تونس الجديدة تنشر وثيقة استنطاق الثعالبي بعد أحداث أفريل 1938 : نحن من أنصار الحكمة… وبورڨيبة من دعاة العنف
حصري : تونس الجديدة تنشر وثيقة استنطاق الثعالبي بعد أحداث أفريل 1938 : نحن من أنصار الحكمة… وبورڨيبة من دعاة العنف
* بورڨيبة ألّب العمال ضدي وحاول قتلي
* بورڨيبة والمستعمر يتحملان “مجزرة 9 أفريل”
ترجمة ؛ فؤاد العجرودي
تونس الجديدة “تونس”
تنشر “تونس الجديدة” في ما يلي النص الكامل لوثيقة استنطاق الراحل عبد العزيز الثعالبي مؤسس الحزب الدستوري من قبل حاكم التحقيق بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس “guérin de cayla ” يوم 29 جوان 1938 وذلك في نطاق أطوار محاكمة عدد من المقاومين من الرعيل الأول الذين قادوا انتفاضة الشعب التونسي على الاستعمار الغاشم يوم 9 أفريل 1938 حين خرجت مختلف أطياف الشعب التونسي للمطالبة ببرلمان وطني ، وسيتم سرد أطوار هذا الاستنطاق في صيغة “س” “ج” :
س : ماهي علاقتك بالموقوفين في هذه القضية ؟
ج : ليست لي أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالموقوفين ؟
س : ورد في صحيفة “الندى” أنك توجهت برسالة إلى صديق لك في القاهرة
ج : أتذكر جيدا هذه الرسالة
س : ماهي حقيقة دورك منذ عودتك إلى تونس في جويلية 1937 ؟
ج : غادرت تونس طوعا سنة 1923 لأني لم أكن على أحسن ما يرام آنذاك ولم أعد إليها إلا في جويلية 1937 بعد أن علمت ببعث تيار جديد يهدد وجود الحركة الدستورية لذلك قررت العودة إلى تونس وقد شجعني على ذلك أصدقاء لي كنت على صلة دائمة معهم عندما كنت في رحلة في الفيليبين وبرمانيا كما أن المقيم الفرنسي في مصر شجعني على ذلك ، وقبل ذلك كنت قد أبرقت برسالة من “بومباي” أكدت فيها أني لا أعتزم العودة إلى بلد يعيش بوادر انقسام وعندما وصلت إلى القاهرة سنة 1934 علمت أن الحكومة الفرنسية تنكرت لوعودها السابقة ولن تسمح لي بالعودة إلى تونس وتبعا لذلك مكثت في مصر لحين تم إشعاري بأنه بإمكاني العودة وكان ذلك في جوان 1937 .
وفي مرسيليا التقيت إبني وصالح بن يوسف فقط ثم لدى وصولي إلى تونس حظيت باستقبال استنتجت من خلاله عمق الانقسام الحاصل في الحركة الدستورية حيث منعت الكشافة أنصار الحزب الدستوري القديم من بلوغ السفينة التي حللت على متنها .
إثر ذلك تحولت إلى بيتي حيث استقبلت عددا من قدماء الدساترة ثم أديت لاحقا زيارة إلى مقر الحزب آثرت ألا تكون حال وصولي إلى تونس .
لقد سعيت إلى خلق توافق صلب شقي الدساترة حول جملة من الثوابت العامة لكن وللأسف قام الديوان السياسي للحزب الدستوري الحر الجديد بإقصاء كل من “علي بوحاجب” و”المنصف المستيري” و”محي الدين القليبي” و”الشاذلي الخلادي” دون أي ردة فعل من الدساترة القدامى صلب المكتب وهي تضحية لم أقبلها بفعل التقدير الذي كنت أكنه للشخصيات المذكورة والتي كانت أكبر حجما من قياديي الحزب الحر الجديد الذين سعوا إلى استقطابي إلى صفهم عبر محاولة إقناعي بأن الشعب في صفهم ولقد اشترطت مقابل الانضمام لهم عودة كل القدامى الذين تم إقصاؤهم .
تحولت إثر ذلك إلى مدينة سوسة حيث انتظرت دون جدوى ملاقاة الدستوريين الجدد إذ سبقني الحبيب بورڨيبة الذي قام بتجميع لفيف من أنصاره قاموا بهرسلتي وأنا في سيارتي بكثير من عبارات الكراهية تجاهي ، ورغم أني التحقت بمنزل أحد أصدقائي مساء ذات اليوم فقد تعرضت لهرسلة كبيرة وكدت أصاب بحجر في رأسي ورغم ذلك رفضت إقحام البوليس في هذه المسألة علما وأني كنت تعرضت لهرسلة مماثلة في مساكن قبل حلولي بسوسة .
انتقلت إثر ذلك إلى مدينة السواسي حيث حل “المساترية” على متن حافلات لكنهم لم يمكثوا طويلا وخيروا الإنسحاب بفعل الموقف الحازم لأهالي السواسي… بعد ذلك قررت العودة إلى تونس مقتنعا بكون اللوم يتحمله الشقان ويجب ترك الشعب يحسم الخلاف وكان ذلك في سبتمبر 1937 .
س : تحمل الصحيفة التي قدمتها لنا تحت عنوان “الحقيقة تتعرى” صورة كاريكاتورية للحبيب بورڨيبة والمنصف الماطري وأيديهما ملطخة بالدماء وهو ما يثبت تورطهما في أحداث “ماطر”
ج : لقد تم استدعائي من قبل خلية الحزب الدستوري القديم بمدينة ماطر لتقديم محاضرة ، لكن قيادات الحزب الحر الجديد ومنهم الهادي نويرة والحبيب بوقطفة قاموا بتجميع 400 عامل من بنزرت وباجة و”سوق الخميس” اعترضوا سبيلي على بعد كلم واحد من مدينة ماطر بعد تلقي تعليمات بقلب السيارة التي كنت على متنها وقتلي بمسدس علما وأنهم كانوا في انتظاري منذ 24 ساعة وتبعا لذلك قمت بالضغط على دواس السرعة وتمكنت من الالتحاق بقاعة الاجتماع لكن أولئك العمال وصلوا على إثري مباشرة لتنطلق مواجهات دامية بينهم وأنصاري في ماطر استعملت فيها المسدسات حيث تم إطلاق نحو 51 رصاصة أصابت إحداها أحد مواطني ماطر في مقتل… إثر ذلك تدخل الجيش الفرنسي واضطر أنصار الحزب الحر الدستوري الجديد إلى الهروب يطاردهم أهالي ماطر بالهراوات ورغم تلك الأحداث فقد تمكنت من عقد الاجتماع .
وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الدستوري الجديد سعى إلى تأليب العمال ضدي بترويج إشاعات تؤكد اتفاقي مع المقيم الفرنسي على حل النقابات و”التفويت في تونس” لقاء مبلغ قدره 400 ألف فرنك فرنسي مع منحة شهرية ب10 آلاف فرنك وسيارة .
س : أحداث ماطر حصلت في سبتمبر ؟
ج : حصلت أيضا أحداث مماثلة في مدينة باجة التي ظن أنصار الحزب الجديد أني سأتحول لها فقاموا بنفس التعبئة ضدي وحصلت مواجهات بين الدساترة الجدد والبوليس الفرنسي أسفرت عن جرحى .
س : ماهي أوجه الاختلاف بين مقاربتي الحزبين القديم والجديد ؟
ج : أعتقد أن قادة الحزب الحر الدستوري الجديد “يرقصون على حبلين” فهم من جهة يسعون إلى إقناع الشعب بأن الاستقلال لن يتحقق إلا على أيديهم ومن جهة أخرى يؤكدون استعدادهم للتعاون من الجانب الفرنسي ، أعتقد أن الاختلاف بين النسختين العربية والفرنسية في الوثائق الصادرة عنهم تثبت هذه الإزدواجية ، يضاف إلى ذلك أن مستواهم التعليمي سطحي .
لقد استنتجت في مدينة سوسة أن 80% من الشعب مقتنعون بمقاربتي لأني خاطبتهم بمنطق الحكمة مؤكدا أنه لم يحن الوقت لطرح موضوع “الإستقلال” ، الحزب القديم يعتبر أن الشعب التونسي يعيش حالة تخلف على كل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية ، نحن نلتقي مع الحزب الجديد في الوفاء لميثاق 1933 لكننا نختلف معه في الأدوات… نحن ندعو إلى التعقل والصبر فيما الحزب الجديد يدعو إلى “العنف” نشاطنا يعتمد على تكثيف المساعي لدى المستعمر دون إطلاق وعود باتجاه الشعب .
س : تبعا لذلك هل تعتقد أن الحزب الجديد يتحمل مسؤولية الأحداث الدموية في بداية 1938 ولا سيما التي حصلت يوم 9 أفريل ؟
ج : أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين قادة الحزب الحر الدستوري الجديد من خلال “طفولياتهم” التي أدت إلى إثارة الشعب وكذلك قوات المستعمر التي لم تتدخل بشكل مسبق لإحباط هذا المسعى .
لقد استقال المنصف الماطري بسبب هذا الانشقاق وكان في كل مرة يتذمر لي كما أعلمني بكون عدم مبادرته بالاستقالة منذ البداية تعود إلى ضغوطات مارسها عليه الحبيب بورڨيبة الذي تؤكد بعض الأخبار أنه هدد الماطري بمسدس في مطبعة “الندى” .
لا أستطيع الجزم بكون بورڨيبة أعطى تعليمات بتصفية الماطري لكني أعرف من منطلق التجربة أن قادة الحزب الجديد يمتلكون “ميليشيات” يوظفونها ضد الأشخاص الذين يزعجونهم ، على غرار ما حصل لي في سوسة وماطر .
وما يؤكد وجود هذه “الميليشيات” أيضا هو أنه عقب استدعاء علي البلهوان إلى قصر العدالة يوم 19 أفريل 1938 قام أشخاص موالون للحزب الجديد بتحريض الناس في مختلف أنهج المدينة على التجمع أمام قصر العدالة مدعين أن علي البلهوان تم إيقافه .
* بورڨيبة والمستعمر يتحملان “مجزرة 9 أفريل”
ترجمة ؛ فؤاد العجرودي
تونس الجديدة “تونس”
تنشر “تونس الجديدة” في ما يلي النص الكامل لوثيقة استنطاق الراحل عبد العزيز الثعالبي مؤسس الحزب الدستوري من قبل حاكم التحقيق بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس “guérin de cayla ” يوم 29 جوان 1938 وذلك في نطاق أطوار محاكمة عدد من المقاومين من الرعيل الأول الذين قادوا انتفاضة الشعب التونسي على الاستعمار الغاشم يوم 9 أفريل 1938 حين خرجت مختلف أطياف الشعب التونسي للمطالبة ببرلمان وطني ، وسيتم سرد أطوار هذا الاستنطاق في صيغة “س” “ج” :
س : ماهي علاقتك بالموقوفين في هذه القضية ؟
ج : ليست لي أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالموقوفين ؟
س : ورد في صحيفة “الندى” أنك توجهت برسالة إلى صديق لك في القاهرة
ج : أتذكر جيدا هذه الرسالة
س : ماهي حقيقة دورك منذ عودتك إلى تونس في جويلية 1937 ؟
ج : غادرت تونس طوعا سنة 1923 لأني لم أكن على أحسن ما يرام آنذاك ولم أعد إليها إلا في جويلية 1937 بعد أن علمت ببعث تيار جديد يهدد وجود الحركة الدستورية لذلك قررت العودة إلى تونس وقد شجعني على ذلك أصدقاء لي كنت على صلة دائمة معهم عندما كنت في رحلة في الفيليبين وبرمانيا كما أن المقيم الفرنسي في مصر شجعني على ذلك ، وقبل ذلك كنت قد أبرقت برسالة من “بومباي” أكدت فيها أني لا أعتزم العودة إلى بلد يعيش بوادر انقسام وعندما وصلت إلى القاهرة سنة 1934 علمت أن الحكومة الفرنسية تنكرت لوعودها السابقة ولن تسمح لي بالعودة إلى تونس وتبعا لذلك مكثت في مصر لحين تم إشعاري بأنه بإمكاني العودة وكان ذلك في جوان 1937 .
وفي مرسيليا التقيت إبني وصالح بن يوسف فقط ثم لدى وصولي إلى تونس حظيت باستقبال استنتجت من خلاله عمق الانقسام الحاصل في الحركة الدستورية حيث منعت الكشافة أنصار الحزب الدستوري القديم من بلوغ السفينة التي حللت على متنها .
إثر ذلك تحولت إلى بيتي حيث استقبلت عددا من قدماء الدساترة ثم أديت لاحقا زيارة إلى مقر الحزب آثرت ألا تكون حال وصولي إلى تونس .
لقد سعيت إلى خلق توافق صلب شقي الدساترة حول جملة من الثوابت العامة لكن وللأسف قام الديوان السياسي للحزب الدستوري الحر الجديد بإقصاء كل من “علي بوحاجب” و”المنصف المستيري” و”محي الدين القليبي” و”الشاذلي الخلادي” دون أي ردة فعل من الدساترة القدامى صلب المكتب وهي تضحية لم أقبلها بفعل التقدير الذي كنت أكنه للشخصيات المذكورة والتي كانت أكبر حجما من قياديي الحزب الحر الجديد الذين سعوا إلى استقطابي إلى صفهم عبر محاولة إقناعي بأن الشعب في صفهم ولقد اشترطت مقابل الانضمام لهم عودة كل القدامى الذين تم إقصاؤهم .
تحولت إثر ذلك إلى مدينة سوسة حيث انتظرت دون جدوى ملاقاة الدستوريين الجدد إذ سبقني الحبيب بورڨيبة الذي قام بتجميع لفيف من أنصاره قاموا بهرسلتي وأنا في سيارتي بكثير من عبارات الكراهية تجاهي ، ورغم أني التحقت بمنزل أحد أصدقائي مساء ذات اليوم فقد تعرضت لهرسلة كبيرة وكدت أصاب بحجر في رأسي ورغم ذلك رفضت إقحام البوليس في هذه المسألة علما وأني كنت تعرضت لهرسلة مماثلة في مساكن قبل حلولي بسوسة .
انتقلت إثر ذلك إلى مدينة السواسي حيث حل “المساترية” على متن حافلات لكنهم لم يمكثوا طويلا وخيروا الإنسحاب بفعل الموقف الحازم لأهالي السواسي… بعد ذلك قررت العودة إلى تونس مقتنعا بكون اللوم يتحمله الشقان ويجب ترك الشعب يحسم الخلاف وكان ذلك في سبتمبر 1937 .
س : تحمل الصحيفة التي قدمتها لنا تحت عنوان “الحقيقة تتعرى” صورة كاريكاتورية للحبيب بورڨيبة والمنصف الماطري وأيديهما ملطخة بالدماء وهو ما يثبت تورطهما في أحداث “ماطر”
ج : لقد تم استدعائي من قبل خلية الحزب الدستوري القديم بمدينة ماطر لتقديم محاضرة ، لكن قيادات الحزب الحر الجديد ومنهم الهادي نويرة والحبيب بوقطفة قاموا بتجميع 400 عامل من بنزرت وباجة و”سوق الخميس” اعترضوا سبيلي على بعد كلم واحد من مدينة ماطر بعد تلقي تعليمات بقلب السيارة التي كنت على متنها وقتلي بمسدس علما وأنهم كانوا في انتظاري منذ 24 ساعة وتبعا لذلك قمت بالضغط على دواس السرعة وتمكنت من الالتحاق بقاعة الاجتماع لكن أولئك العمال وصلوا على إثري مباشرة لتنطلق مواجهات دامية بينهم وأنصاري في ماطر استعملت فيها المسدسات حيث تم إطلاق نحو 51 رصاصة أصابت إحداها أحد مواطني ماطر في مقتل… إثر ذلك تدخل الجيش الفرنسي واضطر أنصار الحزب الحر الدستوري الجديد إلى الهروب يطاردهم أهالي ماطر بالهراوات ورغم تلك الأحداث فقد تمكنت من عقد الاجتماع .
وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الدستوري الجديد سعى إلى تأليب العمال ضدي بترويج إشاعات تؤكد اتفاقي مع المقيم الفرنسي على حل النقابات و”التفويت في تونس” لقاء مبلغ قدره 400 ألف فرنك فرنسي مع منحة شهرية ب10 آلاف فرنك وسيارة .
س : أحداث ماطر حصلت في سبتمبر ؟
ج : حصلت أيضا أحداث مماثلة في مدينة باجة التي ظن أنصار الحزب الجديد أني سأتحول لها فقاموا بنفس التعبئة ضدي وحصلت مواجهات بين الدساترة الجدد والبوليس الفرنسي أسفرت عن جرحى .
س : ماهي أوجه الاختلاف بين مقاربتي الحزبين القديم والجديد ؟
ج : أعتقد أن قادة الحزب الحر الدستوري الجديد “يرقصون على حبلين” فهم من جهة يسعون إلى إقناع الشعب بأن الاستقلال لن يتحقق إلا على أيديهم ومن جهة أخرى يؤكدون استعدادهم للتعاون من الجانب الفرنسي ، أعتقد أن الاختلاف بين النسختين العربية والفرنسية في الوثائق الصادرة عنهم تثبت هذه الإزدواجية ، يضاف إلى ذلك أن مستواهم التعليمي سطحي .
لقد استنتجت في مدينة سوسة أن 80% من الشعب مقتنعون بمقاربتي لأني خاطبتهم بمنطق الحكمة مؤكدا أنه لم يحن الوقت لطرح موضوع “الإستقلال” ، الحزب القديم يعتبر أن الشعب التونسي يعيش حالة تخلف على كل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية ، نحن نلتقي مع الحزب الجديد في الوفاء لميثاق 1933 لكننا نختلف معه في الأدوات… نحن ندعو إلى التعقل والصبر فيما الحزب الجديد يدعو إلى “العنف” نشاطنا يعتمد على تكثيف المساعي لدى المستعمر دون إطلاق وعود باتجاه الشعب .
س : تبعا لذلك هل تعتقد أن الحزب الجديد يتحمل مسؤولية الأحداث الدموية في بداية 1938 ولا سيما التي حصلت يوم 9 أفريل ؟
ج : أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين قادة الحزب الحر الدستوري الجديد من خلال “طفولياتهم” التي أدت إلى إثارة الشعب وكذلك قوات المستعمر التي لم تتدخل بشكل مسبق لإحباط هذا المسعى .
لقد استقال المنصف الماطري بسبب هذا الانشقاق وكان في كل مرة يتذمر لي كما أعلمني بكون عدم مبادرته بالاستقالة منذ البداية تعود إلى ضغوطات مارسها عليه الحبيب بورڨيبة الذي تؤكد بعض الأخبار أنه هدد الماطري بمسدس في مطبعة “الندى” .
لا أستطيع الجزم بكون بورڨيبة أعطى تعليمات بتصفية الماطري لكني أعرف من منطلق التجربة أن قادة الحزب الجديد يمتلكون “ميليشيات” يوظفونها ضد الأشخاص الذين يزعجونهم ، على غرار ما حصل لي في سوسة وماطر .
وما يؤكد وجود هذه “الميليشيات” أيضا هو أنه عقب استدعاء علي البلهوان إلى قصر العدالة يوم 19 أفريل 1938 قام أشخاص موالون للحزب الجديد بتحريض الناس في مختلف أنهج المدينة على التجمع أمام قصر العدالة مدعين أن علي البلهوان تم إيقافه .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire