mardi 3 janvier 2017

الرسالة الخامسة {الصّوفية بضاعة شيعيّة} {الشّيعة والتشيّع} قراءة حيادية، بعيدة عن المؤثرات الطائفية ــ ستّ رسائل ــ حمّادي بلخشين





*************************
{الشّيعة والتشيّع}
قراءة حيادية، بعيدة عن المؤثرات الطائفية
ــ ستّ رسائل ــ





الرسالة الخامسة
{الصّوفية بضاعة شيعيّة}   








حمّادي بلخشين

2007




*************************









***************************************

بسم الله الرحمن الرحيم
{و قل جاء الحق و زهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقا}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*************    الإهداء  **************
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 إلى الرجل الذي أدرك أنّ الإعتداء على الشورى  في إختيار الحاكم ، وإستبدالها بالنظام  الوراثيّ ، ليس بالأمر الذي يستهان به ، حتى يمرّ بسهولة دون أن يراق عـلى جوانبه الدمّ النبويّ الزكيّ ، براءة إلى الله على الأقلّ، إن فات النصر و تصحيح المسار.
 إلى أوّل من هبّ( بعد عبد الله بن الزبير) على قـلّة الناصر والمعين، في وجه يزيد بن معاوية أوّل حاكم غير شرعيّ في تــاريخ الإسـلام .
إلى  مــن  شهد له رسول الله صلى الله عليه و سلّم  بأنّه أحد  سادتـي شبـاب أهل الجنّة  . إلى الرجل الذي تحتاج أمّتنا إلى أمثاله ، في هذا الزمن الكئيب .... إلى السيـّد الـجلـيل ، سـلـيل بـيت الـنبوّة ، إلى ابـن بنت رسـول الله :
الحسين بن علي ّرضي الله عنهما

 أهدي هذا الكتاب المتواضع ، مع تحيّة إجلال و تقدير،  يـشوبها خجل و حسرة .                                                                                  
أمّا الخجل فبسبب ما يمارسه عوام الشيعة من سخافات وسلوك بدائي منفـّر بإسم الشهيد الكبير، وما يدعو اليه  كهنة الطائفة، من اطروحات فكرية متخلفة،  مضحكين عـقلاء العالم على شخصية الحسين، و ثورة الحســـين ، و دين الحسين .   
أمّا  الحسرة ، فلعدم إتـخاذ الأمّة الإسلاميّة من الحســـــين و ثورته منارا لتـغيير ما هي عليه مـن صغار و عبودية و لصوق  بالأرض .
                           
إنّ أمّة لا تـعـتزّ بثورة الحسين، و لا تثور بما ثار من اجله ، بينها و بين صحوة إسلامية حقيقية مسافات ضوئية مديدة ، و ان زعمت الثدييات السلفية والزواحف الإخوانية ــ نسبة الى الإخوان المسلمين ـ  خلاف ذلك .                               


************** *   2   ***************








ـــــــــــ حمادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 167



محتوى الرسالة الخامسة








فصل/  الظروف التاريخية  لنشأة التصوف ......................  4
فصل / مراحل التطور السرطاني للصوفية ....................... 9
فصل / الصوفية في ايامنا الشيعية  ............................... 19
فصل / الصلة بين التصوف و التشيع ..........................   21   

















3










فصل
الظروف التاريخية لنشأة التصوف


     إنّ الإستبداد الأعمى الذي ألقى بظلاله السّوداء على العالم الإسلامي، نتيجة  تغييب الشورى  في إختيار الحاكم الصالح المصلح، و القويّ الأمين ،  قد أدّى  إلى إرساء تقاليد أمنية شديدة الصّرامة، أجمعت عليها العائلات المالكة، وعضّت عليها بالنواجذ ، لما لتلك التقاليد الفرعونية من فائدة في تـثبيت عروشها المتوارثة ، و لعلّ  أشهر تلك التقاليد الظالمة ، منع العلماء من  الحديث عن حقّ الأمّة في إختيار الحاكم و محاسبـته و عزله، وذلك تـحت طائلة العقوبة، والإتهام بالخروج و" إثارة الفتن" . ممّا جعل بعض العلماء  يتّجه بجهوده العلميّة إلى ميدان أمر أن يتوقّف عنده، لنهي الإسلام عن الخوض فيه ، وهو التكلّف في  البحث عن ذات الله  وكيفيّة إستوائه على العرش  ـ مثلا ـ  (1) ، و هل أن القرآن مخلوق أم غير مخلوق(2) إلى غير ذلك من المسائل الصّارفة للأمّة عن تقـليم أظافر الطغاة، و تخليص المسلمين، ثم البشرية كافّة، من شرورهم  .                                                                                                               

كما اتجهت طائفة أخرى من العلماء ، إلى ميدان آمن من مؤاخذة الحكاّم ، وذلك الميدان هو فقه العبادات، فضيّقوا على عباد الله ما وسّعه عليهم الشرع الحنيف،  و عقّدوا عمليّة الطهارة و الوضوء و الغسل ، إلى حدّ صرخ فيه  أحد من شاب على دين لإسلام :"ها أنا أوشك أن أموت، دون أن أتوصّل إلى كيفيّة تخليل لحيتي " (3) !                                                                             

كما  جعل بعض هؤلاء الفقهاء من صحّة التلفّظ  بحروف القرآن، عمليّة معقّدة و عسيرة، إلى  حدّ زعم البعض منهم ، أنّ من وفّق من المسلمين عبر التاريخ الإسلامي المديد، إلى صحّة التلفّظ بحرف الضاد،لا يتجاوزعددهم أصابع اليد الواحدة، ومن جملة هؤلاء عمربن الخطاب
رضي الله عنه ! .(4)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ممّا أوقعهم في التعطيل و التجسيم المخرجين من الملّة  ، ليأتي من بعدهم علماء آخرون لا ليزجرونهم بل ليؤسّــسوا على ما كتبوه و يضيفوا عليه الحواشي و التعليقات،  زيادة في التعمية و توغّلا في الطريق الخطأ .                                                                                                                                                   
(2) حتى أصبح  من شروط صحّة إنتساب المرء إلى أهل السنّة و الجماعة ، تبنيه رأيا معينا في مسألة خلق القرآن من عدمه ، أي عليه أن يضيف الى عقيدة الإسلام الصافية ، ما أسفرت عنه معركة هامشيّة فرض ملوك الجور توقيتها و مـيدانها و أدوات الصّراع فيها! و بالتالي ، فهو مكلّف بالدخول في متاهات  ذهنيّة معقّدة ، حتى لا يوصم بالضلال!  .                                                                                                                                                 
(3) سال رجل ممن  حملته إختلافـات الفقهاء في مسألة الوضوء  على الوسوسة ، قلت ، سأل الإمام الشعبي عن كيفية تخليل لحيته،  وكان الإمام  عارفا بوساوس الرجل،  فاجابه بسخريته المعهودة " إنقعها في الماء من اللّيل !  ".                                                              
(4) من الطريف أنّ شابّا تونسيّا من ذوي الحساسيّة المفرطة في مراعاة صحّة مخارج  الحروف ، سمع من أحد أئمّة المساجد ، ما أعتبره فظيعا ، فصبر ثم إصطبر، وحين وصل الإمـام بتلاوته إلى قوله تعالى{(( ظهر الفساد في البرّ والبحر)) انفجر الشاب صائحا :" و في المحراب ! و في المحراب ! " ثم غادر المسجد كالإعصار !                                                                        
و هذا لا يعني أن نهمل مراعاة صحة مخارج الحروف ،و لكن أن يبلغ  بنا التكلّف المرضيّ  في مرعاة =

4











ـــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 169

حتّى المندوبات و المستحبّات، حدّد هؤلاء الفقهاء لأدائها شروطا تقطع دونها الظهور " وهذه مسألة السّواك مثلا، فأنه وردعن النبيّ صلة الله عليه و سلّم أنه قال : لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك  فهذا الحديث مع صراحته في ذاته أنّ السّواك لا يتجاوز حدّ الندب ، جعله الأكثرون سنّة، و خصّصه البعض بعود الأراك، وعمّم بعضهم الإصبع وغيرها، بشرط عدم الإدماء ، و فضّل بعضهم أنّه إذا قصرعن شــبر، و قيل فتر، كان مخالفا للسنّة ! و تـفـنّن آخرون بأنّ من السنّة أن تكون فتحته بمقدار نصف الإبهام، ولا يزيد عن غلظ الإصبع ، وبيّن بعضهم  كيفيّة إستعماله، فقال : يسند بباطن رأس الخنصر، و يمسك بأصابع الوسطى، و يدعم بالإبهام قائما ، و فضّل بعضهم أن يـبدأ إدخاله مبلولا في الشدق الأيمن، ثم يراوحه ثلاثا، ثم  يتفل و يتمضمض ،ثم يراوحه و يتمضمض ثانية، و هكذا يفعل مرّة ثالثة ، و بحث بعضهم في أنّ هذه المضمضة هل تكفي عن سنـــّة المضمضة في الوضوء أم لا ؟ ! و من قال: لا ، إحتجّ بنقصان الغرغرة ! (1). و إختلفوا في أوقات إستعماله ، في اليوم مرّة أو عند كلّ وضوء ، أو عند تلاوة القرآن، حتى البعض صاروا يتبرّكون بعود الأراك يخللون به الفم يابسا ، والبعض يعدّون له الكثير من الخواص،منــها أنـــّه إذا وضع قائما يركبه الشيطان ! و البعض خالف فقال : بل إذا ألقي يورث لمستعمله الجذام! وكثير من العامّة يتوهّم أنّ السّواك بالأراك من شعائر الإسلام !  إلى غير ذلك من مباحث التشديد و التشويش المؤدّيين إلى الترك ، على عكس مراد الشارع عليه السّلام في الندب إلى تعهّد الفم بالتنظيف كيفما كان " (2) .                                                       

   لقد سعى الإستبداد إلى تـغييب صميم الإسلام، والإستعاضة عنه بشكليّاته ، خدمة لمصالحه في إستعباد الشعوب وأكل أموالها بالباطل" فكما أنّه ليس من صالح الوصيّ [ كافل اليتيم]   أن يبلغ الأيتام رشدهم، كذلك ليس من غرض المستبدّ أن تـتنوّر الرعيّة بالعـلم"(3) خصوصا اذا كان ذلك العلم  ليس سوى نصوص تحريضيّة، تدعوبصراحة، ودون تورية،إلى ضرورة التمرّد على كلّ من خالف حدود الشّرع ،مهما كانت مكانته، كتلك النصوص التي حفل بها ديننا العظيم، دين العزة و الحريّة، الدين الذي يجعل نار جهنم عقوبة من استسلم لحكم الطواغيت، و استكان تحت مطرقة الإستبداد، دون ان يسعى الي تغيير ما بأمته (4)  .      
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= صحة مخارج الحروف ،و لكن أن يبلغ  بنا التكلّف المرضيّ  في مرعاة ذلك ، إلى إهمال تدبّر معاني القرآن تسقّطا  منّا لأخطاء الإمـام ، و أن يبلغ بنا ذلك التكلّف إلى جعل الغاية الأولى من قراءة كتاب الله ، ليس العمل بما فيه ، بل  مراعاة صحّة التلفّظ بكلماته فحسب ، بل و أن تصل بنا المبالغة في مراعاة صحّة النطق بحروف كتاب الله  إلى هجران بيوت الله وعدم أداء صلاة الجماعة فيها بحجة أن الإمام لا يراعي صحّة مخارج الحرف، فتلك الحماقة الكبرى و الجهل العظيم ، لأن الحدّ الذي تبطل فيه الصلاة هو  تغييّر معاني الآيات القرآنية،  وهذا ما يندر حصوله من قارىء يتكلّم العربيّة . فلا  يشغلنا اذن التكلّف في حسن تلفّظ كلمة " الظالمين " عن تتـــبّع  الظـالمين و تنغيص عيشهم !. و لو أشتغل صحابة رسول الله  بمثل ما اشتغل به هـؤلاء السّطحيّون  ، ما خرجت دعوة الإسلام من جزيرة العرب، و لما قدروا على تحرير جحر نملة .                     
(1) الحمد لله الذي لم يجعل ترك الغرغرة و لا حتى المضمضة من مفسدات الوضوء، وإلاّ يا خيبة المســعى !                                                                                                                                                     
(2)عبد الرحمن الكواكبي . " أمّ القرى " ص 204 .                                                                                   
(3) عبد الرحمن الكواكبي.  طبائع الإستبداد .
(يقول الشاعر العراقي احمد مطر : اثنان في اوطاننا يرتعدان خيفة من يقظة النائم/اللص والحاكم)                                                                                                                  
(4) قال الله تعالى في شأن هؤلاء الذين سكتوا عن الظلم (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا =


5











لقد سعى الإستبداد إلى تــشويه معالم الإسلام و خلط أولويّاته، عبر تقديم ما يجب  تأخيره وتأخير ما يجب تقديمه، عن طريق علماء كانت مهمّة أغلبهم أمنيّة تخديرية قبل كلّ شيء(1) وتـتمثـّل في فرض طاعة غيرمـشروطة على الرعيّة، حتى جاوزالظالمون كل مدى، وأسرفوا في المجاوزة، ناهيك أن الفقهاء جعلوا الحاكم  في حلّ من الإلتزام بالشورى الإسلاميّة عند إتخاذ القرارات المصيريّة ، بإعتبار أنّ الشورى غير ملزمة في حقه ، أي أنها عبارة عن إجراء شكليّ لا غير. فحتى لو اتفق اهل الشورى على رأي واحد. فإن حق الفيتو الذي اعطي سلفيا للحاكم يكفي لإفساد نتيجة تلك الشورى و ترجيح صوت الحاكم !                                                                                                                                                

لقد أنشأ الإستبداد  المدعوم بالكهنوت السلفي رعايا " يغصب المستبدّ أموالهم فيحمدونه على إبقاء الحياة ، و يهينهم فيثـنون على رفعـــته، و يغري بعضهم ببعض فيـــفتخرون بسياسته ، و إذا أسرف بأموالهم يقولون عنه أنه كريم ،وإذا قتل و لم يمثـّل يعتبرونه رحيما "(2) فبهتت الرغبة في الحياة و التجأ الناس إلى الدين كأفيون لنسيان الوقع المؤلم، فإذا بالمسلم المكلّف برفع الظلم عن نفسه بسحق أقرب الظلمة إلى متناول يده ، ثم بتتبّع الظلم في أقطار الأرض لرفعه عن غيره ، إذا به هو نفسه" يعيش خاملا خمدا ، ضائع القصد خائرا،لا يدري كيف يميت ساعاته و أوقاتـه، و يدرج أيّامه و أعوامه كأنّه حريص على بلوغ أجله ليستتر تحت التراب"(3)  فأصبحت الحياة عبئا ثقيلا على ذوي الألباب لإنسداد أفق التغيير، حتى أصبح الجهل بالواقع المرّ، هو المطلوب و إلاّ " فلماذا يتحمّل الآباء الأسراء مشاقّ التربية، وهم إذا نوّروا أولادهـم جنوا عليهم بتقوية إحساسهم، فيزيدونهم شـقاء،  ويزيدونهم بلاء ، ولـــهذا فلا
ــــــــــــــــــــــــــ
= فيما كنتم، قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها، فاولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا)) النساء 97.... فالإكتفاء بدور المتفرج في صراع الحق و الباطل عقوبته جهنم ,
(1) يقـتضي التصديق بالرواية القائلة : " إن ّالله يبعث لهاته الأمّة على رأس كلّ  مـئة  سنة من يجّدد لها دينها " أن ننهج إحدى أربع خطط . أوّلها الإعتقاد بان الدين ليس معناه عبادة الله عبر إسناد الحاكميّة  له ، و ليس معناه النظام و الحكم ( وهو المعنى الشرعيّ ) بل معناه، (وبالمفهوم السوقي الساذج) ،أداء الشعائر وعدم التدخل في السياسة ، حتى لو حكمك جورج بوش بدستور الولايات المتحدة الأمريكيّة . و هذا ما يأباه لنفسه كّل مسلم يدرك معنى شهادة التوحيد . أمّا الخطّة الثانية، فتـفويض من يفكّر عنّا بإتباعنا السلف  أخطأوأم أصابوا، دون إعــمال رأي، وهذا ما عابه الله سبحانه و تعالى على كفّار قريش فنعوذ بالله منه ، أمّا الخطّة الثالثة فهي نسبة الخطأ لرسول الله وهذا محال في التشريع ،لأنه لا ينطق عن الهوى، ذلك أن  التاريخ الإسلامي لا يؤيّد هاته النبوءة المنسوبة إلى رسول الله بصفتها المطلقة ( إلاّ إذا أخذنا بالفهم السردابيّ الشيعيّ  وهو أنّ من جّددوا  دين الأمّة  إشتغلوا تحت الأرض فغفل عنهم  المؤرّخون ! )  و هي علّة قادحة تردّ الحديث ، لأنّ ديننا ـ  بالمعنى الشرعي لا العامّي للدين ــ  لم تـقم له قائمة و لم يجدّد قطّ ، منذ أفسده الملوك الأمويون والعبّاسيون ومن تبعهم بطغيان ، بتعطيلهم للشورى،  قلت لم يتجدد إلاّ مرّة واحدة ، وعلى رأس المئة سنة الأولى للهجرة  حين جدّد عمر بن عبد العزيز  رحمه الله دين الأمّة لمّا إختاره المسلمون ( بعد  تنازله عن السلطة الموروثة  وسماحه للمسلمين بتقرير من يحكمهم بدون ضغط أو إرهاب) . و في هاته الحالة تكون صيغة الحديث على هذا الشكل : "يبعث الله لهاته الأمة على رأس المئة سنة الأولى من يجدّد لها دينها "، وحتى هذا لا اعتقد جوازه ، لأن الساعة تأتينا بغتة كما اعلمنا القرآن. و لا تمنحنا مهلة مائة سنة كاملة، أمّا الخطّة الرابعة التي توجب علينا التصديق بأن الحديث قد ورد عن رسول الله بمعناه المتداول  في كتب الحديث ، فتوجب علينا  الإيمان  بعقيدة البداء الشيعيّة التي تجوّز على الله تـغيير رأيه  والإقتصار على بعث مجدّد  المئة سنة الأولى،  ثم صرف النظر عن بقية المجددين  ! و تلك زندقة صريحة .                                                                                                      
و على هذا الحديث قس حديث " لا تجتمع أ مّتي على ضلالة "  فإن له نفس الأثر  في تنويم  أمّتنا  فديننا ــ سلفيا ـ  مجـدّد و إلاّ  فسيجدّد بعد سنوات قليلة ، كما أن علماءنا وأولي أمرهم من الإشتراكيين  على غير ضلالةّ !.                                                                                   
(2) و (3)  الكواكبي طبائع الإستبداد  ص 201 وما بعدها

6












ـــــــــــ حمادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 171

غرو أن يختار الأسـراء [ أسرى الإستبداد] الذين فيهم بقيّة من الإدراك، ترك أولادهم هملا  تجرفهم البلاهة حيث تــشاء " (1) بل لقد أصبح مجرّد التوالد جنحة لمن عقل ، وكبيرة لمن تأمّل ، وجريمة لمن رقّ شعوره و بلغ إحساسه بالظلم الإجتماعي سقفه الأعلى، لأنّ " الأولاد في عهد الإستبداد سلاسل من حديد يرتـــبط بها الآباء على أوتاد الظلم و الهوان و الخوف والتضييق، فالتـوالد من حيث هو في زمن الإستبداد حمق، ولإعــتناء بالتربية حمق مضاعف " (2)   .                                                                         

في ذلك الجوّ الإرهابيّ المتّسم بتضييع مصالح العباد في معاشهم و معادهم ، وجد التصوّف فرصته للظهور و الإعلان عن نفسه، بعد أن مكّن له الإستبداد السياسي من الإنتشار بإعتباره أفيونا يصرف الشعوب عن الإهتمام بالحياة العامّة،وإنتهاكات أولى الأمر لحدود الشرع وأكل  أموال الناس بالباطل .                                                              

و قد شجّع المستبدون هذا التوجّه المنحرف في فهم الدين ، فنافقوا العامّة بالتقرّب إلى رموز التصوّف و تعظيمهم ، دعاية لهم ، و إلهابا للعامّة على إلإقتداء بهم ، فهذا أحد شيوخ الصوفــيّة  " كانت الملوك و الوزراء يحضرون بين يديه خاضعين عاملين بأيديهم في عمارة زاويته و في حمل الطوب و الطين " (3) ــ يا للـتواضع الجمّ ! ــ و هذا شيخ  آخر "كان رضي الله عنه له القبول التّـــام ّ عند الخاصّ و العامّ ، و كان السلطان يمرّغ وجهه على أقدامه " (4) (غاية قصوى في تبجيل رجال التصوّف، في الوقت الذي يسلخ فيه علماء الإسلام ، و كيف لا يفعل  الملوك الظلمة أكثر من ذلك، ورجال الـتصوّف يقومون بـــمهمّة  المخدّر للشعوب ، لكي لا  تـتجرّأ حتّى على سوء الظنّ بهم فضلا على مقاومتهم مهما أجرموا ، و مثال ذلك ، ما يوصي به أحد هؤلاء المشايخ مريده فيقول له ناصحا :" عليك بحسن الظنّ في ولاة أمور المسلمين و إن جاروا ، فأنّ الله لا يسأل أحدا في الآخرة لما أحسنت الظنّ بالعباد ! " (5)  .                              
كما عمل  هؤلاء الشيوخ على سلب أيّة نزعة كراهيّة من قلوب أتباعهم، و لو كانت  لإبليس اللعين فيروون في كتبهم أنّه :" لعن شخص إبليس في حضرت  فقال له[ الشيخ] : لا تعوّد لسانك إلاّ خيرا ! " (6) (*) .
                              
كيف بدا التصوف :
" لا يعرف على وجه التحديد متى بدأ التصوّف في الأمّة لإسلاميّة، و من هو أوّل مـتصوّف "(7) و لكــن بوادره الأولى ظهرت في حيـاةالرسول صلى الله عليه و سلّم، في شـكل رغبة  بريئة في الإنسحاب من الحياة (8) ولكنّ المصطفى إستـنكرها بشــدة، حيــن طلب منه بعض
ـــــــــــــ
(1) و (2)  طبائع الإستبداد للكواكبي ص 201 و ما بعدها .               
(3)  و (4)  (5) و(6)  الشعراني  الطبقات الكبر على الـــتوالي ص 462 ، 473 ، 523  و 418..
(7)" الفكر الصوفيّ في ضوء الكتاب و السنّة " ، عبد الرحمن عبد الخالق ص 23 .
(18) أي رهبانيّة كرهبانيّة النصارى ، وهو الباب الذي دخلت الصوفيّة منه إلى قلوب المـسلمين لمّا  تهيأت لها الأرضية المناسبة .                                      
(*) سمعنا نظير ذلك في زماننا هذا ،  عندما كتب  الإخوان، ان حسن الهضيبي  مرشد الإخوان المسلمين في مصر ، كان يكره غيبة جمال عبد الناصر)!                                                      
7












حديثي العهد بالإسلام، الترخيص لهم في ترك الزواج، والتفرّغ الكليّ للعبادة ، فأعلمهم  عليه الصلاة والسّلام  أن في ذلك مخالفــة لسنّــته ، و لمهمّة المسلم في رفع الضيم عن البشريّة ، وإنّ رهبانيّة الإسلام، ليست في الإنسحاب إلى مغارة ثم مقاطعة الدنيا بأسرها ، بل في الإنــخراط في القوت المسلّحة ! أي في القتال والإنغماس حتى الأذقان، ليس في الحياة العامّة لوطنه المسلم فحسب، بل و في السياسة الداخليّة للدول الأجنبيّة قصد تـغيير أنظمتها بقوّة السلاح، لو لم تـفسح تلك الدول المجال ليكون الدين( النظام كله والحاكميّة كلها)  لله ،( و إلاّ،  فإنّ الدين بمفهوم العبادة  لا إكراه فيه)  .                          

و لذلك أعلن عليه السلام لهـؤلاء الأتباع الجدد أنّ  " رهبانيّة أمّتي الجهاد في سبيل الله  " " و لم يكتف عليه الصلاة و السلام ببــيان ذلك ، بل و أعلن في كلّ خطبة من خطبه أنّ كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار " (1) . فما كان من هؤلاء الأتباع الجدد إلاّ أن قالوا : سمعنا و أطعنا يا رسول الله .                                                            

و لكن بعـــد غياب حماة هذا الـدين ، أي بعد غياب أصحاب المبادىء ، و مجيىء أصحاب المصالح و حماة العروش الموروثة ، ظهر التصوّف ، و أعلن عن نفسه بكلّ  تبجّح ، لأته من المؤكّد تاريخيّا،  أنّ تلك النحلة الخبيثــة " نــشأت في منـتصف القرن الثاني الهجري " (2)  .               





















ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) عبد الرحمن  عبد الخالق الفكر الصوفي في ضوء الكتاب و السنة  ص 28  ثم ص 12  .
                                    
8




                                                    




ــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 173

فصل
مراحل التطوّر السرطانيّ للصوفيّة

دخلت الصوفيّة  من باب الإبتداع في الدين، ثم تعفّـنت تدريجيّا مع مرور الزمن ، شأنهـا  في ذلك شأن أمّها  الشيعة و جّدتيها اليهوديّة و النصرانيّة ، و إليك على وجه الـتقريب ، المراحل التي  مرّت بها  منذ ظهورها العلني، إلى أن توّجت عقائدها بالقول بوحدة الوجود ، أي أنّ كل المخلوقات هي الله سبحانه وتعالى ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم،إن يقولون إلاّ كذبا ).
                                                                              
1ـــــ بدأت الصوفيّة في شكلها العلني،بإتــّخاذ لباس شهرة  من صوف خشن يلبس على اللحم ( كنوع من التعذيب الذاتي ) أو مرقّعات، و هي عبارة عن ثوب مكوّن من رقع مختلفة بحيث لا يسعك تمييز لونه الأصلى . وكلّ هذا منهيّ عنه بإعتباره مجلبة للرياء ،اذا لبس تدينا لا فقرا.
2 ـــ  إبتدع المتصوّفــة  الذكر الجماعيّ ، بمعنى التسبيح و التهليل و التكبير جماعة . الأمر الذي لم يعرف عن رسول الله و من إقتدى به من الصحابة و التابعين .
3 ــ  إبتداع الصوفيّة  لصيغة الذكر ، بأن يردّدوا إسما من أسماء الله المعروفة دون دعاء ،كأن يردّدوا ــ مثلا ــ :  الله ، الله  الله ... و هذا مخالف للمأثور عن رسول الله ، إذ  لا معنى أن تـنادي أحدا  بإسمه مرارا  ، دون أن تحدّد ما تريد منه ، غير العبث المحض . 
4 ــ  تحوّل الذكر الجماعي ّ المبتدع ،  إلى ذكر بغير أسماء الله المعروفة . كقولهم : يا هو ، يا هو، ثمّ قولهم فيما بعد : هو هو هو  ، ثمّ  تحوّل ذلك " الذكر " إلى همهمة ثمّ أخيرا إلى كلمات غريبة لا دلالة لها في  العربيّة .                                                                
5 ــ  إبتداع الصوفيّة  تحريك النصف الأعلى  من الجسد إلى الأمام و إلى  الخلف أثناء الذكر
الجماعيّ البدعيّ ( كما يفعل بعض قرّاء  اليوم ، و كما يفعل اليهود أمام حائط البراق ـ حائط المبكى )  .                                                                                                 
 ـ 6 ــإبتداع الذكر الجماعيّ  مع الرقص، إستنادا على تأويل باطني فاسد، لقوله تعالى لسيّدنا أيّوب عليه السّلام ((أركض برجلك هذا مغـتسل بارد و شراب)) صاد 42 ( المعلوم أنّ أيوب عليه السلام لمّا ركض الأرض برجله  إمتثالا لأمر الله تعالى ،إنفجرت عين ماء إغتسل منها فعادت إليه عافيته ) .
7ــ إبتداع الذكر الجماعي  مع الضرب على الدفوف  .                                              
 8 ــ تحوّل الذكر البدعي إلى أناشيد غزليّـــة، وأشـعار موضوعـها مــــدح  شيوخ االصوفـيّة و طلب العون من  أحيائهم و أمواتهم . مع الرقص الجماعيّ .                                     
 9 ــ  تعظيم شيوخ التصوّف و تصنيفهم إلى رتب تصاعديّة على الطريقة المسيحيّة ، من فقير أو مريد، إلى غوث و  وتد،  و بدل( جمع ابدال)  و قطب  .
10 ــ  فرض إستسلام التلميذ الصوفيّ ــ  المريد ــ أمام شيخه تماما كإستسلام الميّت أمـــــام
غاسله( حسب تعبيرهم  الدال على وجوب الرضوخ الكامل)، حتّى أنهم أجازوا للشيخ أن يقيم الدعاوي الباطلة على مريده [أن يشكوه إلى الشرطة!] و أن يلحق به العقوبات دون ردّة فعل منه! من ذلك ما يرويه أحدهم عن شيـــخه:" لـــم يزل الشيخ يمتحـنني إلى أن مات، وأراني   
 ضرب المقارع [العصيّ] على أجنابه من الدّعاوي التي كان يدّعيها عليه عند الحكّام ،ايثارا

9











 لجناب الشيخ أن يردّ قوله ! فإذا قال : هذا زنى بجاريتي ، أقول : نعم ، أو يقول : هذا أراد الليلة أن يقتلني ،أقول : نعم ! أو يقول : سرق مالي : أقول: نعم "إهــ(1) ،لا يخفى على القارىء أن هاته التربية من شأنها تهيئة حمير يركبها الطغاة بإسم طاعة أولى الأمر، فلا يعجب أحدنا من حالة الجبن العام التي تمرّ بها أمتـنا ، إذا كان ماضينا على هذا القدر  من السّوء  .                                    
11ـــ دعوة شيوخ الصوفيّة مريديهم إلى زيارة قــبورهم بعد مـماتهم، إستمرارا في تقديسهم و طلبا لعونهم ، من ذلك :" ما قاله سيدي محمد رضي الله عنه في مرض موته : من كانت له حاجة فليأت إلى قبري، و يطلب حاجته أقـضيها له ، فإنّ ما بيني و بينكم غير ذراع من تراب " (2) و قول الشيخ الآخر :" أنا من المتصرّفين في قبورهم ، فمن  كانت له حاجة فليأت إلى قبالة وجهي يذكرها لي أقضيها له " ! (3) .
                                             
12 ـــ زعم الصوفيّة أنّ شيوخهم يتكلّمون من قبورهم ، من ذلك ما يرويه أحدهم عن شيخه  الهالك فيقول : " فلمّا حججت سنة 47 مضيت على قبره قلت له : أقسم عليك بالله إلاّ ما نطقت لي من القبر وعرّفتني بقبرك ، فناداني : تعال فإنّي ها هنا فعرفت قبره بتعريفه لـــي
رضي الله عنه " (4) و من ذلك قول أحدهم " إنــّما كان مشايخ القوم [  مشايخ الصوفيّة ]  يجيبون تلامذتهم من قبورهم دون مشايخ الفقهاء " (5)( قيل ذلك ، بطبيعة الحال ، في معرض مدح شيوخ الصوفيّة ، و الحطّ من قيمة الفقهاء الذين لا يملكون هاته الخاصيّة ! ) .                                                                                                                                               
13 ـــ زعم الصوفيّة أنّ شيوخهم يخرجون من قبورهم و يحادثون من زارهم ، من ذلك ما يرويه أحدهم ، من أنّه ، و أثناء زيارة شيخه المقبور " رأيته خرج من قبره يـــمشي من دمياط و انا نظر إليه إلى أن صار بيني و بينه نحو خمسة أذرع فقال : عليك بالصبر ، ثمّ إخـتفى رضي الله عنه  "  (6) .                                                                                                                                  
14 ــ إدّعاء الصوفيّة أنّ لهم مصادر كثيرة للمعرفة الدينيّة غير الكتاب و السنّة ،كالإتصال  بالرسول يقظة لا مناما !! من ذلك ما يروونه عن أحد شيوخهم أنه :" كان يخبر أنّه يجتمع بالنبيّ صلى الله عليه و سلّم يقظة في كلّ مكان وجدت فيه شريعته ، و ما منع الناس من رؤيته إلاّ غلظ حجابهم " (7)  و من ذلك ايضا ما يروى عن شيخ آخرأنّه :" كان يرى النبيّ صلى الله عليه و سلّم كثيرا في المنام فيخبر بذلك أمّه، فتقول : يا ولدي إنّما الرجل من يجتمع به في اليقظة ! . فلمّا صار يجتمع به في اليقظة و يشاوره  في أموره قالت له : الآن شرعت في مقام الرجوليّة ! " (8) .                                                                                                                      
كما يدّعي شيوخ الصوفيّة أنهم يتّصلون بالخضر عليه السلام كي يعلّمهم . كما يدّعون تلقــّي  هواتف لا يعرفون أصحابها (أي يسمعون أصواتا تخاطبهم) و هذا شائع لديهم من ذلك الهاتف الذي تلقّاه المتصوّف ابراهيم بن الأدهم قبل تصوّفه حيث سمع مناديا يقول له : ما لهذا خلقت !  كما يدّعون أنهم يتلقّون رقعا ــ أوراقا مكتوبة  ـ فاكس ! ـ دون معرفة من ألقاها
فيها كذا وكذا !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) و (3) (4) (5) (6) و(7)  الطبقات الكبرى للشعراني دار الكتب العلمية بيروت طبعة اولى 1997
على التوالي ص 462 ـ 416 و 428 ـ 522 ـ 494 ـ518 ـ 539 و 399( الكتاب كان يدرس في الأزهر في مطلع القرن العشرين!)
(8) نفس المصدر ص 388
 فوجىء الناس في مطلع سنة 2006 بالشيخ  النفطي بالولاية، العراقي بالمولد ،" الدكتور" احمـــد الكبيسي و هو يعلن من منبر فضائية، دبي ودون أي حياء ، ان الرسول عليه الصلاة و السلام  يجوز ان يرى يقظة ( في ايامنا طبعا)!                      

10











ـــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 175

5 ــ إدّعاء الصوفيّة  أنّهم يتلقّون العلم مباشرة من الله تعالى، ثم من اللوح المـحفوظ  ، شأنهم في ذلك، شأن الخضر عليه السلام ، فمع أن الأخيركان وليا و لم يكن نبيّا( حسب زعمهم) ،  وقف موسى أمامه ليأخذ من علمه اللّدنّي ، وقوف التلميذ أمام  أستاذه !.                                    
و لا بدّ لي أن أعرض موجزا لقصّة موسى و الخضر عليهما السلام ، نظرا لأهميّتها الكبرى في الفكر الصوفيّ، كما سنرى لاحقا .                                                                                                              

جاء في البخاري أنّ موسى قام خطيبا في قومه فسأله سائل : من أعلم الناس ياموسى ؟ قال : انا. فأراد الله تعالى أن يعلّمه بطريقة تطبيقيّة  بأن فوق كلّ ذي علم عليم فأمره بأن يسيح في الأرض حتى يلتقي بعبد من عباد يفوقـه علما ، و عندما إلتقى موسى بالعبد المذكور و كان إسمه الخضر، وعلم الأخير أن موسى جاء ليتعلّم منه، إشترط عليه عدم إبداء أيّة معارضة لما سيراه من تصرّفات غير مألوفة أثناء الجولة التعلميّة،لأنه سيعلمه في نهاية تلك الجولة  عن دوافع تصرّفاته ، فوافق موسى ، لـتبدأ تلك الرحلة .                          
بدأت الجولة التعليميّة بركوب موسى والخضر سفينة، دون مقابل ماديّ ، فما كان من الخضر إلاّ أن أحدث فيها ثقبا ، فعاتبه موسى على تعمدّه ثقبه السفينة وتعريض اهلها الكرماء للغرق، فما كان من الخضر إلاّ أن ذكّره بما أشـترط عليه من عدم الإعتراض ، فأعتذر موسى بأدب، ثم واصلا مسيرتهما التعليميّة .                                                                           
في أثناء الجولة ، شاهد الخضر غلمانا يلعبون فعمد  إلى أحدهم فـقــتله!  فأحتج موسى ، ثم إعتذر ثانية على إحتجاجه ، طالبا فرصة تعليميّة أخيرة، وهبها له الخضر مباشرة ، لتتوصل رحلتهما  العجيبة .                                                                                    
في نهاية القصّة ، وصل موسى و الخضر إلى قرية أبى سكّانها البخلاء أن يضيّفوهما، في تلك القرية، وجد الخضر جدارا يكاد ينهار، فهدّمه ثم بناه من جديد . فإحتجّ موسى على تلك الخدمة المجانيّة التي لا يستحقّونها . حينئذ أعلن الخضر عن نهاية الجولة التعليميّة ، ثم شرح لموسى أسباب تصرّفاته الغريبة ، فأخبره بأنّ سبب ثقبه للسفينة إعلام الله له بأنّ ملكا ظالما سوف يستولى عليها إذا وجدها سليمة ، و لذلك أحدث فيها ثـقبا حتى يزهــّد  أعوان الملك في سرقتها ، خدمة لأصحابها الطيّبين ، لا نكرانا لجميلهم ! .كما أعلمه أنّ قــتل الغلام كان بأمر من الله تعالى الذي علم بإن القتيل  سيكون كافرا في ما يستقبله من العمر، و أنه سيكون فتنة لأبويه المؤمنين، فأراد الله أن يبدلهما خيرا منه ، كما أعلمه أنّ الجدار الذي أعاد بناءه من جديد ،كان تحته كنز غلامين يتيمين قاصرين ، و لو لم يقمه من جديد ، لأنهار ووقع الكنز  في أيدي القوم البخلاء فأغـتصبوه ، و قد فعل الخضر ذلك بأمر من الله  خدمة للغلامين اليتيمين الذين كان أبوهما صالحا ، في إنتظار بلوغهما سنّ الرشد للإنتفاع بذلك الكنزالدفين  ( تجد كلّ هذا في سورة الكهف من الآية 60 إلى  82) .                                                                                                        
فالصوفيّة  ترى أنّ  الخضر و ليّ، و ان ما قام به كان إلهاما لا وحيا ! و هذا غير صحيح " لأنّ ما فعله الخضر ، كان عن وحي حقيقيّ من الله ـو ليس مجرّد خيال أو إلهام ، لأنّ قتل النفس لا يجوز بمجرّد الظنّ و لذلك قال الخضر (( و ما فعلته عن أمري )) فلم يفعل إلاّ عن أمـر الله الصادق و وحيه القطعيّ ، (1) و مثل هذا الأمر و الوحي قد إنقطع بوفاة النبيّ صلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سئل بن عباس : هل يجوز لنا قتل أولادنا  قياسا على ما فعله الخضر ؟ فأجاب : نعم  إذا كان يوحى اليك كما كان يوحى إليه !                                                                                                   

11












الله عليه و سلّم ، ولا وحي بعده ، و من إدّعى  شيئا من ذلك فقد كفر، لأنه بذلك خالف القرآن الذي يقول الله فيه ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، و لكن رسول الله و خاتم النبييّن )) (1)  فالخضر كما اسلفنا، نبيّ لا وليّ،لأجل ذلك كتب القرطبي في تـفسيره" الجامع لأحكام القرآن" ج 11 ص44 عند تـفسيره لقوله تعالى على لسان الخضر:(( وما فعلته عن أمري))  كتب يقول " يقـتضي أنّ الخضر نبيّ " ( إنتهى ) .                                                                                               
اعتمادا على ما ورد في سورة الكهف ، تعتقد الصوفية أنّ الوليّ  يكون أعلم من النبيّ ، فهم  يعتقدون أن شيـوخهم أعلم من كل الأنبياء بما فيهم محمد عليه الصلاة والسلام ! لذلك يتبجّحون  بقولهم المشهور" خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله! "

16  ــ إدّعاء المتصوّفة أنّ للشريعة ظاهرا هو لعامّة الناس ، و باطنا لخواصهم ، إعتمادا على قصّة الخضر نفسها. فكما جاز للخضر أن يقتل النفس و يفسد السفينة دون سبب واضح فبوسعهم أيضا إرتكاب الفواحش و الموبقات، دون لوم أو عتاب ، ودون أن يطلب منهم بـيان الدليل الشرعيّ الذي إعتمدوه لإقتراف ما إقـترفوه ،لأنهم كانوا يتصرّفون حسب زعمهم ، وفق إلهامات غابت عنّا ! فكما سكت موسى ولم  يعلـّق بشي ء حين شرح له الخضر دوافعه في إفساد السفينة وقتل النفس، فيجب أن نسكت عن الصوفيّة وهم ياتون الفواحش والموبقات، بل يجب الثناء عليهم لعلمهم ، ما لم يعلمه غيرهم! فالعلوم اللّدنيّة التي تنزّلت على الخضر، تــتنزّل عليهم أيضا(2) و لذلك يبيح  شيوخهم مثلا، الخلوة  بالأجنبيّات ، من ذلك ما ورد في سيرة أحدهم من " أن ّ أهل مصر لا يمنعون  عنه حريمهم في الرؤية و الخلوة ، فأنكر عليه بعض الفقهاء فقال : يا فقيه، إشتغل بنفسك، فإنّه بقـــي من عمرك سبــعة أيّام و تموت، فكان كما قال "! (3) بل و يتجاوزون الخلوة إلى اللّمس و التحسّس! فقد ذكر أن الشيخ الشويمي رضي الله عنه " كان يدخل بيت الشيخ يحسّ  بيده على النساء ، فكنّ يشكين لسيدي  مدين رضي الله عنه ، فيقول : حصل لكم الخير فلا تــشوّشوا " ! (4)   .                                                                                                           
كما ذكرعن بعض شيوخهم  " أنه كان رضي الله عنه إذا رأى إمرأة أو أمردا راوده عن نفسه ، و لو كان بحضرة والده أو غيره ! و لا يلــتفت إلى الناس " (5)
يبدو أنّه رضي الله عنه ، يدين بمذهب الرئيس الإمريكي  بيل كلينتن ( نشرت عنه مجلة الحوادث اللبنانيّة سنة 1997 سلسلة تحت عنوان " مسلسل فضائح كلينتن " كان عنوان احد حلقاتها " كلّما إلتقى إمرأة راودها عن نفسها !" )
كما  ذكر نفس الكتاب أنّ أحد هؤلاء كان" رضي الله عنه يطلع المنبر و يخطب عريـانا ! " (6) ثمّ أعجّبوا  لذلك الشيخ الإباحيّ الذي" كان  يتكلّم  بالكـلام الذي يستحى منه عرفا . وخطب مرّة عروسا ، فرآها فأعجبته، فتعرّى لها بحضرة والدها ! ثم أمسك ذكره و قال: هل يكفيك هذا ؟! وإلاّ فربّما تـقولي هذا ذكره كبيرا لا أحتمله ،أو يكون صغيرا لا يكفي فـتـقـلقي منّى، و تطلبي زوجا أكبر آلة منّي ! " (7)  .          
كما بلغت قلّة الحياء بأحد شيوخهم ، إلى نكاح بهـيمه في الطريق العامّ! الأمر الذي لم يحصل
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفكر الصوفي في ضوء الكتاب و السنة لعبد الرحمان عبد الخالق ( فصل: الخضر عليه السلام في الفكر   الصوفيّ  ) .                                                                                                                                                     
(2) فالخضر عند الصوفيّة " و ليّ و ليس بنبيّ ،و أنّ علمه علم لدنـــّي موهوب له من الله بغير وحي الأنبياء ، وأنّ هذه العلوم تـنزل إلى جميع الأولياء في كلّ وقـــت ، قبل بعـــثة محمد و بعد بعثـته " ( المصدر السابق ، نفس الفصل ) .                                                                                                                    
(3) و (4) و(5) و (6) المصدر السابق على التوالي ص 223 ــ 426 ـ 469 ــ 479
(7) الطبقات الكبرى للشعراني ص 536   .                                                                                                        

12











ــــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع  ص177

في السويد أو الدنمارك!، فقد ورد في ص 479 من نفس الكتاب، وفي معرض الحديث عن سيرة الشيخ سيدي عليّ وحيش أنه" كان  رضي الله عنه  كان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة و يقول له : أمسك رأسها حتّى أفعل بها ! فإن أبى الشيخ [ صاحب الدابة]  تسمّر في مكانه لا يستطيع  يمشي خطوة واحدة [ وهذه من كرامات الشـيخ ، بقيّة  السلف الطالح من  قوم لوط !] و إن سمــح له، حصل له خجل عظيم، والناس يمرّون عليه ! " (1)                                                              
17 ــ إستهزاء الصوفيّة بمن يأخذ علمه من ميّت عن ميّت ( من الصحابة عن رسول الله) في حين انهم يأخذون علمهم من حيّ عن حيّ ، ( من شيخهم عن الخضر، أو من شيخهم عن   رسول الله ،  بمقابلته يقظة أو مناما ، أو  من شيخهم عن الله تعالى  مباشرة) (2 ) .                          
فالعلم عند الصوفيّة  ليس بالتعلّم ولا بالكتابة، وإنّما بالإلهام (3) ولذلك زجر أحدهم مريدا " عاصيا " رآى بحوزته محبرة ، قائلا له : " غطّ عنّي عورتك ! " (4) .                                                                            

18 ــ زعم شيوخ الصوفية أنّ دراسة حديث الرسول يمنع من دخول الجنّة، ما لم يحدث صاحبه توبة قبل موته !  من ذلك قولهم على لسان أحد شيوخهم " رأيت القيامة قد قامت ورأيت موائد قد نصبت، فأردت أن أجلس عليها فقالوا لي : هذه للصوفيّة ! فقلت : أنا منهم . فقال لي ملك : قد كنت منهم ، و لكن شغلك عن اللّحوق بهم كثرة الحديث، و حبّك التميّز عن الأقران . فقلت : تـــبت إلى الله تعالى! وأستيقظت، فأقـــبلت على طريق القوم، و قلت للحديث رجال غيرى"! (5) .                                                                         
فالمانع من دخول الشيخ الجنّة، كونه من أصحاب السوابق وأهل الريبة، لدراسته حديث الرسول! و هل يكرهون من حديثه عليه السلام إلاّ مثل قوله : " أنّ كلّ محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كلّ ضلالة في النار " ؟! بل بلغت كراهيتهم الحديث الكاشف لعوراتهم، الى درجة اعتباره آفة يـتــّقى منها ، فقد ورد على لسان أحد شيوخهم قوله :" آفة المريد الــتزويج ،و كتابة الحديث ، و معاشرة الضدّ " (6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما أشبه الليلة  بالبارحة ، و ما أشبه أن نلحق بالأمس عبارة رضي الله عنه  بمن كانت تلك أعمالهم ، بإلحاقنا  اليوم  صفة "حجّة الإسلام  أو آية الله  و فضيلة الشيخ العلامة ، بمن تعمّد الطعن في القرآن وفي الصحابة وفي عرض امهات المؤمنين،  ووالي اليهود والنصاري وبارك احتلال بلاد المسلمين ( كهنة الشيعة) ،أو بمن تبرع بدماء المسلمين لجيوش النصاري بعد ان والى العلمانية الحاكمة بغير شرع الله( كهنة السلفية). وما اجدر هؤلاء  أن  يقال لهم  جميعا"(( بئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنـتم مؤمنين )) .                                                                                        
(2)  من ذلك ما زعمه التيجاني صاحب الطريقة التيجانيّة، من أخذه صيغة" صلاة الفاتح " من الله مباشرة و في رواية أخرى أنه نقلها مباشرة من اللوح المحفوظ، وقد زعم أن ثواب قراءتها يفوق أجر و ثواب قراءة القرآن 60 ألف مرّة. و وهي  منتشرة في الشمال الإفريقي، و تتبع مباشرة قراءة الفاتحة  في مناسبات عقد القران. كما تتلى في المساجد  عقب الصلوات المكتوبة. وهي كالآتي " اللهم صلّ و سلّم على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، و الخاتم لما سبـق، ناصر الحقّ بالحقّ و الهادي إلى صراطك المستقيـم ، وعلى آله وصحبه حقّ قدره ومقداره العظيم، سبحان ربك رب العزّة عمّا يصفون، و سلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ".                              
(3) و كلمة شيوخهم " حّدثــني قلبي عن ربّي " ! مشهورة .
(4) كيف تعتبر المحبرة عورة بالنسبة لدين أول ما نزل منه قوله تعالى (( إقــرأ ))؟! دين  اعتبر مداد العلماء خير من دماءالشهداء، دين يـــدعو إلى العلم و المعرفة لا عن طريق الدجل الصوفي و الشيعيّ بل عــــن طريق التعلّم الذي تعدّ الكتابة أهمّ وسائله ؟!  .                                                                                    
(5) و (6) نفس المصدر على التوالي ص 134 ــ 128                                                                                                   

13




          





                                                                                                          
19 ــ إدّعاء الصوفيّة أنّ غيرهم في ضلال مبين ، وأنّ الفقهاء  قد أسلموا على أيديهم، لمّا سمعوا منهم ! من ذلك أنّ " الشيخ عبادة أحد أعيان المالكيّة ،كان ينكر على سيدي مدين رضي الله عنه و يقول : إيش هذه الطريقة التي يزعم هؤلاء ؟! نحن لا نعرف إلاّ الشرع ـ فلما حضر بين يدي الشيخ[ وسمع منه بضع كلمات] إنـتصــب قائما على رؤوس الأشهـــاد
وقال: ألا أشهدوا أنني قد أسلمت على يــد سيدي مديــن رضي الله عنه ، و هذا أوّل دخولي في دين الإسلام ! " (1) ( ليتني كنت أدري، هل ألـّف كتابا سمّاه " ثمّ  إهتديت "على غرار المـتشيّع التونسي أم لا ؟! ) .         
20 ـــ زعم  شيوخ الصوفيّة أنّ  العلوم  الدنيويّة ، لا تحصل بالتعلّم بل بالإلهام . من ذلك ما يروونه عن أحد شيوخ التصوّف أنه كان " رضي الله عنه يقول : إذا كمل الرجل نطق بجميع اللغات ، وعرف جميع الألسن إلهاما من الله عزّ وجلّ  " (2)  و هذه دعوة صريحة الي الجهل لا نزال نعاني من آثارها، والله المستعان على ما يصف المجرمون .           
21 ـــ زعم شيوخ المتصوّفة أنّ في إمكانهم التـنقّل من مكان إلى آخر ، فيزعم أحدهم أنه صلى الفجر في بيت المقدس ،والظهر في مكّة، والعصر في تونس، والــمغرب فـي طنجة،والعشاء بين مريديه ! وهو ما يطلـق عليهم بالمصطلح الصوفيّ"أصحاب الخطوة "    و سيتبيّن لك فيما بعد إنّ إدّعاءهم ذلك هو تبرير  لتخلّفهم المستقبلي عن صلاة الجماعة  قبل تركها بالكليّة !
22 ــ إمتــناع شيوخ الصوفيّة عن أداء الصلاة جماعة مع المسلمين ، فلا يخرجون إلاّ للجمعة ، فنجدهم يـثـنون على أحد شيوخهم أنه " كان رضي الله عنه إماما زاهدا ورعا كثير التهجّد قلّما يخرج من بـيته إلاّ في أيّام الجمعة لأجل الصلاة"(3)(مع العلم أنّ من علامــات النفاق التخلّف عن صلاتي الفجر و العشاء، فما بلك بالتخلّف عن كلّ الصلوات ولسنين  عديدة ؟! )  .                                                                                                                                       
ثم يتطوّر بهم الأمر إلى ترك الجمعة  و الجماعات لعقود من الزمن ، فها هو أحدهم، وهو من " كبار أهل البصرة مكث في داره لم يخرج منها ثلاثين سنة ! " (4) .                                      
23 ـــ أداء الصلاة دون وضوء إذا ما اضطرّوا إلى أدائها أمام مريديهم ، من ذلك ما ورد في سيرة أحد أكابرهم من أنّه :" كان رضي الله عنه يمكث السبعة أيّام بوضـوء واحد ، كما أخبرني بذلك خادمه، وانتهى أمره أنه كان في آخر عمره يتوضّأ كل أحد عشر يوما وضوءا واحدا  ! "                                                                                                                     
و حتى لا يذهب في ظنّ القارىء أن الشيخ المذكور لا يأكل و لا يشرب ، و بالتالي لا  يتردّد على بيت الخلاء طوال المدّة التي لا يتوضّأ فيها ، أسوق له ما ورد  في نفس الصفحة من سيرة الشيخ  العجيب: " وعزم عليه جماعة من جامع طولون ليمتحنوه في ذلك فدعوه إلى ناحية الجيزة في الربيع ، وصاروا يعملون له الخراف والدجاج واللبن بالرزّ، وغير ذلك وهو يأكل معهم من ذلك كلّه ، ثم لا يرونه يتوضأ لا ليلا و لا نهارا مدّة تسعة أيّام ! " (5)
24ــ إعلان مشايخ الصوفيّة أنّ الصلاة والصوم غيرهما من العبادات، ثم الإمتناع عن الفـواحش وكل التكاليف الشرعيّة عموما قد رفعت عنهم ! لأن الصلاة و غيرها من العبادات كانت وسيلة للوصول إلى الله (6) ، و لمّا تحقــق ذلك الوصول، وحصل لهم كشـــف الحجب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) و (3) و (4) و(5) الطبقات الكبرى للشعراني على التوالي ص 423 ــ 304 ــ 542 ـ  137 و 461 .                             
(6)  قيل لبعض العلماء : زعم المتصوّفة  أن سبــــب تركهــم التـــكاليف الــشرعية هو وصولهم  قال : نعـم و لكن إلى ســقر !                                                                                                                                             

14











ـــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 179

[التجلّي أو الفتح]، سقطت عنهم تلك التكاليف الشرعيّة . كلّ ذلك إعـتمادا على تأويل باطنيّ فاسد  لقولـه تعالى(( و أعبد ربّك حتى يأتيك اليقين))  الحجر 99( مع العلم أنّ  معنى اليقين هوالموت ،أي أعبد ربّك حتى يدركك الموت)، لذلك لم يتورّع الشعرانيّ علىأن يكتب في ص 461 من طبقاته ، في معرض ثنائه عمّن أعرض عن دين الله و أتّبع هواه من شيوخ التصوّف ما نصّه :" كان رضي الله عنه يأكل في نهار رمضان و يقول: أنا معتوق أعتقني ربّي ! " 
25 ــ إستهانة الصوفيّة بالنار التي أعدّها الله للكفّار وعصاة الموحّدين ، وإستجار منها الأنبياء و المرسلون ، وإدّعائهم أنّ  مجرّد مرورهم عليها يطفئها ، وأنّهم سوف يتحمّلون عذابها نيابة عن كلّ من وجب عليهم دخولها ، لأنّ عذابها في حقيقة الأمر عذوبة أي لذّة !                                                                                                    

26 ــ سخرية شيوخ الصوفيّة ممّن عبد الله خوفا من ناره و طمعا في جنّته ، على الرغم من كونه تعالى قد أثنى في كتابه على مـن عبـده (( خوفا و طمعا)) ثمّ جعلهم الأنبياء و المرسلين
 ينـشغلون في الجنة بشهوتي البطن والفرج عن الله تعالى، في حين يكون همّ السادة الصوفية هناك، مجالسة الله تعالى دون إلتفات إلى نعيم الجنّة ولو تعلّقت بهم حوريّة من حورياتها لأستغاثوا منها كما يستغيث أهل النار من النار!،( وإن كانوا تكرّموا بعد ذلك بجعل الرسول ــ بخلاف الأنبياء قاطبة ـ يــشاركهم تلك الخاصيّـة!وإن لم يبلغ عليــه السلام مرتبتـــهم بحيث
يمنعه الإنـشغال بالله عما سوى ذلك!) ، وهاكم ما ذكره محمد فتحا النظــيفي في موسوعتـه الصوفيّة " الدرّة الخريدة ، شرح الياقوتة الفريدة " التي ظهرت طبعتها الأولى مجلّدة وأنيقة  سنة 1419 هـ 199 عن دار الكتب العلميّة ببيروت! حتىلا يظنّ البعض أن هاته المعلومات قد  نقلت من الكتب الصفراء المندثرة .                                                                                                         
فقد جاء في ص 69 ما نصّه :" كلّ العارفين في شغل عن الله تعالى،لأنهم بقي لهم ضرب من حظوظهم، إلاّ أهل التجلّى الأكبر الذين لا حظّ لـهم في الجنّـــة، فـــإنهم عـــنده سبحانه و تعالى مقــيّدون في حضرة قربه، ووصلهم بما لا تحيط  العقول وصفه.. فإنّ هؤلاء لا إلتفات لهم إلى الجنّة و نعيمها، ولا عبرة لهم بها أوجدت أم عدمت، وفيهم يقول بعض العارفين: قوم بشهوات الفرج والبطن مشغولون، و للمجالسة آخرون، فما فاز بالله غيرهم .. بحيث لو طولبوا بالحور لحظة واحدة لأستغاثوا منهنّ كما يستغيث أهل النار من النار، فهم الخاصّة العليا من صفوة الله ، وهذا المقام أفضل المقامات وأعلاها، و هذا المقام لم يكن لأحد من العالمين سوى هذه الطائفة [ الصوفيّة]، إلاّ هو صلى الله عليه و سلّم ، له هذه المرتبة العليّة مع مشاركته للعالمين في شهوة البطن و الفرج [!!] فهذا لا يحجبه عن هذا، و ذا لا يحجبه عن هذا " (إنتهى ) .                                                                                                                                                
27ـــ إستهزاء مشايخ الصوفيّة بشعائر الإسلام، من ذلك أنّ أحدهم " كان ينادي خادمه و هو 
في الصلاة ، فإن لم يجئه مشى إليه وصكّه[ ضربه] ومشى به[جرّه] وقال : كم أقول لك لا تعد تصلّي هذه الصلاة المشؤومة " !(1) و عن أحد شيوخهم أيضا أنه " كان يتـشوّش من قول المؤذّن:الله أكبر فيرجمه ويقول :عليك ياكلب، نحن كفرنا يا مسلمين حتّى تكبّرواعلينا !؟ (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1)  الشعراني ، الطبقات الكبرى  ص  477  .
(2)انظر كيف يتعاملون مع من رافع صوت التوحيد في حين  نقرأ في بعض كتب الصوفيّة أنّ أحد كبار مشايخهم من أصحاب دعوى وحدة الوجود سمع كلبا ينبح فصاح : لبّيك سيّدي ! ) 
15











 كما أنّ  نفس الشيخ يهزأ من كيفيّة صوم المسلمين، مفضّلا عليه صوم النصارى فيقول :" أنا ما عندي من يصوم حقيقة إلاّمن لا يأكل اللحم أيّام الصّوم كالنصارى ، و أمّا المسلمون الذين يأكلون اللحم الضأني و الدجاج أيّام الصوم فصومهم عندي باطل" (1)(الـمعلوم أنّ النصارى يشربون و يأكلون أثناء الصوم، ولا يمتنعون إلاّ عن بعض الأشربة والأطعمة التي منها اللحوم)  .                                                                                                                                                      
28 ــ إدّعاء شيوخ الصوفية علم الغيب ، من ذلك إخبارهم عن أحد شيوخهم أنه " كان  يخبر بالأمور المستقبلة "(2) ثم أيضا" وأطلــعه الله على غيبه حتى لا تـنبت شجرة و لا تخضر ّورقة إلاّ بنظره"!(3) وعن أحد شـيوخهم أنّه " لمّا ضـعف ولده أحمد، وأشرف على الموت و حضر عزرائيل لقبض روحه ، قال[ له] الشيخ : إرجع إلى ربّك فراجعه، فإنّ الأمر قد نسخ ![ قد أبطل!] ورجع عزرائيل، وشفي أحمد، وعاش بعدها ثلاثــين عاما "! (4)       انظر فارق " الخطأ "، ثلاثون سنة باكملها !(( سبحان ربك ربّ العزّة عما يصفون)) .
                                                                                                                                                    
29 ــ إدّعاء شيوخ الصوفيّة أنّ الله لا يحدث أمرا إلاّ أعلمهم به قبل حدوثه ! من ذلك ما يروونه عن أحد شيوخهم أنّه " كان يخرج على أصحابه و يقول لهم : أفــيكم من إذا أراد الله أن يحدث في العالم حدثا أعلمه به قبل حدوثه ؟ فيقولون : لا. فيقول : أبكوا على قلوب محجوبة عن الله عزّ و جلّ " (5)( بل أندب أنت وأمثالك على إيمان ذهب أدراج الرياح !)  30ــ إدّعاء الصوفيــّة إطّلاعهم على ما في اللّوح المحفوظ  ، فيقول أحد شيــــوخهم لمن جاء
يسأله عن مسألة ، مستحثّا إيّاه على السؤال :" ما تسأل؟! ، فلو سألتني شيئا لم يكن عندي أجبتك من الّلوح المحفوظ"(6)     

31 ــ إدّعاء كبار الصوفيّة أنهم يشاركون الله عزّ و جلّ في تسيير الكون إلى درجة أنهم يديرون الكواكب و يوقـفونها !  فهذا حوار دار بين شيخين سأل أحدهما الآخر : " ما تقول في رجل رحى الوجود بـيده يدوّ رها  كيف يشاء ؟! " [ يقصد نفسه ، فأفحمه الثاني بقوله] :" فما تقول فيمن يضع يده عليها  فيمنعها أن تدور ؟! [ يقصد نفسه] فيقرّ الأوّل بالهزيمة قائـلا : والله نتركها لك و نذهب عنها  "!(7). كما يتحدّث أحد شيوخهم عن نفسه ـ بكلّ تواضع ــ فيقول" وإذا كنت أرعى الوحوش و السمك في البحار وأحميهم من بعضهم بعضا ،أفيعجزني الله عزّ و جلّ عن حماية من يحضر مولدي ؟! " (8)  كما يذكر أيضا عن بعض شيوخهم أنّ الله سبحانه و تعالى " صرّفه في العالم " (9) كما روي عن كذّاب آخر" أنّه كان رضي الله عنه يأمر الريح أن تسكن فتسكن " ! (10) .
32 ـ إدّعاء شيوخ الصوفيّة القدرة على إحياء الموتى ، من ذلك أنّ أحد الشيوخ لاحـــظ أنّ  مريده مغموم فقدّر أنّ والده الميّت ساخط عليه فصحبه إلى قبره حيث أحياه " فوالله لقد رأيت والده يخرج من القبر ينفض التراب عن رأسه حين ناداه الشيخ ، فلمّا إستوى قائما قال الشيخ : الفقراء جاءوا شافعين تطيّب خاطرك على ولدك هذا . فقال : أشــهدكم أني قد رضيت عنه  فقال : إرجع إلى مكانك ، فرجع " !(11) .                                                            
وزارأحد شيوخهم  مريدا له ، فذبح له فرخة ، فلاحظ الشيخ أنّ زوجة الضيف غير راضية عن إسراف زوجها  " فلمّا حضرت [ الفرخة ] قال لها سيدي عليّ : هش ـ فقامت الفرخة  تجري ! وقال : يكفينا المرق و لا تـتـشوّشي " (12)  ! .                                                                       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) و (3) و (4) و (5) (6) و(7) و(8) و(9) و(10) و(11) و(12) الشعراني الطبقات الكبرى على التوالي ص 476 ــ 540 ــ 203 ــ 470 ـ  229 ـ 316 ــ 408 ــ 263 ـ 234 ـ 197 و400 

16











ـــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 181

 33ــ إدّعاء شيوخ الصوفيّة أنّ في إمكانهم القول للشيء كن فيكون! من ذلك قول أحد شيوخهم متحدّثا عن نفسه :" فقدت قلبي منذ عــشرين سنة مع الله تعالى ، و تركت قولى للشيء كن فيكون منذ عشرين سنة  أدبا مع الله  عزّ و جلّ " (1) .        
34 ـ إدّعاء شيوخ الصوفيّة  أنّهم يصرّفون الكون حتى وهم في قبورهم ، فيتحدّثون عن شيخ منهم أنّه " أحد الأربعة الذين يتصرّفون في قبورهم بأرض العراق "! (2)          
35 ــ إدّعاء مشايخ الصوفيّة معرفتهم ما تخفي الصدور . من ذلك ما رووه عن أحد شيوخهم أنّه :" كان إذا رأى إنسانا يعلم ما في نفسه، وما هو مرتكبه من فواحش"(3) كما روي عن بعض شيوخهم : أنه كان رضي الله عنه يقول : بواطن الخلائق كالبلّور الصّافي، أرى ما في بواطنهم، كما أرى ما في ظواهرهم"(4) ( مثـل هاته العناصر، ما تـفــتـقره أجهزة القمع في عالمنا الإسلاميّ حتى " تـتـمّ النعمة" ، و ينام الحكّام دون كوابيس !).
  
36ــ بيع الصوفيّة صكوك غفران على طريقة النصارى ، من ذلك أن أحد مشايخهم : جاءته رضي الله عنه إمرأة  فقالت : هذه ثلاثون دينارا و تضمن لي الجنّة ، فقال لها الشيخ رضي الله عنه مباسطا لها : ما يكفي . فقالـت : لا أملك غيرها ، فضمن لها على الله دخول الجنّة. فماتت، فبلغ ورثـتها ذلك ، فجاءوا يطلبون  الثلاثين دينارا من الشيخ ،و قالوا هذا ضمان لا يصحّ . فجاءتهم في المنام وقالت لهم :  أشكروا لي فضل الشيخ فإنّي دخلت الجنّة ! " (5) .                                                                                                 

37 ــ إدّعاء شيوخ الصوفيّة إستجابتهم لدعاء المضطرّإذا دعاهم ، من ذلك أنّ أحد شيوخهم كان يتوضأ، فورد عليه خاطر، فنزع فردة قبقابه ورمى بها و" قال لخادمه : خذ هذه الفردة [الباقية] عندك حتى تأتي أختها . فبعد زمان جاء رجل من الشام بفردة القبقاب مع جملة هديّة وقال: جزاك الله عنّي خيرا،إنّ اللّص لما جلس على صدري ليذبحني قلت في نفسي: يا سيدي محمـــّد يا حنفي ، فـجاءته فردة القـبقاب في صدره فانــقلب مغــميّا عليه   و نجّاني الله عزّ وجلّ  ببركتك "! (6) كما يروى عن أحدهم أنه " كان إذا ناداه مريده أجابه من مسيرة سنة " (7) .                                                                 

38 ــ إدّعاء شيوخ الصوفيّة شفــاعتهم في الناس يوم القيامة و لو كانوا كفّارا و ملاحدة فـهـذا أحدهم يقول" ما دخل أحد إلى  مسجدي ثمّ صلى ركعتين،إلاّ أخذت بـيده في عرصات القيامة ، فإنّ  الله شفّعني في جميع أهل عصري " (8) كما ادّعى أحدهم أنّ الله عزّ و جلّ شفّــعه في كلّ من رآه يهوديّا كان أو نصرانيّا أو وثنيّا ! .                          
 
39 ــ إدّعاء بعض شيوخ الصوفيّة بأنّ الله ــ تعالى عمّا يقولون علوّا كبيرا ــ قد حلّ  في أجسادهم ، و هو ما يعرف في تاريخ  الصوفيّة  بالحلول و الإتّحاد ، و أوّل من قال به في أمّة الإسلام منصور الحلاّج (من فارس : ايران ) و قد وقع إعدامه بعد محاكمة دامت تسع سنوات . و هو صاحب الكلمة الشهيرة ما في الجبّة [ أي جبّته ] غير الله !"                    
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2)  و (3) و (4) و (5) و(6) و(7) و(8)  الشعراني .  الطبقـات الكبرى على التـــــوالي ص 147 ـ 217 ـ 403 ـ 523 ـ 543  ــ 414 ـ 313 و 396    .

17









                                                                                              


40 ــ قول أكابرالصوفيّة(1)  بــوحدة الوجود ، أي أ نّ ّ كلّ المخـــلوقات هـــي الله سـبحانه و تعالى . مستدلّين على كفرهم الغليظ بقوله تعالى(( كلّ حزب بما لديهم فرحون)) زاعمين أنّ  فرحهم يكون في الآخرة حين يدخل كل أصحاب الأديان الجنّة،لأنهم عبدوا الله كلهم، ولكن في صور وأسماء مخـتلفة، فالذي عبد بوذا، والذي عبد بقرة، والذي عبد الملائكة والذي عبد الكواكب   لم  يعبد في حقيقة الأمرغير الله سبحانه عما يقولون ، لأن الله هو كل تلك المعبودات!،  لذلك يقول" الشيخ الأكبر" محي الدين بن عربي (2) معبّرا عن تلك العقيدة الكفرية صراحة حين قال: عقد البريا في الإله عقائدا / و أنا عقدت جميع ما عقدوه !  أي أنّ الناس عبدوا آلهة متعدّدة و متنوّعة، و لكنه هو عبد كلّ تلك الآلهة ، بإعتبارها كلّها ، هي الله سبحانه وتعالى!.                                  

" و ماعرف البشر في تاريخهم الطويل كفرا و إلحادا أعظم من هذا الكــفر، فإنّ الله تـبارك و تعالى إستعظم مقالة من قالوا إتخذ الله ولدا سبحانه و تعالى قائلا (( و ينذر الذين قالوا إتــّخذ الله ولدا. مالهم به من علم و لا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذبا )) و قال جلّ وعلا (( وقالوا إتـــّخذ الرحمان ولدا . لقد جئتم شيئا إدّا.تكاد السّماوات يتفطرن منه، و تـنشقّ الأرض و تخرّ الجبال هدّا أن دعوا للرحمــن ولدا))فإذا كانت السماء  تكاد تنفطرمن تلك المقالة الخبيثة .. فكيف بمن نسب كلّ شيء خبيث في الأرض إلى ذات  الله ، بل جعله عين الله ؟ فالذين نسبوا لله ولدا  نسبوا إليه شيئا صالحا كنبيّ أو ملك (3)  ، أمّا الذي جعل الله عين كلّ شيء "(4) فقد جاء بكفر لم يسبقه به أحد من العالمين إطلاقا ، كفر فاحش لا  يمكن أن يصدر إلاّ عن بـيت العقارب و الحيّات الشيعيّ أو السلفي الأخرق.       
                                .                                         



ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصوفية بالمفهموم الغربي المعاصر، تعني الإتحاد بالله ، وهو التعريف المشار إليه في معاجمهم  اللغويّة انظروا ما ذكره يوستين جاآردن صاحب رواية" عالم صوفي" ص147ـ
 (صوفي إسم فتاة) والكتاب يعرض تاريخ الفلسفة في قالب روائي شـيق: إنّ التجربةالصوفية  تعني الإحساس بالتوحّد مع الله أو مع روح الكون ، فإذا تركّز بعض الديانات على الفجوة الموجودة بين الله و الخلق تقدّم الصوفيّة  بالتجربة، الدليل علىأنّ هذه الفجوة غيرموجودة حيث يتوحّد الشخص بالله ، يذوب فيه "(إهـ) لأجل ذلك كثيرا ما نسمع من شعراء الحداثة يتحدثون عن مرورهم بتجارب صوفيّة !، أسوة لما يردّده أساتذتهم من النصارى .                                             
(2) محي الدين بن عربي : ولد في الأندلس و هلك في دمشق  سنة 638 هجرية الموافق لــ  1240 ميلاديّة . صوفي يلقّب بالشيخ الأكبر له 400  كتابا !  منها " الـفتوحات المكيّة "و" فصوص الحكم " و " ترجمان الأشواق " . لم تطله عقوبة الإعدام  في الدنيا رغم أنه يفوق  نظيره الحلاّج  زندقة  .   
 وقد  جمجم  الشيعة بتلك  العقيدة  قديما وعلى إستحياء ،  لتظهر فيما بعد في" أحسن كتبهم " وهو كتاب " الكافي"  للكليني ( هو محمد بن يعقوب  هلك  سنة 329 هجرية الموافق ل   941 ميلاديّة . محدّث شيعــيّ أقام  في بغداد و توفّي بها أشهر كتبه " الكافي" و قد مر بنا نقضه من قبل العلامة آية الله العظمى ابي الفضل البرقعي رحمه الله .( انظر الرسالة الثانية من هذا الكتاب)                                            
(3) و قد قال في شأنهم بن القيّم رحمه الله : حاشا النصارى أن يكونوا مثلهم / و هم الحمير و عابدوا الصلبان / هم خصّصوه بالمسيح و أمّه / و أؤلاك ما صانوه عن حيوان
(5) الفكر الصوفيّ في ضوء الكتاب و السنّة . لعبد الرحمان عبد الخالق .                                    
                            

18











ـــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 183
                        
فصل
الصوفية في أيّامنا

تلك هي الصوفيّة ، و ذلك تطوّرها السرطانيّ عبر التاريخ . أوّلها بدعة، وأوسطها شـرك أكبر، و آخرها  كفر غليظ منكر  .                                    
" ولا يعني أنّ كلّ رجل نسب إلى التصوّف كان يعـتقد هذه العقيدة . بل من وصل الغاية منهم وصل إلى هذا . فالطريق الصوفيّ مراحل . وكلام كلّ  إنسان فيه ، يدلّ على المرحلة التي إنتهى إليها " (1) .                                            
                                     
" و ما زالت دولة الصوفيّة قويّة في أنحاء كثـيرة مـن العالم الإسلاميّ ، وخاصّة في إفريقـيا، و دول من آسيا ، حيث العربيّة غير معلومة، و حيث الجهل بالتوحيد و الدين الصحيح ما زال قائمــا ، ثم ّ أنّ  رموزالـتصوّف ما زالت موجودة، وأعني برموزه القبورو الــمزارات و الشيوخ الضالّين، والعقائد الفاسدة " (2) .                          
ثم  أعجبوا مما نـشرته مجلّة " المجتمع " الكويتيّة في عددها 1417 بتاريخ 2/9/ 2000 تحت عنوان :  " أكبر دولة إسلاميّة تــدار بالسّحر و الشعوذة " كتبت المجلة تـقول : " إنّ زيارة مقابر و محلاّت من يظنّ أنّهم من ذوي الكرامات ليس جديدا عند[ رئيس اندونيسيا]  وحـيد (3)  و حسب مصادر مطّلعة، فإنه إعتاد على ذلك منذ سنوات، حيث زار مقابر أمثال الشيخ عبد القادرالجيلاني [ من مشاهير الصوفية ] وغيرها للتبرّك. وعندما سـأله صديقه الحاج خليل بصري قائلا : لماذا تـشـتكي أمورك إلى المقابر؟ أجاب وحــيد بــــكلّ بـــساطة و مزاح :" هذا أفضل، لأنّ أولائك الموتى لا يطلبون مــنــّا أجرة !"... و حسب قول يوسف هاشم عمّ وحيد، فإن ّ الأخير إعتاد الإستعانة بأهل المقابر منذ زمن بعيد ، و ربّما منذ عشرين سنة على الأقلّ " كما إلتجأ  الرئيس وحيد قبيل الإنتخابات الرئاسية  إلى شيوخ الصوفيّة الذين يزعمون معرفة الغيب، لقراءة طالعه و معرفة  مستقبله السياسيّ، فـتذكر المجلّة أنّ الرئيس قد : أبلغ رئيس تحرير جريدة جاكرتا بوست سوسا نتو في آخر أبريل 1999 عن ثـقـته بأنّه سينتخب رئيسا لأندونيسيا ، نقلا عمّن سمعه من شيخه !  كما صرّح بأنّه على يقين من تعيينه رئيسا رابعا للبلاد و أنّ ميجاواتي ستعيّن نائبة له ، في تصريح آخر نقل عن جريدة كوباس أكبر الجرائد مبيعا في البلاد " .                                                       
                  
كما ذكرت مجلة  " المجتمع " في نفس عددها ، أنّ وحيد قام : بالتضحية بدجاج يذبح من غير ذكر إسم الله عليه! " لأولئك الموتى من شيوخ التصوّف الذي يــتردّد على أضرحتهم ، و قد أضافت المجلّة، أنّ الشيخ الذي أفتى له بذلك ، قد صرّح في مجلّة " سبيل " بما  يلي :
ــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) المصدر السابق ص 14 و 36 .                                                           
(3)  عبد الرحمان وحيد،  أو عبد الرحمان واحد ،، رئيس أندونسيي حكم في أواخر تسعينات القرن الماضي . و هو الرئيس الثاني بعد الديكتاتور سوهارتو  الذي إنقلب على السفّاح سوكارنو. ووحيد ،  شيخ  نصف أعمى و ثلاثة أرباع مقعد . واعاقته الجسدية لا تقاس بالنسبة الى إعاقته الفكرية ، فالرجل  جمع بين الخلفية الصوفيّة و إلإتجاه العلماني المتطرّف، ناهيك أن اليهودي هنري كيسنجر كان  مستشاره الخاصّ الذي إختاره بنفسه ، (أخر اعاجيبه  ، عزله  بتهمة الفساد !) .                                                                

19












"عندي ، كطالب علم ديني، أنّ الذبح من أجل إيجاد حلّ وسط في البلد من غير ذكر بسم الله ، لا باس به" إهــ
مع العلم بأن ّ الرئيس الضلّيل ، لا يتصرّف بفرده ، بل بمشورة من " مشايخ جمعيّته الذين إشـتـهروا بلقب علماء الخاصّ، و كانوا يتميّزون عن بقيّة العلماء خاصّة في الأمور الغيبـيّة ليتلقّى منهم العلم والمعرفة والكشف كالشيخ... و الشيخ.. "(إنتهى) .
  
 إذن هي نفس مصطلحات الصوفيّة و نفس دعاويهم :أن للدين تـفسيرا للعوام و آخر للخواص ، كما أن هناك علماء عام و علماء خاصّ، يعلمون عن طريق الكشف ما لا يعلمه غيرهم . و لكنّ الخطب يهون، لو كان إنحراف وحيد وزمرته لا قى إستنكارا من علماء أندونيسيا ، و لكن الطامّة الكبرى أنّ " جمعيّة نهضة العلماء " و هي أشهر مؤسّسة علميّة في الــبلد ( تضمّ فقط  40 مليون من الأعضاء !) أصابها من الإنحراف مثلما أصاب الرئيس وحيد و زمرته، فقد إشــتهر عنهم ، كما تقول المجلّة" تقليد مشايخهم تـقليدا أعمى" و لذلك " فلا يرى أعضاء  جمعيّة نهضة العلماء التي تأسّست في 31 يناير 1926 أيّ حرمة أو كراهة فيما يفعـل رئيسهم، و رئيس أندونيسيا عبد الرحمان وحيد !! " إهـ   .           
                     
فالصوفيّة التي هي بمثابة جرح مفتوح  يثير كثيرا شهية الفيروس الشيعي المتربص، ما زلت تـنخر في الجسد الإسلاميّ المثخن بالجراح ، وقد شجّعت النظم العسكرية الحاكمة في بلاد المسلمين هذا الأفيون المخدّر، خصوصا في بلدان إفريقيا حيث يتجاوز أتباع الشيخ الواحد أكثر من مليون تابع يقدّمون له من صروف العبادة و التأليه ما لا يليق تقديمه إلاّ لربّ العالمين. ومن المحزن الإشارة بأنّ أوّل مشاغل الرئيس السينيغالي الذي خلف عبدي ضيوف كان ،علانه بناء مطار في أكبر معقل للتصوّف في البلد، تزلّفا لشيوخ الطرق الصوفيّة حتى يضمنوا له إبقاء الملايين من الشباب من ذوي الدّماء الحارّة في ثلاجة الـتصوّف وإلى الأبد. وفي تونس اليوم وتحت شعارإعادة الإعتبار للدين الإسلامي!!، تقام للهلكى من شيوخ الـتصوّف مهرجانات سنويّــة وموالد تحضرها شخصيات رسميّة تــشرف على ذبح القرابين و إلهاب حماس العوام للتعلّق برموز التصوّف الأحياء منهم والأموات،كما تـقام حفلات الرقص الصوفيّ و الأذكار الشركيّة التي لو سمعها " مشركو قريش لكفّروا من ينـشدها، لأنّ أبلغ صيغة تلبية كانت لمشركي قريش قولهم : لبـيك اللهم لبــيك لا شريك لك غير شريك هو لك، تملكه و ما ملك ، و هذه أخفّ شركا من المقامات الشيوخيـــّة التي يهدرون بها إنشادا بأصوات عالية مجتمعة وقلوب محترقة خاشعـة:عبد القـادريا جيلاني/ يا ذاالفضل و الإحسان / صرت في خطب شديد / من إحسانك لا تــنساني"(1) كما تخرج فرق الصوفيّة براياتها المزركشة  أمام آلاف السيّاح لتستعرض قفزاتها وأكلها للأشواك والزجاج ولعبها بالعقارب والحيّات،و وطئها للنيران، وشعـوذتها في الطرق العامّة قصد جلب إهتمام الغربيين لهذا التهريج  البدائي  المقزز" الفلكلوري " .                     




ـــــــــــــــــــ
(1)عبد الرحمن الكواكبي  " أمّ القرى " ص 198 .                                                


20











ـــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 185

فصل
الصلة بين التصوّف و التــشيّع


الصلة بين التصوف و التشيع :
"  يذكر الدكتور كامل مصطفى الشيمي في كتابه الصلة بين التصوّف و التشيّع ، أنّ أوّل من تسمّى بإسم الصوفي في الإسلام ثلاثة، هم جـابر بن حيّــان و أبو هاشم الكوفي، و عبدك الصوفيّ ، فأمّا جابر بن حيّان، فقد كان تلميذا لجعفر الصادق أو عبده ، و الشيعة يرون أنّ جابرا هذا من كبارهم، وأنه أحد الأبواب، والباب عند الشيعة ،هو المتكلّم بإسم الإمام، وأمّا أبو هاشم، فيسمّيه الشيعة مخترع الصوفيّة، و ينقلون عن الصادق الذي عاصره أنه قال فيه : أنه فاسد العقيدة جدّا، وهو الذي إبتدع مذهبا يقـال له التصوّف، وجعله مقرّا لعقيدته الخبيثة (1) " وأمّا عبدك الصوفي، فيذكر الدكتور كامل الشيمي أيضا أنّ الدكتور قاسم غنيّ نقل عن ماسينيون أنـــّه كان آخر شيوخ فرقـة نصف شيعيّة و نصف صوفيّة"(2) و المطّلع على الحركة الصوفيّة من أوّل نشأتها، إلى حين ظهورها العلنيّ على ذلك النحو، يجد أنّ أساطين الفكر الصوفيّ جميعهم بلا إستـثناء في القرن الثالث والرابع هجري كانـــوا من الفرس، ولم يكن فيهـــم عربي قط ..فـالتصوّف هو الوجه الآخر للتشيّع "(3).                        
كما أشار  د.الشيمي إلى " أنّ كلمة صوفيّ التي قطع الباحثون بصدورها عن الصوف ، قد صارت كذلك لأنّ الصوف قد عمّ زهّاد الكوفة حيث ظهرت هذه الكلمة أوّلا . و قد أشتقّ التصوّف من الصوف، وقد رأينا أن لبسّ الصوف قد نبع من بيـئة الكوفة التي عرف  تمسكها بالـتشيّع ومعارضتها و حربها بالسيف أو بالقول أو بالقلب، لمن نكـّل بالأئمّة العلويين. و ذلك إن صحّ ، يقطع بأنّ التصوّف في أصوله الأولى كان متّصلا بالـتـشيّع " (4) ( كان سكان الكوفة  من الفرس، ذلك أن الكوفة كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية قبل فتحها من قبل المسلمين  ) .                              

أوجه الشبه بين التصوف و التشيع :
حتى لو رددنا شهادة التاريخ القائلة دون لبس، أنّ الصوفيّة بضاعة شيعيّة صرفة ، فإنّ أوجه الشبه الصارخة بين التصوّف والتشيّع، تأبى إلاّ الدّلالة على صحة أبوّة التشيع للتصوّف .    
و لعلّ أعظم أوجه الشبه لبن التشيع و التصوف  هي التالية   :
ـــ إدّعاء الصوفية أنها تستمدّ معارفها مباشرة  من الله أو من رسول الله ،أومن  الخضر عن طريق شيوخها الذين هم أعلم من الأنبياء ، و كذلك الشيعة التي تزعم أن أئمّتها يوحى إليهم  وأنّ مقام أئمتها لا يبلغه نبيّ مرسل و ا ملك مقرّب، كما جاء في اصح امهات كتبهم( الكافي)  و كما صرّح بذلك الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" .               
ــــــــــــــــــــــــــ                                                                                           
(1) و (2) و(3) و(4) عبد الرحمن عبد الخالق الفـكر الصوفي  في ضوء الكتاب و السنة  ص 240 و  390     ــ 34 و 391 .

21

                                    








                                                                                
ـــ إدّعاء الصوفيّة أنّ للقرآن ظاهرا و باطنا، أو حقيقة و شريعة، وأنّ المعرفة الباطنيّة للقرآن لا يطّلع عليها غير شيوخهم. و ذلك ما  يعتقد الشيعة ، فتفسير القرآن في إعتقادهم ليس في متناول غير أئمّتهم، ولا عبرة لمعناه الظاهر.كما تـشترك الصوفيّة والشيعة في إحتقار من كان إعتماده على ظاهر معاني النصوص. كما تشارك الشيعة الصوفية  في إعتقادهم أنّ العلوم الدينيّة والدنيوية تكتسب عن طريق الإلهام ـ العلم اللّدنيّ ــ لا عن طريق التعلّم   .      

ـــ  اشتراك الطائفتين  في عبادة الشخص السوبرمان : فالصوفية تزعم  أنّ  أقطابها يسيّرون الكون،  ويحيطون بكل العلوم دون تعلّم ، و يحيون الموتى و يعلمون الغيب و ما تخفي الصدور و يشفعون حتى في الكـــفّار ، و الشيعة تعتقد أكثر من  في ائمتها الإثنى عشر.     
ـــ  تقديس الصوفية شيوخها  ،و كذلك يفعل الشيعة . ففي الطبقات الكبرى ص 468 يذكر الشعراني أنّه " لمّا توفّي الشيخ محمد الشناوي  إقتتل الناس على النعش ، و ذهلت عقوهم من عظم المصيبة  " و كلّنا يذكر ما حدث في جنازة الخمـيني (1998) حين هجم الغوغاء على جثــّته و مزّقوا الكفن لأكثر من مرّة  قصد الإحتفاظ بقطعة منه للتبرّك . و قد سجّلت كتب الطرائف الغربيّة المولعة بكلّ شاذ و غريب ، صورا للجثّة تتناهشها  أيدي جموع الشيعة  المتشـــنّجة و قد بدت شبه عارية   !

ـــ زيارة المتصوّفة لأضرحة شيوخهم و إلتماس العون من المقبورين فيها ، و أكثر من ذلك تفعل الشيعة كما يستغيث الفريقان و يتوجهّان بالدعاء إلى هؤلاء الموتى .                      ـــ إعتقاد الصوفية و الشيعة بأن حبّ شيوخهم و أئمّتهم يغنيهم عن صالح الأعمال .            ـــ تعذيب النفس بالكيّ بالنارو بضرب السيوف، كما تـفعل الرفاعيّة والقادرية العيساويّة من الصوفيّـة ، و فوق ذلك تـفعل الشيعة في عاشوراء .                                               
ــ توريث الصوفيّة العلم حيث يرث الولد الصوفي خرقة الإرشاد عن أبيه و كذلك يفعل الشيعة حيث حصروا المعرفة في آل البيت .                                                           
ــ الصوفيّة تؤمن بالخضر و كذلك الشيعة ، حيث أورد صاحب كتاب "كسر الصنم " ص 327 نقلا عن " الكافي " أنّ الإمام عليّ زاره شخص و بعد محادثته " قال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد أتبعه فأنظر أين يقصد ، فخرج و أعلم أمير المؤمنين بذلك فقال عليّ : هو الخضر عليه السلام "                                                                                      
ـــ قول الصوفيّة ــ كسقف أعلى لكفرياتها ــ بوحدة الوجود  أي أن كل ما يراه الإنسان هو الله !،و بذلك  قالت الشيعة ، فإنّهم يروون " عن جعفر : لنا حالات نحن فيه هو. و هو نحن "! ( تبديد الظلام و  إيقاظ النيام للجبهان ص 56 ) .                                                     
و لو تتبعنا أوجه الشبه بين الديانتين المؤلّهتين للإنسان والمستهينتين بالرحمان، لطال بنا الزمان، ولكن فيما أوردناه كفاية، كي نصل الي حقيقة أن الإسلام بريء من التـصوف السني والتشيع الفارسي ، و أن الخير كل الخير في اسلام ابي بكر و عمر وعثمان وعلي رضي الله
 عنهم .                                                
                      
الأصول  الفارسيّة المشتركة للشيعة و الصوفيّة  :                                  فالصوفيّة إذن " عقيدة فلسفيّة قديمة نشأت قبل الإسلام في الفلسفة الإستشراقية المنسوبة إلى أفلوطين ، و الفلسفة الهنديّة القديمة و التي ما زالت عقيدة الهند إلى اليوم ، وهي القول بوحدة الوجود ، و هذه العقيدة هي عقيدة كثير من شعراء الــفرس قبل الإسلام و بعد الإسلام كجلال

22











ــــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 187

الدين الرومي ، و هذا يعني أنّ التصوّف غير الزهد المعروف "  (1) .                        

فيا الله ما  اعظم جرائم الشيعة في حقّ أمّــتــنا ، فوباء التشيــّع قد عمّ العالم الإسلامـي بـاكمله  عن طريق وكيلته  الصوفيّة التي " أصبحت عقيدة عامّة و دينا عامّا لعموم المسلمين إلاّ قليلا ، في القرن التاسع و العاشر و الحادي عشر هجريّ " (2) و عقيدة عشرات الملايين من" مسلميّ"اليوم ،عقيدة " تلبـست برداء الطّهر والعفـة وأبطنت كلّ أنواع الكفر و المروق، و حملت كلّ الفلسفات الباطلة و مبادىء الإلحاد والزندقة، فأدخـــلتها إلى عقـــائد الإسـلام و تراث المسلمين على حين غفلة منهم، فأفـــسدواالعقول و العقـائد، ونشروا الخرافات و الدجل و الشعوذة ، و دمّـروا الأخلاق ، و أتـوا على بـــنيان دولة الإســـلام من القواعد حيث حارب المتصوّفة العلم و الجــــهاد و البصيرة في الــــدين، بل
 والزواج و العمل و الكسب، فنصبوا للقرآن و السنّة حربا لا هوادة فيها، وحرّفوا الناس عن تعليمهما بكلّ سبيل ... و كانت لهم اليد الطولى في هزيمة العالم الإسلاميّ و سقوطه تحت نير الإستعباد و الذلّ و التبعيّة لدول الكفر"(3)

 التحليل السابق لعبد الرحمن عبد الخالق وهي كاتب سلفي كويتي دخل البرلمان حديثا!! !              
و لكنني أقولها بصراحة، أن من تسبب في"هزيمة العالم الإسلامي وسقوطه تحت نير الإستعباد و التبعية لدول الكفر" ليسوا اليهود أو النصارى أو الملاحدة  أو الشيعة أوالصوفية بل تآمر الثدييات السلفية(4) على الأمة بترويجها مرويات نبوية تقدس الحاكم الوراثي الفاسد، و تجعله ــ على غرارالشيعة ــ سليل عائلة لها الحق الإلهي في الحكم  دون محاسبة  حتى سلمنا ذلك الحاكم لنصال جيوش الإستعمار الغربي .               

فلو زعمنا أن الهزائم التي حاقت بنا فاضاعت لنا الأرض والعرض و المقدسات قد سببتها  لنا جهة أخرى غيرنا ، كذّبنا الله تعالى الذي تكفل  بحمايتنا من قوى الشر، لو اعتصمنا بكتابه وعملنا بسنة نبيه الموافقة لما جاء في القرآن، قال تعالى ((وان تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا)).                             

و في الخاتم نقول لولا التسونامي السلفي الذي انفرد(مستقويا بالدولة)بصياغة عقائد المسلمين في منظومة أمنية متسترة بشعار" عقائد أهل السنة والجماعة" ما كان للفكر الشيعي الخرافي ان يجد له مكانا و يجند له اعوانا من نصف معتوهي الحنابلة والشوافع . ولولا غلبة الفكر السلفي الذي عاش محميا تحت حراب الظلمة، ما وجد بين قــيادتنا الفكرية غير أعلام شوامخ امثال ابي حنيفة وغيلان الدمشقي، و الجعد بن درهم ، والجاحظ و ربيعة الرأي و ابي العلاء المعري امثالهم من اصحاب العقول الكبيرة (( و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون)) صدق الله العظيم .                   
                                                                                                
ـــــــــــــــــــــ
(1) (2) و(3) عبد الرحمن عبد الخالق .الفـكر الصوفي  في ضوء الكتاب و السنة ص 140ــ 104 ــ5 و6 .


23











ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف انطلقت الحية الشيعية المتمثلة في دولة ايران من جحرها، ذات عام بائس من القرن المنصرم (1979) لتملأ الدنيا ضجيجا ، و لتؤسس دولة غير شرعية حتى في المنظور الشيعي الذي يحرم اقامة دولة تتكلم باسم الإمام الغائب ( المهدي المنتظر) في حال غياب الأخير وقبل خروجه من سردابه الخرافي ؟
كيف ظهرت الدولة الشيعية التي استغلت الفراغ  الرهيب الذي أتاحه ذهاب ريح المسلمين و انعدام أي جهة رسمية تنافح عن الإسلام و تنصر اهله ، لتنتصب  متكلمة باســم الإسلام و المسلمين ،والحال أنها ( كما رأينا بشهادة أكبر المتشيعين في العصر الحديث ). لا تمـت الى دين الإسلام بصلة قريبة و بعيدة . ( انظر الرسالة الثانية من هذا البحث ) .
هل  نجحت ثورة الخميني في ايران  نتيجة تحرك شعبي مسلح اعجز جـــيش الشاه الضخم و جهاز مخابراته الرهيب السافاك ، أم أن  نجاح  تلك الثورة جاء نتيجة سحب التيار الكهربائي أمريكيا من آلة الشاه العسكرية التي تشرف عليها عبر الآلآف من خبرائها ، لتجمد حركته  خذلانا منها  لشاه ايران المستهلك ،  تمهيدا لمجىء الخميني الى السلطة لغايات في نفسها؟ .
هل صحيح أن ايران تعادي الشيطأن الأكبر( امريكا كما تسميها) وحليفتها "اسرائيل" أم
أن المسالة محض كذب شيعي ؟!
هل تنوي ايران حقا تحرير بيت المقدس من اليهود، أم ان ايران هي اشد خطرا على المسلمين من اليهود انفسهم ؟!
هل أن عداء امريكا المعلن لإيران سببه خشيتها من الإسـلام الذي يهدد مصالحها ، ووجود محظيتها "اسرائيل" ، أم أن ذلك العداء المعلن مجرد مسرحية غايتها  تبرير تدخل امريكا العســكري و السياسي في بلاد المسلمين  مستعملة الفزاعة *الإيرانية كترس لتحقيق اهدافها بحجة، توقي الخطر الإيراني و سلاحه النووي و فكرها الشيعي المعادي للثقـــــافة و الحضارة الغربية ، خصوا بعد استكانة حكومات العالم العربي  تحت الجــــزمة الأمريكية و عدم قدرة امريكية على ادعاء ان تلك الحكومات الرخوة بثديياته السلــفية  تشكل تهديدا و لو كاذبا لمصالحها   ؟  
لو كانت امريكا هي التي اتـــاحت للخميني الوصــــول للسلطة فـما هي الأهداف الكامنة من وراء ذلك المشروع الأمريكي .
كل هاته الإسئلة تجد اجوبتها في الرسالة السادسة و الأخيرة من هذا البحث .






ـــــــــــــــــــــــــــ
Scarecrow * : الفزاعة : ما ينصب في المزرعة تخويفا للطير و كل ما يروّع من غير ان يكون خطرا فعلا .( ص 817 المنجد في اللغة و الأعلام ) .

24









{ربّ ما اعطيته العقل فماذا حرمته، ومن حرمته العقل فماذا أعطيته}
علي بن ابي طالب رضي الله عنه

{{الحياة عقيدة وجهاد}}
الحسين بن علي رضي الله عنهما

       ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{{إن تجاهل التاريخ خطيئة عقابها ان يتجاهلك الواقع}}
{{إنّ الدولة التي تضع مصيرها في يد شخص أو طبقة، تضعه أصلا في يد الصدفة العمياء }}
المفكر الليبي الكبير الصادق النيهوم رحمه الله وغفر له


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


{{إنّ في مقدوري أن أتفــــهّم الجهل،  و لكنني لا أستطيع القبول بتمجــــيده ، و أ قـــــلّ من ذلك ،  القــــبول بحقّه في الســيادة }}
الأديبة الصينية يونغ تشانغ


ـــــ






ــــ هذا الكتاب ـــ

   لماذا يحارب الغرب فكرة قيام حكومة إسلامية بالجزائر، رغم سلوك جبهة الإنقاذ الجزائرية الطرق السلمية للوصل الي الحكم ، في حين يحفّ الخمينيّ بزفّة إعلاميّة حـتى يجلسه على عرش الشاه ، دون  تكلفة تذكر؟ أم لأن إسلام الجزائر الذي يرعب الغرب، غير إسلام إيران ؟ .                                                      
   لماذا تحارب حكومة طالبان المعدمة ، حربا عالميّة بتهمة الأصوليّة ، في حين يسمح لإيران البتروليّة بالبقاء والتغوّل ؟ أم لأنّ" أصوليّة " طالبان التي تفزع الغرب غير أصوليّة إيران ؟ .                                                                                      
   لماذا يسجن الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن في امريكا ، في ظرف غير إنسانيّة ، بتهـمة الأصوليـة والإرهاب، في حين يستقبل كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الزعيم الطائفي حسن نصر إستقبال رؤساء الدول ؟ أم لأنّ عمامة عمر عبد الرحمن غيرعمامة حسن نصر الله ؟ .                                                                                                                                                             
    لماذا تمنع الدول الإسلامية  تأشـــيرة العمل لحزب إسلاميّ إلاّ بعد تدجينه و إفراغه من محتواه، وإعلان تنازله عن قيم الإسلام ، في حين تسمح لبنان لحزب الله بدخول برلمانها؟
    لماذا يمنع أقرباء الإسلاميين من حيازة بندقيّة صيد في البلاد البعيدة عن دولة اليهود . في حين تسمح الحكومة اللبنانيّة المجاورة  لإسرائيل لحزب الله بإمتلاك ترسـانة عسكريّة و خبراء أجانب يشرفون عليها ؟ أم لأنّ  بندقية الإسلامي الذي يبعد آلاف الأميال عن دولة اليهود  تخيف إسرائيل أكثر من الصواريخ العابرة للحدود التي يمتلكها حزب الله؟                                                                                                             
لماذا يـترك البهلوان الشيعي في لبنان ليستعرض شطــارته في" قـتال " اليهود في حين تجرّد الفصائل الوطنيّة والإسلامية اللبنانيّة  من سلاحها وتمنع من مقاومة المحتل ؟  أم لأنّ فوهات بنادق حزب الله يسيل منها العسل واللبن، في حين أنّ فوهات البنادق الأخرى تفرز موتا  زؤاما ؟ .
    ما حقيقة  التشيع المزعوم لعلى، وللحسين ولأهل بيت الرسول ؟  ما مدى حظ الشيعة من الإسلام ؟ متى و كيف و لماذا ظهر التشيع ؟ و ما هي اصوله العقائدية و روافده الفكرية ؟ كيف ولماذا وصل الخميني للحكم؟ ما هو تاريخ حزب الله ؟ ما علاقة التصوف بالتشيع وما وجه الشبه بينهما ، كل ذلك ستجده في هذا البحث المحايد الذي اعتمـد الإسـلام و احكامه، لا الطائفية ومقررراتها الموروثة، فيصلا للبت في امرالشيعة التي تعد فتنة العصر ، والتسونامي المهلك الذي ارسله الغرب على بلاد المسلمين، بعد  تفطنه الى جدوى التشيع في زيادة تمزيق العالم الإسـلامي وفي صرف المسلمين عن أسلمة دساتيرهم ( قضيتهم الأولى والعاجلة) وعن إماطة رموز الإرهاب العلماني الحاكم، الى الإنغماس في جلد انفسهم ، و إنهماكهم في صراع طائفي عبثيّ  مدمّر.

حمّادي بلخشين
حقوق المؤلف مهدورة ، و لكل جهة الحق في نسخ هذا  البحث المشتمل على ست رسائل و توزيعها دون الإخلال بمحتواه  أو احتكار طباعته و ترويجه .




{تم ّو الحمد لله}

































Aucun commentaire: