mardi 28 juillet 2015

الترابط الجذري بين أهل الكتاب والمجسمة في العقيدة



ردود المسلمين على الحشوية المجسمة الوهابية
هذه نصوص من كتاب:
الترابط الجذري بين أهل الكتاب والمجسمة في العقيدة:
=======
الصورة عند أهل الكتاب:
=============
جاء تجسيم الإله عند بني إسرائيل في التوراة والإنجيل في كثير منها، وقد أوردت طرفاً منها في الباب السابق، وسأوردها هنا لربطها مع عقيدة المجسمة، وترى مدى الترابط بينهما:
جاء في سفر التكوين الاصحاح1/24:
"وقال الله تعالى نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا… فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم وباركهم الله.
الصورة عند المجسمة:
===========
يحتج المجسمة في عقيدتهم التجسيمية بأحاديث فسروها على غير الوجه الصحيح منها:
إن الله خلق آدم على صورته* والحديث الآخر * إن الله خلق آدم على صورة الرحم* أما الحديث الأول وهو حديث صحيح رواه البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم*خلق الله آدم على صورته
وحتى نفهم المعنى الصحيح لا بد من الكلام عليه بشيء من التفصيل، ونأخذ الروايات التي جاء بها الحديث، ونسرد الحديث كاملاً ولا نجتزء منه شيئاً:
أولاً: إن مناسبة الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل يضرب غلامه ويزجره ويقول له :قبّح الله وجهك ووجه من أشبهك، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فأنكر ذلك عليه لأن وجوه البشر كلهم على صورة أبيهم آدم مما ينبغي له أن يكرمه لذلك، فقد روى مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته
(صحيح مسلم 4/2017 واحمد 2/434 والبخاري في الأدب المفرد ص73 والبيهقي في الأسماء والصفات ص291)
والضمير في كلمة صورته يعود على أقرب اسم له في النص وهو آدم وكما هو معلوم لغة، أي إن الله خلق آدم على صورة هذا الرجل المضروب.
ثانياً: والرواية الثانية لها مناسبة أخرى وهي: صورة آدم عندما خلقه الله تعالى، فقد روى البخاري في صحيحه باب بدء الخلق 3: 1210 رقم: 3148: * إن الله خلق آدم على صورته ستون ذراعاً في السماء ثم قال له اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يحيونك به فهي تحيتك وتحية ذريتك* ورواه أيضاً في باب السلام 5/2299 بهذا اللفظ، وذلك ليعلّم النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية السلام وما هو أصله فساق الحديث.
ثالثاً: وثمة مناسبة أخرى للحديث، أي بمعنى أن الحديث تكرر منه عليه الصلاة والسلام ليعلم الناس قضية أخرى وهي صورة الناس عند دخولهم الجنة، فقد روى ابن حبان في بدء الخلق برقم ( 6062) 14:34 ذكر وصف طول آدم وفيه * فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً*.
قال أبو حاتم: فمعنى الخبر عندنا بقوله صلى الله عليه وسلم خلق الله آدم على صورته إبانة فضل آدم على سائر الخلق والهاء راجعة إلى آدم، والفائدة من رجوع الهاء إلى آدم دون إضافتها إلى البارى جل وعلا جل ربنا وتعالى عن أن يشبّه بشيء من المخلوقين.
لذلك تكررت مناسبات الحديث فتكرر لفظه، وكل لفظ فهمنا منه معنى جديدا، وليس المقصود أن صورة آدم هي عين صورة الله تعالى.
ورواه مسلم في صحيحه 4: 2179 برقم 2834 بلفظ *إن أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء، ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون، أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك، على خلُق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء*.
من هاتين الروايتين تبين لنا أن صورة أبينا آدم صلى الله عليه وسلم التي خلقه الله عليها من حيث الطول ستون ذراعاً، والذراع يساوي (46) سم، أي ما يعادل سبعة وعشرين مترا، فانتفى بذلك أن آدم على صورة الله، تعالى الله عن ذلك، وإنما المقصود أن الله تعالى لما خلق آدم خلقه بطول ستين ذراعاً، وأن الخلق لم تزل في التناقص حتى هذا اليوم، وإنهم عند دخول الجنة سيدخلونها بنشأة جديدة وهي على صورة آدم ستون ذراعاً.
و أما الرواية الأخرى وهي: أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، فقد قال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه الحديث فيه ثلاث علل:
أحدها: إن الثوري والأعمش اختلفا فيه فأرسله الثوري ورفعه الأعمش .
و الثاني: أن الأعمش كان يدلس فلم يذكر أنه سمعه من حبيب.
والثالث: أن حبيباً كان يدلّس فلم يعلم أنه سمعه من عطاء.
وهذه أدله توجب وهناً في الحديث:
قلت: ومعنى وهن أي ضعف، فالحديث الضعيف لا يحتج به في العقيدة.

Aucun commentaire: