للعلامة الحافظ
أبي الحسن علي بن الحسين الزيدي رحمه اللّه
إختيار وترتيب
محمد يحيى سالم عزان
فهرست
آية التطهير ... 1
حديث الثقلين ... 2
حديث السفينة ... 4
حديث الكساء ... 5
حديث المنزلة ... 6
خبر المناشدة ... 13
الغدير ... 21
حديث الطير ... 27
حديث الراية ... 28
تبليغ براءة ... 30
الوصي والخليفة ... 31
أخو رسول الله ... 32
أولى الناس بالخلافة ... 33
كيف صرفت الخلافة عن علي ... 35
في أنه مظلوم ... 36
جيش أسامة ... 41
حديث أصحابي ... 41
الإمام زيد في الحديث النبوي ... 42
الإمام زيد في الحديث العلوي ... 43
الإمام زيد في كلام ابن الحنفية ... 44
الإمام زيد في كلام الإمام محمد الباقر ... 44
الإمام زيد في كلام علي بن الحسين بن علي ... 45
الإمام زيد في كلام الإمام جعفر الصادق ... 46
الإمام زيد في كلام الإمام الحسين بن علي الفخي ... 50
الإمام زيد في كلام سلمة بن كهيل ... 51
الإمام زيد في كلام الإمام أبو حنيفة ... 51
الإمام زيد في كلام أبو الجارود ... 52
الإمام زيد في كلام حماد بن النظر ... 52
براعة الإمام زيد في المناظرة ... 52
الإمام زيد مع هشام ... 53
الذين رفضو الجهاد مع الإمام زيد ... 54
هيئة الإمام زيد عند الخروج وكلامه عن علمه ... 55
من كلام الإمام زيد أثنا قتاله لأهل الشام ... 57
كلام الإمام زيد حين خفقة رايات الجهاد فوق رأسه ... 58
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين ... 59
أو لوية أهل البيت بالإمامة ... 61
خبر معركة مؤتة وأن أول الأمراء جعفربن أبي طالب ... 63
الجهاد والتصدي للظالمين من أهم مواصفات الإمام ... 64
بيعة الصادق للنفس الزكية ... 67
بيعة موسى بن جعفر للإمام النفس الزكية ... 68
تأييد أبو حنيفة للإمام إبراهيم بن عبد الله ... 70
حديث نبوي في فضل الإمام الحسين الفخي ... 70
تأييد الإمام الشافعي للإمام يحيى بن عبد اللّه ... 71
(1/1)
براءة علي الرضا
من دعوى الإمامة ... 71
في قصر الصلاة ... 74
في جواز الصلاة على المسوح ... 75
في الوتر والقنوت ... 75
جواز الصيام في السفر ... 75
صحة صوم من أصبح جنبا ... 76
في أن طلاة الثلاث في مرة واحدة ... 76
في وجوب غسل القدمين ... 76
في أوقات الصلاة ... 77
فهرست ... 78
بسم اللّه الرحمن الرحيم
فضل أهل البيت
آية التطهير
حدثني السيد ابو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ
علي بن محمد الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو
الفضل جعفر بن محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، قال: حدثنا محمد
بن منصور بن يزيد المرادي، قال: حدثنا مخول بن إبراهيم النهدي،
قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس الشيباني، عن عمار بن أبي معاوية
الذهبي عن عمرة بنت افعا، قالت:سمعت أم سلمة أم المؤمنين رضي اللّه
عنها وهي تقول: أنزلت هذه الأية في بيتي: {إنما يريد اللّه ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، قالت: وفي البيت سبعة:
جبريل وميكائيل عليهما السلام ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وأنا على باب البيت
جالسة، فقلت يا رسول اللّه ألست من أهل البيت؟ قال: <إنك على خير
إنك من ازواج النبي>. وما قال إني من أهل البيت.
حديث الثقلين
وروى الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا أحمد بن ظني، قال:
حدثنا أبو الصلت الهروي وإبراهيم بن إسحاق، قالا: حدثنا أبو أحمد
الزبيري، قال: حدثنا شريك بن عبدالله، عن الراكين بن الربيع، عن
القاسم بن حسان،
عن زيد بن ثابت الأنصاري، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه وآله
وسلم يقول: (( إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي
وهما الخليفتان من بعدي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )).
(1/2)
حدثني السيد ابو
الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ علي بن محمد
الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو الفضل جعفر بن
محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، قال: اخبرنا عبدالله بن يحيى،
قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن عبدالملك
ابن إبي سليمان، عن عطية بن سعد العوفي،عن أبي سعيد الخدري، قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول: <يا أيها الناس
إني تركت بينكم ما إن اخذتم به لن تضلوا الثقلين احدهما أكبر من
الآخر كتاب اللّه عز وجل في جبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي
أهل بيتي إلا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض>.
قال الناصر للحق، أخبرنا عبدالله بن يحيى، قال حدثنا أبو الصلت
الهروي، وإبراهيم بن اسحاق قالا: حدثنا أبو احمد الزبيري، قال
حدثنا شريك بن عبدالله، عن الرَّكين بن الربيع، عن القاسم بن حسان،
عن زيد بن ثابت الأنصاري، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه وآله
وسلم، يقول: <إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه جل وعز وعترتي أهل
بيتي وهما الخليفتان من بعدي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ
الحوض>.
وروى ذلك بأسانيده عن زيد بن أرقم، وأبي ذر، وجبير بن مطعم، وغيرهم
والروايات في هذا الباب كثيرة.
(1/3)
ما رواه علي بن
مجاهد الكابلي صاحب التاريخ عن أبي معشر، عن الضحاك، قال:سالت أبا
سعيد الخدري عما اختلف الناس فيه من أمر أبي بكر وعلي وعمر، فقال:
والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه، ولكن احدثكم حديثاً سمعته
اذناي ووعاه قلبي فلن تخالجني فيه الظنون، أن النبي صلى اللّه عليه
وآله وسلم خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي قبض فيه، ثم لم
يخطبنا بعده، حمد اللّه واثنى عليه ثم قال: <أيها الناس إني تارك
فيكم الثقلين>. ثم سكت، فقام إليه عمر بن الخطاب، فقال: ما هذان
الثقلان؟ فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى احمر وجهه،
وقال: <ما ذكرتهما الا وأنا أريد أخبركم بهما، ولكن أضر بي وجع،
فامتنعت عن الكلام، أما إحداهما: فهو الثقل الأكبر كتاب اللّه، هو
سبب بينكم وبين اللّه تعالى، طرف بيده وطرف بأيديكم. والثقل الأصغر
عترتي أهل بيتي، عليٌ وذريته والله إن في اصلاب المشركين لمن هو
ارضى من كثير منكم>.
حديث السفينة
حدثني ابو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ علي
بن محمد الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو الفضل
جعفر بن محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، قال أخبرنا محمد بن علي
بن خلف، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا معاوية ابن هاشم، عن
أبي الجارود بن المنذر، عن أبي كريمة، عن رجل،عن أبي ذر، قال: اخذ
أبو ذر بحلقة باب الكعبة، فقال: من عرفني فسبيل ذلك، ومن لم يعرفني
فأنا أبو ذر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، يقول: <من
قاتلني في المرة الأولى، وقاتل أهل بيتي في المرة الثانية، كان في
شيعة الدجال، وإنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كسفينة نوح من ركبها
نجا ومن تخلف عنها غرق>.
(1/4)
حدثني السيد ابو
الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ علي بن محمد
الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو الفضل جعفر بن
محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا عبدالله بن يحيى،
قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة.قال الناصر للحق: وأخبرنا محمد بن
محمد بن ادريس، قال: حدثنا عبدالله بن أبي زائدة ، قالا جميعاً:
حدثنا معاوية بن هشام، عن عمار بن زريق، عن الأعمش، عن المنهال بن
عمرو، عن عبدالله بن الحارث، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال:
إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني اسرائيل.
وروي عن علي بن موسى الرضى عليه السلام،عن آبائه عن النبي صلى
اللّه عليه وآله وسلم، أنه قال: <مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح
من ركبها نجا ومن تخلف عنها زج في النار> .
وروى الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عن القاسم عليه السلام في
كتاب (الأحكام)،عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، أنه قال: <مثل
أهل بيتي فيكم ..> الخبر.
حديث الكساء
(1/5)
حدثني السيد ابو
الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ علي بن محمد
الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو الفضل جعفر بن
محمد، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي عليهما السلام، قال:
اخبرنا محمد بن نوكرد، قال: أخبرنا عبدالله بن عمر، قال: حدثنا
يزيد بن ربيع عن عوف بن جميله الأعرابي، قال: حدثنا أبو المعتزل
عطية الظفاري، قال: حدثنا أبي، قال:حدثتني أم سلمة أم المؤمنين،
قالت: جئنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوماً في بيتي، إذ
قالت الجارية: علي وفاطمة بالسدة، فقال: لي <تنحي عن أهلي>. فدخل
[علي] وفاطمة والحسن والحسين صبيان صغيران، فقبلهما واجلسهما في
حجره واخذ علياً بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى فقبلها وقبله،
وأغدف عليهم خميصة كانت عليه، ثم قال: <إليك لا إلى النار إليك لا
إلى النارأنا وأهل بيتي>. قالت [أم سلمة]: قلت وأنا؟ قال: <وأنت>.
فعطفها على أهل البيت.
فضائل الإمام علي واستحقاه الخلافة
حديث المنزلة
أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب، قال: أخبرنا الشيخ أبو
القاسم علي بن محمد الأيوازي، قال: أخبرنا السيد القائم في اللّه
أبو الفضل جعفر بن محمد، عن الناصر قال: حدثنا بشر بن عبدالوهاب،
قال: حدثنا عبيدالله بن موسى، قال: أخبرنا شريك، عن عبدالله بن
محمد بن عقيل،عن جابر بن عبدالله، قال: رأيت علياً عليه السلام
يلوذ بناقة رسول اللّه صلى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في غزوة
تبوك، ويقول: تخلفني. قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم: (( أما ترضى أن تكون مني من منزلة هارون من موسى إلا أنه
لانبي بعدي )).
قال الناصر للحق الحسن بن علي عليه السلام: هذا الخبر مما جاء
بالتواتر لاخلاف بين الأمة في صحته .
(1/6)
وبهذا الإسناد
عن الناصر للحق عليه السلام، قال: حدثنا محمد بن نوكرد، قال:
أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق، عن
عطية بن سعيد العوفي،
عن زيد بن أرقم، أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (( أنت
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام قال: حدثنا محمد بن
نوكرد، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن جعفر
غندر، عن شعبة، قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحدث،
عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال
لعلي عليه السلام: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لانبي بعدي )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام قال: حدثنا محمد بن
نوكرد، قال: أخبرنا عبدالله بن الرومي، قال: حدثنا عبدالرزاق، قال:
أخبرنا معمر، عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان أنهما سمعا سعيد بن
المسيب يقول:
أخبرني سعد بن أبي وقاص، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
لما خرج إلى غزوة تبوك استخلف علياً على المدينة، فقال علي : ماكنت
أحب وجهاً إلا أنا معك، فقال: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا محمد بن
منصور بن يزيد المرادي، قال: حدثني عباد بن زياد الأزدي، قال:
حدثنا الكادح بن جعفر العابد البجلي، عن عبدالله بن لهيعة المصري،
عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، عن مسلم بن يسار،
(1/7)
عن جابر بن
عبدالله الأنصاري، قال: لما قدم علي بن أبي طالب على رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم: (( لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ماقالت النصارى
في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لاتمر بملاء إلا أخذوا
التراب من تحت قدميك، ومن فضل طهورك يستشفون، ولكن حسبك أن تكون
مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه
لانبي بعدي، وأنك تبري ذمتي، وتقاتل على سنتي، وأنك غداً في الآخرة
أقرب الناس مني، وأنك غداً على الحوض خليفتي، وأنك أول من يرد
الحوض عليَّ، وأنك أول من يكسى معي، وأنك أول داخل الجنة من أمتي،
وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون
غداً في الجنة جيراني، وأن حربك حربي، وسلمك سلمي، وأن سرك سري،
وأن علانيتك علانيتي، وأنك امرو سريرة صدره كسريرة صدري، وأن سريرة
صدرك كسريرتي، وأن ولدك ولدي، وأنك تنجز عداتي، وأنك على الحق ليس
أحد من الأمة يعدلك عندي، وأن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك،
والإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، وأنه لم يرد الحوض
مبغض لك، ولايغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك ياعلي )).
فخر علي ساجداً، ثم قال: الحمدلله الذي أنعم علي بالإسلام، وعلمني
القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيئين وسيد المرسلين إحساناً
منه إلي وتفضلا منه علي.
فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( لولا أنت لم يعرف
المؤمنون بعدي )).
قال: قال الناصر للحق عليه السلام: وروى هذ الحديث بطوله محمد بن
إدريس الرازي، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضرس العابدي، قال: حدثنا
أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا حسن بن حسن، عن كادح بن جعفر،
عن عبدالله بن لهيعة، عن عبدالرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن
جابر بن عبدالله الأنصاري، ثم نسق الخبر على وجهه.
(1/8)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن سليمان العلوي، عن ابن
البقال، قال: حدثني أبو جعفر عبدالله بن محمد الحسني، قال: حدثنا
محمد بن خلف، قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد، عن الحسن، عن كادح بن
جعفر، عن عبدالله بن لهيعة.. المذكور نحوه.
حدثني السيد أبو الحسن علي بن يحيى بن الحسين، قالا: أخبرنا الشريف
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي الزيدي، قال: أخبرنا جعفر
الجعفري قراءة، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا جعفر بن محمد بن
عمرو قراءة، حدثنا يزيد بن فرح، حدثنا زكريا بن عبدالله عن محمد بن
عبدالله العرزمي، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده،
عن علي عليه السلام، قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم وشكوت إليه ما ألقى من حسد الناس، فقال: (( أما ترضى أن تكون
أخي في الدنيا والآخرة، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، وأن تدعى إذا دعيت
وتكسى إذا كسيت، ومنزلك مقابل منزلي، ووليك وليي، ووليي ولي اللّه،
وعدوك عدوي وعدوي عدو اللّه )).
حدثني السيد أبو الحسن يحيى بن الحسين، قال: أخبرنا الشريف أبو
عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: فيما أجاز لي زيد بن
حاجب، عن عبدالرحمن بن إسحاق البغدادي ومن أصله وكتابه: كتبت حدثني
محمد بن الحسن بن ميمون، حدثنا يوسف بن حماد المفتي، حدثنا هشام بن
محمد، حدثني أبو سعيد مولى محمد بن علي واسمه أبان، عن زيد بن علي،
عن آبائه،
عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم: (( أنت أخي في الدنيا وأنت معي في الآخرة، وأنت
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، وأنت أولى الناس بأمتي
من بعدي، من تولاك فقد تولاني، ومن عاداك فقد عاداني )).
قال: أبان، قال زيد بن علي قال له: والله أنت مني بمنزلة هارون من
موسى وما ينطق عن الهوى.
(1/9)
حدثني السيد أبو
الحسن يحيى بن الحسين، قال: حدثني الشريف أبو عبدالله محمد بن علي
الحسني الكوفي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبدالرحمن البكائي قراءة
عليه في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، حدثنا الحسن بن الطيب البلخي،
حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، حدثني عمرو بن عبدالغفار، عن حسين
بن زيد بن علي،
حدثني سالم مولى أبي الحسين قال: كنت جالساً مع أبي الحسين زيد بن
علي ومعه ناس من قريش ومن بني هاشم وبني مخزوم، فتذاكروا أبا بكر
وعمر فكان المخزوميون قدموا أبا بكر وعمر ، وزيد بن علي ساكت
لايقول لهم شيئاً، قال: ثم سكتوا فتفرقوا، ثم عادوا بالعشي إلى
مجلسهم، فقال زيد بن علي: إني سمعت مقالتكم وإني قلت في ذلك كلمات
فاسمعوهن، ثم أنشد زيد بن علي عليهما السلام:
ومن فضل الأقوام يوماً برأيه
وقول رسول اللّه والحق قوله
بأنك مني ياعلي معالنا
دعاه ببدر فاستجاب لأمره
فلازال يعلوهم له وكأنه
فإن علياً فضلته المناقب
وإن رغمت فيه الأنوف الكواذب
كهارون من موسى أخ لي وصاحب
فبادر في ذات الإله يضارب
شهاب تلقاه القوائبس ثاقب
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا قاضي القضاة، قال: حدثنا
أبو جعفر أحمد بن عبيد، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الكوفي، حدثنا
أبو نعيم، حدثنا عبدالسلام بن حرب، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري،
عن سعيد بن المسيب،
عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم:
(( علي مني كهارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
حدثنا القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار بالري، قال: أخبرنا
عبدالواحد بن محمد بن عبدالله الفارسي قراءة عليه، قال: حدثنا
القاضي أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا الحسين بن
علي بن ركوان التسيري، حدثنا عبدالعزيز الماجشوني، عن محمد بن
المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد،
(1/10)
عن أبيه، قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لعلي: (( أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )).
أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار، قال: أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبدالله بن أحمد الحمدوني قراءة عليه في شهر رجب سنة تسعين
وثلاثمائة، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة ببغداد
قراءة عليه، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصواف الدباغ، حدثنا معمر بن
بكار، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، قال:
إني لمع أبي إذ اتبعنا رجل في قلبه على علي بعض الشيء، فقال: يا
أبا إسحاق ماحديث يذكر الناس عن علي قال: وماهو؟ قال: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى. قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم، فقال الرجل: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم؟ قال: نعم، وماتنكرون أن يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم لعلي مثل هذا أو أفضل .
ومنها مارواه جرير بن أبي زياد، عن مقسم،
عن ابن عباس، قال: بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم جالس،
إذ أقبلت فاطمة تبكي وساق الحديث بطوله، إلى أن قال لها صلى اللّه
عليه وآله وسلم: (( أما ترضين أن علياً مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لانبي بعدي )).
ومنها مارواه الأعمش، عن عباية الأسدي،
عن ابن عباس في حديث طويل: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال
لأم سلمة: (( يا أم سلمة هذا علي لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني
بمنزلة هارون من موسى، يا أم سلمة هذا أخي في الدنيا وقريني في
الجنة، تزول الجبال الراسيات ولايزول عن دينه )).
ومنها: مارويناه عن ابن لهيعة بإسناده أنه قال ذلك يوم خيبر .
وذكر الصاحب أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ذكر ذلك في تسعة
مواضع، فعلمنا الاعتبار بعموم اللفظ، لأن روايته غير متصورة على
سبب واحد.. إلى آخر كلامه.
خبر المناشدة
(1/11)
أخبرني والدي
رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان
بقزوين، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق المعروف بابن
البقال، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن الحسين بن الحسن، قال:
حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن محمد بن
ربيعة بن عجلان، عن معاوية بن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع، عن
أبيه، عن جده،
عن أبي رافع قال: لما جمع عمر أصحاب الشورى وهم ستة منهم علي بن
أبي طالب، فلما دخلوا انفرد كل رجل منهم بصاحبه وقام عبدالرحمن بن
عوف إلى علي فخلا به فقال له عبدالرحمن: يا أبا الحسن ما تقول،
تقوم بهذا الأمر بعهد اللّه وميثاقه وعلى أن تسير سيرة رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى أن تعمل بكتاب اللّه وسنة نبيه صلى
اللّه عليه وآله وسلم بالعهود والميثاق، وعلى أن لاتأخذك في اللّه
لومة لائم؟
ثم قال: فقال له: إما أن أكون أعطيك أيماناً فذاك مما لايكون أبداً
والله أجل في عيني وأهيب في نفسي وأعظم في صدري من أن أعطيكم
ماذكرت، رغبة فيما أنتم فيه، وهذا الذي ذكرت من غير إيمان هو
الواجب عليَّ.
ثم قال: أما والله إنكم لتعرفون من أولى الناس بهذا الأمر قديماً
وحديثاً، وما منكم من أحد إلا وقد سمع ماسمعت من رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم، ووعى ماوعيت.
ثم قال: أسألكم بحرمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما إن
صدقت صدَّقتموني، وإن كذبت كذبتموني.
أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم: (( أنت أفضل من أخلف بعدي ))، وفي القضا من جميع القوم فهل
قالها صلى اللّه عليه وآله وسلم لأحد منكم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
(1/12)
قال: أنشدكم
بالله هل فيكم أحد سد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أبواب
الناس في المسجد وفتح له في المسجد باباً، فقال صلى اللّه عليه
وآله وسلم: (( إني والله ماسددت أبوابكم وفتحت بابه بل اللّه أمر
بذلك )) . فهل فتح باب أحد من الناس غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له: أذن اللّه له أن يمر في
المسجد جنباً مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا:
اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم: (( لأعطين الراية غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه
اللّه ورسوله، ليس بفرار يفتح اللّه على يديه )) . فلما أصبح تصدى
لها الناس فأتى بي، وأنا أرمد العين فتفل في عيني، فقال: (( اللهم
اذهب عنه الرمد )) ثم دفع إلي الراية، ولم يدفعها إلى غيري؟ قالوا:
اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد تصدق بصدقة وهو راكع فأنزل اللّه
على نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم: {إنما وليكم اللّه ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فخرج
النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، وأخذ بباب المسجد ثم قال: (( من
تصدق عليه؟ )) . فهل واحد تصدق بصدقة وهو راكع غيري؟ قالوا: اللهم،
لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد دعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم ودعا الناس فقال: (( من يضمن عني ديني وعداتي ويخلفني في
أهلي من بعدي ))، فكف الناس عنه وانتدبت له، فضمنت له ذلك فدعا لي
بناقته العضباء، وبفرسه المرتجز، وببغلته وحماره وسيفه ذي الفقار
وبدرعه ذات الفضول وبجميع ماكان يحتاج إليه في الحرب، ففقد صلى
اللّه عليه وآله وسلم عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب فأمرهم أن
يطلبوها فدفع إلي ذلك، ثم قال: (( ياعلي اقبضه في حياتي لاينازعك
فيه أحد بعدي )) . ثم أمرني فحولته إلى منزله، فهل أقبض ذلك ووفى
بدينه وعداته غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
(1/13)
قال: أنشدكم
بالله هل فيكم أحد وصاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن
لايلي غسله ولاينظر إلى عورته غيري، وأمرني أن أحجبه عن جميع أهل
بيته وكانوا وراء ستر يناولونني الماء ثم رددها علي، فقال: ((
ياعلي لاينظر إلى عورتي أحد غيرك )) فهل لأحد منكم غيري؟ قالوا:
اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل اللّه تعالى: {إنما يريد اللّه
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} فهل كان في بيته غيري
وزوجتي وابني الحسن والحسين؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل اللّه سبحانه سورته من السماء
في كتاب اللّه عز وجل إذ يقول: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا
المودة في القربى} فهل أقرباؤه غيري وغير أهل بيتي؟ قالوا: اللهم،
لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد أمر اللّه سبحانه وتعالى بأنفال
اللّه ورسوله غيري وغير أهل بيتي؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد ثبتت رايته مع رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم في أربعة آلاف من الملائكة مسومين يوم ولي الناس عن
النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم
يدعوهم في أخراهم فهل ثبت معه أحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش مبارزة في يوم
كريهة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مني؟ قالوا: اللهم
لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم إلى المشركين بسورة براءة فأبلغتها عن النبي صلى اللّه
عليه وآله وسلم، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم
فقال: هل حدث في أمرنا شيء؟ قال: (( لا، ولكن أتاني جبريل عليه
السلام فقال: إنه لايؤدي عنك إلا رجل منك، فكان علي مني فبعثته ))؟
قالوا: اللهم، لا.
(1/14)
قال: أنشدكم
بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين
أتي بالطائر: (( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير
)) ، فهل أتاه أحد غيري يخبركم بذلك النبي صلى اللّه عليه وآله
وسلم؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد بذل مهجته أضطجع مضجع رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم ليلة طلبه العدو فبذل نفسه ووقاه بدمه
غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له سهمان: سهم في الخاصة وسهم في
العامة غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد بعث في سرية أنا فيها في عهد رسول
اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا كنت أميرها عهد من رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل ولّي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
أحداً من الناس إلا كان عليه أمير رسول اللّه غيري؟ قالوا: اللهم،
لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم يوم غدير خم: (( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من
والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله )) . فهل قال ذلك
لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد لما جاءت نصارى بني تغلب نجران
يباهلون آل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم بأمر اللّه: {فقل تعالوا ندع أبناءنا
وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة
اللّه على الكاذبين} ، فبسط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
كساءاً ثم دعا بي وبإبني وزوجتي، ثم أجلسنا وجلس معنا ثم قال: ((
اللهم هؤلاء أهل بيتي )) . فقالت أم سلمة: يانبي اللّه ألست من
أهلك؟ قال: بلى إنك على خير. فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم،
لا.
ثم جعلني كنفسه حيث قال: من أنفسنا وأنفسكم. فهل ذلك لأحد غيري؟
قالوا: اللهم، لا.
(1/15)
قال: أنشدكم
بالله، هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ
دعاني وابني وزوجتي فاطمة فأجلسنا جميعاً، ثم قال: (( اللهم هؤلاء
أهل بيتي وعشيرتي، اللهم أحب من أحبهم وانصر من نصرهم واخذل من
خذلهم، اللهم إني أحبهم وأحب من أحبهم )) . ثم قال صلى اللّه عليه
وآله وسلم: (( إني سأخلف فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر،
فأما الثقل الأكبر فكتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرفه
بيد اللّه وطرفه بأيديكم، فأما الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي أهل بيتي
لن تضلوا لما إن تمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض وحوضي
سعته مابين صنعاء [وبصرى]، فيه أكواب عدد نجوم السماء )) .ثم أقبل
على عمار بن ياسر فقال: (( أوص من بعدي بولاية علي بن أبي طالب فمن
تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى اللّه ومن عاداه فقد عاداني
ومن عاداني فقد عادا اللّه، ياعمار أما علمت بأن علياً مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، ياعمار أما علمت أني أول من
تنشق الأرض عنه وعلي معي على حوضي، وهو الفاروق يفرق بين الحق
والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الذائد عن
حوضي ))، فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل تعلمون يوماً أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول
اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: (( هذا أخي فقد أتاكم )) ثم
أقبل عليكم، فقال: (( أما إنه أولكم إيماناً بالله وأقومكم بأمر
اللّه وأوفاكم بعهد اللّه وأقضاكم بحكم اللّه وأعدلكم في الرعية
وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند اللّه مزية، فأنزل اللّه عز وجل: {إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}، فكبر النبي صلى
اللّه عليه وآله وسلم وكبرتم معه، ثم قال النبي صلى اللّه عليه
وآله وسلم: (( اللهم وآل، اللّه وآل(1) فهل قال ذلك لأحد منكم
غيري، فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟ قالوا: اللهم، نعم. ))
(1/16)
قال: أنشدكم
بالله هل تعلمون أن فيكم أحداً أنزل اللّه فيه سورة من القرآن {هل
أتى على الإنسان حين من الدهر} إلى آخرها حين أطعمت يتيماً وأسيراً
ومسكيناً فهل فعل ذلك أحد منكم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد اعتنقه صلى اللّه عليه وآله وسلم
وبكى وبكيتم جميعاً ثم رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
رأسه ورفعت رأسي فقلت: يارسول اللّه بأبي أنت وأمي أحدث حدث من
السماء، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم: لا. فقلت له: عما أبكاك
يارسول اللّه؟ فقال: (( أبكتني ضغائن في صدور قوم لم يظهروها لك
إلا من بعدي فلو شهدتك )) فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم،
لا.
ثم قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم: (( كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك )) فهل قال ذلك
لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: فمن شهد ذلك منكم وعلمه ثم كتمه فما أسميه؟ ثم نهض.
الغدير
حدثنا السيد علي بن أبي طالب قراءة، قال: حدثنا الشيخ أبو القاسم
علي بن محمد الإيراني، قال: أخبرني السيد الثائر رفي اللّه جعفر بن
محمد، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي عليه السلام، قال:
أخبرنا بشر بن عبدالوهاب، قال: حدثنا عبيدالله بن موسى، قال: حدثنا
كامل بن العلا، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث عن يحيى بن جعدة،
عن زيد بن أرقم، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم، قال: فأمر بدوح ...... في يوم ما
أثر علينا يوم أشد منه فقام فحمد اللّه عز وجل وأثنى عليه ثم قال:
(( يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قبلي إلا عاش نصف ماعاش الذي كان
قبله، وأنا أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن
تضلوا بعده كتاب اللّه عز وجل )). قال: ثم قام فأخذ بيد علي بن ابي
طالب فقال: (( يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللّه
ورسوله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه )).
(1/17)
وبهذا الإسناد
عن الناصر للحق عليه السلام، قال: حدثنا بشر بن عبدالوهاب، قال:
حدثنا عبدالله بن موسى، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد
العوفي،
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم: (( من كنت وليه فعلي وليه )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا بشر بن
عبدالوهاب، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي
إسحاق السبيعي، عن عمرو، وسعيد بن وهب، قالا:
كنا مع علي بالرحبة فقال: أنشد اللّه تعالى رجلا سمع النبي صلى
اللّه عليه وآله وسلم يوم غدير خم لما قام.
قال عمرو: فقام من ناحيتي ستة، قال سعيد: وقام من ناحيتي ستة
فشهدوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال يوم غدير خم:
(( من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وانصر من نصره واخذل من خذله )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا محمد بن
نوكرد، قال: أخبرنا يحيى بن عبدالحميد الحماني، قال: حدثنا شريك بن
عبدالله النخعي، عن الحسن بن الحكم، عن رباح بن الحارث، قال:
كنا قعوداً مع علي بن أبي طالب فجاء ركب من الأنصار عليهم العمائم
فقالوا: السلام عليك يامولانا. فقال علي: أنا مولاكم وأنتم قوم من
العرب؟ قالوا: نعم، سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
يقول: (( من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه ))، وهذا أبو أيوب فينا، فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم
قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول: (( من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا محمد بن
علي بن خلف العطار، قال: حدثنا يحيى بن هاشم، قال: حدثنا أبو
الجارود زياد بن المنذر الهمداني وفطر بن خليفة المخزومي،
(1/18)
عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة الكناني، قال: كنا في الرحبة عند علي بن أبي طالب:
فجاء قوم من قبل اليمن فقالوا: السلام عليك يامولانا. فقال: أنا
مولاكم عتاقة؟ فقالوا: لا، نحن قوم من العرب سمعنا رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: (( من كنت مولاه فعلي
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )). قال: فهاجه ذلك فنادى
في الناس فاجتمعوا حتى امتلأت الرحبة منهم فقام فحمد اللّه وأثنى
عليه بما هو أهله، ثم قال: أنشد بالله تعالى من شهد يوم غدير خم
إلا قام ولايقوم رجل يقول أنبئت إلا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه.
قال: فقام اثني عشر رجلا ثمانية من الأنصار ورجلان من قريش ورجل من
خزاعة والآخر لا أدري من هو، قال: اصطفوا. فاصطفوا، فقال: هاتوا
ماسمعتم قالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم في حجة الوداع حتى إذا كان بغدير خم، نزل ونزلنا حتى إذا كان
صلاة الظهر خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأمر بسمرات
فَشُذبن وقممن ثم ألقى عليهن ثوباً ثم نادى الصلاة فخرجنا وصلينا
معه، ثم إذا انصرف قام فحمد اللّه عز وجل وأثنى عليه بما هو أهله،
ثم قال: (( يا ايها الناس إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول
وإنكم مسؤولون فما أنتم قائلون، قالوا: نقول اللهم قد بلغت. قال:
اللهم اشهد ثلاث مرات. ثم قال: إلا إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم
حرام عليكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم ثم قال: أوصيكم بالنساء
وأوصيكم بالجار وأوصيكم بالمملوك ثم قال: يا أيها الناس إني تارك
فيكم الثقلين كتاب اللّه وأهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض، سألت اللّه عز وجل لهما ذلك فأعطانيه. قال: يا أيها
الناس أتعلمون أن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بكم
منكم، قال ذلك ثلاث مرات، قال: فقلنا نعم. وهو آخذ يدك حتى عرفناك
باسمك وعرفناك بيديك وهو يقول: (( من كنت مولاه فعلي مولاه، قال
ذلك ثلاث مرات.
(1/19)
اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه )).
وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام قال: وحدث أبي رحمه
اللّه، حدثنا يحيى بن هاشم على هذه الجهة،
قال الناصر للحق عليه السلام وفي بعض ماروي في ذلك أن عمر بن
الخطاب قال: بخ بخ أبا حسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وفي غدير خم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام يقول حسان بن ثابت عن
عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
إلهك مولانا وأنت ولينا
فقال له قم ياعلي فإنني
بخم فَاسْمِعْ بالرسول مناديا
وما لك منا في الولاية عاصيا
رضيتك من بعدي إماما وهاديا
أخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا قاضي القضاة، عبدالجبار
بن أحمد رحمه اللّه، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عيسى
الخشاب بأصفهان، قال: حدثنا الحسين بن معاذ بن حرب الأخفش، قال:
حدثنا محمد بن أبي عباد .......، حدثنا معن بن عيسى الفزار، عن
موسى بن يعقوب الربعي، عن مهاجر بن مسمار،
عن عائشة بنت سعد أو عامر بن سعد بن أبي وقاص أن رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم خطب ثم قال: (( أما بعد، أيها الناس فإني
وليكم. قالوا: صدقت يارسول اللّه، ثم أخذ بيدي علي صلوات اللّه
عليه فرفعها ثم قال: هذا وليي والمؤدي عني والي اللّه من والاه،
وعادى من عاداه )).
أخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرني أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي، قال: أخبرني أبو القاسم عبدالعزيز المعروف بابن
البقال، حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثني علي بن منذر، قال:
حدثنا إسماعيل بن أبان، عن ابن داود، عن عبدالأعلى بن عامر
الثعلبي،
(1/20)
عن عبدالرحمن بن
أبي ليلى، قال: خطب الناس أمير المؤمنين بالرحبة ثم قال: أنشد
اللّه امرءأ وأنشد الإسلام شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم وهو آخذ بيدي يقول: (( ألست أولى بكم يامعشر المسلمين من
أنفسكم؟ قالوا: بلى يارسول اللّه، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ))
إلا قام فشهد. قال: فقام أربعة عشر رجلا فشهدوا قال: وكتم قوم
فمافنوا حتى عموا وبرصوا.
حدثنا الشيخ أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن علي وليان باستراباذ،
قال: حدثنا الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، قال: حدثني
إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي
بن زيد، وعن هارون العبدي، عن عدي بن ثابت،
عن البراء بن عازب، قال: أقبلنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم في حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خم ثم نودي فينا أن الصلاة
جامعة وكُسِحَ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تحت شجرتين
فأخذ رسول اللّه (ص) بيد علي صلوات اللّه عليه فقال: (( ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من
نفسه؟ قالوا: بلى. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: فإن
هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )).
فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب
أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
حديث الطير
اخبرنيي والدي رضي اللّه عنه، قال اخبرنا قاضي القضاة عبدالجبار
ابن أحمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن حمدان حدثنا أبو حاتم الرازي
حدثنا عبدالله بن موسى حدثنا إسماعيل الأزرق،
(1/21)
عن أنس بن مالك،
قال: اهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم طير، فقال: اللهم
ائتني بأحب خلقك إليك ياكل معي من هذا الطير فقلت: اللهم اجعله
رجلاً من الأنصار، قال: فجاء علي، فقلت إن رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم على حاجة فذهب ثم جاء، فقال افتح لي، فقلت إن رسول
اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على حاجة فذهب ثم جاء، فقال: افتح
لي فقلت إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على حاجة فذهب ثم
جاء، فقال: النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم افتح ففتحت ثم دخل،
فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ما حبسك ياعلي، فقال: هذه آخر
حركات يعني ثلاث مرات يرددني انس، ويقول إنك على حاجة، فقال: ما
حملك على ما صنعت يا أنس، قال: سمعت دعاك فأحببت أن يكون رجلا من
قومي فقال: صلى اللّه عليه وآله وسلم إن الرجل قد يحب قومه. أو
الرجل يحب قومه.
حديث الراية
أخبرنا والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا قاضي القضاة عبد الجبار
بن أحمد، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن هشام بن حميد الحصري بالبصرة
حدثنا أبو عمر احمد ابن عبدالجبار العطاردي حدثنا يونس بن بكير
الشيباني عن المسيب بن مسلم الأسدي، قال: حدثنا عبدالله بن بريدة ،
(1/22)
عن أبيه، قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ربما اخذته الشقيقة فيمكث
اليوم أو اليومين لا يخرج فلما نزل خيبر اخذته الشقيقة فلم يخرج
إلى الناس وإن أبا بكر اخذ راية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم فنهض فقاتل قتالا شديداً، ثم رجع فأخذها عمر فقاتل قتالا هو
اشد من القتال الأول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: لأعطينها
غداً رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ويأخذها عنوة وليس
ثم علي، فتطاول لها قريش ورجا كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك،
فاصبح وجاء علي على بعير فأناخ قريباً ثم جاء رسول اللّه وهو ارمد
قد عصب عينيه بشقة برد له قطري فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم
مالك؟ قال: قد رمدت بعدك، قال: ادن مني فتفل في عينيه فما وجعتا
حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بها وعليه جبة ارجوانه حمراء
قد اخرج كميها فأتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر
وخوذة وقد نقبه مثل البيضة وهو يرتجز:ـ
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث اقبلت تلهب
فقال علي عليه السلام
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات شديد قسورة
اكيلكم بالسيف كيل السندرة
فاختلفا ضربتين فبدره علي عليه السلام فضربه فقد الحلق والمغفر
والرأس حتى وقع في الأضراس واخذ المدينة.
وروى هذه القصة الناصر للحق عليه السلام من طرق.
وروى في هذا المعنى
عن حسان بن ثابت أنه انشد في قصيدة له:ـ
فكان علي أرمد العين يبتغي
شفاه رسول اللّه منه بتفلة
فقال سأعطي الراية اليوم صارما
يحب الأله والإله يحبه
دوءا فلما لم يحس مداويا
فبورك مرقيا وبروك راقيا
حساما محبا للرسول مواليا
به يفتح اللّه الحصون اللواتيا
وهذا الخبر معروف لا ينكره احد وذكره امير المؤمنين عليه السلام
يوم الشورى.
تبليغ براءة
(1/23)
وروى الناصر
للحق عليه السلام في كتاب (البساط)، قال: حدثنا شيخ أهل الري
وزاهدهم محمد بن نوكرد، قال: أخبرنا ابن نمير، قال: حدثنا أبو
ربيعة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي سعيد وأبي هريرة، قالا: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم أبا بكر ببراءة فلما بلغ ضجنان فسمع رغا ناقة علي فعرفه فأتاه
فقال: ما شأني؟ قال: خير إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بعثني
ببراءة خلفك على الموسم، فلما رجع أبو بكر انطلق فقال: يارسول
اللّه مالي؟ فقال: (( لا يبلغ عني غيري أو رجل مني )) يعني علياً .
قال الناصر للحق عليه السلام: وقد روينا هذا الخبر من جهات أنه صلى
اللّه عليه وآله وسلم قال لأبي بكر لما رجع إليه فسأله مالي؟ فقال:
(( جائني جبريل عليه السلام وقال: ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك:
إنه لايؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك )). يعني علياً .
قال الناصر للحق عليه السلام: وفي هذا الخبر أعجب العجب وأدل
الدلالة على إمامة علي عليه السلام وذلك أن إسناده إلى أبي بكر بن
أبي قحافة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن جبريل عليه
السلام عن اللّه تعالى، أن علياً من رسول اللّه وأنه يبلغه عنه،
وأن أبا بكر ليس من رسول اللّه ولايبلغ عنه صلى اللّه عليه وآله
وسلم، وإذا كان أبو بكر لايبلغ عن رسول اللّه إلى العباد سورة
براءة فهو لجميع فرائض اللّه ودينه أقل تبليغاً.. الخ.
الوصي والخليفة
أخبرنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا
معاوية بن هشام، عن عمرو بن حريث، عن برذعة بن عبدالرحمن،
عن أنس بن مالك، قال: دخل علي بن أبي طالب عليه السلام على رسول
اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: (( أنت أخي ووزيري وخليفتي
في أهلي وخير من أخلفه بعدي )).
(1/24)
حدثني الشيخ أبو
حاجب محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا الشيخ أبو ربيعة محمد بن محمد،
قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمران بن موسى النحوي المعروف
بالعمراني، قال: حدثنا الفضل بن عبدالله بن ربيعة القاضي، قال:
حدثنا عمار بن رجاء، قال: حدثنا عبدالله بن موسى، عن مطر،
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
لعلي: (( أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أخلف بعدي ويقضي
ديني وينجز موعدي )).
أخو رسول الله
اخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا قاضي القضاة، قال: اخبرنا
عبدالله بن جعفر بن فارس، قال: حدثنا احمد بن يونس المسيب الضبي
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن شيبة حدثنا علي بن صالح
عن حكيم بن جبير عن جميع بن عمير الليثي،
عن ابن عمر، قال: حين آخا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بين
أصحابه جاء علي تدمع عيناه، فقال: مالي لم تواخ بيني وبين احد من
اخواني، قال: <انت اخي في الدنيا والآخرة>.
حدثني السيد ابو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ
علي بن محمد الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو
الفضل جعفر بن محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، قال: اخبرنا محمد
بن علي بن علي بن خلف، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا معاوية
بن هشام عن قيس بن الربيع عن عمر بن حسان،
عن أبي يحيى حكيم بن سعيد، قال: سمعت علياً عليه السلام، يقول: أنا
عبدالله وأخو رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يقلها احد
قبلي ولم يقلها احد بعدي إلا كذاب، فقال: رجل إنا أقول كما قال:
أناعبدالله واخو رسول اللّه. فضرب به جنون.
(1/25)
حدثني القاضي
أبو الحسن بن علي الصفار، قال: اخبرنا أبو علي حمد بن عبدالله بن
محمد بن عبدالرحمن قراءة واخبرنا أبو العباس محمد بن الحسين بن علي
بن سليمان الحناط، قال: حدثنا أبو زرعة الرازي، قال: حدثنا عثمان
بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير عن الحارث بن أبي حصيرة ،
عن أبي سليمان الحميني وهو زيد بن وهب، قال: سمعت علياً على المنبر
يقول: أنا عبدالله واخو رسول اللّه لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتري.
فقالها رجل أنا عبدالله واخو رسوله. فخنق واحتمل.
وحدثني القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار، قال: حدثنا عبد الواحد
بن محمد بن مهدي قراءة عليه، قال: اخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد
بن عقدة حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا حدثنا عبدالله بن موسى اخبرنا
مطر ،
عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن أخي
ووصيري ووصيي علي بن أبي طالب.
أولى الناس بالخلافة
وروى أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الثقفي، قال: أخبرني عثمان بن أبي
شيبة العبسي قال: حدثنا خالد المدايني، قال: حدثنا أبو عوانة، عن
خالد الحذَّا،
عن عبدالرحمن بن أبي بكر، قال: سمعت علياً عليه السلام على المنبر
يقول: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وما أحد أولى بهذا
الأمر مني.
حدثني والدي رضي اللّه عنه قال: حدثنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي، قال: حدثني ابن البقال، قال: حدثني أبو جعفر أحمد
بن هارون العطار، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن
ثابت، عن فضيل بن المرزوق، قال:
قال زيد بن علي عليهما السلام قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم فكان أولى الناس بالناس علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه ثم
قبض علي فكان أولى الناس بالناس الحسن بن علي، ثم قبض الحسن فكان
أولى الناس بالناس الحسين بن علي عليهما السلام ثم سكت.
روى الشريف المرتضى رحمه اللّه،
(1/26)
عن زيد بن علي
عليهما السلام أنه كان يقول علي عليه السلام: بايع والله الناس أبا
بكر وأنا أولى بهم مني بقميص هذا فكظمت غيظي وانتظرت أمري وألزقت
كلكلي بالأرض ثم أن أبا بكر هلك واستخلف عمر وقد والله أعلم أني
اولى بالناس بقميصي هذا فكظمت غيظي وانتظرت أمري ثم إن عمر هلك
وجعلها شورى وجعلني فيها سادس ستة كسهم الجدة، فقالوا: اقتل الأول
فكظمت غيظي وانتظرت أمري وألزقت كلكلي بالأرض حتى ماوجدت إلا
القتال أو الكفر بالله.
حدثني السيد أبو الحسن يحيى بن الحسين الحسني، قال: أخبرنا الشريف
أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسين الحسني الكوفي، قال: أخبرنا
محمد بن علي بن الحسن قراءة، حدثنا محمد بن عمار حدثنا سليمان بن
العط، قال: حدثنا محمد بن جميل، حدثنا بعض أصحابنا، عن محمد
الغراطيسي،
عن أبي الجارود، أن المعتزلة قالوا لزيد بن علي سلم لمن مضى قال:
كل لواء في الإسلام عقد لغيرنا فهو لواء ضلالة.
وأخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا الشريف أبو يعلى، حدثنا
ابن البقال، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: أخبرنا مخول بن
إبراهيم، عن الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه، قال:
سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: إن أبا بكر وعمر عمد إليّ
هذا الأمر وهو لنا كله فجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدة والله
لهمتهما أنفسهما يوم يطلب الناس شفاعتنا.
كيف صرفت الخلافة عن علي
حدثنا السيد علي بن أبي طالب بن القاسم الحسني، قال: أخبرنا أبو
الحسين زيد بن إسماعيل بن محمد الحسني، قال: أخبرنا أبو العباس
محمد بن إبراهيم الحسني رحمه اللّه، قال: أخبرنا عبدالله، قال:
حدثنا جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: حدثنا شريك،
عن فطر، عن السدي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، قال:
(1/27)
سمعت أبي يقول:
إن أول من أخرج هذا الأمر من آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم لأنا. قلت: وكيف ذاك يا أبه؟ قال: انطلقت لما قبض النبي صلى
اللّه عليه وآله وسلم إلى باب حجرته وقد اجتمع كثير من الناس وفيهم
أبو بكر، فقلت له: مايجلسك هاهنا؟ قال: ننتظر أن يخرج علي بن أبي
طالب فنبايعه فإنه أولى الناس بالقيام بأمر أمة محمد لسابقته
وقرابته مع علمه ومعرفته بالكتاب وشرائع الدين وقد عهد إلينا فيه
رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في حياته، فقلت: يا أبا بكر
لو فعلتموها لتكونن هرقلية وقيصرية ينتظر بهذا الأمر الجنين في بطن
أمه من هذا البيت حتى يضع، قال: فألقيتها في قلبه. ثم أتيت عمر بن
الخطاب فقلت: أدرك. قال: وماذلك؟ قلت: إن أبا بكر جالس على باب
حجرة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ينتظر خروج علي بن أبي طالب
ليبايعه ولعمري لئن فعلتموها لتكونن هرقلية قيصرية تنتظر بها
الحبلى في بطنها حتى تضع فقام عمر سريعاً واحمرت عيناه غضباً حتى
أتى أبابكر ثم قال: مادعاك إلى مايقول المغيرة، انظر يا أبا بكر
لايطمع في هذا الأمر بنو هاشم فإنا إن فعلنا ذلك ذهبت الإمرة من
قريش آخر أيام الدنيا.
في أنه مظلوم
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: حدثني أبو يعلىحمزة بن أبي سليمان
العلوي، قال: حدثني أبو القاسم، قال: حدثني عيسى، قال: حدثني
عبدالرحمن بن عمر بن جبلة الباهلي، قال: حدثنا ابن غزوان، عن وهب
البناني، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي،
عن ابن عباس، قال: بينما أنا أماشي عمر بن الخطاب ويده في يدي إذ
قال لي: يا ابن عباس ما أحسب القوم إلا وقد ظلموا ابن عمك، قال:
قلت يا أمير المؤمنين فإن القوم ظلموه فلاتظلمه أنت فأرسل يده من
يدي ثم مضى مسرعاً ثم وقف وأخذ بيدي، فقال: ما أحسب القوم ظلموه
ولكن استصغروه. قلت: يا أمير المؤمنين ما استصغره اللّه ورسوله إذ
اخذ سورة براءة من أبي بكر ودفعها إليه.
(1/28)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: حدثني السيد أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي،
قال: حدثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال،
قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد الحسني، حدثنا محمد بن خلف
الحداد، حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق، حدثنا علي بن عباس، عن ليث
بن أبي سليم،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال علي عليه السلام: أما لو بقي لي
حمزة وجعفر ماطمع في هذا الأمر أبو بكر ولاعمر ولكن بقيت مع خلفين
خلقين العباس وعقيل.
حدثني السيد أبو الحسن يحيى بن الحسن الحسني الكوفي، قال: أخبره
أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسن الحسني الكوفي قال: فيما أجاز لي
زيد بن جعفر بن حاجب، أخبرنا عبدالعزيز بن إسحاق البغدادي في كتابه
محمد بن القاسم، حدثنا عبدالرحمن بن محمد، حدثنا العذري، حدثنا
إسرائيل بن يونس بن إسحاق، قال:
قال زيد بن علي عليهما السلام: كان علي بن أبي طالب من رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى إذ قال له: {وأصلح
ولاتتبع سبيل المفسدين} فألزق على كلكله بالأرض ما رأى صلاحاً فلما
رأى الفساد بسط يده وشهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه.
قال الناصر للحق عليه السلام: حدثنا عبدالله بن يحيى، قال: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا الفضل بن
دكين، قال: حدثنا فطر بن خليفة، قال: أخبرنا حبيب بن أبي ثابت،
قال: سمعت ثعلبة بن زيد الحماني، وعثمان بن أبي شيبة في حديثه،
عن ثعلبة قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: إنه لعهد النبي الأمي
تغدر بي الأمة من بعده.
وروى إبراهيم الثقفي، قال: أخبرنا عثمان بن أبي شيبة وأبو نعيم
الفضل بن دكين قالا: أخبرنا فطر بن خليفة، عن جعفر بن عمرو بن
حريث،
عن أبيه، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: مازلت مظلوماً منذ قبض
رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى يومنا.
(1/29)
وروى إبراهيم
قال: أخبرنا يحيى بن عبدالحميد الحِمَّاني، وعباد بن يعقوب الأسدي،
قالا: حدثنا عمرو بن ثابت عن سلمة بن كهيل،
عن المسيب بن لحية، قال: بينما علي عليه السلام يخطب وأعرابي يقول:
وامظلمتاه. فقال علي: ادن مني. فقال: لقد ظلمت بعدد المدر والوبر.
وفي حديث عباد: قال جاء أعرابي يتخطى فنادى يا أمير المؤمنين
مظلوم، فقال: ويحك وأنا مظلوم عدد المدر والوبر.
وروى أبو نعيم الفضل بن دكين عن عمران بن أبي مسلم قال: كنا جلوساً
عند جعفر بن عمرو بن حريث، فقال:
حدثني والدي أن علياً عليه السلام لم يقم مرة على المنبر إلا قال
في آخر كلامه قبل أن ينزل: مازلت مظلوماً منذ قبض نبيئنا صلى اللّه
عليه وآله وسلم.
ورى إبراهيم قال: أخبرنا القناد، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال:
حدثنا أبو الجحاف، عن معاوية بن ثعلبة، قال:
جاء رجل إلى أبي ذر رحمه اللّه وهو جالس في المسجد وعلي عليه
السلام يصلي أمامه، فقال: يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك
فوالله لقد علمت أن أحبهم إليك أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم، قال: أجل والذي نفسي بيده إن أحبهم إلي أحبهم إلى رسول
اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو هذا الشيخ المظلوم والمضطهد
حقه.
وروى إبراهيم قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا علي بن عباس،
عن أبي الجحاف،
عن ثعلبة، أنه قال: ألا أحدثكم حديثاً لم يختلط؟ قلت: بلى. قال:
مرض أبو ذر مرضاً شديداً فأوصى إلى علي عليه السلام، فقال له بعض
من يدخل عليه: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين كان أجمل من وصيتك إلى
علي. قال: والله قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقاً.
(1/30)
حدثني السيد ابو
الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ علي بن محمد
الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو الفضل جعفر بن
محمد، عن الناصر عليه لاسلام قال: روي لنا عن أبي عوانة، عن أحمد
بن حمزة، وقيس بن حفص، عن يونس بن أرقم، وعن أبي عوانة قالا: حدثنا
الأعمش عن سالم بن أبي الجعد،
عن أخيه عبيد بن أبي الجعد، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: لقد
ظلمت الحق ولولا عهد الناس بالكفر لجاهدتهم ولكن أصبر حتى يحكم
اللّه لي وهو خير الحاكمين.
أخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا الشريف أبو يعلى حمزة بن
أبي سليمان العلوي الزيدي، قال: أخبرنا ابن البقال، عن عمر بن خالد
بن يزيد بن الجارود، والمقريء عن محمد بن مرزوق، عن حسين بن حسين
الأشقر، عن عمرو بن ثابت، عن سلمة بن كهيل،
عن المسيب بن لحية، قال: أقبل أعرابي وأمير المؤمنين يخطب الناس.
فقال: أنا مظلوم يا أمير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين: ادن مني
فدنا، فقال: والله أنا مظلوم عدد الوبر والمدر.
وعن الشيخ أبي ربيعة، قال: حدثنا علي بن الحسن القزويني، قال:
حدثنا علي بن محمد بن مهرويه، قال: أخبرنا محمد بن علي بن أراد مر،
قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن خالد بن عقيل، قال: حدثنا عمرو بن
الحصين، قال: حدثنا يحيى بن علا، قال: حدثنا يحيى بن حمزة الثمالي،
عن ابن حصين، والحسن بن عطية،
عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
لعلي عليه السلام: (( أعطيت فيك تسع خصال: ثلاث في الدنيا، وثلاث
في الآخرة، وثنتان لك، وواحدة اخافها عليك، فأما الثلاث التي في
الدنيا: فإنك وصيي وخليفتي في أهلي وقاضي ديني. وأما الثلاث التي
في الآخرة: فإني أعطي لواء الحمد فأجعله في يدك، فآدم وذريته تحت
لوائك، وتعينني على مفاتيح الجنة، وأحكمك في شفاعتي لمن أحببت.
وأما الثنتان: لك فلن ترجع بعدي كافراً ولاضالا، وأما الذي أخافه
عليك فغدرة قريش بعدي )).
(1/31)
قال الناصر:
حدثنا محمد بن منصور بن يزيد المرادي، قال: حدثنا الحكم بن سليمان،
عن يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب،
عن أنس بن مالك، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة. فقال: ((
حديقتك أحسن منها في الجنة ياعلي )) حتى مر بسبع حدائق كلهن يقول
له علي: ما أحسن هذه الحديقة يارسول اللّه ويقول له النبي صلى
اللّه عليه وآله وسلم: (( حديقتك في الجنة أحسن منها ياعلي ))، ثم
قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقمنا معه فجعل رأسه في
صدر علي ثم بكى حتى فاضت دموعه، فقال له علي: مايبكيك يارسول. قال:
(( ضغائن في صدور قوم لايبدونها حتى أفارقهم )) قال: كيف أصنع في
ذلك الزمان يارسول اللّه؟ قال: (( اصبر )). قال: فإن لم أصبر. قال:
(( تلق جهداً )). قال: في سلامة من ديني. قال: في سلامة من دينك
ياعلي. يقولها ثلاث مرات.
جيش أسامة
أخبرني والدي رضي اللّه عنه، قال: حدثني السيد أبو يعلى حمزة بن
أبي سليمان العلوي، قال: حدثنا أبو القاسم المعروف بابن البقال،
قال: حدثني عيسى، قال: حدثنا جعفر بن عمر، قال: حدثنا قيس بن
الربيع، عن جابر، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين،
عن علي بن أبي طالب، قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم بثلاث: أمرني أن أنفذ جيش أسامة وفيهم أبو بكر، وعمر، وأن لا
يساكنه إلا أهل دينه. قال جابر: ونسيت الثالثة.
حديث أصحابي
حدثني السيد أبو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: أخبرني السيد
أبو الحسين زيد بن إسماعيل الحسني، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن
إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا أبو سعيد، قال: أخبرنا محمد بن يحيى
الذهلي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلا الزبيدي، قال:
أخبرنا عمرو بن الحارث، عن عبدالله بن سالم، عن الزبيري، قال:
أخبرنا الزهري، عن محمد بن علي بن الحسين،
(1/32)
عن عبدالله بن
أبي رافع، قال: كان أبو هريرة يحدث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم قال: (( يرد عَلَيَّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلأون
عن حوضي فيقول : أي رب أصحابي. فيقال لي: لاعلم لك بما أحدثوا
بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى )). هذا وأمثاله كثيرة.
فضائل الإمام زيد وتأيد الأئمة لثورته
الإمام زيد في الحديث النبوي
قال الناصر: أخبرني أخي الحسين بن علي قال: حدثني عبد الرحمن بن
القاسم، قال: حدثنا اسماعيل بن إسحاق الراشدي، قال: حدثني محمد بن
داود بن عبد الجبار، قال: حدثني أبي عن جابر بن يزيد الجعفي،
عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم للحسين بن علي عليهما السلام: <يا حسين يخرج من صلبك رجل
يقال له زيد يتخطى هو واصحابه يوم القيامة رقاب الناس غراً محجلين
يدخلون الجنة بلا حساب>.
قال الناصر للحق أخبرني أخي الحسين بن علي، قال: حدثني عبد الرحمن
بن القاسم عن إسحاق بن يحيى البقار، قال: حدثني أبو يزيد السعيرى
عن رجل،
عن عبدالله بن شريك العامري قال بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم جالساً إذ قال: <المقتول في اللّه المصلوب من أهل بيتي>
ثم التفت فإذا زيد بن حارثة، فقال: <هلم يا زيد لقد زادك اسمك عندي
حبا سمي الحبيب من أهل بيتي>.
قال الناصر للحق عليه السلام أخبرنا أخي الحسين بن علي، قال: حدثنا
محمد بن سلام البصري، قال: اخبرنا أبو يزيد خالد بن زيد العلكي،
عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم: <يقتل رجل من أهل بيتي فيصلب لا ترى الجنة عين رأت
عورته>.
الإمام زيد في الحديث العلوي
قال الناصر للحق عليه السلام اخبرنا عبدالله بن يحيى، قال: حدثنا
الحسين بن عبدالله بن الحجاج العري والحسن بن معاوية بن وهب
البجلي، قالا: حدثنا الحكم بن كثير العرني، عن حسين العرني، بن
أبيه، عن كثير،
(1/33)
عن حبة بن جوين
العرني قال: كنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنا والأصبغ بن
نباته في الكناسة في موضع الخرازين والمسجد والحناطين، وهي يومئذ
صحراء ـ يريد المسجد الأعظم ـ فما زال يلتفت إلى ذلك الموضع ويبكي
بكاء شديداً ويقول: بأبي بأبي. فقال له الأصبغ: لقد بكيت فالتفت
حتى بكت قلوبنا واعيننا. فلتفت فلم ارأ احداً، فقال: حدثني خليلي
رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن جبريل عليه السلام عن
اللّه عز وجل أنه يولد لي مولود ما ولد ابواه بعد، يلقى اللّه عز
وجل غاضباً لله عز وجل راضيا عنه على الحق حقا حقا على دين جبريل
وميكائيل ومحمد عليهم السلام، وإنه يمثل به في هذا الموضع مثل، ما
مثل بأحد قبله ولا يمثل بأحد بعده، صلوات اللّه على روحه وعلى
الأرواح التي تتوفى معه.
الإمام زيد في كلام ابن الحنفية
قال الناصر للحق اخبرنا عبدالله بن يحيى، قال: اخبرنا أبو سعيد
عباد بن يعقوب الأسدي، قال: اخبرنا علي بن هاشم بن بريد، عن محمد
بن عبدالله بن أبي رافع،
عن عوف بن عبدالله، قال: كنت مع محمد بن الحنفيه في فناء داره فمر
زيد بن الحسن، قال: فرفع النظر فيه وصوبه، ثم قال: ليقتلن من ولد
الحسين رجل يقال له زيد، وليصلبن بالعراق من نظر إلى عورته فلم
ينصره، كبه اللّه عز وجل على وجهه في النار.
الإمام زيد في كلام الإمام محمد الباقر
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: حدثني الشريف أبو على حمزة بن
سليمان العلوي بقزوين قال حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن اسحاق
المعروف بابن بقال، قال حدثنا علي بن العباس بن الوليد بن بكر
البجلي، وأبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قالا: حدثنا اسماعيل بن
اسحاق الراشدي، حدثنا يحيى بن الحسين، حدثنا حماد بن يعلى عن
عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب، قال:
(1/34)
دخل زيد بن علي
إلى أبي جعفر أخيه وهو ينظر في كتاب من كتب علي عليهم السلام، قال:
فجعل أبو جعفر يسأل زيداً عما في الكتاب، قال: فرد زيد بن علي على
أبي جعفر بجواب علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: أبو جعفر لزيد
بن علي: ما فينا ـ أو ما كان فينا ـ أشبه بعلي صلوات اللّه علي
منك.
وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: أخبرنا أبو
عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال اخبرنا الحسين بن محمد
المقرئ قراءة، اخبرنا عبد العزيز، حدثنا احمد ابن حمدان، حدثنا
محمد بن الأزهر، حدثنا سلمة بن عامر الهمداني،
عن الحسين بن عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،
قال: أقبل زيد بن علي إلى أخيه أبي جعفر، فقال: أبو جعفر: هذا
سيدنا وطالب وترنا، ورجلنا في الدنيا والآخرة. ثم قال: أما والله
لقد انجبت ام ولدتك يا زيد، بركة اللّه على أم ولدتك، أما والله لو
علمت ام عبدالله أن امك تأتي بك ما غارت عليها، والله إني لأستبين
الخير فيك طفلاً وناشئاً وكهلاً.
وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: أخبرنا أبو
عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد
بن محمد بن حاجب قراءة، قال: حدثنا محمد بن الحسين الأشناني، قال:
حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثني جميع بن المبارك، حدثنا علي بن
عثمان، قال سمعت أبي فذكره، قال:
أخبرني أبو خالد الواسطي وأبو حمزة الثمالي عن أبي حعفر محمد بن
علي أنه قال: لهما يا أبا خالد وأنت يا أبا حمزة، إن أبي دعا زيداً
فاستقراءه القرآن فقرأ، فسأله عن المعضلات فأجاب، ثم دعا له،
وقبَّل بين عينيه، ثم قال أبو جعفر يا أبا حمزة: إن زيداً اعطي من
العلم علينا بسطة.
الإمام زيد في كلام علي بن الحسين بن علي
(1/35)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي
بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال،
قال: حدثني احمد بن حمدان بن الحسين، حدثنا محمد بن الأزهر، حدثنا
الحسين بن شداد بن رشد الجعفي،
حدثنا أبو الجارود قال: قال: أشهد على الحسين بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: والله ما كان في ولد علي بن
الحسين أكمل ولا أفضل ولا أخير ولا أعلم من زيد بن علي، ولقد كان
إماماً واجب النصرة، مفترض الطاعة، بذل نفسه وجاهد في اللّه حق
جهاده، فمضى سعيداً شهيداً صلوات اللّه عليه.
الإمام زيد في كلام الإمام جعفر الصادق
حدثني السيد ابو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ
علي بن محمد الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو
الفضل جعفر بن محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، روي لنا عن أحمد
بن محمد السندي، عن محمد بن أبي عمير، عن يونس بن يعقوب، قال:
سألت أبا عبدالله جعفر بن محمد، عن خروج زيد بن علي، فقال: خرج
مخرج آبائه، ومخرج الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما.
وبهذا الإسناد إلى علي بن عثمان، قال:
أخبرنا أبي قال خرجنا أنا وأبو خالد الواسطي، ومعنا نفر من الروافض
فأتينا جعفر ابن محمد شارقاً، إذ هو جالس على رحل يجمعه ملفه،
فسلمنا عليه بالطف السلام، فقلت له جعلت لك فدءً ما تقول في زيد،
قال عمي ؟ قلت: نعم. فنكس رأسه يبكي طويلا، ثم رفع رأسه فمسح عن
عينيه، ثم قال خرج عمي والله على الفطرة. ثلاثاً، فمن أحبني فليخرج
بخروج عمي، والله ما خلف فينا لدين ولا لدنيا خيراً منه.
وحدثني السيد أبو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا
الشيخ علي بن محمد الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه
أبو الفضل جعفر بن محمد، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي
عليه السلام، قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا عبدالله بن
داهر، عن أبيه،
(1/36)
قال: ذكر زيد بن
علي عند أبي عبدالله جعفر بن محمد، فقال: رحم اللّه عمي كان والله
سيدنا والله ما ترك فينا للدنيا ولا للآخرة مثله.
حدثني السيد ابو الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا الشيخ
علي بن محمد الأبراني، قال: اخبرنا السيد الثائر في اللّه أبو
الفضل جعفر بن محمد، عن الناصر للحق عليه السلام، قال أخبرنا محمد
بن منصور بن يزيد المرادئ، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال:
اخبرنا عمرو بن عائذ، قال:
كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد فذكرنا زيد بن علي، فقال: رحم
اللّه عمي خرج على ما خرج أباؤه، وودت أني استطعت أن أصنع ما صنع
فأكون مثل عمي.
وقال: من قتل مع عمي زيد بن علي كمن قتل مع الحسي،ن ومن قتل مع
الحسين كمن قتل مع علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: الناصر للحق عليه السلام، اخبرني أخي الحسين بن علي، قال:
حدثني صالح بن روق واحسبه قد حدثه بالمدينة، قال: حدثنا أرطاة بن
حبيب الأسدي، قال: حدثني عيسى بن رتهان أبو محمد،
عن بشير النبال وقال كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد، فقلت: له
جعلت فداك إني تركت فلانا في الطواف يبرأ من عمك، فقال: أنت سمعته
ثلاثاً، قلت: نعم. فطلع الرجل، فقال له جعفر عليه السلام يا فلان
أنت تبرأ من عمي؟! فقال: أوليس قد سبق الإمام، فقال جعفر: بري
اللّه منك، رحم اللّه عمي، إن أتبع إلا أثر عمي، إن كان علم عمي
لينهال انهيال الكثيب، ما نظر إلى عمي شامتا إلا كفر أوكان كافراً.
قال الناصر للحق عليه السلام روي لنا عن أحمد بن محمد السندي عن
محمد بن أبي عمير،
عن يونس بن أبي يعقوب، قال: سألت أبا عبدالله جعفر بن محمد عن خروج
زيد بن علي، فقال: خرج مخرج آبائه، ومخرج الحسين بن علي صلوات
اللّه عليهما .
قال الناصر للحق عليه السلام وروي لنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن
طريف عن محمد بن أبي عمير،
(1/37)
عن عبد الرحمن
شبابه، قال: دفع أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق إليَّ الف دينار
وامرني أن اقسمها في عيال من اصيب مع زيد بن علي، فقسمتها فأصاب
عبدالله بن الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير.
وروى الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبري، أخي الحسين بن علي قال:
أخبرني عبدالرحمن بن القاسم، قال: حدثني جندل بن والق، قال: حدثنا
محمد بن عمر المازني عن عباد بن حبيب الكلبي،
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، قال رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم: إن في السماء حرساً وهم الملائكة وإن في
الأرض حرساً وهم شيعتك يا علي لم يبدلوا ولم يغيروا.
فقال أبو عبدالله جعفر بن محمد، ما أعلمها في أحد من شيعتنا إلا في
أصحاب عمي زيد بن علي، مضى من مضى منهم على منهاجه، وبقي من بقي
منهم ينتظر فرجتنا أهل البيت.
وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: اخبرنا السيد
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا محمد بن احمد
بن عبدالله، قال: حدثنا احمد بن محمد البقار، اخبرنا أحمد بن علي
بن سهل، حدثنا علي بن حمدون، حدثنا عباد، اخبرنا عبدالله بن
عبدالقدوس،
عن كثير بن زيد مولى زيد بن علي، قال لي جعفر بن محمد الصادق اقرأ
عمي السلام، وقل له: يقول لك جعفر: لا نالتني شفاعة محمد صلى اللّه
عليه وآله وسلم، إن كنت أزعم أني إمام.
وروى في هذا المعنى إيضا عن يحيى بن زيد عليه السلام عن الصادق
عليه السلام.
وحدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن سليمان
العلوي، قال: حدثنا أحمد بن حمدان عن محمد بن الأزهر الطائي عن
الحسين بن علوان،
(1/38)
عن أبي خالد
عمرو بن خالد، قال: دخل جعفر بن محمد المسجد، وعبدالله بن الحسن في
جانب قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فأقبل حتى وقف على
عبدالله، فسلم عليه، فقال: السلام عليك ياعم، فقال: عبدالله وعليك
السلام يابن أخي، ما هذا الذي يبلغني عنك أنك إمام مفترض الطاعة ،
من لم يعرف ذلك مات ميتة جاهليه، فقال: جعفر والله الذي لا إله إلا
هو وحق صاحب هذا القبر، ما قلت في نفسي هذا قط، وإنه ليكذب عليَّ،
فقال عبدالله أنت الصادق والبار، وهم الكاذبون الفجار، ثم مضى
جعفر، فقال: عبدالله والله لو أردت منه الطلاق لحلف لي به.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثني أبو الحسين علي بن العباس بن الوليد بن
بكير وأبو جعفر محمد بن حفص قالا: حدثنا صالح بن الأسود،
عن محمد بن عمر بن علي بن عمر بن علي، قال: قلت لجعفر بن محمد عن
الإمامة التي ينسبونها إليه، ونحن في مسجد رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم، فقال: لا نالتني شفاعة من في هذا القبر وحق هذا
القبر وصاحبه ما أنا ذلك ولا قلته لهم قط. ثم التفت محمد بن عمر
إلى أبيه، قال: كذلك يابني .
الإمام زيد في كلام الإمام الحسين بن علي الفخي
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا محمد بن حمدان بن عاصم الصفار الكوفي،
حدثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح، حدثنا عمرو بن عبدالغفار
القمي، قال:
سمعت الحسين بن علي الفخي المقتول بفخ يقول: من قام منا أهل البيت
داعياً إلى اللّه وإلى كتابه وإلى جهاد أئمة الجور فهو من حسنات
زيد بن علي ، فتح والله لنا زيد بن علي باب إلى الجنة وقال لنا:
أدخلوها بسلام.
(1/39)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي
بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال،
قال: حدثنا أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن الأزهر،
حدثنا يحيى بن المساور الهمداني، قال:
قال لي الحسين بن علي الشهيد صاحب فخ: يا أبا زكريا كل مجاهد منا
في سبيل اللّه، إلى أن تقوم الساعة، ففي ميزان صاحبكم: زيد بن علي،
فتح والله زيد بن علي باب الجنة، وقال: أدخلوها يابني علي بسلام
آمنين.
الإمام زيد في كلام سلمة بن كهيل
وروى ابن البقال بسنده،
عن سلمة بن كهيل ما رأيت أحداً انطق بكتاب اللّه من زيد بن علي.
الإمام زيد في كلام الإمام أبو حنيفة
وقال أبو حنيفة نعمان بن ثابت: ما رأيت أحداً أحضر جواباً من زيد
بن علي.
الإمام زيد في كلام أبو الجارود
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، بإسناده،
عن أبي الجارود قال: والله ما ولدت النساء افضل من زيد بن علي إلا
ما كان من آبائه عليهم السلام.
الإمام زيد في كلام حماد بن النظر
حدثني أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: اخبرنا السيد أبو
عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا علي بن محمد
الشيباني، أخبرني عبد العزيز، حدثني عبد الرحمن بن محمد المدني أبو
القاسم البزار، حدثني احمد بن عبيدالله بن ناصح، حدثنا العتبي،
حدثنا حماد بن النضر قال: كان زيد بن علي بن الحسين متكلما جدلاً
عالما فقيهاً عابداً ناسكاً، قارئاً للقرآن، زاهداً في الدنيا،
راغباً في الآخرة، يصدع في الحق ولا تأخذه في اللّه لومة لائم.
براعة الإمام زيد في المناظرة
(1/40)
حدثني أبو
الحسين يحيى بن الحسين الحسني اخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن
علي الحسيني الكوفي، قال: أخبرنا زيد بن حاجب قراءة اخبرنا محمد بن
القاسم بن زكريا المحاربي قراءة، حدثنا عباد بن يعقوب، اخبرنا
عبدالله بن زياد صاحب السراح وكان من اصحاب إبراهيم،
عن محمد بن قيس، ـ قال عباد قد رايته وكان شيخ صدق ـ قال: كنت
بواسط وزيد بن علي فيها، فكان الناس يغدون إليه من كل مكان يكلمونه
، فكان يأخذ من القوم في كلامهم حتى يقولوا هذا منا، ثم ينقض عليهم
حرفاً حرفاً حتى يقوموا وليس في ايديهم منه شيء.
الإمام زيد مع هشام
ذكر السيد يحيى بن الحسين العقيقي في كتاب (النسب) عن شيوخه:
أن زيد بن علي دخل على هشام بن عبدالملك وقد جمع هشام الشاميين
فسلم عليه زيد ثم قال: ليس من عباد اللّه أحد فوق أن يوصى بتقوى
اللّه ولا من عباد اللّه أحد دون أن يوصى بتقوى اللّه، إني أوصيك
بتقوى اللّه، فقال: هشام أنت زيد المؤمل للخلافة والراجي لها، وما
أنت والخلافة لا أم لك، وأنت ابن أمة، فقال له: زيد بن علي إني لا
أعلم أحداً أعظم من نبي بعثه اللّه وهو ابن أمة فلو كان به تقصير
عن منتهى غاية، لم يبعث وهو إسماعيل بن إبراهيم، والنبوة أعظم
منزلة عند اللّه من الخلافة يا هشام، فكانت إم إسماعيل مع أم إسحاق
كأمي مع أمك، ثم لم يمنعه اللّه منه أن يجعله أبا العرب وأبا خير
البشر محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وما يقصر برجل
أبوه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهو ابن علي بن أبي
طالب، فوثب هشام من مجلسه وتفرق الشاميون، فدعا قهرمانه وقال: لا
يبيتن هذا في عسكري، فخرج أبو الحسين زيد ابن علي وهو يقول لم يكره
قوم قط حر السيوف إلا ذلوا.
قال: فنقلت تلك الكلمة إلى هشام فقال: يذهب يخرج علي.
الذين رفضو الجهاد مع الإمام زيد
(1/41)
حدثني أبو
الحسين علي بن أبي طالب قال: أخبرنا السيد أبو الحسين زيد بن
إسماعيل الحسني، قال: اخبرنا أبو العباس الحسني رضي اللّه عنه،
قال: اخبرنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن فيروز الكوفي، قال: حدثني
يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليه السلام، قال: حدثني أبي،
عن أبيه، قال: لما ظهر زيد بن علي عليه السلام ودعا الناس إلى نصرة
الحق فأجابته الشيعة وكثير من غيرها، [و] قعد قوم عنه، وقالوا له:
لست الإمام، قال: فمن هو؟ قالوا: ابن اخيك جعفر. فقال: إن قال:
جعفر إنه الإمام فقد صدق. فاكتبوا إليه واسألوه. قالوا الطريق
مقطوعة ولا نجد رسولا إلا بأربعين ديناراً، قال: هذه اربعون
ديناراً، فاكتبوا وارسلوا إليه، فلما كان من الغد أتوه، فقالوا:
إنه يداريك، فقال: ويلكم إمام يداري من غير بأس، أويكتم حقاً أو
يخشى في اللّه أحداً، اختاروا أن تقاتلوا معي وتبايعوني على ما
بويع عليه علي والحسن والحسين عليهم السلام، أو تعينوني بسلاحكم
وتكفوا عني السنتكم، قالوا: لا نفعل، فقال: اللّه اكبر أنتم والله
الروافض الذي ذكر جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، قال:
<سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي، ويقولون
ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم ويتبعون
أهواءهم>.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن سليمان
العلوي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثني أحمد بن
حمدان بن الحسين، قال: حدثني محمد بن الأزهر الطائي الكوفي، حدثنا
عكرمة بن إبراهيم،
حدثنا أبو خالد عمرو بن خالد، قال: دخل نفر من الرافضة على زيد بن
علي عليه السلام فعدوا له الأئمة حتى بلغوا إلى علي بن الحسين عليه
السلام، فقال لهم كذبتم على أبي والله ما قال أبي في نفسه قط.
هيئة الإمام زيد عند الخروج وكلامه عن علمه
(1/42)
حدثني السيد أبو
الحسين علي بن أبي طالب الحسني، قال: اخبرنا السيد أبو الحسين زيد
بن إسماعيل الحسني، قال: اخبرنا أبو العباس الحسني، قال: أخبرنا
علي بن الحسين بن سليمان البجلي، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز،
قال: حدثنا محمد بن جبلة، عن محمد بن بكر الأرحبي،
عن أبي الجارود، وسهل بن سليمان، ومحمد بن الفرات، وسالم بن أبي
واصل الحذاء، وكثير النواء، إن زيد بن علي خرج يوم الأربعاء عشرة
صفر سنة اثنين وعشرين ومائة، وعلى العراقين يومئذ يوسف بن عمر بن
ابي عقيل الثقفي، من قبل هشام بن عبدالملك، فخرج على أصحابه على
برذون أشهب، في قباء أبيض ودرع تحته وعمامة، وبين قربوسه مصحف
منشور، فقال: سلوني فوالله ما تسألوني عن حلال وحرام، ومحكم
ومتشابة، وناسخ ومنسوخ، وأمثال وقصص، إلا أنبأتكم به، والله ما
وقفت هذا الموقف إلا وأنا أعلم أهل بيتي بما تحتاج إليه هذه الأمة
.. الخبر بطوله .
وبهذا الإسناد عن أبي العباس الحسني رضي اللّه عنه قال: أخبرنا علي
أبن داود بن نصر، قال: حدثنا محمد بن عبدالعزيز، قال: أخبرنا عمرو
بن حفص الأعشى، قال:
حدثنا أبو الجارود عن زيد بن علي، قال: سلوني قبل أن تفقدوني سلوني
فإني لن تسألوا مثلي والله لا تسألوني عن آيه ومن كتاب اللّه إلا
أنبأتكم بها ولا تسألوني عن حرف من سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم إلا أنبأتكم به، ولكنكم زدتم ونقصتم، وقد متم وأخرتم
فاشتبهت عليكم الأخبار.
وبهذا الإسناد عن أبي العباس الحسني رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا
علي بن الحسين بن الحارث الهمداني، قال: حدثنا الحسن بن علي بن
هاشم الأنباري، قال: حدثنا احمد بن رشيد، قال:
(1/43)
حدثنا أبو معمر
سعيد بن خثيم أن زيد بن علي كتَّب كتائبه، فلما خفقت راياته، رفع
يديه إلى السماء ثم قال: الحمدلله الذي أكمل لي ديني والله ما
يسرني أني لقيت محمداً صلى اللّه عليه وآله وسلم ولم آمر امته
بالمعروف ولم أنههم عن المنكر، والله ما أبالي إذا أقمت كتاب اللّه
وسنة رسوله صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه أججت لي نار ثم قذفت
فيها، ثم صرت إلى رحمة اللّه، والله لا نيصرني أحد إلا كان في
الرفيق الأعلى مع محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم وفاطمة والحسن
والحسين عليهم السلام، ويحكم أما ترون هذا القرآن بين اظهركم جاء
به محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، ونحن بنوه، يامعشر الفقهاء ويا
أهل الحجى أنا حجة اللّه عليكم هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود
اللّه ونعمل بكتاب اللّه ونقسم بينكم فيكم بالسوية.
سلوني عن معالم دينكم فإن لم آتكم بكل ما سألتم، فولوا من شئتم ممن
علمتم أنه أعلم مني، والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم
جدي الحسي،ن وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم وعيبة علمه، وإني لأعلم أهل بيتي، والله ما كذبت كذبة مذ
عرفت يميني من شمالي ولا انتهكت محرما مذ علمت أن اللّه يؤاخذني،
فاسألوني.
من كلام الإمام زيد أثنا قتاله لأهل الشام
حدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني قال أخبرنا السيد
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا إبراهيم بن
أحمد، حدثنا علي بن الحسين الأصفهاني، حدثنا محمد بن الحسين في
كتابه إليّ ، قال:حدثنا محمد بن عمر بن وليد، قال:
سمعت محمد بن الحصين المقرئ يقول لما وقف زيد بن علي حين خرج قال:
الحمدلله الذي أراني نفسي في هذا المكان، فقد كنت استحي أن القى
رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولم آمرفي أمته بمعروف، ولم
أنه عن منكر.
(1/44)
حدثني السيد أبو
الحسين يحيى بن الحسين الحسني الكوفي، قال: اخبرنا الشريف أبو
عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا حسن بن حسين بن
عامر اجازة، قال: حدثنا محمد بن زيد الرطاب حدثنا إبراهيم بن محمد
حدثنا إبراهيم بن يحيى الثوري،
حدثنا محمد بن فرات، قال: وقف زيد بن علي على باب الجسر وجاء أهل
الشام، فقال: لأصحابه: أنصروني على أهل الشام، فوالله لا ينصرني
عليهم رجل اليوم إلا اخذت بيده حتى أدخله الجنة.
[و] قال: والله لو علمت عملا هو أرضى لله تعالى من هذا الذي وضعت
يدي فيه لفعلت، ولأتيته، ولكني لا والله ما أعلم عملا هو أرضى من
قتال أهل الشام، وقد نهيتكم أن لاتتبعوا مدبراً ولا تجهزوا على
جريح، أو تفتحوا باباًمغلقا، وإني سمعتهم يسبون علي بن أبي طالب
فاقتلوهم على كل وجه.
كلام الإمام زيد حين خفقة رايات الجهاد فوق رأسه
وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين العقيقي في كتاب النسب قال:
حدثنا ابن احمد الأزدي، قال: حدثنا حسن بن حسين العرني عن أبي
عبدالرحمن المسعودي،
عن غالب بن أبي طلحة، قال: لما خفقت الرايات فوق رأس زيد بن علي
قال: الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت أستحي من رسول
اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن أرد عليه الحوض غداً ولم آمر
امته بمعروف ولم أنه عن منكر.
الإمامة ومواصفات الإمام الذي تجب طاعته
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين
روى الناصر للحق عليه السلام في كتاب (البساط): قال حدثنا بشر، قال
حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا علي بن بذيمة، قال:
(1/45)
سمعت أبا عبيدة
يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : (( لما وقع النقص
في بني إسرائيل جعل أحدهم يرى أخاه على الذنب فينهاه عنه ولايمنعه
ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وجليسه، فضرب اللّه تعالى قلوب بعضهم
ببعض، ونزل فيهم القرآن: {لعن اللّه الذين كفروا من بني إسرائيل
على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بماعصوا..} الخ أربع آيات {وكثير
منهم فاسقون}، قال: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
متكئاً فاستوا جالساً، ثم قام ثم قال: (( كلا والذي نفسي بيده حتى
تأخذوا على يدي الظالم فتأطروه على الحق أطراً )).
قال الناصر للحق عليه السلام: معنى تأطروه على الحق أي تعطفوه على
الحق عطفاً.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثني أبو العباس عبدالله بن سليمان الأنباري
بالريض في داره، قال: حدثني أحمد بن همام، حدثنا حسين بن علوان،
حدثنا أبو خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي عليهما السلام، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( إن أفضل الشهداء رجل
قام إلى إمام جائر فأمره بتقوى اللّه ونهاه عن معصية اللّه، وجاهده
مقبلا غير مدبر، فقتل وهو كذلك )).
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثني أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن
الحسن الحسني، حدثنا عيسى بن مهران، حدثنا نصر مولى لجعفر بن محمد،
عن موسى بن جعفر الجعفري، عن محمد بن موسى،
عن زيد بن علي عليهما السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله وسلم: (( ياعلي إن أقرب الشهداء مني يوم القيامة وأولاهم بي
بعد حمزة وجعفر، رجل قام بسيفه فجاهد إمام ضلالة حتى يقتل )).
(1/46)
حدثني أبو
عبدالله يحيى بن الحسين الحسني، قال: حدثني الشريف أبو عبدالله
محمد بن علي الحسني، قال: حدثنا أبو خازم محمد بن علي الوشا، وزيد
بن حاجب لفظاً، وحسن بن حبيش، وصالح بن أحمد الخراز قراءة،
قال[وا]: حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الدهقان، حدثنا عثمان بن محمد
بن حبان، حدثنا حسن بن عبدالواحد، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى
العلوي، حدثنا حسن بن علي المكفوف أخو حسين صاحب فخ، عن محمد بن
موسى،
عن زيد بن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: ((
أقرب الناس مني موقفاً بعد حمزة وجعفر رجل خرج بسيفه على إمام جائر
فقاتل حتى قتل )).
وقد روى الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني رضي اللّه عنه
بإسناده،
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم:
(( مامن رجل يجاور قوماً يعملون بالمعاصي فلايأخذ على أيديهم إلا
عمهم اللّه بالعذاب )).
أو لوية أهل البيت بالإمامة
حدثني والدي رحمه اللّه، قال: وحدثني أبو يعلى يحيى بن حمزة بن أبي
سليمان العلوي، قال: حدثني ابن البقال، قال: وحدثني أبو عبدالله
جعفر بن محمد بن الحسن الحسني نضر اللّه وجهه، قال: حدثنا عيسى بن
مهران، قال: حدثني الحسن بن الحسن، قال: حدثنا يحيى بن المساور،
قال:
حدثني فضيل بن الزبير، قال: سمعت زيد بن علي قال: كل راية رفعت
ليست لنا ولا تدعى، إلينا فهي راية ضلالة.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي، قال: حدثنا عبدالعزيز بن البقال، قال: حدثني أبو
الطيب علي بن محمد بن مخلد الجعفي الدهان، قال: حدثنا أحمد بن
قاسم، قال: حدثنا علي بن الحسن البزار، قال: حدثنا محمد بن إسحاق،
عن داود بن أبي سليمان الرازي، عن زيد بن علي قال: نحن ولاة أمر
اللّه، وخزان علم اللّه، وعترة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم، وشيعتنا رعاة الشمس والقمر.
(1/47)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي
بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال،
قال: حدثنا ابو الطيب علي بن محمد بن الجعفي الكوفي الدهان، حدثنا
أحمد بن قاسم، حدثنا حرب بن الحسن، ومحمد بن حفص بن راشد، قالا:
حدثنا شاذان الطحان وكان من خيار أصحاب الحسن بن صالح، عن كهمس بن
الحسن، عن مسلم الحذا،
عن زيد بن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم:
<قول اللّه جل ثناؤه: {قل هذه سبيلي أدعو إلى اللّه على بصيرة أنا
ومن اتبعني} يعني من أهل بيتي لايزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما
أدعو إليه )).
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا أحمد بن حمدان بن الحسين، حدثنا محمد بن
الأزهر، حدثنا حسين بن علوان،
حدثنا أبو خالد، قال: سمعت زيد بن علي يقول: حقاً علينا أهل البيت
إذا قام الرجل منا فدعا إلى كتاب اللّه وسنة رسوله وجاهد على ذلك
واستشهد ومضى، أن يقوم آخر يتلوه يدعو إلى مايدعو إليه، حجة اللّه
عز وجل على أهل كل زمان إلى أن تنقضي الدنيا.
حدثنا السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: أخبرنا الشريف
أبو عبدالله محمد بن علي الحسن الكوفي، قال: أخبرنا علي بن محمد
قراءة، أخبرنا عبد العزيز، حدثني أبو القاسم عبد السلام بن الحجاج
بن عمر، عن السدي بن خالد،
عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: سمعت عمي زيد بن علي وكان
بالقرآن عالماً قال: قال اللّه تعالى: {وجعلها كلمة باقية في عقبه
لعلهم يرجعون} قال: نحن العقب وفينا الكلمة، ولو ضلت الأمة بأسرها
لم يوجد الحق إلا معنا وفينا.
روى المؤيد بالله عليه السلام
عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( من سمع داعيتنا أهل البيت
فلم يجب كبه اللّه على منخريه في نار جهنم )).
والمشهور
(1/48)
عن النبي صلى
اللّه عليه وآله وسلم أنه قال: (( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات
ميتة الجاهلية )).
وروى الناصر للحق عليه السلام، عن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن
الحسن عليهم السلام أنه سئل عن معنى هذا الخبر فقال: أراد عليه
السلام من مات ولم يعرف إمامه عادلا فيتبعه أو جائراً فيجتنبه مات
ميتة جاهلية.
خبر معركة مؤتة وأن أول الأمراء جعفربن أبي طالب
روى يحيى بن الحسين العقيقي في كتاب النسب بإسناد،
عن أنس بن مالك، قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
وعيناه تذرفان دموعاً فقال: (( أخذ جعفر الراية فقاتل حتى قتل ثم
أخذها زيد فقتل، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقتل )) إلى آخره.
وحدث السيد علي بن أبي طالب بن القاسم الحسني، قال: حدثنا السيد
أبو الحسن زيد بن إسماعيل الحسيني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن
إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا محمد بن عبدالعزيز، قال: حدثنا أحمد
بن فضل، قال:
سمعت محمد بن زيد بن علي بن الحسين، يقول: مالقي رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم جيشاً إلا بدأ بأهل بيته، ولابعث بعثاً إلا
قدم أهل بيته، وسألناه من كان على الناس يوم مؤته، فقال: جعفر بن
أبي طالب.
وبهذا الإسناد عن أبي العباس الحسني رحمه اللّه، قال: أخبرنا علي
بن الحسين بن النضر البجلي، وأحمد بن علي بن عافية، قال: أخبرنا
أحمد بن محمد بن سلاّم، قال: حدثنا أحمد بن رشيد، قال: حدثنا حماد
بن بشير كاتب زيد بن علي،
(1/49)
عن زيد بن علي
أن جعفر بن أبي طالب لم يبعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
في وجه قط إلا جعله على الناس، وهاجر الهجرتين جميعاً هجرة الحبشة
والهجرة إلى المدينة، وأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
على من كان من المؤمنين بالحبشة، وهو الذي حاج عمرو بن العاص
والوليد حين بعثتهم قريش إلى النجاشي فردهم اللّه بغيظهم وأسلم
النجاشي على يده، ثم قدم على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد
فتح خيبر، فقدم إليه حين عاينه وتلقاه وعانقه، وقبل بين عينيه
وقال: (( ما أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر )) .
ثم أمره على زيد وعبدالله بن رواحة وجميع الناس في غزوة مؤتة فقطعت
يداه وضرب على جسده نيفاً وسبعين ضربه.
الجهاد والتصدي للظالمين من أهم مواصفات الإمام
أخبرني السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب الحسني، قال: أخبرنا الشيخ
أبو القاسم علي بن محمد الإيراني، قال: أخبرنا السيد الثائر في
اللّه أبو الفضل جعفر بن محمد، قال: أخبرنا الناصر للحق وذكره في
كتاب (الإمامة)، قال: أخبرني أخي الحسين بن علي، قال: حدثني محمد
بن سلام، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبدالواحد، قال: حدثنا حسن
بن حسين العرني، قال: حدثنا الحسين بن شداد الجعفي، عن أبيه شداد
بن رشيد،
عن جابر قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي: ياجابر ليس منا إمام
مفترضة طاعته أرخى عليه ستره، والناس يظلمون خلف بابه، إنما الإمام
المفترض طاعته من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثني أحمد بن حمدان بن الحسين، حدثنا محمد بن
الأزهر، حدثنا عكرمة بن إبراهيم،
حدثنا عمرو بن خالد، قال: سمعت زيد بن علي يقول: أني يكون إماماً
الجالس في بيته يسبل ستره لايأمر بمعروف ولاينهى عن منكر تجري عليه
أحكام الظلمة.
(1/50)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي
بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال،
قال: حدثني أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن الحسني،
حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا أبو
الجارود، قال: قال محمد بن علي بن خلف، وحدثنا عمرو بن عبدالغفار،
حدثنا أبو الجارود، قال: سمعت زيد بن علي عليهما السلام يقول: إن
اللّه افترض طاعة أربعة منا: أمير المؤمنين، والحسن، والحسين عليهم
السلام، والإمام القائم بالسيف يدعو إلى كتاب اللّه وسنة رسوله.
أخبرني السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب الحسني، قال: أخبرنا الشيخ
أبو القاسم علي بن محمد الإيراني، قال: أخبرنا السيد الثائر في
اللّه أبو الفضل جعفر بن محمد، قال: أخبرنا الناصر للحق، قال:
حدثنا أخي الحسين بن علي، قال: حدثنا أحمد بن سهل الرازي، قال:
حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد، وقد لقيته أنا
وأخي إسماعيل بن محمد وسمعنا منه غير هذا الحديث، عن مشائخه قال:
قال لي أبو عبدالله جعفر بن محمد: قائمنا لقاعدنا وقاعدنا لقائمنا،
إنا لو خرجنا جميعاً لقتلنا جميعاً ولو فقدنا جميعاً، لبطلت حجج
اللّه في الأمر والنهي.
وبهذا الإسناد، عن الشريف أبي عبدالله الكوفي الزيدي، قال: أخبرنا
الحسين بن محمد قراءة، قال: أخبرنا عبدالعزيز، قال: حدثني أحمد بن
عبدالله الماندح، قال: حدثنا سعيد بن مالك، قال: حدثنا عبدالله بن
إبراهيم، قال:
حدثنا علي بن علي، قال: كنت عند جعفر بن محمد، فقال له رجل: سمعت
عمك زيد بن علي يقول: الإمام منا أهل البيت الموثوق به في دينه
وعلمه، والباذل نفسه لربه يجاهد عن دينه. فقال جعفر: صدق عمي وبر!!
(1/51)
حدثني والدي رضي
اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان العلوي
بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف بابن البقال،
قال: حدثنا أحمد بن عبدالله الماندح الحرني الحسني، حدثنا أبو
عبدالله محمد بن داود الجعفي،
حدثنا علي بن جعفر، قال: سمعت أخي موسى بن جعفر يقول: ليس منا أهل
البيت مفترض الطاعة وهو جالس في بيت والناس يختطفون من وراء بابه
لا يدفع عنهم ظالماً ولا يهديهم سبيلا إنما الأمام منا الباذل
نفسه، العالم بكتاب اللّه، الداعي إلى الحق الناهي عن الباطل.
بيعة الصادق للنفس الزكية
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن القاضيي،
حدثنا إبراهيم بن سلمان، حدثنا عثمان بن سعيد،
حدثنا يحيى بن عبدالله بن الحسن، أن جعفر بن محمد الصادق، بايع
محمد بن عبدالله بن الحسن، وأرسل ابنيه موسى وعبدالله معه.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثني أبو عبدالله محمد بن القاسم بن عبدالله
الكندي الأسبعي، حدثنا إبراهيم بن سليمان، حدثنا عثمان بن سعيد،
عن يحيى بن عبدالله، أن جعفر بن محمد بايع محمد بن عبدالله بن
الحسن، وأرسل إليه ابنيه.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن علي بن الزميل، وأحمد
بن القاسم، وعبيدالله بن جعفر بن محمد بن هشام، قال: حدثنا عيسى بن
مهران، حدثنا عثمان بن سعيد الأحول،
عن يحيى بن عبدالله بن الحسن، أن جعر بن محمد بايع محمد بن عبدالله
بن الحسن، وأرسل ابنيه موسى وعبدالله يقاتلان معه.
(1/52)
بيعة موسى بن
جعفر للإمام النفس الزكية
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا السيد أبو يعلى حمزة بن
سليمان العلوي، قال: اخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق
البقال، قال: حدثني أبو القاسم أحمد بن عبدالله بن الماندح حدثنا
سعيد بن مالك،
حدثنا محمد بن الحجاج المظفر، قال: سمعت أن موسى بن جعفر بن محمد
وعبدالله بن جعفر بن محمد شهدا مع محمد بن عبدالله بن الحسن حروبه
وأن موسى بن جعفر كانت به جراحة اصابته مع محمد بن عبدالله بن
الحسن.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: قال: حدثنا أحمد بن عبدالله الماندح، حدثنا سعيد
بن مالك،
حدثنا بن حجاج المظفر، قال: قال: رجل لموسى بن جعفر بن محمد جعلني
اللّه فداك إن قوماً من شيعتكم يقولون إنك إمام مفترض طاعتك من لم
يعرف ذلك ومات مات جاهلا لا حظ له في الإسلام، فقال: كذبوا وخابوا
والله لقد جاهدت مع محمد بن عبدالله بن الحسن وبايعته بإمرة
المؤمنين، فأينا كان إماماً لصاحبه.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن
الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال:
حدثنا عيسى بن مهران حدثنا حسن بن حسين الأنصاري،
حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي، قال: رأيت موسى بن جعفر بن محمد
وعبدالله بن محمد وهما يقاتلان بين يدي محمد بن عبدالله بن الحسن
وقتل أحدهما رجلا.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا أبو جعفر احمد بن عيسى العطار حدثنا عباد
بن يعقوب،
(1/53)
حدثنا زيد بن
الحسن الأنماطي، قال: رأيت موسى بن جعفر بن محمد وعبدالله بن جعفر
يقاتلان مع محمد بن عبدالله وأول رجل قتل من المسودة رجل قتله موسى
بن جعفر.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثنا أبو العباس عبيدالله بن جعفر بن محمد بن
هشام حدثنا أبو موسى عيسى بن مهران الحسين الأنصاري،
حدثنا الحسين بن زيد بن علي، قال: خرج مع محمد بن عبدالله بن الحسن
منا ولد الحسين بن علي، أربعة: أنا وأخي عيسى بن زيد، وموسى بن
جعفر، وعبدالله بن جعفر.
تأييد أبو حنيفة للإمام إبراهيم بن عبد الله
وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: أخبرنا السيد
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي الزيدي، قال: أخبرنا علي بن
محمد بن حاجب قراءة، قال: حدثنا محمد بن الحسين الأشناني، قال:
حدثنا سليمان بن الربيع، قال: سمعت عبدالله بن بهرام الخراساني
يحكي
عن أبي إسحاق الفزاري، قال: قتل أخي بباخمرى مع إبراهيم بن عبدالله
فلقيت أبا حنيفة فقال لي: أين كنت؟ فقلت: شهدت فتح الطواية، فقال:
الموضع الذي قتل فيه أخوك أحب إلي من الموضع الذي كنت فيه. فقلت:
فما منعك أن تكون خرجت معه؟ قال: كانت عندي ودائع فأتيت ابن أبي
ليلى فأبى أن يقبلها.
حديث نبوي في فضل الإمام الحسين الفخي
وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: اخبرنا السيد
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، أخبرنا محمد بن علي بن
الحكم، قال: حدثنا محمد بن عمار العطار، قال: حدثنا الحسين بن
الحكم، قال: حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا الحكم بن جامع الثمالي،
عن حسين بن زيد، عن أمه رابطة،
(1/54)
عن زيد بن علي
عليهما السلام، قال: انتهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
إلى موضع فخ فصلى فيه بأصحابه صلاة الجنائز ثم قال: (( يقتل هاهنا
رجل من أهل بيتي في عصبة من المؤمنين ينزل إليهم بأكفان من الجنة
وحنوط من الجنة تسبق أرواحهم إلى الجنة قبل أجسادهم )) . وذكر من
فضلهم مالم تحفظه رايطة.
حدثني والدي رضي اللّه عنه، عن الشريف أبي يعلى حمزة بن سليمان
العلوي، عن ابن بقال، عن أبي الطيب، عن محمد بن مخلد الجعفي
الدهان، عن الحسين بن مسلم، عن حسن بن حسين المذكور نحوه.
تأييد الإمام الشافعي للإمام يحيى بن عبد اللّه
وذكر أبو العباس الحسني رضي اللّه عنه
أن محمد بن إدريس كان من مستجيبين يحيى بن عبدالله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام مع جماعة من العلماء عددهم
في (المصابيح).
براءة علي الرضا من دعوى الإمامة
وفيه حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: حدثني أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن حاتم
وأبو علي أحمد بن محمد بن خالد بن شبيب، قالا: حدثنا الحسين بن
محمد بن عبد الواحد الخراز،
حدثنا محمد بن جميل حدثنا رجل من الحسينيين من بني هاشم أنه كان مع
الرضى علي بن موسى الرضا، بمكة قال قلت له الست إمام، فقال: ورب
هذا البنية ما قلته ولا أقوله.
المهدي المنتظر
وروى الناصر عليه السلام في كتاب (الإمامة ) قال: وجدت في كتاب أبي
علي بن الحسن رحمه اللّه، قال: حدثني يحيى بن هشام، قال: حدثنا
محمد بن عبيدالله عن أبيه،
(1/55)
عن جده أبي رافع
مولى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم مقال: دخل رسول اللّه صلى
اللّه عليه وآله وسلم.على نفر من أهل بيته فبكى، فقال بعضهم ما
أبكاك يا رسول اللّه اما إنا على ذلك أهل بيت اختار جل وتعالى لنا
الآخرة على الدنيا إن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة وبغضاً من الناس
وتشريداً في البلاد ثم يفرج اللّه عز وجل عنهم برجل منا.
حدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: حدثنا السيد
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا علي بن محمد
المقري قراءة اخبرنا عبدالعزيز حدثني عمر بن خالد بن يزيد بن
الجارود حدثنا محمد بن مروان حدثنا عبدالعزيز بن الخطاب،
حدثنا قاسم بن محمد بن عبدالله بن عقيل بن أبي طالب، قال: قال: زيد
بن علي المهدي حق وهو كائن منا أهل البيت ولن تدركوه وذلك يكون عند
انقطاع من الزمن فلا تتكلوا عن الجهاد الداعي منا إلى كتاب اللّه
وسنة رسوله القائم بذلك الموثوق به إمام لكم وحجة عليكم فاتبعوه
تهتدوا.
وفيه حدثني والدي رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي
سليمان العلوي بقزوين، قال: اخبرنا عبد العزيز بن إسحاق المعروف
بابن البقال، قال: اخبرنا أحمد بن حمدان بن الحسين، قال: حدثنا
محمد بن الأزهر، قال: حدثنا محمد بن كثير،
عن أبي خالد، قال: سألنا زيد بن علي عليهما السلام عن المهدي أكائن
هو، فقال: نعم فقيل له أمن ولد الحسن أم من ولد الحسين، فقال: زيد
بن علي أما إنه من ولد فاطمة صلوات اللّه عليها وهو كائن ممن شاء
من ولد الحسن أم من ولد الحسين صلوات اللّه عليهم.
وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: اخبرنا السيد
أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا زيد بن حاجب
اخبرنا محمد بن علان البزار حدثنا عبد الكريم بن مالك حدثنا حسين
بن عبدالواحد حدثنا يوسف يعني ابن كليب عن عامر،
(1/56)
حدثنا سفيان بن
خالد الأعشى اخو ابي حفص الأعشى، قال: دخل نفر من أهل الكوفة على
زيد بن علي حين قدم الكوفة، فقالوا: يابن رسول اللّه أنت المهدي
بلغنا أنه يملأها عدلا، قال: لا، قالوا فنخشى أن تكون علينا مفتاح
بلى، قال: ويحكم وما مفتاح بلى، قالوا تهدم دورنا وتسبى ذرارينا
ونقتل تحت كل حجر، قال: ويحكم أما علمتم أنه ليس من قرن ينشوا إلا
بعث اللّه عز وجل منا رجل أو خرج منا رجلاً حجة على ذلك القرن علمه
من علمه وجهله من جهله.
واخبرنا السيد الأمام أبو طالب رضي اللّه عنه، قال: اخبرنا أبو
أحمد محمد بن علي المعروف بعندكي به، قال: اخبرنا يزداد الأصفهاني
قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح
الأنماطي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد
الجعفري عن،
عبدالله بن جعفر الزهري، قال: سمعت عبدالله بن الحسن يقول لأبنه
محمد ما بقيت خصلة من خصال الخير إلا وهي فيك وإنك لمهدي هذه
الأمة.
وبهذا الأسناد ؟؟؟ عن أبي داود، قال: حدثنا عمران بن عبدالرحمن،
قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا أبو عيينة عن عاصم، عن زر ،
عن عبدالله عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، قال: المهدي اسمه
اسمي واسم أبيه اسم أبي.
خالفة الإمامية للأئمة اهل البيت
في قصر الصلاة
حدثني والدي الشيخ أبو عبدالله الحسن بن محمد شياه سريبجان رضي
اللّه عنه، قال: حدثني الشيخ الزاهد أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان
بن أبي يعلى الزيدي بقزوين، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن
يحيى الحسيني المعروف بابن أبي طاهر العقيقي، قال: حدثني جدي أبو
الحسن بن الحسن، قال: حدثني محمد بن منصور المرادي، قال: حدثني أبو
عبدالله أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر،
عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر يقول: إذا أردت سفراً فخرجت من
البيوت فاقصر.
وبهذا الإسناد
عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر يقول: إذا سافر المسافر بريداً
فليقصر.
(1/57)
وبهذا الإسناد
عن محمد بن منصور، عن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن
زيد، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد، عن حسين بن زيد، عن جعفر بن
محمد،
عن أبيه، أنه سئل في كم يقصر المسافر؟ قال: إذا كان سفرك أربعاً
وعشرين ميلا أو ثلاثين ميلا فلتقصر.
في جواز الصلاة على المسوح
وبهذا الإسناد عن أحمد بن عيسى بن زيد، عن حسين بن علوان،
عن أبي خالد، عن أبي جعفر، قال: سأله رجل فقال: ماتقول في الصلاة
على المسح؟ فقال: لقد صليت خلف أبي على هذا المسح، وكنا جلوساً
عليه، وذكر أبو خالد أن أبا جعفر صلى بهم على ذلك المسح.
في الوتر والقنوت
وبهذا الإسناد عن أحمد بن عيسى، عن حسين،
عن أبي خالد، عن أبي جعفر، قال: كان أبي يوتر بثلاث ركعات يقرأ
فيهن بسورة الإخلاص.
وبهذا الإسناد
عن أبي الجارود، قال: قلت لأبي جعفر أخبرني عن القنوت، فقال: أما
في الوتر فعند الركوع.
وبهذا الإسناد عن أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن
علي، عن آبائه،
عن علي عليهم السلام، أنه قال: قنت في الوتر قبل الركوع.
جواز الصيام في السفر
وبهذا الإسناد عن محمد بن منصور قال: سألت عبدالله بن موسى عن
الصيام في السفر، فقال: حدثني أبي،
عن أبيه، أنه كان يصوم في السفر ويقضيه في الحضر، ولايوجبه على
غيره، ويقول: إني لأستوحش أن آكل في رمضان. وفي بعض الرواية:
فلايقضيه في الحضر.
صحة صوم من أصبح جنبا
وبهذا الإسناد عن محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن جميل، عن
إسماعيل بن صبيح، عن عمرو، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في
رجل أجنب في شهر رمضان، ثم نام حتى أصبح وهو جنب، قال: يغتسل ثم
يصلي ويتم صيامه يومه ذلك. وهذا يخالف رواياتهم أن من أصبح جنباً
فسد يومه.
في أن طلاة الثلاث في مرة واحدة
وروى الهادي إلى الحق عليه السلام، عن أبيه، عن القاسم بن إبراهيم
عليه السلام، عن رجل يثق به، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهم،
(1/58)
عن علي عليه
السلام أنه كان يقول فيمن طلق ثلاثاً في كلمة واحدة: إنه يلزمه
تطليقة واحدة، وتكون له زوجة على الرجعة مالم تنقض العدة.
قال الهادي عليه السلام: حدثني أبي، عمن يوثق به،
عن موسى بن عبدالله أنه سئل عن الرجل يطلق امرأته ثلاثاً في كلمة
واحدة، فقال: هي واحدة. وذلك يخالف رواياتهم أن طلاق الثلاث لايقع
به شيء.
في وجوب غسل القدمين
قال الناصر عليه السلام في كتاب الصلاة: قد روينا
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان يمسح على رجليه ويغسلهما بعد
المسح.
وروينا
عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه كان يمسح ويغسل رجليه إلى أنصاف
ساقه، فقيل له في ذلك فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله
وسلم قال: (( تحشر أمتي يوم القيامة غراً محجلين، غراً من آثار
السجود، محجلين من آثار الوضوء )) فأنا أحب أن تطول حجلتي يوم
القيامة.
وهذا يخالف رواياتهم المسح والنهي عن الغسل.
قال الناصر للحق عليه السلام: حدثنا أخي الحسين بن علي، قال: حدثنا
أبي علي بن الحسن، عن علي بن جعفر،
عن أخيه، قال: رأيت أبا جعفر يتوضأ فرأيته غسل رجله اليمنى فخلل
أصابعه ثم فعل باليسرى مثل ذلك.
في أوقات الصلاة
وروى الناصر للحق عليه السلام، بإسناد له عن جعفر بن محمد عليه
السلام،
عن أبيه، أنه قال لشيعته: أنتم رعاة الشمس والقمر والنجوم. فقال:
أول وقت الظهر زوال الشمس وآخره إلى أن يبلغ الظل بعد ظل القامة
ذراعاً وقدمين، قال: ووقت العصر من بلوغ الظل بعد ظل القامة قدمين
إلى أن يبلغ أربعة أقدام، قال: وقد روينا عند أربعة أذرع أو ثمانية
أقدام. وهذه الروايتان رواهما عنه الناصر للحق عليه السلام .
تم بحمد الله
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire