samedi 7 janvier 2017

دعـوة للتصحيــــح ليس كل ما في الصحيحــين صحيــــح

 عـوة للتصحيــــح
ليس كل ما في الصحيحــين صحيــــح
الفهــــــــرس
لمقدمـــــــــــــة             

ملحق (2) : إذا كنت تنكر السنة ، فهل تستطيع أن تخبرنا من خلال القرآن ، ما عدد ركعات الظهر أو العصر.

ملحق (3 ) : بين العقل والنقل

ملحق (4 ) : ما معنى مسّ الشيطان للإنسان ، وما حقيقته ؟

ملحق ( 5 ) : هل يتمثل الجن على صورة الإنسان أو الحيوان !؟؟

ملحق ( 6 ): صحيحا البخاري ومسلم ليسا هما السنة

ملحق ( 7 ) : حديث زواج النبي بعائشة وهي ابنة تسع سنين: مكذوبٌ، مكذوبٌ، مكذوب.

ملحق ( 8 ) : بــــــــراءة

ملحق ( 9 ) :امصص ببظر اللات

ملحق ( 10 ) : سنة رسول الله وسنة الفقهاء والمحدثين

                     




التلبس عقيدة نصرانية :

جاء في كتاب النصارى المحرف (لوقا 26:8-39):-
وساروا إلى كوره الجدريين التي هي مقابل الجليل. ولما خرج إلى الأرض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل وكان لا يلبس ثوبا ولا يقيم في بيت بل في القبور. فلما رأى يسوع صرخ وخر له وقال بصوت عظيم ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي اطلب منك أن لا تعذبني. لأنه أمر الروح النجس أن يخرج من الإنسان لأنه منذ زمان كثير كان يخطفه وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان إلى البراري. فسأله يسوع قائلًا ما اسمك فقال لجئون لأن شياطين كثيرة دخلت فيه. وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم. فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحيرة واختنق. فلما رأى الرعاة ما كان هربوا وذهبوا واخبروا في المدينة وفي الضياع. فخرجوا ليروا ما جرى وجاءوا إلى يسوع فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسا وعاقلا جالسا عند قدمي يسوع.

يتبين لنا من هذه الخرافة الموجودة في الإنجيل المحرف، أن النصارى يعتقدون أن الشياطين ما هي إلا  أرواح بدون أجساد ، ولا بد لهذه الأرواح من جسد تسكن فيه ، لذلك نجد الأرواح الشريرة طلبت من يسوع حسب زعمهم أن يأذن لهم أن يخرجوا من جسد الإنسان ويدخلوا في الخنازير"وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم. فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير"

عقيدة المسلمين في الجن :

نعتقد نحن المسلمين أن الشياطين مخلوقات قائمة بحد ذاتها ، خلقها الله سبحانه وتعالى من نار وخلقنا من طين ،وهي ليست بحاجة للدخول في أجساد الغيرلتبقى على قيد الحياة :
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَ قَالَ أَنَا۟ خَيۡرٌ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقۡتَهُ مِن طِينٍ ( الأعراف : 12 )
وَالۡجَآنَّ خَلَقۡنَاهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ( الحجر : 27 )
الله سبحانه وتعالى وهب الجن  قدرات خارقة لا يستطيعها البشر ، ولكن هذه القدرات مع ذلك تبقى محدودة :
 يَعْمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٍۢ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍۢ رَّاسِيَٰتٍ ۚ ٱعْمَلُوٓا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكْرًۭا ۚ وَقَلِيلٌۭ مِّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ ( سبأ : 13 )
ويتبين لنا محدودية قدرات الشياطين من قوله تعالى : قَالَ عِفْرِيتٌۭ مِّنَ ٱلْجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌۭ (39) قَالَ ٱلَّذِى عِندَهُۥ عِلْمٌۭ مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِىٓ ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّۭ كَرِيمٌۭ  ( 40) سورة النمل
فالعفريت من الجن كان بحاجة إلى بضع ساعات كي  يحضر عرش ملكة سبا ( قبل أن تقوم من مقامك ) ، أما الإنسان الذي عنده علم من الكتاب ، فقد أحضر العرش قبل أن يرتد طرف سليمان عليه السلام .
كما أن قدرات الجن الجسمية محدودة ، كذلك نجد أن  قدرات الجن العلمية محدودة :"فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ ٱلْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُۥ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا۟ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُوا۟ فِى ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ" ( سبأ : 14 )



 الجن يروننا من حيث لا نراهم : 

 " يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَٰتِهِمَآ ۗ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ  " ( الأعراف :27)

الجن مخلوقات مكلفة منها المؤمن ومنها الكافر:

وَأَنَّا مِنَّا الۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا الۡقَاسِطُونَ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوۡلَـٰٓئِكَ تَحَرَّوۡا رَشَدًا ( الجن : 14 ) 

ليس للشيطان سلطان على الإنسان إلا الوسوسة : 

وَقَالَ الشَّيۡطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمۡرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ الۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَاسۡتَجَبۡتُمۡ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُوا۟ أَنفُسَكُم.... (إبراهيم : 22)
وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَانٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِالۡآخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِى شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ حَفِيظٌ  ) سبأ : 21)
وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَانٍ بَلۡ كُنتُمۡ قَوۡمًا طَاغِينَ (الصافات : 30)
وبالرغم من وضوح الآيات الكريمة في أن الشيطان ليس له سلطان على الإنسان إلا الوسوسة ، نجد كثيرا من علمائنا أخذوا عقيدة تلبس الشيطان للإنسان من النصارى ،وقالوا إن للشيطان سلطان مطلق على الإنسان ، فهو يستطيع أن يدخل جسد الإنسان  ويتلبسه ، فيصبح الجسد جسد إنسان في داخله شيطان يسيره كيف يشاء ، فيصبح الإنسان غير مسئول عن تصرفاته ، لأنه مسلوب الإرادة ، الجسد جسد إنسان ، في داخله شيطان  يسيره كيف يشاء، ويصبح الإنسان لا يملك من أمره شيئا ،ومن هنا جاءت عبارة ( تلبس الشيطان للإنسان)، الشيطان يلبس جسد الإنسان ، أو (تقمص ) فالشيطان يتخذ من الإنسان قميصا يلبسه .
وحتى يقنعوا أنفسهم بهذه العقيدة الفاسدة أَوَّلوا قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة : " الَّذِينَ يَأۡكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيۡطَانُ مِنَ الۡمَسِّ .... " ( البقرة : 275 ) فأولوا تخبط الشيطان للإنسان ، مرة بالصرع ، ومرة أخرى بتلبس الشيطان للإنسان ، ونسوا أنهم بذلك إنما يقولون: إن كتاب الله سبحانه وتعالى فيه اختلاف كثير، فتارة نجد في القرأن: أن الشيطان ليس له سلطان على الإنسان إلا الوسوسة :" إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي" ، وتارة أخرى نجد أن للشيطان سلطان مطلق على الإنسان فهو  يستطيع أن يصرعه و يتلبسه حتى  يصبح الإنسان أداة طيعة للشيطان يتصرف به كيف يشاء.
جمهور العلماء على ان كلمة يقومون في الآية الكريمة تدل على قيام المرابين يوم القيامة، وخالفهم ابن عطية فقال إن كلمة يقومون تدل على قيام المرابين في الحياة الدنيا ، وقد وافقه على ذلك العلامة محمد رشيد رضا في تفسير المنار فقال : "والمتبادر إلى جميع الأفهام ما قاله ابن عطية ; لأنه إذا ذكر القيام انصرف إلى النهوض المعهود في الأعمال ، ولا قرينة تدل على أن المراد به البعث، ........ ،أما ما قاله ابن عطية ظاهر في نفسه ، فإن أولئك الذين فتنهم المال واستعبدهم حتى ضريت نفوسهم بجمعه وجعلوه مقصودا لذاته وتركوا لأجل الكسب به ، جميع موارد الكسب الطبيعي ، تخرج نفوسهم عن الاعتدال الذي عليه أكثر الناس ، ويظهر ذلك في حركاتهم وتقلبهم في أعمالهم ، كما تراه في حركات المولعين بأعمال البورصة والمغرمين بالقمار يزيد فيهم النشاط والانهماك في أعمالهم ، حتى يكون خفة تعقبها حركات غير منتظمة ، وهذا هو وجه الشبه بين حركاتهم وبين تخبط الممسوس ، فإن التخبط من الخبط وهو ضرب غير منتظم ، وكخبط العشواء "
وجمع ابن عاشور بين الرأيين معا فقال : "وقوله : لا يقومون حقيقة القيام النهوض والاستقلال ، ويطلق مجازا على تحسن الحال ، وعلى القوة ، من ذلك : قامت السوق ، وقامت الحرب ، فإن كان القيام المنفي هنا القيام الحقيقي فالمعنى : لا يقومون يوم يقوم الناس لرب العالمين إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ، أي : إلا قياما كقيام الذي يتخبطه الشيطان ، وإن كان القيام المجازي فالمعنى إما على أن حرصهم ونشاطهم في معاملات الربا كقيام المجنون تشنيعا لجشعهم ، قالها بن عطية ، ويجوز على هذا أن يكون المعنى تشبيه ما يعجب الناس من استقامة حالهم ووفرة مالهم ، وقوة تجارتهم ، بما يظهر من حال الذي يتخبطه الشيطان حتى تخاله قويا سريع الحركة ، مع أنه لا يملك لنفسه شيئا . 

يتخبطه الشيطان لا تعني الصرع:

يقول ابن عاشور في تفسيره للقرآن الكريم والمعروف باسم ( التحرير والتنوير ) : والتخبط مطاوع ( خبطه ) : إذا ضربه ضربا شديدا فاضطرب له ، أي : تحرك تحركا شديدا ، ولما كان من لازم هذا التحرك عدم الاتساق ، أطلق التخبط على اضطراب الإنسان من غير اتساق.
عبارة أخرى جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى  لتدل على نفس المعنى ( الحركة والاضطراب ) وذلك في قوله سبحانه وتعالى : " أَلَمۡ تَرَ أَنَّا أَرۡسَلۡنَا الشَّيَاطِينَ عَلَىٰ الۡكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمۡ أَزًّا" ( مريم : 83 )
يقول البغوي في تفسيره للآية الكريمة : والأز " " والهز " : التحريك أي : تحركهم وتحثهم على المعاصي . 
 وقال ابن عاشور: والأز : الهز والاستفزاز الباطني مأخوذ من أزيز القدر إذا اشتد غليانها . شبه اضطراب اعتقادهم وتناقض أقوالهم ،واختلاق أكاذيبهم ،بالغليان في صعود وانخفاض وفرقعة وسكون.
وفي تفسير البحر المحيط : 
 و ( تؤزهم ) تحركهم إلى الكفر
والفاعل في الكلمتين ( يتخبطه ، تؤزُّهم ) واحد ، وهو الشيطان في الآية الأولى :" يتخبطه الشيطان ".
والشياطين في الآية الثانية: " الشياطين تؤزهم أزا "
وإذا كنا لا نفهم من الآية الثانية أن الشياطين تصرع الناس أو تتلبسهم ،فلماذا فهمنا هذا المعنى من الآية الأولى ؟ 

ما معنى مسّ الشيطان ؟

عبارة مس الشيطان جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى في ثلاثة مواضع :
1- الَّذِينَ يَأۡكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيۡطَانُ مِنَ الۡمَسِّ ... ( البقرة : 275 )
2-  إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا۟ إِذَا مَسَّهُمۡ طَآئِفٌ مِّنَ الشَّيۡطَانِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ( الأعراف :201 )
3-  وَاذۡكُرۡ عَبۡدَنَا أَيُّوبَ إِذۡ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيۡطَانُ بِنُصۡبٍ وَعَذَابٍ ( صاد :41 ) 
وإذا فسرنا  كلمة (المسّ) في الآية الكريمة التي في سورة البقرة على أنها تدل على الصرع، أو تلبس الجن للإنسان ، فلا بد إذا وأنها تحمل نفس المعنى أيضا في الآيتين الأخريين ، في سورة الأعراف وفي سورة صاد .
وبما أنه من غير الجائز على الأنبياء أن يصيبهم الصرع ، أو تلبس الشيطان لهم ، فلا بد أن نصرف معنى كلمة ( مسّ ) في الآيات الكريمة الثلاثة إلى معنى آخر وهو الوسوسة .
أي أن كلمة ( مسّ ) في الايات الكريمة الثلاث لا تحمل إلا معنى واحدا وهو  الوسوسة ، مع اختلاف درجة الوسوسة في الآيات الكريمة الثلاث ، وتكون الوسوسة في أعلى درجاتها في الآية التي في سورة البقرة ، حتى يصل الشيطان بالممسوس درجة التخبط في أفعاله وأقواله وأمور حياته  كلها .
وأما في الآيتين الأخريتين فلا يتجاوز المسُّ أو الوسوسة أن يكون طائفا من الشيطان . 
إذا جاز للشيطان  أن يلحق الأذى بإنسان واحد ، فما الذي يمنعه أن يلحق الأذى بجميع البشر، وخاصة إذا علمنا عِظَمَ العداوة بين الشيطان والإنسان والتي تولدت منذ أن أبى الشيطان السجود لآدم عليه السلام .
فَقُلۡنَا يَـٰٓـٔادَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَـَلا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ الۡجَنَّةِ فَتَشۡقَى( طه : 117 )
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ ادۡخُلُوا۟ فِى السِّلۡمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَاتِ الشَّيۡطَانِ إِنَّهُ لَكُمۡ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( البقرة : 208 )
قَالَ اهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعًا بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ فَـَلا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَى ( طه : 123 ) 
إِنَّ الشَّيۡطَانَ لَكُمۡ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدۡعُو حِزۡبَهُ لِيَكُونُوا مِنۡ أَصۡحَابِ السَّعِيرِ ( فاطر : 6 ) 
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰٓئِكَةِٱسْجُدُوا۟ لآدَمَ فَسَجَدُوٓا۟ إِلَّآ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِۦٓ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّۢ ۚ بِئْسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلًۭا ( الكهف : 50) 
يقول الفخر الرازي في تفسير قوله سبحانه وتعالى من حيث لا ترونهم: "قوله تعالى: * (من حيث لا ترونهم) * يدل على أن الإنس لا يرون الجن لأن قوله: * (من حيث لا ترونهم) * يتناول أوقات الاستقبال من غير تخصيص، قال بعض العلماء ولو قدر الجن على تغيير صور أنفسهم بأي صورة شاؤوا وأرادوا، لوجب أن ترتفع الثقة عن معرفة الناس، فلعل هذا الذي أشاهده وأحكم عليه بأنه ولدي أو زوجتي جنى صور نفسه بصورة ولدي أو زوجتي وعلى هذا التقدير فيرتفع الوثوق عن معرفة الأشخاص، وأيضا فلو كانوا قادرين على تخبيط الناس وإزالة العقل عنهم مع أنه تعالى بين العداوة الشديدة بينهم وبين الإنس، فلم لا يفعلون ذلك في حق أكثر البشر؟ وفي حق العلماء والأفاضل والزهاد، لأن هذه العداوة بينهم وبين العلماء والزهاد أكثر وأقوى، ولما لم يوجد شيء من ذلك ثبت أنه لا قدرة لهم على البشر بوجه من الوجوه. ويتأكد هذا بقوله: * (ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي)

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما"عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي بن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها"(متفق عليه. البخاري : المرضى ؛ فضل من يصرع من الريح / مسلم :البر والصلة والآداب ؛ ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك...)
لو جاءت هذه المرأة إلى شيخ من شيوخ زماننا، لقرأ عليها القرآن، ليخرج الجن منها ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم حديث صحيح أو ضعيف أنه كان يخرج الجن بالقرآن، كما لم يرد ذلك عن الصحابة الكرام، كما أن المرأة طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، ولم تطلب منه أن يقرا عليها القرآن ليخرج الجن منها، لأن إخراج الجن من المصروع لم يكن معروفا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن الصحابة الكرام من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحدثه  الناس في عصور التخلف والجهل.

دعونا نناقش روايتين من الصحيحين تزعم إحداهما أن الجن يتمثل في صورة الثعبان ، وتزعم الرواية الأخرى أن الجن يتمثل في صورة الإنسان :

الروايــــــــــــــــــــــة الأولـــــــــــــــــــى:

روى مسلم في صحيحه ،"عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته، قال: فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية، فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال: أترى هذا البيت، فقلت: نعم، قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس، قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك قريظة، فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأهوى إليها الرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل، فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فركزه في الدار، فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا، الحية أم الفتى، قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله يحييه لنا، فقال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان"(صحيح مسلم :كتاب  السلام ؛ باب قتل الحيات وغيرها)
ونتساءل :
1. هل يحق لمن أسلم من الجن أن يدخل بيوتنا، ويطأ فرشنا بغير إذن منا؟
2.  من الواضح أن هذا النوع من الأفاعي سام جدا، فهل يجرؤ أحدنا أن يترك الحية في بيته (وعلى فراشه) ثلاثة أيام، ثم ينام مطمئنا قرير العين،  خاصة إذا علمنا أن منها جن مسلم ومنها شياطين، كما جاء في الحديث، فإن كان يأمن للجن المسلم، فكيف يأمن للشياطين؟
3.  إذا كنا نجرؤ نحن على ذلك، فكيف نقنع نساءنا وأطفالنا بذلك ؟
4. لنفترض أن الصحابة لم يكونوا من البشر، وكانوا لا يخافون النوم في البيت الذي فيه أفاعي سامة، فهل تجرؤ نساؤهم وأطفالهم على ذلك؟ وإذا كان الجواب نعم، فلماذا هربت زوجة الصحابي من البيت عندما رأت الحية ؟
5. هل للجن سلطان على الإنس غير الوسوسة؟. وهل يستطيع الجن قتل الإنسان ؟يقول الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لي"(أبراهيم: 22)
6. هل جعل الله سبحانه وتعالى للإنسان سلطانا على الجن بعد نبي الله سليمان عليه السلام، وهل يستطيع الإنسي قتل الجني؟
7. ما الذي يجعل الجني يتمثل في صورة حية يستطيع الإنسان قتلها، إذا كان الإنسان لا يستطيع رؤيته عندما يكون على صورته الأصلية التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها، فلا يسلط عليه فيقتله، سواء كان جنيا مسلما أو شيطانا .
8. الفتى أصابته غيرة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به، فهل كان من عادتهم إذا رأى أحدهم زوجته بين البابين قائمة،أن يطعنها بالرمح؟
9. يقول الله سبحانه وتعالى:" لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا"( البقرة 286)
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: وقوله: " لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا" ( أي:لا يكلف أحدًا فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم).  أليس في هذا الحديث تكليف للمسلمين فوق طاقتهم!؟ 

الروايــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــــــــة:

روى البخاري ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة) قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك، وسيعود) فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه سيعود) فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أباهريرة ما فعل أسيرك) قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه كذبك، وسيعود) فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة) قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي) قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة) قال: لا، قال: ذاك شيطان . (صحيح البخاري:كتاب الوكالة ؛ باب إذا وكل رجلا، فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز، وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز)
1-  هذا الحديث يخالف كتاب الله سبحانه وتعالى،  حيث يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنّ الجن يروننا  ولا نراهم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية 27:  "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ"

يقول الفخر الرازي في تفسير قوله سبحانه وتعالى من حيث لا ترونهم: "قوله تعالى: * 
(من حيث لا ترونهم) * يدل على أن الإنس لا يرون الجن لأن قوله: * (من حيث لا ترونهم) * يتناول أوقات الاستقبال من غير تخصيص، قال بعض العلماء ولو قدر الجن على تغيير صور أنفسهم بأي صورة شاؤوا وأرادوا، لوجب أن ترتفع الثقة عن معرفة الناس، فلعل هذا الذي أشاهده وأحكم عليه بأنه ولدي أو زوجتي جنى صور نفسه بصورة ولدي أو زوجتي وعلى هذا التقدير فيرتفع الوثوق عن معرفة الأشخاص.

ويقول الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار: "روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى الجن الذين استمعوا القرآن منه مستدلا بقوله تعالى : 
( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) ( 72 : 1 ) ولكن روي عن ابن مسعود أنه رآهم ، وفي أحاديث أخرى أنه كان يرى الشياطين ، وكان الشافعي رحمه الله يرى أن رؤيتهم من الخوارق الخاصة بالأنبياء ، فقد روى البيهقي في مناقبه عن صاحبه الربيع أنه سمعه يقول : من زعم أنه يرى الجن رددنا شهادته إلا أن يكون نبيا"

والذين يقولون بإمكانية رؤية الإنسان للجن إنما يعتمدون في قولهم على حديث أبي هريرة المذكور، وهم بذلك يخضعون آيات الله سبحانه وتعالى لأحاديث آحاد  ظنية الثبوت "قد تصح نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لا تصح"
ونحن هنا لا نتهم أبا هريرة أو البخاري رحمهما الله سبحانه وتعالى وإنما التهمة لأحد الرواة الذين روى عنهم البخاري هذا الحديث.

فعلم الجرح والتعديل الذي يبحث في أحوال رواة الحديث ليس علما منزلا من الله سبحانه وتعالى، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فما معنى أن يقول فلان عن فلان أنه عدل، أليس فلان بشرا يخطىء ويصيب.

العلماء الذين اشتغلوابالجرح والتعديل بشر مثلنا يخطئون ويصيبون، وهم يأخذون بالظاهر ولا يعلمون بواطن الرجال الذين يزكونهم ويقولون بعدالتهم، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بواطن الرجال الذين يعيشون معه في مدينة رسول الله عليه وسلم، فلقد كان يحهل المنافقين الذين يعيشون معه في المدينة ، ولا يعلمهم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة:
 " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم."

خلاصة القول أن سلفنا الصالح كانوا يهتمون بسند الحديث (فلان عن فلان عن فلان)ولا يعطون الاهتمام الكافي بمتن الحديث، فنحن مطالبون الآن بمحاكمة متن الحديث، حيث غفل عنه الأولون، ويكون ذلك بأن نعرض الحديث  على كتاب الله سبحانه وتعالى، وعلى الحقائق العلمية الثابتة،وليس النظريات ، ونعرض الحديث على الوقائع التاريخية الثابتة ، فإن خالف الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى أو الحقائق العلمية الثابتة أو الوقائع التاريخية الثايتة؛ نجزم أن الحديث موضوع وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من ذلك الحديث

2- واضح من الحديث أن أبو هريرة كان له سلطان على الشيطان، فكان يستطيع أن يأخذه ويأسره ويرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان يستطيع أن يرحمه ويخلي سبيله.

وهذا السلطان لم يجعله الله سبحانه وتعالى لأحد من بعد نبيه سليمان عليه السلام.
 يقول الله سبحانه وتعالى في سورة صاد: " وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ،قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ،فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ،وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ،وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ، هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ. 

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (
إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي، فأمكنني الله منه فأخذته، فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان: "رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي" فرددته خاسئا) متفق عليه.

فلا يمكن أن يكون لأبي هريرة أو غير أبي هريرة سلطان على الجن ،  بعد نبي الله سليمان عليه السلام فيأخذه ويأسره ويرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يرحمه ويخلي سبيله. فالقول بذلك يخالف كتاب الله سبحانه وتعالى.

3- هذا الحديث يخالف قول الله سبحاته وتعالى في سورة النمل الآية 65 :"
 قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون" وقوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية 188 : " قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"

نحن لا ننفي أن يكون الله سبحانه وتعالى قد أظهر نبيه صلى الله عليه وسلم على أمور غيبية تتعلق بوقائع محددة، وحيا دون أن ينزلها سبحانه وتعالى في الكتاب، لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى. كإخباره سبحانه وتعالى  نبيه صلى الله عليه وسلم بأمر أم المؤمنين التي أسر لها حديثا ونبأت به : 
" وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًۭا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍۢ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ" (التحريم : 3)
لذلك نرى أم المؤمنين رضي الله عنها استغربت أن يحدثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر غيبي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلعا عليه، فلم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس بالأمور الغيبية إلا ما يكون في كتاب الله سبحانه وتعالى، لذلك نجدها قالت في استغراب : "مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا " ولو كان من عادته صلى الله عليه وسلم اخبارهم بأمور الغيب لما استغربت ولما سألت " مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا "

وحتى إذا افترضنا جدلا أن الجن يتمثل على صورة الإنسان أو الحيوان ،فهل يفقد الجن خصائصه الأصلية  التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها ، وتنتقل إليه خصائص الإنسان أو الحيوان التي تمثل بهما ، حتى يستطيع أبو هريرة أن يأسره ، والفتي أن يقتله ،والشيخ الزغبي أن يذبح البقرة التي تمثل بها الجني ، فيأكل لحمها ، ويكون بذلك ٌقد اكل لحم الجن




كان أبو حنيفة رحمه الله يرد على الذين يتهمونه بالخروج على السنّة فقال: "ردي على رجل يحدث عن رسول الله بخلاف القرآن ليس رداً على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تكذيباً له، ولكنه رد على من يحدث عن رسول الله بالباطل، والتهمة دخلت عليه وليس على نبي الله"
وكان يقول: "كل شيء تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين. فقد آمنّا به وشهدنا أنه كما قال"

وأنا أقول كما قال أبو حنيفة رحمه الله: " كل شيء تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين. فقد آمنّا به وشهدنا أنه كما قال"
 صحيحا البخاري ومسلم ليسا هما السنة .
صحيحا البخاري ومسلم فيهما الأحاديث الصحيحة وفيهما الروايات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

 أقول للذين  يقولون إن جميع الأحاديث في البخاري ومسلم صحيحة ،أنتم الذين تطعنون بالسنة وتطعنون بالقرآن الكريم وتطعنون بالإسلام

عندما يروي البخاري أحاديث تزعم أن كتاب الله سبحانه قد ناله التحريف بعد وفاة رسول الله ، فهل يكون لزاما علينا أن نصدق هذه الروايات ونكذّب كتاب الله سبحانه وتعالى الذي يقول : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"؟

الأحاديث التالية رواها البخاري ومسلم مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ،تزعم أن كتاب الله سبحانه وتعالى ناله التبديل والتحريف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

1-عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت: "كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن: بخمس معلومات. فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن".( صحيح مسلم:كتاب الرضاع؛ باب التحريم بخمس رضعات) .

2 - عن علقمة قال قدمنا الشام فأتانا أبو الدرداء فقال أفيكم أحد يقرأ علي قراءة عبد الله فقلت نعم أنا قال فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية " والليل إذا يغشى " قال سمعته يقرأ " والليل إذا يغشى " والذكر والأنثى قال وأنا والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ وما خلق فلا أتابعهم ( صحيح مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب ما يتعلق بالقراءات)

وفي رواية البخاري : " عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: "والليل إذا يغشى" قال علقمة: "والذكر والأنثى" قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ: "وما خلق الذكر والأنثى" والله لا أتابعهم( صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، وما خلق الذكر والأنثى )

3- عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فلما بلغتها آذنتها فأملت علي " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " وقوموا لله قانتين " قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صحيح مسلم ،كتاب المساجد ومواضع الصلاة،باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى صلاة العصر)

ارجو أن لا يقول أحد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وهذه من الأحرف السبعة ، لأنها إن كانت كذلك فإنه يجوز أن يتعبد بها ، أي بمعنى إذا تعمد أحدنا أن يقرأ في صلاته : "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ، والذكر والأنثى" دون أن يقرأ " وما خلق" تكون صلاته صحيحة.

وإذا تعمد أن يقرأ في صلاته " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " تكون صلاته صحيحة

وأرجو أن لا يقول أحد : إن ما ذكرته أم المؤمنين رضي الله عنها ، هو تفسير وليس قرآنا لأن هذا غير صحيح، لأن الذي يفسر عندما يكتب مصحفا لا يفسر كلمة واحدة فقط من المصحف، والمصحف كُتب لها أصلا فليست بحاجة إلى كتابة تفسير كلمة واحدة فقط من المصحف ، ولكن الرواية تقول " سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي انها جزء من القرآن ضاع بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا حسب الرواية ، أيضا انظر إلى حرف العطف " و " في الجملة " وصلاة العصر" وحرف الواو لايفيد التفسير كما هومعلوم عند أهل اللغة

استمع إلى هذه الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم ، وهي  توهم السامع أن الذي كان يوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هم بشر :

عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال قال ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من ‏ ‏مقام ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏مصلى فنزلت ‏واتخذوا من ‏ ‏مقام ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏مصلى ‏ ‏وآية الحجاب ‏ ‏قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن ‏ ‏البر ‏ ‏والفاجر ‏ ‏فنزلت ‏ ‏آية الحجاب ‏ ‏واجتمع نساء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الغيرة عليه فقلت لهن ‏ ‏عسى ربه إن طلقكن أن ‏ ‏يبدله ‏ ‏أزواجا خيرا منكن ‏فنزلت هذه الآية ‏( (((صحيح البخاري : كتاب الصلاة ؛ باب استقبال القبلة )

2- "عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود وهي تقول: هل شعرت أنكم تفتنون في القبور، قالت: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنما تفتن يهود، قالت عائشة: فلبثنا ليالي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور، قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر" ( مسلم : المساجد ومواضع الصلاة ؛ استحباب التعوذ من عذاب القبر)

رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من هذه الافتراءات والأكاذيب حتى لو رواها البخاري ومسلم


البخاري ومسلم لم يسمعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يسمعا من أبي هريرة ولم يسمعا من أحد من التابعين

البخاري ومسلم دونا صحيحيهما في القرن الثالث الهجري بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرنين ونصف من الزمان .وكان يتلقيان الروايات مشافهة من ألسن الرجال

وهل يمكن لنص أن يبقى يتداول مشافهة على الألسن قرنين ونصف من الزمان دون أن يناله التبديل والتحريف والزيادة والنقصان ؟

يقول مستشار/أحمد عبده ماهر/محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي
"أعجب كل العجب من المسلمين وهم يتصورون البخاري وهو يركب بغلة أو حمار ليتحسس ويتتبع أمر كل حديث، فلقد كانت كل الأحاديث صحيحها وسقيمها مدونة قبل أن يولد البخاري وإلا فكيف أقام الأئمة الأربعة فقههم وكلهم كانوا قبل أن يولد البخاري إلا أحمدبن حنبل.
ثم تعالوا إلى تصوركم تتبع البخاري للسند لنشرحه بتبسيط لمن يريد الفهم لو كان البخاري يتتبع الأحاديث حتى يصل لأبو هريرة كما يظن البعض.
يذهب البخاري إلى أحدهم من الأحياء فيجد عنده حديثا فيسأله ممن سمعت هذا الحديث فيقول له سمعته من فلان فيقول له وأين فلان يقول له لقد مات،
فيسأل البخاري وممن سمعه فلان يقول له من علان، فأين علان، يقول له لقد مات، فيسأل البخاري مجددا وممن سمع فلان وعلان الحديث يقول له ذات الشخص أنهما سمعاه من أبو هريرة وطبعا أبو هريرة من الأموات.
يعني هذا أن البخاري لم يلتق إلا بواحد فقط من الأحياء
وأما عن المعاصرة بين فلان وعلان وترتان فكان البخاري يسأل عنها شخصا واحدا أيضا. من الأحياء فيسأله عن أموات لعمق ثلاثة أو أربع أجيال سابقة.
وأما عن إلتقاء فلان بعلان بترتان فكان البخاري يسأل عنها شخصا واحدا لأن الباقين كانوا من الأموات .
وكان البخاري ومن قبله يتصورون أن الخبر الذي يعتد به لابد أن يصدر عن عدل ضابط، يعني مسلم صحيح الإسلام ويستطيع تذكر الأمور، وما ذلك إلا لأنهم فهموا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6؛ فأهمل الفقهاء خبر الفاسق. بل وأهملوا خبر من تم اتهامه بالتشيع.
بينما أن الآية تطلب منا تبين الخبر لا أن نتبين الشخص، لأن تفحص الشخص يعني الغيبة والنميمة وسوء الظن وجمبعهم أمورا منهيا عنها شرعا، لذلك فعلم السند كله قائم على أسس مغلوطة وغير شؤعية ومخالفة للقرءان
ويكفيك أن تعلم بأن كتب الرجال قد اختلفت في الرجال فبينما تجد هذا موثقا عند ذلك المحدث تجده مجروحا عند آخر، بل أن البخاري لم يعتمد 615 رجلا من رجال الإمام مسلم، ولم يعتمد الإمام مسلم 434 رجلا من رجال البخاري، وكل ذلك يؤكد لك فساد منظومة التحري عن الرجال.......فهذا هو علم السند. ( انتهى قول المستشار أحمد عبده ماهر )

لقد وضع علماء الحديث قواعد وأصول لنقد متن الحديث ، ولكن لم يجرؤ أحد ممن وضعوا هذه القواعد أن يطبقها على الأحاديث التي رواها الشيخان ( البخاري ومسلم)
لماذا ؟ لأن أي إنسان يتعرض  لحديث من أحاديث البخاري أومسلم بالنقد والتحليل ، فلا بد أن يحارب ، ويتهم في دينه من قبل مجموعة نصَّبوا أنفسهم أوصياء على الدين ، وكل من خالفهم فهو كافر، زنديق منافق ،إلى غير ذلك من التهم التي باتت معروفة لدى القاصي والداني من المسلمين.
قواعد نقد متن الحديث التي اتفق عليها الفقهاء كما ذكر ذلك مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه ( السنة ومكانتها في التشريع ):
1ـ ألا يخالف بدهيات العقول.
2ـ ألا يخالف القواعد العامة في الحكمة ـ الطب ـ والأخلاق.
3ـ عدم ركة ألفاظه.
4ـ إلا يخالف الحس والمشاهدة، كالحقائق العلمية.
5ـ ألا يخالف سنن الله في الكون والإنسان.
6ـ ألا يدعو للرذيلة ـ الانحطاط بإنسانية الإنسان، فالمساس بإنسانية الإنسان حاربته جميع الشرائع.
7ـ ألا يخالف المعقول في العقيدة والصفات.
8ـ ألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء.
9ـ ألا يخالف القرآن.
10ـ ألا يخالف متواتر السنة ـ المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، كأركان الإسلام والإيمان، والحدود والقيم ـ هكذا قال الشافعي وابن القيم ـ أضاف جمهور الأصوليين ـ علماء المقاصد ـ قبول المتن ما لم يصادم مقصداً من مقاصد الشريعة.
11ـ ألا يخالف الحقائق التاريخية المعروفة عن أيام الرسول والصحابة.
12ـ ألا يوافق مذهب الراوي.
13ـ ألا يكون الرسول قد أخبر عن أمر وقع في مشهد عظيم، ثم يأتي ويخبر به واحد فقط.
14ـ ألا يشتمل على إفراط في الثواب والعقاب على الحقير من العمل.
15ـ ألا يكون ناشئاً عن باعث نفسي.


نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها: لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تدوين السنة !؟
"عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تكتبوا عني ،ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ( مسلم : كتاب الزهد والرقائق ؛التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم .)

ولماذا لم يكتب أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما السنة ؟
روى عبد الرزاق بن همام في مصنفه ،عن معمر عن الزهري عن عروة: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن ، فاستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق يستخير الله فيها شهرا ، ثم أصبح يوما وقد عزم الله [ له ] فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا ، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا( المصنف لعبد الرزاق: ج 11 ،ص 257)

إذا عمر رضي الله عنه لم يكتب السنن حتى لا نكون مثل من قبلنا "كتبوا كتبا ، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا"
"كتبوا كتبا ، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا"
أليس هذا هو واقعنا الآن ؟
ألم نكب على صحيحي البخاري ومسلم ونترك كتاب الله سبحانه وتعالى ، حتى تجرأ سلفنا الصالح على أن يقولوا "السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة" ؟
جاء في كتاب الجامع لأحكام القرآن/المقدمة/باب تبيين الكتاب بالسنة وما جاء في ذلك : "وروى سعيد بن منصور حدثنا عيسى ابن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال : القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن. وبه عن الأوزاعي قال قال يحيى بن أبي كثير : السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل وسئل عن هذا الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب فقال ما أجسر على هذا أن أقوله ولكني أقول إن السنة تفسر الكتاب وتبينه."
              
لماذا لم تكتب السنة في القرن الأول الهجري ؟
ذكر البخاري في صحيحه ج 1 ص 33 باب كيف يقبض العلم ، قال: "وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبى بكر بن حزم (توفي سنة 120 هـ) : انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه ، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ، ولا يقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم ، فان العلم لا يهلك حتى يكون سرا".( صحيح البخاري : كتاب العلم ن باب كبف يقبض العلم )
يقول ابن حجر: قوله : ( فاكتبه ) يستفاد منه ابتداء تدوين الحديث النبوي . وكانوا قبل ذلك يعتمدون على الحفظ فلما خاف عمر بن عبد العزيزوكان على رأس المائة الأولى من ذهاب العلم بموت العلماء رأى أن في تدوينه ضبطا له وإبقاء .(فتح الباري :كتاب العلم ؛ باب كيفي قبض العلم )

يقول الذهبي في تاريخ الإسلام ص 1034 ، أحداث سنة (143 هـ) ثلاث وأربعين ومائة قال:
وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير

هل تعلم أن أول من قال " حسبنا كتاب الله ( على حد زعمهم)  هو عمر بن الخطاب رضي الله عندما عصى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفض ان يكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لا يضلون بعده أبدا على حسب زعمهم

عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا، قال عبيد الله: فكان بن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية: ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم". (مسلم : الوصية ؛ ترك الوصية لمن ليس عنده شيء يوصى فيه)





روى مسلم في صحيحه ،عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين قالت فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري جميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه.

        

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة النساء الآية السادسة:" وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح،  فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم."

نفهم من الآية الكريمة وجود  شيء في الإسلام اسمه بلوغ النكاح .

وكيف يُعرف بلوغ النكاح ؟

هناك علامات عند الذكر والأنثى يعلمها القاصي والداني يُعرف بها إن كان الصغير أو الصغيرة قد بلغا النكاح أم لا .

 

فهل نستطيع القول إن ابنة التاسعة في العادة تبلغ النكاح ؟

 

 عائشة رضي الله عنها حسب زعمهم في هذه الأكذوبة "كانت طفلة صغيرة ،تلعب على الأرجوحة مع صويحباتها،صرخت بها أمها وما تدري ماتريد"


هل يستطيع عاقل أن يقول إن هذه الطفلة قد بلغت النكاح ؟ "فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه"

فتاة صغيرة، تلعب على الأرجوحة مع صويحباتها ، تصرخ عليها أمها فتأتيها وما تدري ما تريد بها ، ، فتأخذها بيدها وتوقفها على الباب وهي تلهث حتى انقطع نفسها (فقلت هه هه حتى ذهب نفسي ) فتدخلها بيتا ، فإذا به نسوة غريبات عنها ، فيصلحنها ، ويسلمنها لرجل غريب عنها ليغتصبها !!!؟؟

 حتى لو كان عمرها سبعين سنة ،فحسب هذه المعطيات، لا يصدق عاقل أن هذه الطفلة قد بلغت النكاح .
رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من هذه الأكاذيب والافتراءات . فهذه الافتراءت تخالف قول الله سبحانه وتعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وسلم : " وإنك لعلى خلق عظيم "

 

وبالرغم من وضوح الرواية في أن عائشة رضي الله عنها  كانت طفلة صغيرة، لا تدري شيئا ، تلعب بالأرجوحة مع صويحباتها ، يأتي من يقول لنا : إن عائشة كانت قد بلغت النكاح  ، وأن الفتيات في ذلك الزمن وفي تلك البيئة الجغرافية كن يبلغن النكاح قبل سن التاسعة .
ونقول لهؤلاء القوم : عفوا ، إن ادّعاءكم غير صحيح.

فهناك حديث آخر يبين أن الصغار في ذلك الزمن وفي تلك البيئة لم يكونوا ليبلغوا  الحلم قبل العاشرة في العادة .

" مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ"

إذا التفريق في المضاجع يكون عند بلوغ الطفل عشر سنين: "وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ"


ولابد أن يكون التفريق في المضاجع قبل بلوغ النكاح .

أي أن الفتاة في تلك الفترة الزمنية ، وفي تلك البيئة الجغرافية ، لم تكن لتبلغ النكاح قبل سن العاشرة.

أما ما قد يكون من حالات شاذة ، فالشاذ لا حكم له.

 

حديث آخر يخالف حديث زواج عائشة رضي الله عنها وهي ابنة تسع : عن أَبُي هُرَيْرَةَ ، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال : لا تُنْكَحُ البِكْرُ حتى تستأذنَ ، ولا الثيبُ حتى تُسْتَأْمَرَ . فقيل : يا رسولَ اللهِ ، كيف إذنُها ؟ قال : إذا سكتت ( رواه البخاري)

فهل استؤذنت عائشة رضي الله عنها في حديث مسلم المزعوم!؟
.... فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه"


أما قوله سبحانه وتعالى: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاث أشهر واللائي لم يحضن).

فلا  يدل على الصغيرات اللاتي لم يحضن ،لوجود شرط بلوغ النكاح للزواج في الإسلام ،ولكنه يدل على النساء اللاتي يبلغن النكاح دون أن يحضن ،وهذا أمر معلوم طبيا ، فكثير من النساء يبلغن النكاح ويحملن ويلدن دون أن يحضن.فهذه الآية الكريمة نزلت لمثل هذه الحالات .

 

ذكر المرحوم مصطفى السباعي  في كتابه ( السنة ومكانتها في التشريع  ) أن هنالك قواعد لنقد متن الحديث اتفق عليها الفقهاء وهذه القواعد هي:

1ـ ألا يخالف بدهيات العقول.
2ـ ألا يخالف القواعد العامة في الحكمة ـ الطب ـ والأخلاق.
3ـ عدم ركة ألفاظه.
4ـ إلا يخالف الحس والمشاهدة، كالحقائق العلمية.
5ـ ألا يخالف سنن الله في الكون والإنسان.
6ـ ألا يدعو للرذيلة ـ الانحطاط بإنسانية الإنسان، فالمساس بإنسانية الإنسان حاربته جميع الشرائع.
7ـ ألا يخالف المعقول في العقيدة والصفات.
8ـ ألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء.
9ـ ألا يخالف القرآن.
10ـ ألا يخالف متواتر السنة ـ المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، كأركان الإسلام والإيمان، والحدود والقيم ـ هكذا قال الشافعي وابن القيم ـ أضاف جمهور الأصوليين ـ علماء المقاصد ـ قبول المتن ما لم يصادم مقصداً من مقاصد الشريعة.
11ـ ألا يخالف الحقائق التاريخية المعروفة عن أيام الرسول والصحابة.
12ـ ألا يوافق مذهب الراوي.
13ـ ألا يكون الرسول قد أخبر عن أمر وقع في مشهد عظيم، ثم يأتي ويخبر به واحد فقط.
14ـ ألا يشتمل على إفراط في الثواب والعقاب على الحقير من العمل.
15ـ ألا يكون ناشئاً عن باعث نفسي. 

 

لنعرض حديث زواج عائشة المزعوم على قواعد نقد متن الحديث التي اتفق عليها الفقهاء كما ذكر المرحوم مصطفى السباعي:

 

القاعدة الثانية : ألا يخالف القواعد العامة في الحكمة ـ الطب ـ والأخلاق.

هل من القواعد العامة في الحكمة والطب والأخلاق نكاح طفلة صغيرة عمرها تسع سنوات فقط لم تبلغ النكاح كانت تلعب على الأرجوحة مع صويحباتها ، هل من الأخلاق أخذها عن الأرجوحة وتسليمها لنساء يغسلن رأسها ةيصلحنها ويسلمنها إلى رجل كبير يدخل بها وهي لا تدري شيئا (فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه)

القاعدة الخامسة : ألا يخالف سنن الله في الكون والإنسان.
 نكاح طفلة صغيرة تلعب بالمراجيح تؤخذ عن الأرجوحة ويدفع بها إلى رجل كبير وهي لا تدري شيئا ، هل هو  من سنن الله في الكون والإنسان !؟

القاعدة السادسة : ألا يدعو للرذيلة ـ الانحطاط بإنسانية الإنسان، فالمساس بإنسانية الإنسان حاربته جميع الشرائع.

اغتصاب الأطفال أليس  رذيلة وانحطاط بإنسانية الإنسان !؟ بل هو قمة الرذيلة والانحطاط بإنسانية الإنسان.

القاعدة الثامنة : ألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء.

اغتصاب الأطفال ، أليس سخافة يصان عنها العقلاء؟

9ـ ألا يخالف القرآن.

هذه الأكذوبة كما بينا سابقا ، تخالف كتاب الله سبحانه وتعالى الذي حدد شيئا اسمه بلوغ النكاح.
وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم.
هذه الطفلة التي كانت تلعب على الأرجوحة مع صحيباتها وما تدري شيئا هل  بلغت النكاح !؟

 

القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة رضي الله عنها وعمرها تسع سنوات قول مكذوب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كل ما رواه البخاري ومسلم صحيح، فالحديث مهما بلغت درجة صحته ليس حجة على الإسلام ، لأن الحديث ظني الثبوت، بمعنى أنه قد يكون صحيحا وقد يكون غير صحيح ، ويجب أن نعرض الحديث على كتاب الله سبحانه وتعالى ، فإن خالف الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى نرده بغض النظر عمن روى الحديث ، حتىا لو كان البخاري أو مسلم.

حديث زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة وهي ابنة تسع سنين المزعوم،  رواه الشيخان عن طريق هشام ابن عروة وهشام هذا متهم بالتدليس ، والتدليس أخو الكذب كما قال الشافي رحمه الله .
يقول بن حجر في كتاب تهذيب التهذيب :"وقال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: رأيت مالك بن أنس في النوم، فسألته عن هشام بن عروة، فقال: أما ما حدث به وهو عندنا فهو، أي كأنه يصححه، وما حدث به بعدما خرج من عندنا، فكأنه يوهنه، وقال بن سعد والعجلي: كان ثقة، زاد بن سعد: ثبتا كثير الحديث، حجة، وقال أبو حاتم: ثقة إمام في الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت، لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذي نرى أن هشاما تسهل لأهل العراق، أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه، وقال بن خراش: كان مالك لا يرضاه ، وكان هشام صدوقا، تدخل أخباره في الصحيح، بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمه كان يقول: حدثني أبي قال سمعت عائشة، وقدم الثانية، فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة" (تهذيب التهذيب : حرف الهاء ؛89 )

روان طفلة «قتلها» زوجها ليلة الدخلة!

 

<< الجمعه، 13 سبتمبر/أيلول، 2013 حلمي الأسمر / جريدة الدستور الأردنية


زواج القاصرات ممن لم يبلغن الحلم ليس من الدين في شيء، ومن يدافع عن هذا السلوك المشين موردا عشرات الأدلة من النصوص الفقهية، يظلم نفسه ويظلم الدين، ويظلم المجتمع بأسره، ويُخرجنا –كأمة- من دائرة الإنسانية، وإلا كيف يتسق مع فهمنا ومنطقنا أن «يقتل» رجل أربعيني فتاة في عمر الثامنة، بحجة أنها «عروسه» وبحجة أنه يمارس حقه «الشرعي» في ليلة «الدخلة» وأي دخلة، تركت وراءها طفلة في حالة نزيف داخلي مميت، بعد أن مزقت وحشية العريس أعضاء البنت الصغيرة البريئة، التي لم تدرك بعد معنى الزواج؟
هذا ما حدث مع روان، العروس اليمنية التي وصلت بالكاد سن الثامنة، بعد أن «شيعها» أهلوها، ولا أقول زفوها، لعريس يبلغ عمره أضعاف أضعاف عمرها، كي تنقل إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت، ثم تفيض روحها إلى بارئها لاعنة من تسبب بهذه المأساة المروعة!

أسوأ جزء في المشهد، فيما يسوقه بعض شيوخ الشبق الجنسي، المدافعين عن زواج البنات الصغيرات، استشهادهم بما يروى عن زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسيدة عائشة وهي في سن التاسعة، وفي ما هذا الحديث ما يقال، حتى ولو كان مرويا في البخاري، وهو أصح الكتب بعد كتاب الله، ولكنه ليس قرآنا فهو جهد بشري نشهد أنه تم وفق أدق وأرقى المعايير التي عرفتها البشرية في تأليف الكتب توثيقا وصدقية، 

 

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بريئان من هذا السخافات.

 

معلوم أن السنة الشريفة دونت في القرنين الثاني والثالث الهجريين ، وأن البخاري ومسلم ، قد دونا صحيحيهما في القرن الثالث الهجري ، حيث كان الحديث قبل ذلك يتداول مشافهة على ألسنة الرواة.

 

ولا يمكن لنص شفهي أن يبقى يتداول مشافهة على الألسن قرنين ونصف من الزمان ، دون أن يلحقه التبديل والتغيير والتحريف والزيادة والنقصان

 

حاشا لله أن نتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين ، ولكننا نتهم الرواة في العصرين الأموي والعباسي الذين كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فغيروا في ديننا وحرفوا وزادوا ونقصوا.

 

دفاعا عن السنة النبوية المطهرة ، دعوة للتصحيح ، ليس كل ما في الصحيحين صحيح

 

 

 

 

 

 

 



اللهم إني أبرؤ إليك من أناس يضيفون إليك مالا يليق بجلالك من الصفات


اللهم إني أبرؤ إليك من أناس أضافو إليك صفة النزول يا علي ياعظيم وزعموا أن نبيك قال : "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر" ( متفق عليه ، البخاري ومسلم)


اللهم إني أبرؤ إليك من أناس زعموا أن عرشك يهتز لموت بشر وزعموا أن نبيك قال : "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" ( متفق عليه ، البخاري ومسلم )


اللهم إني أبرؤ إليك من أناس زعموا أنك تتردد في فعل أنت فاعله وزعموا أن نبيك قال : "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته" ( رواه البخاري )


اللهم إني أبرؤ إليك من المشبهة الذين شبهوا خلقك بك سبحانك فزعموا أن نبيك قال : "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته ( رواه مسلم )


اللهم إني أبرؤ إليك من أناس أضافوا إليك صفة الظلم وزعموا أنك تغفر ذنوب المسلمين وتضعها على اليهود والنصارى فزعموا أن نبيك قال : "يجئ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى "( رواه مسلم )


اللهم إني أبرؤ إليك من أناس زعموا أنك تجلس أحدا من خلقك على عرشك فقالوا :"أن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه." (ابن تيمية في الفتاوى(4/373 ) : فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون : أن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.)


اللهم إني أبرؤ إليك من المجسمة و المشبهة ومن كل من يضيف إليك مالا يليق بك من الصفات ، سبحانك لا إله إلا أنت ، ليس كمثلك شيء وأنت السميع البصير
.


سبحانك وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام















            
من المصائب التي ابتلينا بها نحن المسلمين ، أن السلفيين عندما يشتمون ويسبون ، ويفحشون بالقول يظنون أن لهم أجرا بذلك ، ويعتقدون أنهم بذلك إنما يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، متناسين قول الله سبحانه وتعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وسلم :" وإنك لعلى خلق عظيم " ومتناسين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا الفاحش البذئ "

فالحديث رواه البخاري وأحمد في مسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: ... فأتاه أي عروة بن مسعود ـ فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكرامصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه... الحديث.

قال الحافظ في الفتح: وكانت عادة العرب الشتم بذلك لكن بلفظ الأم، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه، وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك.

وقال ابن النمير في قول أبي بكر: تخسيس للعدو، وتكذيبهم، وتعريض بإلزامهم من قولهم إن اللات بنت الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ بأنها لو كانت بنتا لكان لها ما يكون للإناث. اهـ.

وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد:وفي قول الصديق لعروة(امصص بظر اللاتدليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال..

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن. اهـ. وعليه، فإن كان الموقف يستدعي التصريح بمثل هذا اللفظ إيثارا للمصلحة ودفعاً للمفسدة فلا حرج في ذلك، ولا تعارض بينه وبين نهي النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأحمد عن عبد الله بن مسعودقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا الفاحش البذئ. بدليل قوله تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (148) سورة النساء وأيضاً لو كان فيه مخالفة لنهاه النبي عن ذلك بل أقره وهو صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل.

رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وديننا الإسلامي الحنيف بريئون من هذه السخافات
هذه الأكاذيب وضعت في القرنين الثاني والثالث الهجريين قبل تدوين الحديث ، حيث كانت الأحاديث تتناقل مشافهة على الألسن

هل تعلم أن البخاري ومسلم دونا كتابيهما في القرن الثالث الهجري ، وكانا يتلقيان الأحاديث مشافهة من ألسن الرواة

وهل يمكن لنص شفهي أن يبقى يتداول مشافهة على الألسن قرابة مائتين وخمسين سنة دون أن يناله التبديل والتغيير والتحريف والزيادة والنقصان


             

شتان بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة الفقهاء والمحدثين :

سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وإنك لعلى خلق عظيم "

سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "

سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين

سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذين هم عن اللغو معرضون

سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا الفاحش البذئ "

أما سنة المحدثين : ""اعضض أير أبيك "و " امصص بظر اللات "

قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد:
"وفي قول الصديق لعروة "امصص بظر اللات " دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال (زاد المعاد في هدي خير العباد   3 / 305   )

وقال ابن تيمية منهاج السنة النبوية :
ولهذا قال من قال من العلماء إن هذا يدل على جواز التصريح باسم العورة للحاجة ، والمصلحة ، وليس من الفحش المنهي عنه، كما في حديث أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه هن أبيه ولا تكنوا) رواه أحمد ، فسمع أبي بن كعب رجلاً يقول : يا فلان ، فقال : اعضض أير أبيك ، فقيل له في ذلك فقال : بهذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( منهاج السنة النبوية   8 / 408 ، 409  )


دعوة للتصحيـــــح، ليس كل ما في الصحيحيـــــن صحيـــــــــح.]

 

 

م م رشيد

 
دعوة للتصحيح ، ليس كل ما في الصحيحين صحيح 


اضعط الرابط


 

Aucun commentaire: