mardi 7 juillet 2015

هوامش على دفتر النكسة









هوامش على دفتر النكسة

أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمه
والكتب القديمه
أنعي لكم..
كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمه..
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمنا القصائد
مالحةٌ ضفائر النساء
والليل، والأستار، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حولتني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتب الحب والحنين
لشاعرٍ يكتب بالسكين
4
لأن ما نحسه أكبر من أوراقنا
لا بد أن نخجل من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحرب لا غرابه
لأننا ندخلها..
بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابه
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
لأننا ندخلها..
بمنطق الطبلة والربابه
6
السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا أطول من قاماتنا
7
خلاصة القضيه
توجز في عباره
لقد لبسنا قشرة الحضاره
والروح جاهليه...
8
بالناي والمزمار..
لا يحدث انتصار
9
كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمةٍ جديده
10
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم..
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف
11
يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يوجعني.. أن أسمع النباح..
12
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما..
تسربوا كالنمل.. من عيوبنا
13
خمسة آلاف سنه..
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئ الذباب
يا أصدقائي:
جربوا أن تكسروا الأبواب
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثواب
يا أصدقائي:
جربوا أن تقرؤوا كتاب..
أن تكتبوا كتاب
أن تزرعوا الحروف، والرمان، والأعناب
أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب
فالناس يجهلونكم.. في خارج السرداب
الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب...
14
جلودنا ميتة الإحساس
أرواحنا تشكو من الإفلاس
أيامنا تدور بين الزار، والشطرنج، والنعاس
هل نحن "خير أمةٍ قد أخرجت للناس" ؟...
15
كان بوسع نفطنا الدافق بالصحاري
أن يستحيل خنجراً..
من لهبٍ ونار..
لكنه..
واخجلة الأشراف من قريشٍ
وخجلة الأحرار من أوسٍ ومن نزار
يراق تحت أرجل الجواري...
16
نركض في الشوارع
نحمل تحت إبطنا الحبالا..
نمارس السحل بلا تبصرٍ
نحطم الزجاج والأقفالا..
نمدح كالضفادع
نشتم كالضفادع
نجعل من أقزامنا أبطالا..
نجعل من أشرافنا أنذالا..
نرتجل البطولة ارتجالا..
نقعد في الجوامع..
تنابلاً.. كسالى
نشطر الأبيات، أو نؤلف الأمثالا..
ونشحذ النصر على عدونا..
من عنده تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمان..
لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان
قلت له: يا سيدي السلطان
كلابك المفترسات مزقت ردائي
ومخبروك دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدر المحتوم، كالقضاء
يستجوبون زوجتي
ويكتبون عندهم..
أسماء أصدقائي..
يا حضرة السلطان
لأنني اقتربت من أسوارك الصماء
لأنني..
حاولت أن أكشف عن حزني.. وعن بلائي
ضربت بالحذاء..
أرغمني جندك أن آكل من حذائي
يا سيدي..
يا سيدي السلطان
لقد خسرت الحرب مرتين
لأن نصف شعبنا.. ليس له لسان
ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟
لأن نصف شعبنا..
محاصرٌ كالنمل والجرذان..
في داخل الجدران..
لو أحدٌ يمنحني الأمان
من عسكر السلطان..
قلت له: لقد خسرت الحرب مرتين..
لأنك انفصلت عن قضية الإنسان..
18
لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب..
19
نريد جيلاً غاضباً..
نريد جيلاً يفلح الآفاق
وينكش التاريخ من جذوره..
وينكش الفكر من الأعماق
نريد جيلاً قادماً..
مختلف الملامح..
لا يغفر الأخطاء.. لا يسامح..
لا ينحني..
لا يعرف النفاق..
نريد جيلاً..
رائداً..
عملاق..
20
يا أيها الأطفال..
من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال
وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
ويقتل الأفيون في رؤوسنا..
ويقتل الخيال..
يا أيها الأطفال أنتم –بعد- طيبون
وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال
فنحن خائبون..
ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون
ونحن منخورون.. منخورون.. كالنعال
لا تقرؤوا أخبارنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحن جيل القيء، والزهري، والسعال
ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال
يا أيها الأطفال:
يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمه
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه
...




























 قصيدة بعنوان (فتح)) الشاعر الكبير نزار قباني كتبها بعد معركة الكرامة   


وبعدما قتلنا
وبعدما صلو علينا
وبعدما دفنا
وبعد أن تكلست عظامنا
وبعد أن تخشبت أقدامنا
وبعدما اهترانا
وبعد أن جعنا وان عطشنا
وبعدما
وبعدما
من يأسنا يأسنا
جاءت إلينا فتح
كوردة جميلة طالعة من جرح
كنبع ماء صافي يروي صحارى ملح
وفجأة ثرنا على أكفاننا وقمنا
وفجأة
كالسيد المسيح بعد موتنا نهضنا

مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
في حبة الحنطة
أو في حبة الزيتون
يأتون في الأشجار والرياح والغصون
يأتون في كلامنا
يأتون في أصواتنا
يأتون في دموع أمهاتنا
في أعين الغالين من أمواتنا
مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
من درب رام الله أو من جبل الزيتون
يأتون مثل المن والسلوى من السماء
ومن دمى الأطفال من أساور النساء
ويسكنون الليل والحجار والأشياء
من حزننا الجميل ينبتون
أشجار كبرياء
ومن شقوق الصخر يولدون
باقة أنبياء
ليس لهم هوية ليس لهم أسماء
لكنهم يأتون
لكنهم يأتون

يا فتح يا شاطئنا من بعد ما فقدنا
يا شمس نصف الليل لاحت بعدما ضجرنا
يا رعشة الربيع فينا بعدما يبسنا
حين قرانا عنكم كل الذي قرانا
خمسين قرنا بكم كبرنا
وارتفعت قاماتنا
وازدهرت حياتنا
من بعدما نشفنا
يا فتح يا حصاننا الجميلا
يحمل في غرته بيسان والجليلا
وغزة والقدس والطيور والحقولا
ويحمل البحار في نظرته ويحمل السهولا
يا ماءنا يا ثلجنا يا ظلنا الظليلا


يا فتح شاب الدمع في عيوننا
ولم يزل خنجر إسرائيل في ظهورنا
ولم نزل نبحث في الظلام عن قبورنا
ولم نزل كالأمس أغبياء
نردد الخرافة البلهاء
الصبر مفتاح الفرج
ولم نزل نظن أن الله في السماء
يعيدنا لدورنا
ولم نزل نظن أن النصر
وليمة تأتي لنا ونحن في سريرنا
ولم نزل نقعد من سنين
على رصيف الأمم المتحدة
نشحذ من لجانها الحليب والطحين
والذل والسردين والملابس المستعملة
ولم نزل نمضغ ساذجين
حكمتنا المفضلة
الصبر مفتاح الفرج
إن الرصاص وحده
لا الصبر مفتاح الفرج


يا ربنا نرفض أن نكون بعد اليوم طيبين
فالطيبون كلهم أنصاف ميتين
هم سرقوا بلادنا
ا هم قتلوا أولادنا
فاسمح لنا يا ربنا نكون قاتلين
يا ثأرنا
نرفض أن نكون كالخراف وادعين
يا طبلنا
يا زارنا
يا قاتلنا
نرفض أن نظل مسطولين دائخين
يا شعرنا كن غاضبا
يا نثرنا كن غاضبا
يا عقلنا كن غاضبا
فعصرنا الذي نعيش عصر غاضبين
يا حقدنا كن غاضبا
كي لا نصير كلنا قطيع لاجئين



عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ
فالسطوحُ البيضُ تغفو…
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..
17 عامًا تمر، اليوم الخميس، على وفاة شاعر استثنائى حطم أسوار المعاجم، وفتح النوافذ العتيقة، لتقفز منها مفردات اللغة، مرتدية أثوابا عصرية، تمرح بها فى الشوارع والميادين العربية، ليشكل بمفرده، خطًا شعريًا متفردًا، تلاشى كثيرون فى ظلاله، وتبعثروا على جانبى طريقه، وضاعت ملامح قصائدهم الباهتة، عندما حاولوا مجاراته، فالأمة العربية لم تجتمع على شاعر بعد أمير الشعراء أحمد شوقى، مثلما اجتمعت على الشاعر الكبير نزار قبانى، والذى يصادف اليوم ذكرى رحيله.
223268
بدأ كتابة الشعر وعمره 16.. فحطم أسوار المعاجم
نزار توفيق القبانى، دبلوماسى وشاعر عربى، ولد فى دمشق عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة، هى أسرة قبانى، وحصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية، وتخرج فيها عام 1945، وعقب تخرجه التحق بالعمل الدبلوماسى، وتنقل خلاله بين القاهرة وأنقرة ومدريد وبكين ولندن.
نزار قبانى
وفى 1966 ترك نزار العمل الدبلوماسى، وأسس فى بيروت دارًا للنشر تحمل اسمه، وتفرغ للشعر.
اهتم نزار فى بداية حياته بالرسم، ثم بالموسيقى والعزف، ولم يكن يدرك وقتها أنه سيمتهن الرسم بالكلمات، وأنه سيطرب أرواحنا بها، فقد بدأ نزار كتابة الشعر وعمره 16 عامًا، وأصدر أول دواوينه “قالت لى السمراء” عام 1944، وكان طالبًا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة.
نزار قبانى
لنزار عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديوانًا، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن، وكان أهمها ديوان “قصائد من نزار قبانى” الصادر عام 1956، حيث يعد نقطة تحول فى شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة “خبز وحشيش وقمر”، التى انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربى، وأثارت ضده عاصفة شديدة، حتى أن رجال الدين فى سوريا طالبوا بطرده من الخارجية، وفصله من العمل الدبلوماسى.
نزار قبانى
وكان نزار يكتب للشعر والقصيدة فقط، ولم يكن فى حسبانه أن يشدو بكلماته بلابل الطرب العربى، وكانت البداية هى قصيدة “أيظن” عام 1960، والتى شدت بها نجاة الصغيرة، وقد فتحت هذه القصيدة الباب على مصرعيه أمام أشعار نزار، لتقفز من الديوان المقروء إلى الديوان المسموع.
كما تغنت بأشعاره أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفيروز وفايزة أحمد وماجدة الرومى وكاظم الساهر وآخرون، ومنها “قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء ورسالة إلى زعيم وطريق واحد ولا تسألونى وزيدينى عشقا والحب المستحيل وأشهد وطوق الياسمين” وغيرها.
نزار-قبانى
تزوج نزار بعد سنوات من انتسابه إلى السلك الدبلوماسى السورى من إحدى قريباته، وتدعى السيدة زهراء أقبيق، وأنجب منها توفيق وهدباء، ثم تزوج قبانى من السيدة بلقيس الراوى، التى التقى بها فى أمسية شعرية فى بغداد، وأنجب منها زينب وعمر، وكان ينعم معها بحب عميق لا تشوبه شائبة، حتى فقدها فى حادث انفجار السفارة العراقية فى بيروت الأمر، الذى ترك به أثرًا نفسيًا سيئًا، حتى أنه نعاها بقصيدة رائعة تحمل اسمها.
نزار قبانى
وقد مدح عمالقة الأدب العربي نزار، حيث قال عنه الأديب المصري، نجيب محفوظ، “إنه شاعر وهب حياته لمعشوقتين؛ المرأة والقومية العربية، وكتب فيهما أجمل الأشعار التي وصلت إلى قلوب الجماهير”.
نزار قبانى
فيما ذكره حسين حمزة، فى كلماته قائلًا: “أذاق العرب صنوفا من التقريظ، جامعا بين جلد الذات وجلد الحكام”.
وفى كلمات بديعة، قال الشاعر المصرى فاروق جويدة: “سوف تبقى كلماته طبولا تدق فى أزمة الصمت العربى”.
نزار قبانى
وفى 30 أبريل 1998، رحل عن عالمنا الشاعر الكبير نزار قبانى عن عمر يناهز 75 عامًا، قضى منها أكثر من 50 عامًا فى الحب والسياسة والثورة، لكن أبى جسده إلا أن يرقد فى حضن أمه دمشق، التى شكلت وجدان الشاعر نزار قبانى.

Aucun commentaire: