mercredi 3 juin 2015

كيف وصلتنا الصلاة؟

















كيف وصلتنا الصلاة؟
أتباع الموروث الذين معرفتهم بموروثهم ليست عميقة، يسارعون بالقول لكل من ينفي علاقة "الحديث" بدين الله: لولا الحديث لما عرفنا أن نصلي.
ولو بحثوا في كتب الحديث، لن يجدوا حديثاً يقول لنا: أن نقوم ونقرأ الفاتحة، ثم نركع ونقول "سبحان ربي العظيم"، ثم نرفع ونقول "سمع الله لمن حمده"، ثم نسجد ونقول "سبحان ربي الأعلى"... الى آخر أعمال الصلاة.
ولن نجد حديثاً يقول: صلاة الفجر ركعتان والمغرب ثلاث والعشاء أربع ... الخ.
ومن أشهر الأحاديث التي يرددها أهل الحديث هو حديث مالك ابن الحويرث والذي يقول فيه إن الرسول قال له: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
والحديث عبارة عن خبر يرويه مالك ابن الحويرث عن ذهابه للمدينة برفقة وفد من قبيلته (في عام الوفود وهو العام الذي توفي فيه رسول الله) وبقوا هناك عشرين يوماً ولما عزموا الرجوع لأهلهم ودعهم الرسول وأوصاهم بتعليم أهلهم الدين والحرص على مواصلة تأدية الصلاة بهيئتها التي رأوا الرسول يصليها وصلوها معه طوال العشرين يوماً.
ولم يقل لهم قوموا واركعوا واجلسوا وسلموا بل قال: كما رأيتموني أصلي.
فتعلم الصلاة كان عملياً ولم يكن نظرياً.
وهذا الحديث يردده أتباع الحديث للرد على من يقول إن هيئة الصلاة لم ترد في الحديث وغفلوا – كعادتهم – أنه حجة عليهم لأنه برهان قاطع على أن الصلاة تعلمها الناس بدروس عملية وليس بحديث قولي. وكان الناس يصلون منذ بعث رسول الله عندما قدم مالك ابن الحويرث للقاء الرسول.
فالخبر تأكيد على أنها انتقلت بتواتر عملي من كل المسلمين جيلا بعد آخر. ولم نُصلِ لأن مالك ابن الحويرث أو غيره قال له الرسول في آخر حياته صلوا كما رأيتموني أصلي. أو لأن الترمذي أو النسائي بعد (300) سنة من زمن الرسول روى لنا عن مجاهد أو شعبة أو ابن جريج أو الزهري أو كعب أو عبد الله ابن سلام أنهم رأوا الرسول يصلي الفجر ركعتين.
فالرسول صلى من اليوم الأول للبعثة، وكل من دخل الإسلام تعلم الصلاة من الرسول عملياً، واستمر الناس يتعلمون أداء الصلاة عملياً جيلاً بعد آخر، وكابراً عن كابر.
الشرعة والمنهاج
بن قرناس
منقووووووول كالعادة   للفائدة





















Aucun commentaire: