*************************
{ الشّيعة
والتشيّع }
قراءة حياديّة
بعيدة عن المؤثرات الطائفية
ــ ستّ رسائل
ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الرابعة
{الشّعب الأربع للفتنة الشـّيعّية }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حمّادي بلخشين
2007
***********************
بسم الله الرّحمن الرّحيم
************* الإهداء
**************
إلى الرجل الذي أدرك
أنّ الإعتداء على الشورى في إختيار الحاكم
، وإستبدالها بالنظام الوراثيّ ، ليس
بالأمر الذي يستهان به ، حتى يمرّ بسهولة دون أن يراق عـلى جوانبه الدمّ النبويّ
الزكيّ ، براءة إلى الله على الأقلّ، إن فات النصر و تصحيح المسار.
إلى أوّل من هبّ( بعد
عبد الله بن الزبير) على قـلّة الناصر والمعين، في وجه يزيد بن معاوية أوّل حاكم
غير شرعيّ في تــاريخ الإسـلام .
إلى مــن شهد له رسول الله صلى الله عليه و سلّم بأنّه أحد
سادتـي شبـاب أهل الجنّة . إلى
الرجل الذي تحتاج أمّتنا إلى أمثاله في
هذا الزمن الكئيب .... إلى السيـّد الـجلـيل ، سـلـيل بـيت الـنبوّة ،
إلى ابـن بنت رسـول الله :
الحسين بن علي ّرضي الله عنهما
أهدي هذا الكتاب المتواضع مع تحيّة إجلال و
تقدير يـشوبها خجل و حسرة .
أمّا الخجل فبسبب ما يمارسه عوام الشيعة من سخافات وسلوك بدائي
منفـّر بإسم الشهيد الكبير، وما يدعو اليه
كهنة الطائفة، من اطروحات فكرية متخلفة، مضحكين عـقلاء العالم على شخصية الحسين، و ثورة
الحســـين ، و دين الحسين .
أمّا
الحسرة ، فلعدم إتـخاذ الأمّة الإسلاميّة
من الحســـــين و ثورته منارا لتـغيير ما هي عليه مـن صغار و عبودية و لصوق
بالأرض .
إنّ أمّة لا تـعـتزّ بثورة الحسين، و لا تثور بما ثار من اجله
، بينها و بين صحوة إسلامية حقيقية مسافات ضوئية مديدة ، و ان زعمت الثدييات
السلفية والزواحف الإخوانية ــ نسبة الى الإخوان المسلمين ـ خلاف ذلك .
***************
2 ******* *******
ـــــ حمادي بلخشين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 127
محتوى الرسالة الرابعة
الباب الأول/ الشعب الأربع
للفتنة الشيعية .............................4
فصل
/ أول شعب الفتنة : عداء الشيعة المزعوم لليهود! ...........7 فصل / ثاني شعب الفتنة بالشيعة: قضية سلمان رشدي
............9
فصل
/ ثالث شعب الفتنة "حزب الله" و بطولاته الوهمية ....... 11
فصل
/ايران تستبدل حركة امل بحزب الله...........................15
فصل/
"حزب الله" و سقوط ورقة التوت.............................21
فصل/
رابع شعب الفتنة : خيانة العلماء............ ..................24
الباب الثاني / صور من فتنة الشيعة ...................................25
فصل
/ فتنة المسلمين داخل جمهورية ايران " الإسلامية ".......27
فصل
/ الفتنة الشيعية في بلاد المسلمين .............................31
فصل/
كنت من أوائل المفتونين بشخصية الخميني و ثورته!.....34
3
الباب الأول
شعب الفـتـنة الأربع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التشيع فتنة... لأن ظاهرها خير عميم، و باطنها سير متعمّد إلى سواء الجحــيم
...ظاهرها إســلام و جهاد و سعي الى تحرير مقدسات إسلامية عزيزة على المسلمين . أمّا
باطنها فكفر بواح ، و كراهية للإسلام، ولأهل
الإسلام، ولحضارة الإسلام .
التشيع فتنة ، لجمعها بين الإغـواء والخواء : منظر مبهر ، مع
مخبر تضجّ منه العفونة نفسها .( انظر الرسالة الأولى و الثانية من هذا البحث) .
التشيع فتنة كفتنة المسيح الدجّال: انجازات مذهلة الى حد إحياء
الموتى ، مع خلفيّة كفريّة كالحة يلمسها كلّ من كان في قلبه مثقال ذرّة من إيمان،
فيقرأ على جبينه كلمة " كافر " كما ورد في الأثر .
لكنّ فتنة المسلمين بالشيعة
أكبر وأعظم من فتنة المسيح الدجال ، فالمسـلمون اليوم، وعلى نقيض ما يرونه على جبين الدجال، يقـرءون على جبين
الفـتّان الشيّعيّ " جمهورية إيران الإســـلامية " و " حزب
الله " .
كما
تـشتدّ الفتنة سعارا، عندما يقوم صاحب أشهر عمامة سنية ــ يوسف القرضاوي ـ بمنح الشيعة جوازعبور إلى العالم الإسلاميّ،مرتكبا
خطأه السياسيّ بعد خطيئته الدينيّة ، لمّا أعلن بكل بلاهة :
" أنّ إيران تقف القوى العظمى ضدّها في عصرنا هذا،لأنّها واقفــة ضدّ
الصهيونيّة العالميّة و ضدّ إسرائيل ، و أيّدت القضيّة الفلسطينيّة " !
و تكتمل المأساة، لمّا يتزامن تصاعد وتيرة الدعاية الشيعة
لدينهم ، مع توقيت يجهل فيه المسلمون حقيقة الشيعة و تاريخها جهلا مطبقا، لـتصادف
الشيعة في أفئدتهم أماكن خالية فتتمكّن .
وكيف
لا تتمكّن ، و"إنجازات" الشيعة يأخذ بعضها برقاب بعض ، أليس
للشيعة الشرف في كون إيران عدوّة أمريكا قاهرة المسلمين ؟ أليست ايران هي الدولة الوحيدة
التي لا تعترف بإسرائيل وبالتطبيع معها ؟ أليست ايران وحدها، من نافحت عن الإسلام
و أهدرت دم سلمان رشدي الذي أساء إلى رسول الله و أمهات المؤمنين، في ظلّ
تواطىء سني واضح ؟ ثم اليس لشيعة لبنان الشرف في" هزيمة جيش اليهود الذي لا
يقهر" ؟! .
كلّ
تلك العومل متظافرة، جعلت من الشيعة فـتنة آسرة لا تقاوم ، و مغناطيسا شديد الجذب
لمن جهل امرها بالكلية،كما هوشأن السوادالأعظم من المسلمـين،أمّاالمطّلع على خفايا
الشيعة
العقائدية،
وتاريخها الدّمويّ ضدّ المسلمين ، فالأمر يخــتلف لديه تماما .
فأن
يــــثور الخميني في إيران بدعوى نصرة الإسلام و المسلمين هناك .
و
أن" ينـتصر "حزب الله على الكيان الصـهيوني في جنوب لبنان .
فخبران
يتلقّاهما الخبير بالشيعة و التشيع بنفس
سخرية من تلــقّى نبأ أنّ رئيس وزراء
اليهود و مجرم الحرب أرييل شارون قد تبرّع على نفقــته الخاصّة بطبـع مليون نسخة من القرآن الكريم ثم إهداها
الى مسلمي فلسطين المحتلّة بمناسبة شهر رمضان المعظم ! فكما أنّ
آخرمايعتقده
المسلم ،أنّ هدف شـــارون من التبرع بذلك الكم الهائل من المصاحف، هو مــن
4
ــــــــــــــــــ حمادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 129
قبيل تكريم المسلمين، و إعانتهم على طاعة الله !!، فإنّ آخر ما يفكر
فيه المسلم العارف بدين الشيعة ، هو أنّ ثورة الخميني ،أو" إنـتصار"
حزب الله اللبناني، دافعهما حبّ الإسـلام ونصرة الديـــن ، و الرغبة في تحرير الأراضي
الإسلامية المغتصبة.
إن
التصريح القرآني والنبّوي بجرائم اليهود، ثم إن كراهية اليهود المعلنة لدين
الإسلام، ثم إن دعوة الإسلام بوجوب بغض اليهود ، قتلة الأنبياء، هو ما جعل المسلم
يرتاب في كلّ خير يرد من جهة اليهود ،أمّا العدوالشيعي المجهول ،( وعلىعكس اليهود
المشــهّربجرائمهـم وعداوتهم بما يفيض عن الحاجة)، فقد إستطاع الإستحواذ على عقول
المسلمين ، لخلوّ تـلك العقول من أية معلومات مسبّقـة عن المحرّر الشـيعيّ الذي
هبط فجأة من السماء ( كما يهبط سوبرمان في أفلام الغرب ، لنصرة الملهوف و قمع
الأشرار) ليعيد بعض الكرامة السّليبة الى أمة مقهورة ، تمرّ في أحلك فترة تاريخيّة
.
إنّ
من يمتلك مقياس الـتمييز بين الحق والباطل، أي كتاب الله وسنة رسوله ، وما قاله
العلماء
قديما وحديثا عن دين
الشيعة و تاريخهم الحافل بالخيانات السريّة و العلنيّة ضدّ المسلمين ، لن تحرّك فيه ،لا ثورة خمـيني ولا عنتريات "حزب
الله " وبطولاته المبرمجة، شعرة و احدة و لن تهزّه كرامات الشيعة، ولو مشوا على الماء،أوطاروا
في الهواء بلا أسباب، لأنه يعلم جيّدا أنهم قد إستعانوا على تحقيق تلك الكرامات، بوسائل
خداع بصريّة ،أو تعامل مع قوى شريرة.(1)
فالعارف بحقيقة التشيع،
لن تهزه ثورة ايران الخمينية ، حتى لو انتصرت
ضد إرادة الغرب، وحتى لو كان صاحبها يكره اليهـود، و يتمنى صادقا زوال دولتهم، و
حتى لو كانت غيرته على عرض نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم، هي التي دفعته لإهدار دم سلمان رشدي .
كما ان العارف بحقيقة التشيع، لن يبهره ، إنسحاب
عساكر اليهود من جنوب لبنان،حتى لو كان ذلك الإنسحاب قد تمّ تــحت ضغط " مغاويـر"
حزب الله . كما ان المطلع على دين القوم
لن تبهره بطولات الشيعة، حتى
لو كانت حقيقية، فكـيف ونجاح ثورة خميني، ثم إفتائه بإهدار
دم سلمان رشدى.ثم انتصارحزب
الله ، لها غايات مفضوحة، ومقدمات سخيفة، لن تقنع حتى من كان في حمق هبنّقـة ، اشهر الحمقى(2)
؟! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صنّفت الكرامات التي تقع علي أيدى بعض الناس ،الى كرامات الهية
وكرامات شيطانية ، و للتفريق بين النوعين ، يجب عرض سلوك من جرت تلك الكرامات على يديه على كتابالله و
سنّة رسوله ، فإذا تحقّق أن ذلك الشخص مستقيم السلوك ، عدّ ما صدر عنه من قبيل
الكرامات الربانية . و أمّا إذا تبيّن
بأنه من أهل الفسوق و العصيان، أعتبر ماصدر عنه من كرامات و خوارق من قبيل
الكرامات الشيطانية التي استعان على تحقــــيقها بالخداع البصري أو خفّة اليدّ أو
الحيلة أو التعاون مع الجــنّ و الشياطين .
فالشيعيّ الذي يجعل الله تعالى تابعا للأئمة الشيعة، لا يتصرف( تعالى عما
يقولون) الا بعد استشارتهم و بعد موافــقتهم
، و الشيعي الذي يؤمن بتحريف القرآن الكريم ، و الشيعي الذي يتعبد بلعن الصحـابة ثم
تــكفيرهم و الطعن في أعراض نساء النبيّ صلى الله عليه و سلّم، ذلك الشيعي ما كان
الله لينصره حتىعلى اليهود،إلاّ إذا كان ذلك النصرالمرتّب، لغاية في نفس أبناء يعقوب(إسرائيل)
(2) هبنقة من مشاهير حمقى العرب ، فقد خبّأ مالا
في الصحراء، و لما سئل بأية علامة سيعرف مخبأ ذلك المال أجاب : بسحابة في السماء !
. و كان يلبس عقدا من خرز فلما سئل عن سبب تقلّده ذلك العقد قال : حتى أعرف به
نفسي ! و حدث أن أخاه نزع منه ذلك العقد أثناء نومه فلمّا هبّ من رقاده، قال لأخيه
: إن كنت أنت أنا فمن أنا ؟!
5
أمّا الفتن الأربع التي
أوقعت المسلمين في حبائل التشيع، إلى حدّ دخول بعضهم في دين الخميني و مفارقة دين التوحيد،
فأولها زعم الشيعة( ممثلة بدولة ايران) عداء اليهود و دولتهم أما ثانيها، فتفرّد قيادة ايران، وإلحاحها و
حرصها دون سائر قيادات المسلمين،علىإهدار دم سلمان رشدي الذي أساء بكتابه "
آيات شيطانيــة " إلى رسول الله خاصّــــة ، والي الإسلام و المسلمين عامّة ،
أمّا ثـالث تلك الفتن، و أعظمها أثرا في قلوب عوام السلمين، فزوبعة حزب الله
اللبناني و" بطولته" العسكرية ضدّ اليـهود، وأمّا رابع الفتن واعظمها
تأثيرا، فخيانة علماء المسلمين، وكتمانهم عقائد الشيعة، ثم حكم الإسلام فيمن تشيع (1)
.
وإليكم
الردّ ، و بشيء من التفصيل ،على فـقاقيع الهواء الشيعيّة التي ستتلاشى و
تضمحلّ لأول نسمة هواء تعترضها .
و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب .
ـــــــــــــــــــ
(1)إلاّ طائفة قليلة ليس لـها من المنابر الإعـلامية ومن النجومية ما
ليوسف للقرضاوي وأحمد الكبيسي وسائر الشياطين الخرس من نعال السلاطين.
حتى الكتب السلفية التي
تحذر من عقائد الشيعة ، قد تم سحبها من الأسواق، و من معارض الكتب، بعدما تلقى
حكام الخليج و حكام المسلمين عموما، امرا أمريكيا بدمج الشـيعة في حكومات و برلمات
الدول التي يتواجدون فيها كاقليات،أو بفتح ابواب الدعوة لدينهم بالنسبة للدول التي
عوفيت (الي حد ثورة الخميني) من التشيع .
6
ـــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 131
فصل
أول شعب الفـتنة : عداء الشيعة المزعوم لليهود!
أمّا الشعبة الأولى من
الفتنة الشيعية ، فعداء الشيعة المعلن و المزعوم لليهود، وهو عداء لا يختلف في جديته و تغلغله في
الإعماق ،عن عداء أبي نواس للدّنان ، ومايكل جاكسن للغلمان، وبيل
كلينتن للغيد الحسان ، و ينحصر ذلك العداء الشيعي المزيف لليـهود، في إلإمتناع
العلني لجمهورية ايران( دون سواها من دول المسلمين) عن الإعتراف بالكيان الصهيوني،
هذا في ظاهرالأمر، وإن كان المتتبّع للأخبار يعثر بين الحين و الحين على تصريحات
لمسؤولين ايرانيين وهم يغازلون الكيان الصهيوني جهارا، ولكن أنّـى لشعوبنا الأميّة
والمشغولة بالجري وراء لقمة العيش،أن تقرأ ثم تفهم ما قرأته ، من تلك الأخبار ما
نشرته " شبكة أنا المسلم بتاريخ 29 / 10 / 2002 . تحت عنوان:" في إطار
التقارب بين إيران وتل أبيب: عفو ايراني عن 3 جواسيس يهود" ما يلي" :
يذكر أن الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قد صرّح معلنا
أن طهران ستوافق على مشاركة اليهود الإسرائيليين في تقريرمستقبل المنطقة، حيث قال
: نؤمن بدولة فلسطينيّة واحدة " لكنه أضاف: إذا أتفق الفلسطينيون و
الإسرائيليون على حلّ آخر،رغم أّن ذلك ليس موقفنا، فلن نعارض الأمر!" .
و أكّد عبد الله رمضان
زاده الناطق بإسم الحكومة الإيرانية ،أنّ ايران لا تعارض تعايش دولتين فلسطينيّة و
إسرائيلية، واضاف :" أنه مهما كان القرارالذي اتخذه سكان فلسطين الحاليون
أكانوا يهودا ،أو مسلمين أو مسيحين،أولاجئين فلسطينيين فسوف نحترمه ! " إهــ .
إن أكذوبة عداء الشيعة لليهود و تمنى زوال دولتهم،
لا تـنطلي إلاّ على من جهل جهلا مطبقا الأصول اليهودية للشيعة، ثم علاقة دولة
خميني الحميمة مع الكيان الصهيوني، تلك العلاقة التي طفت اخبارها على السّطح مع إندلاع
فضيحة إيران غيت التي كشفت للعالم تعامل ايران" الإسلامية "
عسكريا مع الكيان الصهيوني،من خلال إقتنائها منه تجهيزات عسكريــة للإستـعانة بــها
في حربها ضــدّ العراق، كما كشــفــت ذلك شهادة الســــيد حسين الموسوي
(السياسي والعالم الشيعي
البارز، والمقرب من الخميني) التي اوردها في كــتابه" الثورة البائسة " زيف
تلك العداوة، حين كتب في ص 168 من مؤلفه المشاراليه :" إن العالم يسخر
لمّا يسمع من الخميني والخمينيين، حول عدائهم مع إسرائيل، ويعتبره نوعا من الهذيان
السياسي ، خصوصا، وإنّ خبراء إسرائيليين وصلوا إلى إيران لتدريب حرس الثورة على
تلك الأسلحة .. وإسرائيل على يقين بأنّ تصريحات الخميني و سائر زمرته من إحتلال القــدس والحرب مع الكيان الصهـيوني
،هي للإســــتهلاك المحلّي ، و مزايدات سياسية داخلية و خارجية . لقد ثبت هذا
عندما زوّدت إسرائيل إيران بقطع الغيار والأسلحة لإستعمالها في الحرب الإيرانية
العراقية ، و لقد حاولت زمرة الخميني إخفاء هذه الفضيحـة الكبرى،وحاول الخميني
نفسه أن يدخل الميدان، وكذّب الخبر مرات ومرات،إلاّ أن الفضيحة
7
كانت أكبر من أن تخفى ... فالبضائع الإسرائيلية
التي تستوردها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من إسرائيل بلغت أضعاف ما كانت
تستورده ايران في عهد الشاه ، و النفط الذي تستورده إسرائيل من إيران أضعاف ما
كانت تستورده في عهد الشاه . و التعاون الإيراني ــ الإسرائيليّ في ظلّ الخميني و زمرته
يتجاوز تعاون الصديق مع صديقه بل أصبح تعاون الحليف مع حليفه . فمتى كان الشاه
يشــــتري الأسلحـة و يستورد قطع الغيار من إسرائيل كما فعلت الدولة الخمينية
في ايران ؟ غيرأن الشاه كان شجاعا في التصريح بعلاقته مع إسرائيل، والخميني وزمرته
الحاكمة جبناء أذلاّء " إهــ .
كلّ ذلك التعاون العسكري و التجاري كان يتزامن
مع حملات اعلامية تتوعّد فيها ايران إسرائيل بالثبور وعظائم الأمـور مؤكدة أن زوال
إسرائيل و تحرير بيت المقدس ستكون على أيديها !(1) .
فسجل الشيعة التآمري ضدّ الأمة الإسلامية ، يؤكد
بأنهم كانوا دوما يشكّلون طابورا خامسا
لأعدائنا ، بل و كانوا يقوفون جهرة في صفوفهم، كما حدث زمن غزو المغول و اثناء
الحروب الصليبية، حتى انّ صلاح الدين الأيّوبي بادر بإسقاط الدولة العبيدية
الفاطميّة في مصر، قبل أن يتوجّه للمعركة الحاسمة لتحرير بـيت المـقدس من
الصليبييّـن ، لما لـتلك الـدولة الشيـعيّة البـائدة مـن صلات و تحالف متين مع اليـهود
والنصارى وقتها، ولعل موقف
شيعة
ايران والعراق وأفغانستان، ووقوفهم في صف الإحتلال الأمريـكي للعراق و أفغانستان
ما يغني عن اي شاهد تاريخي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نظر الضابط العراقي
الكبير مليّا إلي الشاب المخنث والمتقدّم
بطلب إنخراط في الجيش كعسكريّ محترف ثمّ سأله و هويبادله ابتسامة ذات دلالة ــ بعدما
علم عن طريق المخابرات بانه من الشواذ الجنسيين ــ مالذي حملك يا وليدي على
التطوّع في الجيش ؟ فأجاب الشاب : بحماس: حتى أدفع عن أرض العراق كلّ معتد !"
فتبسّم الضابط ثانية وقال للشاب المأبون : روح يا ابني الله يسهّل عليك، فإن كنت
عجزت عن حفظ سنتيمترا مربّعا من جسمك ، فكيف تقدر على حفظ 400 ألف كيلومترا مربّعا
من أرض العراق ؟! ".
فلو تكرّم ذلك الشاب
بتجنيب عشيرته الـخزي و العار بحــفظ مؤخرته ، لكان مشكورا، و لم يطلب منه أكثر من
ذلك إلاّ من سفه نفسه ، أمّا أن ينتظر منه
دفع العدوان في ساحات الطعان فطمع في غير مطمع و رغبة في مستحيل ، و
بالتالي فلو تــــكرّمت إيـــران خاصّة و الشيعة عموما بعدم التعاون مع أعداء أمتنا لكنا لها شاكرين عن كفّهم الأذي عن أمّة التوحيد
، أمّا أن نطمع في ان دفعهم العدوان عن أمّتنا
المسلمة و تحرّر مقدّساتنا فسيكون طمعنا كطمع أهل ذلك المجند المخنّث.
8
ـــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 133
فصل
ثاني شعب الفـتنة بالشيعة : قضية سلمان رشدي
أمّا
الشعبة الثانية من فتنة المسلمين بثورة الخميني
التي صنعت نجوميّة الشيعة الكاذبة في كونها حامية الإسلام، والمنافحة عن مقدسات المسلمين
، فقضية سلمان رشدي ،الكاتب الهندي الذي أساء للمسلمين بروايته آيات شيطـانية
، فقد إنـــبرى الخميني على سمع العالم و
بصره ،مصدرا فتوى تهدر دم الكاتب المذكور،عارضا جائزة ماليّة مغرية لمن قدر على سفك دمه ، و قد كان في مـتـناول فرق
الإغتيالات التابعة للخميني،إعدام سلمان
رشـــدي مع أخيــه وأمّه و بنيه، و فصيلته التي تؤويه، بتكلفة أقـلّ من معشار ما
رصد لذلك الغرض خصوصا ، و هي المتمرّسة و صاحبة الخبرة الواسعة في تلك المهام
المعلومة للجميع ، فهي تغتال يوميّا و في عواصم العالم أتباع الشاه وعملاءه ،مهما
علا شأنهم و شأن من يقوم بتوفير الحماية لهم ، حيث توصلت إحدى تلك الفرق الىذبح شابور
بختيار رئيس وزراء الشاه كما تذبح النعاج، في عاصمة فرنسا باريس، رغم
الإحتياطات الأمنية التي كانت تسهر على أمنـه و سلامته (1) .
فلو كان الخميني
جادّا في نيّته تصفية سلمان رشدي،
فهل كان من المنطقي أن يحذره قبيل ذلك حتى
يحتمي الكاتب بأجهزة السكتلانديارد البريطانية العتيدة؟ولكنّ المسألة كلها لا تعدو
أن تكون دعاية سياسية و دينيّة للشيعة والتشيّع ، كما تمثل تلك الفتوى ايضا، دعاية
شيعية رخيصة لترويج الكتاب الذي يطعن في
شرف أمّهات المؤمنين، مما ينفـّس عن حقد مجوسيّ على أمّهات المؤمنين زوجات صاحب
الرسالة عليه الصلاة و السلام، حيث دأب الشيعة منذ القدم على الطعن في شرفهن .
و قد يكون غضب الخميني
لشخصه المهان في تلك الرواية ،من جملة دوافع تلك الفتوى التي أقامت العالم و لم
تقعده و رفعت من رصيد الشيعة لدى الغوغاء و الجهلة من المسلمين . فقد سخرالقصاص
الهندي في روايته تلك بالخميني شخصيا ، حين ضمّن تلك الرواية شخصيّة سماها " الإمام "، وهو ما يشير
صراحة الى الخميني، حيث يصوّره المؤلف في صورة شخص صارم متجهّم متشدّد إلى حدّ
الجنون،ينتظر من منفاه ساعة الثورة للعودة إلى بلاده ".
كما لا نستبعد أن تكون عبارة الآيات الشيطانية ذاتها لمزا بآيات قم المعصومين الذين خرجوا ينفضون عن كواهلهم غبار القرون الغابرة،لإعادة تجربة رجال الكهنـــوت الكـــنسي
كما لا نستبعد أن تكون عبارة الآيات الشيطانية ذاتها لمزا بآيات قم المعصومين الذين خرجوا ينفضون عن كواهلهم غبار القرون الغابرة،لإعادة تجربة رجال الكهنـــوت الكـــنسي
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتب د. موسى الموسوى :" و نظام الخميني إتّخذ التصفية الجسدية شعارا له و هدّد به المناوئين بكلّ وقاحة " الثورة البائسة " ص 168 .
(1) كتب د. موسى الموسوى :" و نظام الخميني إتّخذ التصفية الجسدية شعارا له و هدّد به المناوئين بكلّ وقاحة " الثورة البائسة " ص 168 .
" و الخميني يندّد
بسياسة الشاه القمعيّة و لا سيّما تصفية المناوئين في خارج بلاده على يد بوليسه
السرّي السافاك ، و ها هو الخميني يسلك نفس الطريق حيث قتل بوليسه السرّي
الطباطابائي في واشنطن و ...." نفس المصدر ص 178 ). كما اغتيل عبد الرحمن
قاسملو في النمسا .
9
لكن تحت شعار إسلاميّ هاته المرّة .
ومما الهب حماس المسلمين بفتوى الخميني، وجعلهم
يجزمون بان الرجل قد ارسل من السماء لنصرة الإسلام، و تمثيله في زمن عد فيه يتيما لا
ناصر له . فتوى مسمومة مضادة تزامنت مع فتوى الخميني، وصدرت عن كهنة الأزهر، تقول
بان الكاتب الهندي غير مدان لأنه كان يمارس حقه في التعبير والإبداع الأدبي !!!!(1)
وكلما اتخذ كهنة ايران
موقفا دعائيا يبدو ايجابيا من قضية اسلامية ما، زامن ذلك الموقف الدعائي سقوط من قبل علماء السلاطين في البلاد الإسلامية ، ليساهم
في فتنة المسلمين برفع رصيد ايران لديهم ، ففي حين يصرح كاهن الأزهرمحمد سيد
الطنطاوي ان فرنسا" من حقها ، من حقها
، من حقها" حظر الحجاب الإسلامي في مدارسها ، يتوعد كهنة الشيعة فرنسا
بالويل و الثبور!!، و في حين تدعو إيران ، الى مقاطعة الدنمارك اقتصاديا
بعد شتم صحفها رسول الله صلى الله عليه وسلم و نشرصور كاريكاتورية تسيء الى شخصه
الكريم ، تعاقب مصر سفيرتها في الدنمارك بالنفي الى مجاهل افريقيا ،لا لشيء
سوى طلب تلك السفيرة، و بمبادرة شخصية مقابلة رئيس الوزراء الدنماركي ــ الذي رفض
مقابلتها أصلا ـ لمجرد معاتبته ، و قد اعتبر الطنطاوي اساءة الدنمارك لرسول
الله مجرد إساءة الى شخص ميت لا يستطيع
الدفاع عن نفسه. ليتلوه تصريح كاهن سعودي آخر يقول فيه:ان مقاطعة بضائع
الدنمارك تسيء للإسلام!
و لم تزل ايران تتكلم
باسم الإسلام، و تنافح عن قضايا المسلمين و اهدار دماء المستهزئين بصاحب الرسالة و
بدين الإسلام الى حد تنصيبها سنة 2000 كرئيس لمنظمة المؤتمر الإسلامي!!!!(2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن موضوع فتوى الأزهر، كتب الصحفي
المصري الشهير محمد حسنين هيكل :" و من المفارقات ،ان الأزهر ربما
بتوجيه من السياسة، خرج برأي يعارض فتوى الخميني، فقد صــرح متـــحدث باسم المشيخة،
و نقلت عنه وكالات الأنباء رويتر ، ووكالة الأنباء الفرنسية، و وكالة انباء الشرق
الأوسط المصرية ما نصه : ان الشرع الإسلامي لا يقبل بتكفير سلمان رشدي، فليس في
الإسلام ما يسمح بهدر دم الناس دون محاكمة خصوصا، اذا لم يكن الداعي جريمة قتل او
خيانة .ان مبدأ تكفير رجل بسبب آراء كتبها
غير مقبول " محمد حسنين هيكل
"2001/2002عام من الأزمات" ص 150
(2) و إنه لمن دواعي
الأسى و الحسرة ،أن يتطفّل الشيعة على الإسلام،إلى حدّ التكلّم بإسمـه في غياب أهل
الحقّ ، فقد أعاد محسن مجتهد شبستري ممثّل
مرشد الثورة خامنئي نفس سيناريو سلفه الخميني حين صرّح بوجوب قتل ثلاثة قساوسة أهانوا
النبيّ عليه الصلاة والسلام فقد كتبت جريدة البيان في موقعها الإلكتروني من
الأنترنت بتاريخ 13 اكتوبر2002 وتحت عنوان دعوة إيرانيـــة لإهداردم قـسّ أمـريكي
تطاول على الرسول عليه السلام " ما نصّه : رفض على أكبر ولايتي مستشار الزعيم
الإيراني عليّ خامنئي للشؤون الدولية رفضا قاطعا إستــئناف الحوار بين إيران و
الولايات المتحدة فيما دعا محسن مجتهد الممثل الشخصي لخامنئي إلى إهدار دم جيري فالويل
القسّ الأمريكي المتطرف، وإثنين آخرين لتطاولهم على الرسول محمد صلىالله عليه و
سلم قائلا :"القساوسة الثلاثة مرتزقة
الصهيونية الأمريكيّة أهانوا النبيّ صلىالله عليه و سلم ، و نرى أن قتل هؤلاء الرجال
الثلاثة واجب " ( إنتهى )، و بالمناسبة ذاتها دعا " العلاّمة "
محمد حســـين فضـل الله ( أحد أكبر أبواق إيران في لبـــنان) "دعا المســـلميـن
لـلــتصدّي لمثـــل هذا التحدّي للإسلام و نبيّه "!! .
10
ـــــ حمّادي بلخشين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 135
فصل
ثالث شعب الفـتنة:"حزب
الله"و بطولاته الوهمية!
توطئة :
" أعلم مسبّقا أنني،
بكتـابتي المعادية لـ "حزب الله "،
أسبح ضدّ التيّارو أؤذن في مالطا كما يقال ، بل إنّ موقفي من الضعف والبؤس ، بمثابة
من قصد عرســا بعدما لبس ثوب حداد ،ثم
تقـــدّم وهو يجهش بالبكاء الى أهل العروسين بأحرّ تعازيه، وهم في قمة
إبتهاجـهم وغبطتهم! فكما أن موقف ذلك المعزّي الأخرق، سيجلب له الإستهجان وإلإتهام
بإنعدام الذوق، وحتى الجنون، فموقفي وأنا أشكّك في إيمان"الإخوة الشيعة"
، وفي عقيدة مؤسّسي جمهورية إيران
"الإسلامية "، وأنا أسمّم جوّ الفرح بــ "هزيمة " اليهود في
جنوب لبنان على أيدي "مغاوير" حزب الله ، لا يختلف كثيرا عن موقف ذلك
المعزّي البائس، والممقوت من الجميع .
و أنا أعذر مسبّقا من شكّك في نواياي ، لأنني كنت في نفس وضعيّته،
وعلى نفس إعتقاده حين كنت مولعا بالخميني
و ثورته وعدائه للشيطان الأكبر(أمريكا) ، لإعتقادي الساذج وقـتئذ، أنّ الفرق بين
المسلمين و الشيعة يتمثــّل فقط في أن الشيعة يحبّون عليّا رضي الله عنه أكثرمن
سائر الصحابة!، دون معرفتى بعقائدهم التي يعدّ الشرك بالله أهون ما فيها!
و ما حبب اليّ الخميني و
ثورته،غير جهلي بحقيقة الشيعة و أهدافها،
و لو كـــنت زمن ظهور ثورة الخميني على بيّنة و معرفة بدين القوم ، لكان ردّ فعلى
عند سماع نبـأ إنجاح ثورته ،هوالحزن والأسى والترقّب لما
سيصيب المسلميـن ومقدّساتهم في ايران، ولكنــت في حصانة من أن تهزّني" معجزة " نجاح
ثـورة الخميني و" إنتصارها"على أعتى دولة مخابراتية وعسكريّة،بعد مظاهرات
شعبيّة لم تكلفها سوى 2988 من الضحايا العزّل!
كما سيكون غيري أيضا في ايامنا
هذه ، لوكان على بيــّنة من أمر الشيعة ، في حصانة من الوقوع تحت التأثير السحري للزوبعـة
الإعلامية و العالمية التي روّجت لــ"معجزة"إنتصار حزب الله في جنوب
لبنان .
كما سيكون المطّلع على حقيقة الشيعة في منأى من
الوقوع تحت تاثيرها ، لكونه يمتلك حلّ لغزفتح حكومات لبنان المتعاقبة أحضانها لـ" مقاتلي " حزب الله ، والسماح لهم دون
غيرهم بإمـتلاك ترسانة عسكريّة يــشرف على إدارتها خبراء بلد اجنبي ـ ايران ـ غايتهم
المعلنة حرب اليهود ! في الوقت الذي يعـدّ فيه من المحظورات ومن قبيل الـتطرّف مجرد
ذكر اليهود بسوء أثناء خطبة جمعة ، في بلد إسلامي يـبعد أميالا عن الكيان اليهودي
المغتصب، لأن العارف بامر الشيعة، سيدرك جيدا أن ضربات كاتيوشا حزب الله
مجرد تمثيلية هزيلة ومتفق على فصولها مسبقا .(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتب هذا البحث سنة
2000 و منذ ذلك التـاريخ الى أواسط 2007 ، جرت مياه كثيرة تحت الجسور =
11
فتنة "حزب الله " اللبناني :
أمّا ثالثة الأثافي (1) التي أطارت من الناس
الألباب ، و أفقدتهم الصواب ، فأنجذبوا إليها
كما ينجذب إلى السكر الذباب، فمسألة "حزب الله" اللبناني حيث لمع نجمه فسلّطت عليه الأضواء، واستقبل أمينه العام حسن
نصر الله (2)إستقبال رؤساء الدول من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، بعد إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان
تحت تـغطية إعلامية عالمية، بعد " الضربات الموجعة" للحزب
المذكور !
و
لقد كانت الدعاية الشيعيّة لحزب الله مدويّة حيث " دعوا الى مهرجانات خطابية في كلّ
دولة و مدينة بل في كلّ حيّ من الأحياء . و من أهمّ ماقيل بهذه المناسبة الحديث
الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله لإحدى الفضائيات العربية التي يستمع اليها
عشرات الملايين من الناطقين بالعربية .. فقد تفاعل الناس كل الناس مع القائد
المنتصر، و اسبغوا عليه أوصافا ما سمع بمثلها صلاح الدين محرّر القدس من رجز
الصليبيين..و لا أعدو الحقيقة عندما اقول لا أعــرف حدثا معاصرا أيّده الحكام و
المحكومون كهذا الحدث ... كمّا أنّ الكثير من الجماعات و الهيئات الإسلاميّة
السنيّة أقاموا المهرجانات والإحتفالات، في قليل من الدول التي تسمح بهذا النوع من
الأنشطة، وأرسلوا برقيات التأييد و التهنئة لقادة حزب الله مشفوعة بأسمى آيات
التبجيل و التعظيم ، و إن تعجب فأعجب لقول أحد قادة هذه الجماعات لحسن نصر الله :
إنك مجدّد هذا العصر!، و آخر يقول: انك قدوة لشباب الإسلام !... إنّ الكثير من
أبناء جلدتنا يفصلون انتصار"حزب الله "عـن إطاره العام، ويعتبرونه فتحاعظيما
للإسـلام و المسلمين " (3) كما أن"
المغفلين من أهل السنّة يفصلون الحدث عن ماضيه، ويصفّقون للذين قتلوا بالأمس
أطفالهم وبقـروا بطون أخواتهم، وتناسوا تعاون هؤلاء مع اليهود ، و وقوفهم صفّــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= فقد فضحت احداث السنوات
القليلة الماضية ،اكذوبة عداء ايران والشيعة عموما ،لأمريكا، بعد تعاون عسكري
ايراني أمريكي في افغانستان والعراق، ثم من خلال ترحيب شيعة العراق بالإحتلال
الأمريكي لبلاد الرافدين، وحث مراجعهم " علماء الشيعة " على التزام
السكينة و الهدوء ازاء المحتل حتى وهو ينسف قبور ائمتهم ،( بصفة رشحت "آية
الله "السيستاني الى جائزة نوبل للسلام نظير موقفه المتواطيء مع المحتل!!) ، كما تبينت مسخرة عداء الشيعة
للأمريكان، عبر مسارعة انصار مقتدى الصدر الى بيع اسلحتهم للمحتل فور اطمئنانهم
على سلامة زعيمهم ! بعد اعمال شغب قصيرة اضطرواخلالها الى رفع السلاح دفاعا عن
كاهنهم المطلوب امريكا بتهمة تصفية الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي التي حدثت ضمن
صراع داخلي بين طائفتين من شيعة العراق ، كما كشف احتلال امريكا للعراق عن حقيقة
حزب الله اللبناني، فقد فاجأ أمينه العام حسن نصر الله معجبيه من مراهقي المسلمين
بمباركته فتوى المراجع الشيعية بعدم رفع السلاح في وجوه المحتل !!! ،مما اصاب
محبيه بخيبة أمل وحسرة كبيرتين. كما جاءت شهادة صبحي الطفيل اول امين عام لحزب
الله مؤكدة للجميع، ان الحزب يشتغل حاليا
حارسا على الحدود الإسرائيلية ليمنع تسرب أي عنصر مسلح يضمر شـــرا للكيان
الصهيوني، لتؤكد ان مســألة عداء الشيعة لليهود و الأمريكان مجرد كذب و هراء .
(1)
اثافي ج أثفية و هي الحجارة التي يستعملها العرب قديما لوضع قدورهم فوقها عند
السفر . فقد كانوا يلجئون في صورة عدم
عثورهم على حجر ثالث إلي سفح الجبل ليشكّل مع الحجارتين الموجودتين أثافي القدر
الثلاث ، فتكون ثالثة الأثافي هي الأعظم ، و لذلك يقال لمن رمي بداهية ، قد رمي
بثالثة الأثافي .
(2)
هكذا هان دين الله حتى تكون نصرته على يد
الشيعة !...على كل حال هناك ايضا" نصر الله "آخر مسيحي هو
البطيريك نصر الله صفير اللبناني... وفوق الجميع
هناك أمّ ناصر الدين (كنية الدجاجة!) و ناصر الدين نفسه هو الكتكوت !( انظر
المستطرف للإبشيهي ج1ص 185)
(3)
مجلة " السنة" عدد 98 لسنة 2000
12
ـــــــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 137
واحدا يتزعمه الأمريكان "(1) فقد نسى هؤلاء، أن قضية تحرير فلسطــــين و بيت
مقدسها التي يدّعى الشيعة عامة و حزب الله خاصة، أنهم يحملون همّ تحريرها، قد وقعت
خيانتها علنيّا من قبل الشيعة، حيث تكالبت شيعة لبنان وشيعة سورية العلوية على
إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، لضمان أمن إسرائيل الدائم ، حيث تمّ إسكات
البنادق الفلسطينية في لبنان" نتيجة مؤامرة شـارك في تنفيذها والتخطيط لها
داخليّا الشيعة و الموارنة و الدروز ــ شيعة ـ ، و خارجيّا كلّ من أمريكا و
اسرائيل و سورية حافظ الأسد وعملاء هذه الأنظمة داخل لبنان ، و ممّا يجدر
ذكره أن القوات النصيرية لحافظ الأسد دخلت لبنان بتفويض من معظم الدول العربيّة
"(2) و بإشارة خضراء من إسرائيل ، فقد " صرّح شمعون بيريز لوكالات
الأنباء بأن التدخّل السوري موجّه ضد ياسرعرفات و حلفائه ، وقال موشي دايان :"
إن على إسرائيل أن تــظلّ فــــي موقف المراقب، حتى لو غزت القوات الســورية بــيروت
و اخترقت الخـــطّ الأحمر، لأن غزو القوات السوريّة للبنان ليس عملا موجّها ضدّ
إسرائيل ( وكالة الصحافة الفرنسية 2/6/ 1976 ) (3) كما أعلن رئيس وزراء إسرائيل
إسحاق رابين في تصريح نقلته إذاعتهم ،أنّ إسرائيل لا تجد سببا يدعوها لمنع الجيش السوري
من التوغّل في لبنان، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين، وتدخّلنا عندئذ سيكون بمثابة
تقديم المساعدة للفلسطينيين ، يجب علينا ألاّ نزعج القوّات السورية أثناء قتلها
للفلسطينيين، فهي تقوم بمهمّة لا تخفى نتائجها الحسنة بالنســبة لنا " (4)
كما " تحدث كيسنجر أمام لجنــة الإعتمادات بالكنجرس الأمريكي و قال: إنّ الــــولايات
المتحدة تلعب دورا رئيسيا في لبنان و أننا شجّعنا المبادرة السورية هناك " (5)
، و " لقد شهد العالم عربه و عجمه أن هدف القوات السورية و القوت الإسرائيلية
من دخول لبنان إخراج المقاومة ، و قال
عبدالسلام جلود:هناك مؤامرة عربية دولية ضد المقاومة الفلسطينـّية والحركة الوطنية
في لبنان، وقد وقع الإختيارعلى النظام السوري لتنفيذ هذه المؤامرة " (6) و
لكن تلك المهمّة الشيعية القذرة قد خفيت عن شعوبنا الساذجة التى صدّقت الغاية
المعلنة لتدخّل حافظ الأسد بجيوشه الشيعيّة في لبنان، التي هي إنقاذ المقاومة الفلسطينيّة كما صرّح
بذلك رئيس النظام الطائفي النصيري في سورية , ولقد أدّت قوات حافظ الأسد الشيعيّة
بمؤازرة من شيعة لبنان، مهمّتها على أحسن ما يرام، حيث تجاوزت ملاحقتها لرجال
المقاومة الفلسطينية، لتطال نساء وشيوخ واطفال الفلسطينيين في مخيّم صبرا وشاتيلا
" حيث هاجمت قوات حركة أمل مخيم صبرا و شاتـــيلا و ارتكبت فيها مجازر
ابشع من التي أرتكبها اليهود و القوات اللبنانية ، فحتى المرضى في مستشفى غزّة لم
يسلموا من المجزرة ، وممّا زاد من هول هذه المذبحة و بشاعتها إنضمام اللواء السادس
في الجيش اللبناني لحركة أمل الشيعيّة،لأن أفراده و قيادته من الشيعة ، وليقرأ من
شاء الفـضائع التي ارتكبتها قوت أمل في صبرا و شاتيلا و برج البراجنة في كـتاب"
أمل و المخيمات الفلسطينية ص 89 ــ 109 "(7) .
و
لقد صرّح الأمريكي روبرت فيسك صراحة في جريدة الأندبندنت بتاريخ 12/ 9 /
2001 بأنّ :" المليشيات اللبنانية التي زرعتها و موّلتها اسرائيل الدولة
الحليفة لأمريكا، هي التي مارست أعمال القتل و الإغتصاب و التدمير في مخيمات
اللاجئين "
لقد
كانت الشيعة عبر تاريخــــنا الإسلامي المديـــد ، وعلى الدّوام في الخندق المقابل
لأمتنا،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
(2) (3) (4) (5) (6) و (7) مجلة "
السنة" عدد 98 سنة 2000 .
13
و
ليست قضية فلسطين إستثناءا مـن ذلك " فعـــندما كان علماؤنا الأفاضل يقودون
الأمّــة في
مسيرة
جهادها التي اخذت أشكــــالا مخــتلفة و نــــذكر من هذه الأسماء محمد أمين الحسيني
و
القسّام ، لا نعرف للشيعة مشاركة في هذا الجهاد المبارك ، و من المؤسف أن شيوخهم في
هذه المراحل كانوا مشغولين بـتأليف الكتب التي يتــــهجّمون بـــها على أصحاب رسـول
الله
و
يسفّون في شتم أبي هريرة ، وأقرب مثال على ذلك ما كتبه علامتهم في جبل عامل عبد
المحسن شرف الدين . أمّا إيران الشاه،
فكانت على علاقة وثيقة بإسرائيل،ومعظم آيات الشيعة كانوا من المؤيدين للشاه
"(1) .
إنّ أمّة تصفّق للشيعة و تمدح قاتليها، وتهلّل لأعدائها التي
لا تزال آثار جراحاتهم لم تـندمل ، لا بدّ أن تكون مزوّدة بقدر كبير من الغفلة والثقة
العمياء بعلماء السلاطين(2) الذين أفتوا لأمريكا بجواز دخولها بلاد الحرمين والإستــعانة
بجيوش المسلمين لضــرب بلد اسلامي ، و بجماعة الإخوان المسلمين التي حالفـــت
الأمريكان في افغانستان والعراق و تركيا وغيرها من بلاد المسلمين، بعدما فـتوى
القرضاوي الإدارة الأمريكية،ولكافة جيوش الغرب بجواز التدخل في أي بلد اسلامي تريد
غزوه ، و جواز استعانتها بالمجندين المسلمين لديها على ذلك التدخل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة "
السنة" عدد 98 لسنة 2000.
(2) هناك بعض من وعي نسبي
بحقيقة الدور الشيعي في المنطقة العربية
بدأ يظهر في تصريحات بعض ابناء المسلمين ، من ذلك ما صرح به الدكتور احمد
ابو مطر " أنا لا يمكن أن أثق في
ميشيل عون و لا في نبيه بري ،لأني كفلسطيني و كعربي لا انسى مجازر حركة امل بقيادة نبيه بري بين عامي 1983 و
1985 في حصار المخيمات عندما قتلوا ثلاثة آلاف فلسطيني، واكبر محك على ذلك هو
مقالة مفتي فلسطين الشيخ اسعد التميمي قال بالحرف الواحد على لسان ابنه محمد قبل
اسابيع، انه اثناء هذا الحصار ذهب المرحوم مصطفى الحسيني و الشيخ التميمي الى
طهران و طلبوا من الإمام الخميني اصدار فتوى تمنع قتل الفلسطينيين و رفض الإمام
الخميني ... انا عشت حصار بيروت 88 يوما في عام 1882 و لم يطلق الجيش السوري رصاصة
ضد الإجتياح الإسرائيلي هذه ثابتة ... اليوم الرابع للإجتياح الهيلوكبتر
الإسرائيلي القى رسالة للجيش السوري و حــــدد طريقا للخروج و خرجوا ...نقولها
بصراحة دعم ايران لحزب الله ليس من اجل تحرير فلسطين، فهناك مشروع تدميري ظلامي من
قبل ملالي ايران ...لأنه انا شخصيا بالنسبة لي كعربي وحدوي لا اميزبين ايران و
اسرائيل مطلقا.. أنا لا اميز بين شبر من الأرض و شبر... كما ان اسرائيل تحتل بلادي
فلسطين لا انسى ان ايران تحتل الأحواز العربية منذ 1920 و تحتل الجزر الأماراتية
الثلاث منذ منذ 1972 "
.www.aljazeera.net انظر أرشيف برنامج
الإتجاه المعاكس بتاريخ 5/12/2006
14
ــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 139
فصل
إيران تستبدل حركة أمل بحزب لله
حينما زكمت فضائح حركة أمل الشيعية الأنوف، وطفت
خياناتها الوطنية و الإسلامية على السطح ، و بان لكلّ ذي عينين عمالتها للكيان اليهودي ،كان لا بدّ لإيران أن تستبدل تلك الحركة المحترقة بما يسمى بــ"حزب
الله " التي كانت اسسته، كعجلة احتياط عام 1982 .مدركة أن أمّتنا فاقدة
للذاكرة بما فيه الكفاية،حتى تربّت على ظهرالجرو الشيـعيّ الوليد الذي عضّها أبـوه،ونهش
عرضها وولغ في دمـاء أبنائهاالموحدين،أو دماء العلمانينن الذين جازتهم
الشيعة جزاء مجيرام عامر
(1) لمّا إنقلبت عليهم حركة أمل الشيعة
التي درّبوها و كوّنوا إطاراتها العسكرية ، لتتحالف مع القوات السورية ــ بعد
تسليح اسرائيل لها ــ لإجلائهـم عن لبنان، بعـد تذبيح نسائهم و صبيانهم، وهتك
أعراضهم (2) .
إنّ أمر لبنان لعجيب فتلك"
الدويلة القزم التي أوجدها الفرنسيون لتكون لهم ركيزة إستعماريّة أكثر فاعليّة
نظرا لتركيبتها الطائفية و القومية المعقّدة و العجيبة حيث تسيطر عليها أغلبيّة لا إسلامية من نصارى و
دروز ــ شيعة ــ و شيعة و غيرهم "(3) ،فهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا
تستعدي ولا تستدعى مجلس الأمن والأسرة الدوليّة إذا اخترقت حدودها الإقليميّة دولة
مجاورة ــ التدخل السوري ــ أوولجت أراضيها قوّت أجنبيّة ببطاريات صواريخها ومعّداتها
التي هي أثقـل من جبل رضوى ( ايران) لتدعم لونا من ألوان الفسيفساء الدينيّة على
حساب الألوان الأخرى (4) ففي لبنان مناطق
يحتلّها حزب الله و يعدّ الإقتراب منها من المحرّمات على السلطات اللبنانية ! و تــضمّ معسكرات وأسلحة متطوّرة
و كوادر عسكرية رفيعة الرتب لتدريب عناصرالحزب المدللّ! حتىإذا وقع إحراج
المسؤولين اللــبنانيين عن سبب ذلك الإنفلات الأمني الغريب، تعلّلوا بوعورة المسالك
المؤدية الي تـــلك
المعسكرات الشيعية !، مع العلم بأنّ القوّات
اللبنانية الخاصّة قد قمعت تحرّكا سنيّا في مدّة قياسية، و لا حقت أفراده في شعاب
الجبال و بطون الأوديـــة، في نــفس التـــوقيت الذي كان
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1)
و من يصنع المعروف في غير أهله / يلاقي
كما لاقي مجير أم عامر ، و هي قصة مثل يتـــناقله العـرب و تروي
حكاية أحد العرب الذي آوى في خيمته ضبعا هاربة من قبل الصيادين ــ و هذا جميل ـ و منع من
أرادها بسوء من الناس و جعل من خيمته مسكنا لها ، و لكــــنها سرعان ما
أفـــترستـه بعد ذلك ، ليضرب به المثل لمن أسدى
معروفا لمن لا يستحقّه .
(2) " فتحت منظمة
التحرير صدرها للشيعة ... و في عام 1973 شكّل موسى الصّدر ـــ الذي دخل سرداب
القذافي و لم يخرج منه حتى الآن ــ منظمة
أمل ، و ما كانت تلك المنظمة لتنشأ لولا
إحتضان منظمة فتح لها و فتح مراكزها تدريب الشيعة المنتمية اليها ..... و لم تكن
تدري انها تستميت في تدريب و مساعدة قاتليها"( مجلة السنة " نفس العدد
).ــ بتصرف
(3) في لبنان ست عشر
طائفة و قد أضيفت اليه منذ سنوات طائفة الأحباش التي سرعان ما أحتــلّت مقاعد في البرلمان و أصبحت لها مكانة و حظوة في
لبنان بلاد العجائب ، رغم أن مؤسسها حبشيّ مشعوذ كلّ مؤهلاته دعوته تحريم القتال
ضدّ اليهود و تحريم نوم المرأة بجوار جدار لأنّ الجدار ذكر !
(4) "منذ الإجتياح
الإسرائيلي للبنان عام 1982 بدأت قوات الحرس الثوري الإيراني تتسلّل الى لبنان عن
طريق سورية و بالتــنسيق معها و إقامة هاته القوّات مخيّمين لتدريب الشيعة ،
الأوّل في الزبدانــي و الثاني في بعلبكّ
اللبنانية !" مجلة " السنة " نفس العدد .
15
فيه حزب " الله
" يـصنع " أمجاده " العسكرية تجاه الجيش الذي لا يقهر !
كما
تعدّ لبنان الدولة الوحيدة التي تستورد زعماء طائفيين جاهزين و قادمين في مهمّة
معلنة لتطعيم مجموعة طائفيّة من مواطنيها ، دون حساسية أو تذمّر (1) في الوقــت
الذي تـقوم فيه الدنيا ولاتقعد في أيّ بلد مسلم إذا ضبط أحد العلماء أو الناشطين
الإسلاميين متلبّسا بـجريمة إنتقاله من محافظة الى أخرى داخل القطر نفسه،
دون ترخيص من الجهات الأمنية !
إن
العارف بالواقع السياسي المحلّي و الإقليمي و العالمي عموما ، و ما يلفّ ذلك
الواقع من توتّـروتربّص و إستنفـار تجاه ما سماه الغرب بــالأصوليّة الإسلامية وما
يحصل من تضييـق و تنكيل وتـشنيع بمن قال ربي الله ، يكفيه أن يرجع البصر كرّة واحدة إلي بلاد العجائب لبنان، ليدرك ما يحضى به حزب
الله من تكريم و تبجيل و تسهيلات لا يـطالها خيال أي داعية لدين الله ،مهما جمح به
الخيال. ففي الوقت الذي يمنع فيه ذوي رحم أي إسلاميّ في الوطن العربي من إمتلاك ترخيص
بندقيّة صيد، بسبــب شبهة قرابته من ذلك العنصرالخـطر والمنبوذ، نجد حزب الله يستعرض
200 ألف "مقاتـل" شيعيّ مدجّج بالسلاح في شوارع بيروت! و بينما نجد جلود
الموحّدين تــسلخ واعراضهم تـنتهك في وزارات داخلية و مخافر شرطة العالم الإسلامي بتهـمة "جمع أموال غير مرخّص فيه " قصد
إعالة أسرة إسلامي سجين أو طباعة منشوروعظي، نجد ايران و هي" جهة خارجية
" تتكفل بجميع نفقات الحزب المذكور زيادة على امداده بالسلاح و الخبراء (2)!!(
التمويل فقط من طرف جهات اجنبية ، فما
بالك بالتسليح ، تهمة كفيلة بان تؤدي ــ في غير لبنان بلد الخوارق ـ بأي افراد حزب
الى حبل المشنقة هذا لو لم يقضوا نحبهم تحت التعذيب) .
كما
ان من المعلوم لكل مراقب لسياسة أمريكا في بلاد المسلمين،إنّ من ثوابت الإدارة
الأمريكية التي درج حكام البيت الأبيض على وضعها على رأس قائمة أولويّاتهم ، حماية
أمن إسرائيل عبر السعي الدؤوب على قمع أية حركة إسلامية جادّة من شانها أن تهدّد
الكيان الصهيوني الغاصب، و لذلك سعت أمريكا بمؤازرة من الغرب الي حرمان المقاتل
الفلسطيني من موطىء قدم يقف عليه لتوجيه بندقيته الي جيش العـدوّ و مستوطنيه. كما
هو من المعلوم للجميع ايضا ،أن تشريد أهل فلسطين
قد تم بمؤازرة بريطانية قبل ذلك ليتولى
حكام العرب فيما بعد، إجلاء الفلسطينيين تباعا من الأردن ثم لبنان بعد مذابح
مروّعة ، فهل تـخلّت أمريكا اليوم عن ربيبتها إسرائيل من أجل سواد عيون حزب الله ؟
لا اظن ان عاقلا يزعم ذلك فإسرائيل اليوم ،أكثرما تكون مراعاة و حماية من قبل أمريكا
خصوصا، والدول الكبرى عموما ،كما هي اكثر ما تكون تحديا لكل قانون دولى ، ناهيك
أنها " الدولة الوحيدة التي لا تعترف بأي مبدأ من مبادىء القانون الدولي .
و لا تهتمّ بأي قرار من قررات الأمم المتحدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " إيران أرسلت
موسى الصدر إلى لبنان عام 1985 لتجميع صفوف الشيعة ...و فؤاد شهاب في لبنان منحه
الجنسية و ترخيصا بإنشاء المجلس الشيعيّ الأعلى" مجلة " السنة " عدد
98 سنة 2000 .
(2)أننا لو نظرنا إلى الجانبين الإقتصادي و الإجتماعي في حزب لله ،
لوجدنا أنفسنا أمام دولة و ليس أمام حزب ، فمن المؤسسات التعليميّة إلى المؤسسات
الصحيـــّة إلى مؤسسات البناء و التجارة و غير ذلك كثير. أمّا التمويل المادّي
لحزب الله، فقد تكفّلت به قيادتهم في ايران ويقول المختصّون بالشأن الإيراني أن
هذه المساعدات بلغت في بداية رئاسة رفسنجاني الثانية حوالي 250 مليون دولار و يقول
علي نوري زادة : بلغت المساعدات عام 93 ، 160 مليون ، وجاء في كتاب الحرب السريّة
: بلغت الأجرة الشهرية للمقاتل 5 آلاف
ليرة ، وهي أعلى أجرة تقاضاها مقاتل في لبنان عام 86 "(مجلة " السنة
"العدد 98 ) مقارنة:( الجمل يبقى يشتغل شهرا دون أن يشرب ، و"
مقاتل" حزب الله يشرب شهرا دون أن يشتغل)
.
16
ــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 141
وهـي الـدولة الوحيدة
التي ليس بها حدود مقرّرة دوليّا! وقد تقتل إسرائيل صحفيين أجانب
وتعارض أي فريق طبيّ
أو فريق بحث عن الحقائـــق، ويكون ردّ الفعل الغــــربي بمنتهى
و بمنتهى،الديبلوماسية، وإنتقاء الكلمات المناسبة. وهذا الأمر ليس
جديدا على الغرب، فقد كان له مثيل قبل عام 1948 حين قتل اليهود بعض البريطانيين
فلم تعنّف إسرائيل و لم تعتبر إرهابيّة و سكتت بريطانيا عن الموضوع (1) "
لقد
كان من المنتظر(وفق المعطيات السابقة واعتمادا على مدى رضوخ حكام المسلمين لإملاءات
الغرب عامّة ، و لنزوات الإدارة الأمريكية خاصة) من أي رئيس أمريكي أن يكلّف منظّف مراحيض البيت الأبيض بأن يعطي الرئيس اللـبناني
أمرا عاجلا ب بمصادرة أسلحة حزب الله و إعتقال أفراده و قياداتـــه العسكريّــة و
السياسية ،و تعليق أمينه العام حسن نصر الله من رجليه كما تعلّق الدجاجة المذبوحة
وكما يفعل بالمسلمين في وزارات داخلية
العالم الإسلامي ، دون أن تخشى الإدارة الأمريكية تحرّكا شعبــيّا أو إعتراضا
إيرانيّا لأنّ ايران اذلّ و أضعف من أن
ترفع يدا في وجه أولياء نعمتها
. فما السرّ في الإغضاء عن تحرّكات حزب
الله في المنطقة، دون سواه من القوى الوطنـية والإسلامية التي أقـفلت فضائياتها و
جرّدت من سلاحها و منعت من شرف المساهمة في القتال حتى تحت إمرة حزب الله ؟ ! (2) بل
و ما السرّ في منع حتى غيراللبنانيين من
المشاركة في قتال بني صهيـون ؟ فــقد"
كان المسلمون العرب من أهل فلسطـين و الجزيرة العربية و بـــلاد الشام و المغرب
العربي يسعون من أجل دخول لبنان والإنضمام الى القوات التي تدافع عن بيروت الغربية
وعن الجنوب المحتلّ ، كان هؤلاء الأحرار يطرقون جميع الأبواب وهم لا يريدون غير إغاثة
أطفال المسلمين و نسائهم، وغيرالموت في ساحة الوغى ، و كان النظام النصيري لا يسمح
لأيّ من هؤلاء بمجرّد المرور من سورية الى لبنان.أخبرونا بالله عليكم أيها
المغفّلون من أبناء قومنا، لماذا يغلق هذا النظام الخبيث الأبواب بوجه كلّ سنّي و
يفتحها على مصراعيـها أمام كلّ ما هو شيعيّ ؟ أجيبوا أيها المعجبـون بحزب الله و
بكل من هو شيعي خميني، لماذا يرفض هذا النظام اللحية السنيّة و يقبلها إذا كانت
شيــعيّة؟"(3) لماذا اقصت دولة لبنان الجميع لتترك على المسرح المضاء الستريب
تايز(4) الشيعيّة لوحدها تستعرض قدراتها على الفتنة والإغواء و ابهار العالم
بأدائها الساحر؟.لماذا شذ ساسة لبنان دون ساسة المسلمين العرب منهم و العجم عن
قاعدة " قمع الأصوليين" و تتبـعهم في كل ســـهل وجبل ,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة " السنة
" العدد 116 يوليو 2002 .
(2)
" و من الصلاحيات الجديدة و المتعسفة التي مارسها النظام
اللبناني نزع سلاح الأحزاب و المليشيات إلاّ سلاح حزب الله ، و إغلاق
فضائيات الأحزاب إلاّ تلفاز حزب الله ، و منعت الجمــاعات الإسلامية السنــــيّة و
الأحزاب الوطنـــيّة من الجهاد في الجنوب اللبناني و كانت هذه الجماعات قد أدّت
دورا مهمّا في مقاومة الإحتلال و أوقعت خسائر فادحة في جيش العدوّ المحتلّ و قدّمت
عددا كبيرا من الشهداء . فلم يمنعون من الجهاد في سبيل الله ؟ ألأنّهم من أهل
السنّة رغم ان نظام سورية يزعم أنه غير طائفي.وقادة حزب الله وزعمائهم في طهران يدّعون أنّ ثورتهم لجميع المسلمين (
مجلة " السنة " نفس العدد) .
(3)
مجلة السنة العدد 98 المذكور .
(4)
راقصة الإثارة في الكباريهات ، تلك التي يقتضي منها دورها الإباحي خلع ثيابها قطعة
قطعة .
17
و يترك البهلوان الشيعي ينطّ على الحبال، و يبدي
أعاجيب فـنونه على مرأى من شعوب العالم الإسلامي الفاغرة أفواهها أمام براعة المهرّج
الشيعي؟ لماذا يقصى أهل النجدة والبأس،
وأصحاب العقيدة الصحيحة والإيمان الصادق من الميدان، ليترك الدون كيشوت الشيعيّ
يصول و يجول و يلّوح بسيفه الخشبّي ذي الطـّلاء المزيّـف واللاّمع الذي أعشى بريقه
الأبصارو سلب " مفعوله"عقول عوام المسلمين وخواصّهم؟ لماذا ذهلت المرضعة
الأمريكيّة عن رضيعتها إسرائيل، لتسلمها الى " مغاوير "حزب الله يفعلون
بها " الأفاعيل"؟
ماالسرّّ
الذي يكمن وراء هاته الكرامة و الخارقة
السياسية التي خالــــفت نواميس و قوانين السياسة في عصرنا الأمريكيّ هذا ؟! و
جواب ذلك في تقديري : ان من وسائل أعداء
الإسلام عموما ، للوقوف ضدّ صحوة إسلامية جادّة
، إستخدام التحفة الشيعة التي قلّما يجود الزمان بمثلها للأسباب الآتية : ـــ
أوّلا : تلميع صورة الشيعة الحالكة السواد، و محاولة محو تاريخها التآمري و
الإجرامي ضد الإسلام و المسلمين، من خلال
الدعاية لها، وإدخالها من بوّابة القضيّة الفلسطينيّة ذات إهتمام الخاص و
العام، و ذلك قصد زرع عقائدها في مناطق العالم الإسلامي التي عوفيت منها ، كي يجعل
الغرب من تلك المناطق، و في المستقبل البعيد بؤرة توتّر وصراع طائفي و فتن داخليّة
تـشغل المسلمين عن قضاياهم الكبرى .ثانيا
اقتطاع جزء من شباب المسلمين و بالتالي ــ إقتطاع جزء من شبـاب المسلمين النشطين
اسلاميا بواسطة تشيـــيعهم و بالتالي إخراجهم من ميدان المواجهة الداخلية والخارجيـة
لأعداء الأمّة الى الإنــشغال بجلد النفس بالسلاسل، والتشكـيك في ثوابت الإسلام ورموزه
وعـقائده و دوره الريادي والحضاري المنتظر. ثالثا ــ حثّ عقلاء العالم من غير
المسلمين ، و التائهين عن حقيقة الإسلام من مثقـفيّ أبناء جــلدتنا للنظر في
التراث الشيعي الخرافي ، و ثورة الخميني و فكره البابوي المعصوم ، لنفض أيديهم
نهائيـــّا من إسلامنا وإلحاقه بالشــعوذات الدينية وأدوات التخدير الأخرى .
هذا
بالنسبة لأهداف الغرب في رفعهم للرصيد الجماهيريّ للشيعة ، أمّا مصلحة الكيان
الصهيوني من تقوية الشيعة في المنطقة و إمدادها بوسائل القوّة و التغوّل، فلعلّ
أوّلهـــا العمل على تطبيق" مخطّط أبناء صهيون القاضي بإحاطة الدولة اليهودية
بدويلات طائفية تكون سياجا لها " على غرار دولة الشيعة العلوية النصيرية
الحاكمة في سورية . كما أن إستمرار حزب الله في قصف المستوطنات بقذائف الكاتيوشة
البدائية من شانه أن يجلب تعاطف الرأي العام العالمي و مساندة الدول الكبرى و
دعمها الماليّ بإعتبار أن الكيان اليهودي
يعيش في محيط اسلامي عدائي و غير آمن .
أمّا
هدف ايران من هذا المهرجان الدعائي،فإيجاد موطأ قدم لها في بلاد المسلمين المعافاة
من الداء الشيعيّ قصد حشر أنفها مستقبلا
في شؤونها الداخلية، بإعتبار أن لها اقليّات دينيّة تابعة لها ! فايران " لا
تزال تصرّ على تصدير الثــــورة لكنها سلكت طريق آخر يختلف عمّا كان
عليه
الحال بأيام الخميني ، فأسلوب المواجهة
الذي اتبعه إمامهم فشــل و عاد عليهم بالويــل و الثبور و عظائم الأمور ،
أمّا الأسلوب الجديد الذي سلكه رفسنجاني فليس فيه إستفزاز للعرب و على العكس فإنه
يعتمد على الشعارات التي يفتقدها جمهورنا،ومن هنا جاءت دعوتهم الى تحرير فلسطـين والمقدسات
الإسلامية، و رفع راية الجهاد في سبيل الله"(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة السنة العدد 98
لسنة 2000 .
18
ـــــــــــــ حمّادي
بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 143
لقد كان خروج اسرائيل من
لبنان مبرمجا منذ بداية تدخلها في جنوبه، فقد كان دخولها اليه ضمن مهمّة عاجلة (1
) و سريعة ،و لم يكن إحتلالا إستيطانيا ، و لم تعلن اسرائيل في يوم من الأيام عن
نواياها في ان تمسّ هذا القطر بسوء لعدم
توجسها خيفة من فسيفسائه الطائفية المرتمية تحت أقدامها (2)، لــــولا أنّ إخــــراج المقاومة الفلسطيـــنية، كان
حافزها الأوّل و الأخير، و لذلك كان من الطبيعيّ جدا " أن يعلن باراك عن
تعهـّده بالإنسحاب من لبنان فور فوزه في الإنتخابات، و وعد أن يكون ذلك بعد عام
واحد " (3) رأت القيادة اليهودية أن تختصره إلى تسعة أشهر لتخلق من هذا
الفارق الزمني لإنسحابها المقرّر سلفا ـ ثلاثة اشهر ــ بطولة حزب الله و مجده
العسكري،الذي لا ينطلى إلاّعلى فاقدي الذاكرة التاريخية والمسلّحين بالأميّة
الدينيّة وعدم الوعي بما يجري حولهم ، فعلى من يوعز خروج اليهود من الجنوب اللبناني إلى ضربات كاتيوشة
حزب الله التي يطلقها على إستحياء من وراء الحـدود ،و لم توقع من الضحايا أكثرممّاأوقعته
مشاجرات السكارى في خمّارات تل أبيب ، عليه أن يخجل من نفسه ، فإسرائيل التي تمتلك
ثالث قوّة جويّة في العالم تـغير بهاعلى أي هدف تختاره، وفي أي دولة عربيّة تريدها(4) لن تؤثرّ فيها قذائف حزب الله التي تعجز
عن تحرير جحر نملة مقــعدة .
أمّا إذا إحتجّ المدافع
عن حزب الله بقوله تعالى(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)) فنجيبه
إن ذكرت الشيعة فأترك الإسلام جانبا ، وإن لم تقتنع فأسأل صبيان المسلمين ممّن نشأ على الإسلام عن حظّ من علّق على جبينه عبارة " يا حسين
" من الإسلام ! فالـــ"مقاتل
" الوثـنيّ الذي يعبد الرجال من دون الله و يلعن الصحابة و يكفّرهم ،و يطعن
في شرف أمهات المؤمنين، لن ينصره الله و لو على يهوديّ يؤمن بأن عزيرا بن الله و
بأن الله تعالى فقير وهو غنيّ و بأن يد الله تعالى مغلولة ،لأن اليهوديّ يعـتبر أكثر توقيرا لله تعالى من الشيعيّ الذي وصم الله
تعالى بنقائص لم يتجـــرّأ اليهوديّ على معشارها ( انظر
الرسالة الثانية من هذا
البحث ). إلاّ إذا كان ذلك النصر قد رتــّب له من قبل اليهود لغاية في أنفسهم(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
يقول الكاتب اليهودي أريه ناؤر ــ معاريف 26/5/ 2000 ــ عندما بدأت حرب لبنان
سمّيت حملة سلامة الجليل و كان يفترض بالحملة أن تستغرق 48 ساعة على عمق 40
كيلومترا . و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ميناحيم بيغن لمجموعة من كبار الضباط
على مشارف بيروت : انتم تعرفون جيّدا انني ما كنت لأصادق على حملة تنطوي على
عددكبير من الإصابات تزيد على بضع عشرات من جانبنا" مجلة " السنة
(2)
بإستثناء فئة مؤمنة تلاقي تضييقا و ملاحقة إستنكرتها مجلة " السنة
" حيث جاء في عددها 89 ما نصّه
:" لماذا الضغط الشديد على جماعات و دعاة أهل السنة ، إنّ مجرّد طباعة كتاب
أو تداوله يعتبر جريمة لأنّ في ذلك إثارة نعرات طائفية ، لكن الشيء نفسه لا يعتبر
جريمة و لا يعاقب فاعله و لا يحال الى محكمة إذا كان شيعيّا ! " .
(3)
مجلة " السنة " نفس العدد المشار اليه.
(4)
بما فيها لبنان و عاصمتها بيروت التي تركتها طائرات سلاح الجوّ اليهودي تغرق في الظلام الدامس لما قصفت مولّدات الكهربائية هناك ، بشكل لم يمكّـن رئيس لبنان من الإهتداء إلى دورة المياه أو
موضع فراشه .
(5)
في غمار الحمــــلة العسكرية الشرسة التي قادها الإرهابي أرييل شـــارون ضدّ أهالي
القرى والمدن الفلسطينيّة ، كان السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو: إذا كانت الحدود
الدولية المغلقة قد حالت بين الجماهيرالمسلمة وبين مشاركةالفلسطينيين شرف جهادالمغتصب
اليهوديّ ، فمال "حزب الله" لم يقتحم =
19
وبالإضافة إلى كل ما تقدم،
فإن الدعاية لنصر"حزب الله و بطولاته
جاءت في توقيـت يدعو الى الرثاء و السخرية ، فحزب الله بتهليله لهذا النصر ،كمثل
من أحرم بالحجّ و رفع عقيرته بالتلبية في يـوم النحروالحجيج منصرفون عنه!لأن
اليهود في هاته الفترة الزمنية بصدد التنازل الطوعيّ لا الإستحواذ عن بعض ما أحتلّــوه من أراضي دول الجوار وفق خطّة
الأرض مقابل السلام التي إنتهجوها في السنوات العشرين الأخيرة و التي بدات
بتنازلهم لمصر عمّا احتلّوه من صحراء سيناء، و تنازلهم لياسرعرفات عـن قطاع غزة و
التي ستنتهي دون شكّ بإرجاع الجولان الى
سورية، فالإنسحاب اليهودي امام م "حزب الله" يدخل في إطار عملية السلام
أو التطبيع لا أكثرولا اقلّ، ولا بدّ لشخص
ما أن يتنازل عن عقله ليدعي غير ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= تلك الحدود المشرعة
الأبواب أمامه ؟ لماذا لم يحرّك ساكنا أثناء ذلك الحصاروتلك المذبحة ؟ لماذا
إقـتصر نشاطه العسكريّ على مجرّد إطلاق قذائف الهاون التي لم نسمع من وسائل
الإعلام العــربية و العالميّة أنها أسفرت خلال أكثر من شهر من القصف المتواصل عن
خدش حمار واحد لمستوطن يهوديّ يرعى في
مزارع شبعا و غير شبعا ؟! أين عشرات الألوف من مغاوير الحزب المدججين بالسلاح ، والذي
يتباهى الحزب بإستعراضهم في شوارع بيروت ؟ أين هؤلاء لنصرة شيوخ و عجائز و أطفال
فلسطين و هم يدفنون أحياء تحت الأنقاض؟! و إذا كان الحزب يدّخر هؤلاء الألوف المؤلّفة من أصحاب الرواتب
المرتفعة لمعركة تحرير الأقـــصى ـ بعد
عمر طويل ـ فما كان يحول بينه و بين من
إمداد كلّ قرية فلسطينيّة محاصرة ببعض قطع الأربيجي أو الكاتيوشا التي كانت على
أقلّ تقدير ستجبر دبّابات العدوّ على
التراجع ؟ لماذا لم يحصل ذلك ؟ أليست حدود
لبنان مفتوحة أمامهم على مصراعيها ؟ أم أنّ حسن نصر الله الذي صدّع رؤوسنا بتصـريحه الذي يردّده الجينيريك الإشهاريّ لمحطّة الجزيرة الفضائية في الصبح و المساء بأنه"
ليس هناك ما يسمّى اسرائيل على الخريطة "، بصدد مراعاة حدود غير مرئيّة لا
يمكنه تجاوزها،لأنـّه و بإختصار شديد، قد كلّف بمهمّة محـدودة الزمان و المكان. مهمّة
مسرحها المحدد الجنوب من لبنان، ووقـتها
ما مضى من سالف العصـرو الأوان. و بالتالي فان دخول" أبطال " حزب الله
أرض فلسطين المحتلّة، لا يندرج ضمن تلك المهمّة ؟! بإعتبار ذلك من قبيل الـــخروج الممنوع عن النصّ، و
التـــهديد الجدّي لأمـن و سلامة اليهود و دولة اليهود ؟ هذا ما يتبادر إلى
ذهن كلّ من إنتفع بعقـله و هو يحلّل ما يجري من أحداث . أمّا إذا إلتجأنا إلى
الــتفسير الخرافي ( و هو الأهمّ في قضيّة الحال!) للبحث عن سبب تجمّد آلة حزب الله العسكريّة ، و
البلادة التي إنتابتها أحوج ما يكون أهالي فلسطين إلى نصرتها ، فإحتمال أن يكون حسن نصر الله قد حدثت له
غيبة صغرى فدخل ســردابا لم يخـرج منه إلى الآن ، و بالتالي فلا يجب ان تؤاخذ
قيادة "حزب الله "على جمودها أمام الصّلف اليهودي لإنقطاع الصلة بينها و
بين من ينوّرها و يحدّد لها ما تفعله في غياب البطل الملحميّ المخلّص حسن نصر الله
، عجّل الله فرجه!.
20
ــــــــــــ حمادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 145
فصل
"حزب
الله" و سقوط ورقة التوت
من المعلوم لمن تابع مسار الحزب المذكور أن ينتـــظر
المشهد الختامي و الحــتمي للملهاة الشيعية، المشهد المتمثل في دفع" حزب الله
" فاتورة الخدمات المؤدات اليه من
قبل اليهود صانعي مجده، و قد جاء ذلك المشهد وفق المتوقع، حين تولي" حزب الله
" مهمة حراسة أمن اسرائيل بعيد إنسحاب اليهود من الجنوب مع التزام الحزب، و
بشكل دقيق، بإيهام السذج بأنه بصدد الإجتهاد في قـتال اليهود،عبر نيران الكاتيوشا التي نافست نيران ابراهيم الخليل في برودتها و
اضفاء سلامتها على جنود المحتل التي لم
نسمع و لمدة سنوات انها خــــدشت أحدهم .. و لكن الله يأبى إلاّ أن تكشف الحقيقة
للمخدوعــين، وعلى نطاق واسع ، ليس من قبل" المتصهينين دعاة الفــتنة و
تفرقة الأمة من أشباهي"، بل من قبل
صبحى الطفيل ، أول أمين عام لحزب الله
ومن اهم مؤسسيه!!.
و كما يقال: عند إختلاف اللصوص يظهر المسروق ، خرج
الأمين العام السابق لــ"حزب
الله" عن صمته بعد سنوات عديدة ، ليصرح الى جريدة "الشرق
الأوسط" بتاريخ 25 / 9 / 03 بما يأتي نصّه :" بدأت نهاية هذه
المقاومة منذ دخلت قيادتها في صفقات ، كتفاهم يوليو 1994 وتفاهم ابريل عام
1996الذي اسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيليّة وذلك بموافقة وزير خارجية ايران.(!)
وأردف قائلا : ان المقاومة تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيليّة، و من
يحاول القيام بأي عمل ضد إسرائيليين يلقون القبض عليه و يسام أنواع التعذيب
في السجون (!) ( ثم واصل ) : كما أن العمليات الفلكلورية التي تحصل بين
الحين والحين لا جدوى منها ،لأن الإسرائيليّ مرتاح "إنتهى كلام صبحي
الطفيل ( تعليق : من الواضح أن الزعيم الشيعي تجاهل جدوى تلك المقاومة الصورية أو الفلكلورية
كما سمّاها في سلب عقول المسلمين
إلى حدّ
التشيع و الذوبان في حبّ السوبرمان
الشيعي المخلّص ! ) ثم أضاف الزعيم
المخلوع بقرار مـن إيران بسبب رفضه وصايتها و تدخلها في كل صغيرة و كبيرة من
شؤون شيعة لبنان :" بعد التحول
الذي حصل في الموقف من المقاومة (موقف ايران المؤيد لدور الشرطي الحارس لأمن
اليهود الذي يؤديه حزب الله ) و تحوّل ايران الى منسق للشؤون الأمريكية في
المنطقة رأيت أن أخرج عن صمتي :"إهــ
كما
كشف صبحي الطفيل عن حقيقة قد تصدم السذج من المسلـمين ،حين ذكر الزعيم
الشيعي المذكور أنّ " المدن و القرى الشيعية في جنوب لبنان استــقبلت
الجيش الإسرائيلي ، و قت دخوله جنوب لبنان بالورود و الأرز "إهــ
( رأينا ذلك بأنفسنا في العراق حين وقع تكريم جنود الإحتلال من كلّ جنس برفعهم على
الأعناق الشيعية هناك).
ويبقى
على ابناء امتنا الإستفاقة من حلمهم الجميل في تحريرمقـــــدساتنا عن طريق أعــــداء
21
الأمس
واليوم وكل يوم ، نفس الحلم الذي داعب طويلا خيال امثــال النائب الإردني الشهيـــر
ليث شبيلات حتى استفاق على صدمة تمثلت
في التأييد العلني الشهير لحسن نصر
الله لإحماع المرجعية الشيعية في العراق
على اسقاط خيار المقاومة المسلحة للغزو الأمريكي بالكامل و لزوم السكينة و الهدوء ، معتبرا ـ أي نصر الله ـ ذلك القرارالمخالف للشرف الوطني ـ دع عنك
الإسلامي ــ من قبيل " الإجتهاد
الواجب احترامه" مما دفع بليثنا المصدوم الى تحبير مطوّلة بكائية و جهها
لنصر الله أعلن فيها عن خيبة أمله في" البطل الشيعى المجاهد "، مستحلفا
اياه بكلّ المقدّسات ، إستنهاض همم المراجع
العراقية الحسينيّة !! وحثهم على إعادة
النظر في فتواهم المخالفة لنهج الحسين رضي الله عنه و لمسار ثورة الخميني في
"حربه" الشيطان الأكبر! و القيام
بعنترية شيعية تذكر امتنا الجريحة بعنتريته اللبنانية غافلا عن حقيقة
كونه يضرب في حديد بارد و ان الماء
المثلـج لا يلتمس في قاع الجحيم الملتهب،
فلنقرآ معا ما كتبه ليث شبيلات و تحت عنوان طويل " رسالة الى الأمين العام
لجزب الله لماذا الصمت على دخول اسلاميين الفراش الأمريكي " و قد نشرته جريدة
الشعب بتاريخ29/8/2003 في موقعها الألكتروني و قد ذكر الكاتب في ثناياها "
لقد بات واضحا للصغير و الكبير مدى الناقض الذي اوقع ثوار الأمس انفسهم فيه[
يقصد الشيعة !] ...و انها لمسؤولية تاريخية ان تعلنوا الموقف العقائدي الثوري و
الوطني الصحيح فيما يخص الإحتلال الأمريكي النجس للعراق، الموقف الشرعي
الذي لا يختلف حوله الا الضالون المضلون و المتمثل ب : اذا احتلت ارض المسلمين فان
الجهاد و ليست المقاومة السلمية، يصبح فرض عين لا مجال إلي تردد بشأنه...لم اتفاجأ
شخصيا بموقف ورثة الثورة العظيمة [ يقصد ثورة الخميني و الورثة هم
زعماء شيعة العراق!!] بالإعتراف بمجلس الحكم في العراق مع انني و الملايين
من ابناء الأمة يعتقدون ان الإعتراف بالشاه اهون بدرجات من الإعتراف بخونة العراق
الذين اتت بهم الدبابات الأمريكية و نصبتهم حكاما اراجوزات على العراق... فبعد
شعار الموت لأمريكا الذي تلاحظون معي بانه اختفى في السنوات الأخيرة من
الطقوس التي فرضها الإمام الثائر [ يقصد الخميني !!] و جعلها جزءا من مظاهر
التعبد ليحمي الثورة و الثوار من الإنحراف ، اصبح الشعار العملي تأييد من يقولون
تعيش امريكا المنقذة .و لقد باتت
المسؤولية القيادية الفكرية و السياسية عليكم منفردين لإنــقاذ الفكر
الثوري من السقوط و المعتقد الديني من التلوّت [هو لسّه!!] ....لا يطلب
منكم سوى اعلان الموقف الصحيح مما يجري في العراق كي تتمايزوا عن مسيرة الإنحراف
المرعب الذي كاد يدفن الثورة و الثوار ...سماحة الأخ الحبيب السيد حسن و اخوانه
المجاهدين الأبطال، ليس فينا خير ان لم
نقلها، و ليس فيكم خير ان لم تسمعوها، و لقد بات علينا اشهار النصيحة لكم، حتي
يطمئن الناس المذهولون الى ان هناك من لا يحابي احب الناس اليه، عندما يتطلب
الموقف الشرعي النصيحة ، فمن غير المعقول ان نسمع منكم موقفا يعتبر الخونة
المتعاملين مع الأمريكان في العراق بانه مجرد اجتهاد، و نحن نعرفكم جيدا، و ثقتنا
فيكم اشد من ثقتنا بانفسنا ، و من اجل ذلك
نناشدكم و بكل قوة ان تصححوا الموقف الذي لا نتهم نيتك فيه ، و ان كنا نرفض خروجه
منكم ، معتبرين بان لكل جواد كبوة ، فهل
تدعوننا بذلك الى اعتبار الموقعين على معاهدات مع العدو مجرد مجتهدين لم يصيبوا ؟... الخ " إهــ (المرسل و المرسل اليه، بمثابة اعمي قال لأصم:
نتشاوف ! ) .
و
كان لا بد ان تمر اشهر معدودة ليفاجىء ليثـــــنا
الهصور من جديد بعد جولة سريعة من
مقاومة
شيعية عراقية مرتبة ــ قصد بها خلق نسخة عراقية من حسن نصر الله ـ بقيام أنصار
22
ــــــــــــــــ
حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 147
مقتدى
الصدر،
ليس بوضع أسلحتهم ، بعد اطمئنانهم على مصير زعيمهم الطائفي من المتابعة الأمريكية(
لتورطه في مقتل عبد المجيد الخوئي)، بل ببيعها لقوات الإحتلال!!! مما جعلهم
أضحوكة في كل العالم . حيث شكلت حركتهم تلك ، موقفا سرياليا غير مسبوق حتى لدى
اصحاب الخيال العلمي، إذ لم يصدر مثلها
عبر التاريخ الإنساني، عن أي شعب احتلت ارضه و انتهكت مقدساته !
فلئن
سقط ليث شبيلات و من قبله راشد
الغنوشي ، في الإنبهار بالخميني و ثورته، ثم ببهلوان حزب الله و" انتصاره " الى حد لم يميزهما عن
رجل الشارع في سذاجته وغباوته، فقد يكون عذرهما ضعف معرفتهما الشرعية،و لكن كــيف
يعذر كهنة حرفيون كـالقرضاوي و احمد الكبيسي وغيرهما، ممن تلقى دراسة اكاديمــية،
وصرف دهرا في تقليب كتب الفـقه والتاريخ، وهما يجاريان شبيلات و غنوشي في سقوطهما الصبياني ؟!
23
فصل
رابع شعب الفـتنة : خيانة العلماء
أمّا رابع شعب الفتنة
بالشيعة ، وأعظمها اثرا ، فكتمان أهل العلم ــ إلاّ النادرمنهم ــ لحقيقة التشيع،
و حكم الإسلام في المنتسبين إليه . و لو أنهم فعلوا ذلك، ما إنطلت على شبابنا الغــرّ إسلاميةّ ثورة الخميني ، ولا فتواه الدعائيـّة
بإباحة دم الكاتب الهندي سلمان رشـدي ، ولا بهـلوانيـات حزب الله و تهريجه ، و
ياليتهم حين عجزوا عن قول الحقّ، كفّوا
ألسنتهم عن قول الباطل، فلم يمدحوا الشيعة و ثورتهم الطائفيّة . و لعلّ أكبر عمامة
تورطت في إطراء الشيعة و إعطائها جواز مرور للبلدان الإسلامية المعافاة منها هو د.
يوسف القرضاوي حيث صرّح بدون حياء من الله
بأن الشيعة إخوته ! و هذا لا يستغرب ممّن صرّح سابقا بأنّ النصارى إخوته
أيضا ! كما لا يستغرب هذا القول إن صدر عنه وهو الذي أفتى لاحقا للمقاتلين
المسلمين في الجيش الأمريكي و غيره من جيوش الغرب ، بجواز مشاركة أهل الصليب في قتال إخوانهم الأفـغان و قصـف المدنيين بدعوى التعاون على البرّ و التقوى
أوّلا ! ،و قصد المحافظة على الجنسية الأمريكيــــّة ثانـيا ( الجنسية التي
قدّر شيخ البنتاغون ــ و لبئسما قدّر ـــ
أن فقدانها يعدّ أعظم الضررين بالقياس الي أخفّ الضررين الذي هو سفك دماء أهل
التوحيد ! ) أمّا ثالثا فلتنفيذ حدّ الحرابة !التي عرّفها العلماء بأنها مطاردة
مجرمي الحقّ العام بــــتهمة السطو المسلّح بقصد السرقة، وليس( كما اباحت فتوى الحال) قتل أطفال و شيوخ و نساءالأفغان
الأبرياء بواسطة القصف الأمريكي العشوائي ،( بسبب عضـّــة11 /9 /2001 التي تعرّضت
لها أمريكا الوالغة في دماء المسلمين أحقابا) ، كما لا يستغرب هذا القول أن صدر عن البيت الإخواني عامّة.
فالمعلوم أن د. حسن الترابي ( إخواني ) قد نفى صفة الكفر عن اليهود و النصارى !
" و إذا قيل له : لقد أخــبرنا الحق جل و علا في محكم كتابه أن اليهود و النصارى
كفّار أجاب : كلمة الكفـر لا تعني الخروج
من الملّة و إنما بمعنى تـغطية بعض الحقّ ، مثل المسلم الذي يقارف معصية ثم يتوب
منها . ثم مضى الترابي قائلا : بل
سمّاهـــم الله في القرآن بأهل الكتاب فــهم مؤمنون ( مجلة " المجتمع "
العدد 736 بتاريخ 8/10/ 1985) .
و لقد بلغت سفاهة الثدييات
السلفية العاملة تحت امرة العلمانية اوجها، حينما اعلن كاهن سعودي عن كفر شيعة حزب
الله و ضرورة عدم الوقوف معهم في" حربهم" اسرائيل، في وقت انهمك فيه الحزب
المذكور في صائفة هذه السنة 2006 في الرد الصوري عن تدخل اليهود في جنوب لبنان لإسترداد
جنديا اسرائيا اختطفه حزب الله ، دون ان يطلب ذلك الكاهن السعودي من مملكته أو من
أي دولة عربية، تجييش الجيوش لمنع اليهود من مواصلة غـــزو لبنان و تقتيل اهله .
مما جعل ابناءالمسلمين يزدادون فتنة بالشيعة، رغم دور الشيــعة المخزي في العراق و
افغانستان ، كما يزدادون إعتقادا ان حزب الله يمثل الإسلام الجهادي في حين يمثل
"اهل السنة" الجهة الداعية الى حفظ امن اليهود .. و بعد ان انتهت تلك
الحرب التي دخلت فيها دبابات اليهود مائة كلمتر في عمق الأراضي اللبنانية و قتلت
أكثر من الف لبناني نتيجة قصفها الجوي، وبعد ان أعلن حزب الله نصره المؤزرعلى
اليهود ! (النصر الذي احرزه بمفرده في حين
انهمك الجيش اللبناني أثناء الحرب في
توزيع الإعانات الغذائية على المنكوبين!!)
قلت بعد ذلك "النصر" كفّت الثدييات السلفية عن التحذير من الشيعة، و لو
سألت اليوم نفس الكاهن التي اصدر تلك الفتوى
عن حكم الإسلام في عقيدة حزب الله
لقال لك" ان الشيعة اخوتنا "،لأن فتواه السابقة كانت ظرفية ، ذلك
ان الإجماع السلفي قد استقر على عدم تكفير الشيعة بل اعتبارهم اخوة في
الوطن والدين، لا لشيء الا لأن امريكا قد اوعزت الى حكامهم بقبول الأقليات الشيعة
في برلماناتهم و اجهزة حكمهم عموما، ضمن سياسة امريكية تهدف الى خلق توترات سياسية
في بلاد المسلمين بايجاد مبررات لتدخل ايران في شؤوون تلك البلدان بحجة الدفاع عن الأقليات الشيعية هناك.
24
ـــــــــــ حمّادي
بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 149
الباب الثاني صور من فــــتنة الشيعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل
اعظم فتنة شيعية عرفها المسلمون، قد حدثت حين ضعفت سلطة العباسيين فأصبح خلفاؤهم العوبة بيد الأعاجم من ترك و فرس
و اكراد، الى حد استطاع " البويهيون
ان يسيطروا على مقاليد الحكم في بغداد ... وقد لاقى أهل السنة في عهد بني بويه
الكثير من المآسي و النكبات، فكانت لا تمر سنة واحدة، الا و يحدث بين الرافضة
وبينهم كثير من المصادمات والفتن، حيث كان الرافضة في يوم عاشوراء من كل عام، يعلنون
بدعتهم الشنعاء ويغلقون الأسواق و يخرج نساؤهم حاسرات سافرات نائحات على الحسين، و
يلطمن وجوههن، و يكتبون على ابواب المساجد: لعن من غصب فاطمة حقها... و كانوا يلعنون
ابا بكر وعمر و عثمان ، و الحكام البويهيون يامرون بذلك، و يذودون عن اخوتهم
الرافضة "(1)
و ممّا ساعد على إغترار
المسلمين بالشيعة، و فتنتهم بها ، أخذ علماء الطائفة بعقيدة التقيّة ، أي التخفي وعدم الوضوح
و المجاهرة بما يعتقدون ، خصوصا، تلك العقائد الشائكة التي تصدم حسّ المسلم و تسبب
القطيعة الفورية ، كالقول بتحريف القرآن الكريم، و لعن الصحابة و تكفيرهم، و غير
ذلك من الموبقات العقائدية، فينسبون ما يفعله عوامهم الى الجهل و البعد عن عقائدهم
الحقيقية ! في حين ان هؤلاء العوام، كانوا
يعـــبّرون عما يجــيش في صدورهم
و عن صميم ما يعتقدون . .
و لكن ، و كما قال الشاعر
القديم : و مهما تكن عند إمرىء من خليقة / وإن خالها تخفىعن الناس تعلم،فإنّ
الحقد الذي عمرت به صدورهم، نضحت به كتب صنّفوها و تداولوها فيما بينهم سرّا ، و لكنها كشفت بعد ذلك و شاع خبرها و
تناولها العلماء بالنقد والفـضح، ثم
وصلوا الى قناعة مفادها ان دين القوم " ظاهره الرفض، و باطنه الكفر
المحض " .
و قد جهر الشيعة بكفريّاتـهم حين أمكنهم الجهربها
(2) في عهد البويهيين ثم حين قامت دولتهم في الشمال الإفريقي، ثم في مصر، والمعروفة
بالدولة العبيديّة أوالفاطميّة (3) فاعلنوا
عن عقائدهم في تأليه
حكّامهم، حتى خاطب شاعرهم الحسن بن هانىء أحد هؤلاء ببيته المشهور : ما
شئت لا ما شاءت الأقدار / فأحكم فأنت الواحد القهّار ! .
كما إستغلّ الفاطميون سوء
الحالة الإقتصادية لرعاياهم،لإغرائهم بنيل
بعض المواد التموينيّة لقاء لعنهم الصحابة وإهانتهم ، حتى شاعت مقولة : من لـــعـن
و سبّ فــلة كيلة و إردبّ ، ثمّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علي بخيت الزهراني " الإنحرافات العـقدية
و الفكريـة في القرنين الثالث عشر الى الرابع عشر ص 54
(2) ألا فأسقني خمرا و قل
هي الخمر/ و لا تسقني سرّا إذا أمكن الجهر ( أبو نواس ) .
(3) قضى عليها صلاح الدين الأيـوبي لمّا شاع فساد
معتقدهم و تعاونهم المكـشوف مع الصليبيـين و ذلك
في إطار الإجهاز على فئران السفينة، و تصفية الجبهة الداخلية ، قبل أن
يتوجّه إلى الأعداء الثانويين ، عملا بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا
الذين يلونكم من الكفّار )) .
25
". ثمّ
بلغ الأمر بالشيعة، و كما مر بنا، أن ملكوا ناصية الخلافة العبّاسيّة حينا من الدهر
، حتّى ضجّ الحافظ الذهبي و أعلن أنّ :" في سنة 361 للهجرة ،عــمّ الرفض كلّ الدنيا ".
و بعد ذهاب ريحهم و سقوط دولتهم ، عادوا إلى
الظهور سنة 1508 تحت مسمّى الدولة الصفوية بإيران، بزعامة إسماعيل الصفـوي، وقد
أجبرت الأغلبية المسلمة هناك على التشيع بقوة السلاح (1) و من ابى ذلك، عرض على السيف، و قد قتل
منهم اعدادا هائلة .
كما اتجهت انظار الشيعة،
ومنذ القدم، الى العراق، باعتبارها عاصمتهم الروحية، و قد مر بنا ان كربلاء افضل
لديهم من الكعبة المشرفة، وان أول مهام مهديهم الرهيب التي سيقوم بها حالما ينفض
عن كاهله غبار القرون الماضية،هدم الكعبة و القبر النبوي و تسويتهما بالأرض لتحل
كربلاء و مدنهم المقدسة و مراقد ائمتهم، مكانها في التقديس، و كل ذلك بشهادة السيد
حسين الموسوي أحد علمائهم والمقدمين لديهم ،( وقد أسلفنا ان الله هداه للإسلام) .
كما تعد العراق جنة الفرس المفقودة التي حررها المسلمون من الإمبراطورية الفارسية،
وتحاول الشيعة استرجاعها كاملة بتواطىء و تنسيق أمريكي (2)، و قد كانت محاولات
الشيعة حثيثة منذ القدم، لتغييرالتركيبة الطائفية لصالحهم،وقد نجحوا في ذلك بعض النجاح
بسبب انصراف الحكام الى شهواتهم، وخيانة اماناتهم في الذب عن الدين، ثم انصراف
علمـــاء السلاطين الي تزيين باطل الحكام،
وتتبع جرائمهم بشتى المعاذير، ومختلف البهلوانيات الفقهية ، ليخلو الجو للشيعة
الذين توجهت جهودهم الي مناطق الظل من بادية العراق حيث كانت " الغالبية
العظمى من البدو هم من اهل السنة و الجماعة ..غير ان كثيرا من افراد القبائل
البدوية الذين استقروا في الريف العراقي، و تحضروا في القرنين الأخيرين، كانوا قد
تحولوا بالتدرج الى التشيع، وان هذه العملية ما زالت مستمرة حتى هذه الأيام...ان
هذه الظاهرة كانت قد لوحظت من قبل بعض المؤرخين و السياسيين و منهم مس كرترود
بيل التي لم تستطع توضيح تلك الظاهرة الإجتماعية، كما ان ابراهيم فصيح
الحيدري، وهو من علماء السنة والجماعة البارزين في بغداد، ذكر في كتابه "عنوان
المجد" الذي الفه في منتصف القرن الماضي 1869 اسماء بعض القبائل التي تحولت
الى التشيع، كما ذكر تاريخ تحولهم، فمثلا تشيــعت بنو تميم قبل ستين عاما(1809)
والخزاعل قــــبل مئة وخمسين عاما(1719) والزبيـد قبل ستين عاما(1809) وكعب قبل
مئة عام(1769) وربيعة قبل سبعين عاما(1799) اضافة الى ذلك، ذكرعددا آخر من القبائل
العربية التي تحولت الى التشيع، من دون ان يحدد تاريخ تحولها، كما ذكر مؤرخ
المماليك ابن سند البصري عام 1826 ،عددا من القبائل العربية السنية التي
تحولت الي روافض بحسب قوله[ المؤلف شيعي]... وقد ارجع سبب ذلك التحول الى مبادرات
الدعاة الشيعة الذين يتجولون في العراق " (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من الطريف
أنّ طائفة الخوارج المعروفة
بعدائها للإمام عليّ رضي الله عنه ــ الذي قتله أحد أفرادها ــ كانت ضمن من تشيّع قهر! و لكنها امهلت 40 يوما كي تلعن عليّا، قبل أن تعبده على
الطريقة الشيعيّة !!
(2) في حين تحبط اية
محاولاة لإقامة نظام اسلامي في الجزائرو
افغانستان، يسعى الغرب الضاري وبكل حنان و أبويّة للأخذ بيد شيعة العراق، و تقديم
التسهيلات المالية و الإعلامية لقيام نظامهم الطائفي البغيض من ذلك " ما
توصلت اليه الدول السبع الصناعية الكبرى ، الى اتفاق مبدئي باعفاء العراق من 80%
من ديونه البالغة قيمتها 120 مليار دولار( انظر القدس العربي 21 نوفمبر 2004 و
الشرق الأوسط عدد 9490 نفس التاريخ) في حين تسحب ميزانية البلديات الجزائرية كاملة،
ليتخبط المنتخبون الجدد من المسلمين في ادارتها بدون ميزانية، حتى تحبط تجربتهم
تماما !
(3) ابراهيم الحيدري"
تراجيديا كربلاء" ص 220/221 .
26
ـــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 151
فصل
فتنة المسلمين
داخل جمهورية إيران " الإسلامية "
أعلن الخميني( الذي
يترحّم عليه السذّج من المسلمين) أنّ أهل السنة في النار، (1) و ذلك بشهادة مجلة المجتمع ( الإخوانية ) الصادرة
في 5/ 1/1990 ، ففي حوارها مع أحد العلماء الناجين من مذابح الخميني( الشيخ محمد
بن محمد صالح ضيائي) صرّح الأخير، أن الخميني قال في تلفزيون ايران بالحرف
الواحد:"إنّ شــعارالفرقةالناجية،وعلامتهم الخاصّة من أوّل الإســلام إلى
يومـنا هذا، إقامة المـأتم" معنى هــذا،
إنّ الذين لا يـقيمون المأتم، ولا يلبسون الســواد، ولا يقيمون مجالس النياحة، غير
ناجين من النار، إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : تــفـترق أمّتي
إلى ثـلاث و سبعين فرقة واحدة منها ناجية و الباقي في النار " إهــ(2) لذلك ، فإن عجبنا يبطل إذا ما علمنا أن صحفهم
تعلن بين الحين و الآخر مثلا :" انهم استطاعوا إدخال عشرة من اهل السنة في
دين الإسـلام "إهــ.
لقد ظل أهل السنة يتمتّعون في عهد الشاه
العلماني بحريّة نسبيّة ، فلمّا تولّى
الخميني السلطة " كتبت اسماء ائمة الشيعة تقــريبا على جدران كلّ مدرسة
سنيّــــة، وعلى جدران بيوتـــهم و محلاّتهم ، بل على الأوراق الحكومية الحــديثة
كشــهادات الميلاد و صـكوك الأراضي ، و
المســـتندات الرسمية، ورخص السياقة، و فهرست الهواتف"(3)" وحتى لا تبقى
للمسلمين صبغة إسلاميّة ، فحتى المدارس التي كانت تحمل طابعا إسلاميّا، غيّروها
إلى أسماء أخرى . فمدرسة ثانوية أبو بكر الصديق أصبحت مدرسة آية الله بهشتي! و
مدرسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبحت الآن مدرسة قمبر"(4) وكإجراء إرهابيّ
، وقع هدم مدارس أهل السنّة " حيث أصدرت الحكومة أوامرها بهدم مدرسة، فقامت
الجرّافات ليلا فهدمت المدرسة و ما فـيها من كتب و مصاحف!"(5)(ما أهون مصحفنا
عليهم و هو الذي لا يساوي لديهم قرشا، كما مرّ بنا في الرسالة الثانية)، كما لجأت
الحـكومة"الإسلامية"، إعتماداعلى ثرائها العريض،إلى سلاح الترغيب، حيث وضغت اغـــراءات لمن يعتنق التـشيـّع و
يظـــهر ذلك,
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا لا يستغرب إن صدر
عن الخميني، و قد كتب في مؤلّفه : تحرير الوســــيلة ج1 ص 79 ما نصّه :" و لا تجوز الصلاة على
الكافر بأقســـــامه حتى الـمرتدّ ، و من حكم بكفره ممّن إنــتحل الإسلام، كـــالنواصب
و الخوارج " ( إنتهى ) فإسلامنا بالنسبة للخميني منتحل أي زائف ! لأننا لم
نكفّر الصحابة و لم نخوّن رسول الله و نتّهمه بأنه ضحك على ذقون الصحابة لمّا بلّغ
الدين الصحيح لعليّ و أعطاهم قـشوره . كما ذكر الخميني في نفس كتابه :" و
تحلّ ذبيحة جميع فرق الإسلام ما عدا الناصب و إن أظهر الإسلام " كما كتب أيضا
" فلو أرسل ــ كلب الصيد ـ كافر بجميع أنواعه أو من كان في حكمه كالنواصب ،
لم يحلّ ما قتله " . كما إعتبر ـــ
الخميني ــ الناصبيّ ــ أي المسلم ــ أكفر من
اليهود و النصارى فكتب في نفس مؤلّفه : يعتبر في المتصدّق عليه
في الصدقة المندوبة الفقر لا الإيمان و الإسلام ، فتجوز الـــصدقة على
الغــــــنيّ و على الذميّ و المخالف و لا تجوز على الناصب و لا على الحربيّ و إن
كانا قريبين " .
(2) بهذا الإعتبار ، فرسول الله ليس من الناجين من
النار و العياذ بالله ، لأنه قد فاته شرّف حضور المجالس الحسينية و ما يحدث فيها
من لطم و عويــــل ! فالأمة الناجية في التصور الإسلامي من كانت
على اسلام ابي بكر و عمر و عثمان و علي
رضي الله عنهم جميعا .
(3) و(4) محمد عبد الله
الغريب و جاء دور المجوس ، حال أهل السنة
في ايران ص 184 و 131 .
27
و خاصة لعلماء السنّة ، في إجراء الرواتب لهم ،و
إعطائهم بعض الإمتيازات. و يا للأسف كم من رجل باع دينه بعرض من الدنيا قليل ، فإن
إحدى القبائل تــشيّع نصف رجالها تقريبا . بل إنّ هناك منطقة تشيّع أكثر من 80% من
عدد سكانها. و قامت الحكومة بعد ذلك بإعطائهم بعض الأراضي الزراعية مع مكائن ماء... و لا يوجد
إمام واحد و لا مدرّس واحد يتقاضى راتبا شهريّا
من الحكومة الإيرانية، أو من وزارة الأوقاف التي أنشئت لهذا الغرض ، إلاّ
من يتعاون مع الحكومة، [ واذا تشيع احد ائمة السنة ] تقاضى راتبا من وزارة الأوقاف"(1) .
كما لجأ حكام ايران، إلى
إستخدام المرأة كسلاح للإغواء و الفتنة "
حيث تعلن الحكومة في إحدى المدن السنيّة
عن وصول مئة إمرأة، فمن يرغب في الزواج فليبادر قبل فوات الفرصة فيبادر أهل السنة إلى الزواج ، ذلك بقصد الشهوة
و قضاء الوطر في البيض الحسان ، وبهذا بهذا الــتزاوج ، كثيرا ما يتأثّر الأزواج و
أهلهم فيميلون إلى معتقداتهم " (2) .
كما سعى إخوة القرضاوي (
"المعقولين" حسب تعبيره)، إلى إبعاد أهل السنة من الوظائف يشتى الطرق، فليس
إذا امام ضــعاف النفوس إلاّ التشيــــّع،لأنهم يحرصون على الوظيــــفة،
والتشــيع هو الطريق الوحيد
إليها ، والشابّ الطيّب قد يتّهم و يحاكم لأنه من تجّار المخدّرات ، وهو الذي لا يعرف
المخدّرات و لا تجارتها " (3) .
أمّا تنكيل الجمهورية "
الإسلامية " بعلماء الإسلام ، فحدّث عنه و لا حرج ، حيث سجن الخميني أحمد
مفتي زادة فور إنجاج ثورته ، و لسنوات عديدة في دورة مياه ، و لم يطلق سراحه
إلاّ لمّا أشرف على الهلاك ، ليتوفى بعد خمسة اشهر، وهذه شهادة لأحد علماء أهل
السنّة و ما تعرّض له من إيذاء يندى له
جبين الحياء " فقد قبضوا على أحد علماء السنّة في إحدى المناطق السنيّة لأنه يتكلّم في خطبته يوم الجمعة على ولاية
الفقيه ، وقال لا يجوز لنا الإعــتقاد في العصمة لأحد من الناس بعد نبيّنا
كائــنا من كان . ثم لم يلبث الشيخ في
السجن أقــلّ من أسبوع حتى أعلن عن توبـته في المذياع و أمر بولاية الفقيه على
الملأ . ثم بعد أن سأله أحد كبار العلماء
عن سبب رجوعه عن رأيه، قال: والله ما رجعت عن إعتقادي و لكنني أضطررت لذلك عندما
أدخلوا عليّ في السجن عشرة شبّان من الحرس الخميني و معهم من يلبس العمامة
السّوداء و هو يحثّــهم على اللّواط بي أو أن أرجع عن رأيي على الملأ ، و هو يقول
لهؤلاء الشبّان : أنـتم في فعلكم هذا
مثـابون عند الله عزّ وجلّ ،
و ليس عليكم غسل بعد اللّواط! هكذا والله يفعلون"(4)( في العراق
وقع اغتصاب ائمة مساجد من قبلهم) .
ملاحظة : إرتداء العمامة السوداء يرمز إلى إنتماء صاحبها إلى البيت الــنبوي !
أي والله ! و حاشا لمشركي العرب أن يتورّطوا فيما يرتكس فيه هؤلاء المتطفّلون على
بيت نبينا صلى الله عليه م سلّم من موبقات،
فياليتـني كنت أدري، ماذا تركوا لعتـاة
المجرمين، وسفـلة المنـحرفين ؟! فاللواط الذي حثّ عليه صاحب العمامة السوداء،جائزفي
دين القـوم كما رأينا،
ولقد قرات في صحيفة "
أفتن بوست " النرويجية الصادرة يوم3/ 12/ 2002 خبر الحكم في قضية إمام شيعيّ من أصـل ايراني، مـــارس اللواط مــع
ابنه القاصر، لمدة تزيد على اربع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) (3) و(4) محمد عبد الله الغريب."
وجاء دور المجوس " من ص 43 الي 181 .
28
ــــــــــــــــ حمادي
بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 153
سنوات، كما مارس تـلك
الفاحشة مع حفيده لأكثر من ستّ سنوات . وهو العمل الذي يعفّ عنه الرجل السكّير
الذي لا صلة له بالـتديّن في عالمنا الإسـلاميّ . ولكنّ اللواط و الزنا بالمحارم من صميم فعل المجوس، وهاكم بعض الشذوذ
الشيعيّ الذي حفلت به كتب فقههم النواسيّ( نسبة إلى أبي نواس ):" لو باشر
المصلّي مباشرة فاحشة بإمرأة حســناء و ضمّها إلى نفسه، وألصـق رأس ذكره بمـــا
يحاذي قبلها ـ فرجها ـ و سـال المذي الكثير جازت صلاته ، كذا ذكره
الطوسي و جعفر و غــيره من مجتهـديهم ولا يـخفى أنّ هـــذه
الحركات صريحة المخالفة لمقاصد الشرع، و منافية لحالة المناجاة
بالبداهة، و أيضا قالوا : إن لـــعب و عبث المصليّ في عيــن الصلاة بذكره
وأنثييه، بحيث سال منه المذي فلا ضرر بذلك في الصلاة " !(1)
فائدة : الصّلاة التي لا تفسدها الممارسة الجنسـية واللعّب
بالخصيّ والمذاكير، يفسدها عند الشيعة قراءة
القــرآن! جاء في بعض كتبهم "
تفسد الصلاة بقراءة بعض السور من القرآن الكريم كسورة حم تنزيل ـ
السجدة ـ "!! ( المصدر السابق ص 216 ) و على ذكر الصلاة ذكر
المصدر السا بق بأن الشيعة " يجوّز بعضهم الأكل والشرب في الصلاة كما صرّح به
فقيههم المعتبر صاحب " شرائع الأحكام" في كتابه هذا ، مع أن الأخبار
المتفــــق عليها مروية في المنع من الأكل و الشرب في الصلاة ، و هذا المقدر هو
مجمع عليه بين هذه الفرقة أنّ شرب الماء في صلاة الوتر جائز لمن يريد أن يصوم غدا
و عطش في تلك الصلاة " !( إنتهى )
.
فحاشا أن يكون ما سبق
ذكره كفرا، بل زندقة ، والزندقة أسوا أنواع
الكفر(2)، لأنّ " الكفّار في العالم، لا يعلّقون لافتات الإسلام على كفرهم،
ولا يقدّمون كفرهم أمام الناس بإسم الإسلام"(3) و لكنّ الشيعة " يعلّقون
على كفرهم لافتة الإسلام، و يقدّمونه أمام الناس بإسم الإسـلام ، وهكذا يخدعون
المسلمين و غيرالمسلمين "(4)." انهم يسمّون كفرهم اسلاما ، إنهم يحاولون
أن يثبتوا كفرهم إسلاما بتحريف معاني الآيات القرآنــية والأحاديث النبويــّة،
وآثارالصحابة وأقوال السلف، ومثل هؤلاء يقــال لهم في اصطلاح الشريعة الإسلامية:
الزنادقة...و من شكّ في كفرهم فليس بمسلم"(5) إنهم " كفّار لأنهم يصبغون
كفرهم بالإسلام و كأنّهم يضعون
بطاقة : ماء زمزم على قارورة البول و الخمر ــ و العياذ بالله ــ و كأنّهم
يبيعون لحم الخنزير والكلب، بإسم اللـــحم الحلال.. فلو كان هـــؤلاء لم
يسمّوا دينهم إسلاما، و أعلنوا صراحة أنه لا صلة لهم بالإسلام، فوالله ما كـنّا نفكّر
في شـأنهم على هذا الحدّ "(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مختصر التحفة الإثنى
عشرية للدهلوي ص 219 ) تعليق : و على هذا الأساس يمكن تجويز عقد نكاح المتعة و الإتفاق علىالثمن و
الدخول بالمتمتع بها في الصلاة عينها !
.
تعليق آخر : بدأت الآن
أفهم معنى كلمة الفقيه الذي قال
لصاحبه :" لو لا أنّي على وضوء لأخبرتك بما تقول الشيعة !
" فلعلّ ذلك الفقيه ــ الذي يبدو أنه كان مذّاء ــ همّ
بأن يحدّث صاحبه عن الفقه
الإريروتيكي في دين الشيعة ، لكنه
خشي فساد وضوئه!
(2) " أقسام الكفّار ثلاثة:الأوّل الكافر المكشوف والثاني
المنافق والثـالث الزنديق ... فالكافر من كان يكفر بالله و رسوله ظاهرا وباطنا أو
من يرتكب الكفر علنا، والمنافق من يخفي في قلبه الكفرو يتكلّم بالكلمة الطيّبة
بلسانه كذبا.و الزنديق من يزيّن كفره بالإسلام،ويحاول أن يثبت ــ يسمّي ــ كفره إسلاما بعينه فمثله كمثل رجل باع لحم الكلب بإسم لحم الشاة و
مثل رجل ألصق بطاقة زمز م على قارورة الخمر" محمد يوسف اللديانوي الفرق بين
القاديانيين و سائر الكفار" ص 7ــ10 .
(3)(4) (5) (6) محمد يوسف اللديانوي " الفرق بين
القاديانيين و سائر انواع الكفار" من
ص 5 الى 15.
29
هذا حكم الإسلام في دين
الشيعة ، يدركه بكل سهولة من له أدنى معرفة بالإسلام، و معشار معرفة بدين الشيعة (1)
و قبل أن أنتـقل للحديث
عن فتنة الشيعة خارج ايران ، انظر الي ما أوردته مجلة " الوطن العربي"
في عددها 1249 ليوم الجمعة 2/2/ 2001 حيث كتبت ما نصّه :" إنّ التـقرير
الدّيني الصّادرعن وزارة الخارجية الأمريكية،قد اتهم حكومة ايران بإضطهاد
الأقليّات الدينيّة و عدم منحهم الحريّة الكافية لممارسة شعائرهم الدينيّة : كما
جاء في نفس المقال :" الدولة لا تقبل حتى هذه اللحظة أن يكون مسؤولو المعاهد
والمدارس الخاصّة بأهل السنة من المسلمين السنة ! بل يتمّ تعيين موظف أو مسؤول
شيعيّ على كلّ منها [هذا بالطبع مع إلزام الطلاّب بالمناهج الشيعيّة]" ثم
يواصل محرّرالمقال :" والدولة أيضا لا تقبل إنشاء مسجد لأهل السنّة
في العاصمة طهران، رغم وجــود ما يقرب من مليون سنّي يعيش فيها !"، وفي
حواره مع أحد أهل السنة، و في إطار الحديث عن مسألة التقريب بين المذاهب، ذكر
الصحفيّ على لسان محاوره" العجيب انك إذا زرت المقرّالخاصّ لهيئة الـتقريب
بين المذاهب ، فإنك لا تجد شخصا واحدا من أهل السنّة ! و لذلك نتسائل عن الهدف من
التقريب المقصود إذا لم نشارك نحن في هذه الهيئة ؟!" إهــ
ولأجل ما لاحظه الصحفي من
حرص حكام ايران على دمج المسلمين في دينهم،كان عنوان المقال على هذا النحو"
حال أهل السنّة في ايران،المصالحة موقـوتــة و التشيّع مطلوب " ! .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) روى لي أحد الثقاة أنّه شهد شيخا أزهرياّ و هو يلقي محاضرة
رمضانية في مسجد الرابطة الإسلامية في أوسلو عاصمة النرويج، و حين سئل الشيخ:" ما حكــم
الإسلام في الشيعـة ؟ بدا علـــيه الإضـــطراب، و طفق يردّد شيعة ؟!!!.. قلت شيعة ؟!!! .. من أين جئت بهذا
الســـؤال يا ابني ؟ لا حول و لا قوّة
إلاّ بالله قلت شيعة ؟ ... ثم سأل
الحاضرين : هل فيكم شيعيّ ؟!! . و بعد أن تأكد خلوّ المسجد من شيعيّ، أخذ يسرد ما
قاله العلماء في الشيعة، قديما وحديثا ، ليخلص
الي نتيجة " أنّ الشيعة كفّار على رأي المذاهب الأربعة ! " فبئس الرجل الذي لا يبادربتحصين المسلمين من خطر
الشيعة إلاّ إذا إحرج و نخس نخسا .
30
ـــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص155
فصل
الفتنة الشيعية في بلاد المسلمين
نشرت
مجلة " الوطن العربي " في عددها 1203 ليوم 24/3/ 2000 و تحت عنوان
" خطّة ايرانية لنشر المذهب الشيعيّ في أوساط الفلسطينيين " مقالا ، بدأ
كالآتي :" هل تـتحوّل ايران من تصدير الثورة إلى تصدير المذهب الشيعيّ ؟ أم
أنّ ثمّة تيّارا داخل الجمهورية الإسلامية يعتمد هاتين السياستين معا، كوسيلة
تحقيق إختراق إيراني وخدمة مصالح طهـران و ضمانها، من خلال الولاء المذهبي ؟ هذه الأسئلة و غيرها، كانت
منذ أسابيع مثار نقاشات معمّقة شهدتها إجتماعات سريّة عديدة داخل السلطة
الفلسطينية التي وجدت نفسها فجأة أمام تحد ّجديد وخطرمستقبليّ لم يكن في الحسبان،
وفي معلومات حصلت عليها" الوطن العربي" من مصادر فلسطينية واسعة
الإطّلاع ،أنّ بداية الظاهرة ــ المخطّط إنطلقت عندما كشفت التقاريرالإستخباراتية
الفلسطينية قبل حوالي ثلاثة اشهر، دلائل عن تزايد مظاهر التحوّل الفكري والديني
الذي إستشرى في شكل خاصّ، في صفوف حركة الجهاد الإسلاميّ الفلسطيني، و ذلك من خلال
ظاهرة تشيّع لفتت الأنظار بقيام عدد كبير من أعضاء الجهاد بإعتناق المذهب الشيعيّ .
و قد بدأت ظاهرة التشيّع في صفوف حركة الجهاد بالتزايد بشكل مطّرد في الآونة
الأخيرة، حيث شملت عشرات الأشخاص الذين ينتمون إلى مختلف كوادر الحركة بينهم قياديون كبار .. و تمّت الإستــعانة
برجال دين شيعة، من أجل تعميق المــذهب
الشيعي
لدى المتشيعين الجدد" إهــ
و
قد ساعدت الإمكانيات المادية الضخمة لإيران، في نشر عقائدها في صفوف الفلسطينيين ،
فتحت عنوان فرعيّ " إغراءت ماديّة " كتبت المجلة المذكورة في نفس المقال
المشار إليه آنفا ما نصّه :" و في قـناعة الأجهزة الفلسطينيّة ،أنّ إيران
تبدي إهتماما بالغا بالبحث عن موطىء قدم لها على الساحة الفلسطينية الداخليّة، فهي
تعمل منذ عدّة سنوات بالتعاون مع حزب الله ،قبل بلورة هذه الخطّة للدعوة لإعتـناق المذهب
الشيعي، و اعتمدت ايران في سبيل ذلك، مبالغ ماليّة ضخمة تصل عن طريق مؤسسة الشهيد
الإيرانية. في هذا الإطار تمّ توزيع كميّات كبيرة من الكتب الدينيّة الشيعيّة بين
أعضاء حركة الجهاد من بينها كتب ألّفها فقهاء شيعة ، و أخرى ألّـــفها رجال دين
سنّة تحوّلوا إلى المذهب الشيعيّ مثل كتاب " لماذا أخترت مذهب الشيعة "
لمؤلفه الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي، ولم يبق إعتناق المذهب الشيعي حكرا على
أعضاء الحركة في لبنان والأراضي الفلسطينية، بل تجاوزه إلى قياديّ الحركة في بلدان
أخرى " (إنتهى ) .
كما أنّ للنفوذ الكبير لحزب الله في لبنان ،أثره
في تشيــّع الفلسطينيين الذين يحصلون فورتشيعهم علي الجنسية اللبنانية التي لم
تـشفع لهم عروبـتهم ولا إسلامهم في الحصول عليها، بعد إقامة في لبنان زادت عن نصف
قرن،. لذلك أشارت المجلة إلى:" نجاح حزب الله عبرالمتعاونين معه في أجهزة الحكومة،
في منح الجــنسية اللبنانية، لعدد من اعضاء الحركة
31
الذين
اعتنقوا المذهب الشيعي " إهــ
كما
انّ جهود الشيعة حثيثـة في نشرمعتقداتهم في بقيّة العالم الإسلاميّ:" فــفي
عالم الصحف والمجلات، تزيد إصداراتهم على الأربعين بين صحيفة و يوميـّة و أخرى
أسبـوعيّة و ثالثة شهريّة(1)، وتصدرهذه الصّحف بأهـمّ الـلـغات الـتي ينطق بها المسلمون
العربـية و الفارسية و التركيّة و الأردية وغيرها ، و في عالم الكتب ، يصعب أن
يحصى إصداراتهم فكتاب مثل " المرجعات"(2) طبعوا منه بالعربية وحدها و
بكميّات كبيرة جدّا أكثر من مئة طبعة،
وهذا غيرالذي طبع منه باللغات الأجنبيّة. وبين كلّ فترة وأخرى، يوزّعون كتابا
لسنّي يزعمون أنه قام بتأليفه بعد أن هـداه الله إلى الـدين الحقّ و فـارق دين
النفاق والزندقة، و تتبنّى السفارات الإيرانيّة توزيع هذا الكتاب بالمجّان ."
(3) و لعـلّ من أشـهر الكتب و اكثرها رواجا
في هذا الشأن كتاب " ثمّ
إهتديت " للـتونسيّ محمد التيجاني السماويّ
الذي كان مهيّئا للـتشيّع بنسبة 99% لـكونه كان صوفيّا!(4) وقد أظهرالمؤلّف
جهلا مروّعا،وأميّة لا نظير لها بالمعرفة الشرعيّة، حيث أعلن مثلا، انه قد نزل في
المنافقين أكثر من مئة و خمسين آية في سورتي الـتوبة و"المنافقون"! مع
أن سورة التوبة و" المنافقون" لم تبلغا مئة وخمسين آية في مجموعهما
فالتوبة 129 آية والمنافقون 11 آية . كما إستشهد المؤلف بمثل شعبيّ تونسيّ نسبه
إلى" صحيح البخاريّ !(5). فالمقياس الذي يرفع قدرالمتشيّع الجديد لدى الشيعة،
ليس العلم و إنّما الجرأة عـلى الباطل و على تكفير صحابة رسول الله (6) والتشكيك
في كتاب الله والطعن في في شرف أمهات المؤمنين ، كما استغلت ايران فقر بعض الدول
الإسلامية لتفرض على الأردن مثلا، فتح مزارات لجعفرالطيار، كما طالب شيعة الجزيرة
العربية الحكومة السعودية باقامة مزارات لهم فوق ارض البقيع لممارسة شعائرهم الوثنية فوق رفات الصحابة رضوان
الله عنهم ، بـدعوى أن رفات بعـض أئمتهم
يوجد هناك . ثم لا تسل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اعلمني احد الإخوة المطلعين ،ان العدد
الصحيح فوق ذلك بكثير، فالصحف التي تنشر
بالعربية لوحدها اكثر من 120 صحيفة .
(2) المراجعات : كتاب ألّفه كاهن شيعي من نسج خياله و جاء
في شكل رسائل متبادلة بينــه و بين شيخ
الأزهـــر الذي أفحم و قامت عليه الحجة
بعد تلك المناظرة الوهميّة!،وقد صـــدر الكتاب المزور بعد وفاة شيــخ
الأزهر بعشــرين سنة ! و قد نفى نجل الشيخ
الذي كان ملازما لوالده أنه قد سمع
منه يوما انه تراسل مع عالم شيعي ! فأسلوب الشيعة في تأليف الكتب و نسبتها الى
علماء المسلمين معلوم منذ القدم " كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك الذي
صنّفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به لعموم قوله تعالى:{أوما
ملكت أيمانكم}!" مختصر التحفة الإثنى عشرية للدهلوي ص 34 (والحمار و البقرة و
الديك الرومي هي ملك اليمين التي يجوّز وطأها أخذا بهذا الإجتهاد ! ) .
(3) نشرية خاصة لمجلة
" السنة " بعنوان تعريف
بمؤسسة صلاح الدين .
(4) حدث أن تنصّر مجوسيّ
في سالف الزمان ،فلما بلغ خبره أحد العلماء ، قال: لقد تحوّل من زاوية في
جهنم إلى زاوية أخرى! وهذا هو حال السماويّ لو مات على"هدايته" تلك!
(5) " الحديث
" هو : قال رسول الله :ابحث على دينك حتى يقال عنك مجنون ! و هو الترجمة
الحرفية للمثل العاميّ :"إسأل على دينك حتّى يقولو مهبول !"
(6) كتب السماوي" وجدت بحمد الله البديل عن بعض الصحابة
الذين ثبت عندي انهم ارتـــدّوا على أعقابهم و لم ينج منهم إلاّ القليل، وأبدلتهم
بأئمّة أهل البيت النبويّ " ( ثم إهتديت " ص 202 ) .
وما كان لذلك المغفل ان يدعي
تلك الدعوى الغليظة، لولا استهانة السلفيين بصحابة رسول الله، بادخالهم غير
المهاجرين والأنصار في صفوفهم، ثم اصرارهم على صحة مرويات تنضح تشيعا حفلت بها كتب
البخاري و مسلم ، تدعى ان بعض الصحابة قد
ارتدوا بعيد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ! وهكذا يفعل الجاهل بنفسه ما لا
يفعله العدو بعدوه ! .
32
ــــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 157
عن
حال العراق التي وقعت بين ايديهم، فاستولوا هناك على اوقاف المسلمين ، واغتصبوا
مساجدهم ،و هجّروا الآلا لف منهم ، بتوخى اسلوب الإرهاب الذي لجأ اليها اليهود في
دير ياسين، فعم البلاء و عظمت الفتنة ,الى
الله المشتكى.
و يبقى على المسلمين انتظار حقبة الرخويات
السلفيات التائبات، (لا الفنانات التائبات )، أي انتظار زمن رجوع العلماء الى الحق
و تنصلهم من نظم الإرهاب العلماني، بعد تنصلهم من الفكر السلفي المعيق و المعاق، والإعلان
بشجاعة عن كفر من تشيع ، والوقوف الى جانب الشعوب. والافالطوفان الشيعي هو البديل
.
و لو تـتبعنا الغزو الشيعي في سائر بلاد المسلمين، لطال بنا المقام، و لكن
فيما ذكرناه كفاية، و الله من وراء القصد
.
33
فصل
كنت من أوائل المفتونين بالخمينيّ و ثورته !
تردّدت طويلا قبل أن أضيف
هذا الفصل ، نظرا الي إشمئزازي من كثرة التافهين المتحدّثين عن أنفسهم ، و لكن
الذي حملني على إضافته ، ما قرأته من عزم
الفنّان الشعبي أحمد عدويّة على كتابة مذكّراته! فقلت : ما دام صاحب أغنية السحّ الدحّ إمبو
قد إستشعر أهميّته الثقافيّة إلى حدّ قرّر فيه عدم " حرمان" القارىء العربي
من الإطـلاع على مذكّراته التي ستزخر دون شكّ بكل علم لا ينفع ، و ما دامـت القمامة الفكرية
المكتوبة قد بلغت هذا الحد من الإسفاف والإبتذال
، فلا بأس أن تكتب أنت أيضا عن نفسك، خصوصا وان ما سيميز كتابك و يجعله يمثل اضافة
ليس جدة مضمونه(1) وإلا فان احسان الهي ظهير قد أجاد كشف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتب هذا البحث أواخر 2000 برؤية طائفية( وان كانت متمردة
على بعض المسلمات السنية) ناقدة بقراتها المقدسة، ولكنها تبقى في نهاية المطاف
سنية، ما دمت ادعو الشيعة لدخول بيت السنة (الذي كان في حسباني الناطق الرسمي باسم
الإسلام ) كبديل عن التشيع ، و قد سميته
حينها" الشافي من التشيع "، و قد تغيرت عندي قناعات منذ ذلك التاريخ
الى يوم الناس هذا (سبتمير 2007) بفعل حوادث جسيمة في حياة الأمة و في حياتي
الفكرية المتطورة ، حوادث لا يقل أثرها على وجداني عن الدرجة التاسعة من سلم رشتر
الشهير، و لعل أهم تلك الأحداث فتوى عبد العزيز بن باز بجواز دخول القوات
الأمريكية ارض الحرمين لضرب بلد اسلامي ــ العراق ــ(1991) مستعينة بجنود مسلمين،
ثم فتواه بجواز تفويض العلماني ياسر عرفات للإعتراف بدولة اليهود وعقد سلام نهائي
معها،(1992) ثم فتوى يوسف القرضاوي الشرطي العامل لدى الإرهاب العلماني بجواز
اطلاق النار على المتظاهرين لنصرة قضية فلسطين دون مؤاخذة ربانية لأن من كلفه
باطلاق النار هو من يتحمل مسؤولية ما يحدث للمتظاهرين(2000)، ثم فتوى القرضاوي جيوش
الغرب باجتياح أي بلد من بلاد المسلمين تختاره، مع فتوى المجندين المسلمين في تلك
الجيوش باباحة قتال اخوتهم في الدين في تلك الدول الإسلامية،(
2001) و لعل اهم الأحداث التاريخية ايضا ، سقوط الإخوان المسلمين في مستنقع
التعامل الجهري مع اعداء امتنا الخارجيين، بعد سبعة عقود من التعاون مع العلمانيين
حيث قاد برهان الدين رباني (اخواني)"تحالف الشــمال" لضرب امارة طالبان
الإسلامية، ثم تحالف اخوان تركيا مـــع العلمانيين، خضوعهم لهم ، خضوع الأمة لسيدها
، الى حد تحريم الحجاب الإسلامي، و طرد الملتزمين من العسكريين من الجيش التركي، ثم سماحهم ( حين تولوا السلطة) للقوات
الأمريكية بدخول اراضي تركيا لضرب العراق، قبل سماحهم لهم باقامة قاعدة عسكرية، ثم
تعاونهم مع دولة اليهود التي انتهت بزيارة الإخواني اردوغان رئيس الوزراء اليها ، (الخطوة
التي لم يتجرأ على القيام بها أي حاكم علماني بعد الهالك انور السادات
رئيس مصر! و من تلك الأحداث ايضا، تحالف اخوان العراق عربا و اكرادا ( الحزب
الإسلامي و الإتحاد الإسلامي ) مع المحتل الأمريكي الى حد ترأّس برلمانه المنصب
تحت حرابه ، ثم فتوى عبد المحسن العبيكان ـ سعودي ـ بشرعية ولاية الحاكم المسلم الذي يكلفه بها الكافر!
و قد كانت نتيجة الرجات
العنيفة التي تتابعت عليّ دراكا ،( في فترة تزامنـت مع دراسة قمت بها حول جماعة الإخوان المسلمين جعلت
عنوانها" فتش عن الإخوان" ثم دراسة أخرى اردت أن يكون موضوعها سلفية بن
حنبل) تأكدي من عقم الطائفة السنية بجناحها الأشعري و الحنبلي، وعجزها عن العطاء
وعدم وعدها المسلمين بغير التبعية والهوان ،لأنها عبارة عن جسد ميت لا يعدان بغير الديدان والصديد .كما
وصلت الى قناعة مفادها ان الخيانة( قديما وحديثا)، ليست شيعية بحتة بل انها مشتركة
بين الطائفتين، وان كان السبق فيها للطائفة السلفية التي ولـــدت مـيتة اصلا، و بعــــد
خراب البصرة و تشويه اهم معالم الإسلام ، لتبررموبقات الحكام و ليختلق كهنتها
احاديث باطلة نسبوها للرسول و سوّغوا بموجبها للشعوب الإسلامية الرضوخ للحكم
الوراثي الظالم، كما اهانوا بموجبها صحابة
رســـــــول الله حين ضمّوا معاوية و
غــــــير =
34
ـــــــــــــــــــــــ
حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص159
عوار الشيعة ، بل كونك
أحد ضحايا الدعاية الشيعية، ولكونك من الممـكن، بــما لديــك من
من ميولات ادبية متواضعة، أن تكون أنت صاحب كتاب"
ثم اهتديت" و ليس ابن بـــلدك وابن جيلك ، المتشيع الــتيجاني السماوي
. خصوصا و انه تعرض كما تعرضت اليه، من دعاية شيعية ، وعشت كما عاش في نفس
البيئة الجاهلة بعقائد الشيعة وعقدها ، ولأنّك تمثّل (وهذا الأهمّ) نفس العيّنة التي يراهن دعاة
الـتـشيّع على إستقطابها لتحقيق أهدافهم
بواسطتها أي عيّنة المتديّن المتحمّس، والمتعب بالسّمعة السيئةّ للـتسنّن الأموي المصبوغ بالدمّ . المتدين
الباحث بيأس واحباط عن مثـل أعلى لزعيم دينيّ يقول لا بملء فمه لأمريكا و للغرب
الضاري،
في زمن يسبح الكل بحمدهما الا من عصم الله ... عينة المتطلع الى قيادة سياسية وعسكرية
ملـتحية تتبنّى همومه وآماله،وتحقّـق ما
عجزت الجيوش النظامية على تحقيقه(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار الي صفوفهم ، كما
خانوا الله والرسول حين ظاهروا السلاطين والملوك و هم يتعاونون مع الصليبيّن و
يقايضونهم بــارض المسلمين في سـبـيل ثبات عروشهم، ثـــم حديثا ، حين اضفوا الشرعية
على الإرهاب العلماني الحاكم في بلاد المسلمين وفرضوا على المسلمين اطاعته في حين
انه يوالي اليهود و النصارى و يحارب شريعة الرحمن جهارا .
كما خرجت من تلك الأحداث و بعد تلك الدراسة، بنتيجة مفادها ان
مصلحة ابناء الطائفتين السنية و الشيعية تكمن في شفائهما من
التسنن و التشيع معا، لأنهما يقودان الى الوقوع في اسر دكتاتورية رجال الدين
والإنتهازيين من الساسة العلمانيين ـ سنة ــ أو المشعوذين ـ شيعة ـ و في نهاية المطاف الىالوقوع تحت ارجل زبانية
النظام العالمي الجديد، كما يقودان الى خسران الآخرة لأن الجماهير من عوام أهل السنة
لو تمسكت حرفيا بقول كهنتها التي توجب عليهم اطاعة من حكم بغير ما انزل الله بل و
الدفاع عن مؤسساتهم العلمانية فلن يختلفوا عن الشيعة في خروجهم عن دين الله الذي
لا يشترط على أتباعه كراهية الطاغوت فحسب، بل مقاومة ذلك الطاغوت و الا توفتهم
الملائكة ظالمي انفسهم و كان مصيرهم الي الناربسبب موقفهم السلبي من الظلم و
الظلمة قال تعالى (( ان الذين توفاهم
الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا الم تك
ارض الله واسعة فتهاجروا فيها، فاوائك مأواهم جهنم و ساءت مصير ا} النساء
97........ والخير كل الخير في اسلام ابي بكروعمرو عثمان و عثمان و على.
وعلى هذا الأساس يكون بحثي هذا قد اختلف عن غيره من البحوث
الناقدة للتشيع، بكونه لا ينطلق من وجهة نظر طائفية متاولة ما لا يمكن تأويله، و مجمّلة ما
لا يمكن تجميله، بل من رؤية اسلامية خالصة من التعصب الطائفي، و متسمة بالموضوعية ،(ذلك
ما يحتمه الإسلام على كل باحث حر و معافى من أوشاب الطائفية، :أي قول الحق و انصاف الخصم (( و لا يجرمنكم
شنآن قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى )) كما يحتمه شعور الرحمة لكل الناس و التأسي برسول الله الذي
كاد يقتل نفسه اسفا على مصير الكفار يوم يقوم الناس لرب العالمين(( فلعلك باخع
نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا )) كما انني لم ارد ببحثي هذا ارضاء أي احد، غير الله سبحانه و تعالي.
(1) أما اذا سألتني، و اسامة بن لا دن و قاعدته ألا
يمثلان "القيادة الملتحية التي تقول لا لأمريكا بملء فيها " ،فسيكون
جوابي، ان بن لادن و اضرابه لا يرجى نفعهم لأمة الإسلام، فحتى لو فرضنا جدلا انهم
وصلوا الى السلطة فستحتم عليهم سلفيتهم و
سنتهما ( الغريبة عن سنة رسول لله)الإستهانة بصحابة رسول لله وتصويرهم للناس في
صورة المتصارعين على الحكم ثم توريث الحكم وطاعة الحــاكم الظالم مما يعــد بسقوط حتمي و بالتالي دورة
جديدة من الضعف و الهوان ثم السقوط فالتبعية للأهل الصلبان بسبب عدم الإستفادة من
دروس التاريخ .
كما ان بن لادن لن يصل الي السلطة أصلا لأنه مهرج و استعراضي و
لا يتمسك بالمنهج النبوي للتغيير الذي يستهدف الأعداء الداخلين من اجل تطهير
الجبهة الداخلية كما انه لا يملك ارضا يقاتل عليها و لا قواعد خلفية تضمن له العون
اللوجستيكي و ما سبب بقائه على الساحة الا حاجة امريكا لمثله و لمثل الشيعة ايضا
كي تبررتدخلها الهمجي عسكريا و سياسيا في ادق امورنا و كي تضمن وصايتها الأبدية
علينا. اقول هذا =
35
البيئة المحيطة :
بصفتي من مواليد
بلاد المغرب التي أثــني
الرحّالة بن جبيرعلى نصاعة عقيدة أهله(1) ،
و بالتحديد من تونس التي تخلو من طائفة الشيعة و كتبها و ممارساتـها (2)، وبإعتباري
من قطر إنحسـر فيه الـتديّن بشكل ملحوظ (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= و انا لا اتهم الرجل بالعمالة لأمريكا، و لكن اتهمه بحسن نية
الدب الذي قتل صاحبه و هو ينوى ابعاد ذبابة عن رأسه، أي اتهمه بالسذاجة السلفية .
اقول هذا واناأفتخر بجهود سنةالعراق ووقوفهم بندية و بطولة امام التحالف الغربـي
المدعوم بالشيعة بقيــــادة أمريكا ،وان كنت متأكدا أن هؤلاء المقاتلين للأمريكي
الكافر لن يترددوا في طاعة حاكم مثل صدام حسن " المسلم" حتى انهم سيضعون السلاح فورا لو ارجع الى الحكم تحت
تاثير قناعة سنية مميتة بعدم جواز الخروج على الحاكم المسلم ولو كان شيطانا
رجيما.
ولعل الدرس العراقي الأول
و الأخيرالذي يمكن لأمتنا الإستفادة منه
هو ضرورة تحويل المدن السنية في كافة العالم الإسلامي الى فلوجة و بغداد في
ثورة عارمة على وكلاء امريكاهذا بعد تخلى كهنة السنة على سنيتهم المزيفة و الإعلان
بملء افواههم تحريم طاعة العلمانيين و تحريم الحكم الوراثي، و ان اسلام ابي بكر و عمر و عثمان و علي هو
الضمان الوحيد لنهوض المسلمين و رحمة العالمين و خير البشرية كافة .
(1) " لا إسلام إلاّ ببلاد المغرب لأنهم على جادّة صحيحة
، و ما سوى ذلك ممّا بهذه الجهات الشرقيّـــــة فأهواء و بدع ، و فرق ضالّة و شيع " ـ بن جبير .
وهذا ايضا عليه مؤاخذة فالعقيدة الصـــافية هي العقيـدة التي يمثلها اسلام ابي بكر وعمـر وعثمان
و علي .
(2) على الرغم من حكم الفاطميين الشيعة لها و لعقود طويلة ، لا يوجد أي اثر للتشيّع في تونس ما عدا عادة شهد إنقراضها أبناء جيلي فيما
أعتقد ، وهي عادة إشعال الأطفال للنيران و
القفز حولها ، في عاشوراء من كل عـام ،و
عادة تزيــين بيض الدجاج في نفس المناسبة
(و هو ما يفعله النصارى يوم عيد الفصح وهي لا شكّ عادة نقلها إلينا الشيعة الذين تبنوا ضلالات كلّ الأمم ) .
(3) هناك أغنية
شعبيّة تغنّى في الأعراس راجت سوقها في
السبعينات و ما بعدها من القرن الماضي تقول" ما نحبّوش يصلّي ــ و الكلام على
لسان فتاة تصف فارس أحلامها ـ نحبّو يسكر
و يغنّــي ! أي لا أريده يصلّي بل أريده سكّيرا. و هذا أمر طبيعيّ في مجتمع تسبح
فيه الفتاة البالغة مع والدها و أخيها
ببيكيني ، و تباع فيه الخمو في نفس المتجر الذي يباع فيه الـلبن و الخبز ، و
يصطفّ فيه الرجال و الشبّان و الشيوخ في الطريق العامّ أمام بيوت الدعارة ،
منتظرين أدوارهم بلا مـبالات و لا حرج ،
بمرأى من الطفل الذاهب إلى مدرسته و ربّة الــبيت المتـسوّقة ، و كأنّهم ينتظرون
دورهم أمام إدارة حكوميّة ، كما هو طبيعيّ في مجتمع فتح أفراده أعينيهم على مشهد
السائحات ثلاثة أرباع العاريات في الطرق العامّة و تسعة أعشار العاريات على شواطىء البحار ، مجتمع ترتدي فيه
مدرّسة التربية الإسلامية الشابّة و الحسناء الميني جيب ، ممّا يلهب غريزة
المراهقين من زملائي ، الذين كانوا يتظاهرون بإلتقاط أقلامهم التي كانوا يتحيّنون
فرصة مرورها بجانبهم لإسقاطها على الأرض
قصد التلصّص على مفاتنها ، و
للتفاخر أحيانا بأنهم إطّلعوا على لون كلسونهـا ـ تبانها
الداخليّ ـــ ( قــلت: " من زملائي
" لا تزكية لنفسي ، و إنما لأنني ــ و الحقّ يقال ـــ لم أكـن أملك جرأته!) ،أمّا المدرّسة
الفرنـسيّة الأشدّ فتنة مـدام شازلون فقد كان كلسونها الأحمر في متناول رؤية البر
و الفاجر، و السعيد من سبق غيره فحظي بالمقعد الأوّل الذي لا يفصل بينه و بين فرج
المدام إلاّ أن يبسط يـده ! و قد تبلغ الجرأة ببعضهم إلى الإستمناء أثناء الدّرس !
( هذا في عــهدي أمّا الآن ــ نهـــاية 2002 ــ
فأدهى و أمرّ ، فلقد شاع خبر وزير الشؤون الدينيّة عليّ الشابيّ الذي أجرى مسابقة سباحة في مسبح ملحق بالمركّب الجامعي و كانت المشاركات
في تلك المسابقة مدرّسات التربية
الإسلامية المتخرّجات حديثا من الجامعة الزيتونيّة ــ لا صلة لها بجامعة
الزيتونة الشهيرة التي أغلقــت في العهد البرقيبي
ــ و قد إرتدين ببيكني سباحة ــ
مايوه مجهريّ ــ و قد صرّح الوزير اللّعين بعد تلك المسابقة بما نصّه: الحمد لله ،
اليوم تخلّصت تونس من التطرّف ! ــ( إعلم
أنّ أعظم مظاهر" التطرّف" التي
شهدتها تونس هو إرتداء بعض النساء و الفتيات للحجاب الإسلامي ! ـ الذي صدر المنشور
عدد 108 بمنعه منذ أواخر السبعينات ـــ
حيث كانت أوّل إمرأة إرتدته هناك ، في عصرنا الحديث هي السيدة هــــند شلبي
و كان ذلك سنة 1970 !! كما بلغني من مصدر موثوق بأن لاعب كرة القدم الذي يسبّ الله
تعالى في الملاعب التونسية يعاقب بالحرمان
من لعب مقابلة واحدة ـ لا لسبّ الجلالة بل لإستهانته بحكم المباراة ! ــ ، أمّا من تجرّأو سبّ الحكم نفسه فيحرم من لعب
ثلاث مقابلات ! ) وقد بلغ الفساد الأخلآقي
في تونس، حد اشترط البنك الدولي على =
36
ــــــــــــــــــ
حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 161
وباعتبارانتمائي الى حركة
اخوانية لا تبالي قياداتها بالأمور العقائدية، و لا بعــقيدة الــولاء و البراء ، فلم تحذراتباعها من عقائد الشيعة، بل صدق في تلك القيادات المثل
الشعبي القائل الشريفة فينا تزنى بيقطينة حين سارعت الى مباركة ثورة
الخميني، و لا تزال في غيها الى يومنا هذا
.
وفق كل المعطيات السابقة لم أكن أعلم عن حقيقة الشيعة و التـشيّــع شيئا
ما عدا معرفتي الطفوليّة المبكّرة بسيّدنا
عليّ كمقاتـل أسطوريّ لا يقهر، فمـــن من التونسييّن من أبناء جيـــل
الخمسينيّات
من القرن الماضي،لا تحـــمل ذاكرته تلك الرســـوم السّــــاذجة التي كانت تـزيّن
جدران
البيوت العتيقة، والتي تبرزالإمام علي راكبا فرسه، موجها بسيفه ذي الفقار ذي
النصلين ، طعنة تخترق وجه خصمه الخياليّ رأس الغول، و هو مشهد يمثـّل بعض
ما ورد من بطولاته ومواجهته لقوى
الشرالظاهرة والخفيةالتي حفظتها الأسـاطيروالملاحم الشعبيّة و من من التونسييّن لم يسمع
بصيغة الـتهديد المشهورة " يا ما نعمل فيك كيما أعمل سيدنا عليّ في
الكفرة "( سوف أفعل بك ما فعل سيدنا عليّ بالكفرة )! وهي المقولة
الشعبيّة الشائعة حتى اليوم،و التي تجعل منـتهى الـتـنكيل بالخصوم ، أن يكون مصيرهم
كمصير الكفرة إذا إلــتقى بهم سيّدنا عليّ
!
فكما
أنّ الخطاب الشعبيّ قد أجمع على أنّ العدل مات مع عمر بن الخطّاب رضي الله
عنه ، فقد أجمع أيضا على أنّ الفدائيّة و الشجاعة و الإقدام هي من خاصيّة عليّ رضي
الله عنه خاصية لا يبزه فيها احد، و لا
ينازعه فيها منازع !
أمّا
أول إلتقاء لسمعي بكلمة شيعة، فعند قراءتي للكتب الفكريّة الإسلامية في أوائل
العشرينات من عمري، فقد علمت أنّ جيش عليّ رضي الله عنه و هو يحارب معاوية بن ابي
سفيان قد إنقسم إلى فرقتين، فرقة رفضت التحكيم وهي فرقة الخوارج، وفرقة ثبتت معه وهي
الشيعة فكلمة شيعة، لم يكن يقابلها في حسباني، و بشكل تنافسي
كلمة سنّة حتى تـثير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= من اراد من بلاد
المسلمين الحصول على قروض من خزائنها ،عقد صلات ثقافية مع تونس !!!، كما بلغ
الإنهيار الخلقي في عهد الحاكم العسكري بن علي ،الى طرد مغنية تونسية من مصر لأنها
صورت فيديو كليب سمته الحصان قدرت مصّر انه اباحي ! رغم ان مصر علمت أمة العرب
أصول الإباحية و الفساد فيكون مثلها في
قصة الحال، كمثل الشيطان اذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف
الله رب العالمين .
... أعود الآن لأصف مجتمع الـستينات و السبعينات و الثمانينات
الذي عشت فيه فأقول أن غالبيّته الساحقة
لا تلقى بالا لأيّة قيمة دينيّة، حتى أذكر
أنّ مدرّس التربية الإسلامـية ــ و هو رجل
شيخ ـ كان في أحد الحصص يكتب نصّ آية قرآنية أو حديث نبويّ و لكنه حين كثر
ضجيجنا إستدار نحونا و لعن دين الإسلام ثم
استأنف عمله !!!( سمعت نفس الحادثة من أحد أبناء جيلي )أمّا حفظ المقرّر من القرآن
الكريم ، فيترك لضمير التلمـيذ الذي يقال له : إحفظ ما تيسّر من سورة الجنّ
مثلا ! دون سؤاله عن مقدار ذلك الـ" ما تيسّر " الذي حفظه، هذا إن كان حفظه
أصلا، وقد بلغت الإستهانة بمادّة التربية الإسلامية أنّ الأعـداد التي تسند
للتلامذة لا تعدو أن تكون 10 أو 11 ،عشرة من عشرين لمن أخطأ الإجابة ، وإحدى عشـر
من عشرين لمن إجتهد و أصاب فأحسن الجواب! و لو أردت المزيد من المؤشّرات الدالّة
على إباحيّة المجتمع التونسيّ لأطلت، و لكن حسبك مــن القلادة ما أحاط بالعنق، ويكفيك أن تـعلم أنّ
رئيس تونس السابقالحبيب بورقيبة الشديد الأعجاب و الإستشهاد بمصطفى كمال اتاتورك
قد أفطر في نهار شهر رمضان و على الهواء
مباشرة
بدعوى أن الصحابة قد أفطروا أيضا للتقوّي على جهاد العدو وهو يأمـر الشعب
التونسـيّ بالإفطارفي رمضان ، للتـقـوّي على جهاد الفقرو الفوز برهان التنمية !، لتـدرك
مدى جهل الجميع حكومة وشعبا بدين الإسلام فضلا عن الشيعة !
37
لدي
تساؤلات مريبة قد ألجأ معها إلى أمّهات الكتب الإسلامية للتثبّت ، و لو
فعلت لكان لي من ثورة الخميني موقفا آخر، لن ازعم انه الرفض،( بفعلي ثقة في قياداتي
الإخوانية المنبهرة بالشيعة)، و لكنه التحفظ و التريث، على الأقل .
ثم
جاءت مرحلة أخرى ، علمت فيها ، عبر قراءتي أيضا ، بأنّ هناك فرقة" من اهــل
القبلة" يقال لها الشيعة، تخالف رأي جمهور المسلمين، بزعمها أنّ تعـيين الحاكم
المسلم لا يتمّ عن طريق الشورى، وإنما عــن طـريق النصّ أي وصيّة الرسـول، وإلى
ذلك الحد، لم تبرزلي إشكاليّة تـفسد للودّ قضية بيني و بين الشيعة الهلاميين الذين،
ربما ذهب في حسباني انهم من الفرق البائدة ، وكنت اقول : ربّما أوّل الــــقوم بعض
النصوص النبويّة التي تـثـني على الإمام عليّ ، و بدافع حسن النيّة، للوصول إلى
ذلك الإستـنـتاج المنزه عن النوايا الخبيثة !
مع
مطلع إنجاح ثورة الخميني (التي وافقت
بداية إلتزامي بالصلاة) ، بدأت الكتب الشيعيّة تغزوالأسواق التونسية، وقد أشعرتـني
تلك الكتب بطريقة ملموسة ، أن الشيعة موجودون أي انهم لم ينقرضوا كما كنت أعتقد! ،
و أنهم يعيشون في إيران التي لم نكن نعلم عنها شيئا ، إلاّ إنّ الشاه يحكمها،وانّ المطربة
قوقوش ذات الوجه الصّبوح و التي زارت تونس
لتقلّد فيروز وبعربية مكسرة، من أشهر مطربات ذلك البلد "المسلم"!
و لكن تلك الكتب التي كانت في معظمها للدكتورعليّ شـريعـتي، وهادي مدرسي، ومهدي
بازركان، وباقرالصدر،لم تكن تـتـناول أي خلاف عقائدي بين الشيعـة والسنّة ، بل كانت
تــندّد بــ" قوى الإستكبار العالميّ" ،و بالـتسنّن الأموي والــتـشيّع
الصّفوي، على حدّ سواء ، كما كانت تشهّر بمظالم ملوك بني أميّة، و تـشيد بالحسين
رضي الله عنه، و تستعرض ما لاقاه إئمّة أهل البيت من قـتل واضطهاد، ولكنّ ذلك لم
يثـر في نفسي أيّـة معارضة داخليّة ،لأنني لم أكن وقتها (1980) ولا حتىالآن(وخصوصا
الآن)، على إستعداد للدفاع عن الدولة الأموية و رجالاتها، ولا عن أي ملك ألقى
بالشورى عرض الحائط مهما كانت إنجازاته،ولا أن أتخلّى عن الإعتقاد بأنّ ثورة
الحسين (وقبلها ثورة عبد الله بن الزبير) من مفاخر التاريخ الإسلامي.
و لقد أوحت إليّ تلك الكتب، أن" الخلافات
التافهة والمفتعلة بين السنة والشيعة، ليس لها إمتدادات تاريخيّة تصل الى عصرنا.،وأن
كل الخيانة إحياء خلافات ماتت مع أصحابها.
و لقد شغلني حبّ الخميني و هيامي بثورته "
الإسلاميّة "، عن ملاحظة أنّ إسم عليّ رضي الله عنه كان دائما متبوعا بكلمتي"
عليه السلام " العبارة التي التي لم يعتد أهل السنة إطلاقها إلاّ على
الأنبياء و الرسل(1) .
و
لا أزال أذكر الليالي التي كنت أتابع فيها اذاعة ايران( الناطقة بالعربيّة) بشغف بالغ ، لمعرفة الجديد عن الثورة
الوليدة، مراعيا عدم رفع صوت المذياع لأن ذكر الخميني و تسقّط أخبار ثورته كان من
المحرّمات ، ناهيك أنّ النظام البرقيبي، أطلق اسم خميني على كل ملتح
وخمينيّة
،على كلّ محجّبة (2) !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كما إن عبارة "رضي الله عنه "لا تطلــق إلاّ على
الصحابة ، و إن كنت ذيلت بها إسم الخميني! في غمرة نقاش حادّ مع أحد الكارهين لجمهورية
ايران "الإسلاميّة "! ، لشدّة شغفي بالخميني و ثورتة الآسرة التي ملك
حبّها فؤادي كما ملك أفئدة الملايين من
المسلمين المتطلّعين إلى الخلاص من" شـياههم " كما خلّص الخميني شعب
ايران من شاهه.
(2) فالخميني كما كان في حسباني، الرمز الإسلامي المتألّق، والمتفوّق
على نظام الشاه، أشرس دولة مخابراتيّة في العالم الثالث كما علمت فيما بعد .
والخميني هو المهدّد بتصدير الثورة و خسف الأرض بالمسـتكبرين. والمتوعّد الإستكبار
العالمي الذي تقوده أمريكا أو" الشيطان الأكبر" بالويل و الثبور.
والمؤكّد بحتميّة زوال دولة اليهود !
38
ـــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيعة و التشيع ص 163
و لكم كانت لهفتي كبيرة ،
وأنا أدير مؤشّـرلوحة المذياع باحثا عن المحطة الإيرانية التي كانت تـنطلق على
الساعة الحادية عشر ليلا، وكم كان شاقّا وممـتعا أن أحصل عليها، ولطالماهزّتني
أنغام الموسيقى العسكريّة و ملأت نفسي خشوعا و تلهّفا وانتظارا لقدوم المخلّصين الجدد،
وكم كانت كلمات القرآن المنسابة عبرالأثير، من فم المقرىء المصري محمود خلـــيل (1)
والمفتـتحة للإرسال، تمسح من ذهني تهمة مجوسيّة الثورة الإيرانيّة، التي يصفها به
إعلام صدّام حسين. فكون الإذاعة ناطقة بالعربيّة، ومكرّمة للعرب،( بتصدّرها تلاوة
الحصري دون سواه )، كان يكفي للإعتقاد بانها ثورة كلّ المسلمين، لا ثورة طائفيّة شيعيّة، كما
يزعم من في قلوبهم مرض! ولقد كنت أنصت بشغف إلى البلاغات العسكريّة لجند
الإسلام في حربهم مع صدّام الذي بالغ في الإبطاء فـي رفع العلم الأبيض ، وفتح
أبواب بغداد للسيد الجديد!، ولكم كانت إبتهالاتي حارّة، بتعجيل نهاية نظام صدام
الذي كان يمثل في حسباني، اكبرعقبة في طريق تحريرالشعوب الإسلامية، والتعجيل بزوال
إسرائيل، التي أصبحت نهايتها وشيكة .. مسألة وقت ليس الاّ !(2) .
و
لقد إستمرّ هيامي بالخميني و ثورته لسنوت عديدة ، حتّي أنّ صورته التي إحتلت من
غرفة نومي موقع الصّدارة ، كانت أوّل ما
يقع عليها بصريّ عند صحوتي و آخر
ما أبصره قــبل
هجوعي
!
ولكم
حزنت وأنا لاجى في الغرب ،حين بلغني نبأ وفاته، حتى انني ردّدت بالمناسبة قول
الشاعر، وكم شامت فيّ إذا هلكت / وقائل لله درّه! وكنت بطبيعة الحال،مع القائلين:
لله درّه !
و
لو لبثت في تونس دهرا ما غيّرت قـناعتي في صدق تصريحات الخميني و إسلاميّة ثورته
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) كان إفتتاح
الإرسال يبدأ دائما بالآية الخامسة و السادسة
من سورة القصص(( و نريد أن نمنّ على الذين أستضعفوا في الأرض،ونجعلهم أئمّة
ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا
يحذرون)) وهو نفس شعارالقرامطة الذين قلعوا الحجر الأسود، و ذبحوا حجيج بيت الله
في الحرم المكي !!! كتب المؤرخ محمد الخضري بك" فأرسل المقتدر الى حريث بن
مسعود ومن معه هارون بن غريب ...فاوقع كل منهما بمن ارسل اليه من القرامطة و أسر
منهم خلق كثير و قتل اكثر مما اسر و اخذت اعلامهم و كانت بيضاء كتب عليها (( و
نريد ان نمن على الذيـــن استضعـــفوا في الأرض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثين))
الدولة العباسية ص 353 إهــ .
(2) لئن كتبت سنة 2000
ما ياتي نصه " خدم صدّام دين الإسلام خدمة لا تقدّر بثمن بقصّه إجنحة
المارد الشيعيّ المنفلت، وبقضاء مدفعيّة ميدانه على أكثر أنصار الشيعة حقدا على الإسلام،
وصدق الرسول حينما قال إنّ لله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجروبأقوام لا خلاق لهم"
( أي لا حظ لهم في الآخرة )، و إلاّ فأيّة دولة عربيّة غيرالعراق، كانت قادرة على
صدّ الهجمة الشيعيّة على الأمّة المحمّديّة ؟!
لئن كتبت ذلك سنة 2000
فاني اكتب اليوم( سبتمبر2007)" سحقا و بعدا لأي انتصار مؤقت يجيء على يد
طاغية، كي تعقبه هزيمة العصر،،فان كان صدام قد أماط الشيعة عن العراق حينا من
الدهر، فلكي تسقط في ايديهم بعيد سنوات
غنيمة باردة و فيئا يساق اليهم امريكيا بلا تعب ولا نصب ، بسبب دكتاتوريته وسياسته
الفاسدة و حماقاته التاريخية و" ام معارك"ــه المخزية... لقد بارك الوحي
الإلهي اخذ رسول الله بشورى نتجت عنها هزيمة مؤقتة في معركة أحد. لأن الأمة التي
تأخذ بالشورى ستنتصر في النهاية رغم الكبوات العارضة، لأن الشوري التي اخذت بها في
معركة قد تكون هزمت فيها،هي الضامن بان تأتي بالرجل المناسب الذي يحكم المسلمين و
يقودهم الى العزة و التمكين ، ثم دعكم من الحديث السالف الذي يستحلب الأفاعي
السامة، فالفاجرلا يحبه الله ولا ينصره، و ما اظن ذلك الحديث غير مخدر سلفي
يبررالإبقاء على الحاكم الفاجر، بل و يمنى المسلمين بنصر ياتي من قبله!! الا ساء
ما يحكمون .
39
فما كانت ألف فضيحة من صنف" إيران غيت
" (التي كشفت للعالم تعاون إيران عسكريا مع إسرائيل) و ما كانت ألف فضيحة
أخرى من صنف " إيران كونترا "(التي كشفت للعالم تعامل ايران عسكريا
مع أمريكا)، لتحوّل ولائي لشيخ قم و ثورته قيد أنملة،لأنّ إطلاق الشائعات المغرضة
لتحويل القلوب عن" الثورة الإسلامية ورمزها الشامخ" كان في حسباني، وحتّى
لو صرح الخميني أمام العالم، أنه لا يجد حرجا في التعاون مع اليهود وامريكا،
لأقسمت انّ ذلك التصريح ملفّق، و الصورة
مركّبة ، وناقل النبإ فاسق و من صدقه مجنون !!.ومازلت أذكر حوارا طويلا و مرهقا
دار في تونس بيني و بين أحد الإخوة القادمين حديثا من دولة خليجيّة يكثر فيها الشيعة، حيث كان
الرجل يؤكّد لي بأغلظ الإيمان، فساد عقائد القوم وسوء نواياهم، فكنت أهزأ في دخيلة
نفسي من سذاجته وشدة غفلـته، مذكّرا إيّاه في أكثر من مناسبة، بأنّ دول الخليج
المهدّدة بين الفينة والأخرى، بفتوحات الخميني لها، لا يتوقّع منهاغير تـشويه
الحقائق، و تلفيق التهم الباطلة " للثورة الإسلامية وقادتها الأخيار"!
و انتهى الحلم الجميل :
ثم جاءت المرحلة
الأخيرة و الحاسمة (نهاية 1989)،حين وقع بيدي كتاب كنت إستعرته من مكتبة عمومية،
وكان لكاتب شيعي يسمى هاشم معروف الحسيني يحمل عنوان الشيعة الإثنى
عشريّة ، وهو عـباره عن سرد للسيرة
النبويّة من وجهة نظر شيعيّة،ولكن أيّة سيرة نبويّة؟!فلقد كانت سيرة آل كابون(أسرة
المافيا الشهيرة)أنظف وأشد أشراقا من سيرة الصحابة، في ذلك الكتاب القذر. و لقد
مكّنني ذلك المؤلف، ولأوّل مرّة ، من الإطلاع على إعتقاد الشيعة الصحيح في صحابة رسول الله
صلى الله عليه و سلّم ، ثم تـتابعت الكتب والمناقـشات مع الشيعة أنفسهم، لتؤكّد لي
كلّ مرّة الحقيقة التالية: لو سلمت الأمـّة الإسلاميّة من شـرور جمهوريّة ايران
" الإسلاميـة"، لكانت شاكرة لفـضلها ، أمّا أن تــطمع في عونها و نصرتها
، فحديث خرافة و أضغاث أحلام ، لا يسعنا
إلاّ إن نردّد معه قول الشاعر : كفاني الله شرك يا صديقي/ فأما
الخير منك فقد كفاني
فدعونا يا
حكّام إيران مع" شياهنا " نجهز عليهم بالطريقة الإسلاميّة حين يتيسر لنا
ذلك ، و بنيّة منبثقة من عقيـدة التوحيد،
حتى يتقبّل الله هدينا، ولوأعملت فينا تلك الشياه القرون والأظلاف. فلا حاجة لنا
بالمدية الشيعيّة ،لأن تلك المدية تـنال من ديننا قبل أن تـنال من الضحيّة .
الحمد لله على كل حال ، ونعوذ بالله من حال اهل
النار .
******************************************
***************** و الآن ****************
و تبقى فتنة التصوف بابا مفتوحا كي يلج منه التشيع الى عقول
المسلمين، بفعل تقارب النحلتين الصوفية و الشيعية، و اشتراكهما في التركيبة
الخرافية .
و اذا علمنا أن مآت الملايين من المحسوبين على الإسلام في
افريقيا و آسيا هم من المتصوفة، أدركنا مدى خطورة التهديد الشيعي الذي يستهدف ابناء
المسلمين . في الرسالة الموالية سيتبين للقارىء، بعد اطلاعه
على الفكر الصوفي، مدى ضرر الفكر الخرافي السلفي ذي الخلفية الحنبلية والشافعية،
الذي وفر للتصوف الشيعي المنشأ، الديمومة و التمدد ، فإلى الصوفية .
40
******************************************
{ربّ من أعطيته العقل
فماذا حرمته، ومن حرمته العقل فماذا أعطيته}
علي بن ابي
طالب رضي الله عنه
{{الحياة
عقيدة وجهاد}}
الحسين بن علي
رضي الله عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{{إن تجاهل التاريخ
خطيئة عقابها ان يتجاهلك الواقع}}
{{إنّ الدولة
التي تضع مصيرها في يد شخص أو طبقة، تضعه أصلا في يد الصدفة العمياء }}
المفكر الليبي
الكبير الصادق النيهوم رحمه الله وغفر له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{إنّ في مقدوري أن أتفــــهّم
الجهل، و لكنني لا أستطيع القبول بتمجـــــيده
، و أ قـــــلّ من ذلك ، القـــبول بحقّه
في الســيادة }}
الأديبة
الصينية يونغ تشانغ
******************************************
ــــ هذا
الكتاب ـــ
لماذا يحارب الغرب فكرة قيام حكومة إسلامية
بالجزائر، رغم سلوك جبهة الإنقاذ الجزائرية الطرق السلمية للوصل الي الحكم ، في
حين يحفّ الخمينيّ بزفّة إعلاميّة حـتى يجلسه على عرش الشاه ، دون تكلفة تذكر؟ أم لأن إسلام الجزائر الذي يرعب
الغرب، غير إسلام إيران ؟ .
لماذا تحارب حكومة طالبان المعدمة ، حربا
عالميّة بتهمة الأصوليّة ، في حين يسمح لإيران البتروليّة بالبقاء والتغوّل؟ أم
لأنّ" أصوليّة " طالبان التي تفزع الغرب غير أصوليّة إيران ؟ .
لماذا يسجن الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن في
امريكا ، في ظرف غير إنسانيّة ، بتهـمة الأصوليـة والإرهاب، في حين يستقبل كوفي
عنان الأمين العام للأمم المتحدة الزعيم الطائفي حسن نصر إستقبال رؤساء الدول ؟ أم
لأنّ عمامة عمر عبد الرحمن غيرعمامة حسن نصر الله ؟ .
لماذا تمنع الدول الإسلامية تأشـــيرة العمل لحزب إسلاميّ إلاّ بعد تدجينه
و إفراغه من محتواه، وإعلان تنازله عن قيم الإسلام ، في حين تسمح لبنان لحزب الله بدخول
برلمانها؟
لماذا
يمنع أقرباء الإسلاميين من حيازة بندقيّة صيد في البلاد البعيدة عن دولة اليهود .
في حين تسمح الحكومة اللبنانيّة المجاورة
لإسرائيل لحزب الله بإمتلاك ترسـانة عسكريّة و خبراء أجانب يشرفون عليها ؟
أم لأنّ بندقية الإسلامي الذي يبعد آلاف
الأميال عن دولة اليهود تخيف إسرائيل أكثر
من الصواريخ العابرة للحدود التي يمتلكها حزب الله؟
لماذا يـترك
البهلوان الشيعي في لبنان ليستعرض شطــارته في" قـتال " اليهود في حين
تجرّد الفصائل الوطنيّة والإسلامية اللبنانيّة
من سلاحها وتمنع من مقاومة المحتل ؟
أم لأنّ فوهات بنادق حزب الله يسيل منها العسل واللبن، في حين أنّ فوهات
البنادق الأخرى تفرز موتا زؤاما ؟ .
ما حقيقة
التشيع المزعوم لعلى، وللحسين ولأهل بيت الرسول ؟ ما مدى حظ الشيعة من الإسلام ؟ متى و كيف و لماذا
ظهر التشيع ؟ وما هي اصوله العقائدية و روافده الفكرية ؟ كيف ولماذا وصل الخميني
للحكم؟ ما هو تاريخ حزب الله ؟ ما علاقة التصوف بالتشيع وما وجه الشبه بينهما ، كل
ذلك ستجـــده في هـــــذا البـحث المحايد الذي اعتمـد الإسـلام و احكامه، لا
الطائفية ومقررراتها الموروثة، فيصلا للبت في امرالشيعة التي تعد فتنة العصر،
والتسونامي المهلك الذي ارسله الغرب على بلاد المسلمين، بعد تفطنه الى جدوى التشيع في زيادة تمزيق العالم
الإسـلامي وفي صرف المسلمين عن أسلمة دساتيرهم ( قضيتهم الأولى والعاجلة) و إماطة
رموز الإرهاب العلماني الحاكم، الى الإنغماس في جلد انفسهم ، و إنهماكهم في صراع
طائفي عبثيّ مدمّر.
حمّادي بلخشين
حقوق المؤلف
مهدورة ، و لكل جهة الحق في نسخ هذا البحث
المشتمل على ست رسائل و توزيعها دون الإخلال بمحتواه أو احتكار طباعته و ترويجه .
{تم ّو الحمد
لله}
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire