ذكر الاستاذ حسن السقاف في في اكثر من كتاب ان آية ما (يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) انما تدول على حدوث القرآن. ولكن بعد رجوعي لاكثر من تفسير وجدت الاتي:
تفسير البغوي:
(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به . قال مقاتل : يحدث الله الأمر [ بعد الأمر ] قيل : الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى ما في القرآن ، وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب ، ( إلا استمعوه وهم يلعبون ) أي : استمعوه لاعبين لا يعتبرون ولا يتعظون .
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : أي ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث، يريد في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة ، وآية بعد آية ، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت ، لا أن القرآن مخلوق . وقيل : الذكر ما يذكرهم به النبي صلى الله عليه وسلم ويعظهم به . وقال : من ربهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا بالوحي ، فوعظ النبي صلى الله عليه وسلم وتحذيره ذكر ، وهو محدث ، قال الله تعالى : فذكر إنما أنت مذكر [ الغاشية : 21 ] . ويقال : فلان في مجلس الذكر . وقيل : الذكر الرسول نفسه ، قاله الحسين بن الفضل بدليل ما في سياق الآية هل هذا إلا بشر مثلكم [ الأنبياء : 3 ] ولو أراد بالذكر القرآن لقال : هل هذا إلا أساطير الأولين ، ودليل هذا التأويل قوله تعالى : ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين [ القلم : 51 - 52 ] يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقال : قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا [ الطلاق : 10 - 11 ] . إلا استمعوه يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، أو القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم أو من أمته .
قال الرازي في تفسيره :"إنما ذكر الله تعالى ذلك بياناً لكونهم معرضين، وذلك لأن الله تعالى يجدد لهم الذكر وقتاً فوقتاً ويظهر لهم الآية بعد الآية والسورة بعد السورة ليكرر على أسماعهم التنبيه والموعظة لعلهم يتعظون، فما يزيدهم ذلك إلا لعباً واستسخاراً".
وقال ايضًا - اي الرازي - :" لزم حدوث المركب من الحروف والأصوات وذلك مما لا نزاع فيه بل حدوثه معلوم بالضرورة، وإنما النزاع في قدم كلام الله تعالى بمعنى آخر.وكذلك قوله: { مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رَّبّهِمْ مُّحْدَثٍ } لا يدل على حدوث كل ما كان ذكراً بل على ذكر ما محدث كما أن قول القائل لا يدخل هذه البلدة رجل فاضل إلا يبغضونه، فإنه لا يدل على أن كل رجل يجب أن يكون فاضلاً بل على أن في الرجال من هو فاضل وإذا كان كذلك فالآية لا تدل إلا على أن بعض الذكر محدث فيصير نظم الكلام هكذا القرآن ذكر وبعض الذكر محدث وهذا لا ينتج شيئاً كما أن قول القائل: الإنسان حيوان وبعض الحيوان فرس لا ينتج شيئاً فظهر أن الذي ظنوه قاطعاً لا يفيد ظناً ضعيفاً فضلاً عن القطع".
قال الشوكاني:" " من " لابتداء الغاية. وقد استدلّ بوصف الذكر لكونه محدثاً على أن القرآن محدث، لأن الذكر هنا هو: القرآن. وأجيب بأنه: لا نزاع في حدوث المركب من الأصوات والحروف، لأنه متجدد في النزول. فالمعنى محدث تنزيله، وإنما النزاع في الكلام النفسي".
قال ابن عطية في تفسيره:"قالت فرقة المراد منا ينزل من القرآن ومعناه { محدث } نزوله وإتيانه إياهم لا هو في نفسه، وقالت فرقة المراد بـ " الذكر " أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الشريعة ووعظه وتذكيره فهو محدث على الحقيقة وجعله من ربه من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ولا يقول إلا ما هو من عند الله، وقالت فرقة " الذكر " الرسول نفسه واحتجت بقوله تعالى:" قد أنزل الله إليكم ذكراً رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات "[الطلاق: 11] فهومحدث على الحقيقة ويكون، قوله { استمعوه } بمعنى استمعوا إليه، وقوله تعالى: { وهم يلعبون } جملة في موضع الحال أي أسماعهم في حال لعب غير نافع ولا واصل النفس".
قال بن عاشور في تفسيره:"والذكر: القرآن أطلق عليه اسم الذكر الذي هو مصدر لإفادة قوة وصفه بالتذكير. والمحدَث: الجديد. أي الجديد نزوله متكرراً، وهو كناية عن عدم انتفاعهم بالذكر كلما جاءهم بحيث لا يزالون بحاجة إلى إعادة التذكير وإحداثه مع قطع معذرتهم لأنه لو كانوا سمعوا ذكراً واحداً فلم يعبأوا به لانتحلوا لأنفسهم عذراً كانوا ساعتئذ في غفلة، فلما تكرر حدثان إتيانه تبين لكل منصف أنهم معرضون عنه صداً. ونظير هذا قوله تعالى:{ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين }في سورة [الشعراء: 5]، وليس المراد بمحدث ما قابل القديم في اصطلاح علم الكلام لعدم مناسبته لسياق النظم".
وقال الإمام البيهقي -رحمه الله تعالى- في كتابه الاعتقاد : وقوله: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون يحتمل أن يكون معناه ذكرا غير القرآن وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم بقوله: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ولأنه لم يقل: لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا وإنما قال: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون، فدل على أن ذكرا غير محدث. ثم إنه إنما أراد ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به وكل ذلك محدث، والمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله وعلمه به وعبادته له محدث، والمذكور المعلوم المعبود غير محدث، وحين احتج به على أحمد بن حنبل رحمه الله قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه محدث.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : وقوله: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث فالمراد أن تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه، وبهذا احتج الامام أحمد ثم ساق البيهقي حديث نيار -بكسر النون وتخفيف التحتانية- بن مكرم ان أبا بكر قرأ عليهم سورة الروم فقالوا: هذا كلامك أو كلام صاحبك؟ قال: ليس كلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله، وأصل هذا الحديث أخرجه الترمذي مصححا، وعن علي بن أبي طالب: ما حكمت مخلوقا ما حكمت إلا القرآن. ومن طريق سفيان بن عيينة سمعت عمرو بن دينار وغيره من مشيختنا يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وقال ابن حزم في الملل والنحل: أجمع أهل الإسلام على أن الله تعالى كلم موسى، وعلى أن القرآن كلام الله، وكذا غيره من الكتب المنزلة والصحف، ثم اختلفوا فقالت المعتزلة أن كلام الله صفة فعل مخلوقة وأنه كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة. وقال أحمد ومن تبعه: كلام الله هو علمه لم يزل وليس بمخلوق. وقالت الأشعرية: كلام الله صفة ذات لم يزل وليس بمخلوق وهو غير علم الله وليس لله إلا كلام واحد، واحتج لأحمد بأن الدلائل القاطعة قامت على أن الله لا يشبهه شيء من خلقه بوجه من الوجوه، فلما كان كلامنا غيرنا وكان مخلوقا، وجب أن يكون كلامه سبحانه وتعالى ليس غيره وليس مخلوقا. وأطال في الرد على المخالفين لذلك. انتهى من الفتح.
يتضح من ذلك ان الحدوث هنا ناتج عن تكرار حدوثه وليس ان القرآن حادث.
ما رأيكم أجلكم الله؟
______________________________________________________________________
وجه سؤال لهم
هل كان هناك شيء قديم مع الله تعالى!؟
الجواب ...لا
هل ما سوى الله تعالى حادث ( أي مخلوق ) !؟
الجواب .... نعم
القرآن الكريم هل هو الله تعالى!؟
الجواب .... لا
إذن القرآن الكريم مخلوق
لأن القرآن كان عدما ... قبل أن يخترع الإنسان اللغة العربية وينطق بها ... فلما نطق بها نزل كلاما من عند الله تعالى باللغة العربية خلقه في اللوح المحفوظ فسماه قرآنًا .. ثم تنزل بعد ذلك على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فهو حادث أساسا، ثم نزوله حادث أيضا
هل كان هناك شيء قديم مع الله تعالى!؟
الجواب ...لا
هل ما سوى الله تعالى حادث ( أي مخلوق ) !؟
الجواب .... نعم
القرآن الكريم هل هو الله تعالى!؟
الجواب .... لا
إذن القرآن الكريم مخلوق
لأن القرآن كان عدما ... قبل أن يخترع الإنسان اللغة العربية وينطق بها ... فلما نطق بها نزل كلاما من عند الله تعالى باللغة العربية خلقه في اللوح المحفوظ فسماه قرآنًا .. ثم تنزل بعد ذلك على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فهو حادث أساسا، ثم نزوله حادث أيضا
__________________
لا فرق بين بهيمةٍ تنقادُ ومقلّدٍ يقادُ
______________________________________________________________________لقد أجاب السيد السقاف حفظه الله تعالى عن هذا كله في بعض رسائله وإنني أنقله لك هنا ملخصاً مع زيادة إيضاح مني حيث قال :
إن أغلب هؤلاء الذين نقلت أقوالهم ـ سددك الله ـ اعترفوا بأن القرآن المنزل إلينا مخلوق محدث ! ومن ذلك قول الفخر الرازي الذي نقلته لنا حيث يقول : ( لزم حدوث المركب من الحروف والأصوات وذلك مما لا نزاع فيه بل حدوثه معلوم بالضرورة ) ، وبين بعد ذلك أن النزاع في الصفة النفسية ... الخ .
ومع تأمل الآيات الأخرى مثل قوله تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وغيرها يتبين أن القوم يحاولون أن يهربوا من التصريح بخلق القرآن وحدوثه مع أن المسألة واضحة عقلاً ونقلاً ، وهنا حاولوا أن يقولوا بأن المحدث هو كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، مع أن الحديث هنا عن الذكر الذي جاء عن الرب سبحانه وتعالى وهو الكتب التي أنزلها الله تعالى إلى عباده ، فهذه حيدة منهم عن الموضوع .
وإنما قال هؤلاء العلماء ما قالوه في تفاسيرهم مما نقلته عنهم ـ أخي الكريم ـ لأجل ما أشاعه الحنابلة وغيرهم من قولهم بأن من قال بأن القرآن مخلوق أو لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع أو كافر أو جهمي !
______________________________________________________________________
وإنما قال هؤلاء العلماء ما قالوه في تفاسيرهم مما نقلته عنهم ـ أخي الكريم ـ لأجل ما أشاعه الحنابلة وغيرهم من قولهم بأن من قال بأن القرآن مخلوق أو لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع أو كافر أو جهمي !
إنه الإرهاب الفكري
______________________________________________________________________
من باب الفائدة أنقل لكم جزء من ما أثر من حوار بين الإمام المحدث
أبوقرة موسى بن طارق الزبيدي والإمام علي بن موسى الرضا ثامن أئمة الإمامية
فقال أبوقرة: فما تقول في الكتب؟
فقال أبو الحسن عليه السلام: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب نزل انزل كان كلام الله تعالى ، أنزله للعالمين نور وهدى وهي كلها محدثة وهي غير الله حيث يقول {أويحدث لهم ذكرا} وقال {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} والله أحدث الكتب كلها التي أنزلها.
فقال أبوقرة: فهل يفنى؟
فقال أبوالحسن: أجمع المسلمون على أن ما سوى الله فان ، وما سوى الله فعل الله ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله تعالى ألم تسمع الناس يقولون رب القرآن؟ وإن القرآن يقول يوم القيامة يا رب هذا فلان قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه؟ وكذلك التوراة والإنجيل والزبور كلها مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون فمن زعم أنهن لم يزلن فقد أظهر أن الله ليس بأول قديم ولا واحد ، وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدؤ وليس بإله.
قال أبوقرة: وإنا روينا أن الكتب كلها تجئ يوم القيامة والناس في صعيد واحد صفوف قيام لرب العالمين ينظرون حتى ترجع فيه لأنها منه وهي جزء منه فإليه تصير.
قال أبوالحسن: فهكذا قالت النصارى في المسيح إنه روحه جزء منه ويرجع فيه ، وكذلك قالت المجوس في النار والشمس إنهما جزء منه يرجع فيه ، تعالى ربنا أن يكون متجزئا أو مختلفا وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ لأن كل متجزئ متوهم والقلة والكثرة مخلوقة دالة على خالق خلقها. (بحار الأنوار 10/344 - 345)
فقال أبوقرة: فما تقول في الكتب؟
فقال أبو الحسن عليه السلام: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب نزل انزل كان كلام الله تعالى ، أنزله للعالمين نور وهدى وهي كلها محدثة وهي غير الله حيث يقول {أويحدث لهم ذكرا} وقال {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} والله أحدث الكتب كلها التي أنزلها.
فقال أبوقرة: فهل يفنى؟
فقال أبوالحسن: أجمع المسلمون على أن ما سوى الله فان ، وما سوى الله فعل الله ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله تعالى ألم تسمع الناس يقولون رب القرآن؟ وإن القرآن يقول يوم القيامة يا رب هذا فلان قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه؟ وكذلك التوراة والإنجيل والزبور كلها مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون فمن زعم أنهن لم يزلن فقد أظهر أن الله ليس بأول قديم ولا واحد ، وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدؤ وليس بإله.
قال أبوقرة: وإنا روينا أن الكتب كلها تجئ يوم القيامة والناس في صعيد واحد صفوف قيام لرب العالمين ينظرون حتى ترجع فيه لأنها منه وهي جزء منه فإليه تصير.
قال أبوالحسن: فهكذا قالت النصارى في المسيح إنه روحه جزء منه ويرجع فيه ، وكذلك قالت المجوس في النار والشمس إنهما جزء منه يرجع فيه ، تعالى ربنا أن يكون متجزئا أو مختلفا وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ لأن كل متجزئ متوهم والقلة والكثرة مخلوقة دالة على خالق خلقها. (بحار الأنوار 10/344 - 345)
______________________________________________________________________
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
الذي أنا أفهم من الآية و الذي أعتقد أنه كان غاية من نزولها و مقصدها الأسمى هو إخباره تعالى أن البشر على توال القرون هم البشر ، يعيشون مقولة أهل روما: " خبزا و ألعابا " "و ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون "
و ليس الغاية من نزولها "إثبات حدوث القرآن"
______________________________________________________________________
______________________________________________________________________
______________________________________________________________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire