lundi 25 mai 2015

في مواجهة قومجيتيْ الاختزالْ والانعزالْ: EL Amine Albouazizi

في مواجهة قومجيتيْ الاختزالْ والانعزالْ:

EL Amine Albouazizi

بقلم الأمين البوعزيزي

أثناء حضوري صباح اليوم مشاركا في فعاليات ندوة فكرية حول حوارات ما سمّي "الاصلاح التربوي"، طوّح حديث المشاركين والمتفاعلين من الحاضرين المهمومين بالمسألة الثقافية والكيانية المضطهدة، وغربة اللغة العربية في مجالها السيادي تعليما وادارة ومختلف المرافق التواصلية،،،

تفاعلتُ مع حديث دار حول "عروبة 99 بالمائة من التونسيين وبقية الـ 1 بالمائة أمازيغ"، وجدل "حقوق الأغلبية وحقوق الأقلية"....

هكذا كان تفاعلي:

- العروبة تاريخيا أبدا لم تُطرح يوما في مواجهة التنوّع داخلها، أمازيغا في بلاد المغرب أم بقية التنوع الثقافي في بلاد المشرق، وانّما هي ولدت مكافحة منافحة عن سيادتها في مجالها في مواجهة التتريك الطوراني أولا والتغريب الكولونيالي لاحقا،

- اذا كانت العروبة تعني اثنية كبيرة في مواجهة تنوع اثني أقلّوي مشرقا ومغربا، فانّي أعلنها عاليا لستُ عربيا،

- العروبة التي أنتمي وأكافح في سبيل تقرير مصيرها، هي العروبة التي أرسى حجرها الأساس النبيّ الأكرم محمد (ص) يوم زجر الرّوح الأعرابية الجاهلة المتلبّسة ببعض صحابته قائلا، "ليست العربية لأحدكم من أب ولا أم، وإنّما هي اللسان، فـمن تكلم العربيه فـهو عربي".

فالعروبة هي الرابطة المواطنية المستوعبة المتجاوزة للروابط الاثنية والطائفية والمشروع الحضاري الذي شيدته الشعوب القاطنة بين المحيط والخليج وعبرت عنه بلسان القرآن الكريم الذي تحوّل أيضا الى لغة الدولة الامبراطورية التي بناها المسلمون و"انتصرت" على باقي التنوع اللغوي عبر اعتمادها لغة الادارة والتدوين والابداع،،،،

لكن الخطيئة التي ارتكبت لاحقا فيما سمّي بلسان العرب، أن تمّ أخذها فقط عن الأعراب في الصحراء، في تنكر صارخ الى الابداع الحضاري والعلمي والحرفي الذي عرفته حواضر الاسلام الكبرى، حتى انتظرنا عشرات القرون ليأتي رينهارت دوزي (Dozy, Reinhart (1820-1883)،ويجمع لنا ما أسماه Supplément aux dictionnaires arabes!

- لقد آن الأوان، لمن يرومون انصاف التنوع البديع في جسم الحضارة والكيانية العربية الاسلامية المضطهدة أن يعيدوا الاعتبار الى ثلاثة أمور لا مندوحة عنها، للتصدي الى طوفان العبث الامبريالي بالهندسة الكيانية والمجتمعية لهذه الأمة:

1 - اعادة صوغ لسان العرب بما يتضمن مجمل الثراء والتنوع الذي تمّ اقصاؤه تاريخيا من لسان العرب، اذ لا يعقل أن تكون عربية اليوم هي عربية بداوة الصحراء منذ 14 عشر قرنا!!!

2 - اعادة كتابة التاريخ بما يليق وحجم اسهامات كل التنوع الثقافي و"الاثني" في بناء الحضارة والدولة الامبراطورية العربية الاسلامية، حتى يرى كلاّ وجهه فاعلا ساطعا كما حدث فعلا في ثنايا التاريخ، لا كما سطّرته الديماغوجيا الأيديولوجية لاحقا مفتوحا مغلوبا.

3 - اعادة تغيير مداخل الانتصار للعروبة المضطهدة، عبر اجتراج نهج مواطني اجتماعي تنويري مقاوم، واعادة تعريف العروبة كما نشأت تاريخيا هجنة (Hybridity) ثقافية بديعة تقطع مع الأعربية الجاهلية لا أثر فيها للشوفينية العربية ومحاباة الأعراب على حساب باقي التنوع الثقافي الذي بنى العروبة الثقافية، وتطليق نهج التسلط (الانقلابجي التوريثي الغوغائي الشوفيني الاختزالي ) ثلاثا.

ــــــــــــــــــــــ بغير ذلك ستواصل تشظي المنطقة تشظيا عرقيا وقبليا ومذهبيا ومناطقيا، ليس فقط كما يخطط القتلة الاقتصاديون العولميون لفلق أسوار المقاومة في كل مكان (أمما وطبقات)، وانّما بما سيصنعه ضحايا التسلط القومجي مشرقا والحدثوتي البوليسي المغشوش مغربا، من ارتكاس لروابطهم العضوية (البدائية) وتسييسها لخوض حرب الكل ضد الكل، وهل ما يجري في بلاد العرب غير ذلك؟؟؟

امضاء،
وحدوي عربي مواطني مشتركي ديسمبري، مكافح وكافر بنهج التسلط وأساطير التقومج الأعرابي مشرقا والتقومج الأمازيغوي العنصري المشتقّ منه مغربا.

- الأمين البوعزيزي -
-

Aucun commentaire: