أرزاق الناس غير محددة سلفاً، والمحدد سلفاً هو مصدر الأرزاق لكل الكائنات الحية على الإطلاق.
والأرزاق لها مصدران لا ثالث لهما:
الأول هو خيرات الطبيعة {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}فالإنسان يجد في خيرات الطبيعة من نباتات وحيوانات رزقاً له، والثاني عمل الإنسان لذا قال {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم} هنا (ما) اسم موصول بمعنى (الذي) وهذا ما نراه في كل الكرة الأرضية. فنرى أن بلاد النفط تعيش على خيرات الطبيعة بشكل رئيسي، وبلاد كاليابان تعيش على {وما عملته أيديهم}، وبلاد كأمريكا تعيش على خيرات الطبيعة وعمل الإنسان، لذا لديها أقوى اقتصاد في العالم إلى الآن، وكوريا الجنوبية والصين تخطوان بخط (وماعملته أيديهم). أما أن كل فرد من الناس رزقه مكتوب منذ الأزل، فهذا هراء. أي أن زيد سيكون دخله في حياته كلها 50 ألف دولار، وعمر سيكون دخله في كل حياته 80 ألف دولار، فهذا غير صحيح. وإلا لأصبحت الصدقات وفعل الخير لا معنى لهما، بينما نجد أن ظواهر الفقر والغنى متحركة وليست ثابتة، والفقر له كتاب، والغنى له كتاب. وأحد أبواب الغنى هو السلب والنهب وفساد دوائر الدولة ونهب أموال الدولة، وهو غنى حرام فهل هذا مكتوب سلفاً؟؟؟ الاستقامة والفساد ظاهرتان موجودتان، ولكن لم يكتب سلفاً أن زيداً من الناس سيكون من الفاسدين. والإنسان الذي يوفقه الله للخير يفتح له الشروط الموضوعية للدخل والرزق الحلال، أي كتاب. فالصناعة والزراعة فيهما آلاف من الكتب، وكل كتاب له شروطه.
وبالنهاية تذكروا قوله تعالى {وكل شيء أحصيناه كتابا} وكذلك {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} هنا نبرأها لا يمكن إبراؤها قبل أن تتحقق الشروط، ثم يتم التنفيذ.
أما فيما يتعلق بقوله تعالى {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} فأساس الحياة على الأرض هي المياه، والمياه الحلوة الموجودة على سطح الكرة الأرضية أساسها المطر لذا قال {اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، و {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ}.
أما فيما يتعلق بـ {وما توعدون} فوعودنا من السماء، مثال:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ{10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
............................
الدكتور محمد شحرور
والأرزاق لها مصدران لا ثالث لهما:
الأول هو خيرات الطبيعة {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}فالإنسان يجد في خيرات الطبيعة من نباتات وحيوانات رزقاً له، والثاني عمل الإنسان لذا قال {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم} هنا (ما) اسم موصول بمعنى (الذي) وهذا ما نراه في كل الكرة الأرضية. فنرى أن بلاد النفط تعيش على خيرات الطبيعة بشكل رئيسي، وبلاد كاليابان تعيش على {وما عملته أيديهم}، وبلاد كأمريكا تعيش على خيرات الطبيعة وعمل الإنسان، لذا لديها أقوى اقتصاد في العالم إلى الآن، وكوريا الجنوبية والصين تخطوان بخط (وماعملته أيديهم). أما أن كل فرد من الناس رزقه مكتوب منذ الأزل، فهذا هراء. أي أن زيد سيكون دخله في حياته كلها 50 ألف دولار، وعمر سيكون دخله في كل حياته 80 ألف دولار، فهذا غير صحيح. وإلا لأصبحت الصدقات وفعل الخير لا معنى لهما، بينما نجد أن ظواهر الفقر والغنى متحركة وليست ثابتة، والفقر له كتاب، والغنى له كتاب. وأحد أبواب الغنى هو السلب والنهب وفساد دوائر الدولة ونهب أموال الدولة، وهو غنى حرام فهل هذا مكتوب سلفاً؟؟؟ الاستقامة والفساد ظاهرتان موجودتان، ولكن لم يكتب سلفاً أن زيداً من الناس سيكون من الفاسدين. والإنسان الذي يوفقه الله للخير يفتح له الشروط الموضوعية للدخل والرزق الحلال، أي كتاب. فالصناعة والزراعة فيهما آلاف من الكتب، وكل كتاب له شروطه.
وبالنهاية تذكروا قوله تعالى {وكل شيء أحصيناه كتابا} وكذلك {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} هنا نبرأها لا يمكن إبراؤها قبل أن تتحقق الشروط، ثم يتم التنفيذ.
أما فيما يتعلق بقوله تعالى {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} فأساس الحياة على الأرض هي المياه، والمياه الحلوة الموجودة على سطح الكرة الأرضية أساسها المطر لذا قال {اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، و {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ}.
أما فيما يتعلق بـ {وما توعدون} فوعودنا من السماء، مثال:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ{10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
............................
الدكتور محمد شحرور
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire