lundi 25 mai 2015

أنا مسلم لا ارتضي تسمية غير التي أكرمني ربّي بها / أعظم بها تسميتي فلست شيعيا (((التشيّع الصفوي ) و لا / أدين بالخرافة و لست سنيا (التسنن الأموي) و لا/ ارضي بتلك النسبة حمادي بلخشين



أنا مسلم لا ارتضي تسمية غير التي
أكرمني ربّي بها / أعظم بها تسميتي
فلست شيعيا
(((التشيّع الصفوي )

و لا / أدين بالخرافة


و لست سنيا
(التسنن الأموي)

و لا/ ارضي بتلك النسبة



تعريف السّـلفية (*) 1/2

يتشكل البيت الطائفي لـ" أهل السنة و الجماعة " (1) من مكونين رئيسين. حنابلة وشوافع ثم اشاعرة. أما الحنابلة و الشوافع فأهل حديث وأثرلا يتجاوزونه الى غيره حتى لو طارت المعزى ودخل الفيل في علبة كبريت، فتجدهم يسارعون الى تضليل و حتى تكفير من خالفهم في قبول حديث نبوي قدّر ذلك المخالف انه عارض نصا قرآنيا أو تضمن علة تقدح في صحته، أو اتخذ ذلك المخالف موقفا مغايرا من مسألة عقدية لا تتعلق بكفر او ايمان .

و اما الأشاعرة( نسبة الى ابي حسن الأشعري) فهم أقل تشددا من الحنابلة، ناهيك ان مؤسس فرقتهم، كان معتزليا قبل أن يعلن رجوعه الى أهل الجماعة ( حزب الحاكم)، و لكن رجوعه لم يشفع له لدى الحنابلة، في محو ماضيه الإعتزالي " المريب "، خصوصا، و قد ابتدع موقفا وسطا في مسألة خلق القرآن و رؤية الله تعالى يوم القيامة، و في حرية الإنسان واختياره وان كانت مواقفه من المسائل المشار اليها، لا تخرج (بعد التدقيق فيها) عن كونها موافقة لما ذهب اليه الحنابلة أي اهل الحديث!

أما أمثال ابي حنيفة و غيره ممن يستحق الإحترام ، من ذوي العقل و النظر و استقلالية الفكر واتساع الأفق، و مجانبة حكام الجور، و ان حسبوا على أهل السنة و الجماعة، فان نسبتهم اليها من قبيل التجوّز، فهم مجرد ضيوف شرفيين اقتضى التقسيم التقليدي بين شيعي و سنة و معتزلي و ماتريدي و خارجي، الحاقهم بطائفة السنة و الجماعة، كي لا يحسبوا على تلك الطوائف، و الحال انهم ليسوا منهم. هذا بالإضافة الى أن ابا حنيفة، لم يدرك القرن الثالث (عصرالتدوين)، حتى يدرج مضمن اهل السنة بمفهومها السياسي ذي الخلفية الأمنية. كما ان رفض ابي حنيفة للملكيات الوراثية، وعدم تقيده بلزوم ظل السلطان و تبرير جرائمه، لا يجعله من اهل "الجماعة" التي أهدر كهنتها كل حقوق الفرد المسلم في سيبل حفظ أمن السلطان الجائر، لأجل ذلك، فمن غير الإنصاف الحاق ابي حنيفة و كل من حذا حذوه من أهل الفضل، بطائفة السنة و الجماعة، بل بالفئة المتمسكةالإسلام النقي الذي بشر به رسول الله، و عمل به الراشدون من الخلفاء، قبيل العدوان السلفي المدمّر .

فالسنة و الجماعة تتازعها اذن طائفان متنافرتان، طائفة الحنابلة تمثل اقلية ( حوالي الخمس )و طائفة الأشاعرة( حوالي الأربع اخماس)، و ان كان يوحد بين الطائفتين النهج التبريري والولاءّ المطلق لحكام الجور، وتنزيه الماضي كلّ الماضي و قديس رموزه كل رموزه ، و مباركة الوضع القائم و السعي بكل اصرار غبيّ على تثبيت الشعوب" تحت مطارق الإستبداد" ، على أمل بائس وحيد يتمثل في انتظار مجدد مئوي أو مخلص اسطوري" يملأ الدنيا عدلا بعدما ملئت جورا". وعلى هذا الإعتبار، واعتمادا على رداءة القواسم المشتركة التي تجمع الفريقين ـ حنابلة و اشاعرة ــ ، ثم اعتمادا على ارضية البلاط الملكي التي يقفان عليها لتجعل منهما راس حربة واحدة في صدور الموحدين و تحديدا واحدا في وجه أي تغيير، وعقبة كأداء أمام مستقبل اسلامي افضل (يمثل الأشاعرة جسم تلك الحربة ويمثل الحنابلة و الشوافع سنّها )، فساعتبر الفئتين شيئا واحدا وغرضا مشتركا، معلنا بذلك عن براءتي من الطائفية الضيقة (2) واعتصامي بالمنهج النبوي الإنساني الرحب الذي حرّم تفريق المسلمين الي شيع متنافرين، و تسميتهم بغير ما سماهم به رب الله {هو سماكم المسلمين من قبل]( 3)
أما السلفيون الذين يمثلون الجناح الحنبلي المتشدد من طائفة السنة و الجماعة، فقد" ظهروا في القرن الرابع الهجري وكانوا من الحنابلة، و زعموا أن جملة آرائهم تـنتهي الى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف و حارب دونها، ثم تجدّد ظهورهم في القرن السابع الهجري، أحياه بن تيمية و شدّد في الدعوة اليه، و اضاف اليه أمورا اخرى قد بعثت الى التفكير فيها احوال عصره : ثم ظهرت تلك الاراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمد بن عبد الوهاب (4)
غير أن كلمة سلفية : لم تتخذ كتسمية لذلك التجمّع الغثائيّ إلاّ في العقود القليلة الماضية حيث تبناها الوهابيّون بعد وفاة مؤسس فرقتهم محمد بن عبد الوهاب ( 1703/1792) بأكثر من ربع قرن، لتكون لهم طوق نجاة في زمن " كانوا يتبرمون بكلمة الوهابية التي توحي بأن ينبوع هذا المذهب بكل ما يتـــضمنه من مزايا و خصائص، يقف عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فدعاهم ذلك ليستبدلوا بكلمة الوهابية هذه، كلمة السلفية، و راحوا يروجون هذا اللقب الجديد عنوانا على مذهبهم القديم المعروف، ليوحوا الى الناس، بان أفكارهذا المذهب لا تقف عند محمد بن عبـــد الوهاب، بل ترقى الى السـلف، و انهم في تبنيهم لهذا المذهب، أمناء على عقيدة السلف و أفكارهم و منهجهم في فهم الإسلام " (5)

أما اول ظهور لكلمة السلفية ففي مصر" إبان الإحتلال البريطاني لها، ايام ظهور حركة الإصلاح الديني التي قادها ورفع لواءها كل من جمال الدين الأفغاني و محمد عبده، فلقد اقترن ظهور هاته الحركة، بإرتفاع هذا الشعار الذي رفعه اقطابها في مواجهة التيار العلماني الذي يرى الإنضمام الى ركب الحياة الغربية والتخلص حتى من الأفكارالإسلامية"(6

كانت السلفية تعني عند الأفغاني[ شيعي ايراني ] و تلميذه المصري محمدعبده، نبذ الخرافات و الشعوذة و الرجوع الى اسلام نقي" وهكذا تحولت الكلمة من شعار اطلق على حركة اصلاحية للترويج لها و الدفاع عنها الى لقب لقب به مذهب يرى اصحابه أنهم دون غيرهم من المسلمين(7 على حق ّو انهم دون غيرهم الأمناء على عقيدة السلف، والمعبّرون عن منهجهم في فهم الإسلام و تطبيقه"(8

لقد صادفت كلمة السلفية هوى في نفوس الوهابيين ورثة الحنابلة لما حققته تلك التسمية من إشباع ميولات تقديسية لأشخاص معينين، لا لمبدإ عام، فمصلحة الإسلام و حسن تطبيق مبادئه ، لا يجمع السلفيين كما يجمعهم التعصّب لأشخاص، و نصرة فكر هؤلاء الأشخاص، و لو كان ذلك على حساب عزة الإسلام و مصلحة المسلمين .

فــ " السلفية مذهب جديد مخترع في الدين، كوّنه أصحابه من طائفة من الآراء الإجتهادية في الأفكارالإعتقادية، ثم حكموا بأن هذا البنيان الذي اقاموه من هذه الاراء المختارة من قبلهم، و بناء على أمزجتهم و ميولاتهم، هو دون غيره البنيان الذي يضم الجماعة الإسلامية الناجية والسائرة على هدي الكتاب و السنة، و كل من تحوّل عنه الى آراء و اجتهادات اخرى مبتدعون تائهون "(9
و يا ليت تلك "الإجتهادات" البائسة كانت ذات نفع للمسلمين في دينهم و دنياهم و لكنها تخبطات بدعية و مسائل فرعية " اختلفت اتجاهات الأئمة و العلماء من قبلهم فيها، ثم مروا بها و تجاوزوها، وقد أعذر المختلفون بعضهم بعضا في شأنها، و لن تجد شيئا من هذه المسائل قد أعطيت سبيلا واحدا في الراي والإجتهاد، لتجري من ورائها ذيولا من التفسيق و التضليل والتبديع، لمن رجّح فيها رأيا آخر إلاّ في ظلّ نشاة السلفيّة هذه "(10)

فالسلفية حركة رجعية تتحصن بدعوي حفظ الدين، لتجلس في حجور السادة العالمين لتـنتف لحاهم و تتبوّل على ثياب اتقاهم، مستدلة على تخبطها بما صح في عقلها الكليل من سنة النبوية، لاوية أعناق الآيات،حتي تســـتقيم مع ما تـــدعو اليه من ترّهات، مســـوّية اقصى الذرى، بالدركالمنحط من الثرى، تكلمهم باسم اسلامنا وصمةعار ، ووجودهم في مقدمة ركبنا ايذان بالهزيمة والدمار، من كشف عوارت بقراتهم المقدسة اتهم بمعداة سيد المرسلين، و من أهمل التصدي لها،أتت على الدنيا وأفسدت الدين، فهي كجرذان المسجد، ان سفكت دماءها لوثت الحصير، وان تركتها تفسد وقعت في سوء التدبير !


يتبع
ــــــــــــ هوامش و تعليقات ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لأجل أن السلفية الحنبلية تعبر اصدق تعبير عن معتقدات طائفة اهل السنة و الجماعة فسأركز عليها اكثر...نشأة و فكرا و رموزا.
(1) اصل كلمة" الجماعة" اخذت من عام الجماعة التي استعادت فيها الأمة وحدتها التراببية بعد انشقاق معاوية و اقتطاعه بلاد الشام و مصر و اليمن و المدينة عن دولة الإسلام, و قد تم ذلك اثر تـنازل الحسن بن علي رضي الله عنها عن الخلافة لمعاوية ابن ابي سفيان، ثم اضيف الي اسم "الجماعة" تسمية " السنة" لتصير اهل السنة و الجماعة, وقد تم ذلك إثر تدوين الحديث الذي حصل بعيد" ضجّة السوق" التي رفعت رصيد غير اهل الرأي و النظر من المحدثين، و منحت حكام الجور شرعية لصياغة منظومة امنية شديدة الأحكام تسر الحاكمين و تسحق المحكومين سموها احاديث نبوية ( من فرص اللصّ ضجّة السّوق ــ مثل ــ و اعني بضجة السوق مسألة خلق القرآن التي سأتـناولها لا حقا).
2) سيقال لأبي بكر لو بعث في ايامنا " نحن آسفون فليس لك أي مكان بيننا، فالإسلام الذي تعرفه قد حجزت السنة كل اركانه و زواياه فاما أن سنيا تابعا ذليلا أو شيعيا خرافيا. .
(3) لأجل ذلك قلت :
أنا مسلم لا ارتضي تسمية غير التي
أكرمني ربّي بها / أعظم بها تسميتي
فلست شيعيا و لا / أدين بالخرافة
و لست سنيا و لا/ ارضي بتلك النسبة
(4) محمد ابو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية الفقهية ص 187
(5) محمد سعيد رمضان البوطي السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب اسلامي ص 236
(6) محمد ابو زهرة مصدر سابق ص 232
(7) يقصد البوطي "بغيرهم من المسلمين" الأشاعرة الذي هو منهم. و قد ذهل البوطي عن حقيقة ان الحنابلة و الأشاعرة يحملون نفس العقائد التعيسة و المدمرة، وان الجميع سلفيون في نهاية المطاف. اما غضب البوطي من تكلم الحنابلة باسم السلفية، فلأن السلفية تكفر الشيعة الذين هم حكام البوطي و قرة عينه.
(8) البوطي مصدر سابق . ص 236
(9 و 10)البوطي مصدر سابق على التوالي 242/256


حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 10:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات   



http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=204368 

Aucun commentaire: