عقيدة التجسيم التى أحيتها الوهابية
(((التجسيم
التجسيم: من العقائد الباطلة التي انبثقت عن فرقة ظهرت في العصر الأموي وأصل تسرب هذه العقيدة إلى الإسلام الروايات الإسرائيلية المنقولة عن كعب الأحبار ووهب بن منبه.
والمجسمة: هم المشبهة أنفسهم وهم الذين يتخيلون بأن الله تعالى على شكل ما من الأشكال، وغالبهم يتصورونه ويتخيلونه على صورة رجل جالس على كرسي عظيم (وهو كرسي الملك)، والذي يدل على ذلك عباراتهم التي يرددونها في كتبهم التي يتكلمون فيها عن مسائل التوحيد والاعتقاد، وكتاب (السنة) المنسوب لابن الإمام أحمد من أوضح الأدلة والشواهد على ذلك.
والمجسمة والمشبهة يثبتون لله تعالى أعضاء يسمونها صفات كاليد والأصابع والوجه والساق والقدم والرجل والعين والجنب والجلوس والحركة والحد والجهة، وغير ذلك من صفات المحدثات والأجسام,وهم يستدلون على ذلك بما ورد في القرآن الكريم كقوله تعالى: (( يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم )) (الفتح: من الآية10), وقوله: (( الرَّحمَنُ عَلَى العَرشِ استَوَى )) (طـه:5), وقوله: (( كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ )) (القصص: من الآية88), وقوله: (( يَومَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ )) (القلم: من الآية42), واشباهاً من الآيات المأولة عند سائر المسلمين بمعانٍ تنزيهية فتأول اليد بالقدرة مثلاً والاستواء بالهيمنة والعرش بالعلم وأمثال ذلك.
وسبب فساد هذا الاعتقاد جعل الله عز وجل جسماً.
والجسم لابد أن يكون محدوداً والمحدود ليس بإله لأنه ممكن محتاج لأن ما يحيطه أقوى منه، والأجسام متقومة بالأبعاد الثلاثة وهي محتاجة إلى المادة والصورة، بينما الله تعالى غني وغير محدود وهو خالق الأجسام و الصور والمواد والجواهر والأعراض وهو الذي أجرى على الأجسام صفة التحيز وسائر ما يلحقها من الصفات فكيف يجري عليه تعالى ما أجراه على خلقه؟
تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً.
وعقيدة التجسيم اليوم قد تم احياؤها من قبل الفرق الوهابية الذين يابون الاّ أن يفهموا النصوص على ظواهرها حتى ولو استلزم هذا الفهم نسبة الفقر والعجز والإمكان إلى الله عز وجل. ولهم في هذا الميدان أطروحات وتخرصات تضحك الثكلى,
خرج الشيخان من طريق ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" قال : (ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث آخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ، ومن يستغفرني فأغفر له)
أخرجه كلّ من :
1 ـ البخاري في صحيحه ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء نصف الليل ، (6321) .
2 ـ مسلم في صحيحه ، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل ، (1769) .
3 ـ أبو داود في سننه ، كتاب الصلاة ، أي الليل أفضل ، (1315)
4 ـ أحمد بن حنبل في مسنده ، 2/258 .
5 ـ الترمذي في مسنده ، كتاب الدعوات ، باب : 79 (3498) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، تحفة الأشراف (13463) وغيرهم .
حديث آخر في ذكر النزول يوم عرفة : عن أسماء قالت : قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : "رأيت ربّي عزّ وجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول : قد سمحت ، قد غفرت ، إلاّ المظالم ، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى" .
نقله كلّ من :
1 ـ لسان الميزان ، 2/238 .
2 ـ ميزان الاعتدال : 3/193 ـ 6095 .
3 ـ تنزيه الشريعة : 1/138 .
4 ـ لآلئ : 1/27 . وغيرهم .
تعالى ربّنا عن النزول والصعود والمجيء والذهاب والحركة والانتقال وسائر العوارض والحوادث ، وقد صار هذا الحديث سبباً لذهاب الحشويّة إلى التجسيم ، والسلفيّة إلى التشبيه ، وكان من الحنابلة بسببه أنواع من البدع والأضاليل ، ولا سيما ابن تيمية .
يقول الرّحالة ابن بطّوطة في رحلته / ص 12 ـ طبع دار الكتب العلميّة ـ : وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيميّة كبير الشام يتكلم في فنون ، إلاّ أنّ في عقله شيئاً ، ... وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة ، وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جملة كلامه أن قال : إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من درج المنبر ...
فالعقل السليم الحرّ يقطع ببطلان التجسيم وبطلان قول ابن تيمية وبطلان ما ورد من الأحاديث في هذا الشأن . تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً .
الوهابية يعترفون ويؤمنون ويعتقدون بكل أحاديث الصفات مهما كانت شنيعة. كحديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن)، حيث يؤمن أحمد بن حنبل وابن تيمية ومتأخري الوهابية كابن باز وغيره بهذا الحديث، ويردون على من ينكره أو يخطئ راوي الحديث! فأحمد يتهم من ينكره بأنه جهمي معتزلي معطل مبتدعٌ، وابن تيمية يرد ما يروى عن مالك من إنكاره لهذا الحديث وغيره من الأحاديث المسيئة والمجسمة ويرجح قول احمد فيه وفي غيره.
وحديث الشاب الأمرد الجعد القطط، يصححه ولا يطرحه السلفية والوهابية عموماً.
وغير ذلك من أحاديث النزول والعلو والاستواء على العرش والضحك والتعجب...
فالضابطة في القول بالتجسيم من عدمه هو قبول ظاهر الأحاديث وعدم قبوله فالسلفية والوهابية عموماً يقبلون الأحاديث حتى لو كانت آحاداً في العقائد، وهذا أمر لا يوافقهم الإمامية فيه، بل أكثر أهل السنة ينكرون هذا المبنى ويقولون بأن حديث الآحاد يفيد العمل لا العلم، فهو يفيد الظن ولا تصاب صفات الله تعالى بالظنون.
وأما نص بعض السنة على بعض الرجال بكونهم مجسمة فهو كثير جداً, ولكننا لسنا في مقام الإحصاء هنا ونكتفي بما يقع تحت ناظرنا على هذه العجالة:
1- قال ابن حجر في(لسان الميزان 7/ 63): (أبو شعيب) البّلال: ذكر ابن حزم أنه كان مجسماً وكان يقول إنَّ ربَّه في صورة إنسان لحم ودم ويفرح ويحزن ويمرض ويفيق.
2- الإيجي في (المواقف 3/ 715) قال: ومنهم مشبهة الحشوية كمضر وكهمس (الذي يروي له البخاري في صحيحه) والهيجمي، قالوا هو جسم لا كالأجسام من لحم ودم لا كاللحوم والدماء وله الأعضاء والجوارح ويجوز عليه الملامسة والمصافحة والمعانقة للمخلصين الذين يزورونه في الدنيا ويزورهم حتى نقل أنه قال بعضهم إعفوني عن اللحية والفرج وسلوني عما وراءه. ثم قال الايجي: ومنهم مشبهة الكرامية أصحاب أبي عبد الله محمد بن كرام وفيه قيل: (الفقه فقه أبي حنيفة وحده والدين دين محمد بن كرام)....
فاقتصرنا على ما قاله زعيمهم وهو أن الله على العرش من جهة العلو مماس له من الصفحة العليا ويجوز عليه الحركة والنزول....
3- الدشتي الحنبلي: كان مجسماً حيث ألف كتاباً بعنوان (إثبات الحد لله عزوجل وأنه قاعد وجالس على عرشه).
4- الحافظ ابن عبد الهادي الحنبلي: أثبت خطه على جزء الدشتي وكان يُسمعه لأهله وخاصته.
5- أما ابن تيمية فقد كان يميل للتجسيم والتشبيه ولم يكن شديداً وقاسياً مع المجسمة كما هي عادته مع غيرهم وبالتالي صرح بأن السلف لم ينكروا على المشبهة والمجسمة ولم يذموهم عليه كما في تأسيسه (1/ 101) بل هو قائل به في أكثر من موضع من كلامه وكتبه! فهو يصف الله تعالى بالحد والجلوس والجهة وقيام الحوادث به سبحانه والحركة وووو....
6- مقاتل بن سليمان: قال ابن حجر العسقلاني في (العجاب في بيان الأسباب 1/ 217): ومنها تفسير مقاتل بن سليمان وقد نسبوه إلى الكذب وقال الشافعي: (مقاتل، قاتله الله تعالى) وإنما قال الشافعي فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم(انظر استنكار الشافعي للتجسيم). وقال الحافظ ابن حجر في (تقريب التهذيب 2/210): كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم.
7- محمد بن كرام: مؤسس الكرامية وهو مذهب مجسم معروف.
8- قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 18/ 562): البكري الواعظ العالم وفد على النظام الوزير فنفق عليه وكتب له توقيعاً بأن يعظ بجوامع بغداد فقدم وجلس واحتفل الخلق فذكر الحنابلة وحط وبالغ ونبزهم بالتجسيم فهاجت الفتنة وغلت بها المراجل وكفّر هؤلاء هؤلاء...
9- قال الذهبي في سير أعلامه (21/455): عبد الغني الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق القدوة المقدسي الحنبلي... قال الضياء: كانوا قد وغروا عليه صدر العادل وتكلموا فيه وكان بعضهم أرسل إلى العادل يبذل في قتل الحافظ خمسة الآف دينار. ثم قال الذهبي: قلت جرّ هذه الفتنة نشر الحافظ أحاديث النزول والصفات فقاموا عليه، ورموه بالتجسيم، فما دارى كما كان يداريهم الشيخ الموفق.
10- قال الذهبي في (تاريخ الإسلام 49/206): محمود بن أبي القاسم الدشتي الإربلي... وكان أمّاراً بالمعروف نهاءً عن المنكر داعية إلى السنة مجانباً للبدعة يبالغ في الرد على نفاة الصفات الخبرية وينال منهم سبّاً وتبديعاًً وهم يرمونه بالتجسيم....
11- وابن خزيمة قد رمي بالتجسيم أيضاً, حيث ذكر حسن السفاف في تحقيقه لكتاب ابن الجوزي (دفع شبه التشبيه 108):
كابن خزيمة في كتابه (التوحيد) الذي سمّاه الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/27/ 151) كتاب الشرك،وقد ندم ابن خزيمة على تصنيفه ورجع عنه كما جاء عنه بإسنادين في كتاب الأسماء والصفات للحافظ البيهقي (ص267)،ومثل كتاب (التوحيد) لابن خزيمة كتاب (السنة) المنسوب لابن أحمد،وكذلك سنّة الخلال،وأمثال هذه الكتب التي تحمل في طواياها تجسيماً صريحاً وروايات تالفة.
وغير هؤلاء كثير جداً فهذا ما تيسر إحصاؤه في هذه العجالة.)))
التجسيم: من العقائد الباطلة التي انبثقت عن فرقة ظهرت في العصر الأموي وأصل تسرب هذه العقيدة إلى الإسلام الروايات الإسرائيلية المنقولة عن كعب الأحبار ووهب بن منبه.
والمجسمة: هم المشبهة أنفسهم وهم الذين يتخيلون بأن الله تعالى على شكل ما من الأشكال، وغالبهم يتصورونه ويتخيلونه على صورة رجل جالس على كرسي عظيم (وهو كرسي الملك)، والذي يدل على ذلك عباراتهم التي يرددونها في كتبهم التي يتكلمون فيها عن مسائل التوحيد والاعتقاد، وكتاب (السنة) المنسوب لابن الإمام أحمد من أوضح الأدلة والشواهد على ذلك.
والمجسمة والمشبهة يثبتون لله تعالى أعضاء يسمونها صفات كاليد والأصابع والوجه والساق والقدم والرجل والعين والجنب والجلوس والحركة والحد والجهة، وغير ذلك من صفات المحدثات والأجسام,وهم يستدلون على ذلك بما ورد في القرآن الكريم كقوله تعالى: (( يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم )) (الفتح: من الآية10), وقوله: (( الرَّحمَنُ عَلَى العَرشِ استَوَى )) (طـه:5), وقوله: (( كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ )) (القصص: من الآية88), وقوله: (( يَومَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ )) (القلم: من الآية42), واشباهاً من الآيات المأولة عند سائر المسلمين بمعانٍ تنزيهية فتأول اليد بالقدرة مثلاً والاستواء بالهيمنة والعرش بالعلم وأمثال ذلك.
وسبب فساد هذا الاعتقاد جعل الله عز وجل جسماً.
والجسم لابد أن يكون محدوداً والمحدود ليس بإله لأنه ممكن محتاج لأن ما يحيطه أقوى منه، والأجسام متقومة بالأبعاد الثلاثة وهي محتاجة إلى المادة والصورة، بينما الله تعالى غني وغير محدود وهو خالق الأجسام و الصور والمواد والجواهر والأعراض وهو الذي أجرى على الأجسام صفة التحيز وسائر ما يلحقها من الصفات فكيف يجري عليه تعالى ما أجراه على خلقه؟
تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً.
وعقيدة التجسيم اليوم قد تم احياؤها من قبل الفرق الوهابية الذين يابون الاّ أن يفهموا النصوص على ظواهرها حتى ولو استلزم هذا الفهم نسبة الفقر والعجز والإمكان إلى الله عز وجل. ولهم في هذا الميدان أطروحات وتخرصات تضحك الثكلى,
خرج الشيخان من طريق ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة : أنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" قال : (ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث آخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ، ومن يستغفرني فأغفر له)
أخرجه كلّ من :
1 ـ البخاري في صحيحه ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء نصف الليل ، (6321) .
2 ـ مسلم في صحيحه ، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل ، (1769) .
3 ـ أبو داود في سننه ، كتاب الصلاة ، أي الليل أفضل ، (1315)
4 ـ أحمد بن حنبل في مسنده ، 2/258 .
5 ـ الترمذي في مسنده ، كتاب الدعوات ، باب : 79 (3498) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، تحفة الأشراف (13463) وغيرهم .
حديث آخر في ذكر النزول يوم عرفة : عن أسماء قالت : قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : "رأيت ربّي عزّ وجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول : قد سمحت ، قد غفرت ، إلاّ المظالم ، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى" .
نقله كلّ من :
1 ـ لسان الميزان ، 2/238 .
2 ـ ميزان الاعتدال : 3/193 ـ 6095 .
3 ـ تنزيه الشريعة : 1/138 .
4 ـ لآلئ : 1/27 . وغيرهم .
تعالى ربّنا عن النزول والصعود والمجيء والذهاب والحركة والانتقال وسائر العوارض والحوادث ، وقد صار هذا الحديث سبباً لذهاب الحشويّة إلى التجسيم ، والسلفيّة إلى التشبيه ، وكان من الحنابلة بسببه أنواع من البدع والأضاليل ، ولا سيما ابن تيمية .
يقول الرّحالة ابن بطّوطة في رحلته / ص 12 ـ طبع دار الكتب العلميّة ـ : وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيميّة كبير الشام يتكلم في فنون ، إلاّ أنّ في عقله شيئاً ، ... وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة ، وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جملة كلامه أن قال : إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من درج المنبر ...
فالعقل السليم الحرّ يقطع ببطلان التجسيم وبطلان قول ابن تيمية وبطلان ما ورد من الأحاديث في هذا الشأن . تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً .
الوهابية يعترفون ويؤمنون ويعتقدون بكل أحاديث الصفات مهما كانت شنيعة. كحديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن)، حيث يؤمن أحمد بن حنبل وابن تيمية ومتأخري الوهابية كابن باز وغيره بهذا الحديث، ويردون على من ينكره أو يخطئ راوي الحديث! فأحمد يتهم من ينكره بأنه جهمي معتزلي معطل مبتدعٌ، وابن تيمية يرد ما يروى عن مالك من إنكاره لهذا الحديث وغيره من الأحاديث المسيئة والمجسمة ويرجح قول احمد فيه وفي غيره.
وحديث الشاب الأمرد الجعد القطط، يصححه ولا يطرحه السلفية والوهابية عموماً.
وغير ذلك من أحاديث النزول والعلو والاستواء على العرش والضحك والتعجب...
فالضابطة في القول بالتجسيم من عدمه هو قبول ظاهر الأحاديث وعدم قبوله فالسلفية والوهابية عموماً يقبلون الأحاديث حتى لو كانت آحاداً في العقائد، وهذا أمر لا يوافقهم الإمامية فيه، بل أكثر أهل السنة ينكرون هذا المبنى ويقولون بأن حديث الآحاد يفيد العمل لا العلم، فهو يفيد الظن ولا تصاب صفات الله تعالى بالظنون.
وأما نص بعض السنة على بعض الرجال بكونهم مجسمة فهو كثير جداً, ولكننا لسنا في مقام الإحصاء هنا ونكتفي بما يقع تحت ناظرنا على هذه العجالة:
1- قال ابن حجر في(لسان الميزان 7/ 63): (أبو شعيب) البّلال: ذكر ابن حزم أنه كان مجسماً وكان يقول إنَّ ربَّه في صورة إنسان لحم ودم ويفرح ويحزن ويمرض ويفيق.
2- الإيجي في (المواقف 3/ 715) قال: ومنهم مشبهة الحشوية كمضر وكهمس (الذي يروي له البخاري في صحيحه) والهيجمي، قالوا هو جسم لا كالأجسام من لحم ودم لا كاللحوم والدماء وله الأعضاء والجوارح ويجوز عليه الملامسة والمصافحة والمعانقة للمخلصين الذين يزورونه في الدنيا ويزورهم حتى نقل أنه قال بعضهم إعفوني عن اللحية والفرج وسلوني عما وراءه. ثم قال الايجي: ومنهم مشبهة الكرامية أصحاب أبي عبد الله محمد بن كرام وفيه قيل: (الفقه فقه أبي حنيفة وحده والدين دين محمد بن كرام)....
فاقتصرنا على ما قاله زعيمهم وهو أن الله على العرش من جهة العلو مماس له من الصفحة العليا ويجوز عليه الحركة والنزول....
3- الدشتي الحنبلي: كان مجسماً حيث ألف كتاباً بعنوان (إثبات الحد لله عزوجل وأنه قاعد وجالس على عرشه).
4- الحافظ ابن عبد الهادي الحنبلي: أثبت خطه على جزء الدشتي وكان يُسمعه لأهله وخاصته.
5- أما ابن تيمية فقد كان يميل للتجسيم والتشبيه ولم يكن شديداً وقاسياً مع المجسمة كما هي عادته مع غيرهم وبالتالي صرح بأن السلف لم ينكروا على المشبهة والمجسمة ولم يذموهم عليه كما في تأسيسه (1/ 101) بل هو قائل به في أكثر من موضع من كلامه وكتبه! فهو يصف الله تعالى بالحد والجلوس والجهة وقيام الحوادث به سبحانه والحركة وووو....
6- مقاتل بن سليمان: قال ابن حجر العسقلاني في (العجاب في بيان الأسباب 1/ 217): ومنها تفسير مقاتل بن سليمان وقد نسبوه إلى الكذب وقال الشافعي: (مقاتل، قاتله الله تعالى) وإنما قال الشافعي فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم(انظر استنكار الشافعي للتجسيم). وقال الحافظ ابن حجر في (تقريب التهذيب 2/210): كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم.
7- محمد بن كرام: مؤسس الكرامية وهو مذهب مجسم معروف.
8- قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 18/ 562): البكري الواعظ العالم وفد على النظام الوزير فنفق عليه وكتب له توقيعاً بأن يعظ بجوامع بغداد فقدم وجلس واحتفل الخلق فذكر الحنابلة وحط وبالغ ونبزهم بالتجسيم فهاجت الفتنة وغلت بها المراجل وكفّر هؤلاء هؤلاء...
9- قال الذهبي في سير أعلامه (21/455): عبد الغني الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق القدوة المقدسي الحنبلي... قال الضياء: كانوا قد وغروا عليه صدر العادل وتكلموا فيه وكان بعضهم أرسل إلى العادل يبذل في قتل الحافظ خمسة الآف دينار. ثم قال الذهبي: قلت جرّ هذه الفتنة نشر الحافظ أحاديث النزول والصفات فقاموا عليه، ورموه بالتجسيم، فما دارى كما كان يداريهم الشيخ الموفق.
10- قال الذهبي في (تاريخ الإسلام 49/206): محمود بن أبي القاسم الدشتي الإربلي... وكان أمّاراً بالمعروف نهاءً عن المنكر داعية إلى السنة مجانباً للبدعة يبالغ في الرد على نفاة الصفات الخبرية وينال منهم سبّاً وتبديعاًً وهم يرمونه بالتجسيم....
11- وابن خزيمة قد رمي بالتجسيم أيضاً, حيث ذكر حسن السفاف في تحقيقه لكتاب ابن الجوزي (دفع شبه التشبيه 108):
كابن خزيمة في كتابه (التوحيد) الذي سمّاه الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/27/ 151) كتاب الشرك،وقد ندم ابن خزيمة على تصنيفه ورجع عنه كما جاء عنه بإسنادين في كتاب الأسماء والصفات للحافظ البيهقي (ص267)،ومثل كتاب (التوحيد) لابن خزيمة كتاب (السنة) المنسوب لابن أحمد،وكذلك سنّة الخلال،وأمثال هذه الكتب التي تحمل في طواياها تجسيماً صريحاً وروايات تالفة.
وغير هؤلاء كثير جداً فهذا ما تيسر إحصاؤه في هذه العجالة.)))
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire