mercredi 9 septembre 2015

Dr. Mostafa Mahmoud رد مقنع .. كتاب / 55 مشكلة حب




قصة قصيرة بعنوان : رد مقنع .. كتاب / 55 مشكلة حب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هي مدرسة.. وأنا مدرس..

تبادلنا حبا عميقا جارفا.. وتعاهدنا علي الزواج.. وبدأنا نحلم بعشنا السعيد.. ونفكر في ميزانية عامنا الأول..

هي تتقاضي 45جنيهاً.. وأنا 45.. أي أن إيرادنا تسعون جنيها في الشهر.. ندير بها بيتاً انيقاً.. وننفق منها عل طفل..
وبدأنا نكتب أحلامنا.. أرقاما علي ورق..نفقات الأكل.. والشرب.. والثياب.. والمواصلات.. والخادم.. والبواب.. والسينما.. والمصيف..
وتبخرت الجنيهات التسعون.. وما زلنا نكتب.. ونكتب..
وكان من الواضح أن أحلامنا أكثر من إيرادنا.. أننا أفقر من أن نبني العش الأنيق الذي رسمناه في اذهاننا..
وبدأنا نفكر..

قلت لها :

-سوف أسافر إلى السعودية.. واقضي عاماً في جدة.. أعود بعده وقد وفرت مبلغا كبيراً.. فنتزوج ونبدأحياتنا..
ووافقت بعد تردد.. وهي تضغط علي يدي في امتنان وتبادلنا قبلة طويلة.
وذهبت إلي السعودية.. وبدأت أحترق وحدي.. لا من نار جدة.. ولكن من نار فراقها.. وبدأت أرسل لها خطابات طويلة.. وأقول لها أني اكتشفت أن الحياة ليست ميزانية وأرقاماً.. وأن الفرق بين التسعين والألف ليس هو الشئ الذي يسعد وإنما الشئ الذي يسعد هو قلبان متحابان يعطف كل منهما علي الآخر.. وأننا نستطيع أن نعيش سعداء بجنيهاتنا التسعين.

وكانت ترسل لي قائلة : إنها اكتشفت هذه الحقيقة هي الاخري ، وأنها غيرت رأيها.

وكانت خطاباتنا تفيض حناناً ورقة.

وحينما عدت.. كنت أريد أن أراها.. وقد تغيرت إلى امرأة جديدة.. تنظر إلى الحب كما أنظر إليه.. علي أنه مرتب إضافي وكسب أغلي من الذهب وقد وجدت أنها اقتنعت.. اقتنعت جداً .. وأخذت بهذا الرأي الوجيه.. فتزوجت من زميلي المدرس الذي يتقاضي 35 جنيهاً فقط..
لقد نجحت كمدرس.. وفشلت كحبيب.. ابك من أجلي ! ..

========

رد الدكتور عليه :

هناك فئة من الناس تتقن فن الشرح.. ولكنها لا تتقن فن الشعور .. وهؤلاء خلقوا مدرسين بالفطرة.. وأنت من هؤلاء..
لقد استطعت أن تعطل كل إحساساتها.. وتمسك لها بالورقة والقلم وتشطب علي إيرادها وإيرادك.. وعلي العش الأنيق الذي بنيتماه.. في أحلامكما.. وقلت نحن في حاجة إلى مزيد من الجنيهات.. وكنت مقنعا لدرجة أنها أطلقتك من يديها وهي تحبك لتغيب في حر السعودية.. تجمع لها رحيق الذهب من الحقول.

وحينما قضيت سنة تحت شمس جدة .. وافقت علي حقيقة جديدة.. كنت غاية في الإقناع في تقديم هذه الحقيقة وشرحها .
وبلغ من نجاحك أنها عملت بوصتك بحذافيرها قبل أن تغلق الخطاب !
فتزوجت بزميلك الفقير الذي لا يتقاضي سوي 35 جنيهاً.. لقد كنت فنانا في تحريك عقلها.. ولكنك لم تحرك قلبها قط .
إنها لم تحبك بالقدر الكافي في يوم من الأيام .. لقد كانت تحترمك فقط .. وتستمع إليك كالتلميذة النجيبة ..

إن الحب لا يحركه مهندس يمسك بالمسطرة والبرجل ويرصد الاقلام في ورقة ..
ولكن يحركه شاعر رقيق مجنون .. يلعب على القلب ..
النساء - حتي المدرسات منهن- يعشقن الشعراء والمجانين !

Aucun commentaire: