mercredi 15 août 2018

الحشر 7(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) قوله تعالى {مَا آتَاكُمُ} يعني "ما أعطاكم الرسول من عنده"الكلام عن الفييء



(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)
قال تعالى {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر 7) وهذه الآية تعتبر المرجع الأساسي للفقهاء في تعميم الطاعة المتصلة للرسول في حياته وبعد مماته في كل ما نسب إليه من أحاديث وروايات.
وقوله تعالى {مَا آتَاكُمُ} يعني "ما أعطاكم الرسول من عنده"، فإيتاء الشيء يكون من داخل دائرة الإنسان المعرفية، ولو كان العطاء من الله لقال " ما جاءكم به الرسول" حيث المجيء بالشيء يكون من خارج دائرة المعطي، بدليل قوله تعالى {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} (مريم 43) وقوله {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} (الفرقان 33).
وقوله تعالى {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} هو سماح للرسول بمحاربة المجتمعات الأحادية، وهي إلى اليوم مهمة نبيلة.
وما أتى به الرسول وآتاه لأفراد مجتمعه من اجتهادات تشريعية ضمن حدود الله أو بوضع تشريعات مرحلية لمجتمعه، كلها من دائرته المعرفية كولي أمر، أي مارس التشريع المدني الإنساني وافتتح عصر المدن، وتنظيم الحلال لا يحتاج إلى وحي، والرسول كان يأمر وينهى كمشرع مدني، ويمنع كسلطة تنفيذية، وهذا ما تفعله اليوم كل برلمانات العالم، والرسول لم يحرم، فالتحريم لله وحده فقط.
وسورة الحشر جاءت بعد غزوة بني النضير، والآية (7) تخص توزيع الفيء تحديداً، واستكملتها الآيات التي تلتها بخصوص مستحقي الفيء من الفقراء والمساكين.
أما تعميم الآية على كل ما بدر عن الرسول (ص) من تصرفات سواء في حياته الشخصية، أو من مقامه كنبي، فهذا خطأ خلط الحابل بالنابل، يتحمل مسؤوليته من وضع أصول الفقه، وعمم ظروف القرن السابع الميلادي على كل زمان ومكان، وهذا عدا عن أنه تقول على الله وعلى رسوله، هو حرف الرسالة المحمدية عن غايتها، وتجريدها من خواصها الثلاث وهي الرحمة والعالمية والخاتمية.
م د ش

Aucun commentaire: