محمد أحمد عيسى الماغوط (1934- 3 أبريل 2006) شاعر وأديب سوري، ولد في سلمية بمحافظة حماة عام 1934. تلقى تعليمه في سلمية ودمشق وكان فقره سبباً في تركه المدرسة في سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه، وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيساً لتحرير مجلة الشرطة، احترف الفن السياسي وألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية وله دواوين عديدة. توفي في دمشق في 3 أبريل 2006.
حياته
عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية،
نشأ في عائلة شديدة الفقر وكان أبوه فلاحاً بسيطاً عمل أجيراً في أراضي الآخرين طوال حياته.
درس بادئ ذي الأمر في الكتّاب ثم انتسب إلى المدرسة الزراعية في سلمية حيث أتم فيها دراسته الإعدادية،
انتقل بعدها إلى دمشق ليدرس في الثانوية الزراعية في ثانوية خرابو بالغوطة،
يذكر أن والده أرسل رسالة إلى الثانوية يطلب منهم الرأفة بابنه فقاموا
بتعليقها على أحد جدران المدرسة مما جعله أضحوكة زملائه؛
الأمر الذي دفعه إلى الهروب من المدرسة والعودة إلى سلمية
قام الماغوط بعد عودته إلى السلمية بدخول الحزب السوري
القومي الاجتماعي دون أن يقرأ مبادئه، وكان في تلك الفترة حزبان كبيران
هما الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث، وهو يذكر أن حزب
البعث كان في حارة بعيدة في حين كان القومي بجانب بيته وفيه
مدفأة أغرته بالدفء فدخل إليه وانضم إلى صفوفه، لم يدم انتماؤه
الحزبي طويلاً وقد سحب عضويتها في الستينات بعد أن سجن ولوحق بسبب انتمائه.
وفي هذه الفترة عمل الماغوط فلاحاً وبدأت بوادر موهبته الشعرية بالتفتح فنشر قصيدة بعنوان
"غادة يافا" في مجلة الآداب البيروتية. بعدها قام الماغوط بخدمته العسكرية
في الجيش حيث كانت أوائل قصائده النثرية قصيدة "لاجئة بين الرمال"
التي نُشِرَت في مجلة الجندي، وكان ينشر فيها أدونيس وخالدة سعيد وسليمان عواد، ونشرت بتاريخ 1 أيار 1951، وبعد إنهاء خدمته العسكرية استقر الماغوط في السلمية.
كان اغتيال عدنان المالكي في 22 أبريل 1955 نقطة تحول في حياة الماغوط حيث
اتُهِمَ الحزب السوري القومي الاجتماعي باغتياله في ذلك الوقت، ولوحق أعضاء الحزب،
وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمنهم، وحُبس الماغوط في سجن المزة،
وخلف القضبان بدأت حياة الماغوط الأدبية الحقيقية، تعرف أثناء سجنه على الشاعر علي أحمد سعيد إسبر الملقب بأدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة.
خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر كان الماغوط مطلوباً في دمشق، فقرر الهرب إلى بيروت في أواخر الخمسينات، ودخول لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، وهناك انضمّ الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر"
حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه في مجلة «شعر» بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة.
وفي بيروت نشأت بين الماغوط والشاعر بدر شاكر
السياب صداقة حميمة فكان كان السياب صديق التسكّع على أرصفة بيروت،
وفي بيروت أيضاً تعرّف الماغوط في بيت أدونيس على الشاعرة سنية صالح
(التي غدت في ما بعد زوجته)، وهي شقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس،
وكان التعارف سببه تنافس على جائزة جريدة «النهار» لأحسن قصيدة نثر.
عاد الماغوط إلى دمشق بعد أن غدا اسماً كبيراً، حيث صدرت مجموعته الأولى
"حزن في ضوء القمر" (عن دار مجلة شعر، 1959)،
التي ألحقها عن الدار نفسها بعد عام واحد بمجموعته الثانية "غرفة بملايين الجدران
" (1960)، وتوطدت العلاقة بين الماغوط وسنية صالح بعد قدومها إلى دمشق لاكمال دراستها الجامعية.
وفي العام 1961 أدخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية وأمضى الماغوط في السجن ثلاثة أشهر،
ووقفت سنية صالح وصديقه الحميم زكريا تامر إلى جانبه خلال فترة السجن،
وتزوج الماغوط من سنية صالح عقب خروجه من السجن، وأنجب منها ابنتيه شام وسلافة.
في السبعينات عمل الماغوط في دمشق رئيساً لتحرير مجلة «الشرطة»
حيث نشر كثيراً من المقالات الناقدة في صفحة خاصة من المجلة تحت عنوان
"الورقة الأخيرة"، وفي تلك الفترة بحث الماغوط عن وسائل
أخرة للتعبير من أشكال الكتابة تكون أوضح أو أكثر حدة، فكانت مسرحياته المتوالية
"ضيعة تشرين" و"غربة"، وفيها أراد الماغوط مخاطبة العامة ببساطة دون تعقيد،
وهو واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة
وتوجه جريدة تشرين السورية في نشأتها وصدورها وتطورها في منتصف السبعينيات،
حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية، تعادل في
مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 وما بعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب
«أليس في بلاد العجائب» في مجلة المستقبل الأسبوعية، وكان لمشاركاته دور كبير
في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية.
كانت فترة الثمانينات صعبة وقاسية، بدأت بوفاة شقيقته ليلى أثر نفاس بعد الولادة عام 1984،
ثم وفاة والده أحمد عيسى عام 1985نتيجة توقف القلب،
وكانت أصعب ضربة تلقاها هي وفاة زوجته الشاعرة سنية صالح
عام 1985 بعد صراع طويل معه ومع السرطان وهو نفس المرض
الذي أودى بحياة والدتها وبنفس العمر وكانت نفقة العلاج على حساب القصر الجمهوري
في مشفى بضواحي باريس حيث أمضت عشرة أشهر للعلاج
من المرض الذي أودى بحياتها، ثم كانت وفاة أمه ناهدة عام
1987بنزيف حاد في المخ،تزوجت إبنته شام اواسط التسعينات من طبيب سوري مقيم في أمريكا
ولم تاتي لزيارة سوريا إلا لحضور جنازته وكذلك إبنته الثانية
سلافة المقيمة مع زوجها في بريطانيا وقد تركت هذه المآسي المتلاحقة الأثر الشديد
على نفسه وأعماله وكتاباته.
في ظهيرة يوم الاثنين 3 نيسان 2006 رحل محمد الماغوط عن عمر يناهز 72
عاماً وذلك بعد صراع إمتد لأكثر من عشر سنوات مع الأدوية والأمراض
عندما توقف قلبه عن الخفقان وهو يجري مكالمة هاتفية .
يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن
العربي، كتب الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية
وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، وامتاز
أسلوبه بالبساطة والبراغماتية وبميله إلى الحزن
"بدأت وحيداً، وانتهيت وحيداً كتبت كإنسان جريح وليس كصاحب تيار أو مدرسة"
بهذه الكلمات المختصرة ربما لخص الماغوط أسلوب حياته وأدبه. وسيبقى شعر الماغوط وتجربته الأدبية تحمل ذكراه على مر الأيام.
أهم مؤلفاته
الشعر
حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959)
غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970
المسرح
ضيعة تشرين - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974)
شقائق النعمان - مسرحية
غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976)
كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979)
خارج السرب - مسرحية (دار المدى - دمشق 1999، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد)
العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح)
المهرج - مسرحية (مُثلت على المسرح 1960، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
مسلسلات تلفزيونية
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني (من إنتاج التلفزيون السوري)
وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري)
وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
السينما
الحدود - فيلم سينمائي (1984 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
التقرير - فيلم سينمائي (1987 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
أعمال أخرى
الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991
عن دار رياض الريس للنشر وأعادت دار المدى طباعتها عام 2007)
سأخون وطني - مجموعة مقالات (1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001)
سياف الزهور - نصوص (دار المدى بدمشق 2001)....
شرق عدن غرب الله (دار المدى بدمشق 2005)
البدوي الأحمر (دار المدى بدمشق 2006)
أعماله الكاملة طبعتها دار العودة في لبنان. وأعادت دار المدى طباعة أعماله في دمشق عام 1998
في كتاب واحد بعنوان (أعمال محمد الماغوط) تضمن: (المجموعات الشعرية: حزن في ضوء القمر،
غرفة بملايين الجدران، الفرح ليس مهنتي. مسرحيتا: العصفور الأحدب، المهرج. رواية: الأرجوحة).
تُرجمت دواوين الماغوط ومختارات له ونُشرت في عواصم عالمية عديدة
إضافة إلى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه كتب عنه كتاب
(محمد الماغوط رسائل الجوع والخوف)، عن دار المدى للثقافة والنشر,
ويتضمن الكتاب رسائل أرسلها محمد الماغوط إلى شقيقه عيسى منذ العام 1953
يصف مراحل من حياته والمعاناة التي مر بها من السجن إلى الفقر الجوع والتشرد·
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire