أحمد دهمش
الإسلام يحرم اكتناز الذهب والفضة ويهدد من يفعل ذلك بعذاب أليم، يقول تعالى
"والذين
يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم
يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم
لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون . التوبة/ 34 :35 .
هذا هو الإسلام
وهؤلاء هم المسلمين
ولا يكتفي القرآن بمجرد التحذير من كنز الأموال وإنما يضع التشريعات التي تمنع تركز الثروة في أيدي الأÛe;أغنياء فما يفيء إلى بيت المال – أو ما يأتي إلى خزانة الدولة يوزع على المحتاجين فقط دون الأغنياء يقول تعالى" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب.
جاء ذلك توجيهاً للنبي عليه السلام بشأن الفيء أو الإيراد الذي يأتي بدون حرب وذلك بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين دون الأغنياء حتى لا يتركز المال في يد الأغنياء ويحتكروا الثروة وجاءهم الأمر بأن يأخذوا ما يأتيهم به الرسول من هذا الفيء وأن ينتهي من ليس له حق فيه عن المطالبة به .
ونقرأ في آية أخرى " والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "
أي جعل الله حق معلوم في أموال كل شخص للسائل والمحروم ، وجعل من المسلم المقتدر يتحسس حتى من لا يسأل ،فمن الممكن أن يكون هناك محتاج ولكنه متعفف عن السؤال وجاء هذا في قوله تعالى "لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ .البقرة273" أي أنك تعطي من يسألك ومن لا يسألك ( أي أنك تبحث حالته دون أن يدري بذلك )..
أنظروا إلى عظمة القرآن الذي يفرض علينا ليس فقط أعطاء السائل المحتاج فقط بل عليك أيضا أن تبحث على المحتاج المتعفف غير السائل ..
ونقرأ في قوله تعالى أيضا
"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "آل عمران14. وقد أخبرنا الله تعالى أن حب هذا المال يعتبر من الشهوات الدنيوية وأنه متاع الحياة الدنيا وأنه لا يغني في الآخرة وأن المتاع الحقيقي هو في الآخرة
هذا هو الإسلام .. ولكن حال المسلمين شيء أخر .. !!
* في القرن الأول الهجري، بل بعد الفتوحات الإسلامية صار بعض الصحابة أعجوبة في اكتناز الأموال حسبما نقرأ في كتب التراث فيذكر(ابن سعد) في (الطبقات الكبرى) أن الزبير بن العوام ترك عند وفاته ما قيمته(52 مليون دينار) بالإضافة إلى سيولة مالية قدرها(35,2 مليون دينار) مع عمائر بمصر والإسكندرية والكوفة والبصرة والمدينة!!
أما طلحة بن عبيد الله ـ الذي كان يتحلى بخاتم من ذهب فيه ياقوتة حمراء فقد ترك سيولة مالية قدرها(2,2مليون درهم) وقيمة ما تركه من أصول عينية (30 مليون درهم) بالإضافة إلى (100 بهار) في كل (بهار) ثلاث قناطير من ذهب .
وذلك طبقاً لما ورد في طبقات ابن سعد (3/ 1، 77 ،157 :158)
أما عمرو بن العاص فاتح مصر "فقد ترك عند وفاته (70 بهاراً من الذهب) أي(140 أرديا من الذهب)!! طبقاً لما أورده المقريزي في الخطط (654,1) .
والقاعدة القرآنية تجعل كنز المال وعدم إنفاقه في سبيل الله تعالى وقوعاً في التهلكة، "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" وقد انطبقت هذه القاعدة عليهم وقتها، ويكفي أن نعرف أن أولئك السادة الأعلام كانوا رءوس الفتنة
أيها المسلمون يجب علينا جميعا العودة للقرآن وتعاليمه ..
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1593
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire