vendredi 27 mai 2016

( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) (107) الانبياء ) آحمد صبحي منصور





القرآن الكريم رحمة من رب العالمين جل وعلا

القرآن الكريم رحمة من رب العالمين جل وعلا  
أولا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )
1 ـ كان عليه السلام فى حياته رحمة للمؤمنين الذين تعاملوا معه وعايشوه . لم تمتد هذه الرحمة لمن أتى بعده . ولم يأت هذا باسلوب القصر والحصر ، فلم يقل جل وعلا عنه (ما هو الا رءوف رحيم ) بل قال (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) التوبة ) ، أى بالمؤمنين وحدهم كان رءوفا رحيما ، ولكن ليس وحده عليه السلام لأن الرءوف الرحيم هو رب العالمين جل وعلا : (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) البقرة )( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) البقرة 143 ) . . ولكنه جل وعلا قال عن القرآن الكريم الذى أنزله على خاتم النبيين : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الانبياء )، الكلام هنا عن إرساله عليه السلام بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ، وجاء الاسلوب بالقصر والحصر بالنفى والاستثناء ( وما ... إلا ..  ) كقوله جل وعلا بنفس اسلوب القصر لخاتم النبيين : (إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23) فاطر )، وقوله جل وعلا عنه : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (144) آل عمران  ) . وقد مات عليه السلام وبقى القرآن الكريم رحمة لكل العالمين .
 2 ـ والنبى فى حياته كان رحمة لأن خُلقه ـ أى دينه ـ هو القرآن العظيم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم ) ، ومات النبى محمد وبقى ولا يزال القرآن العظيم رحمة للعالمين . ولكن السواد الأعظم من الصحابة كفروا بهذه الرحمة ، وحولوها بالفتوحات الى ظلم لعصرهم . ملايين البشر فيما بين ايران الى شمال أفريقيا تم إستعبادهم وإستغلالهم باسم الاسلام ، ومئات الألوف لقوا حتفهم لأنهم كانوا يدافعون عن أوطانهم ، ومئات الألوف من النساء والفتيات تم إغتصابهن وإسترقاقهن سبايا ، ومثل هذا العدد من الأطفال جىء بهم من آسيا وافريقيا ليتم توزيعهم عبيدا وجوارى على أعراب الجزيرة العربية ، ومئات الألوف من العائلات تشتت وتشرذمت ، الأم سبية فى دمشق وبنتها فى المدينة وابنها فى العراق وأختها فى الفسطاط ، هل تتصور هذا لعائلتك ؟ هل تتصور أن يقتحم جنود معتدون بيتك فيقتلوا أباك الذى تجرا ودافع عن شرفه وبيته ، ثم يسبوا أمك وأختك ويختطفوك وأخاك ، ثم لا ترى أحدا منهم بعدها فى حياتك ؟ . هؤلاء المساكين لم يُسيئوا الى أبى بكر ، ولم يكن لهم علم بعمر ولم يسمعوا بعثمان ، ولم يكن لهم علاقة بعلى ، ولا صلة لهم بالزبير ولا صداقة مع طلحة ولا معرفة بسعد بن ابى وقاص ، ولا خصومة مع عمرو بن العاص ولا ضغينة مع معاوية ولا تعامل مع خالد . ربما لم يسمعوا اصلا بالصحراء العربية ففوجئوا بجحافل العرب تدق عليهم بلادهم بالسلاح تُخيّرهم ـ او بمعنى اصح ـ تُجبرهم على قبول واحد من ثلاث : الاسلام أو الجزية أو الحرب . بهذه الحيلة قامت الفتوحات العربية ترتكب حمامات دم فى عهد الخلفاء ( الراشدين / الفاسقين ) وتنسب ذلك الى الاسلام العظيم ، فارتكب الخلفاء ( الراشدون / الفاسقون ) خطيئة أكبر ، لأنه بربط هذه الجريمة العُظمى بالاسلام وجعلها عبادة دينية فقد إستمر إرتكابها فى العصور التالية من الأمويين الى العثمانيين ، والضحايا الذين كانوا فى عهد ابى بكر وعمر وعثمان بمئات الألوف أصبحوا بالملايين ، ثم قامت الوهابية بإحياء هذه الجريمة الكبرى فى عصرنا فبلغ الضحايا عدة ملايين من العرب والهنود والباكستانيين والغربيين ، وترسّخ إتهام الاسلام بالوحشية وسفك الدماء وأنه إنتشر بالسيف ، كما لو كان الخلفاء الفاسقون حريصين على نشر الاسلام ، وهم ما نشروا سوى السلب والنهب والقتل والسبى والاغتصاب . ولا يزال أولئك الخلفاء الفاسقون يتمتعون بالتقديس لأنه بسببهم تكونت ديانات أرضية تقدسهم وتقدس جرائمهم ، ونسى الجميع أن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن العظيم رحمة للعالمين وليس لظلم وقتل وإرهاب العالمين .
3 ـ وهنا يثور سؤال هام : إذا كان الاسلام بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ، فلماذا لم يهتد به أولئك الصحابة مجرمو الحرب ؟ . وهذا يذكرنا بقول بعض العاهات البشرية من أن الاسلام قد فشل فى هداية الصحابة . هذه العاهات تنسى أن الكتب السماوية لم ينزل معها ملائكة تُرغم البشر على إعتناقها ، وأن من أقارب الأنبياء من كان كافرا مثل ابن نوح ووالد ابراهيم وأبى لهب ، وان الهداية إختيار شخصى فأصبحت إمرأة فرعون مهتدية لأنها ــ  مع مريم عليهما السلام  ـ شاءتا الهداية فصارتا مثلا للذين آمنوا ذكورا وإناثا ، وأن زوجتى نوح ولوط شاءتا الضلالة : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ (12) التحريم ). وينسون أن الله جل وعلا قال لخاتم النبيين : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) (56)  القصص ) ، فمن يشاء الهداية يهده الله جل وعلا ومن يشاء الضلالة يتركه جل وعلا للشيطان يضله ، المهتدى يزيده رب العزة هدى ، والضال يزيده ضلالا : (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً)  (75)مريم ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )(76) مريم ). وتنسى هذه العاهات البشرية أن المسيح عيسى بن مريم جاء بآيات إعجازية هائلة ، ومع ذلك فقد خانه أقرب الناس اليه من حوارييه ، منهم من نمّ عليه ووشى به ، ومنهم من تبرا منه وأنكره ، ثم ما لبثوا بعد سنوات من موته ووفاته أن جعلوه إلاها كفرا برسالته . ! . هو إختيار وإختبار للبشر .  والعادة أن يفشل فى الاختبار الأغلبية العظمى من البشر ، وقد قال رب العزة جل وعلا لخاتم النبيين بأن اكثر من فى الأرض مُضلون ولو إتبعهم فسيضلونه هو شخصيا  (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الانعام ). ولهذا فهناك مقابل الحرية المطلقة فى الدين توجد المسئولية التامة عن هذه الحرية ، وأولئك الذين يشاءون الكفر يعيشون به ويموتون به سيلقون عذابا لا مثيل له ، وأن من يشاء الهداية يعيش بها ويموت بها سيتنعم بنعيم لا يمكن تخيله ، وقد جاءت الحرية الكاملة والمسئولية عليها فى قوله جل وعلا : (  وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (31) الكهف  )
4 ـ هنا نفهم أن الرحمة بالقرآن الكريم معروضة ومتاحة  أمام العالمين، ولكن لا يؤمن بها كل العالمين ، وبالتالى فهذه الرحمة هى فقط لمن يؤمن بها ويعمل بها ، وليست للكافر بها والذى يشوهها ، كما فعل الملاعين من الخلفاء الفاسقين والصحابة المنافقين ، لا رضى الله جل وعلا عنهم اجمعين .
ثانيا : من هم المؤمنون مستحقو الرحمة بالقرآن الكريم :  
1 ـ جاء وصف القرآن الكريم بأنه رحمة منزّلة ، يقول جل وعلا :( حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) الدخان ). ويقول جل وعلا يخاطب الناس جميعا خطابا مباشرا يؤكد لهم أن القرآن الكريم جاءهم موعظة منه جل وعلا لمن شاء منهم الهداية والرحمة وشفاء الصدور : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) يونس )، وانه هدى ورحمة لمن يتبصره ويعقله : ( هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) الجاثية )، لذا يجب على المؤمنين به أن يستمعوا اليه فى إنصات وتفكر وتبصر لعلهم به يُرحمون ، يقول جل وعلا : (هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الاعراف ). بإيجاز فالقرآن الكريم هدى ورحمة للمؤمنين به فعلا : ( وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) النمل )، وليس لكل من هبّ ودبّ  من الكافرين .
2 ـ ولذا يقول جل وعلا :( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء )، فالقرآن الكريم يكون للمؤمنين شفاءا ورحمة كما يزيد الظالمين خسارا . أى يدخل الظالم قلبه على القرآن فلا يزداد بقراءته للقرآن إلا خسارا . الحديث هنا عمّن يعرف القرآن ويقرؤه ويتعامل معه وفى قلبه تقديس للبشر والحجر ، من أصحاب الديانات الأرضية من (المسلمين ) وهم فى شقاق ، ولكن يجمعهم تقديس بعض الصحابة أو كل الصحابة .
3 ـ لا يمكن أن يكون من مستحقى رحمة الله جل وعلا القرآنية أولئك الذين يقولون ( رضى الله عن أبى بكر أو عمر أو عثمان أو على أو خالد أو أبى عبيدة أو الزبير أو عمرو أو طلحةأو سعد ..الخ ) . حين يقول رضى الله عنهم فهو يكفر بالرحمن لأنه يعنى أن الله جل وعلا رضى عن فتوحاتهم وما سببته من ظلم هائل ، ولأنه يعنى أنه جل وعلا أنزل القرآن رحمة للعالمين ثم رضى عمّن ظلم مئات الألوف من البشر الأبرياء . الله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين، والله جل وعلا عدو للظالمين ، ومن يقل (رضى الله ) عن أولئك الخلفاء الفاسقين فقد ظلم رب العالمين .!
4 ـ ولقد ترتب على تلك الفتوحات تأسيس امبراطوريات مستبدة ظالمة ، وأديان أرضية تقوم بتشريع البغى والاعتداء ، وتقسم البلاد المفتوحة الى : مفتوحة ( عنوة ) فتكون ملكية خالصة للفاتح ، يحرم فيها بناء الكنائس ـ مثلا ، أو مفتوحة ( صُلحا ) أى بالاكراه والارهاب ، فيكون لأهلها بعض الحقوق فى بناء الكنائس ـ مثلا . هذه الشريعة الظالمة بأديانها الأرضية أتهمت القرآن الكريم ـ الذى أنزله رب العزة رحمة للعالمين ـ  بأنه غامض يحتاج اليهم كى يفسروه وأنه ناقص يحتاج لهم كى يكملوه ، وأنه موجز يحتاج لهم كى يفصلوه ، وأنه لا يكفى ، وأن تشريعاته يبطل بعضها بعضا ( أى ينسخ بزعمهم بعضها بعضا ) .
5 ـ  هؤلاء لا مكان لهم فى الرحمة بالقرآن الكريم ، الذى نزلت ( تفصيلاته ) ( على علم ) هدى ورحمة للمؤمنين الذين يؤمنون بتفصيلاته المٌحكمة ، يقول جل وعلا  عن تفصيلات القرآن الكريم : ( مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف ) ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الاعراف ) . وعن بيان القرآن الكريم الكتاب المبين بآياته البينات بنفسها يقول جل وعلا عنه هدى ورحمة لأولئك المؤمنين : ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) النحل ). بل إنه يوم القيامة حين يقوم الأشهاد على الكافرين بالقرآن ستكون شهادة الأشهاد حول بيان القرآن الكريم ونزوله تبيانا لكل شىء يحتاج الى بيان ، يقول جل وعلا عن رحمة القرآن الكريم بمن يؤمن ببيانه يبشرهم مقدما :( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل ). وعن المؤمنين الذين يكتفون بالقرآن الكريم كتابا ويكفرون بغيره من كتب الأديان الأرضية كالبخارى وغيره يقول رب العزة جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت)
6 ـ مطرود من الرحمة الالهية بالقرآن الكريم أولئك الذين يؤمنون بلهو الحديث الرافضون للهدى القرآنى تمسكا بأحاديث البخارى وغيره ، أما مستحقو هذه الرحمة الالهية القرآنية فهم المحسنون المهتدون مقيمو الصلاة الذين يؤتون الزكاة وهم بالاخرة يوقنون ، يقول جل وعلا عن الفريقين : ( الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ) . أى هو يولى مستكبرا منكرا للرحمة الالهية فى القرآن ، فكيف يستحق الرحمة الاهية بالقرآن ؟
6 ـ وما قاله رب العزة نراه متجسدا فى حياتنا العملية  فى تعاملنا مع الوهابيين بالذات ، نقرأ عليهم القرآن فيزدادون به طغيانا وكفر شأن من قال عنهم رب العزة جل وعلا : (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ) 64 المائدة) (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) المائدة ) . هم بالضبط كما وصف رب العزة جل وعلا : (  وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46)  الاسراء ).
7 ـ وإذا أردت التحقق من هذا الموضوع فاعرض على أحدهم أن يقرأ هذا المقال ، وسترى بنفسك ..
   في الخميس 26 مايو 2016 




Aucun commentaire: