dimanche 5 août 2018

الحجاب هو الساتر أو العازل ويشمل كل أنواع الستار أو حائط أو أي شىء يعزل الرؤية




غطاء الرأس في اللغة هو النصيف وليس الخمار .
يقول النابغة الذبياني

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتقتنا باليد

بمخضب رخص كأن بنانه *** عنم يكاد من اللطافة يعقد

الحجاب فهو الساتر أو العازل ويشمل كل أنواع الستار أو حائط أو أي شىء يعزل عن رؤية ولا علاقة له في موضوع غطاء الرأس.

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى : 51]

{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} [الأعراف : 46]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب : 53]
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت : 5]

انظر كيف قلبوا لك الامور

ولنقرأ الاية التي في سورة النور
{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور : 31]

هذا النص الوحيد في تشريع حدود لباس المرأة وبيان أحكام ظهور زينتها بالنسبة للرجال .

والمدقق في النص لا يجد ذكر كلمة الرأس أو الشعر مستخدمة ، مما يؤكد ابتداءً انتفاء الدلالة القطعية على وجوب تغطية الرأس أو الشعر .

ضرب الخمار كلام دقيق في كيفية تغطية الجيوب أي الفتحة التي يظهر منها احدى زينة المرأة وهو الصدر العملية مشابهة لعملية الضرب بل هي بعينها فتضرب المرأة بهذا الغطاء من اليمين الى اليسار أو العكس وبذلك يحكم المكان حتى أثناء الحركات والاعمال اليومية التي قد تبدى فيها زينة المرأة الجسدية .

فالامر والمقصد حول جيوب النساء ولا علاقة للرأس فيه والاية واضحة جدا

لكن الذي حصل أن كلمة خمور ترجمت الى غطاء الرأس وإلصاق أحاديث مضحكة طبعا ليضيع المقصد

أضف الى ذلك ان العليم الحكيم قال وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ الا ما ظهر منها
فمن المؤكد ان الوجه من ضمن المشمول بالظهور والدليل والبرهان من كتاب الله (القرأن)

{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب : 52]

كيف سيعجب الرسول حسنهن ان لم يكن الوجه ظاهر؟؟

إذا الوجه مشمول بالظهور وهذا يؤدي الى سؤال اخر وهو أيهم اكثر تأثيرا للرجل شعر المرأة ام وجهها؟؟

لا يوجد رجل سيقول أن الشعر أكثر تأثير في النظر الى المرأة
لذلك فمن باب أوجه ان تغطي المرأة وجهها قبل شعرها وهذا ما يتعارض مع الاية أعلاه
وشيء آخر- الاية تأمر المؤمنات أن يضربن بخمورهن على جيوبهن
فكيف سيكون هذا الامر أمرا ثانويا وأيهم اكثر زينة شعر المرأة أم ما تحت الجيوب؟؟
وأين نص الخمار اذا كان فرض؟

فالخمار غطاء بغض النظر عن مكان التغطية سواء أكان الرأس أم الجسم أم أشياء أخرى والنص لم يستخدم فعل الأمر بالتغطية أو الستر وإنما أتى بفعل الضرب الذي يدل على إيقاع شيء على شيء يترك فيه أثراً. نحو ضرب الأمثال, وضرب الرقاب وما شابه ذلك, كما أن النص لم يستخدم كلمة ( الرأس ) وإنما استخدم كلمة ( الجيوب ) التي هي جمع (جيب ) وتدل على الفتحة بين شيئين . والجيب في الثياب معروف ومن هذا الوجه ذكروا أن الجيوب هي فتحة الثياب من جهة العنق ، وهذا الجيب أحد الصور والاحتمالات في الثياب .

انظر إلى قوله تعالى خطاباً لموسى :
[ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ]النمل 12

فدلالة كلمة ( جيوبهن ) هي فتحات في ثياب المرأة , أمر الشارع وشدد على عملية الضرب عليها عندما تضرب المرأة في الأرض سعياً ونشاطاً , أي عندما تريد أن تخرج إلى الحياة العامة يجب عليها التأكد من إغلاق وإحكام هذه الفتحات حتى لا يظهر من خلالها للناس ما أمر الشارع بتغطيته في الأمر السابق . بصيغة النهي عن الإبداء [ ولا يبدين زينتهن ... ] .
فأين دلالة وجوب تغطية الرأس أو الشعر في هذه الجملة [ وليضربن بخمرهن على جيوبهن ] ؟!
إلاّ إذا عدّوا أن الرأس هو جيب ! ! وعلى افتراضهم ذلك لا يصح هذا الاستدلال لتصادمه مع الأمر الذي قبله إذ أتى بصيغة الحصر [لا يبدين .... إلا ما ظهر ... ] والحصر يفيد الإغلاق على ما بعده ولا يسمح بإدخال أحد في المضمون من نص آخر . فما أعطاه الشارع حكم الإباحة بصيغة الحصر لا يمكن أن يأتي نص آخر ويعطيه حكم الوجوب أو التحريم, غير أن الأمر بالضرب بالخمار على الجيوب لا يعني التغطية لغة أو منطقا رغم حصول ذلك حالاً كنتيجة لعملية الضرب, ولكن دون قصد لذلك , والمقصود من الضرب على الجيوب هو الحفظ لما بداخلها وليس لما يخرج منها !!
من معجزات سيدنا موسى عليه السلام أنه يدخل يده في جيبه وتخرج بيضاء .. كما تقول الآية الكريمة التالية : 'وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ'
لو كان الجيب هو الرأس فكيف سيدخل موسى عليه السلام يده في رأسه ؟؟؟؟؟؟؟
ومن خلال الآية يتضح جليا أن الجيب مكان فيه فتحتين متلاصقتين يفصل بينهما فراغ ضيق , وذلك واضح تمام الوضوح في الآية التالية: 'وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى'
ومن هنا يتبين أن الجيب الذي يقصده جل وعلى في الآية التي تتحدث عن أحد معجزات رسول الله موسى عليه السلام هو تحت الابط (جناح) .
وبهذا نستنتج أن الجيب ليس هو الصدر فقط ك وإنما يعني أي مكان جيبي بمفهومنا الوضعي ,كالصدر أولا وتحت الابطين و الدبر , وبين الفخدين .. بصفة عامة أي مكان يشكل جيب في الجسم , ومن الاعجاز القرآني أن كلمة واحدة تفيد العديد من المعاني والتي تدور حول معنى واحد على مساحة النص القرآني بالكامل.
الخمار المشار اليه فى سورة النور" وليضربن بخمرهن على جيوبهن " لا يعنى مطلقا تغطية الرأس والشعر للمرأة، إنما يعنى فقط تغطية الجيب وهو الصدر والفتحة . لو أراد الحق جل وعلا أن يحدد تغطية الرأس لقال " على رءوسهن " وإنما على العكس ذكر فى الوضوء مسح الرأس " وامسحوا برءوسكم " وقبلها غسل اليد الى المرافق والوجه وبعدها غسل الرجل الى الكعبين . المقصود ان الغسل فى الوضوء هو لما يظهر من اعضاء المرأة والرجل .فالرأس سافرة بالوجه والشعر ولذلك لا تغطيها المرأة كفريضة. من الممكن أن تفعل ذلك بحكم العادة ولكن يحرم جعل ذلك تشريعا افتراءا على الله تعالى ومزايدة عليه جل وعلا فى دينه وشرعه. يصدق هذا على النقاب وهو أشد حرمة اذا نسبوه للاسلام.
إن مقصد الشارع من التغطية للمرأة هو حفظ أخلاق المجتمع وقيمه وكشف رأس المرأة وشعرها يتنافى مع هذا المقصد لذا يجب تغطيته خشية الفتنة وبناء على ذلك نتساءل ما حكم ظهور رأس المرأة الصلعاء ؟ وما حكم ظهور رأس ووجه المرأة العجوز أو التي على غير حسن وجمال ؟! وهذا الرأي ينطبق عليه مقولة كلمة حق أريد بها باطل لأن مقصد الشارع من وجوب تغطية المرأة لزينتها في النص التشريعي بلا شك هو لحمايتها من الأذى الاجتماعي ، ولحماية أخلاق المجتمع وقيمه ولكن هذا لا يعطي سلطة لأحد من أن يشرع للناس ما لم يأذن الله به ،
فالحرام والحلال والواجب ما أتى في التشريع الرباني [ إن الحكم إلا لله ] الأنعام 57 وأعطى الشارع صلاحية للمجتمع أن يشرع تنظيم ممارسة دائرة المباح منعاً أو سماحاً أو إلزاماً حسب ما تقتضي المصلحة العامة [ لتحكم بين الناس بما أراك الله ]النساء 105 ومسألة تغطية الرأس والشعر من المسائل التي سكت الشارع عنها كما بينت آنفاً ، وإذا كان الأمر كذلك فعلماء الأصول قالوا: [لا تكليف إلا بشرع ] [والأصل في الأشياء ( والأفعال ) الإباحة إلا النص ]. والله عز وجل عليم بما يشرع للناس [ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ]الملك 14 [وما كان ربك نسيا ]مريم 64.
فمفهوم المقاصد يدور مع النصوص الشرعية ضمن علاقة جدلية وإلا صار مفهوم المقاصد باب لوضع تشريع لا نهاية له ويختلف من مجتمع إلى آخر في الزمن الواحد ، ويصير الدين ألعوبة بيد رجال الدين يحرمون ويحللون حسب ما يرون من مقاصد .
فالحذر الحذر من التلاعب بالمفاهيم والخلط بينها ، والكف عن التشريع للناس مالم يشرعه الله عز وجل .
وخلاصة النقاش كما بيّنا آنفاً هي لا وجود لدلالة قطعية على وجوب تغطية الرأس أو الشعر في النص القرآني ، وعلى أضعف احتمال إنّ من يقول بوجوب التغطية لرأس المرأة وشعرها لا يملك برهاناً على ذلك ، وكون الأمر كما ذكرت فيجب على أصحاب رأي التغطية أن يقبلوا برأي عدم التغطية كرأي له دليله ومنطقه ويتعاملوا معه كرأي إسلامي ظني ويحترموه مثل الآراء السابقة وليس لهم إلا النقاش ورد الفكرة بالفكرة والدليل بالدليل .
وترك الناس أحراراً في اختيارهم لما يرون أنه صواب أو محقق لمصالحهم .
[ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ]البقرة111
وفى النهاية فان أوامر الزى فى القرآن هى مجرد أوامر تخضع لقاعدة تشريعية هى حفظ المرأة لشرفها . وعادة المتطرفين هى التركيز على الأوامر وتضييع القاعدة الشرعية فتراهم يركزون على الخمار ليجعلوه حجابا ثم نقابا وتحت الحجاب الساتر والنقاب تتخفى المرأة وترتكب ما تشاء من فجور دون أن يعرف وجهها أحد .

Aucun commentaire: