mardi 28 janvier 2014

ما اسمُك يا صابرْ؟ البحري العرفاوي

ما اسمك يا صابر
 ما اسمُك يا صابرْ؟
 هل تعرفُ نفسكَ
 حقا هل تذكرُ إسمك
 أم أنت تكابرْ؟
إسمك عنوانٌ
 إسمك نبضٌ وزمانٌ
 إسمك ذاكرة ٌودفاترْ
 إسمُكَ رعْشة أمك يا صابرْ
.............................
 أعرف أنك من تونسَ لكن هل عندك رقمُ جواز...
لتعودَ وتسافرْ؟
 من منكمْ صابرْ عفوًا من منكم لا يُدْعَى في الغرْبةِ صابرْ؟!
من منكم لم يترك إسمهُ في غصّة أهله ويُهاجرْ؟!
من منكمْ لم تدمعْ عيناهُ مراتٍ؟
من منكم لم يكتب بالحزن دفاترْ؟ ....................................
ما اسمُك يا صابرْ؟
 ما اسمُ صَبَاحَاتكَ في الغربةِ ما اسْمُ الغرْبةِ...
 ما اسْمُ دُموعكَ تتهامرْ؟
 إذ تصحو تحسبُ أنكَ في وطنٍ آهٍ... آهٍ..
 هذا رمادُ العُمْرِ في الغربة يتناثرْ !!
 ............................. 

صابرْ

...........
 ما اسْمُك يا صابرْ ؟
 هل تشعُرُ أنك أنت ؟
 أنك مملوءٌ... مسكونٌ ومُسافرْ؟
 هل عندك في "الغرْبِ" جناحانِ... وأظافرْ ؟
 هلْ عندك في "الغربِ" وفي"الشرقِ" وفي نومك حتى.... هلْ عندك "أمٌّ" تفركُ طينك حُبّا وتحاذرْ ؟
 أمّك .. أمّك ..أمّكَ.. تهتفُ بالشوق وتجاهرْ أمّك يا صابرْ تفرك كل صباح ...
 عينيها تتأملُ صورتك الأولى...
 هل تذكرُ صورتك الأولى هل تذكرُ لوح الكُتابِ هلْ تذكرُ ريشة حِبْرِكَ هل تذكُرُ صوْت وخطّ مُعلمك يا صابرْ ؟ وعصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهُ!!
 وبقايا طباشيرٍ....
 ونشيدا... 
وحروفا ورُسوما....
 ودفاترْ؟ 

...................................
 هل تذكرُ ألعابَك ..
أترابَكَ ..
أفكارًا ومشاعرْ؟
 صوْتَ الجارِ
 وبابَ الـــدّارِ
 ورَوائحَ وطعُومًا شتى...
 وخمائرْ 
وصهيلَ خيولٍ
وغبارًا... 
وعراكا ...
وحراكا.....
 وتشاجرْ؟
تذكرُ تذكرُ تذكُرُ...
أنك كنت صغيرًا وشجاعًا وتغامرْ
 تذكُرُ أنك كنت ترتلُ آياتٍ...
 كنت تغالبُ شهوتكَ ...
تصبرُ
 وتصابرْ
 تذكرُ 
أهلا وأحِبّهْ
 يأتونكَ في النزلةِ 
والحُمّى يأتونك في الفرْحةِ ..
في الحُزنِ وفي الهِمّهْ 
يأتونك يا صابرْ
 ويُحبّون حديثك... 
وحديث الساعة وبشائرْ 
والساعة في الأهل صفاءٌ 
ودُعاءٌ وسرائرْ
................................
ما اسمُك يا صابرْ؟!
 ما اسمُ الغربةِ في غير التربةِ ما اسمُ الوجع الثائرْ؟
ما اسْمُ أناسِكَ وطعامِك ولباسك؟
ما اسمُ رئيسك؟
ما اسمُ الدولةِ من غير جواز!!
ما اسمُ الوطن النافرْ!!
 .................................
 وطنيّ أنتَ

 وطنيٌّ وأبيّ ٌ 
ووفيّ ٌ ومُجاهرْ
خدعتكَ "العَجَلهْ " خدعتك "الردّة "...
وخطابٌ ماكرْ!!
 خدعُوكَ غدروا وجهكَ...
باعُوكَ شهدَ البائعُ 

والخائنُ والتاجرْ
شهدَ الخائف 

والزاجف 
والسّاكرْ
 شهد الكاتب والخاطب 

والناثرْ شهدوا...شهدوا.........
في الظلمةِ في وادٍ ماكرْ
وتنادوا وتداعوا لمؤامرةٍ كبرى
لمؤامرةٍ أخرى
 لمؤامرةٍ أكبرَ من قلبكَ 

من صبركَ
 يا صابرْ
 .........................................
 لليل جفونٌ وستائرْ 
لليل عيونٌ وعساكرْ 
لكنك تحلمُ بالعودة يا صابرْ
 وتقاومُ ضعفك وتكابرْ
 ضعفَ حنينك ودبيبِ الوطن في دمّكَ هادِرْ
 وطني وطني تحلفُ إنكَ مظلومٌ إنكَ مهمومٌ... 
بالشوق وبالدولةِ ...
 والآخرْ!! 
يا الآخرُ!
 يا الآخرُ! !
 يا الآخرْ لست الدولة َ، لست الأمة ، لست الشعبَ ولست القدرَ القاهرْ يا الآخرُ ..
 يا الآخرُ...
 يا الآخرْ هل أسْتأذنك في العودةِ ؟
 هلْ أسألُ عن وطني سُيّاحًا ورياحًا ودوائرْ؟
 هلْ أنسى؟
هلْ أشطبُ خارطة؟
 هلْ أمحو تاريخا ؟
 هلْ أقفلُ قلبي ...
أخنق حُبي ... 
أتشرّدُ وأقامرْ؟!
 يا الآخرُ
 يا الآخرُ
 يا الآخرْ 
هلْ كان الوطنُ أرْحبَ؟
 هل كنت سعيدًا... 
بدُموعٍ وجراحٍ وتآمُرْ ؟
 هلْ كان الوطنُ أكبرَ ؟
هل تكبرُ يا وطني....
 إذ أصغرُ أوْ أني أتصاغرْ ؟
.....................................
 إسْمُك يا صابرُ ماءٌ إسمُك شوقٌ ونداءٌ إسْمُك أسْماءٌ ..
ألقابٌ شتى إسمك أطلالٌ وجبالٌ وتلالٌ إسمك أطفالٌ وخيالٌ وجمالٌ إسْمُك أسْمى وسماؤك في تونس أسمى يا صابرْ 

خذلتك "العَجَلهْ" خذلوكَ لوْ أنك
 ـ يا صابرُـ آهٍ لوْ أنكَ.. لوْ أنكَ... "لوْ" هذه تفتحُ بابًا وشياطين... 
أعرفُ لكنْ... 
لوْ أنك...
 لوْ أنكَ
..................................
 آهٍ يا صابرُ عشرون من عُمُرِ الدّولةِ من ماء الرّوحِ ومن دفء الشمس ..
وفصُولٍ وحقولٍ وذخائرْ أنت ذخيرة ُ تاريخٍ أنتَ
 .......... 

وأنت
.........
 وأنتَ
..........
 وأنتَ
 .........
 وكمْ جيلا ينزفهُ الطينُ كما المرجلِ تأكلهُ النارُ ولا يثأرْ!! صابرْ: 
ـ أدركُ أن الأسئلة أوْلى؟ 

ـ أدركُ أن سؤالك عن وطنٍ كان يُمهّدُ للعودةِ ويُحـاذرْ ـ أدركُ أنك مشتاقٌ ... 
أنك توّاقٌ ....
لكنك مازلت تكابرْ
 ـ أدركُ أن دماءك تركضُ في تونسَ.... 
.وفؤادك طائرْ 
ـ أدركُ أن الرّيح تهبّ برائحة الأهلِ..... 
تقضّ مشاعرْ 
ـ أدركُ أن العاصفة شوقٌ يتقدّمُ نحوَ الأوطانِ يتجاسرْ

 ـ أدركُ أن الرّعدَ خطابُ الرّوحِ إذا غضِبتْ: يا صابرْ
 .........................................
 العودة نصرٌ العودة ُعُرْسٌ ونهارٌ ...

أنهارٌ وضفائر تونسُ حبلى تونسُ شوق ٌ ووعودٌ وبشائرْ تونسُ للكلّ فراشٌ وغطاءٌ وستائرْ
كتبت القصيدة في ماي 2008 بمناسبة المؤتمر الأول للجمعية الدولية للمهجرين بفرنسا
 وحين منعتُ من السفر أرسلتها للإخوة هناك لتنوب عني ...
صابر هو ترميز لكل المهجرين أختزلهم في الصديق العزيز صابر التونسي الذي كان يُداوم على محاورتي من مهجرة بألمانيا
 وكنت أجد من خلاله الحالة العامة لكل رفاقه في المهجر
 
 

Aucun commentaire: