الشيخ الصديق ابو عبعاب عاشق السمسمية
الشيخ صديق بوعبعاب
1935 – 1991
يكاد لا يعرفه احد من جيل اليوم رجل عاش مغمورا ممنوعا من الظهور في الاعلام الرسمي
هو أبوبكر عبدالعزيز مرسي محمد غيث البرهومي من قبيلة البراهمة، فرع أولاد خروف إحدى قبائل أولاد علي القاطنه بأقاليم مطروح والبحيرة والإسكندرية، ولقب بالشيخ صديق نسبة إلى اسمه أبوبكر، تيمنا بأبي بكر الصديق غفرالله لنا و له كل ذنب .
مولده
ولد المرحوم الشيخ صديق بوعبعاب في عام 1935م في منطقة وادي القمر بالإسكندرية، ولا زالت أسرته تقطن في هذه المنطقة. غير انه عاش مع البدو في المناطق الحدودية بين مصر وليبيا في مرسى مطروح بين امساعد والبردي وطبرق التي تمتد فيها قبائل المحاميد في غرب ليبيا و يقال انه ابعد الى هذه المناطق قسرا لطبيعة الاغاني التي يغنيها والتي تخرج عن الذوق العام احيانا مثل التغزل بالنساء الذي قد يصل عنده احيانا الى المغازلات الايروسية مثل اغنيته الشهيرة التي عرف بها اواخر السبعينات : جرح المريض
ذكر فيها نساء مثل مبروكة و فتحية وسعيدة يقول فيها : الله فتحية ما تبري الله فتحية **انا نغني وهي ترد عليا
الله يا سعيدة ما تبري الله يا سعيدة** بوسة من الشفة ورقيدة
...
حياته
نظرا لفقدان بصره وهو في سن مبكرة من عمره، كان وقتها يبلغ ستة أشهر، فقد اتجه إلى حفظ القرآن الكريم، وأتم حفظه كاملا، وكان ذو صوت جميل، مما أتاح له فرصة العمل كمقريء للقرآن الكريم في مسجد شركة المكس للملاحات بالإسكندرية، وبسبب فقدان بصره وهو صغير لم تتح له الفرصه اللعب مع أطفال جيله، فاتجه إلى اللعب بطريقة أخرى، وهي أن جدته رحمها الله صنعت له لعبة خشبيه ذات أوتار، فأخذ يلعب بها حتى قام بتطويرها مع الزمن عن طريق أحد النجارين، وأصبحت (السمسمية) التي يعزف عليها ويتحفنا بأشدى الألحان.
بدايته مع الفن
بدأ الشيخ صديق حياته الفنية وهو في عمر الخمس والعشرين ربيعا، أي سنة 1970 تحديدا، واستمر في الفن حتى وفاته.
حقا شيخ المطربين البدو. نعم إنه أسطورة لن تتكرر لما يتمتع به من موهبة صوتية مميزة، وتمكن في الآداء، وفي العزف على آلة (السمسمية) التي رافقته طوال مشوار حياته الفنية والغنائية، والذي أمتع خلالها جماهير الباديه غرباً وشرقاً، فعشقوا فنه ونبرات صوته العذب الدافيء، الذي يحمل في داخله عبق الصحراء وصفو سمائها ونقاء نسماتها العليلة، ذلك وهو شيخ المطربين البدو، و لقب بـ (بوعبعاب) نسبة لأغنيته الشهيرة التي بدأ بها حياته الفنية الحقيقة، والتي يقول في مطلعها:
تعال خبر يا بوعبعاب .. أنت صادق مانك كذاب
والمقصود هنا بـ ( بوعبعاب) هو طائر الهدهد
المعروف لنا
جميعا، فقد استخدمه كمرسال بينه وبين محبوبته، لمصداقيته وسرعة ترحاله وسفره،
والشيخ صديق انفرد بلون غنائي متميز بمصاحبة آلة السمسمية، بالرغم من أنها آلة
سواحلية الهوية، إلا أنه استطاع بعبقرية أن يطوعها لآداء ألحانه البدوية، والغناء
على نغماتها الرقيقة، وصنع تاريخ غير مسبوق في هذا اللون الفريد، وذلك يرجع لحسن اختياره
لما يغنيه من كلمات، وحسن آداء، ساعده عليه مخارج ألفاظه الصحيحة، والتي اكتسبها
من قراءته للقرآن الكريم، وتجويده له، حيث أنه بدأ حياته قارئا للقرآن، ومقيما
للشعائر بمسجد بحي وادي القمر، بمنطقة المكس غرب الإسكندرية.
وكانت تصاحب الشيخ صديق في حفلاته فرقة صغيرة جدا مكونة من آلة الكمان ودف بندير والإيقاع والطبلة، والتي كان يعزف عليها الفنان حامد عبدالمنعم مرسي
وكانت تصاحب الشيخ صديق في حفلاته فرقة صغيرة جدا مكونة من آلة الكمان ودف بندير والإيقاع والطبلة، والتي كان يعزف عليها الفنان حامد عبدالمنعم مرسي
(ابن عمه)،
والذي رافقه طوال حياته وحتى رحيله، وحامد هو ابن
الشاعر الكبير ومؤلف جميع أغنيات الشيخ صديق الراحل عبدالمنعم مرسي غيث البرهومي،
والذي كان يطلق عليه أمير شعراء البدو، وللشيخ صديق أكثر من 50 ألبوم غنائي بدوي، يحوي روائع جميلة
من إبداعات ومن كلمات الشاعر العملاق عمه عبدالمنعم بومرسي، وقد ظهر بعد رحيله ابن
عمه الفنان الشاب
لطوفة البرهومي
، والذي سار على نهجه وأسلوبه، سواء مطربا أو
عازفا على آلة السمسمية. نتمنى له دوام التوفيق والنجاح، وأن يكون خلفا حقيقا
وامتدادا مشرفا للمدرسة التي بدأها الشيخ صديق بوعبعاب.
فابو عبعاب على الرغم من كونه تلقى تربية دينية خالصة الا انه تمرد على نمط الالقاء التقليدي في الغناء وان بقي محافظا على الطابع البدوي الا انه طوعه لاشكال جديدة من الغناء الذي يتنصل فيه من كل موروث اخلاقي ليخرج في اغانيه عن الحياء الاخلاقي وهو ما جعله قبلة لجيل من الشباب المقموع و المكبوت الذين كانوا يؤمون بيته كما لو انهم يحجون اليه بحثا عن متنفس فعرف من ذلك الجيل من سايره مثل عوض المالكي و سمير الكردي والمزداوي .
وفاته
توفى رحمه الله يوم 19 سبتمبر 1991 .. رحم الله شيخنا، وأسكنه فسيح جناته.
نقدم له هذه الاغنية الجميلة التي يتغنى فيها بتقلبات الزمن الغادر اللمقطوعة تتكون من جزئين : الجزء الاول موال عنوانها ما حد خالي من الهم
والجزء الثاني الاغنية وعنوانها : كل ساعة في حال الدنيا
وسترون بوضوح تفننه في اتقان هذه الالة البدوية العجيبة السمسمية
فابو عبعاب على الرغم من كونه تلقى تربية دينية خالصة الا انه تمرد على نمط الالقاء التقليدي في الغناء وان بقي محافظا على الطابع البدوي الا انه طوعه لاشكال جديدة من الغناء الذي يتنصل فيه من كل موروث اخلاقي ليخرج في اغانيه عن الحياء الاخلاقي وهو ما جعله قبلة لجيل من الشباب المقموع و المكبوت الذين كانوا يؤمون بيته كما لو انهم يحجون اليه بحثا عن متنفس فعرف من ذلك الجيل من سايره مثل عوض المالكي و سمير الكردي والمزداوي .
وفاته
توفى رحمه الله يوم 19 سبتمبر 1991 .. رحم الله شيخنا، وأسكنه فسيح جناته.
نقدم له هذه الاغنية الجميلة التي يتغنى فيها بتقلبات الزمن الغادر اللمقطوعة تتكون من جزئين : الجزء الاول موال عنوانها ما حد خالي من الهم
والجزء الثاني الاغنية وعنوانها : كل ساعة في حال الدنيا
وسترون بوضوح تفننه في اتقان هذه الالة البدوية العجيبة السمسمية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire