mardi 3 janvier 2017

الرسالة السادسة { لماذا و كيف تمّ إنجاج الثورة الخمينيّة في إيران ؟!} {الشّيعة والتشيّع} قراءة حيادية ، بعيدة عن المؤثرات الطائفية ــ ست رسائل ـــ حمّادي بلخشين


***********************************


{الشّيعة والتشيّع}
قراءة  حيادية ، بعيدة عن المؤثرات الطائفية
ــ  ست رسائل  ـــ


الرسالة السادسة
{ لماذا و كيف تمّ إنجاج  الثورة الخمينيّة في إيران ؟!}



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

حمّادي بلخشين

2007


************************************






ـــــــــــ

بسم الله الرحمان الرحيم

*************    الإهداء  **************

 إلى الرجل الذي أدرك أنّ الإعتداء على الشورى  في إختيار الحاكم ، وإستبدالها بالنظام  الوراثيّ ، ليس بالأمر الذي يستهان به ، حتى يمرّ بسهولة دون أن يراق عـلى جوانبه الدمّ النبويّ الزكيّ ، براءة إلى الله على الأقلّ، إن فات النصر و تصحيح المسار.
 إلى أوّل من هبّ( بعد عبد الله بن الزبير) على قـلّة الناصر والمعين، في وجه يزيد بن معاوية أوّل حاكم غير شرعيّ في تــاريخ الإسـلام .
إلى  مــن  شهد له رسول الله صلى الله عليه و سلّم  بأنّه أحد  سادتـي شبـاب أهل الجنّة  . إلى الرجل الذي تحتاج أمّتنا إلى أمثاله  في هذا الزمن الكئيب .... إلى السيـّد الـجلـيل ، سـلـيل بـيت الـنبوّة ، إلى ابـن بنت رسـول الله :

الحسين بن علي ّرضي الله عنهما

 أهدي هذا الكتاب المتواضع مع تحيّة إجلال و تقدير  يـشوبها خجل و حسرة .                                                                                  
أمّا الخجل فبسبب ما يمارسه عوام الشيعة من سخافات وسلوك بدائي منفـّر بإسم الشهيد الكبير، وما يدعو اليه  كهنة الطائفة، من اطروحات فكرية متخلفة،  مضحكين عـقلاء العالم على شخصية الحسين، و ثورة الحســـين ، و دين الحسين .   
أمّا  الحسرة ، فلعدم إتـخاذ الأمّة الإسلاميّة من الحســـــين و ثورته منارا لتـغيير ما هي عليه مـن صغار و عبودية و لصوق  بالأرض .
                           
إنّ أمّة لا تـعـتزّ بثورة الحسين، و لا تثور بما ثار من اجله ، بينها و بين صحوة إسلامية حقيقية مسافات ضوئية مديدة ، و ان زعمت الثدييات السلفية والزواحف الإخوانية ــ نسبة الى الإخوان المسلمين ـ  خلاف ذلك .                                



************** *   2   ***************






ـــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 191



محتوى الرسالة السادسة




الباب الأول / كيف  تـمّ إنجاح ثورة الخميني ؟........ 4

     فصل / تحليل موضوعي لملامح الشخصية الغربية ..4
فصل / مسرحية صعود الخميني للسلطة .................... 11


الباب الثاني/ لماذا تم انجاح ثورة الخميني؟  ... ....18

















3






الباب الأول
كيف تمّ إنجاح ثورة الخميني ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل ــ  تحليل موضوعيّ لملامح الشخصيّة الغربيّة

قبل أن نشرع في متابعة مشاهد المسرحيّة ذات الفصول الثمانية التي أوصلت الخميني الي السلطة،لا بِِد لنا من  وقـفة ــ قد تطول  ــ لنتعرّف خلالها على أهمّ ملامـح الشخصـيّة الغربية
عموما و الأمريكية خصوصا ، حتى تتبين لنا مسألتين ، الأولي : هل أن تصريح  الرئيس  جيمي كارتر الذي اعلن فيه أن الإدارة الأمريكية لن تسمح  من عهده فصاعدا لأي دكتاتورمن العالم الثالث بمعاملة رعاياة بقبضة حديدية ، هل كان ذلك التصريح يعبر عن شعور حقيقيّ للإدارة الأمريكية بالذنب تجاه الشعوب المعذّبة ، أم  أنه كان مجرّد عملية ذرّ رمــاد في العيون ،لإعطاء مـقدّمات معقولة و مبرّرات منطقية  لتجريد شاه ايران ( دون سواه! ) من عامل بقائه الأوّل ( القمع ) تمهيدا لإزحتـه، و إفساح المجال لمن ترشّحه إدارة البيت الأبيض لحكم عرش الطاووس من بعده ؟ .

 أما المسألة الثانية التي سنبحث عن جوابها من خلال إمعان النظر في عقلية الشعب الأمريكي نفسه، فهي كالآتي : هل ان مقاطعة المستبدين في العالم كان مطلبا شعبيا أمريكيّا يمكن اعتباره أكثر إلحاحا من مطالب عاجلة و ملحّة ،  كتقليص الفرق الشاسع بين الطبقات في المجتمع الأمريكي أو كإيــواء المشـرّدين و فاقدي الدّعم الإجتماعي ، أو أكثر إلحاحا من مقاومة الجريمة التي جعلت الحياة شبه مستحيلة في أرض العمّ سام ، أو أكثر إلحاحا من معالجة  تــفكّك العائلة و جنوح الأحداث، أو أكثر إلحاحا من مكافحة المخّدرات و الأمراض الجنسية الوبائية كالإيدزوالسفيليس، وغيرذلك من المعضلات والكوارث الأمريكية المزمنة ؟
هل أن منح شعوب العالم الثالث حريتها ، كان أهمّ من كلّ المعضلات التي تـثـقل كاهل أيّ متقدم لرئاسة أمريكا ، حتى يضعه الرئيس الأمريكي الجديد ـ جيمي كارترــ في أعلى سلّم أولويّاته ؟ و قبل ذلك كلّه ، هل كان تخفيف قبضة الديكتاتورية عن الشعوب المنكوبة من مطالب الإدارة الأمريكية أصلا ؟( فضلا عن كونه مطلبا شعبيّا و مقـدّما على فــتح ملــــفّات شائكة و ملحّة كما رأينا ؟!) .

أبرز معالم العقلية الغربية :
هناك ثلاث ميزات تستوقف المتأمّل في العقليّة الغربية وتشدّ إنتباهه نظرا لكونها لا تخطئها العين ،وهي على التوالي ــ الشعور الغربي بالإستعلاء العنصري، ــ السعي الغربي المحموم وراء المصلحة ثم نضوب ينابيع الرحمة من وجدان الشخصية الغربية.       

الإستعلاء العنصري : لعل الشعور بالإستعلاء العنصري أبرز معالم العقلية الغربيّة، و ما قولهم المأثور:روما سادة وما حولها عبيد، سوى اختزال لتلك العقيدة العنصرية، فكل شعوب الأرض في التصور الغربي ، مجرّد عبيد أرقّاء للسيّد الروماني المبجّل  .                                                           
وقد ورث الرومان عنصريتهم البغيضة تلك عن أسلافهم اليونانيين،فأرسطو وأفلاطــون مثلا " كانا يريان أنّ العبوديّة أمر عادل تفرضه الطبيعة "  فهما من أصّل لهذا الطرح العنصري

4








ــــــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 193

المقيت الذي حكم بأن لا مكان  تحت الشمس لغير الرجل الأبيض ، و لو سمح لغيره بالحياة فلكي يحضى بشرف  خدمته ، و العيش على فتات موائده ! .                                                                                                                                         

السعي المحموم وراءالمصلحة:لاشكّ أن خدمة المصلحة الشخصية، هي التي تحرّك الغربي وتوجّهه، فالرحمة والقيم العليا بشكل عامّ ، هي آخرما يهتم به الفرد الغربي(الا القليل النادر)، كما ان خدمة المصلحة القومية هي غاية القيادة الغربية ، في سلمها وحربها، وفي كل أحوالها  .                                      
فإذا صام الغرب يوما عن لحوم غيره من الشعوب ، فلأنّ صومه إضطراريّ  كصوم الذئب ما لم تــتهيّأ له الفريسة  .                                                                                                              
و إذا أمسـك الغربيّ عـموما عن السرقة، فليس ذلك مــن قبيل التعفّف عن ممتلكات الغير، بل
لأن الفرصة لم تسنح له! وهوعبّرعنه مثلهم المأثــــور: الفـرصة هي التي تصنع السارق!" ( ليس ذنب من لم يسرق منهم سوى  عدم  وجود فرصة متاحة ! ) .                                                                                                                 
وإذا ردّ الغربيّ رشوة عرضت عليه فبسبب أنها لا تليق بمقامه، لا بسبب رفضه المبدئيّ لقبولها ! وهو ما نطق به مثلهم الدارج " لكلّ رجل ثمنه ! " .                                                                     
اذا/من العبث القيام بدورمحامي الشيطان، لإثبات العكس ، فـبالإضافة إلى الشواهد التاريخية التي تدين الغرب منذ نشأته اليونانية إلى اليوم ، فإن القوم صرحاء لا يتورّعون عن المجاهرة مثلا بأنّ " القوة هي الحقّ " بمعنى أنك إذا أستـوليت على شيء  بقوّة الساعد ثم قدرت على إبقائه بحوزتك فأنت أحقّ الناس به!لإمتلاكك معيار التفاضل ـ القوّة ـ ، لأنّ من مقتضيات الحياة غربيا " أنّ البقاء للأصلح " و" الغاية تبرّر الوسيلة "، بمعنى أنه من حقّك الوصول إلى هدفك و لو على أشلاء الآخرين ،عملا بقانون الغاب الذي صاغه ميكافيليّ ــ 1469 ـ 1527 ــ  في كتابه الرهيب " الأمير"، بالمناسبة  ،الرجل ،لم يضف جديدا الى الفكر الغربيّ  بل كانت مهمته الجمع والصياغـة والتـقنين لاغير، لذلك لا ندهش لو وجدنا شخصيّة مشهورة كنابليون بونابرت تعلن بكل صراحة "أنّ كتاب الأميرلميكافيليّ، هوالكتاب الوحيد الذي يستحقّ القراءة "(1) فالعقلية الغربـية، ذهبت منذ القـدم، إلىأن تحـقيق المصالح لا يتفق مع الرحمة و مراعاة القيم الإنسانية،لأجل ذلك" كان نيتشه (1844ـ 1900) يدعو إلى إبادة الضعفاء، وكان داروين يقول بتنازع البقاء ،فأنتقل قوله إلى أنّ الضعفاء هم الشعوب الملوّنة " أي غير الأروبيّة "(2)   .                                                                                              

نضوب ينابيع الرحمة و الإخـاء الإنساني من قلوب أهـل الغرب : كما أن من ابـرز ملامــح
الشخصية الغربية الحاكمة، نضوب ينابيع الرحمة والإخاءالإنساني منها ، وتلك الصفة لا تستغرب ممّن سبق و أدّعى أنه السيّد الآمر، وغيره العبد الخاضع، وأنّ المصلحة هي التي تقيمه وتقعــده، وأنّ البرّ والتقوى والمحبّة، من أخلاق الضعفاء "لأجل ذلك قامت الحضارة الغربية منذ بدايتها اليونانية على مبادىء القسوة  حيث " دعا أفلاطون ــ427 /347 ق. م ــ إلى القضاء على المريض والمشوّه والمعـتوه(3) كما دعا الى تلاقح النساء والرجــال دون
ـــــــــــــ
(1) جلال العالم " قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام ابيدوا اهله" ص  139
(2) أنور الجندي الفكر الغربي دراسة نقدية ص 198 .                                            
(3) نفس المصدر ص 55 ( و قد إستأنفت هولندا منذ سنوات العمل بهـــــذا الــتراث الغربي العتيق ، حيث أباحت منع الدواء عن المرضى الميؤوس من شفائهم كما قـنـّنت إباحة حقنهم بحقـنات قاتلة ).                    
                                                                           
5








 تعيين إمرأة بعينها لرجل بعينه ، حتى  تمتزج الأنساب و لا يعرف أحد والديه ، و لا ينسب الأبناء إلى أب معروف ، فيتربّى الأبنـاء بـدون ولاء إلاّ لوطنهم "(1) و الواضح أن الغاية من دعوته ، تجفيف ينابيع الرحمة الفطريّة من قلب الطفل اليوناني، كي ينطلق كالآلة الصماء حينما يكبر، لتحقيق أهداف قومه في إستعمار و نهب و إذلال الشعوب.
                  
ولقد تمّ إختزال تراكمات الفكر الأروبي  التي تجمّعت عبر القرون الخوالي ، في فلسفة نيتشة 1833 ـ 1900 التي " تقوم على الحقد و الكراهية كأساس لبناء السوبرمان أوالإنسان المتفـوّق ، فلكي نصل إلى خلق الإنسان المتفــوّق،لا بدّ أن نحطّم كل شيء و ندمّره كي نخلق الخلق الجديد الذي نريده ، و لكن كيف يمكن أن نحطم و ندمر دون أن نكـره و نحقد . فعلينا أن نكره و نحقد أوّلا ، ثم تدفعنا الكراهية و الحقد إلى التحطيم و التدمير" (2)                

و إذا التفتنا إلى الأدب الغربي الذي يفصّل ما أجملته أمثالهم الشعبية ، لفـتت إنتباهنا " القسوة حيث جفّت ينابيع الإخاء البشري عند كتّاب أمثال نيتشة وغيرهم في دعوتهم القضاء على الضعفاء و قتل العجزة أو تركهم يموتون دون أن نعمل على علاجهم ، و ذلك إستمدادا من مفهوم غربيّ قديم ،هو أن يكون العدل للسادة، وأن يكون الطبّ للأرستقراطيين وحدهم " (3)" و لئن قيل قديما: ان كلّ إناء بما فيه ينضح ، والشيء من مأتاه لا يستغرب، فليس بعجيب أن تفرز العقلية الغربيّة كلّ تلك الشروروالنوايا العدوانية التي لا تصدر إلاّ عن" قلوب قاسية لأهل حضارة قامت على النهب و الإغتصاب ، فيقولون مثلا : لماذا يبقى الزنوج أحياء ما دامت هناك شعوب أرقى منهم؟! أويقول مونتيسيكو 1679 ــ 1755 مثلا: هل يمكن أن يكون الله قد خلق في الأجسام السوداء نفوسا حيّة ؟!"(4)                                                        

ذلك الغــرب الضاري بالأمس، الذي أمعن في ممارسة ساديّتـه  في الشعوب الملونة فقضي على ما يزيد عن 350 مئة مليون منهم( حسـب تقديرات اكثر الدوائرالغربية تفاؤلا) خـــلال  
حروبه الإستعمارية التي افتتحتها اسبانيا فورخروجها من الحجر الإسلامي المضروب عليها، لتشفى غليلها بإبادة ما يربو عن 35 مليون من مسلم، إثر سقوط الأندلس في نهاية الـقرن الخامس عشر للميـلاد، فيما عرف بمحاكم التفتيش، بطرق تعفّ عنها ضواري السّباع ، ولقد سجل أحد الضباط الفرنســيين بعض طرق الإبادة التي كانت تمـــارس في الأدــــيرة و بأيدي الرهبان و رجال الدين النصارى  فكتب :" ثم توجهنا إلى غـرف التعذيب و تمزيق الأجسام البشرية التي إمتدّت على مسافات كبيرة تحت الأرض، رأيـت فيها ما يسـتفزّ نفسي و يدعوني إلى القـشعريرة و التقزّز طول حياتي، رأينا غرفا صغيرة في حجم جسم الإنسان بعضها عمودي و بعضها أفقي، فيبقى سجين الغرفة العمودية واقفا على رجليه مدّة سجنه حتى يموت، و يبقى سجين الغرفة الأفقية ممدّدا بها حتى الموت.و تبقى الجثث في السجن الضيّق حتى تبلى و يتساقط اللحم عن العظم وتأكله الديدان،ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى، فتحوا نافـــذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي، وقد عـثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في اغلالها، كان السجناء رجالا ونساءا تـتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرو السبعين، وقد إستطعنا إنقاذ عددا من السـجناء الأحياء و تحطيم أغلالهم وهم في الرّمق الأخير من الحياة.. كان مشهدا يبكي الصخور، ثم انتقلنا الى غرف اخرى، فرأيـنا فيها ما تقشعر لهــــوله الأبـــدان ، عثرنا على آلات رهيبة للـتعذيب منها آلات
 ــــــــــــــــــــ
(1)و (2) و (3) و (4) جلال العالم ، قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام ابيدو اهله ، على الــتوالي، ص 55 و 163 ،164 و 198                    
6








ـــــــــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 195

 لتكسير العظام وسحق الجسم البشريّ، كانوا يـبدءون بسحق عظام الأرجل ثم عظام الصدروالرأس واليـدين تدريجيّا حتى يهــشّم الجسم كلّه و يخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة والدماء الممزوجة باللحم المفروم . ثم عثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماما ، يوضع فيه رأس الإنسان الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه و رجليه بالسلاسل و الأغلال حتى لا يستطيع الحركة، و في أعلى الصندوق ثقب تــتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بإنتظام في كلّ دقيقة نقطة ، و قد جنّ الكثيرون من هذا اللّون من العذاب و يبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.وآلات أخرى للـتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادّة كانوا يلقون الشابّ المعذّب في هذا التابوت ثم يطبقون بابه بسكاكينه و خناجره ، فإذا أغلق  مزّق جسم المعذّب المسكين و قطّعه إربا إربا . كما عثرنا على آلات كالكلاليب  تغرز في لسان المعذّب ثم تشدّ ليخرج اللسان معها ليقصّ قطعة   قطعة، وكلاليب تغرس في أثـــداء الـنساء و تسحب بعنف حتى تتـقطّع الأثداء أوتبـتر بالسكاكين، وعثرنا على سياط من الحديد يضرببها المعذّبون وهم عراة حتى تـتــفــتّت عظامهم و تـتـناثر لحومهم "(1)                         
كما عبرالغرب الهمجيّ عن همجية لا مثيل لها وهو يبيد الهنود الحمر وسكان استراليا الأصليين و قبل ذلك و هو يبيد سبعين ألـفا من الشـيوخ والنّساء و الأطفال إثر إستيلائه على بيت المقدس زمن الحروب الصليبيّة الأولى .                                                          

وهذا الغرب الضاري اليوم : ثمّ مالذي يدفعنا للدلالة على وحشيّة الغرب،إلى التفتيش في بطون كتب التاريخ عن الشهادات الصامتة ، وأمامنا الشهادات الحيّة صوتا وصورة ترينا بطريقة لا تدع مجالا للشكّ تضلّع الغرب في التقتيل باعصاب باردة. خذ مثلا حرب الخليج الثانية  ثم ما تعرّض أهل العراق ، ولأســـابيع طويلة  للقصف الجويّ تـــحت أنظار العـــالم و سمعه، فهل خرجت شعوب الغرب إلى الشوارع لتطالب حكوماتها بوقف القنابل التي تستخرج الأطفال و الشيوخ و النساء من مخابئهم بعد تحويلهم إلى شرائح من اللحم ؟ أليست تلك الحكومات التي اتخذت قرارالقصف تعبّر عن نبض شعوبها التي إختارتها بكلّ شفافيّة ، أم أنّ تلك الحكومات فرضت عليهه عن طريق إنقلابات عسكرية؟ ثم أنظرإلى الحصار الذي فرض على العراق و الذي ذهب ضحيّته مليون ونصف عراقي على أقلّ تقدير، نتيجة منع الدواء والغذاء عنه، وبإعتراف الإمريكان أنفسهم . فهل استيــقظت ضمائر أغلبية الشعوب الغربية لإيقاف ذلك الجنون القاتل  خصوصا وانها تعلم أنّ الشعب العراقيّ بريء من وزر إختيار صدّام حسين حتى يحمّل مسؤولية إختياره، كما يعلم الجميع أيضا أنه قد كان في وسع قوات التحالف التي دخلت بغداد في تلك الحرب أن تخرج صدام حسين من قصره الرئاسي كما يخرج الجرذ من جحره وتـشحنه إلى أمريكا  لمحاكمته هناك ،كما فعلت بنظيره نوريغا  إذا كان الرئيس العراقيّ،  وليس الشعب هو المستهدف؟  .                                                                                       
فهل كان يعجزتلك الشعوب الغربيّة التي طالما أسقطت بعض حكوماتها بسبب تلاعبها بمقدارتافه من الأموال العامّة ،أن تثـورعلى همجيـّة ساستها، وهم يقـــتلون شعب العراق بدم
ــــــــــــــــــ
(1) جلال العالم  قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا اهله ص 15 ـ 18  .                                        
 كانت تلك الصنوف من العذاب تمارس في حقّ إبناء ملّـتهم من النصارى ممّن خالفهم في عقائدهم، فما يكون فعلهم بأهل التوحيد يا ترى ؟

7








 بارد، لولا أنّ تلك الحكومات تلبّي في أنفس شعوبها رغبة للإفتراس والفتك، تناقلتها جيناتهم  الوراثية عن أسلافهم الرومان، حين كان السبع يفترس العبد الهارب من ظلم سيّده على مرأى من الجميع في حفلات يزدحم أسلافهم على حضورها، و يدفعون الثمن الباهظ لشهودها، وهم يطلقون صيحات الإعجـاب و البهجة، وما زالت تلك الوحشية تمارس اليوم في حقّ الثيران في إسبانيا وغيرها رغم التحوّل الكاذب لإهتمام الغرب بحقوق الحيوان( من مظاهر همجـيّة الغرب، رفعهم اجور المحترفين من الملاكمين السود ،بحيث يتسنّى لهم التمتع برؤية زنجيين  يتلاكمان حتى التهلكة).  
                                                                                                   
كما تجلّت وحشيّة الغرب في مذابح الصرب لأهل البوسنة والهرسك لمجرّد أن البوسني  كان يردّد على مسامع جاره بين الحين والحين، أن جدّه كان يحفظ الفاتحة!، فلم يشفع له أنه كان يعاقرالخمرة و يرتكب الفواحش مع نديمه الصربيّ، ليقوم الأخير بذبحه مع زوجته و أطفاله ذبح لنعاج، بمرأى ومباركة من العالم الغربي الذي منع عنهم حتى الحصول على قطعة سلاح واحدة للدفاع عن أنفسهم .

كما تتجلى وحشية الغرب و إنعدام إنسانيته ، في تجاهله و غضّه الطرف عمّا يحدث في بلاد المسلمين من إنتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان ، ومن مذابح جماعيّة كالتي حدثت في مدينة حماة السوريــّة وفي صومال سياد بري و في افغانستان زمن الحكم الشيوعي ، ممّا حوّل تلك البلاد إلى مسالخ كبيرة ترتكب فيها الفظائع و الأهوال ، كلّ ذلك بمباركة من الغرب و دعم منه، لأنّ ما يجري هناك يعتبر من" الشؤون الداخلية "  لتلك الدول (1).

فالغرب الذي تسوقه   المصلحة و تدفعه عقيدة الإستعلاء و موت الضميرلإبادة من يقف في
طريقه ،حتى لو لم يشكّل تهديدا لبقائه (2). والغرب الذي يقتل لمجرد التسلية ، قد تضاعفت همجيّته حين أدرك أنه يواجه أمّة إسلامية ذات ثقافة تستعصي عن الذوبان،وذات حضارة " سيطرت على أروبا أربعة قرون ، وهزمتها في الحروب الصليبية بـعد قرنين من الــــزمان،
وحقّقت وجودها بالسيطرة على مساحة من جبال البيـــرينيه على حدود الصين، في أقــلّ من  ثمانين عاما ،محطمة نفوذ الدولتين الرومانية والفارسية، معلية كلمة الله " (3) كما أن تلك الأمة(وهذا الأهم، والمفزع بالنسبة الي الغرب)، تملك جميع مقومات حضارة منافسة، لها كل مؤهّلات النهوض من جديد، لو تخلصت من ثديياتها السلفية المتواطئة مع  الحكام.
ـــــــــــــــ
(1) " وطني عشرون جزّارا يسوقون إلى المذبح قطعان الخراف الآدميّة / فطقوس الذبح شأن داخليّ / والأصول الدوليّة / تمنع المسّ بأوضاع البلاد الداخليّة  ! " ( الشاعر العراقي أحمد مطر) .
 تعليق: و لكن وطني المسلم أكبر من الدول العربيّة  فهو أكثر من 75 جزّارا بإعتبارا أن مسلمي العالم الإسلامي يتعرّضون إلى نفس الممارسات البدائية ، فهاكم ما حدث مثلا في اندونيسيا  في عهد سوهارتو حيث وردت في كتاب " محنة الإسلام في أندونسيا " شكوى أحد المساجين الإسلاميين لإبن شقيقتــــه و ذلك أثناء زيارتـه له في السجن حيـث قال له :ـ وقد ترقرقت الدموع في عينيه  و كانت آثار التعذيب ترى على جسمه ــ  : لقد كان إستجوابا أكثر ممّا سمعنا أنه سيحدث لنا في قبورنا ، كنّا نسمع أنّ  الملكين منكر و نكير يسألان أوّلا، ثمّ يضربان ثانيا، و لكن هنا في التحقيق، نحن نضرب أوّلا ثمّ نسأل ثانيا! و في نفس الوقت نجبر على الإعتراف بأشياء لم نسمع بها من قبل" وعند زيارته الموالية لخاله السجين، أعلم بوفاته تحت التعذيب ،رحمه الله و تقبله شهيدا . ( ص 192 إنتهى ـ بتصرّف في المبنى)                                  
(2) انظر اباداته شعوبا بدائية لا تملك من وسائل المقاومة شيئا(الهنود الحمر و سكان استراليا ، مثلا)
(3) انور الجندي ، الفكر الغربي دراسة نقدية  ص   15  .                      

8





       


ــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص197

 كما إزداد الغرب اصرارا على همجيته، حين أدرك أن مصلحته لن تــتحققّ إلاّ  بإستعباد الشعوب الإسلامية، عبر رعاية ديكتاتوريات محلية تضمن لها تدفـق الـثروات الطبيعية  بثمن بخس.و تفتح لها الأسواق لترويج منتجاتها الحيوية والكمالية (إستوردت دولة عربية مجهرية من أروبا في سنة واحدة  بما قيمته 50 مليون دولار من الآيس كريم !)
.                                     
كما غذّى  سعار الغرب و جنونه ، صيحات التحذير التي تطلقها أبواق الصهيونية من الخطر الإسلامي القادم و المهدّد لأمن إسرائيل والرجل الأبيض عامّة ، فكان لا بدّ لقبضته أن تزداد إحكاما، ولوكلائه أن يزدادوا بطشا و تنكيلا  حتى تحوّلت بلاد المسلمين الى معتقل كبير(1).
                                                                                                 
و الآن . و بعد الإطّلاع على تركيبة الغرب النفسية ، فإذا وجدنا أنّ الغربيين أهل قسوة وغلظة، وجب تصنيف الأمريكان في صنف اسوأ (2) .لندرك أنّ التذمّر المفاجىء الذي أبداه  جيمي كارتر من دعم بلاده للإستبداد، ليس له أدنى نصيب من المصداقية، وأنّ يقظة الضمير الأمريكي من سباته بعد عـقود طويلة من الهمجية والولوغ في دماء الشعوب، يرفضه المنطق، و يكذّبه السجلّ الأمريكي الأسود .                                                                               
فلو كان ذلك الشعور الأمريكي صادقا، لكان سياسة عامّة لمن جاء بعد كارترمن الرؤساء.                              و لوكان ذلك الشعور بالذنب، خالصا لوجه الإنسانية ،لما أختصّ به الشعب الإيراني وحده دون سائر شعوب العالم الثالث ، و لما كان شاه ايران لوحده ضحيّة الورع المفاجىء للذئب الأمريكي الكاسر. كما أنّ دعـــوة كارتر تـتـناقض جملة وتــفصيلا مع إستراتيجيّة الغرب في " إنشاء ديكتاريات سياسية في العالم الإسلامي للحيلولة دون عودة الإسـلام للسيطرة على الأمةالإسلامية، وبالتالي الإنتصارعلىالغرب وحضارته،لأنه"إذا أعطي المسلمون الضوء الأخضرفي العالم الإسلامي وعاشوا في ظلّ أنظـمة ديمــقراطيـة، فإنّ الإسـلام سينـتصر في هـذه البلاد، وبالديكتاتوريات وحدها، يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية و دينها "(3) 
إذن ، حدثت المفاجأة الكبرى التي عقدت الألسن" ومهّدت للثورة في إيران، فقد فوجىء العالم برئيس أمر يكي من الحزب الديمقراطي اسمه جيمي كارتر وصل إلى سدّة الحكم في أمريكا ... يتحدّث عن حقوق الإنسان "! (4) غير الأمريكي ! .حقا إنها مفاجأة  من العيار الثـقيل، فأن يخطب الجرذ الذي يعيش على القاذورات ويأوي إلى المجاري عن النظافة(5)،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لا تمت منتحرا / لا تسلم الرّوح لعزرائيل في وقت الوفاة / ليس من حقّك أن تـختار نوعيّة أو وقت الممات / إنتبه ، لا تـتدخّل في إختصاص السلطات ! ( الشاعر أحمد مطر)  ــ
" تهت عن بيت صديقي / فسألت العابرين / قيل لي إمش يسارا/ سترى خلفك بعض المخبرين / حد لدى أوّلهم/ سوف ترى مخبرا يعمل في نصب كمين / إتّجه للمخبر البادي / أمام المخبر  الكامن و أحسب سبعة / تجد البيت وراء المخبر الثامن/  في أقصى اليمين ! (  الشاعراحمد مطر ) .
(2)  كانت امريكا منذ استعمرها الغربيون ملجأ   للهاربين من العـدالة و قطّاع الطرق كما نفي إليها أصحاب الجرائم و المنحرفون
(3) قادة الغرب يقولون ص 72. والكلام  للمستشرق الأمريكي سميث، الخبير بشؤون الباكستان.
(4) د.  موسى الموسوي " الثورة البائسة " . ص 12 .                                                 
(5) رأيت جرذا / يخطب اليوم عن النظافة / و ينذر الأوساخ بالعـقاب / و حوله يصفّق الذباب!(أحمد مطر ) .                                                                                                                                                    


9





ليس ادعى الى الدهشة من خطبة رئيس أمريكا  عن الحرية، مـن مسلخه بالبيت الأبيض !                                                                                                               
و لعلّ  الشعب الأمريكي هو أول من فوجىء بتلك النكتة، لأنه لم يتخيّل أنّ حقوق الإنسان غير الأبيض يمكن أن تتصدّر يوما ما، سلّم إهتماماته ، بإعتبار أنّ المصلحة هي مبتغاه ، وان تلك المصلحة تقتضي قمع شعوب البلاد الإسلاميّة ،(الدابّــــة الفارهة التي تــروث ذهبا و تــتبوّل نفطا و يسوقها خائن)، لدوام رفاهيته(1) و سلامته من تهديد "الأصوليّة الإسلامية" .
فالأمريكي الذي يرفض تقديم صحن حساء لوالدته ،لأنها زارته في موعد طعام لم تدع إليه، ويعدّ نفسه من المحسنين لو سمح لها بدخول بيته دون دعوة !.                                       
والأمريكي الذي يعتذر عن حضور جنازة أحد ابويه الذي يقيم في ماوى العجز والذ لم يره منذ سنين ، بحجّة أنّ يوم دفـنه صادف يوم  عطلته الأسبوعيّة !.                                               
والأمريكي الذي يطرد أولاده القاصرين من تحت سقف بيته بحجّة عدم إستعداده لتحمّل نفقتهما  كي يتمتّع بحرّيته الشخصيّة مع عشيقته او عشيقه ! .
 والأمريكي الذي يطعم كلبه بما يكفي إطعام عشــر عائلات مسلمة و الذي يرى على شاشات التلفزيون آلاف الناس في إفريقيا يهلكون جوعا دون أن يحرّك ساكنا !.                                       
والأمريكي الذي يرى أنّ الأولويّة هي إنقاذ تحفة أثريّة نادرة إن تزامن وجودها مع رضيع آدميّ في بيت يحترق بحجة أن تلك التحفة لا تعوّض بينما يولد الآلاف من أمثال ذلك الرضيع  كلّ  دقيقة! .                                                                                                                         
والأمريكي العادي الذي يقف في الطريق العام منذ غروب ليلة شتوية مشيرا بالوقوف الى السيارات الخاصّة لتلحقه بالعمران فلا يـبالي به أحد من مواطنيه ، ليتجمّد الدم في عروقه فيهلك في مكانه عند الفجر .                                                                                                                     
والأمريكي الذي يحلو له الترديد في نوادره، أنّ احدا الموظفين الأمريكان  كان يشـتغل وكيلا تجاريّا و سائقا لدى أحد الموسرين ، و قد اصيب في حادث سير، فقطع جســـده نصفين ولما أبلغ ربّ العمل بالحادث  أجاب : حسنا أرسلوا لي بسرعة نصف الجـثة  التي فيها  مفاتيح السيارة ، ثم اغلق الخط !
فالأمريكي الذي لا يرحم أمّه أو ولده أو مواطنه الأبيض ، هل ينتظر منه رحمة أسرى الديكتاتورية ممّن هم على دينه ، فضلا عن رحمته  سواهم ؟!                                              
لذلك فقد عمّت المفاجأة الجميع ، خصوصا ديكتاتور ايران. فقد " فوجىء الشاه نفسه بكارتر كما فوجىء غيره من ساسة العالم ، و كانت الصدمة قويّة عليه " (2) .  و كيف لا يفاجىء و زعيم  المافيا الدولية الذي تعوّد  إصدار تعليمات الذبح والسلخ  يأمره بالــعدل والإحسان  و ينهاه عن الفحشاء و المنكر و البغي! الأمرالذي لم يكن في حسبان الشاه المستهلك سرطانيا  وأمريكيا  .                                                                                             

ـــــــــــــــــــــــــ
 (1)  يشكّل الشعب الأمريكى 4% من سكان العالم و يستهلك 40% من ثرواته) .
(2) . موسى الموسوي "  الثورة البائسة "  ص   13

10







ـــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 199

فصل / مسرحية صعود الخميني للسلطة


المشهد الأوّل

المشهد الأولّ من الدّراما الشيعيّة التي تقمّص فيها الزعيم الشيعي "آية الله" الخميني دور الناطق الرسميّ بإسم الإسلام والمسلمين ،  بدأت بخروجه على العالم قبل سنوات عديدة من وصوله للسلطة ، بنظريّـة ولاية الــفـقيه التي فتحت جـراب الشــرّالشيعيّ ، وأعطت الإشارة لما فيه من عقارب وأفاعي، للإنطـلاق في أرجاء المعمورة، لنفث سمومها في العالمين،بعد أن أعطاها الخميني أمـرا بالإفراج ، والإنــتشار، قصد الإضرار بخــلق لله و إفســـاد دـينهم و دنياهم معا .                                                                                    
و ما كان يتيسّر لجراب الشرّ الشيعيّ أن يفتح ، بعدما صدر ضدّه حكما بالإغلاق المؤبّد ، لولا نظريّة ولاية الفقيه التي مكّنت الشيعة من تأسيس دولة بتروليّة ذات إمكانيّات هائلة تتولّى نشر عقائدها مستفيدة من كلّ الإمانيات الماديّة  المتاحة .                                                                    
أمّا لماذا لم يكن متيسّرا للشيعة تـأسيس دولة، باسم الشيعة الإثنىعشرية بالذات،  قبل ظهور فكرة ولاية الفقيه ، فلعدم حضورالإمام الثاني عشر( المهدي) الذي دخل سردابا قبل أكثرمن ألف سنة ، حيث يشترط الشيعة لشرعية قيام الـدولـــة، أن يرأسها أحد الأئــمّة الإثنـى عشر! و قد ماتوا كلّهم، و لم يبق غـيرالإمام الغائب، فبدون حضوره،لا يصح للشيعة أن يقيموا دولة أو أن يصلّوا الجمعة، أو أن يجاهدوا ضدّ عدوّ ـ إلاّ دفاعا عن النفس لأنه" ليس من حق احد ان يقوم مقام لإمام الغائب،أوأن يحكم الأرض بدلا عنه،فهم ينتظرون رجوعه ليحكم الأرض
بدين الشيعة، غيرأنّ الخميني جاءهم بفكرة جديدة على مذهبهم، وهي ما عرفت بولاية الفقيه، و ملخّصها : أنّ الفقيه المعتبر عندهم ، له الحق ّفي القيام بما يقوم به الإمام الغائب في كلّ شيء عدا الجهاد الأكبر، وأنّ كثيرا من الفقهاء الشيعة اليوم مؤهلين للقيام بهذه الولايةإلاّ أنه[الخميني ]هو الذي تولى العمليّة كاملة... و يبرّر الخميني إستحداثه لهذه النظريّة: بأنّ الشيعة انتظروا ألف سنة و لم يخرج الإمام المنتظر، و قد ينتظرون ألفا أخرى قبل خروجه ، فلا يمكن تعطيل الدّين و الحرمان من دولة شيعيّة لآلاف السنين قبل خروجه، لذلك يمكن أن يقوم الفقيه من المذهب الشيعيّ بهذا العمل نيابة عنه(1). كما يجدر بنا الـتذكير أن " الإمام عند  الشيعة معصوم من الخطأ و النسيان...ولمّا جاء الخميني بولاية الفقيه ، قال إنّ الفقيه الذي ينوب عن الإمام له ايضا العصمة ، لذلك إدّعاها لنفسه ، وهي اليوم تدعى لمن جاء مكانه و هو عليّ خامنيء "(2) .                               
ــــــــــــــــــــ
(1) محمود التميمي  مجلة " السنة " العدد 93    آذار 2000                                                                          
(2) نفس المصدر ......ثم يواصل ( يتندّر بعض أهل العقول في ايران من إثبات العصمة لشخص لم يكن معصوما قبل أن يأتي ببدعة ولاية الفقيه أو قبل أن يرثها من سلفه!... لمجرد التنبيه أذكّر أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم كان ينسى فيذكّر ، نظرا لتركيبته البشريّة ، أمّا أئمّة الشيعة فقد نازعوا الله سبحانه و تعالى هاته الصفة الإلهية في عدم جواز النسيان في حقّهم ! ألا ساء ما يعتقدون ، قال الله تعالى واصفا نفسه على لسان الكليم موسى (( لا يضلّ ربّي و لا ينسى )) و قال تعالى(( و ما كان ربّك نسيّا)).
.                                                
11









و لقد سارع الغرب المولع بلعب دور جامع القمامة الغاضّ بصره إلاّ عن الأوساخ،والمبــادر بتسقّط أخطاء المنتسبين للإسلام بالهويّة لـتضخيمها وإذاعتها على اوسع نطاق،الى احتضان التحفة الخمينية الطريفة، التي تخوّل لمثقّـفي العالم و عقلائه ،الإطّلاع على النموذج الكنسي البائد للحكم باسم الحق المقدس، لا عبر النظر في بطون الكـتب أوالأشرطة الوثائقيّة والأفلام السينيمائـيّة، بل عبر مواجهتم له وجها لوجه، و رؤيته يتحرّك أمامهم، و قد بعث من جديد  نافضا عن كاهله أتربة القرون الوسطي ، في شكل دولة " ثيوقراطيّة  يحكمها  الإكليروس و تتبنّى نظريّة الحقّ الإلهي في السلطة، لا بإسم الكنيسة المسيحيـة، بل بإسم الإسلام وتحت مسمّى"جمهورية(1) إيران"الإسلامية " فكان لا بدّ من المشهد الثاني لدراما الخميني ،حتى تتمّ المسرحية الخمينية التي جمعت المأساة و الملهاة في آن واحد .                                    

المشهد الثاني

فور وصوله إلى السلطة (1978) ، صرّح الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، و أمام دهشـة أصحاب الضمائر الحرّة في أنحاء لعالم ، بأنّه لن يساند الإستبداد أثناء فترة ولايته ، كما أكّد في خطابه للشعب الأمريكيّ" بأنّ سياسة حكومته هي الوقوف بجنب الشعوب المضطهـدة التي يمارس عليها الطغيان من قبل حكامها المستبدّين، وأنـــّه لن يناصر حاكما ظالما مهـــما
كانـت الصداقة التي تربطه بالولايات المتحدة الأمريكية " (2)  .                                           
ذلك هو المشهد الثاني ،و هو لا يخلو ــ كما راينا ـــ  من مفاجآت ،نظرا لطبيعة الجهة التي صدرعنها ذلك الإعلان  الصّاعق، بوجوب رحمة شعوب العالم الثالث ورفع قبضة الإستبداد عنها .                                                                                                                                        

المشهد الثالث

 عند إستقراره على كرسيّ الحكم ، أعطى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر  إشارة إلى محمد رضا بهلوي شاه إيران ( دون سواه مـن الديناصورات الحاكمة في العالم الإسلامي ) بأنّ يتوقّف عن البـطش بالشـعب الإيـرانيّ، بعد ثلاثين سنة من الحكم الدّموي، كانت حصيلتها أكثر من ربع مليون  بين قـتيل و مفقود و صاحب إعاقــة مزمنة، كانوا ضحايا همجيّة جهاز  ــــــــــــــــــــــــــ
 (1) أيّ معنى لكلمة جمهورية اذا نعت بها  نظام كهنوتي ينصّ  دستوره على أن أعلى سلطة فيه معصومة من الخطأ و النسيان ؟! أي معنى لذلك العبث و المغالطة غير تسمية سجن ما بسجن الحرية أو ماخورما بماخورالفضيلة !( ثم اعجبوا من تفاهة راشد الغنوشي زعيم النهضة التونسية التي لن تنهض مادام امثاله يقودها بفكرالصنم الإخواني حسن البنا الذي اوصل تلامذته الى الفراش الأمريكي فتلبسوا بعار الدهر، ما اتفه غنوشي حين يصرح بان نظام الخميني أكثر ديمقراطية من نظام  الشاه ؟!!) وهل يمكن للجمهور إزاء هذا البلاء الماحق أن يمارس حريّة النقـد و التعبير دون أن يكفّر ثم يعدم في الإبّان ؟ ، ولأجل إنعدام  الحرية في ايران غصّت الدول الأروبيّة بالاّجئين الإيرنيين الذين نجوا بجلودهم من "إسلام "الخميني و نظامه الكهنوتي ، وقد إنقسـموا بين متــنصرين وبين  كافرين بالغيبيّات و بكلّ له صلة بالدين، إذا كان الدين بالشكل الذي يبشّر به الخميني( سجل في ايران تراجعا كبيرا في اداء طقوس العبادة بين الشباب بالقياس لما كان عليه الناس في عهد الشاه!! )                                           
و لعلّ من المؤسف أن نسجّل أنه  في حين يتبرّأ الشيعة من تشيّعهم ، نرى من المسلمين من يتشيّع و يفارق دين التوحيد ! وما كان لهم ان يفعلوا ذلك لولا الشيطان القرضاوي الأخرس و سواه من الثدييات السلفية الساكتة عن الحق  .
(2) موسى الموسوي  الثورة البائسة ص 12 .                                                       
                                     
12







ــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 201

مخابرات السفاك الرهيبة . ذلك هو المشهد الثالث من مسرحية تهيئة  الخميني للوصل إلى حكم ايران و تأسيس دولة شيعيّة ، بعدما أصبح قيام تلك الدولة في حكم الممكن والمتاح بفضل نظرية ولاية الفقيه المبتكرة  .                                

المشهد الرابع
و كانت المفاجأة أكبرحين " صدرت النصائح تلو النصائح من الرئيس الجديد إلى الشاه صديق أمريكا القديم والحميم بإعطاء الحريّة المناسبة لشعب ايران " (1) .
  لقد كان من البديهيّ أن يصعق الشاه لوقع تلك " النصائح "، لإدراكه أن تجريده من مخالبه و أنيابه ، لا يعني غير زوال ملـكه و ذهاب ريحه، لأنه مفروض على شعبه ولا شرعيّة تسنده سوى قوّة المخلب و الناب، ثم أنّ مفاجأته كان مردّها عدم توقّعه أن يقدّر العم سام  بعد ثلاثة عقود من حكم الشاه الدموي  أنّ الشعب الإيراني يحتاج إلى " الحريّة المناسبة" !.                                          
كما كانت الصّدمة شديدة الوقع عليه لإدراكه أن كلمة " نصيحة " صيغة ديبلوماسية مهذبة  تـفـسبرها الوحيد  نـفّـذ بسرعة، إذا ما صدرت من أمريكا إلى بـيدق من حكام العالم الثالث .                                                                                                                                                               

المشهد الخامس
يواصل د.موسى الموسوي تحليله لأحداث طرد الشاه من جنـّته فيكتب :" إلاّ أنّ الخطأ المميت الذي إرتكبه الشاه هو أنه إنصاع للنصيحة الأمريكية و أعلن الإنفتاح السياسي " (2) لا أعتقد أنّ أحدا يوافق الدكتور إلى ما ذهب إليه ، لأن إعتذارالشاه عن قبول " نصيحة " الصديق الأمريكي السابق يعني فقدانه للحياة أو للحريّة إثر إنقلاب عسكريّ محتمل  ضدّه ، خصوصا و أن جهازه مملكته الإداري والعسكريّ يضمّ 50000  بين مستشار وخبير عسكري أمريكيّ ، كما أن إستجابته لنصيحة  البيت الأبيض و الإعلان عن الإنفتاح السياسي و إن كان  مشى فيه شوطا ، لن يخدمه طويلا و لن يـبقيه في السلطة إلاّ بالقدر الذي يعدّ فيه نفسه للرحيل  بمايمكّنه و أسرته من حياة تليق بما إعتاد من عيش مترف،خصوصا  أن شعبه يعلم جيّدا أن ذلك الإنفتاح قد فرض عليه من الخارج ، هذا بالإضافة إلى أنّ داء السّرطان الذي غزا جسده جعل فرصة الحياة تبدو ضئيلة أمامه، كما أنّ الحياة السياسية لأسرته الحاكمة في حكم المنتهية لأنّه لم يتلقّ إشارة من البيت الأبيض تؤكدأ و حتّى تلمّح بإمكانيّة إستبداله بولده  الشابّ (كما أستبدلوا أباه به عام 1941 بعيد غضبة الشعب عنه)إذا كان كلّ غرض الإدارة الأمريكيّة التفريج  عن الشعب الإيراني ، خصوصا و أنّ نجله في سنّ تسمح له بخلافتـه . لكنّ الواضح أن نصيحة أمريكا كانت بالرّحيل لا بالإنفتاح ، و ذلك ماتـمّ  بشكل مفضوح حين غادر الشاه مملكته أحوج ما تكون إليه " و قد انتهت معنويات الجيش الإيراني بمغادرة الشاه أي القائد الأعلى للقوات المسلّحة إلى خارج ايران بتلك الصورة المشينة ، و لا شكّ أنّ جيشا كجيش ايران الذي تـــعوّد أن يظهر وجهه الحقيقي تحت راية ملوكه قد ينـتهي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و(2)  موسى الموسوي  الثورة البائسة  ص   13 .

13





و ينهار إذا هرب إلى خارج البلاد قائده الأعلى و امبراطوره الذي كان يـرى فيه مجد ايران القديم و الحديث معا . و هكذا إنهار بين عشية و ضحاها" (1) .                                  
و ماكان الشاه و لا غير الشاه  ليغادر بلاده  في أسوأ الظروف ، ولو  كانت الدوافـع صحيّة قاهرة ، قبل أن ينصّب ولده مكانه على أقلّ تقدير، ثم  ثراء الشاه الفاحش يغنيه عن السفر  ويمكنّه من إسقدام مستشفيات طائرة برمّتها ،فلو كان الأمر بيد الشاه لآثر الموت في بلده على الحياة خارجها ، و لكن لا أمل في الأفق" لعدم وجود ضوء أخضر من الأمريكان الذين كانوا يسيطرون على مرافق الجيش المختلفة و الهامّة بمستشارين عسكريين و سياسيين " (2) فالأمر قد دبّر بليل كما " يظهر من إعترافات زمرة الخميني بوضوح ، أنّ الأمريكان غيّروا سياستهم في دعم الشاه في الشهورالأخيرة، قبل سقوط النظام وبدءوا بالإتصال بالخميني"(3) لأنّ " زوال نظام الشاه الحليف المريض إذا كان يخلفه نظام ديني رجعي ّ متزمّت يقضي على الشيوعية (4) بسيف الإسلام فإنه يعتبر  حليفا طبيعيّا لهم . فدحر الشيوعيّة و القضاء عليها قضاءا تاما بإسم الدين وواجب الإيمان ، كما يعرفه العالم ، إنما هو من  ضمن التخطيط الأساسي للسياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحساسة من العالم المليئة ب70% من إحتياطي النفط العالمي الذي تـتوقف عليه الحضارة في أمريكا و أروبا "(5) .
" كما كان حرب الإسلام و منهجه و التشكيك في قيمه و صرف الناس عنه"(6) من أبرز أهداف الإدارة الأمريكية في بعث دولة الشيعة  التي تذكّر الناس بسوآت الدين كما مثّـلـته الكنيسة  " و اليوم ، في عهد تسخير الفضاء و هبوط الإنسان على سطح القمر ، يجدّد الخميني في بلد مسلم أسطورة السلطة الإلهية المسيحيّة ، و لكن لتتجسّد هذه المرّة لا في البابا غريغوار المسيحيّ بل في الإمام الخميني المسلم .. لقد أقرّ المجلس التاسيسي دستور الجمهورية الإسلامية في 120 بندا في ضمنها بنود تندى منها الجباه و تـشمئـــزّ منها النفوس ، و تضحك منها الثكلى ، إنّها البنود المتعلّقة بولاية الفقيه أو بالأحرى بنود أقرّت العبوديّـــة و الذلّ والهوان للشعب ،وأعطت للفقيه الحاكم ،الجبروت والإستبداد و السلطة المطلقة الإلهية على البشر يستعملها أنــّى و متى شاء ،وعندما أعلنت الصحف  بنود الدستور صعق الشعب من أعظم مهزلة من مهازل العقل البشري في التاريخ  الحديث " (7) .                                        
المشهد السادس
كان من المتوقّع أن تتحرّك العناصر العلمانية و الشيوعيّة داخل الجيش الإيراني بفعل الفراغ السياسي الذي تركه فرارالشاه لـتحدث تـغييرا يرضي أمريكا أوالإتحاد السوفياتي ، و لكنّ ذلك لم يحدث لأنّ كرسيّ الحكم قد كتب عليه : حجز مسبقا. كما لم يحرك جيش الشاه                                                       ساكنا أمام شغب أنصار الخميني العزّل، و هم يصولون ويجولون في شوارع طهران رافعين صور الخميني و شعاراته و مندّدين بالشاه وعوراته ،لأنّ اليد الأمريكية سحبت عنه موصل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و (2) و (3) المصدر السابق ص 26 و 24   
( 4) الشيوعية  المتمثلة في حزب تودة المرتبط بالإتحاد السوفياتي ، و قد تمّت تصفية إفراده بشكل تام بعد إنجاح ثورة الخميني تنفيذا لتوصية " الشيطان الأجمل و الألطف" في العــــالم الشيطان الذي يهب لأعدائه السلطة و الجاه و الثراء !!.
(5) موسى الموسوي الثورة البائسة ص20 .                                   
(6) الفكر الغربي دراسة نقدية لأنور الجندي
 (7) الثورة البائسة د. موسى الموسوي ص 83/ 39 /   50 .
                                                                            
14





ــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 203
الكهرباء لــتحوّله إلى آلة باردة بليدة لاروح فيها يتسلّق ظهورها الصبيان. لغياب الإشارة الخضراء عنه حتى يستأنف مهمّته التي أعدّ لها و أتـقـنها خلال ثلاثين عاما، كلّ ذلك  ليفسح المجال للخميني فيما بعد ، للـتشدّق بأن ثـورته كانت شعبيّة عارمة  و ضدّ إرادة جيش الشاه بل وضد الإرادة الأمريكيّة !                                                                                         
أمّا من جارى الدعاية الخمينية ، زاعما أنّ  نجاح ثورة في إيران كان نتيجة التحرّك الشعبيّ الأعزل فقد أسرف في الإستهـانة بعــقول الناس، وحاكي العجماوات في قـلة الفهم وبلادة الإحساس، و إلاّ فمتى إستطاع شعب أعزل حتى في منطقتنا العربيّة ذات الدول  المجهريّة (1) تحدّي بطش الجيش النظامي و جبروته ووفق في خلع حتى عمدة ، نصّبه الحاكم  ؟! .                                                                                                  
خذ مثلا الأردن ذات الإمكانيات المتواضعة جدّا  ،و تأمّل  كيف سحقت ذات أيلول أسود  مـن عام 1970 جيشا فلسطينيّا كاملا متمرّسا على فنون الحرب و القـتـال وله من  الدعم الشعبيّ النصيب الوفير ،( يشكل الفلسطينيون نصف الشعب الأردنيّ على الأقلّ) فاذا كان جيش المقاومة الفلسطنية قد أبيد بالكامل  من قبل نظام اردني معدم يعيش عـــلى صدقات أمريكا ، فما عساها تحقّق مظاهرات شعبيّة عزلاء في مواجهة جيـــش الشاه الـــذي" قوامه400 ألف جنديّ مدجج بالسلاح ، ومعـدّاته العسكرية أرضيّـــة و جوية كانت تــــقدّر بثلاثين بليون دولار، و خبرات عسكرية و مستشارين أجانب كانت تكلـّف الشعب أربعة آلاف مليون دولار سنويا"(2) .                                                                                                              
قد يقول قائل : ألا تدلّ عشرات آلاف  القتلى على فدائيّة و جماهيريّة ثـورة الخميني ؟ والإجابة نتركها لرفيق الخميني و ركن دولته د. موسى الموسوي الذي كتب في ص 59  من كتابه" الثورة البائسة " عن هاته النقطة " ما نصّه :" إنّ الأرقام التي كان الخميني يعطيها عن عدد شهداء الثورة و يقدّرها بثمانين ألف شهيد ، كلّها كاذبة و غير صحيحة ، و الخميني كان يعرف ذلك ، لأنه طلب من أسر الشهداء في بلاغات إذاعيّة و صحافيّة أن يقدّموا بمكتبه ما يؤيّد كونهم من ذوي الشهداء ، كما طلب صورة كلّ شهيد و بيانا عنه حتى يطبع تلك المعلومات في كتاب خاصّ يصدر بإسم شهداء الثورة الإسلامية  الإيرانية ،ثم يقدّم المكفآت المالية لذويهم . لم يراجع مكتب الخميني  أكثر من الفين و تسعئة و ثمانية و ثمانين  شخصا  فقط بالوثائق طيلة الشهور الستة التي كان المكتب خلالها يعلن نداء الخميني للشعب الإيراني كرّات و مرّات(3) ، وعرف الخميني قبل غيره أن رقم ثمانين ألف أكذوبة نيسان ـ أبريل ـ ما أنزل الله بها من سلطان، و لذلك ألغى مشروع الكتاب ـ الفضيحة التي كادت تـلحق به" إهـ  .                                                                                                                 
ــــــــــــــــــــــــ
(1) دولة ليست سوى بئر و نخلة / دولة أصغر من عورة نملة / دولة تسقط في البحر إذا حرّك الحاكم رجله ! ( أحمد مطر ) .                                                                
(2) الثورة البائسة ص 26
(3)  حين أراد الله كشف زيف شعبيّة الثورة الخمينية ، جعل خميـنيّها يشترط جلب صورة لشهدائها، و لو أهمل ذلك الشرط ، لوردت على ذلك المكتب أسماء تملأ أسفارا تعجز حمير ايران عن حملها ، و لضمت تلك الدفاتر أسماء المنتحرين ، وهلكى الإيدز و المخـدّرات وضحايا حوادث السّير. فإذا كان الشيعيّ القاتل نفسه لطما وضربا بالسكاكين في مآتم عاشوراء، يعتبر سيّدا بميتته تلك  ، ليلحق كافة افراد عشيرته بالنسب النبويّ ، فما ظنّك بمن قـتل وهو ينادي بدولة شيعيّة توفّر ملاذا آمنا يغري المهدي الهارب خوفا من أعدائه  بمفارقة سردابه و الإلتحاق بشيعته و أحبابه .لا شكّ أن ذلك الشخص الذي مات بيد أعوان الشاه  سيلحق مع عشيرته بالقديسين و الأنبياء .

15





وحتى لو غضضنا الطّرف عن منجم الكذب الشيعيّ الذي لا ينفذ ، و صدّقـنا بأن عدد قتلى ثورة الخميني كان بالفعل 2988 قتيلا ، فإنّ ذلك الرقم المتواضع لا يغني من جوع لكونه لا يفوق عدد " وجبة " واحدة  لجيش صدّام حسين من الأكراد ،أو لجيش حافظ الأسد من السوريين أو  لجيش سياد بري من الصوماليين، فدعكم من اللغو ، و احترموا عقولنا .                                                                            

المشهد السابع
لعلّ أشدّ مشاهد المسرحية الخمينيّة خلوّا من الطّلاء والماكياج و التمويه ، واعظمها إستبلاها للعالم ، تلك التي تصوّر  شيخ قم و هو يستقلّ طائرة بوينغ، ليهبط بها  في مطار طهران على الرغم من أنّ شابور باختيار رئيس وزراء الشاه كان حاكم ايران و قتها " و لم يسقط سلاح الجوّ الإيراني طائرة البوينغ، مع أنّ قائد الجيش كان يحمل في قلبه الولاء الكامل للشاه ،لم يقدم على هذا الأمر الذي كان آخر بارقـة أمل لإنقاذ  النظام الشاهشاهي في نظر المخلصين للنظام. وقد جازى الخميني بالإعدام هذا القائد الذي كان بإستطاعته إسقاط طائرته والقضاء عليه و على زمرته التي كانوا في معيّـته و مئة و خمـسين صحفيّ من أنحاء العالم "(1)
فلو فرضنا جدلا أنّ الإقدام على تلك الرحلة الإنتحارية كان شجاعـة من الخميني ، الشيخ  الهرم الذي شـرب كاس الحياة حتى الثــّمالة واستمتع بخمسها وعـــشرها، وكرع من حلالها و حرامها(2) فما الـذي يدفـع ب156من الصّحفيين المنعّمين من مخـــتلف الجنسيات إلى المخاطرة بحياتهم، وإستقلال طائرة مع معارض سياسيّ من العالم الثالث ، كلّ رأسماله جماهيرعزلاء تجابه نظاما دمويّا أرخص ما لديه دماء شعبه ؟!! هل هانت على هؤلاء حياتهم الى تلك الدرجة ، فقرّروا الإنتحار بشكل جماعي؟ أم شملتهم كرامة الخميني فـتشيّعوا عن بكرة أبيهم؟ أم أنهم كانوا يدركون أنهم يقومون برحلة سياحية لا غير؟! هذا ما يذهب إليه كلّ عاقل. فاللعبة إذن مكشوفة منذ البداية ، فبفضل الشيطان الأكبر، وصل الخميني إلى السلطة ، ولم يجد ــ للهفـته عليها، في بدء أمره ــ حرجا في تعيين ثلاثة عفاريت من نسل  الشيطان الأكبر،( ثلاثـة وزراء من ذوي الجنسيّة الأمريكيـة)،عربون وفاء للشيطان الأكبر" ذاهلا عن حقيقية أن" وجود شخص أمريكي الجنسية في قلب النظام، كان تعبيرا بـــليغا عــن
ــــــــــــــــــــــ
(1) الثورة البائسة د. موسى الموسوي ص59 ( كما قتل شابور باختيار لاحقا في باريس)
(2) " لمّا كان الخميني مقيما بالعراق كنّا نتردّد عليه و نطلب منه العلم حتى صارت علاقـتنا به وثيقة جدّا ، و قد إتفق مرّة أن و جّهت إليه دعوة من مدينة تلعفر، وهي مديـــنة تقـع غرب الموصل على مسـيرة ساعة و نصف تقريبا بالسيارة ، فطلبني للسفر فسافرت معه ، فأستقبلونا و أكرمونا غاية الإكرام مدّة بقائنا عند إحدى العوائل الشيعيّة المقيمة هناك ، و قد قطعوا عهدا بنشر التشيّع في تلك الإرجاء ، وما زالوا يحتفظون بصورة تذكارية لنا تمّ  تصويرها في دارهم . و لما انتهت مدة السفر رجعنا و في طريق عودتنا و مرورنا في بغداد أراد الإمام أن نرتاح من عناء السفر فأمر بالتوجّه إلى منطقة العطيفية حيث يسكن هناك رجل ايراني يقال له سيد صاحب كان بينه و بين الإمام معرفة قويّة ... ثمّ لما كان العشاء  أتونا بالعشاء و كان الحاضرون يقبّلون يد الإمام و يسألونه و يجيب عن أسئلـتهم ، و لمّا حان وقت النـــّوم و كان الحاضرون قد انصرفوا إلاّ أهل الدار أبصر الإمام الخميني صبيــّة بعمر الأربع سنوات أو خـمس و لكنها جميلة جدا فطلب الإمام من أبيها إحضارها للتمتّع بها  فوافق أبوها بفرح بالـغ [ لو طلب أمّها لمات السفيه فرحا!] فـبات الخمينّي والصبيّة في حضنه و نحن نسمع بكاءها وصريخها!.... و كان الخميني يرى جواز التمتّع حتى بالرضيعة ضمّا و تفخيذا و تقبيلا  انظر كتابه تحرير الوسيلة م 12 ص 241 مسألة 12 "" انظر كتاب لله ثمّ للتاريخ  " للسيد حسين الموسوي . ص 37 و 38) .                                                     

16






ـــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 205
التعاون الحميم بين الثورة و أمريكا ، ناهـــيك عن المحادثات التي دارت رحاها في باريـس بيــن الخميني و رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق، ولم يكن اليزدي هو الأمريكي الوحيد في الدولة ، بل كان كلاّ من أمـــير إنتظام وزير الدولــة و الناطق الرسميّ بإسمـــها، و دكتور جمران وزير الدفاع،على شاكلة اليزدي ،يحملان الجنسية الأمريكية و كان من الشــّائع أنّ الـيزدي وزميليه عميلان مأجوران معروفان للمخابرات المركزيّة الأمريكيّة "  (1) .    

المشهد الثامن و الأخير

" و لمّا لم يسمع الشعب الإيراني جوابا مقـنعا عن سبب وجود الوزراء الذين يحملون الجنسية الأمريكية في قلب الدولة الخمينية ، و بقيت العلاقات مع الأمريكان على أحسن ما يـرام"(2)  تفطّــنت الإدارة الأمريكية  إلى كونها بالغت في إستبلاه العالم ، فكان لا بدّ من إختــلاق قضيّة إحتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارة أمريكا في  طهران، سـترا لعورة نظام الخمـيني الذي نصّب نفسه ناطقا رسميّا بإسم الإسلام الكسيرالجناح، و محوا لصبغتها  الأمريكية من الإذهان،  قصد إفساح المجال  للخميني للـتبشير بها (الثورة) والتهديد بتصديرها إلى كافة العالم الإسلاميّ ، موسعا أمريكا شـتما لا يضيرها(3)، ما دامت قد أودت بالإبل(4) وحقّـــقت مصالحها و مصالح حليفـتها اسـرائيل في إنجاح الثورة  التي تحقّق بها إخراج الأفاعي و العقارب الشيعيّة من سـراديب الإهمال، كي تؤذي أهل التوحيد و تـشتـــّت جـهودهم، و تخـتلق لهم معارك جانـبيّة تبـدّد طاقاتهم، و تصرفهم عن قضاياهم الكبرى ثم لتكون مع البقرة الإخوانية الحلوب مطية امريكية عديـمة التكاليف .                                                                                                    




ــــــــــــــــــــــــــ
(1) و(2) د. موسى الموسوي الثورة البائسة  ص21 و 23  .                                
(3) نعيد تذكير القارىء بالسياسة الأمريكيّة التي عبّر عنها نيكسن بقوله :" نحن نأذن لأصدقائنا أن يلعنوننا علانيّة ليتجنّبوا الإحراج في مقابل أن يؤيّدونا سرّا "..لكـــن بعد التحالف الإيراني الأمريكي في افغانستان،  و العراق، لم يعد  مسالة عمالة ايران سرّا،  إلاّ على العميان من زعماء و كهنة "الإخوان المستسلمين". قاتلهم الله أنّى يؤفكون.                                                                     
(4) أعني المثل العربي القائل:أوسعته شــتما و أودى بالإبل،أي أشبعت مغـتصب الإبل شتما ، ولكنه أخذ ها و ذهب بها!. و يذكرهذا المثـل في معرض الهزء  بمن كان كلّ ردّ فعله  الشتم ، مع الإعتقاد بأن ذلك هو منتهى النيل من العدوّ المغير !! ، و هي نفس سياسة حكام المسلمين تجاه دولة اليهود ، ففي كلّ مرّة يندّدون فيها بإسرئيل ، كان لسان حال اليهود يردّد : قد ملأنا الأرض من أشلائهم / فدعوهم يملؤوا الدنيا كلاما !  .                                                                                                         و لعل الشاعر أحمد مطر يعد أحسن من ترجم هاته السياسة شعرا ، حينما قال : بدعة عند ولاة الأمر صارت قاعدة / كلّهـــم يشـتم أمريكا /و أمريكا إذا ما نهضوا للشـتم تبقى قاعدة / فإذا ما قعدوا / تنهض أمريكا لتبني قاعدة !! .                                                                                                                                           

17







الباب الثاني

لماذا تمّ إنجاح ثورة الخميني؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذا بالمثل القائـل : كلّما بالغ الإنسان في الصعود، كلما كان سقوطه أشدّ دويّا وتهلكة ،عمل الغرب على تسليط إلأضواء الكاشفــة على ثورة الخميني ، ليـكون الإنتـباه إليها أشــــدّ و لتكون عوراتها أكثر بـروزا،لأن" تضخيم الثورة الخمينية، و تضخيم مرشدها ، بالصورة التي شهدها العالم ، كان سببا في تضخيم بشاعة و فداحة الأعمال التي ترتكب فيها بإسم الإسلام ، فكلما ألصقت بالإسلام أعمالا بشعة، وأرتكبت بإسمه أحكاما جائرة وأعمالا همجيّة ، نجح المخطّطون في تخطيطهم نجاحا باهرا وعظيما ، و نجح المنفّذون في إرضاء سيّدهم ... فالحجم الذي أعطي للخميني بصفته مرشد الثورة الإسلامية و حامي حماها، سواء من قبل الخميني أوالأجهزة الإعلامية الداخلية والخارجيّة،لا يخلومن ذكاء بارع لـتــشويه سمعة الإسلام الذي يمثّله هذا الشخص .. فهذا التضخيم للثورة ، وهذا الــتضخيم لمرشدها ، ليس أمرا إعتباطيّا أوغير مقصود ،أنه تخطيط لــتسليط الضوء على ما يجري في ايران بقيادة الخميني و الخمينييّن الحاكمين ، وإلـــصاق أعمالهم بالإسلام تــشويها له و إزدراء به ... إنّ الأعمال الهمجيّة التي أرتكبت بإسم الإسلام وأعطت ذلك الإنطباع المقصود، كانت النتيجة المـتوخاة منه إظهارالإسلام بمـظهر الدين المتخلّف، والنظام البربري الذي لا يليـق بالإنسان ، و المناقض مع كرامته  وحقوقه في كل زمان و مكان " (1)  .                                                                                                                                 

فالغرب المتوجّس خيفة من "الإسلام الأصولي "، و الغرب الساعي بكل وسيلة إلى تلفيق التهم الكاذبة وإختلاق المعوّقات والعراقيل للحيلولة دون أسلمة دساتير بلاد المسلمين من خلال القضاء على اي بادرة لوجود حركة جهادية أو تغيير مستقل عن وصايته(2)، هوالغرب نفسه الذي إحتضن  الخميني في فرنسا، بنت الصليبيّة البكر، حيث إستقرّ شيخ قم  هناك في " نوفال لو شاتو قرب باريس تحمـــيه الشرطة الفرنسية ، و كلّ الإذاعات العالمية، و الصحف الكبيرة تـنشر ما يقوله ضدّ الشاه"  (3).                                                                                                                      
كما لم تفوّت بريطانيا،على نفسها فرصة المساهمة في الكرنفـال الإســتعراضيّ لثورة خميني
لمزيد تشويه صورة الإسلام في تصور أبناء المسلمين، لنزع ثقتهم فيه و إلى الأبــد، (4) من 
ـــــــــــــــــــــــ                                                     
(1) د. موسى الموسوي الثورة البائسة  ص 60/ 62                                                                                        
(2)  قبيل و بعيد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر في إنتخابات في أوائل التسعينات ، علا صوت أمريكا وفرنسا بضرورة تفتيش الأراضي الجزائريّة من أجل معلومات وصلتهما عن تواجد مصانع أسلحة  كيمياويّة لا ترضي المجتمع الدوليّ ، تمهيدا لتدخّلهما في شؤون الحكومة الإسلامية في صورة رؤيتها النور، لكن بمجرّد إستيلاء العسكر على الحكم هناك ، سحب ذلك الإتهام و دخل طيّ النسيان !؟ و كذلك قل عن تجارة المخدرات الموهومة التي اتهمت امريكا امارة طالبان بادارتها، و ما ان سقطت الإمارة الإسلامية التي ثبت انها كانت حربا على المخدرات، حتى  نشطت تجارة الأفيون تحت رعاية  الإحتلال الأمريكي  هناك !.
(3) الثورة البائسة د. موسى الموسوي ص 30  .                                                                                   
(4) لا تكاد وسائل إعلام الغرب  تذكر الإسلام و المسلمين إلاّ في معرض القدح و التشويه لتعرض على أنظار العالم ، الراعي العجوز الذي ذبح ذبح النعاج في الجزائر ، والطفلة التي أغتصبت،ملقية التهم جزافا، ناسبة ما يقترفه جنرالات الجيش في الجزائر إلى " الإرهابيين  الإسلاميينّ "، كما  تتفنّن وسائل الإعلام =

18








ــــــــــ حمّادي بلخشين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 207

اجل ذلك" كان موقف بريطانيا كما تشهد به إذعـتهم الرسميّة ، مع الخميني و ثورته "(1) كما" إنضمّت إلى الخميني إذاعة بي بي سي الفارسيّة في لندن لتذيع كلّ ما يقوله و يطلبه من الشعب الإيراني " (2)  .                                                                                                                                                      

لقد كان من جملة أهداف الغرب من بعث الفكر الشيعيّ  من جديد ، الحدّ من إنتشار ظاهرة العودة  إلى الدين ، بهدف تـقليص نفوذ الإيمان بالغيب من حياة الناس ، خدمة لأهداف اليهود في نشر الإباحية و إشاعة روح الإستهلاك وعبادة الدنيا ونبذ كلّ قيم نبيلة في الحياة، بغرض تذويب ثقافات الشعوب في الفـكر الأممي( العولمة كما سميت فيما بعد) الذي يلغي الفوارق الدينيّة والثقافية سامحا لليهود وقوى الشر عامة، بامتلاك ناصية العالم التعيس .                                                                          

و لقد إستغلّ أعداء الإسلام منذ مطلع القرن الماضي  ظاهرة التشيع لإستقطاب صفوة شباب المسلمين إلى مذاهبهم الإلحاديّة الهدّامة ، بعدما حوّل التشيع دين الإسلام إلى مسلّمات خرافيّة بعد  صبّه في قوالب أسطورية  يحيط بها الغموض و تكتـنفها  الأسرار والأحجيات الـــتي لا
يقدرعلى فكّ رموزها( حسب زعم كهنة الباطنية) ،غير فئة لها قدرات غير بشرية من معرفة الغيب و قراءة ما تخفي الصدور، وغير ذلك من ضروب الشعوذة، و بمعنى أوضح ، حين جعلت الشيعة الدين حكرا على بسطاء العقول من العوام الذين تستهويهم الأساطير و تهزّهم خوارق أعمال الأبطال الوهمييّن ذوي القدرات الغير محدودة التي لا تصطدم بذهنيّتهم الطفولية ،أمّا العناصر المسـتنـيرة ،التي لم  تـجد في الــدّين و المتدينين سوى مادّة للـتندّر فقد نبذته بالكلية، بل وضاقت ذرعا بالإنتماء إلى أمّة ذلك موروثها الثقافي السخيف ، لأجل ذلك ، فإن الإنـتـشار الهائل للشيوعيّة  ورواج سوقها في منطقة إيران و العراق و سوريـة وتركيا "كان وليد التشيّع ، فالشيوعيّون في تلك الأقطارهم من صميم أبناء الشيعة ، وقد وجدوا أنّ المذهب الشيعيّ عريقا في الخرافات والوهم والأكاذيب التي لا تعقل،فكفروا به  ووجـدوا  
ــــــــــــــــــــــــــــ
= في عرض الصور المروّعة  للمرأة القروية الباكستانيّة قبيل موتها بثوان معدودة ، وقد شوّهت معالم وجهها بفعل الحروق التي أحدثها لها زوجها بعدما سكـب عليها البنزين واشعل فيها النيران بسبب زيارتها غير المرخّص فيها لوالدتها! كما تعرض على العالم قصة البنت التي إختطفها أهلها من أروبا و شحنوها مغلولة اليدين إلى الريف المغربي ليزوّجوها غصبا بمن يشاءون ، كما تعرض على العالم ، خبر السيّدة السويديّة حديثة الإسلام، و لمصابة بنزيف حادّ نتيجة عمليّة ختان نصحـتها  بها إحدى الإفريقيّات  المسلمات حتّى يكتمل و يصحّ إسلامها !! .                                                                                   
 فوسائل إعلام الغرب الباحثة عن كلّ غريب و شاذّ،أدركت أنها بتسليط أضوائها على الخميني و نظرية ولاية الفقيه الباعثة على التقزز، ســتنجز" خبطة العمر" وستطوّق المسلمين بعار الدّهر، و ستقيـم  لدينهم جنازة رسميّة ، حـتى لا يملك أيّ  مسلم بعدها إلاّ أن يتوارى من  أهل الأرض من سوء ما رمي به ، و حتى لا يملك رجل الشارع إلاّ أن يحمد الله على جنّة العلمانية الحاكمة ورفقها به ، معلنا براءته من نظام إسلامي ستالينيّ على شاكلة نظام الخميني . كما من شأن تلك الأخبارمضاعفة مخاوف ابناء المسلمين من خطر نظام إسلاميّ قادم يعيد تجربة الكنسيـة المؤيدة لظام الملوك ورجال الإكليرويس الفارغي الرؤوس . مخاوف لم يستطع الإسلام الإخواني المخنث، أن  يغيّر الحكم  المسبّق عليه من الأذهان ، لنجدهم يصرّحون بكلام من قبيل ما ورد على لسان عبد المعطي حجازي في جريدة  الإهرام بتاريخ  4/ 11 / 1992 حيث كتب محذّرا :" ففي بلادنا  جماعات و مؤسسات تريد أن تلعب دور الكنيسة القـديم و أن تكرّر اخطاءها  الماساويّة ( إنتهى )  فماذا رأي حجازي ، و قد  وقع  الفاس في الراس ، و وجد  من يدعو صراحة، من دون خجل أو تورية، إلىإحياء  تجربة حكم رجال الكهنوت الكنسي  بكلّ تفاصيلها الشاذة ، و بطريقة اشدّ تعاسة و بؤسا ؟! .                                                                                            
(1) و (2) د. موسى الموسوي  الثورة البائسة  ص 31    .

19








أمامهم المنظمات الشيوعية ذات دعاة ولها كتب بمختلف الّلغات، وتسيرعلىأساليب علـميّة إقتصاديّة وغيرها في الدعوة، فوقعوا في أحابيلها،و لو أنّهم عرفوا  الدين الإسلامي ّ بفطرته و تعلّموه سليما من غير طريق التشيّع  لعصمهم ذلك عن السقوط في هذه الهوّة "(1)                                                                         

و لقد لعب التصوف السلفي السني في المناطق الخالية من الشيعة ، نفس الدّور المقيت في صرف عقلاء الناس عن التديّن وإلإيمان بالغيب عموما، فكانت الإشتراكية العلمية والليبرالية الرأسمالية والوجودية الإلحادية، ممرّات إجباريـّة شديدة الجذب في المسار الفكريّ  لهؤلاء، حيث أن كلّ الطرق كانت تؤدّي إليها ، وتـدفـع إلى إعـتناق مبادئها و الإرتـماء في أحضانها،  لكونـها تـشكّل طرحا عقـلانيا مقـنعا، لا بديل لهم عنه غيرعالم هلاميّ مـغلّف بالوهـم والخرافة ، تـتكلّم بإسمه فئة متخلفة و مدانة على مستوى عالميّ بالعمالة، والدعم غير المحدود لأعداء الشعب ، أي الحكام.

فلمثل الفكر الشيعيّ القامع للعقل(2) يفـتح  الغرب الأبواب،ويسلــّط الأضواء و يعطىالضوء
الأخضر للعمل ، بينما توصد الأبواب و توضع العراقـيل أمام المسلمين ، و تمـلأ بهم السّـجون و المعتقلات ، و إلاّ فلماذا تحرم جبهة الإنقاذ في الجزائر من الوصول إلى السلطة بعد نجاحها الساحق في الإنتخابات ؟ و كيف يسفّه الشعب الجزائريّ كلّه و يلقى بإختياره عرض الحائط و يساق المنتخبون ومن إنتخبهم إلى جحيم المعتقلات الصحراويـة  تحت سمع لعالم وبصره، خصوصا سمع و بصر فرنسا " أمّ الديمقراطية و حقوق الإنسان " ، و بمرأى و مسمع من أمريكا صاحبة الحسّ الديمقراطي المرهف الذي يسوقها إلى أقصى الدنيا لتعرّض فلذات أكبادها بإرسالهم إلى جزيرة  تاهيتي في مهمّة إعادة الضبّاط الإنـــقلابيين إلى
ثكناتهم، و تنصيب الرئيس المدني المنقلب عليه من جديد ،وكأنّ العالم الإسلامي تحكمه  أنظمة ديمقراطية ، حتى تغض أمريكا الطرف عن جلاّديها ،ويحمرّ أنفها غضبا للديمقراطية المنتهكة في جزيرة تاهيتي؟! والجواب لا يحتاج إلىعبقرية فديمقراطية تـتيح قدرا بسيطا من حريّة التعبـيروالتنظيم وتمكن المسلمين من إختيار من يتكلم باسمهم ويعمل بدينهم لن يسمح بارسائها ابدا إلاّ على جثث قادة الغرب ،الذين يذرفون دمـوع التماسيح على حقوق الإنسان ، إذا كان اروبيا أمّا إذا تعلّق الأمر بالمسلمين و بأدغالهم المسماة مجازا مجتمعات، فقد الغرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1) محبّ  الدين الخطيب، من مقدمة كتاب." الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإثنى عشرية "  .                                                                                  
(2) لما أيقن بناة الدين الشيعي أنّ القرآن الكريم لا يتضمن ما ذهبوا إليه  مـن إمـامة علـيّ و ذرّيته، ومن عبادة أهل البيت من دون الله تعالى ،عمدوا أوّلا الى القول أبنّ القـرآن قد وقـــع الـــتلاعب بنصوصه زيـــادة و نقصانا ، ولكنّهم حيال النصوص القرآنية القطعيّة الدلالة ، بإمتناع التحريف عن كتاب الله لتكفّل الله ذاته بحفظه ،إدّعوا أنّ فهم نصوص القرآن من إختصاص أئمّتهم، ولا عبرة لمعناها الظاهر بحجّة أن معانيها سريّة (!ورد في "الكافي" باب ان الأئمة مـعدن العلم وشجرة النبوة " ! كما ورد على لسان احد ائمتهم قوله:"و نحن سرالله و امانته"!! )، و زيادة في التعمية، زعموا أنّ السبب في كون فكّ معضلات نـصوص القرآن والسنة ليست في متناول الجميع، هوأنّ حديثهم " صعب مستصعب "(هكذا ا جاء في الكافي للكليني "باب في ما جاء انّ حديثهم صعب مستصعب"!)  وفي نهاية المطاف، و لأجل احكام الطوق على العقول ،أخذا بالطريقة الكهنوتية النصرانية" إعتقـد وأنت أعمى" حرّم أكابر الشيعة على أتباعهم حتى مجرّد السؤال (ورد في الكافي ، باب التسليم وفضل المسلّمين، ثمانية أحاديث تنصّ على"أنّ على الناس أن يقبلوا كلّ ما يصلهم عن الأئمّة رضي الله عنهم بدون أدنى سؤال " ( إنتهى )  .                                                                                                                                                        

20









ــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص  209

صوابه،  و خرج عن طوره ، وتخلّى عن عقلانيّته ، وأدلــى قادته بتصريحات تـنضح سمّا  و تكشف عن نفسيّة إجراميّة حقودة ، من قبيل ما سطره المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه" باثالوجيا الإسلام: حين كتب أنّه " من الواجب  إبادة خمس المسلمين و الحكم على الباقين بالأشغال الشاقّة و تدمير الكعبة و وضع قبر محمّد في متحف اللّوفر " ( انظر قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله لجلال العالم) .                                      

ثمّ لماذا يطاح بنظام طالبان المعدم ، ويعطى الضوء الأخضر للخميني لإقامة دولة غنيّة ؟ والجواب:أنّ الدين  الشيعي بالإضافة إلى كونه يخدم مصالح الغرب الماديّة ، فإنه  يساعد في تـشويه التديّن و المتديّنين .

واذا كان ايران الشيعية قد تعاونت سراـ قبل ان تجاهر بمظاهرة الغرب على المسلمين(1) فان كل الدول" السنية" تتعاون مع تلك الإدارة في وضح النهار، و ضد مصالح شعوبها وضد ما يوجبه عليها دين الإسلام ، كل ذلك بتسويغ من الكهنوت السلفي الذي يسمح للحاكم ان يحكم باي دستور شاء دون ان يقع تحت طائلة التكفير، حتى لو جاء بكل مكفرات الدنيا كما يسمح له أن يتحالف مع اليهود و النصارى دون ان يراجع أو يثار عليه، بحجة وجوب طاعته المطلقة كشرط للـزوم الجماعة (القطيع) كما يضفون على جرائم الحاكم صفةالإجتهاد المأجور، فيـجعلونه في حلّ من المتابعة القضائــية. فــي حين يضيّـــقون على الفـرد المسلم و يشددون عليه الخناق، الى حد مطالبته بأنه  لو استطاع أن لا يحكّ راسه إلاّ بأثر ــ حديث ـ فـليفعل!(هكذا اوصوا).. واذا كانت كتب القوم تدندن حول مسألة أنه لا تجوز طاعة الحاكم اذا امربمعصية، فذلك لا يغير من واقع المأساة شيئا لأن الحاكم لم يعد يامر بغيرالمعصية بل و الكفر المحض(2) ولم نر من تصدى للحاكم  الفاسد الا القليل الشاذ... و ان كنا نرجو من ذلك القليل أن يعلن بشجاعة ان الخلل الكامن وراء سقوطنا يتمثل في الفكرالسلفي الذي صيغ على مقاس الحكام ،وان الخير كل الخير في اعـادة  قراءة في  كتب الحديث علي ضوء الإسلام النبوي المعافى من الملكية الوراثية التي شوهت ملامحه اعتمادا على الغباء السلفي السائر في ركابها (3).  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لقد أبلت القوات الإيرانية البلاء الحسن فى مؤازرتها  الجيش الأمريكي من أجل القضاء على نظام طالبان المسلم ، منتقمة في نفس الحين من أحفاد الأفغان الذبن قوّضوا دولتهم الصفوية بمساعدة من الدولة العثمانيّة .فقد كشف الرئيس السابق رفسنجاني عن سرّ مشاركة جيش ايران في تلك الحرب  متبجّحا في خطبة  جمعة له بجامعة طهران بانه لولا "  مؤازرة الجيش إلإيراني لغرق الأمريكان في المستنقع الأفغاني" ( انظر صحيفة القدس العربي شباط 2002 ).
(2) و كيف لا يفعل ذلك وقد منحته السلفية حق الفيتو لإفساد كل اجماع بدعوى أن الشورى غير ملزمة كما  منحته صلاحية الإنفراد  بتغيير المنكر باليد!!  بمعنى ان تلك الثدييات السلفية قد سلمت الســـموم للــجرذان و قالت لها استعمليها على مزاجك في الوقت الذي يناسبك! تصبح على خير!                
(11)  الملكية التي مسخت مفاهيم حيوية لعل اهمها مفهوم شهادة التوحيد الذي يعد الكفر بتأليه الفرد اهم شطريها بعد الإيمان. كما زيفت قضية حرية الإنسان وقدرته على الفــــعل والترك التي هي اساس الـــتكليف و جعلت اعمال الإنسان المنحطة مخلوقة من قبل الله تعالى ، كما كبلت الفرد المسلم بنظرية القضاء والقدر بتصورها البعيد عن القضاء و القدر الإسلامي لتجعله مستسلما لواقعه منصرفا عن الضرب على يدي ظالمه بحجة ان هؤلاء الأبالسة قد اختارهم الله لحكمه و لا منا ص له من طغيانه غير موته غمّا أو قدوم مخلّص اسطوري(مجددّ القرن) كي ينتشله من الحضيض!! .                       

21








خلاصة ما تقدم

 كان هدف الغرب من حضانة ثورة الخميني، بالإضافة الى مزيد تقسيم بلاد المسلمين عبر احياء النعرات الطائفية والعرقية، بين سنة و شيعة ، عرب و فرس ،اظهار الإسلام كانه لا يختلف عن سائر الأديان في ايمانه بالخرافة وبحكم الفرد المعـصوم، و بأنه يمثل كسائر الأديان والمنظومات الكهنوتية، وصمة عار يجب البراءة منها، وسـوأة يجب دسّها في التراب، و ردّة حضاريّة يجب على كلّ صاحب فكر مسـتـنيرادانتها .
 هذا بالإضافة الى " تعريف الإسلام بأنه دين الإستبداد و سلب الحريّات، وهي الســياسة التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية في ايران و باركها مرشد الثورة عندما قال : سأقطع لسان من يقول  كلمة ضدّ الجمهورية " (1) .            
" تعريف الإسلام بأنه دين بعيد عن العدالة و الرحمة كما هي الحالة في محاكمات محكمة الثورة من إعدام الصبية و الشـــيوخ و النساء الحوامل و المرضى والجرحى بتهم سياسيّـة ، و محاكمة و إعدام مئة شخص في مئة دقيقة " (2) .                                                      
" تعريف الإسلام بأنه دين التجسّس و الفــتـنة ، كما أمر به مرشد الثورة ، حيث طلب من الأب أن يتجسّس ضدّ ابنه ، و من الأمّ ضدّ أولادها  ،و من الجيران ضدّ جيرانهم ، و من الإبن  ضــــدّ والديه  حتى يكتشف النظام الحاكم  نوايا المعارضين الذين يريدون تقويضه ، أو محلّ إختفائهم أو تجمّعاتهم " (3) .                                                                                                      
" تعريف الإسلام بأنه دين مصادرة الأموال و سلبها من الناس ظلما و عدوانا كما ارتكبها  الطغاة في ايران بإسم الإسلام ، و باركها مرشد الثورة بقوله:أموال الأثريــاء كلها جمعت من
الحرام ويجب مصادرتها!،و لذلك صودرت أموال كبار التجّار و أرباب الصناعات، لصالح
المستضعفـين ،أمّا من هم المستضعفين  فعلمه عند الله ! "(4).                       
كما لجأ الغرب الى انجاح ثورة الخميني و ابرازه في صورة عدو الغرب ليبرر جرائمه في بلاد المسلمين، وليوهم االرأي العام العالمي بان تدخله في بلادنا ، من قبيل الضربات الإستباقية التي تقتضيها سلامته ورعاية مصالحه، خصوصا وهو المهدد من قبل الغول الإيراني المتربص! والذي يمتلك أو سيمتلك  من الأسحة النووية ما يعرض  الغرب برمته للدمـار !!! و الحال ان ايران لا تكــنّ لأمريكا و للغرب الا ما تكنه بثينة لجميل أ و مونيكا لوينسكي لبيل كلينتن ! 
                                                                                                                 واخيرا... لعل إعــدام الشيعة الطاغية صدام حسين (5) يوم عيد المسلمين ما يدل بشكل قاطع  أن للقوم دينهم اعيادهم و مقدساتهم المباينة لـدين و مقدسات واعياد المسلمين. وانهم لا ينتمون الى أمة الإسلام و ثقافة الإسلام لا من قريب أو من بعيد . وعلي الرغم من
ذلك لا نجيز قتل المدنيين منهم و لا حرمان ام من ولدها ،ولا والد من ولده ، لمجرد انه شيعي، لأن تعاليم الإسلام التي تحكمنا  تحرم علينا ذلك قتال العزل و المسالمين أما من رفـع في وجهنا السلاح ، و ظاهر علينا الأعداء فتلك مسألة اخرى.
 و الحمد لله على كل حال و نعوذ بالله من حال أهل النار .                

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و(2) و(3) و (4)  موسى الموسوى الثورة البائسة ص65 و 66 .
(5) فعلوا به ذلك رغم ان  كونه لم يفرق بين سني و شيعي.. بل كان أكثر رجال دولته من الشيعة ( 38 من جملة 50 شخصا من قائمة المطلوبين امريكيا كانوا شيعة!!)

22









ـــــــــــــــــــ حمّادي بلخشين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيعة و التشيع ص 211  

فهرس الكتاب

محتويات الرسالة الأولى ( التعريف بقائد الشيعة):
اهداء .....................................................................................4 تمهيد....................................................................................  5
الفصل الأول/ خلافنا مع الشيعة ليست مسالة تاريخية بائدة ..................8
الفصل الثاني / خلافنا مع الشيعة................................................ 12
الفصل الثالث / شهادة قطر مبتلى بالشيعة.............................................17  
الفصل الرابع/ الشيعة من منظور علماء السلطان و عقيدة الإخوان.............28
الفصل الخامس / أمتنا المخدوعة على الدوام..................................55

محتويات الرسالة الثانية( شاهد من اهلها ) :
مدخل ...................................................................................4  .............      (58)
فصل / أهمية كتاب الكافي صنم الشيعة المكسور ..............................6..................   (61)
فصل/ ما هي مواد النسف التي استخدمها محطم الوثن الشيعي ؟...........8
فصل/  ما يعتقده الشيعة:ان الدين عند الله ليس الإسلام بل امامة علي.. ..10
فصل/ التدرج الشيعي في تقديس الأئمة .........................................14
فصل/ أئمة الشيعة  لهم خصائص الهية..........................................18
فصل/ ربنا " الله" يعد لدى الشيعة دون مرتبة الأئمة !......................20
فصل/ تحريف القرآن منصوص عليه في"احسن" كتب الشيعة.............22
فصل/ من هم رواة كتاب الكافي للكليني..........................................24
فصل/ التشيع منظومة خرافية بشهادة اوثق كتبها ............................26
فصل / التشيع عبادة بشر ......................................................... 29
خاتمة/ التشيع دين جديد............................................................31
دعوة الي الرشد .....................................................................32                      (86)

محتويات الرسالة الثالثة ( أصل التشيع و أصوله)
فصل / الأصل الإسلامي لكلمة " شيعة "......................................4                         (92)
فصل / كيف انطلقت شرارة الفتنة الكبرى ؟...................................5
فصل / منشأ التشيع و منطلقه في الفكر الشيعي .............................10
الباب الأول / الأصول اليهودية للتشيع .......................................12
فصل / محاولة يهودية لتحريف رسالة الإسلام عن طريق التشيع .......15
فصل /  مهدي الشيعة بين الحقيقة و الخيال .................................24
فصل / وجود عبد الله بن سبأ حقيقة تاريخية ...............................26
الباب الثاني / الأصول النصرانية للتشيع .....................................28
الباب الثالث / الأصول المجوسية للتشيع ....................................30
فصل / لمحة تاريخية ............................................................32
فصل / تعصب الشيعة للجنس و الثقافة الفارسيتين........................35                        (123)


23








محتويات الرسالة الرابعة( الشعب الأربع من الفتنة الشيعية) :
الباب الأول/ الشعب الأربع  للفتنة الشيعية .............................4                   ( 128)
فصل / أول شعب الفتنة : عداء الشيعة المزعوم لليهود! ...........7                                         فصل / ثاني شعب الفتنة بالشيعة: قضية سلمان رشدي ............9
فصل / ثالث شعب الفتنة "حزب الله" و بطولاته الوهمية ....... 11
فصل /ايران تستبدل حركة امل بحزب الله...........................15
فصل/ "حزب الله" و سقوط ورقة التوت.............................21
فصل/ رابع شعب الفتنة : خيانة العلماء............ ..................24
الباب الثاني / صور من فتنة الشيعة ...................................25
فصل / فتنة المسلمين داخل جمهورية ايران " الإسلامية ".......27
فصل / الفتنة الشيعية في بلاد المسلمين .............................31
فصل/ كنت من أوائل المفتونين بشخصية الخميني و ثورته!.....34

محتويات الرسالة الخامسة ( الصوفية بضاعة شيعية) :
فصل/  الظروف التاريخية  لنشأة التصوف ......................  4                (165)
فصل / مراحل التطور السرطاني للصوفية ....................... 9
فصل / الصوفية في ايامنا الشيعية  ............................... 19
فصل / الصلة بين التصوف و التشيع ..........................   21   

محتوى الرسالة السادسة ( لماذا وكيف تمّ انجاح الثورة الخمينية في ايران)
   (189)           الباب الأول / كيف  تـمّ إنجاح ثورة الخميني ؟.................... 4
فصل / تحليل موضوعي لملامح الشخصية الغربية ............. 4
فصل / مسرحية صعود الخميني للسلطة ........................ 11
الباب الثاني/ لماذا تم انجاح ثورة الخميني؟   .............. ....18

فهرس الكتاب .......................................................................211
















24







































{ربّ ما اعطيته العقل فماذا حرمته، ومن حرمته العقل فماذا أعطيته}
علي بن ابي طالب رضي الله عنه

{{الحياة عقيدة وجهاد}}
الحسين بن علي رضي الله عنهما

       ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{{إن تجاهل التاريخ خطيئة عقابها ان يتجاهلك الواقع}}
{{إنّ الدولة التي تضع مصيرها في يد شخص أو طبقة, تضعه أصلا في يد الصدفة العمياء }}
المفكر الليبي الكبير الصادق النيهوم رحمه الله وغفر له


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


{{إنّ في مقدوري أن أتفــــهّم الجهل،  و لكنني لا أستطيع القبول بتمجـــــيده ، و أ قـــــلّ من ذلك ,  القــــبول بحقّه في الســيادة }}
الأديبة الصينية يونغ تشانغ

ــــ







ــــ هذا الكتاب ـــ

   لماذا يحارب الغرب فكرة قيام حكومة إسلامية بالجزائر، رغم سلوك جبهة الإنقاذ الجزائرية الطرق السلمية للوصل الي الحكم ، في حين يحفّ الخمينيّ بزفّة إعلاميّة حـتى يجلسه على عرش الشاه ، دون  تكلفة تذكر؟ أم لأن إسلام الجزائر الذي يرعب الغرب، غير إسلام إيران ؟ .                                                     
   لماذا تحارب حكومة طالبان المعدمة ، حربا عالميّة بتهمة الأصوليّة ، في حين يسمح لإيران البتروليّة بالبقاء والتغوّل ؟ أم لأنّ" أصوليّة " طالبان التي تفزع الغرب غير أصوليّة إيران ؟ .                                                                                     
   لماذا يسجن الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن في امريكا ، في ظرف غير إنسانيّة ، بتهـمة الأصوليـة والإرهاب، في حين يستقبل كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الزعيم الطائفي حسن نصر إستقبال رؤساء الدول ؟ أم لأنّ عمامة عمر عبد الرحمن غيرعمامة حسن نصر الله ؟ .                                                                                                                                                              
    لماذا تمنع الدول الإسلامية  تأشـــيرة العمل لحزب إسلاميّ إلاّ بعد تدجينه و إفراغه من محتواه، وإعلان تنازله عن قيم الإسلام ، في حين تسمح لبنان لحزب الله بدخول برلمانها؟
    لماذا يمنع أقرباء الإسلاميين من حيازة بندقيّة صيد في البلاد البعيدة عن دولة اليهود . في حين تسمح الحكومة اللبنانيّة المجاورة  لإسرائيل لحزب الله بإمتلاك ترسـانة عسكريّة و خبراء أجانب يشرفون عليها ؟ أم لأنّ  بندقية الإسلامي الذي يبعد آلاف الأميال عن دولة اليهود  تخيف إسرائيل أكثر من الصواريخ العابرة للحدود التي يمتلكها حزب الله؟                                                                                                            
لماذا يـترك البهلوان الشيعي في لبنان ليستعرض شطــارته في" قـتال " اليهود في حين تجرّد الفصائل الوطنيّة والإسلامية اللبنانيّة  من سلاحها وتمنع من مقاومة المحتل ؟  أم لأنّ فوهات بنادق حزب الله يسيل منها العسل واللبن، في حين أنّ فوهات البنادق الأخرى تفرز موتا  زؤاما ؟ .
    ما حقيقة  التشيع المزعوم لعلى، وللحسين ولأهل بيت الرسول ؟  ما مدى حظ الشيعة من الإسلام ؟ متى و كيف و لماذا ظهر التشيع ؟ و ما هي اصوله العقائدية و روافده الفكرية ؟ كيف ولماذا وصل الخميني للحكم؟ ما هو تاريخ حزب الله ؟ ما علاقة التصوف بالتشيع وما وجه الشبه بينهما ، كل ذلك ستجده في هذا البحث المحايد الذي اعتمـد الإسـلام و احكامه، لا الطائفية ومقررراتها الموروثة، فيصلا للبت في امرالشيعة التي تعد فتنة العصر ، والتسونامي المهلك الذي ارسله الغرب على بلاد المسلمين، بعد  تفطنه الى جدوى التشيع في زيادة تمزيق العالم الإسـلامي وفي صرف المسلمين عن أسلمة دساتيرهم ( قضيتهم الأولى والعاجلة) وعن إماطة رموز الإرهاب العلماني الحاكم، الى الإنغماس في جلد انفسهم ، و إنهماكهم في صراع طائفي عبثيّ  مدمّر.

حمّادي بلخشين
حقوق المؤلف مهدورة ، و لكل جهة الحق في نسخ هذا  البحث المشتمل على ست رسائل و توزيعها دون الإخلال بمحتواه  أو احتكار طباعته و ترويجه .











ــــــــــــــــــــ























































 







Aucun commentaire: