
(2) مفاهيم خطيرة لضرب الإسلام ص 37 من منشورات حزب التحرير.                   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 29 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 يبـشّـر بها القرضاوي إنطلاقا من مدرسة حسن البنا ،هي  وسطية الغرب بكل حرفيتها و شذوذها(1)،لأنها تـنتهي في نتيجتها الى ما إنتهت إليه وسطيـة الغرب، وهو تـثبيت العلمانية و إقصاء الشريعة ( ا نظر الرسالة الثانية من هذا البحث وهي بعنوان " خفايا و أسرار  الصندوق الإخواني الأسود ") " فلا وسطية ولا حلّ وسط في الإسلام، فالله تعـالى الذي خلق الإنسان و يعلم واقعـه علما لا يمكن لبشر أن يعلمه، هو وحده القادر على تنظيم حياته تنظيما دقيقا .. فجاءت أحكامه محددة و لا أثر فيها للوسطية أو للحلّ الوسط... فـتكون الوسطية فكرة غريبة عن الإسلام يريد الغربيون و من والاهم من المسلمين أن يلصقوها بالإسلام من أجل تسـويقـها للمسلميـن بإسـم الإعتدال والتـسامح، قاصدين صرفنا عن حدود الإسلام وأحكامه الفاصلة "(2).


خلاصة القول

لو حبسنا  قردا مخمورا في متجر للخزف الصينيّ، ما أحدث فيه من فوضى معشار  ما أحدثـ مفتي البنتاغون فضيلة اللواء الركن جوزيف القرضاوي، من فوضى و خلط عجيبين حفلت بهما  فـتواه التي جاءت خالية من كل صواب، حاشا ما أستدلّ به من آيات الكتاب، (في غير موضع استدلال بلا إرتياب) مع  تذلّل  للخواجة النصراني يثير الخجل، و يميت الأمل،  و ليّ لأعناق الآيات، بكيفيّة  تكاد تنشقّ لها الأرض والسـماوات. مع  إصـرار على الباطل عجيب، وإستبلاه لكلّ عالم لبيب. من خلال التلميح باعتماده مراجع غيبـية أخبر عنها بلسان حاله و بعض مقاله، انها من جنس الفيوضات الالهية  و الكشوفات اللدنيّة  التي تعتمدها الشيعة و الصوفيّة. و لا يسع متلقّيها غيرالتسليم  ثم الإيمان بان (فوق كل ذي علم عليم). فتوحات  سال بها قلمه، فضاعف بها إحباط كلّ مسلم  وألمه. و جعله يكبّر على صحوة يقوم على رأسها القرضاوي أربع تكبيرات، و يتمنّى  ورود فـتوى العار، و قد لحق  بمعسكر الأموات. بعدما ثبت لديه بطريقة  مبينة أن "الشـريفة فـينا تزني بيقطينة"! و إدراكه أن مسيرة الصحوة التي ستحيي ــ كما زعموا ـ اليـباب، حاديها غراب، وان أفضل ما يقودهم إليه  جيف الكلاب!  و لخيبة أمله فيمن عدّهم من صنف الرّجال، فإذا هم يسابقون جنرالات بوش في قيادة تحالف الشمال، ثم لخروج صاحب الفتوى عن كلّ ما علم من الدين بالضرورة، و توفير ظهره لركوب  النصارى بتلك الصورة. في زمن يـتسابق فيه أهل الإيمان، إلى إعتناق دين الشيعة  مؤله الإنسان، بعد ما أعلن أصحابه  على خلاف ما يضمرون ـ بأنهم يكنّون العداوة " للشيطان الأكبر" و لبني صهيون، رافعين راية  الجهاد متوعدين اليهود بما أصاب قوم عاد! فإذا بسيوفهم الخشبيّة (3) تعشي أبصار من جهل الديانة الشيعيّة، فإنّا لله راجعون( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).


حول الشيعة
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                         
 (1) دع عنك حكاية  أنّ الإخوان يدعون الى دولة الإسلام والى التصورالإسلامي الخالص و المستقل عن الغرب، فسترى بطلان ذلك وشيكا.  
(2) مفاهيم خطيرة لضرب الإسلام ص 40 من منشورات حزب التحرير.
(3) من أسماء الشيعة الخشبية، سموا بذلك لتعطيلهم للجهاد بدعوى عدم جوازه في غيبة مهديهم المنتظر ثم إتخاذهم  سيوفا خشبية كرمز لذلك الإمتناع والتعطيل.                      
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 30 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  من المعلوم لمن تابع مسار حزب الله اللبناني، انطلاقا  من تشكـيله من قـبل المخابرات الإيرانية على أنقاض حركة أمل الشيعية المحترقة(التي فقدت مصداقيتها  بسبب تورطها  في مجازر صبرا و شاتيلا ــ بعد أن تمّ  تسليحها من قبل الكيان اليهودي لإسكات صوت البنادق  الفلسطينية و ترحيلها عن لبنان حفاظا على الأمن اليهودي ) .                       
                                                                                                   
   و من المعلوم أيضا  لمن عاين اجتهاد الإدارة اللبنانية الحثيث في تجريد كل الفصائل غير الشيعية من سلاحها  لترك المسرح خاليا للبهلوان الشيعي الأوحد حتى يصنع "مجده العسكري" على راحته، مانعة كل من ليس من أبناء الطائفة  من الإقتراب من الجنوب اللبناني حتى تكتمل ملحمة "مغاوير حزب الله " مع اليهود على أحسن وجه، إلى أن  "حرّروا الجنوب " و "صنعت المعجزة ".                                                         

   قلت من المعلوم لمن تابع مسار الحزب المذكور، أن ينتظر المشهد الختامي والحتمي للملهاة . أما ذلك المشهد فيتمثل في دفع" حزب الله" فاتورة الخدمات المقدمة إليه من قبل صانعي مجده، تلك الفاتورة التي تصب في  خدمة ا للإستراتيجية اليهودية  الساعية منذ عقود الى إحاطة دولتها المغتصبة بكيانات طائفية تكون بمثابة الحارس الأمين لحدودها ... و قد جاء ذلك المشهد وفق المتوقع  حين تولي" حزب الله " مهمّة الحفاظ على حدود الدولة العبرية بعد انسحاب اليهود من الجنوب اللبناني مع  إلتزام الحزب، و بشكل دقيق  بإيهام السذج  من المسلمين المخدوعين (بدعاية الإخوان المسلمين) في ضرورة حب الشيعة و التشيع . بأنه  بصدد  الإجتهاد في  قـتال اليهود عبر  نيران الكاتيوشا  التي نافست  نيران ابراهيم الخليل في برودتها و إضفاء سلامتها  على جنود المحتل ناهيك أننا  لم نسمع و لمدة سنوات انها خدشت أحدهم... و لكن الله يأبى إلاّ أن تكشف الحقيقة للمخدوعين و على نطاق واسع . وذلك من قبل صبحى الطفيلي  المؤسس المعلن، و أول أمين علم  لــ"حزب الله "!!                                                                            

   و كما يقال "عند إختلاف اللصوص يظهر المسروق فقد" خرج  الأمين العام السابق لــ"حزب  الله"  عن صمته بعد سنوات عديدة  ليصرّح الى جريدة "الشرق الأوسط" بتاريخ 25 / 9 / 2003 بما يأتي نصّه:" بدأت نهاية هذه المقاومة منذ دخلت قيادتها في صفقات، كتفاهم يوليو 1994 و تفاهم أبريل عام 1996الذي أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية و ذلك بموافقة وزير خارجيّة إيران[!] و أردف قائلا:إن المقاومة تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيليّة، و من يحاول القيام بأي عمل ضد إسرائيليين يلقون القبض عليه و يسام أنواع التعذيب في السجون[!، ثم واصل]: كما أن العمليات الفلكلوريّة التي تحصل بين الحين و الحين، لا جدوى منها، لأن الإسرائيليّ مرتاح "إنتهى كلام صبحي الطفيلي( تعليق : من الواضح أن الزعيم الشيعيّ قد تجاهل جدوى تلك المقاومة الصورية أو الفلكلورية في سلب عقول المسلمين إلى  حدّ  التشيع و الذوبان في حبّ السوبرمان الشيعي  المخلّص!)، ثم أضاف الزعيم المخلوع بقرار من إيران بسبب رفضه وصايتها و تدخلها في كل صغيرة و كبيرة من شؤون  شيعة لبنان :" بعد التحوّل الذي حصل في الموقف من المقاومة[ موقف إيران المؤيد لدور الشرطي الحارس لأمن اليهود الذي يؤديه حزب الله] و تحوّل إيران الى منسّق للشؤون الأمريكية في المنطقة، رأيت أن أخرج عن صمتي" إهـ . كما كشف عن حقيـقة قد تصدم المخدوعين، حين ذكر أنّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 31 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

" المدن و القرى الشيعية في جنوب لبنان استقبلت الجيش الإسرائيلي و قت دخوله جنوب لبنان بالورود و الأرز "إهـ ( رأينا ذلك بأنفسنا في العراق، حين وقع  تكريم جنود الإحتلال من كلّ جنس برفعهم على الأعناق الشيعية هناك) .

    و يبقى على أبناء أمتنا الإستفاقة من حلمهم الإخواني  الجميل في تحرير مقدساتنا عن طريق الشيعة، أعداء الأمس واليوم وكل يوم. الحلم الذي داعـب خيال النائب الشهير ليث شبيلات، حتى أفاق على صدمة تمثلت في تأييد علني شهير  لحسن نصر الله  وقف فيه الي جانب إجماع المرجعية الشيعية في العراق، على إسقاط خيار المقاومة المسّلحة للغزو الأمريكي بالكامل، و لزوم السكينة و الهدوء، معتبرا ذلك القرار المخالف للشرف الوطني ( دع عنك الإسلامي ) من قبيل " الاجتهاد الواجب احترامه"، مما دفع بليثنا المصدوم الى تحبير مطوّلة بكائية وجهها لنصر الله أعلن فيها عن خيبة أمله في "البطل الشيعي المجاهد!" ، مستحلفا إياه  بكلّ المقدّسات، إستنهاض همم  المراجع العراقية  وحثها على إعادة النظر في فتواها المخالفة لنهج الحسين و لمسار ثورة الخميني في "حربه" الشيطان الأكبر! غافلا عن كونه يضرب في حديد بارد، لأن الماء المثلـج لا يلتمس في قاع الجحيم!
   
   كما خاب أمل ليث شبيلات  كرّة أخرى،  حين وضع أنصار مقتدى الصدر أسلحتهم قبل بيعها للمحتل الأمريكي، بعد اطمئنانهم على مصير زعيمهم الذي طلبته أمريكا  لتورّطه في مقتل خصمه الشيعي عبد المجيد الخوئي ! مما جعلهم أضحوكة كل العالم، حيث شكلت  حركتهم تلك موقفا سرياليا غير مسبوق حتى لدى أصحاب الخيال العلمي !

فتوى الحال لم تلق العناية المناسبة

   إنه  لمن دواعي الأسف أنّ هاته الفـتوى التاريخية الخطيرة، قد وقع نقدها من طرف بعض العلماء و المفكرين بمعزل عن الخلفية الفكرية التى حرّّكت مفـتيها. ولعـلّ التغافل عن اخوانية الفتوى، هو ما جعل بعض الباحثين يعتبرها مجرد زلة من " فضيلة الشيخ"،على الرغم من إصرار" فضيلة الشيخ" إيّاه، على التمسّك  بحرفيّة ما جاء  فيها، و على الرغم من تطابق تلك الفتوى، مع ما سبق من فتاوي  قرضاوية، تسوّغ للمؤسسة العلمانية بدءا بالبـطش بمن انحـرف عـن وسطيّــة حسن البنا من أهل الجهاد، و صولا إلى تصفية  الجماهير العاطفية المنادية بتحرير فلسطين عن طريق التظاهر السّلمي في شوارع العالم الاسلامي. و كان على هؤلاء العلماء تتتبّع مصـدر الدّاء من جـذوره، من خلال تناولهم الفكر الإخواني ــ الذي صدرت الفتوى من بيته ــ بالدرس و التحليل، بعرضه على ضوء القرآن والسنة بعيدا عن أسطوانة مجّدد القرن والإمام الشهيد والرجل القرآني، وسيلتهم الموضوعية وغايتهم نشدان الحق دون سـواه، حتى لو أطاح بقدسية مزيفة حصل عليها أصحابها دون وجه حق ،لأن الوضع لا يحتمل التأجيل أو التهاون ثم إصدار القرار بشجاعة  فقد بلغ السيل  الزبى، ولامس السكين العظم، ولم يبق لنا إلاّ إنتظار فاجعة إخوانية أخرى تبيح للإدارة الأمريكية الخرقاء "إن شاء الله" إغلاق مساجدنا، ومصادرة مصاحفنا، و نزع أحجبة نسائنا، و نتف لحانا وحلق رؤوسـنا على طريقة جنود المارينييز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 32 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و إدخالنا قهرا في دين الشرعية الدولية و النظام العالمي الظالمين، في صورة ما إذا " قرّرت" تلك الإدارة الأمريكية التي لا تسأل عمّا تفعل، أنّ ذلك من شانه الحدّ من" الإرهاب"، و ضمان سلامة العم سام(1) كما تأكدت ضرورة  تلك الدراسة، خصوصا بعدما تكامل سقــوط جماعة الإخوان، وأمكن رفع أنقاضها وإماطة رموزها التي لمعت طويلا بالباطل. فقد يمكن  التأسيس على أطلال الفضاء الإخواني، ما ينفع هذا الديـن، و يحيي سيرة سيد المرسلين في التصدّي للمفسدين. فكفى إهدارا للطاقات، و إضاعة للأوقات، وعجزا على الرغم من  قدرتنا على الكمال، وإجلالا لمن إستحقّ السّحل من الأنذال، فعار على أمّة يتسابق شبابها على بذل أنفسهم من أجل الجنان  كف أيديها عن قاتليها في إنتظار تحرّك حمار الإخوان الذي ثبت ثبات ثهلان(2)، واقفا في العـقبة  دون مقاتل الطغاة  رامحا كلّ من دنا منه موردا إياه معسكر الأموات، فلا هو تحرّك و مضى، ولا هو جلّى عن المسلمين رحب الفضاء. حتى وجب على أهل الإيمان نخزه بالمهماز، والإغلاظ في تعنيفه حتى يخلّى الطريق أو يقع عليه الإجهاز، و يومئذ يفرح المسلمون بنصر الله جلّ علاه، فلا ناصر لهم سواه. والحمد لله ربّ العالمـين، ورحمني الله ووالديّ و موتى المسلمين ، ولعنة الله على الظالمين، ما طلعت شمـس على الناس، وما قال أمريكي " ياس"!  

   وقد أوحت لي المأساة الإخوانية، هاته النفثة الشعرية، علها تصل الى القرضاوي فتؤذيه
بعدما أثبتت قاعدة بن لادن سلفيتها الكريهة، بتركه دون عقاب يفنيه، متجهة بغباء سلفي فريد، بدل القيام بذلك الواجب الأكيد، لقتل الأطفال و النساء  في قطارات لندن ومدريد. فليس بن لادن وجماعته سوى فقاعات، أو قل دون كيشوتات، اتخذتهم أمريكا ذريعة لتبرير
جرائمها، وما ترتكبه في بلاد المسلمين من فظاعات .

 أعوذ بالرحمن/  من فتنة الشيطان / فإنه لطالــما / بالسوء قد أغــراني/ فأمح الهي حوبتي / بالصفح و الإحسان/ حاشاك ربّي تجمع / بؤسي مع النيران/ كفى عذابا أنــّني / في زمن الإخوان / حيث القرضاوى الآثم / مـفتيّ الأمريكان / من فاق في التهوّر/ السفيه  بوش الثاني / قد أفتى دون خشية / من خفّة الميزان / جـيش الصليب الحاقد/ و ظاهر العدوان / بوأد كلّ طـفلة / ناعمة البنان / بحمم القذائف / و قصفه الجبان/ و ذبح كلّ ملتح / ببلد الأفـغان/ قد ثبت مستقتلا/ في جيش طالبان/ تلك التي قد سفّهت/ حلم الشويخ الفاني / لما أتاها شافعا/ لنصـرة الأوثان/ أوثان بوذا الملحد/ في غابرالأزمان/ بطــلب من يونسكو/ و من ذوي السلطان/ ممّن حباهـم دينه/ بأبخس الأثمان ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و قد بدأ التسونامي الأمريكي على الإسلام ،في صورة الدعوة الى إمامة المرأة في الصلاة ( لاقت تلك الدعوة استهجانا حتى من قبل الشاذ الأكبر معمر القذافي حيث سخر من ذلك القرار و أبدى عجبه حين قال: و ربما تكون المرأة في حالة حيض عند صلاتها بالناس) و إبدال الكراسي عوضا عن الحصر في المساجد  ومنع الآذان و حصره داخل المساجد ومنع صلاة التراويح (كما حدث في مصر المحروسة والبقية تأتي) . 
(2)  ثهلان : إسم جبل.                                                                                     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 33 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة أخيرة:


" و رغم الردود الشرعيّة على هذا البيان الذي زعم زورا أنه فتوى، و تبيان خطأها، فإنّ أصحابها مازالوا يصرّون على موقفهم في كـبر و تعال لا يحسدون عليه، فالشيخ   القرضاوي أصدر توضيحا وصف فيه منتـقديه بالسطحية "(عامر عبد المنعم).             

 كما بلغت وقاحة القرضاوي ذروتها، حين صرح في برنامج الشريعة و الحياة في قناة الجزيرة القطرية،أنّ السفيرة الأمريكية في الدوحة ألغت تأشيرة دخوله لأمريكا رغم إصداره فتوى مع العوّا تسمح للمسلمين في الجيش الأمريكي بالقتال ضدّ إخوانهم المسلمين! (انظر مجلة الوطن  العربي العدد 1356  سنة 2003) .                           
                            

        لا تتعجب ايها  القارئ من  كلّ هاته الوقاحة الإخوانية و إصرار ها  على الجريمة المنظمة و إسباغها الشرعية عليها و تدنيسها سمعة إسلامنا بنسبة تبريراتــها له، فستتأكد حتما لدى اطلاعك على الرسالة الثانية " خفايـا وأسرار الصندوق الإخواني الأسود"، أن الشيء من مأتاه لا يستغرب، و إن الإصرار الإخواني على الباطل ، هو من قـبيل العاديّ والمنتظر، لـتردد حينها  مع  أحمد مطر،  قوله فيمن كانت الخيانة متوقعة مـن جهته" هو ابليس / فلا تـندهشوا / لو تمادى في الضلال!".            

طرفة حقيقيّة!
                                                         
صدق او لا تصدّق" الفتوى بين الإنضباط و التسيّب"، هو عنوان لأحد كتب يوسف القرضاوي!... حين نظرت الى الكتاب المذكور، تذكرت قول أحد الظرفاء، كان قد تلقى كتابا ألفه شخص متناقض مثل القرضاوي الى حدّ إثارة الضحك .. فقد كتب إليه يقول" من لحظة أخذت كتابك الى حد وضعته على الأرض، كنت أهتز من شدة الضحك، سأقرأ الكتاب يوما ما !".                                                                                                  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 34 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحق 1


      النموذج الجزائري، صورة  مقرفة  أخرى  من السّقوط
                                     الإخوانيّ                            



    لعلّ من أشدّ الصور مدعــاة للتقزز، و أعظم دلالة على التواطىء الإخواني الصّريـح ، ووقوفه جهرة في صف الإرهاب العلماني الحاكم، وإستعداده لتأدية أقذر المهمات وأبعدها عن الرجولة والشرف والإعتبارات الإنسانية، هي الحالة الجزائرية. فقد أبى محفوظ النحناح  بتنظيمه المجهري "حماس"،الإندماج في جبهة الإنقاذ الإسلامية في صراعها مع علمانية الجزائر المتطرفة، ليحذو حذوه عبد الله جاب الله بتنظيمه القزم ( النهضة: إخوان مسلمون تنظيم محلّي) فكان ذلك أوّل الوهن و باكورة إرهاصات الخيانة والسقوط.

     ثمّ إزدادت تلك الخيانة بـشاعة و قبحا، عند الإنـتخابات التي خاضتها جبـهة الإنقاذ و رشـحتها لرئاسة حكومة الجزائر، فقد أصرّ الإخوان على إلقاء أصواتهم في المزبلة بالتصويت لحزبيهما دون جبهة الإنقاذ، لأن التصويت لصالح حزبين مجهريّين لا أمل لهما
 في النجاح في السّباق الإنتخابي، زيادة على كونه يعدّ خيانة بحدّ ذاتها، فإنه يعبّر عن البغضاء التي يكنها الإخوان لكلّ من لم ينضو تحت لوائهم، كما كشف الإخوان عن وجه دونه قبح وجه فرانكشتاين، عند إنضمام نحناح و جاب الله لحكومة العسكر بعيد إلغاء الأخيرة نـتائج الإنتخابات، وتذبيحها كبار المترشحين وقتلها عــشرات الآلاف من الإسلاميين في معسكرات الإبادة التي فتحتها لهم.                                                                                    
                                            
مجازر  جنرالات الجزائر

    إرتكبت عصابة الجنرالات الحاكمة في الجزائر و ما زالت ترتكب مجازر مروّعة  للمدنيين من الشعب الجزائري. مجازر أريد لها أن تكون عالمية في رسالتها ، موضّحة من خلال بشاعتها وإستهدافها  الشيوخ والأطفل بالذبح و تهشيم الرؤوس بالفؤوس، و صغريات البنات بالإغـتصاب، مدى همجيّة الإسلاميين و عدم تسامحهم، و مدى همجية مشروعهـم المنتظر وعدم  تسامحه ، رسالة  تبقى راسخة في وعي الشعوب الإسلامية  قاطبة لتحاجج بها من يحدّثها، بعد تلك الفظائع، عن نظام إسلاميّ، دامغة بها من يشككّهـا بعد ذلك في" جنّة مجتمعها المدني  المعافى من الإرهاب والإرهابيين"،  و من يؤلبها على أولي أمرها من الجنرالات الطيّبين.                                                                                                     
     لقد إتفق القاصي والداني،  على أن الجنرالات الحاكمين، هم من ينظم تـلك المجازر و يشرف عليها، قصد تنفير الشعب الجزائري من الإسلاميين و إستعداء القوى الخارجية على أهل الـتوحيد  لمدّهم بمزيد من الدعم العسكري و المالي والمخابراتي .
     و لعلّ مـن أدلّ الأمور على تورط العسكر في تلك المذابح، وقوع بعضها على مسافات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 35 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قريبة جدا من ثكنات الجيش الذي كان لا يهبّ  لنجدة ضحايا تلك المجازر، إلا بعد  توقيت يثير ريبة أحسن الناس ظنا برجال تلك المؤسسة. و حتى لو فرضنا أن كافة الجنود المكلفين بواجب التدخل السريع  كانوا يستحمّون وقت إستدعائهم  للتدخل، ثم أنهم هرعوا إلى تلك النجدة ، لكان  تواجدهم  في موقع المذابح قبل وقت طويل من وصولهم  الفعليّ إليها. فكيف والجندي من هؤلاء لا يسمح له بنزع حذائه حتى أثناء نومه  نظرا لدقة الظروف التي يمرون بها . ظروف إن أمنوا فيها  عنت التدخل الخارجي فقد لا يأمنون من هجوم إسلاميّ على ثكناتهم . كما أنّ من جملة  الدلائل التي تشير الى تورط العسكر في تلك المذابح الهمجيّة ، وقوعها في مناطق أبعد ما تكون عن تلك التي تضمّ شركات و  مصانع و إستثمارات أجنبيّة!                                                                                              

شاهد من أهلها

   أثار كتاب " الحرب القذرة " للجزائري حبيب سوايدية، الذي أصدره في فرنسا، ضجـّـة كبرى لدى البقية من أصحاب الضمائر الحية من مفكري فرنسا، لأن المؤلف " كان ضابطا في القوات الخاصة التي تشكل عصب القوات المسلحة الجزائرية... وهو يتولى تكوينه الخاص في ذلك، إذ بالأوامر تأتيه من بعض زملائه بضرورة الإلتحاق بالوحدات التي شكلت 1992 لمكافحة"الإرهاب"، والتي تولى قيادتها بشكل مباشر الجنرال محمد العماري قائد القوات البرية  آنئذ، و قد مكّنه إشرافه[المؤلف]على كتيبة من كتائب تلك القوات من عام 93 الى عام 95 (التاريـخ الذي اوقــف فيه و أودع السجن ) من معرفة بعض الحقائق و الخلفيات، والربط بينهما و بين حوادث نقــلت له من قبل زملائه أو غيرهم ممن كانوا يتولون مسؤوليات مشابهة، خاصة من جهاز المخابرات الذي يشرف عليه الجنرال محمد مدين المدعوّ توفيــق صاحب"كتائب الموت"، ومن ثم يمكن القول بأن هذا الوضع بالنسبة للمؤلف شكّل أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في إثارة هذه الضجّة الكبيرة  حول الكتاب الذي نفذ  منه50 ألف نسخة حتى كتابة هذه الأسطر، و خاصة أنه كان يذكر جنرالات بأسمائهم و أقولهم سواء في الكليات العسكرية أو في ساعات المواجهة الساخنة ضد ما أطلقوا عليه مكافحة الإرهاب.  أمّا العوامل التي أثارت هذه الضجّة حول الكتاب حسب تقديري، كون المؤلف ليس معروفا بميولاته الإسلامية (أو ليس متعاطفا مع الإسلاميين على الأقــلّ و هذا واضح من خلال نظرته و تحليله لبعض القضايا التي لها صلة بالإسلاميين و خاصة جبهة الإنقاذ) ثم ذكره بأن الجيش كان سبـبا لهذه الحروب و كان يعدّ لها عدّتها بمجرّد فوز جبهة الإنقاذ في إنـتخابات البلديات و الولايات عام 1990 فهو ينقل على سبيل المثال عن الجنرال محمد بوشارب مدير المحافظة السياسية في وزارة الدفاع عند ظهور نتائج الإنتخابات قوله:" لن ندع مهما كان الحال البلد يسقط بين يدي الإسلاميين". فقد ذكر المؤلف أنه شهد بعض الجنود متنكرين في زيّ"الإرهابيين" يقومون بقتل المدنيين العزّل، كما شاهد الضباط يقتلون ببرودة دم المشتبه فيهم من البسطاء، كما ذكر كيف كان الجنرال محمد العماري و سعيد باي، و قايد صالح، وفضيل الشريف يطلبون منهم إحضار رؤوس الضحايا الى مركز القيادة و العمليات لأنه لا حاجة لهم بالجثث الكاملة، وذلك تطبيقا للسياسة الشهيرة التي أطلقها العماري في بداية الأزمة حيث قال:"لا أريد أسرى او مساجين من الإسلاميين، بل أريد قتلى، قتلى" و ما طلبه الجنرل فضيل الشريف من وحدات مكافحة الإرهاب، حين خاطبهم ذات مرة قائلا:" أقـضوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 36 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 عليهم أقضوا عليهم أينما كانوا،إننا لا نكافـح الإرهابيين، بل جميع الإسلاميين"، كما ذكــر المؤلف إنتشار المخدرات في الثكنات  الجزائرية، و كثرة تعاطيها من قبل الجنود، حيث أكّـد أن نسبة التعاطي تصل الى حدود 80% مع أن قانون الخدمة العسكرية صارم في ذلك.[ تستخدم المخدرات كمغــيّب  و مسكّن لضمـير العسكري  أثناء و بعد ذبح  النساء و الأطفال]  كما أشـار المؤلف  إلى مجازر أشرف الجيش على توفير الحماية العسكرية لمرتكبيها  من الجنود و المخابرات المتنكرين في زيّ الإرهابيين  في إرتداء أزياء أفغانية ووضع لحى إصطناعية، و غير ذلك من الأساليب التي إشـتهر أمرها في أعقـاب المجازر الكبرى التي حدثت  أعوام 95 ــ 96 ــ 97  )اهـ (انظر مجلة السنة العدد 104 بتاريخ ابريل 2001)  .               

         السنّة الإخوانية  في مؤازرة الظلمة لا تخلف ميعادها أبدا !                                        
     إثر الحملة التي قادتها بـعض الصحف العالمية الحرّة على الطغمة الحاكمة في الجزائر، وطلب بعض الجهات الحقوقية مساءلة المسئولين من الجنرالات و تتبعهم قانونيا، و بما أنّ الأميّة قد غلبت على قادة الجيش ، فقد عقدت المفاجأة ألسنهم فلم يتجرءوا على الدفاع العلني عن مؤسستهم القمعية، فأنبرى الزعيم الإخواني محفوظ النحناح، مطالبا بتشكيل لجنة من أجل الدفاع عن الجيش ! و مقاضاة الذين يثيرون  مثل هذه الأقاويل و لندع مجلة  السنة  تحدثنا عن:" مبادرة نحناح التي أطلقها من فندق السفير يوم 24 / 3 / 2001 و ذلك خلال الندوة القانـونية السياسية التي نشطها بـنفسه و حضرها ممثلون عن رئاسة الجمهورية ومجلس الأمة و البرلمان بالإضافة إلى شخصـيات بارزة من حزبه و غيرهم ... من أجل الدفاع عن الجمهورية و أهمّ رمز فيها بل  وحامي حماها حسب نحناح أي الجيش الذي أنقـذ البلاد من حرب أهلية والتعرّض للتمزق الذي كان سيعصف بمقومات الدولة الجزائرية. فقد ذكر نحناح في تلك الندوة أن المؤسسة العسكرية قد هانت إلى درجة تجرّؤ منظمات غير حكومية مثل منظمة العفو الدولية طلب مقابلة أبرز القادة العسكريـين! ومضى محفوظ نحناح و أصحابه يقولون، إنّ هذه الأعمال تسعـى إلى إجهاض الجمهورية و ضرب وحدة الجيش الوطني الشعبي الذي يعتـبر المؤسـسة الوحيدة التي حافظت على البلاد والوحدة الوطنيـة، وحالت دون الإنزلاقات التي لـم تسلم من الإنزلاقات و المظالم ! و في أثناء تدخله يصف نحناح الجيش بالقلعة الأساسية بين المؤسسات الوطنية التي حافظت على البلاد ويصف النظام الذي يحميه هذا الجيش قائلا:النظام الجزائري ليس لائكيا علمانيا، ولا استئصاليّا ولا ثيوقراطي، وإنما جمهوري، ومن أهمّ مقومات الجمهورية، وحدة الـتراب والجيش، وإذا وصل أي هجوم على أيّ منها، لا بدّ من العـودة إلى من يحميها أي الجيش" و لهذا فإن نحناح يوصي بالمزيد من اليقظة و عدم الإنسياق وراء لعبة تهميش مؤسسات الدولة و إلغائها(1)، كما حذّرالأوساط الغربيّة التي قال أنها  تدعم أصحاب الإرهاب الهمجي الذين تحركهم الأحقاد التاريخية والذين ينـتهزون الأخطاء و السلبيات بهدف القضاء على الدولة و جميع مؤسساتها!" لسنا ندري والله، ماذا ترك النحناح في قوله و فعله هذا للجنرالات، فلا أعـتقد أنهم سيستطيعون تلميع مؤسستهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي تهميش يتحدث عنه هذا المعتوه الإخواني، و الحال ان الجيش الجزائري قد استولى  على كل أجهزة و مؤسسات الدولة، حتي قيل" إن كل دولة لها جيش، إلاّ الجزائر فجيش له دولة!".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 37 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونفسهم بهذا القدر الذي وصفهم به. و لم لا يعينونه ناطقا رسميا بإسمهم، أم أن المهمة حسب منطق أولئك الجلاوزة أشرف من أن يستلمها امثال نحناح؟.و علينا في هذا المقام أن نستحضر التصريح الذي أدلى به أعضاء حركة نحناح في قناة الجزيرة أثناء فترة الإنتخابات الرئاسية السابقة من أنهم إتفقوا على إعطاء أصوات الحركة للدكتور أحمد طالب الإبراهيمي لكن نحناح فاجأهم في الإجتماع الذي عقده مجلس شورى الحركة قبل الإنتخابات قائلا: لا بدّ أن نصوت لبو تفليقة، فهذه إرادة الجنرال توفيق رئيس المخابرات" ولا نملك إلاّ أن نقول:( ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ) النساء 109.( مجلة  السنة العدد 104 أبريل 2001 ) إهــ .

  تعقيب : من  طرائف ما يروى أن أحد وزراء النظام الجزائري تساءل يوما: عجبا لهؤلاء الإسلاميين  يريدون دولة إسلامية داخل دولة إسلامية! و هذا لا يبعد كثيرا عن تصريح نحناح حين قال" أمّا أن يقال أنه قام الجهاد في الجزائر  ذلك البلد المسلم فهذا غير معقول !" كما دعا إلى ضرورة " الإجتناب النهائي عن أن تزهق الأنفس المتهمة و الأنفس البريئة ظلما و عدوانا تحت شعارات أو تحت مبررات ظاهرها قد يكون شرعيا، لكن بالنزول الي العمق نجدها مخالفة   للنصوص الشرعية و لمقاصد الإسلام ! و من غير المعقول أيضا ان ينادي بالجهاد أو يدعو للجهاد أو يزكّي عمليّة الجهاد من ليس له حظ في العلم الشرعي"( انظر جريدة " المسلمون "العدد 410 بتاريخ 22 رجب 1413). و هذا يشبه رد شيخ الأزهر الطنطاوي عن ماهية الدولة الإسلامية  حيث أكد على إسلامية دولة مصر لأن"  فيها آلاف المسـاجد و ملايين المصلّين فكيف تكون الدولة الدينية غير ذلك ؟! "( انظر الحياة 6/4/ 1996 ).
   فإذا كان الجهل و الغفلة عن حقيقة الإسلام هو ما دفع الوزير الجزائريّ  إلى التصريح بما صرّح، فما دهى  شيخ الأزهر ليدلي بشهادة الزور تلك ؟  ليصير الأزهر أزهرا بكل ما في الكلمة من معني  ضاما بين جنبيه كلّ خبيث نجس؟( الأزهر كما جاء في لسان العرب : إبريق أبيض يعمل فيه الخمر) .
( حين اتهم احد الدعاة النشطـين من قبل المحققين معه بترديـده أثناء خطبة أن شيخ الأزهر نائم رد على المحقق : لو كان نائما لرجونا أن يستيقظ و لكنّه ميّت!).                                                                           

التنظيم الإخواني الدولي في نجدة العسكر  !
                                                          
   ولأجل أنه من غير المعقول أن يقوم الجهاد في الجزائر و في الأرض عين قياديّ إخواني تطرف،  سارعت هيئة جابري عثراث اللئام العالميّة ( التنظيم الدولي للإخوان المسلمين) و بدعم معنوي من رؤوس السلفية  أمثال أبي بكر الجزائري، الى إيفاد القرضاوي و راشد الغنوشي  في زيارات مكوكية أفلحت في إيقاف نزيـف الجنرالات و ردّ الروح اليهم  بعد أن كاد يدركهم ما أدرك فرعون بالبحر الأحمر، دون أيّة ضمانات حصلت عليها الجبهة الإسلامية، بعد إقناعها بضرورة وضع السلاح ، ليتولى النظام تصفية الكثير ممن وضع السلاح  بعد أمان كاذب كانوا وعدوا به. وهكذا أجهض الإخوان مكسبا عسكريا  عجز  الجنرالات عن تحقيقه على مدى  سنوات عديدة من صراعهم مع القوات الإسلامية ، حيث  أخفقوا في  ترجيح الكفة لـصالحهم رغم الدّعم الخارجي و الإمكانيات  الضخمة  للدولة الجزائرية. و تلك خطيئة إخواني أخرى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 38 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النحناح : نهاية مروّعة


قبل أشهر من هلاكه بالسرطان( الذي روعي في إخفائه عن الناس، والى آخر لحظة جانب السرية المطلقة، كما يفعل حكام المسلمين في كل قطرإسلامي)، صرّح النحناح  في مؤتمر
صحفي  عن توبته من البعد الإسلامي لحركته! مؤكدا ــ كما جاء في موقع  مجلة العصر في الأنترنيت و بتاريخ 4 ماي 2002" أن حزبه ذو طابع جمهوري و تحدّى الحضور من الصحفيين بأن يكتشفوا إي إشارة في برنامج حزبه المعدّل لتطبيق الشريعة الإسلامية في الجزائر كدليل على تنصّله من خلفيته الإسلامية السابقة قائلا" لقد تبت من قال الله قال الرسول!".

و قد حضرت جنازة النحناح ( بشهادة إخوانية  فخورة اوردتها  في نشريتها  المزعجة" رسالة الإخوان") مئات الآلاف من الغوغاء، كما أعتبرت تلك الجنازة ثاني جنازة بعـد جنازة بومديـن من حيث الحضور الشعبي!( نسوا أن جنازة أم كلثوم كانت اكثرحشدا، وقبلها جنازة المهاتما غاندي!). و قد كتبت بالمناسبة  مقالا نشر بمجلة " الوطن العربي" تضمن ما ياتي: فــقدت العلمانية أحد أركانها الأمنية بوفاة محفوظ النحناح زعيم تنظيم حماس الجزائري، واحد أجرأ تلامذة حسن البنا في التفلّت من النصوص الشرعية وتقديم المصلحة الحزبية عـلى الثوابت العقائدية... إذا كان الموت البيولوجي لنحناح قد تأخّر الى الشهر الماضي، فقد مات الزعيم الإخواني قبل ذلك بسنوات طويلة. حيث مات كمناضل حين أبى الإنضمام إلى التجمّع الفكري السياسي الذي يمثل الإيديولوجية السياسية التي يتكلم بإسمها. ثم مات كمواطن حرّ حين حرم جبهة الإنقاذ من أصوات أتباعه مصرّا على إلقاء تلك الأصوات في المزبلة في إنتخابات لا أمل له و لا للإخواني عبد الله جاب الله فيها.  كما مات كمواطن شريف، بوقوفه بجانب التطرف العلماني دون تحفّظ .كما مات كمسلم حين صرّح قبيل أشهر و في ندوة صحفية : تبرأت من قال  الله قال الرسول..."إهــ
     
    لقد كان الزعـيم الألماني  أدولف هتـلر أكثر التزاما من الناحية  الأخلاقـية والوطنيّة ، و بأشواط كثيرة من زعماء الإخوان فقد أكّد في كتابه" كفاحي" إن من واجب الأحزاب الصغيرة الإنضواء تحت جناح الحزب الكبير إذا كان الأخير يسعى إلى نفس هدفها حين كتب يقول ــ بعد ص 293 ــ :" إمّا إذا إستطاع الحزب الأوّل التغلّب على الصّعاب، و كانت الأحزاب الأخرى مخلصة للفكرة المشتركة، فبقاؤها منفصلة عنه يعدّ خيانة لهذه الفكرة و إضعافا للحركة حتى في حال قيام تعاون وثيق بينه و بينها " إهــ  فماذا يقال عن الأحزاب التي  كان تعاونها وثيقا و لكن مع العدوّ بوقوفها معه جهارا في خندق واحد،  إن هذا لعمر الله مما يستنكر فعله من أهل الصلبان فكيف بمن تكلم بإسم الإسلام؟!  و لكن الإخوان لا يراعون سوى مصلحتهم الحزبية  و لو كان ذلك  على أشلاء الآخرين و على حساب قيم الشرف و الرجولة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 39 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                                                                                   
ملحق 2
  نموذج   آخر  من السّقوط  الإخواني: أفغانستان


     في حين كانت طبول الحرب تدق، و في حين كانت الأحزاب  العلمانية والشيعية  بفصائلها المحلية، و فيالقها الإيرانية  تتجمع تحت المظلة الأمريكية لـحــرب إمارة طالبــان
و تقتيل شيوخ و أطفال ونساء الأفغان بالطريقة الهمجية المعروفة لدى الأمريكان، أعلن  محمود سلطان في جريدة الشعب بتاريخ 16 نوفمبر2004  عــــن" تحــول القيادي ألإخواني الكبير برهان الدين رباني ( الجمعية الإسلامية) من عدائه لموسكو ليتحالف  معها ضد طالبان!" إهـ
    كما ازدادت دهشة المراقبين قبل ذلك و بكيفية أكبر، حين تزعّم رباني ما سمي  بتحالف الشمال  في حربه الظالمة  ضد طالبان " و قد علّق  محمود سلطان على الحدث بـــقوله: و اغلب الظن هنا ان تغليب السياسي على الديني عند جماعة الإخوان المسلمين بات استراتيجية جديدة في خطابها الفكري له الأولوية على أجندتها الحركية يفعّله في فكر الجماعة دافـعان، الأوّل هاجس الدفاع عن الأبـوّة التاريخية للحركة الإسلامـية، و الثاني هاجس البحث عن صيغة لتجميل صورة الجماعة على الصعيد الدولي بصفتها حركة معتدلة و مستنيرة تجاوزت مراحل العمل السري والعنف السياسي التي تمارسه جماعات أخرى، تحرص الجماعة على التأكيد دائما و بشكل واضح التكلف، على أن هناك مسافة من التباين بينها و بينهم في الوقت الحاضر " إهــ

   و قد غاب عن الكاتب أن إستراتيجية الحركة في المعاداة و الموالاة على أسس غير شرعية، بضاعة إخوانية  عتيقة أرسى حسن البنا قواعدها ( و هو ما  سنتولى بيانه في الرسالة الثانية من هذا البحث). ما يعنينا هنا، أن الحصيلة النهائية للتـواطىء الإخــواني  و تحالفه مع الشيعـة و الشيوعيين و جنود الصليب، هي توليهم حقائب وزارية تحت رئاسة الرئيس الدمية حامد كرزاي في  ظل الحراب الأمريكية . و اليكم بعض الأسماء الإخوانية التي تولت أو تتولى الآن  وزارات قايضتها بدينها و بدماء و أعراض المسلمين ، و كل هؤلاء العبيد الأذلاّء، من الجمعية الإسلامية (الإخوانية) عبد الله عبد الله " وزير خارجية. محمد قاسم فهيم وزيرالدفاع ، وحيد الله صباوون مستشار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي . محمد يونس قانوني وزير التعليم ــ شارك في انتخابات الرئاسة و حصل على المرتبة الثانية بنسبة 17% من عدد الأصوات . في حين حصل كرازاي على 65% .

و الحمد لله على كل حال و نعوذ بالله من حال أهل النار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 40 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحق 3
النموذج  التركي للسقوط الإخواني


  بذل  اخوان تركيا الممثلين بحزب " العدالة والتنمية " كل وسعهم و أستنفذوا طاقتهم في موالاة أهل الصليب بشتى الوسائل ناهيك انه" في الإجتماعات التمهيدية لقمة منظمة المؤتمرالإسلامي في بوترانما العاصمة الإدارية لماليزيا، طالب الحضور برحيل قوات التحالف من العراق حتى استخدمت عبارة طرد لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية التي طلب منها الإنسحاب من بلاد الرافدين، و لم يشذّ صوت عن هذا الإجماع غير صوت ممثل    تركيا تحسين بورك أوغلو من حزب العدالة والـتنمية! مؤكدا ان بلاده ستشارك قوات التحالف في الوجود على أرض العراق... ياتي الموقف التركي بقيادة حزب العدالة و التمنية ضربة للرأي العام التركي أولا و للشعوب الإسلامية ثانيا، و للرأي العام العالمي ثالثا..أي نحن ــ [و الكلام لمنير شفيق، من مقال له بجريدة الشعب بتاريخ 17/10/2003 أما التعليقات الموجودة بين ظفرين فلصاحب الرسالة] أمام تردي خطير على المستوى التركي نفسه و قد بدا هذا واضحا يوم قررت حكومة حزب العدالة مرور 64 ألف جندي أمريكي من أراضيها للعدوان على العراق، ولولا تدخل الجيش من خلال النواب المؤيدين له في البرلمان و انضمامهم الى المائة صوت من النواب الذين تمردوا على قرار الحزب و بضغط من نجم الدين اربكان لشاركت تركيا في العدوان الأمريكي منذ اليوم الأول. و بكلمة، ثمّة حكومة في تركيا موقفها أسوا من موقف الجيش![ نفس موقف نحناح في الجزائر! و السؤال(أتواصوا به)؟! والجواب: (بل هم قوم طاغون)،  ثم يواصل منير شفيق] . بالرغم من تلك الخطوة المجهضة في المشاركة بحرب مرفوضة من الغالبية السّاحقة من دول العالم ظل هناك من يعلق الآمال على حزب رجب طيب اردوغان علّه يترك بقايا من تاريخه الإسلامي السّابق في سياسته و مواقفه و لو على المستوى العلماني الوطني بعد ان أعلن انه تحول الى حزب علماني لا علاقة له بالمرجعية الإسلامية [!] أو بالحزب الإسلامي ـ إخواني ايضا ـ  [ لاحظ: نفس موقف النحناح،  و ان كان الأخير قد ذهب في ذلك شوطا كبيرا حينما أعلن كما مرّ بنا:  تبرأت من قال الله قال الرسول ! ناسيا ان الله ورسوله قد تبرآ منه قبل ذلك بوقت طويل، يواصل شفيق] هذا الموقف لم يفاجئ الذين انتبهوا للتصريح الذي أعطاه أربكان لقناة الجزيرة حين قال: ان حزب العدالة و التنمية عقـــد صفقــة مع الأمريكان و الإسرائليين ليقدموا الإنتخابات سنة و نصف، مقابل التفاهم معهم سياسيّا، و قد جاء التوجّه الى المشاركة في العدوان على العراق تأكيدا قويا أوّليّا لهذا التصريح.. على أنّ الأخطر ظهر في زيارة  رئيس الدولة العبرية موشيه كاتساف الى تركيا، و تسابق أعضاء البرلمان من حــزب العدالة و التنمية للإنخراط في اللجنة البرلمانية التركية الإسرائيلية. و في 6 أيلول الماضي جرى لقاء مطول بين رجب طيب أردوغـان وشمعون بيريز زعيم حزب العـمل و رئيس الوزراء الأسبق لليهود، دعا أردوغان بعده الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني معا الى الإبتعاد عن التحريض و تجنبه و أبدى أسفه لمآسي الشعبين الإسرائيلي و الفلسطيني من دون أن يميّز بين المعتدي و المعتدى عليه، أو المغتصب لأرض الآخر و المدافع عن وجوده و أرضه، ولا ميّز حتى بين إحتلال و شعب يقاوم الإحتلال"إهل، ولهذا، لم نعجب مــن دهشة شمعـــون بـــيريز رئــيس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 41 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وزراء اليهود، من خضوع المومس الإخوانية، وقدرتها على السقوط، حين خاطب أردوغان قائلا :" أثرتم فينا الدهشة ونحن نـتابع التطورات في تركيا، فكثير من الناس لم يكونوا ينتظرون أن تكونوا اصلاحيين الى هذا الحدّ " إهــ  !!                                         
  
وحين سئل السفير الإسرائيلي عن العلاقات التركية الإسرائيلية في ظل حكومة"حزب العدالة والتنمية قال : الوضع ليس جيدا فقط بل هو أكثر من جيد! و بهذا لايبقى حاجة الى تعليق " ( إنتهى مقال منير شفيق) .
  
 كما  أشاد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، بتجربة الثدييات الإخوانية في تركيا. ففي مقال أوردته جريدة الحياة في عددها 15076 بتاريخ 28جوان 2004 و تحت عنوان بوش يؤيد انضمام تركيا الى الإتحاد الأروبي ويشيد بالنموذج الديمقراطي الإسلامي فيها كتبت تقول:" أعطى الرئيس الأمريكي جورج بوش تأييدا معنويا كبيرا لتركيا مبديا تأييده لجهودها في الإنضمام الى الإتحاد الإروبي، مشيدا بالنموذج الذي تقدمه كبلد اسلامي يعتنق الديمقراطية، وقد أجرى محادثات مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، و قال بوش مخاطبا الأتراك : انني اقدر كثيرا المثل الذي وضعته بلادكم حول كيف يمكن ان يكون البلد إسلاميا و في الوقت نفسه يعتنق الديمـقراطية و حكم القانون والحرية " إنهــ  ( الجملة الأخيرة تبدو فيها بصمات بوش الحمقاء جليّة. فبتصريحه الأخرق  وصم الإسلام  في عقر داره  بالإستبداد و قمع  الحرية!).
  

     وقد بلغ السقوط الإخواني في سعيه الى إرضاء الغرب،الى حدّ منافسة العلمانيين في إفساد الشعب التركي (الفاسد أصلا)، وذلك  بإسقاطهم بندا في دستور تركيا العلماني يقضي بتجريم الزوجة المحصنة و المتلبسة بالزنا! في بلد صرّح  فيه رئيس وزرائه توغرت أوزال في أواسط الثمانينات أن أكثر دخلها من بيوت الدعارة! وقد ورد الخبر في جريدة الشعب من موقعها في الأنترنيت  بتاريخ 1اكتوبر 2004 ، تحت عنوان: حذف المادة التي تجرم الزنا: البرلمان التركي يقر تعديل القانون الذي اشترطه الإتحاد الأروبي لبدء مباحثات الإنضمام كتبت ما ياتي نصه ( و ذلك بعد ان نشرت وسائل الأعلام العالمية صور لتركيات محجبات يؤيدن ذلك الإجراء الإخواني الحكومي!)" أقرّ البرلمان التركي في جلسة استثنائية تعديل القانون الجزائي الذي يهدد في تأخره آمال تركيا في بدء مفاوضات انضمامها الى الإتحاد الأروبي وقد وجهت الدعوة للنواب على عجل بعد أن وافق رئيس الوزراء رجب طيب أردغان على التخلّي على بند مثير للجدل يعتبر الزنا جريمة و أضاف بذلك حدّا لأسبوعين  من التوترات مع بروكسيل. و كان المشروع المطروح للمناقشة يرمي الى تعديل جذري لقانون العقوبات التركي الذي وضع قبل 78 عاما و المستوحى من التشريع الإيطالي" إهـــ وقد نالت مؤسسة الإخوان الآكلة بثدييها، تكريم المجتمع الدولي فلم يلبث أردوغانهم أن منح لقب"رجل العام في أروبا " ورد ذلك فـي خبر نشره الموقع الإخواني اسلام أون لاين نات( في معرض الفخر!) بتاريخ 1/12/2004 وجاء فيه:" ذكر موقع أي يو الإلكتروني الأربعاء 1:12/2004 أن قراء أحد الصحف الأسبوعية واسعة الإنتشار، منحوا رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، لقب رجـــل العـــام في القارّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 42 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأروبية، وكانت صحيفة الصوت الأروبي الأسبوعية البلجيكية، أعلنت الثلاثاء خلال حفل عشاء رسمي، فوز أردوغان، مرجعة ذلك الى الإصلاحات الحالية التي يجريها حزبه الحاكم العدالة والتنمية، لتمهيد الطريق امام حصول انقرة على مقعد في الإتحاد الأروبي الذي جرى توسيعه ليضم 25 دولة " إهـــ  .

   ولا تنفك الإدارة الأمريكية تطري على" الإسلام الإخـوان" الناعم الذي تجاوز أصحابه طور التنازل عن نظام الحكم الإسلامي ودستوره الرباني(1) الى التنازل عن حجاب المرأة المسلمة وعن شعار عفـتها، ناهيك أن الحجاب قد منع في جميع المؤسسات العامة في تركيا، بما في ذلك الجامعات(2)، و قد أعلن ذلك رئيس الوزراء التركي نفسه لتلفزيون أل سي أي الفرنسي ! مستبعدا في نفس الوقت تعديل هذا القانون(  قانون منع الحجاب) بقوله " انه غير مدرج على جدول اعمالنا حاليا، وأضاف: ان مفهومنا في بلادنا ،هو التوصّل الى تـوافق اجتماعي، و تجنب مصادر التوتر"! إهــ جريدة القدس العربي 21/10/2004 (3) .(ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر تصريح القرضاوي حرفيا في جريدة الأهرام المصرية في عددها 43033  بتاريخ 1 اكتوبر 2004  حين ذكر أن" الحرية لها الأولوية على تطبيق الشريعة الإسلامية"  ثم تصريح  الإخواني محمد  سليم العوّا ــ أحد محرري فتوى الحال ـ  بأن " العلاقة بين الدين و الدولة في الإسلام مسألة اجتهادية!"( انظر صحيفة  الشرق الأوسط عدد 9387 بتاريخ 18 اوت 2004) .
(2) من الطريف ان ابنتي رئيس الوزراء الدمية أردوغان قد لجأتا الى الدراسة في أمريكا لأنهما ــ كما اوردت جريدة القدس العربي ليوم 21أكتوبر 2004 غير قادرتين على القيام بذلك في تركيا بسبب منع الحجاب!
(3)  و هذا هو مربط الفرس: تهيئة الجو الملائم لبوش و من سيخلفه بعدوان، حتى ينفذ مخططاته  في منطقتنا و يعمل على راحته  في أمتنا قتلا و نهبا و مسخا و اعتداء على مقدساتنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 43 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحق 4
   
النموذج العراقي للسقوط الإخواني

   كان  في حسبان قوات الإحتلال  الأمريكية و حلفائها، أن مجرّد اسقاط  نظام صدام حسين المكروه شعبيا  في العراق  سيمهد لها الأمور هناك، بعد يقينها  الكامل من إخلاص وكلائها الجدد في المنطقة  ــ الشيعة و الأكراد  ــ في تنفيذ مخططها  الإستعماري،  مسقطة  من حسابها وجود فئة مؤمنة لا يضرها من خذلها ، فئة  تستحلي الموت اذا كان الرضى بالذل هو  الخيار المتبقي. لأجل ذلك " تصاعدت مقاومة الإحتلال بشكل لم يتوقعه العدوّ و أرتفعت أصوات من كل ألوان الطيف السياسي في العراق ــ عدا العملاء ــ مطالبة برحيل جنود الإحتلال و تسليم السلطة لأبناء الشعب العراقي، و إلا فان أبواب جهنم ستفتح على قوى الإحتلال و عملائها.  في ظل هذه الأجواء، تفتقت العبقرية الأمريكية على مشروع الهروب الى الأمام فجاءت فكرة تشكيل مجلس الحكم الإنتقالي تكون الكلمة الأولى فيه فيتو للحاكم الفعلي بول بريمر ويتكوّن من انصار و مؤيدي احتلال العراق أمريكا "(1) بيد" أنه لم يكن  في نيّة  الحكومة الأمريكية تشكيل حكومة عراقية حتى من أقر ب عملائها و أكثرهم افــتـتانا بها في الأجل المنظور كما صرّح بذلك الكثير من المسئولين وأولهم دونالد رامسفيلد و بريمر الحاكم الفعلي في العراق، و قالوا ان الأمر يحتاج الى فترة زمنية تتراوح بين ثلاث و خمس سنوات "(2) غير ان ظهور الإخوان المسلمـين على الساحة  بشقيهم العربي( الحزب الإسلامي) والكردي ( الإتحاد الإسلامي)، كشريكين في  مجلس الحكم السيئ الذكر،  قد قلب جميع المعادلات لصالح  أمريكا و حلفائها من شيعة و أكـراد و أقليات أخرى. حيث أن دخول الإخوان اللعبة السياسية قد" منح شرعيّة مشاركة العرب السنة، و هي الشرعيّة التي كان الإحتلال في أمسّ الحاجة اليها "(3) " و بذلك جاءت مشاركة الإخوان  بمثابة قبول بنسبة الـتمثيل العرب السـنة.. والحال انه لو استنكفت الجماعة عن الدخول، لكان بالإمكان القول أن العرب السنة قد ذهبوا في إتجاه المقاومة باستثناء الرموز التي حملتها الدبابات الأمريكية، و لكان موقف الشيعة أكثر حرجا ممّا هو عليه الآن، حيث يشيرون ــ أي الشيعة ــ بأنهم قد سلكوا السبيل الذي قد سلكوه هم ومعهم الأكراد و الطوائف الأخرى!" (4).
    لقد كانت مشاركة الإخوان كانت بمثابة طــوق نجاة للمحتلّ وأذنابه، فبالإخوان  أكتمل النصاب و تحقق" الإجماع الوطني" المتمثل " في دخول كافة شرائح الشعب العراقي  في عملية " الإنقاذ الأمريكي" للعراق، كما لم تتوانى الزمرة الإخوانية في إستمرار تأييد قوات الإحتلال، حتي وهي تستخدم الأسلــحة المحرّمة دوليــّا في قتالها أهــل إلفلوجة، وإن كان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (2)  د.محمد صالح المسفر. العرب و مجلس حكم العراقي جريدة الشعب موقع الكتروني بتاريخ 26/7/ 2003 .
(3) ياسر الزعاترة.الحزب الإسلامي لماذا ينسحب من الإنتخابات نفس الموقع بتاريخ 13/12/ 2004.
 (4) ياسر الزعاترة الإخوان المسلمون في العراق والخارج. نفس الموقع بتاريخ 10/10/2004 .  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 44 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حزبهم قد انسحب من الحكومة مـبقيا"على ممثليه في المجلس الوطني و كذلك في وزارة الصناعة و التي مثلت بشخص الدكتور حاجم الحسني"(1) ليعود بعد ذلك بقوة، في حين  بقي الإخوان الأكرادـ الإتحاد الإسلامي ـ في مواقعهم من سلطة الإحتلال. وحين حلّ موعد الإنتخابات العامة، قرر الحزب الإسلامي الإنسحاب مكرها لأجل " منع عمليات التصفية التي ستتعرض لها قيادته من جهة، و للخسارة التي سيمنى بها الحزب في تلك الإنتخابات من جهة اخرى اذ هو لم يقم بأي عمل خصوصا في مناطق المثلث السني فجاءت ردة الحزب دعائية أكثر منها مبدئية أو عقائدية" (2)  و ليس أدلّ على ذلك من  توصيتهم  قواعدهم  بالتـصويت وهم يغادرون مجلس الحكم بشكل مؤقت! ، فقد صرّح  أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب لجريدة الحياة " انسحابنا لا يمنع أنصارنا من التصويت! ــ  ثم  موضحا ــ  إن منتسبي الحزب و انصاره أحرار في اختيار القائمة التي يرغبون في الإقتراع لها(3) ( الحياة العدد15264 بتاريخ 14/1/2005 ). في " حين ثبت " إخوان الأكراد ـ الإتحاد الإسلامي ــ في مواقعهم و خاضوا تلك الإنتخابات.



    أما بعد فهناك نماذج اخري متنوعة من السـقوط الإخواني أعرضت عنها لضيق الصدر و الوقت معا (4)، و حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق،  فالأحرار من القراء يكفيهم أقل ممّا اسشهدت به  لمقاطعة الإخوان والجـزم بسفالتهم على المستوى الخلقي والإنســـاني و الوطني و الديني، اما  أهل العمى و تقديس الأشخاص  فسواء عليهم أانذرتهم أو لم تنذرهم لا يؤمنون بسفالة زعامة الإخوان . والله اعلم بالصواب و إليه المرجـع و المآب .
                 
                                              
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                     
(1) (2) الحزب الإسلامي و التيار الصدري نموذجا موقع آراب تايمز بتاريخ17/11/.2004
 (3) ذكرني استغلال الحزب الإسلامي  لآخر لحظة (زرع آخر فسيلة ) من وجودهم للمزيد من خدمة المبدأ ـ الخيانة ــ  بالطرفة التي  تظهر احد البخلاء  وهو يقول لزوجته الموجودة في المطبخ أثناء سقوطه من سقف البيت: ضعي بيضة واحدة في الطعام ! .( تولى الإخوان قيادة البرلمان العراقي ثم تولوا نيابة الرئيس العراقي جلال طالباني في شخص طارق الهاشمي، كما شوهدت قواعدهم وهي تقاتل من فوق الدبابات الأمريكية في ديالى، كما تولى غول أخيرا رئاسة جمهورية تركيا !).
(4)  التعبير للأديب و المفكر الليبي  الكبير صادق النيهوم،  رحمه الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 45 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و الآن



هلّم بنا  إلى المخزن الخلفي، الى الحديقة السريّة، وإن شئتم  فإلى عشّ الزنابير الإخواني، بما يضمّ من كلاليب و أسلاك شائكة و مكهربة و أسلحة دمار شامل للعزة و الكرامة و الحرية و الإستقلال، و بما يضمّ من أسلـحة بيولوجية و جرثوميّة مسبّبة في شلّ  حركات و أعصاب أهل التوحيد و تثليجها إلى يوم الممات ..

هلمّ إلى البؤرة الإخوانية  لتعلم من أي مجاري قاذورات إغـترف ــ قرضاوي ـ نحناح، رباني، محسن عبد الحميد طارق الهاشمي، وبـمن تأسّوا في سقوطهم وخروجهم العلني عمّا علم بالضرورة من دين الإسلام.                                                                                            

 مع جولة درامية تكتنفها المفاجآت، انتقل بمن شاء منكم الى الرسالة الثانية من هذا البحث  الى رسالة " خفايا و أسرار الصندوق الإخواني الأسود"... فالى خبايا الصندوق  الإخواني الأسود، وهو كل ما بقي من حطام الجرم الإخوان بعيد ارتطامه بالأرض، عقب سقوط بدا منذ ثلاثينات القرن الماضي  على يد مؤسسه حسن البنا .

 ولئن هلك تنظيم الإخوان، فإن الله حي لا يموت، و لئن خاب ظنك أيها القارئ في الـثدييات الإخوانية التي تسدّ بجرمها الهائل منافذ الرحمة والأمل، فلن يخيب ظنك في رجال كثر ضربوا المثل في استعلائهم على الطـاغوت  والحمد لله على كل حال، و نعوذ بالله من حال أهل النار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 46 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                  


إن تجاهل التاريخ خطيئة عقابها أن يتجاهلك الواقع""
الصادق النّيهوم رحمه الله


"إنّ في مقدوري أن اتفهّم الجهل، و لكنني لا أستطيع القبول بتمجيده و أقلّ من ذلك، القبول بحقّه في السّيادة"
يونغ تشانغ

هذا الكتاب

    ما هي ظروف تأسيس جماعة الإخوان المسلمين  التي يمثلها اليوم وعلى المستوى السياسي. الإخواني الفلسطيني إسماعيل هنية الذي استهل رئاسته الشكلية لحكومة السلطة الفلسطينية المنصبة تحت  حراب  اليهود، بعتاب الكيان الصهيوني على بطئه في تنفيذ خطة خارطة الطريق التي تهدف في شكلها النهائي الى الإعتراف بالإحتلال اليهودي لفلسطين و الى حرمان  المسلمين من بيت المقدس. لقاء ارضاء علمانيي حركة فتح  بمخفر منزوع السيادة و السلاح تتقاسم ادارته مع حركة حماس الإخوانية؟! .                                                                
   ما هو تاريخ " جماعة الإخوان المسلمين " التي يمثلها اليوم  طارق الهاشمي  نائب الرئيس العراقي العامل تحت  حكومة الإحتلال التي شكلتها امريكا في العـراق، و التي يمثلها كذلك أكثر من وزير إخواني في حكومة افغانستان المنصبة بإمرة أمريكا و حلفائها؟.

  ما هو التاريخ الحقيقي  لجماعة الإخوان التي مثلها برهان الدين رباني الذي قاد تحالف الشمال في غزو امريكا لأفغانستان، و التي يمثلها اليوم رئيس الوزراء التركي رجب  طيب اردغان الذي سمح لأمريكا باتخاذ قاعدة عسكرية في تركيا ثم سهل  لقوات العم سام اتخاذ اراضي تركيا معبرا لمرور قواته الغازية  نحو العراق ، و الذي  تجرا بعد ذلك على  اتخاذ خطوة لم يقدم عليها أي علماني بعد انور السادات ألا وهي  زيارة تل ابيب ؟! .
               
    ما هو تاريخ  جماعة الإخوان  التي يمثلها على الصعيد الكهنوتي د. يوسف القرضاوي صاحب الفتوى الشهيرة  التي اطلقها سنة 2001 و التي سوّغ بموجبها للمجندين المسلمين في الجيش الأمريكي قتال اخوانهم في الدين  في كـل بلد إسلامي توجههم إليه الإدارة الأمريكية!؟. ما هو تاريخ جماعة الإخوان والتي يمثلهاعلى الصعيد" الدّعوي" النجم عمرو خالد الذي أفتي ضمنيا للكيان الصهيوني بأحقية ملكية المسجد الأقصى بحجة ان الأرض التي اقيمت عليها أولي القبــلتين و ثالث الحرمين هي ملكية رجل يهودي تبرع بها الى النبي سليمان عليه السلام !؟ .
                                                                                  
   كيف صنع هذا المركب الإخواني الذلول الذي وجد فيه الغرب  ضالته المنشودة و المتمثلة في اسلام ناعم مغناج لا يرد يد لامس.و يمكّن الغرب  من  تغريب دساتيرنا ونهب مواردنا ودوام استرقاقنا مع ضمان سلامة الكيان الصهيوني، دون تكلفة تذكر، كما يمكّنه من ذبح كل من نادى بتطبيق الشريعة أو سعى لفرضها عن طريق الخيار النبوي ـ الجهاد ـ دون إثارة  ريبة المسلمين .لأن الذابح هاته المرة  ليس حاكما عسكريا لا يفرق بين آية قرآنية ومثل شعبي ، بل وزير داخلية اخواني ملتح يستهل الذبح و يختمه  بذكر الله تعالى؟
  
 كيف وجد الغرب في " جماعة الإخوان المسلمين"   قناعا اسلاميا  مزيفا  سيمكنه حينا من الدهر، قد  يقصر و قد يطول، من التمديد في أنفاس النظم الإرهابية  الحاكمة في بلاد المسلمين، وتبيض وجهها الكالح، عبر تطعيمها بوجوه إخوانية ملتحية  تتكلم باسم الله، لتقوم بمهمة طمأنة المسلمين  بشرعية تلك الأنظمة  ثم، و(هذا أهمّ  و أخطر ما في الأمر)   لتقطع الطريق على أي جماعة جهادية تتوخى المنهج النبوي في التغيير ـ الجهاد ـ كي تشنع عليها و تتهمها بالإرهاب و الخروج على أولياء الأمور العلمانيين؟!.                        
ذلك مال تحاول هذه الدراسة المستقلة عن كل جهة سياسية  داخلية أو خارجة ، و عن كل حزب أو طائفة ، الإجابة عنه، عبر أربع رسائل يمكن قراءة كل واحدة منها على حدة .               

و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.

حقوق المؤلف غير محفوظة .                        
   يسمح لأي جهة نشر الكتاب في أي شكل كان  على شرط  عدم احتكار حق نشره .                                      


تمّ و لله الحمد


















































Aucun commentaire: