نقاط توافق العقيدة الوهابية و العقيدة اليهودية
: الوهابية وهم فرقة انحرفت عن أهل السنة والجماعة شبهوا الله
بخلقه ونسبوا لله الجلوس والعياذ بالله وغير ذلك من الصفات القبيحة التي لا
تليق في الله.
كتب _ محمد الإبراهيمي
و لبيان أوضح نذكر عقيدة اليهود فى حق الله تعالى و ما وصفوه به من نقائص و تشبيه و تجسيم و حلول فى المكان و تحيز فى جهة و انتقال من مكان إلى أخر و غير ذلك من المخالفات للعقيدة الحقة التى نجدها عند الوهابية هى هى ، فأقرأ و تمعن و استعذ بالله من الشيطان الرجيم و أتباعه الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.} سورة فاطر / ٦.
من عقائد اليهود و الوهابية....
ينسب اليهود إلى الله تعالى الجلوس و القعود و الاستقرار و الثقل و الوزن و الحجم و العياذ بالله من كفرهم.
ففي نسخة التوراة المحرفة التى هى أساس دين اليهود فيما يسمونه " سفر الملوك " الإصحاح ٢٢ الرقم / ١٩-٢٠ يقول اليهود لعنهم الله:{ و قال فاسمع إذاً كلام الرب قد رأيت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره.}
و فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح ٤٧ الرقم /٨ يقول اليهود لعنهم الله:{ الله جلس على كرسي قدسه.}
الوهابية ينسبون الجلوس إلى الله و العياذ بالله من هذا الكفر...
هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود فيها التصريح بالكفر بنسبة الجلوس إلى الله تعالى ، و إليك طائفة من أقوال الوهابية تعتمد اللفظ عينه.
فى كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد الرابع / ٣٧٤ لابن تيمية الحرانى الذى يعتبره الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب إمامهم يقول ما نصه:[ إن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.]
و فى كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد الخامس ، وكتاب " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة صفحة / ٤٠٠ يقول ابن تيمية:[ فما جاءت به الأثار عن النبى من لفظ القعود و الجلوس فى حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبى طالب و حديث عمر أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد.] أ هـ.
وفى الصحيفة ذاتها يقول:[ إذا جلس تبارك و تعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد.]
و هذا الكتاب المسمى شرح حديث النـزول فيه بيان شدة فساد كلام ابن تيمية و بعده عن الحق و هو كتاب مطبوع فى الرياض سنة ١٩٩٣رومية ، قام بطبعه دار العاصمة ، و علق عليه محمد الخميس الذى يوافق ابن تيمية فى التشبيه و التجسيم.
و اعلم أن لفظة الجلوس لم يرد إطلاقها على الله لا فى القرءان و لا فى الحديث من بدع ابن تيمية الكفرية و أتباعه الوهابية المشبهة و من وافقهم.
و فى كتاب الأسماء و الصفات من مجموع الفتاوى الجزء الأول طبع دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، صفحة / ٨١ يقول المجسم ابن تيمية:[ قال " أى ابن حامد المجسم " : إذا جاءهم و جلس على كرسيه أشرقت الأرض كلها بأنواره.]
و فى كتاب الدارمى [ هو عثمان بن سعيد الدارمى و هذا المشبه توفى سنة ٢٨٢ هـ. و هو غير الإمام الحافظ السني أبى محمد عبد الله بن بهرام الدارمى رحمه الله صاحب كتاب السنن الذى توفى سنة ٢٥٥ هـ. فلينتبه لهذا.]. و فى كتاب الدارمى المشبه على بشر المريسي طبع دار الكتب العلمية صفحة / ٧٤ بتعليق محمد حامد الفقي يقول المؤلف الدارمى:[ و إن كرسيه وسع السموات و الأرض ، و إنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، و إنه له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من يثقله.] و ينسب هذا الكفر إلى النبى و العياذ بالله و هذا الكتاب يعتمده الوهابية.
و فى الكتاب عينه صفحة /٧١ يفتري الدارمى على رسول الله أنه قال:[ ءاتي باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي و هو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش و تارة يكون بذاته على الكرسي.]
و فى صفحة / ٧٣ يقول الدارمى قال رسول الله:[ هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه.] ، و يقول قالت امرأة:[ يوم يجلس الملك على الكرسي.]
و هذا الكتاب تشمئز منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الكفر الذي فيه. وما تمسكهم بهذا الكتاب مع ما فيه من ضلال إلا تعصب لزعيمهم ابن تيمية الذي مدح هذا الكتاب و حث على مطالعته و يدعى كذبا أنه يشتمل على عقيدة الصحابة و السلف.
و قد نقل هذا المدح عن ابن تيمية تلميذه ابن قيم الجوزية المولع بإتباع مفاسده فى كتابه " اجتماع الجيوش ".
و فى صفحة /٨٥ من الكتاب المذكور سابقا يقول الدارمى:[ و قد بلغنا أنهم حين حملوا العرش و فوقه الجبار فى عزته و بهائه ضعفوا عن حمله و استكانوا و جثوا على ركبهم حتى لقنوا [ لا حول و لا قوة إلا بالله ] فاستقلوا به بقدرة الله و إرادته ، و لولا ذلك ما استقل به العرش و لا الحملة و لا السموات و لا الأرض و لا من فيهن ، و لو قد شاء يعنى الله لاستقر على ظهر بعوضه فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبـيته فكيف على عرش عظيم.]
و فى كتاب شرح القصيدة النونية لابن القيم الجوزية تأليف محمد خليل هراس صفحة / ٢٥٦ يقول:[ قال مجاهد: إن الله يجلس رسوله معه على العرش.]
فى كتاب طبقات الحنابلة الجزء الأول من طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الأولى / ١٩٩٧ لمؤلفه أبى يعلى المجسم الذى يستشهد الوهابية بكلامه يقول صفحة / ٣٢ :[ و الله عز وجل على العرش و الكرسي موضع قدميه.]
و فى كتاب معارج القبول تأليف حافظ حكمي علق عليه صلاح عويضه و احمد القادري ، الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول صفحة / ٢٣٥ يقول:[ قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه.]
و فى صفحة ٢٣٦ يقول و العياذ بالله:[ قال النبى: ثم ينظر يعنى الله فى الساعة الثانية فى جنة عدن و هو مسكنه الذى يسكن.]
و فى صفحة / ٢٥٠-٢٥١ يقول المؤلف و العياذ بالله:[ قال النبى و ينـزل الله فى ضلل من الغمام من العرش إلى الكرسي.]
و فى صفحة / ٢٥٧ يقول هذا المجسم:[ فإذا كان يوم الجمعة نزل ربنا عز و جل على كرسيه أعلى ذلك الوادي.
و فى صحيفة / ٢٦٧ ينسب للنبي أنه قال:[ فأتي ربي و هو على كرسيه أو على سريره.]
و فى صحيفة / ١٢٧ يقول هذا المشبه:[ قالت امرأة يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم.]
و فى كتاب " بدائع الفوائد " طبعة دار الكتاب العربي ٤/٤٠ لابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية يقول:
[ و لا تنكروا أنه قاعد و لا تنكروا أنه يقعده.]
و قد كذب على الدارقطني فى نسبة هذا البيت له.
و فى الكتاب المسمى " فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب طبعة دار الندوة الجديدة بيروت / صفحة ٣٥٦ يقول حفيد محمد بن عبد الوهاب موافقا لعقيدة اليهود:[ قال الذهبي حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: إذا جلس الرب على الكرسي.]
و قد قام كبير دعاتهم بالأمس بمراجعة هذا الكتاب و الموافقة على طبعه مع مراجعة الحواشي التى كتبها محمد حامد الفقي واستحسن ما فيه و أثنى عليه بعبارات كثيرة.
خاتمة هذا الفصل
و فيما ذكرنا و هو قليل من كثير يتبين لك أيها القارئ الاتحاد و الاتفاق بين عقيدة اليهود و الوهابيين فى نسبة الجلوس إلى الله.
و انظر بعين المطالع المنصف إلى استعمال الوهابية من رأسهم ابن تيمية إلى أتباعهم من أهل هذا العصر للعبارات الكفرية عينها التى وردت فى كتب اليهود فيتبين لك صحة ما قيل من أن الوهابية طائفة مشابهة لليهود فى المعتقد ، و هم مهما حاولوا أن ينفوا عن زعمائهم وصمة التشبيه فقد أشربوا فى قلوبهم التجسيم كما أشرب اليهود حب العجل فانطبع ذلك فى قلوبهم.
و إن المغرورين و المولعين بحب ابن تيمية و المدافعين عنه جهلا و هوىً و عصبية و القائمين على نشر كتبه و أباطيله إذا ذكر لهم هذا الأمر عن ابن تيمية أي نسبة الجلوس إلى الله تراهم يتمسكون فى الدفاع عنه ، و يعتمدون أحيانا إلى نفى ذلك عنه. و نحن لم نكتف بما نقله العلماء الثقات فى مؤلفاتهم عنه كما ذكر أبو حيان الأندلسي فى تفسيره " النهر الماد " و الحافظ السبكي ، والفقيه تقي الدين الحصني الشافعي ، و القاضي بدر الدين بن جماعة ، والحافظ العلائي ، وصلاح الدين الصفدي ، وغيرهم كثير ، ولكننا وجدنا فى كتب ابن تيمية مما خطه بقلمه الدليل على معتقده ، وطبعه و نشره أتباعه و أحبابه فكان دليلا على كفرهم و فساد عقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود فى هذا ، و فيما سيأتي فى الفصل التالي و ما بعده مزيد بيان لذلك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire