حديث: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. حديث ضعيف
جداً، كما قال الألباني ، وقد بينا ذلك في
الفتوى رقم: 19902.
وما دام كذلك فلا يمكن بناء حكم عليه إلا أنه قد وردت
بعض الأدلة تدل على معناه، منها قوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
{التوبة:71}، قال الشوكاني عند هذه الآية: أي قلوبهم متحدة في التوادد
والتحابب والتعاطف بسبب ما جمعهم من أمر الدين وضمهم من الإيمان بالله. فنسبتهم
بطريق القرابة الدينية المبنية على المعاقدة المستتبعة للآثار من المعونة والنصرة
وغير ذلك.
ومن الأدلة كذلك قول الرسول محمد : المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه. متفق عليه، ومنها أيضاً قول محمد: مثل
المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالسهر والحمى. رواه مسلم، ومنها قول محمد
أيضاً: المؤمنون تتكافؤ دماؤهم، وهم يد على من سواهم. رواه أبو داود وغيره
وصححه الألباني.
فهذه الأدلة كلها تدل على وحدة المسلمين وترابطهم، وأنه
لا بد أن يهتم المسلم بشأن إخوانه فهم كالجسد الواحد ولا يتصور أن يهمل الإنسان
يده أو رجله أو أي عضو من أعضائه فيتركه ولا يتحسس آلامه، إلا إذا كان أشل ميتاً،
وبقدر إيمان المؤمن تتقد فيه تلك الجذوة ويتحرك فيه ذلك الإحساس، وقد قال محمد: لا
يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه.
قال ابن حجر: ما يحب لنفسه أي من الخير كما عند
الإسماعيلي، والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج
المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها. فعلى المسلم أن يهتم بأمر إخوانه، ويسأل عن أخبارهم،
ويعين ضعيفهم، وينصر مظلومهم، ويمنع ظالمهم، ويدعو لهم كما يدعو لنفسه، والذي لا
يهتم لأمر إخوانه ولا يتأثر بما يصيبهم من فرح أو حزن إنما هو كالعضو الأشل الميت
الذي لا يحس.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire