الفرق بين القرءان والسنة........لمن يريد أن يفهم
دوما ما يكرر البعض مقولة إننا إن تشككنا في السُّنَة القولية فإننا نتشكك في القرءان، لأن مصدرهما واحد وهو الصحابة عن سيدنا رسول الله ، وهذا الفكر جناية على الفكر والإدراك القويم، وفيه معاونة مخلصة لإبليس كي نكون مشركين بالله دون أن ندري وذلك للأسباب الآتية:
أن القرءان كان يتم تدوينه حال نزول الوحي به، بينما السُّنَة القولية لم يكن يتم تدوينها، بل نهى النبي عن تدوينها.
أن القرءان غير مُختلف في نصوصه، بينما السُّنَة القولية مُختلف فيها حتى بين أصحاب كُتُب الصحاح أنفسهم.
أن القرءان وصل لنا بالتواتر، بل مدَونًا منذ نُزوله، بينما السُّنَة القولية وصلت لنا بطريق الرواية واحدًا عن واحد، وتأخر تدوينها وجمعها لأكثر من مائة سنة بعد وفاة النبي .
أن القرءان لم يخالطه في أي عصر من العصور أي شائبة، بينما السُّنَة دخلها ما داخلها، فهذا حديث حسن، وهذا حديث حسن صحيح، وهذا كذا....وكذا.
أن القرءان عن الله ويخاطب فيه البشرية جمعاء، بينما السُّنَة القولية منها ما هو عن النبي ، ومنها ما يقف عند الصحابي، ومنها ما يقف عند التابعي، وكل ذلك بالصحاح وكل ذلك يسمونه سُنّة..
أن القرءان به دلالات صدقه، وهي دلالات في الكون والنفس نتأكد منها يوميا، يقول تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ{20} وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{21}؛ بينما السُّنَة القولية تحوي دلالات الدس والتحريف في أجزاء كثيرة منها.
أن القرءان به تحدٍّ لكل من يكفر به أن يأتِي بسورة من مثله، لكن السُّنَة القولية ليس بها ذات التحدي.
أن الذين وضعوا أسس الفقه قالوا عن القرءان بأنه قطعي الثبوت عن الله، بينما قالوا عن السُّنَة القولية بأنها ظنية الثبوت عن الرسول .
أن القرءان يخاطب كل الأجناس في كل العصور، بينما السُّنَة القولية تخاطب أهل عصر معين، وقد ينطبق حالها على البعض الآخر في بعض العصور، وقد لا ينطبق.
القرءان به معجزات علمية يتوالى الكشف عنها علميا كالدورة الفلكية، وفتح قاع البحر على نار بقعر الأرض [البحر المسجور]، وتلقيح النبات يتم بواسطة الرياح، وغير ذلك كثير، بينما أدعياء تقديم فقه السُّنَة على القرءان يحاولون التلفيق، ليضاهوا السُّنَة بالقرءان، ليظل الناس على شركهم الذي حفره لهم الفقه القديم بلا دراية ولا فهم، بل تمادوا في غيهم فقالوا بالإعجاز العلمي في السُّنة، وراحوا يتيهون في خيالاتهم.
إن تلاوة القرءان يتم التعبد بها، بينما لا يتم التعبد بتلاوة السُّنَة.
وطبعا هناك فوارق كثيرة غير ما ذكرت، إنما أردت أن أوقف نزيف الإشراك بالله بمحاولة مساواة السُّنَة القولية بالقرءان الكريم، لأنه خروج عن جادة الحق أدى إلى هجر القرءان، وحقا قال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30. بل تجد الواحد منا يبادر بالحجة من الحديث بينما تجده لا يقوى أن يستدل على قوله بآية من كتاب الله، وما ذلك إلا لفقه إهمال كتاب الله مع الإفراط في تعظيم السُّنَة.
وأردت أيضا وقف نزيف التنطع بالدين ومنع المجتهدين عن الاجتهاد، فمن غير المقبول أن تتزعم فئة المتاجرين بالدين فكرة عدم تدبر كتاب الله، وإنشاء تفوُّق للسُّنَة على فقه الكتاب، فضلا عن إفك الناسخ والمنسوخ وغير ذلك من علوم دسها إبليس علينا.
أحمد عبده ماهر
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire