vendredi 5 juin 2015

ابن خلدون :الظُّلمُ مُؤْذنٌ بخرابِ العُمران







هذا تحليل وشرح للوحدة الثامنة (الظلم مؤذن بخراب العمران) لابن خلدون، من كتاب مهارات الاتصال
للصف الثاني الثانوي



________________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الظُّلمُ مُؤْذنٌ بخرابِ العُمران
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
  تعريف بابن خلدون: هو عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرميّ، ولد في تونس سنة 732هـ، ينحدر من أصل أندلسي إشبيليّ، تلقى العلم على عدد كبير من العلماء الأندلسيين الذين هاجروا إلى تونس، قيل فيه ( ... مفخرة من مفاخر التخوم المغربية) من أعماله: 1- شرح (البردة) شرحا بديعا دلَّ على غزارة حفظه 2- لخَّص كثيرا من كتب ابن رشد والرازي. 3- ألَّف كتابًا في الحساب حول النص: النص من مقدمة ابن خلدون المشهورة بــ (مقدمة ابن خلدون) وهي مقدمة كتابه الذي سمَّاه " كتاب العِبَر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" موضوع النص: تناول في هذا النص أثر الظلم وعواقبه على المجتمع من خلال الأفكار الجزئية الآتية: 1- الاعتداء على الناس في أموالهم يضعف سعيهم إلى العمل والكسب 2- أساس العمران هو السعي في المصالح والمكاسب 3- العمارة تحتاج إلى العدل 4- النتائج السلبية للظلم على الناس: أ- خراب الديار ب- قلة الأموال ج- هلاك الجنود والرعية د- الطمع في المُلك 5- أنواع الظلم التي أوردها ابن خلدون في النص: أ- أخذ الملك من الآخرين من غير عوض. ب- طلب المال بغير حق. ج- فرض الأموال على الناس دون حق. د- انتهاب أموال الخراج. هـ - منع حقوق الناس. 6- مرتكزات الدولة كما يراها ابن خلدون: الشريعة والملك والرجال والمال والعمارة والعدل 7- الآثار الإيجابية لرفع الظلم عن الرعية : أ‌- إعمار الأرض ب- إخصاب البلاد ج- كثرة الثغور ج- انتظام الدولة والملك. بسم الله الرحمن الرحيم اعْلَمْ أَنَّ العُدْوانَ على النَّاسِ في أموالِهِمْ ، ذاهبٌ بآمالِهم في تَحصيلِها واكْتِسابِها ، لِمَا يَرَوْنَهُ حينئذٍ، مِنْ أَنَّ غايتَها ومصيرَها انتهابُها مِنْ أيديهِمْ. وإِذا ذهبتْ آمالُهُمْ في اكْتِسابِها وتَحصيلِها، انقبضتْ أيديهِمْ عن السَّعي في ذلكَ، وعلى قَدْرِ الاعتداءِ ونسبتِهِ يكونُ انقباضُ الرَّعايا عن السَّعي في الاكْتِساب، فإِذا كانَ الاعتداءُ كثيرًا عامًّا في جَميعِ أبوابِ المعاشِ، كانَ القُعودُ عن الكسبِ كذلكَ؛ لِذَهابِهِ بالآمالِ جُمْلَةً، بِدُخُوْلِهِ من جميع أبوبِها، وإنْ كانَ الاعتداءُ يسيرًا، كان الانقباض عن الكَسْبِ على نِسْبَتِهِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ معاني المفردات والتراكيب العُدوان: أي الظلم ذاهب: مزيل غايتها: نهايتها الانتهاب: الأخذ بالقوة أو السَّلب انقبضت: امتنعت، أمسكت الرعايا: مفردها رعيَّة : عامة الناس أبواب المعاش: (مصدر ميمي) ما يكون فيه المطعم والمشرب وكسب الرزق. التحليل والمناقشة - ما النتائج السلبية المترتبة للعدوان على أموال الناس؟ أ- انقباض أيدي الرعية عن السعي في تحصيل الرزق والاكتساب ب- القعود عن الكسب ج‌- يذهب بآمال الناس جملة. - ما نتيجة ذهاب آمال الناس في اكتساب الأموال ؟ تنقبض أيديهم عن السعي في طلب الرزق. - ما سبب انقباض أيدي الناس في اكتساب المال؟ بسبب ذهاب آمالهم في اكتساب المال وتحصيله لأن مصيره النهب. - ما دلالة العبارة : انقباضُ الرَّعايا عن السَّعي في الاكْتِساب؟ تدل على ترك العمل وفقدان الأمل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ والعُمْرانُ ووُفُورُهُ ونَفَاقُ أسواقِهِ، إِنَّما هو بالأَعمالِ، وسَعْيِ النَّاسِ في المَصَالِحِ والمَكَاسِبِ ذاهبينَ وجائينَ، فإِذا قَعَدَ النَّاسُ عن المَعاشِ، وانْقَبَضَتْ أيديهِمْ عن المَكَاسِبِ، كسدَتْ أَسواقُ العُمْرانِ، وانتقضَتْ الأَحوالُ، وابْذَعَرَّ النَّاسُ في الآفاقِ منْ غيرِ تلكَ الإِيَالَةِ في طَلَبِ الرّزْقِ فيما خرجَ عن نِطاقِها؛ فخفَّ ساكنُ القُطْرِ، وخَلَتْ دِيارُهُ، وخَرِبَتْ أَمْصَارُهُ، واختلَّ باخْتِلالِهِ حالُ الدَّولةِ والسُّلطانِ؛ لِمَا أَنَّها صورةٌ للعُمْرانِ، تَفْسُدُ بِفَسَادِ مَادَّتِها ضَرُورَةً . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ معاني المفردات والتراكيب العُمران: قصد به ابن خلدون (المجتمع) الوفور: الكثرة والاتساع نفاق: رواج البضاعة وطلبها كسدت: لم تَرُجْ لقلة الرغبة فيها ابذعرَّ: تفرق الديار (الدور) وتعني البلاد الأمصار: مفردها مِصر وهي البلاد المتفرقة اختلَّ: اضطرب القطر: البلد مادتها: عناصرها وأصولها الآفاق: النواحي من الأرض خلت الديار: تركها سكانها خفَّ: قلة العدد الإيالة: قطعة من أرض الدولة يحكمها والٍ من قِبَل السلطانة التحليل والمناقشة - ما السبب الذي ذكره ابن خلدون لانتشار العمران؟ يكون بالأعمال وسعي الناس في المصالح والمكاسب ذاهبين وجائيين. ح‌- ما الآثار السلبية للاعتداء على أبواب المعاش للناس؟ 1- انجلاء الناس عن الضياع 2- ترك الديار 3- انقباض أيدي الناس عن السعي والقعود عن المكاسب خ‌- ماذا يترتبُ على قعود الناس عن المعاش ؟ 1- تكسد الأسواق 2- تنتقض الأموال 3- يتفرق الناس في الآفاق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وانْظُرْ في ذلكَ ما حَكَاهُ المسعوديُّ في أخبارِ الفُرْسِ عن ِ الموبذانِ – صاحب الدِّين عندهُم- أيَّام - بَهرامَ بنِ بَهرامَ – وما عَرَّضَ به للمَلِكِ في إنكارِ ما كان عليهِ من الظُّلْمِ والغَفْلَةِ عن عائِدتِهِ في الدَّولةِ، بضربِ المِثالِ في ذلكَ على لِسانِ البُومِ، حينَ سَمِعَ المَلِكُ أَصواتَها، وسألَهُ عن فهم كلامِها، فقالَ له: إِنَّ بومًا ذَكرًا يَرومُ نِكاحَ بُومٍ أُنْثَى، وإِنَّها شَرَطت عليه عشرينَ قريةً من الخَرابِ في أَيَّامِ بَهرامَ، فَقَبِلَ شَرْطَها، وقَالَ لَها: إِنْ دَامَتْ أَيامُ المَلِكِ، أَقْطَعْتُكِ ألفَ قَريةٍ، وهذا أَسْهَلُ مَرامٍ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ معاني المفردات والتراكيب الموبذان: صاحب الدين عند الفرس عرَّضَ: قال ما يعيبه الغفلة : عدم الانتباه نكاح: زواج يروم: يطلب شرَّطت: كتبت عليه شروطًا أقطعتك: أعطيتك مرام: مطلوب التحليل والمناقشة - ما العِبرة المستفادة من ذكر حكاية البوم؟ أراد ابن خلدون بتلك الحكاية أنَّ سياسة الظلم تؤدي إلى خراب العمران وفساد الدولة وزوال الملك مبرر ومسوغ. - علل اختيار ابن خلدون للبوم في الحكاية؟ لأن البوم عند العرب رمز الخراب والتشاؤم وقبح الصورة والصوت - لجأ ابن خلدون إلى أسلوب العظة والنصح عن طريق الحكاية بضرب المثل،.علل ذلك؟ لأن النفس البشرية بطبعها لا تميل إلى النصح المباشر، بل تحبِّذ أن تقدم العظة لها في قالب جذَّاب. ولجدوى هذا الأسلوب استخدم في القرآن الكريم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ فَتَنَبَّهَ المَلِكُ من غَفْلَتِهِ، وخَلا بالموبَذَانِ وسألَهُ عن مُرادِهِ، فقالَ لهُ: أَيُّها المَلِكُ، إِنَّ المُلْكَ لا يَتمُّ عِزّهُ إِلاّ بِالشَّريعةِ، والقيامِ للهِ بِطاعتِهِ، والتّصرُّفِ تحتَ أمرِهِ ونَهْيِهِ، ولا قِوامَ للشّريعةِ إِلاّ بالمَلِكِ، ولا عِزَّ للمَلِكِ إِلاّ بالرِّجالِ، ولا قِوامَ للرِّجالِ إلاّ بالمالِ، ولا سبيلَ إِلى المالِ إلاّ بِالعِمَارَةِ، ولا سبيلَ للعِمَارَةِ إِلاّ بِالعَدْلِ، والعَدْلُ الميزانُ المنصوب بينَ الخليقةِ، نَصَبَهُ الرَّبُّ وَجَعَلَ لهُ قَيِّمًا وَهُوَ المَلِكُ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ معاني المفردات والتراكيب مراده: مقصده قِوام: أساس الشيء وعماده عِزَّ للملك: العزَّة : الرفعة في الشأن والمقام المنصوب : المرفوع والمقام الخليقة : الناس قَيِّمًا: سيِّدا التحليل والمناقشة - متى يتمُّ عزُّ الملك؟ يَتمُّ عِزّهُ بِالشَّريعةِ، والقيامِ للهِ بِطاعتِهِ، والتّصرُّفِ تحتَ أمرِهِ ونَهْيِه - ما الدعامات أو المُرتكزات التي تقوي الملك وتثبت ملكه الدعامات هي : الشريعة – الملك – الرِّجال – المال – العمارة – العدل. - ما دلالة الميزان في النص : تدل كلمة الميزان على العدل - مَنْ القيِّم الذي يقوم على إقامة العدل؟ الذي يقوم بذلك هو : الملك - وضح الصورة الفنية في قول الكاتب (والعَدْلُ الميزانُ المنصوب بينَ الخليقةِ) صور العدل كأنه الميزان القائم بين العباد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وَأَنْتَ أيُّها المَلِكُ عَمَدْتَ إِلى الضِّيَاعِ، فانْتَزَعْتَها مِنْ أَرْبَابِها وعُمَّارِها وَهُمْ أَرْبَابُ الخَراجِ، ومَنْ تُؤْخَذُ منهم الأموالُ، وأَقْطَعْتَها الحَاشيةَ والخَدَمَ، وأَهْلَ البَطالةِ، فتَركوا العِمَارَةَ والنَّظَرَ في العَواقِبِ، وما يُصْلِحُ الضِّيَاعَ، وسُومِحُوا في الخَراجِ لِقُرْبِهِمْ مِنَ المَلِكِ، وَوَقَعَ الحَيْفُ على مَنْ بَقِيَ مِنْ أَرْبَابِ الخَراجِ، وعُمَّارِ الضِّيَاعِ، فانْجَلَوا عن ضِيَاعِهِم، وخَلَّوا دِيارَهُم، وآوَوْا إلى ما تَعَذَّرَ مِنَ الضِّيَاعِ، فَسَكَنُوها، فَقَلَّتِ العِمَارَةُ، وخَرِبَتِ الضِّيَاعُ وقَلَّتِ الأموالُ، وهَلَكَتِ الجُنودُ والرَّعِيَّةُ، وطَمِعَ في مُلْكِ فارسَ مَنْ جاوَرَهم مِنَ المُلُوكِ؛ لعلمِهِم بانْقِطاعِ الموادِّ التي لا تستقيمُ دَعائِمُ المُلْكِ إِلاّ بِها . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ معاني المفردات والتراكيب الأرباب: (جمع رب ) الأصحاب الخراج: غلَّة الأرض الحاشية: خاصة الملك (أعوانه) انجلوا: خرجوا آووا: أقاموا ما تعذر من الضياع: الضياع البعيدة دعائم: مفردها(دعامة وهي الركيزة) أربابها : أصحابها أو مُلاَّكها الحيْف: الجور والظلم آووا : تجمعوا وخرجوا انجَلَوْا: خرجوا منها خوفا التحليل والمناقشة - ما مظاهر الظلم الواردة في الفقرة السابقة؟ مظاهر الظلم هي: أ‌- انتزاع الضياع من أربابها وعُمَّارها ب‌- إقطاعها الحاشية والخدم وأهل البطالة. - ما أثر انتزاع الضياع من أصحابها على الدولة؟ يكون التأثير على الدولة كبيرا، لأنهم يزرعون الأرض ويقدمون الأموال للدولة . ولذلك نضعف الدولة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ فَلَمَّا سَمِعَ المَلِكُ ذلكَ، أقبلَ على النَّظَرِ في مُلْكِهِ، وانْتُزِعَتِ الضِّيَاعُ مِنْ أَيدِي الخاصَّةِ، ورُدَّتْ على أرْبَابِها، وحُمِلوا على رُسُومِهِمِ السَّالفةِ، وأَخَذُوا في العِمَارَةِ، وَقَوِيَ مَنَ ضَعُفَ منهم، فَعَمُرتِ الأَرضُ، وأَخصبتِ البلادُ، وكَثُرَتِ الثُّغُورُ، وأَقبلَ المَلِكُ على مُباشَرَةِ أَمورِهِ بِنَفْسِهِ، فَحَسُنَتْ أيّامُهُ، وانْتَظمَ مُلْكُهُ، فتفهَّمَ مِنْ فَهْمِ هذهِ الحكايةِ، أَنَّ الظُّلْمَ مُخَرِّبٌ للعُمْرَانِ، وأَنَّ عائِدَةَ الخَرابِ في العُمرانِ على الدُّوْلَةِ بالفَسَادِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ معاني المفردات والتراكيب الخاصة: المقربون من الملك الرسوم: ما تبقى من ديارهم السالفة: السابقة الثغور:جمع ثغر: الحدود أو الموضع يُخافُ هجومُ العدُوِّ منه التحليل والمناقشة - ما المظاهر الإيجابية لرفع الظلم عن الرعية المظاهر الإيجابية هي: أ‌- عَمُرت الأرض (أو أخذوا في العمارة) ب‌- أخصبت البلاد ج‌- كثرت الثغور المحصَّنة د- يشيع العدل في البلاد ، ويصبح الملك مثالا للعدل والإحسان. - ما نتيجة إقبال الملك على مُباشَرَةِ أَمورِهِ بِنَفْسِهِ؟ حَسُنت أيامه، وانتظم ملكه - غيَّر المَلك من سياسته بعد أن سمع ذلك. ما الإجراءات التي تدل على تغيُّر سياسته؟ أ‌- أقبل على النظر في ملكه ب‌- انتُزعت الضِّياع من أيدي الخاصة ج‌- ورُدَّت الضياع على أربابها د‌- حُمِلوا على رسومهم السَّالفة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولا تَحْسَبَنَّ الظُّلْمَ إِنَّما هو أَخْذُ المالِ أو المُلْكِ من يَدِ مالِكِهِ، مِن غَيْرِ عِوَضٍ ولا سَبَبٍ كما هو المشهورُ، بل الظُّلْمُ أَعَمُّ مِن ذلكَ، وَكُلُّ مَنْ أَخَذَ مُلْكَ أَحَدٍ، أو غَصَبَهُ في عَمَلِهِ، أو طالَبَهُ بغيرِ حَقٍّ، أو فَرَضَ عليه حَقًّا لم يَفْرِضْهُ الشَّرْعُ فقدْ ظَلَمَهُ، فجُبَاةِ الأموالِ بغيرِ حَقِّها ظَلَمَةٌ، والمعتدونَ عليها ظَلَمَةٌ، والمُنتهِبُونَ لها ظَلَمَةٌ، والمانِعُونَ لحقوقِ النَّاسِ ظَلَمَةٌ، وَوَبالُ ذلكَ كُلِّهِ عائِدٌ على الدَّوْلَةِ بِخَرابِ العُمْرَانِ، الذي هُوَ مادَّتُها؛ لإِذْهَابِهِ الآمالَ من أهلِهِ، واعْلَمْ أنَّ هذهِ الحِكمةَ المَقصودةَ للشَّارعِ في تحريمِ الظُّلْمِ، هُوَ ما يَنْشَأُ عنه من فَسَادِ العُمْرَانِ وخَرَابِهِ، وذلكَ مُؤْذِنٌ بانقطاعِ النَّوعِ البّشَرِيِّ، وهيَ الحِكمةُ العامَّةُ المراعِيَةُ للشَّرْعِ في جَميعِ مَقاصِدِهِ الضَّرُورِيَّةِ الخَمْسَةِ مِنْ حِفْظِ الدِّينِ والنَّفْسِ والعَقْلِ والنَّسْلِ والمَالِ . فلمّا كانَ الظُّلْمُ – كما رأيتَ – مُؤْذِنًا بانْقِطاعِ النَّوعِ لِمَا أَدَّى إليهِ مِن تَخريبِ العُمْرَانِ، كانَتَ حِكْمَةُ الخَطَرِ فيه موجودةً.فكانَ تحريمُهُ مُهِمًّا، وأدلَّتُهُ من القرآنِ والسُّنَّةِ كثيرةٌ، أكثرُ مِن أَنْ يَأْخُذَها قانونُ الضَّبْطِ والحَصْرِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ معاني المفردات والتراكيب وبال: سوء العاقبة أعمّ: أشمل غصب: أخذه بالقوة الجُباة : جمع (جابٍ) وهو الذي يجمع الأموال الشارع : من وضع الشرع وهو الله التحليل والمناقشة - ما تفسير الكاتب لتحريم الله للظلم؟ لأنه يؤدي إلى فساد العمران وخرابه، ومن ثمَّ انقطاع النوع البشري . - ما المعنى المشهور للظلم؟ هو أَخْذُ المالِ أو المُلْكِ من يَدِ مالِكِهِ، مِن غَيْرِ عِوَضٍ ولا سَبَبٍ - ما صور الظلم التي ذكرها ابن خلدون ويراها من غير المشهور؟ أَخَذَ المُلْكَ من أصحابه، غصب الناس أموالهم، أَحَدٍ، أو مطالبتهم بغيرِ حَقٍّ، أو فَرَضَ عليه حَقًّا لم يَفْرِضْهُ الشَّرْعُ فقدْ ظَلَمَهُ - ما نتيجة ممارسة الظلم ؟ يعود في النهاية على الدَّوْلَةِ بِخَرابِ العُمْرَانِ - ما المقصود بقول ابن خلدون : الحِكمةُ العامَّةُ المقصود هو : تحريم الظلم - أذكر دليلا من القرآن الكريم على تحريم الظلم؟ أ‌- قال تعالى: {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً}. الفرقان (19) ب‌- قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} سورة هود (102) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وَلَوْ كانَ كُلُّ واحدٍ قادرًا على الظُّلْمِ لوُضِعَ بِإِزائِهِ مِن العُقُوباتِ الزَّاجرةِ ما وُضِعَ بِإِزاءِ غيرِهِ من المُفْسِداتِ للنَّوعِ ، التي يقدرُ كلُّ أَحدٍ على اقْتِرَافِها مِن الزِّنا والقَتْلِ والسُّكرِ، إِلاّ أَنَّ الظُّلْمَ لا يقدرُ عليه إِلاّ من يَقْدِرُ عليه؛ لأَنَّهُ إِنَّما يَقَعُ مِن أَهْلِ القُدْرَةِ والسُّلْطانِ، فَبُولِغَ في ذَمِّهِ وتكريرِ الوعيدِ فيه؛ عسى أنْ يَكُونَ الوازعُ للقادِرِ عليهِ في نَفْسِهِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ معاني المفردات والتراكيب إزاءه: مقابله الزاجرة: المانعة والرادعة اقتراف: ارتكاب الوازع: ما يمنع النفس عن هواها التحليل والمناقشة - أشار الكاتب إلى نوعين من الظلم في النص السابق . اذكرهما 1. اخذ أموال الناس . 2 . اخذ أملاك الناس - استخلص الفكرة العامة من الفقرة السابقة؟ الظلم في الغالب يرتبط بالقوة والسلطان. - فسِّر قول الكاتب (إِلاّ أَنَّ الظُّلْمَ لا يقدرُ عليه إِلاّ من يَقْدِرُ عليه)؟ من يملُك مقوِّمات الظلم مو قوة وسلطان فإنَّه قادر على ممارسته. - لمَ لا تعدُّ المحرمات التي ذكرها ابن خلدون مثل : الزِّنا والقتل والسُّكر من الظلم حسب رأي ابن خلدون؟ لأن الظلم مرتبط بالقوة والقدرة في حين لا يحتاج السكر والزنا والقتل إلى ذلك. - من الأساليب الفنية لابن خلدون كما وضح من النص (ندرة الصور الفنية) علل ذلك؟ لقد انشغل ابن خلدون عن الصور الفنية بالإتيان بالحجج والبراهين التي تدعم رأيه وتوضح مراده ملاحظة بلاغية: مال ابن خلدون إلى أساليب الإنشاء الطلبي ومن صور الإنشاء الطلبي: الأمر، والنهي، والاستفهام، والنداء ومنها في نص ابن خلدون: الأمر: اعلم أن العمران ووفوره ...... النداء: وأنت أيها الملك .... النهي: ولا تحسبنَّ الظلم إنَّما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ 
انتهت الوحدة بحمد الله رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي



Aucun commentaire: