الْحَجُّ أَشْهُرٌ
مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ
جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي
الأَلْبَابِ
قال لكم الحج أشهر
معلومات ..
وأنتم تقولون الحج يوم
واحد فحرّمتم على أكثر من 98% من المسلمين الحج حيث أن عدد الحجاج لا يتجاوز
ملوينين ونصف حاج من أصل أكثر من مليار إنسان مسلم..
فلماذا الحج يوم واحد
...؟؟؟
والحج أشهر معلومات ..
وقد انتصر الحكومات المستبدة و الفقهاء و المحدثين منهم البخاري على القرآن كله
...
شهد شاهد من
اهلها و هذه المقالة صاحبها من الجزيرة العربية يعيش بالرياض المدعو
عبد العزيز سلامه
مقدمة:
عبد العزيز سلامه
مقدمة:
نحن نعلم ان
الحج ركن من اركان الاسلام، وهو الركن الذي يعذر فيه اصحاب الاعذار. ولكن درجة ان
يكون ركنا تجعلني افكر فيه بان الله ما جعله ركنا الا ولا بد انه ييسره، فالله
ارحم بعباده وعادة ما يجعل الله عبادته والتقرب اليه ميسرة للجميع.
وفي وقتنا
الحاضر يتجاوز عدد المسلمين البليون ومائتي مليون نسمة فلو اردنا ان نسمح بخمسة ملايين
حاج سنويا وهذا الرقم هو اكبر تجمع بشري يمكن للمشاعر المقدسة ان تستوعبه فان على
بعض المسلمين القادرين على الحج والذين نقدر انهم يمثلون ربع عدد المسلمين
المتواجدين الآن عليه الانتظار 60 سنة لكي يصل اليه الدور يسمح له بالحج : وذلك
بالعملية الحسابية التالية (1.200.000.000÷ 4 = 300 مليون ÷ 5 مليون = 60 سنة)
وهذا ما يجعلني اتسائل عن هذا الركن الذي لا يستطيع اداءه سوي 1 من كل 60 شخص قادر
صحيا وماليا على ادائه.
أن الازدحام
الحالي في الحج والذي يصل الى حط الخطر على الحياة مناف تماما لتعاليم الاسلام
التي تسعى الى حماية النفس وعدم جرها للتهلكة.
والحج الحالي
يفتقد فيه الحاج الى الروحانية المطلوبة للحج من خشوع وخضوع لله بسسب الازدحام
الذي يصل الى مرحلة الموت فيه والخوف منه.
والحج اصبح
تكلفة خيالية لا يستطيع تلبيتها الا الغني المقتدر، وهذا امر اظنه مخالف لارادة
المعبود، لأن الله ييسر وسائل عبادته ويجعلها ميسرة وفي متناول الجميع او
الغالبية، فاذا علمنا فضل الحج وعظم اجره لانه وعد من الله ان يمنح الحاج العفو
عما سلف والمغفرة والرضا، ويعود كما ولدته امه، فكيف نجعل هذه الرحمة وقفا على
الاغنياء فقط. وكأن الله يحابيهم، ونحن نعلم ان الله يرحم الفقير والمسكين ويطلب
مساعدة المحتاجين ويحث على الرفق بهم والعطف عليهم، ثم يحرمهم مما هو اغلى من اي
شيئ وهو المغفرة واداء الحج والتوبية والعودة بالنقاوة من الاثام.
الفكرة:
يقول الله
تعالى {الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق في الحج} هذه الاية
بمعناها الظاهر ان الحج زمن طويل وهو اشهر وقد اتفق العلماء على ان موسم الحج يبدا
من اول شهر شوال الى عشرة ذي الحجة.
ويقول تعالى
فمن فرض (ونلاحظ هنا انه لم يقل من نوى) فيهن (اي ادى الفريضة فيهن ولم يقل فيه)
وبمعنى آخر
فان الله فتح باب الحج لمدة 69 يوما وليس بيوم واحد كما يتم الآن وهو يوم التاسع
من شهر ذي الحجة، اي في آخر يوم من ايام الحج كما قاله الله.
الادلة على
امكانية النظر الى فتح باب الحج لمدة 69 يوما في نظري هي كما يلي :
يقول الله
تعالي {واتمو الحج والعمرة لله ….. فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما
استيسر من الهدي} اي ان عندنا عمرة وحج، والله جعل فترة العمرة تسعة اشهرة وعشرين
يوما وباقي العام هو للحج. فمن ادى العمرة في زمن الحج فعليه كفارة.. ثم انظر الى
نوع الكفارة في التفصيل الموجود في النقطة الخامسة التي توحي بانه خاص بالغرباء
والمسافرين.
1 – ان الرسول
حج حجة واحدة ووقف في عرفة مرة واحدة وكانت في التاسع من ذي الحجة ومن هنا فقد
التزمنا بالسنة، وليس بما سمح الله لنا به في كتابه. ولو وقف في عرفة في يوم
الخامس لوقفنا فيه ايضا، فلم يرد في القران الكريم تحديد لموعد الوقفة في عرفات.
2 – ان عرفة
موقع وليس تاريخ، فالرسول صلي الله عليه وسلم حين يقول الحج عرفة فهو يقصد المكان
وليس الزمان.
3 – ان
الاشارة الى فضيلة صوم يوم عرفة هي دليل على ان من لم يتمكن من الحج الى آخر فرصة
له فلا يحرم نفسه من الاجر فان الصوم مستحب ليختم به موسم الحج الذي فاته.
4 – لم اجد
آية تحدد التاسع من ذي الحجة او اي يوم في شهر الحج ليكون هو اليوم المعني بالحج،
بل ان الايات توحي بعكس ذلك، كما يلي :
5 – يطلب الله
تعالي فيمن تمتع بالعمرة للحج وهو من غير اهل مكة ان يقدم كفارة ومن انواعها صوم
عشرة ايام ثلاثة في الحج وسبعة فيما بعد. وكاني في الاية تقول ان اهل مكة ليس لهم
عمرة في ايام الحج لانهم متواجدين في ارض العمرة والحج. اي ان هذه الميزة أو
الرخصة هي لحجاج الخارج الذين ياتون الى مكة في رحلة طويلة فيسمح الله لهم بالجمع
بين العمرة والحج في موسم واحد.
ان طلب صيام
ثلاثة ايام في الحج توحي بان لدى الحاج ايام عديدة لقضاء هذه الايام وليس كما
نعرفه في توقيتنا الحالي للحج. فلو ان احد الحجاج رغب في التمتع بالعمرة الى الحج
فكيف يصوم ثلاثة ايام اذا هو قدم للحج بالطائرة يوم 8 الحج، وليس له الصيام يوم
عرفة ولا يوم العيد.. فكيف يقضي الايام الثلاثة فى موسم الحج الذي ينتهي في يوم
العيد. وانا اتساءل لماذا لا ينتظر هذا الحاج موسم العمرة الذي يبدأ يوم العيد
فيؤدي العمرة ما دام وصل به الامر ان قدم قبل يومين من نهاية موسم الحج.
وهذا دليل على
ان المقصود بالايام الثلاثة المطلوبة هي ايام داخل اشهر شوال والقعدة حيث ان
الكفارة هي مقابل فسحة سماوية حصل عليها الحاج حيث ادى مناسك العمرة في غير وقتها،
ولكن الله وعده بقبولها اذا قدم كفارة لهذا التمتع حيث توفر له الكثير من الجهد
والوقت … ومثال لذلك فلو ان حاجا فييما هو معروف لدينا حاليا من طقوس الحج قدم الى
مكة في 20 ذي القعدة وهو ينوي الحج والعمرة ايضا، فلو ادى العمرة فعليه كفارة
الصوم ثلاثة ايام متى ما اراد خلال 18 عشريوما، لان عليه الانتظار حتى يوم التاسع
لاداء الحج…. ولكن لماذا هذه الحاج الذي سيكون في مكة في فترة يسمح له بالعمرة
بدون كفارة لا ينتظر ويؤدي العمرة في وقت السماح بها بدون كفارة موسم العمرة الذي
يبدأ بنهاية موسم الحج …. الذي افهمه ان هذه الكفارة تؤيد ان الحج ليس مقصورا على
التوقيت الذي نعرفه الآن.
التفسرات
الواردة لمعالجة هذا الاشكال في الصوم والواردة في كتب التفسير غير مقنعة، ولكن
ليس امامهم مخرج سواها اذا هم لم ينظروا الى ان الحج فترة اطول مما نعرفه …
6 – يقول الله
تعالى {واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تاخر فلا
اثم عليه..} ان النظر الى هذه الاية يوحي بان الحج اقله يومان وليس له كثير فالله
فتح باب التاخير ولكنه قال انها ايام معدودات اي ان الافضل هو الرحيل بدون تاخير
ليكون هناك مكان للاخرين القادمين كما افهمه.. ، فليس على الحاج ان يبقى في
المشاعر الى متى ما يشاء، وهذ ه الرخصة هي لمن اضطرته الظروف للبقاء / لمريض ينتظر
الشفاء أو امرأة تنتظر الطهر او اية اعذار اخرى، ما الفائدة من استحباب عدم
التاخير اذا لم يكن لافساح المكان للاخرين للحج والاسترزاق.
7 – لو نظرنا
الى الاية السابقة لوجدنا اننا نناقض منطوقها فحجنا يوم واحد فقط وهو يوم عرفة
(لان يوم العيد هو نهاية موسم الحج وبداية موسم العمرة) ولو اعتبرنا ان يوم
التروية هو ايضا من الحج فانا نكون قد انهينا الايام المطلوبة منا..
8 – للعيد في
هذا التفسير معنى آخر فالعيد هنا كعيد الفطر، فقد انتهى موسم الحج وهو عبادة عظيمة
كرم الله وغفر لمن اداها في هذه الاشهر، ونحن المسلون نحتفل بهذا كما نحتفل بعيد
الفطر الذي نحتفل به بعد صوم رمضان وانتهاء موسم العبادة فيه. فلا حج ولا عرفة ولا
افاضة بعد هذا اليوم وعلى كل المسلمين الاحتفال بانتهاء عبادة الحج.
9 – ان الفكرة
من الهدي تتضح فائدتها اكثر فيما لو كان الحج مدة اطول فالفكرة في الهدي كما
افهمها {لن ينال الله لحومها ولا دماءها …} انها هدية من الله لاهل مكة ومن تواجد
فيها باطعامهم من لذائذ اللحوم خلال فترة تواجدهم، وحالنا الان يمنع ذلك بل يضطرنا
الى ارسال فائض اللحوم الى الخارج لان الكمية اكثر مما يمكن استهلالكه في يومين او
ثلاثة حيث اجتمعت الاضاحي والهدي والفدية جميعها في يوم واحد او في ايام ثلاث.
الاعتراضات
الواردة على هذه الرؤية والاجابة عنها:
1 – لم يحدث
ان اقام المسلمون شعائر الحج بغير المفهوم القائم حاليا، فهل يعقل ان يجهلوا هذا
الامر طوال هذه الاجيال.
2 – لم لم يتم
التشريع من قبل الرسول وهو المشرع بان الحج يمكن ان يكون في جميع ايام الحج، فهذه
التوجيهات غاية في الاهمية فكيف يخفيها او يجهلها الرسول ص الله عليه وسلم، ولماذا
لم يقل (مثلا) حججت في يوم التاسع وشهر شوال والقعدة كلها حج..
هناك تبريرات
قد لا تقنع ولكنها تستحق النظر فيها
1 – ان
الازدحام في الحج سابقا لم يكن مشكلة مخيفة، فمع تقدم وسائل المواصلات ازداد العدد
القادر على الحج ولم يعد بالامكان تحقيق ذلك لكل من يريد اي ان الاستطاعة اصبحت
كبيرة وميسرة لعدد كبير من الناس، فوجب عليهم الحج لعدم وجود العذر او الاعذار
السابقة التي تبرر عدم الاقدام على الحج الا لمن يستطيع تحمل مشاق السفر وتحمل طول
المدة من تعطيل للاعمال والتفرغ للحج والتي كانت تزيد عن اشهر عند البعض من
المسلمين الذين يعيشون في الاقطار البعيدة.. فالخوف من الموت بسبب الازدحام امر
يستحق التوقف عنده ، وان نظرة واحدة الى عدد الطائفين حول الكعبة امر يزعج الانسان
ويرفع درجة الحذر والخوف من دخول هذه العبادة. هذا اذا علمنا ان الطواف يتعدد
كثيرا في وقت قصير، فهناك طواف القدوم وطواف الحج وطواف الافاضة وطواف العمرة
وطواف الوداع.. وكلها تحدث في مكان ضيق ومحدود المساحة.
2 – ان عملية
مراعات عدد الحجاج ومحاولة تسهيل الحج جعلت التعديلات في جغرافية عرفات ومنى
ومزدلفة مختلفة المعالم عما كانت ايام الرسول (ص) اي ان هناك مشاريع عمرانية ادت
الى تحول مكان العبادة الى مشاريع مواصلات ومشاريع خدمات استحوذت على مساحات شاسعة
اضافة الى تغيير المعالم والاثار التي تعيد ذكريات الحج النبوي. اي ان عرفة ومنى
ومزدلفة هي اماكن عبادة وليست اماكن مشاريع عمرانية جبارة تلغي الروحانية المطلوبة
في بساطة العبادة وسهولتها.
3 – وامتدادا
للفقرة السابقة فانني ارى ان الحج هو عبادة انقطاع وتبتل الى الله في منطقة غير
مأهولة لا بسكان ولا بعمران بدليل ان هناك احاديث تمنع العمار في مني.
4 – الجواب
الذي يحضى لدي بشئ من الاعتبار والتفكير فيه هو قوله تعالي {ولله على الناس حج
البيت من استطاع اليه سبيلا …}
وهذه الاية
تحتاج الى تفسير حديث فارى ان يترك للناس الخيار بين الحج في يوم التاسع او ان
يقوموا به في اي تاريخ يختارونه من اشهر الحج كما وردت في كتاب الله، فالله طلب
حقه في الحج الى بيته، واوضح المدة فلماذا نقفلها ونجعلها كما ارادها المفسرون.
عبد العزيز
سلامه / الرياض /الجزيرة العربية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire