mardi 24 juin 2014

((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا))







((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا))





عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )  متفق عليه

في أربع كلمات بليغات موجزات يضع النبي صلى الله عليه وسلم بين أيدينا دعوة عامة في صورة  أمر ونهي .

أما الأمر فهو التيسير والبشارة وأما النهي فهو التعسير والتنفير ، وهذا الأمر وذاك النهي يرسمان ويحددان النهج الذي يسير عليه الدعاة وهو الرفق في أسمي صوره ذلك لأن مهمة الدعاة إلي الله هي هداية الناس ولا يتسنى ذلك للدعاة إلا بالرفق .يقول تعالي :


(
159
آل عمران
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
C'est par quelque miséricorde de la part d'Allah que tu (Muhammad) as été si doux envers eux ! Mais si tu étais rude, au cœur dur, ils se seraient enfuis de ton entourage. Pardonne-leur donc, et implore pour eux le pardon (d'Allah). Et consulte-les à propos des affaires; puis une fois que tu t'es décidé, confie-toi donc à Allah, Allah aime, en vérité, ceux qui Lui font confiance.
) 


 فالرفق أصل الدعوة لأن الله ابتعثنا ميسرين ولم يبتعثنا معسرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

 والمؤمن الحق هو الذي يسير علي هَدْى الشريعة لا يحيد عنها ولا يميل وقد كان من هديه ىصلى الله عليه وسلم أنه 

( ما خُيِّر بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ..)

  
وها هو القرآن الكريم  يدعونا إلي البشارة : 

 (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  )

 يقول صاحب اللؤلؤ : وبشروا : أمر من البشارة وهي الإخبار بالخير ، نقيض النذارة, (ولا تنفروا ) : أي بشروا الناس أو المؤمنين بفضل الله وثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته ولا تنفروهم بذكر التخويف وأنواع الوعيد.


ودلالة الحديث كلها تدور حول الرفق حيث ذكره النووى فى رياضه فى باب الرفق والحلم والآناة ليعلم الداعية إلى الله أن سبيل النجاح فى العمل هو الرفق فى الأمر كله لأنه ما دخل فى شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شأنه .

 وأن الرفق من صفات الخالق 

(إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطي علي العنف وما لا يعطي علي ما سواه ). رواه مسلم.


 كذلك تحرم النار علي كل قريب هين لين سهل ، والرفق يحوى تلك المعاني كلها،

لتتضح لنا معالم دعوتنا .. ولتتجلي صفات الداعية الناجح في تتبع معاني الرفق : فإنه يجب أن يكون :

( من المحسنين والعافين عن الناس ).. 

 وأن يصفح الصفح الجميل .. يصبر ويغفر .. يحلم ويرحم .. ييسر ولا يعسر .. يبشر ولا ينفر أن يكون قريباً هينا لينا سهلاً ، بعيدا عن العنف والغلظة والفظاظة ، أن لا يكون غضوباً إلا أن تنتهك أمامه حرمة من حرمات الله. 

فينال بذاك محبة الله وقبول الناس له ودخول الجنة والبعد عن النار فهو بذلك ينال الخير كله في الدنيا والآخرة. ، تلك ثمار الرفق والبشر واليسر ، فمن يَسَّر يسر الله له .. ومن سَهَّل سهل الله عليه .. ومن شدد شدد الله عليه .. ومن بَشَّر بالخير بُشِّرَ به والجزاء من جنس العمل.         

Aucun commentaire: