jeudi 14 juillet 2016

" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" ابن قرناس باحث في كتاب الله وتاريخ عصر الرسول منذ العام 1972








كتب الأخ  Ahmed Salah Eldeen سؤالا يقول:

فى سوره يوسف يقول الله تعالى إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَالمحسنين وفى سوره يونس يقول تعالى وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ الرجاء القاء الضوء حول الصبر على المصيبه هل هو من الاعمال الصالحه التى يثاب عليها العبد بالحسنات ومعنى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) ..هل هو مجاز للترغيب فى الصبر ام بالفعل هناك بغير حساب؟

والسؤال من شقين، هما:
هل الصبر على المصيبة من الأعمال الصالحة؟|
وهل معنى قوله تعالى: " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" أن من يصبر يدخل الجنة بلا حساب؟

التعليق

القرآن حث المسلمين على الصبر في السور المكية وفي السور المدنية، في مواقف مختلفة حسب الظروف. ففي مكة حث القرآن المسلمين على الصبر على دينهم والتمسك به، وحثهم على الصبر على أذى قريش وتعدياتها في المرحلة الخامسة وأعطاهم الحق بمعاقبة المعتدي في المرحلة السادسة مع أفضلية الصبر وعدم الرد. وفي المرحلة السابعة والأخيرة في مكة كان الحث موجه أكثر للمستضعفين الذين يتعرضون للتعذيب على أيدي رجال قريش لفتنتهم في دينهم وردهم للكفر، وذلك في عدد من سور المرحلة السابعة مثل: الآيات (42، 96، 110) من سورة النحل. والآية (24) من سورة الرعد.
لأن عدم الصبر يعني الردة والكفر، ومن يكفر ولو تحت التعذيب فقد توعده القرآن بالنار وغضب الله: مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109) النحل.
فالصبر هنا خيار من خيارين: إما الصبر على التعذيب أو الكفر. وبكل تأكيد فالحث على الصبر هنا سيكون له أجر، لأنه ضمان لبقاء المسلم على دينه، ومن يؤمن ويعمل صالحا فله الجنة.

وعموما فالحث على الصبر في السور المكية يكون للصبر على الدين والتمسك به، وبكل تأكيد من صبر على دينه برغم مضايقات قريش فالصبر من الأعمال الصالحة المطلوبة لدخول الجنة. وعدم الصبر يعني الكفر.
ويضاف لذلك - بطبيعة الحال - العديد من الآيات في السور المكية التي تحث الرسول على الصبر على ما يلقاه من عنت وأذى نفسي وسخرية وسب من قريش.

وفي السور المدنية كان الحث على الصبر في القتال في سبيل الله، الذي سوف يخلف فقد أفراد من العائلة أو المعارف في المعارك، لأن عدم الصبر يعني ترك الجهاد. وكذلك الاستمرار في الإنفاق مع الحاجة وشح المطر، والصبر على ضيق العيش في سبيل تجهيز الجيش.

هذه هي أهم الأوضاع التي مرت بالمسلمين وحثهم القرآن بالصبر عليها. وإن أشار القرآن إلى الصبر في مواقف شخصية منها: الصبر لمن لم يتمكن من الزواج حتى يرزقه الله، كما في (الآية:25) من سورة النساء التي تقول: "وأن تصبروا خير لكم".

وبناء على ما سبق فالحث على الصبر في القرآن الموجه للمسلمين اختلف باختلاف الظروف.. ففي مكة كان موجهاً للصبر على الدين والصبر على أذى قريش. وفي المدينة صار موجهاً للصبر في القتال في سبيل الله والصبر على فقدان العزيز وفقدان المحاصيل بسبب شح المطر.

ونأتي للسؤال الثاني الذي تقول فيه: هل معنى قوله تعالى: " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" أن من يصبر يدخل الجنة بلا حساب؟
وهذا تمام الآية: قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر.
وهي تحث المستضعفين على الهجرة من مكة لأنهم يتعرضون للأذى من قريش. والصبر هنا ليس على مصيبة ولكن على الدين والتمسك به. وبكل تأكيد من صبر على دينه برغم الاضطهاد فسيدخل الجنة لأن الجنة مضمونة لكل من آمن وعمل صالحا.

وفقه الموروث هو من يقول إن من مات له ثلاثة من الأبناء دخل الجنة بلا حساب وقيل نحوا من ذلك في فقدان واحد أو اثنين، بل وأدخلت الجنة من يموت بالطاعون أو المبطون أو أمراض أخرى. وهذا كلام الناس ولم يقل به الله وإن نسب للرسول وهو منه براء. وهذا لا ينفي أن كل من صبر على مصيبة فهو فضيلة.
أما القرآن فيخاطب المسلمين الذين يستعدون لصد عدوان قريش ويخبرهم بما هو متوقع حدوثه ووجوب الاستعداد له وتقبله متى حدث: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة.
فكل من صبر على مصيبة شخصية فأولئك من المهتدين، لكن لن يدخل الجنة بسبب تلك المصيبة وحدها، لأن الجنة لا تكون إلا لمن آمن وعمل صالحاً.
ومن مات له عزيز فبكل تأكيد سيحزن وهو شعور إنساني طبيعي. وسواء جزع أو لم يجزع أو أظهر حزنه أو كتمه فسيمر بالمراحل الأربع التي يمر بها المرء عند وقوع مثل هذه الحالات، وهي: مرحلة الإنكار ثم مرحلة تبلد المشاعر ثم مرحلة الحزن ثم مرحلة تقبل الواقع. وكل ما يعاون على التخفيف ممن فقد عزيزا فهو مطلوب كمشاركة إنسانية وفضيلة. لكن الأهم من هذا هو أن علينا أن نتذكر أن الموت قادم لكل أحد وان وفاة عزيز لنا قد تحدث في أي لحظة، وعلينا أن نكون مهيأين لتقبل الوضع متى حدث.

وكتب التراث هي من وعد المصاب بدخول الجنة بلا حساب، ولم يقل بذلك الله ولا رسوله. ووعود كتب التراث تذكرني بفقرة قرأتها قبل سنوات طوال في كتاب للسحر، تقول: "كيف تدخل الجنة بغير حساب". وبطبيعة الحال لن يدخل الجنة أحد بغير حساب سواءً أطاع كتب التراث أو كتب السحر.
والموت والمرض سنة يسير عليها كل الناس وعلينا أن نهيئ أنفسنا لقبول وقوعها متى وقعت بطرق علمية أكثر فاعلية. وما تقول كتب التراث هو اختلاق على الله ورسوله، ولن ندخل الجنة لو مات كل عزيز لدينا أو متنا أو مرضنا.
وكل مخلوق حي في الكون سيحاسب ثم يعرف مصيره لجنة أو نار بما في ذلك الملائكة والرسل: لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) النساء.

ولن يكون هناك أي استثناء، ولو للرسول محمد عليه الصلاة والسلام: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ{11} وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ{12} قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{13} الزمر.

فكيف يدخل الجنة بلا حساب من أصابته مصيبة ستصيب كل الناس حتما؟

والسلام
ك مصطلحات يجب أن تصحح (5)
نشر الإسلام لا يقوم على التبشير ولكن على الدعوة.
الدعوة عبارة عن عرض وإسماع لتشريعات الله فقط، دون محاولة إقناع.
التبشير يقوم على الوعظ والقصص والتشويق والترغيب والترهيب.
التبشير وسيلة مسيحية لأن المسيحية لا تملك تشريعات تعرضها على المخاطب، فاعتمد رجال دينها على البلاغة والقصص والترغيب والترهيب.
الإسلام غني بالتشريعات الإلهية التي لا تحتاج لشرح ولا ترغيب وإنما عرض وإسماع.

 " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"   ابن قرناس  باحث في كتاب الله وتاريخ عصر الرسول ع منذ العام 1972

Aucun commentaire: