محاكمة هشام لغيلان
و الاستعانة بالاوزاعي
على تكفيره ثم قتله
أمر هشام بإحضار غيلان وحبسه, استعدادا لقتله.
ولأنه كان بحاجة إلى فتوى شرعية لقتله
( خصوصا مع ما كان يعرف به غيلان من الصلاح بين الناس)
التجأ هشام إلى أحد أهم أقطاب مدرسة الحديث الإمام الأوزاعي,
المحدث وصاحب المذهب الفقهي الشهير الذي لم يكتب له الاستمرار ( لحسن الحظ )...
ليحاكم غيلان ويكفره تمهيدا لقتله. "ولما حضر الأوزاعي قال له هشام : يا أبا عمر ناظر لنا هذا القدريّ ،
فقال الأوزاعي مخاطباً غيلان : اختر إن شئت ثلاث كلمات و إن شئت أربع كلمات و إن شئت واحدة.
قال غيلان : بل ثلاث كلمات.
فقال الأوزاعي : أخبرني عن الله عزّ و جلّ هل قضى على مانهى؟
فقال غيلان : ليس عندي في هذا شيء. فقال الأوزاعي : هذه واحدة.
ثمّ قال: أخبرني عن الله عزّ و جلّ أحال دون ماأمر؟ فقال غيلان : هذه أشدّ من الاُولى ،
ما عندي في هذا شيء. فقال الأوزاعي : هذه اثنتان يا أمير الموٌمنين ثمّ قال : أخبرني عن الله عزّ و جلّ هل أعان على ما حرّم؟ فقال غيلان :
هذه أشدّ من الاُولى و الثانية ، ما عندي في هذا شيء. فقال الأوزاعي:هذه ثلاث كلمات.
فأمر هشام فضربت عنقه. ثمّ إنّ هشاماً طلب من الأوزاعيّ أن يفسّر له هذه الكلمات الثلاث.
فقال الأوزاعي:أمّا الأوّل فإنّ الله تعالى قضى على ما نهى ، نهى آدم عن الأكل من الشجرة ثمّ قضى عليه بأكلها.
أمّا الثاني فإنّ الله تعالى حال دون ما أمر ، أمرإبليس بالسجود لآدم ثمّ حال بينه و بين السجود ،
و أمّا الثالث ، فإنّ الله تعالى أعان على ما حرّم ، حرّم الميتة و الدم و لحم الخنزير ، ثمّ أعان عليها بالاضطرار...
إننا هنا أمام أحد أكثر المشاهد مأساوية وسخرية في التاريخ الإسلامي,
حيث تتحالف السلطتين الدينية والسياسية لتصفية المفكرين المتنورين حيث تتكفل السلطة السياسية بتصفيتهم ماديا
في حين تلعب السلطة الدينية ( وممثليها من فقهاء مدرسة الحديث ) أكثر الأدوار قذارة: تبرير للجريمة...
فهل يجوز تكفير إنسان لأنه لا يعرف أجوبة ألغاز مبهمة ,
فإذا كانت هذه الألغاز جزءا من الدين بل عماده ( مادام جهلها يؤدي إلى الكفر...)
فالأولى أن يكون الخليفة كافرا بنفس المنطق مادام هو الآخر لا يعرف الأجوبة.
لكن الأوزاعي بمنطق فقهاء الموائد ووعاظ السلاطين يحكم على الناس دون الحاكمين,
وهو منطق لا زال سائدا إلى اليوم
و الاستعانة بالاوزاعي
على تكفيره ثم قتله
أمر هشام بإحضار غيلان وحبسه, استعدادا لقتله.
ولأنه كان بحاجة إلى فتوى شرعية لقتله
( خصوصا مع ما كان يعرف به غيلان من الصلاح بين الناس)
التجأ هشام إلى أحد أهم أقطاب مدرسة الحديث الإمام الأوزاعي,
المحدث وصاحب المذهب الفقهي الشهير الذي لم يكتب له الاستمرار ( لحسن الحظ )...
ليحاكم غيلان ويكفره تمهيدا لقتله. "ولما حضر الأوزاعي قال له هشام : يا أبا عمر ناظر لنا هذا القدريّ ،
فقال الأوزاعي مخاطباً غيلان : اختر إن شئت ثلاث كلمات و إن شئت أربع كلمات و إن شئت واحدة.
قال غيلان : بل ثلاث كلمات.
فقال الأوزاعي : أخبرني عن الله عزّ و جلّ هل قضى على مانهى؟
فقال غيلان : ليس عندي في هذا شيء. فقال الأوزاعي : هذه واحدة.
ثمّ قال: أخبرني عن الله عزّ و جلّ أحال دون ماأمر؟ فقال غيلان : هذه أشدّ من الاُولى ،
ما عندي في هذا شيء. فقال الأوزاعي : هذه اثنتان يا أمير الموٌمنين ثمّ قال : أخبرني عن الله عزّ و جلّ هل أعان على ما حرّم؟ فقال غيلان :
هذه أشدّ من الاُولى و الثانية ، ما عندي في هذا شيء. فقال الأوزاعي:هذه ثلاث كلمات.
فأمر هشام فضربت عنقه. ثمّ إنّ هشاماً طلب من الأوزاعيّ أن يفسّر له هذه الكلمات الثلاث.
فقال الأوزاعي:أمّا الأوّل فإنّ الله تعالى قضى على ما نهى ، نهى آدم عن الأكل من الشجرة ثمّ قضى عليه بأكلها.
أمّا الثاني فإنّ الله تعالى حال دون ما أمر ، أمرإبليس بالسجود لآدم ثمّ حال بينه و بين السجود ،
و أمّا الثالث ، فإنّ الله تعالى أعان على ما حرّم ، حرّم الميتة و الدم و لحم الخنزير ، ثمّ أعان عليها بالاضطرار...
إننا هنا أمام أحد أكثر المشاهد مأساوية وسخرية في التاريخ الإسلامي,
حيث تتحالف السلطتين الدينية والسياسية لتصفية المفكرين المتنورين حيث تتكفل السلطة السياسية بتصفيتهم ماديا
في حين تلعب السلطة الدينية ( وممثليها من فقهاء مدرسة الحديث ) أكثر الأدوار قذارة: تبرير للجريمة...
فهل يجوز تكفير إنسان لأنه لا يعرف أجوبة ألغاز مبهمة ,
فإذا كانت هذه الألغاز جزءا من الدين بل عماده ( مادام جهلها يؤدي إلى الكفر...)
فالأولى أن يكون الخليفة كافرا بنفس المنطق مادام هو الآخر لا يعرف الأجوبة.
لكن الأوزاعي بمنطق فقهاء الموائد ووعاظ السلاطين يحكم على الناس دون الحاكمين,
وهو منطق لا زال سائدا إلى اليوم
.