mardi 16 septembre 2014

التوحید = 7 - مقالید مفاتح سبعا من المثانی قران








13- عربی = علم الکتاب محمد آل محمد سبعا من المثانی =مفتاح رقمی 7 للقران --والقران العظیم". =اصول المحکمات لتاویل المتشابهات



              

                                      بسم الله الواحد الاحد الرحمن الرحیم 


السوره 3

     قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمۡزٗاۗ ٤١


        اصل الدین= التوحید  =7    مقالید مفاتح و رمز القران 



  قال الله تعالى:" و لقد آتینك سبعا من المثانی والقران العظیم". (اسوره 15 الایه 87)

‪ إهداء الى جميع الرواد والساعين من أجل إقامة الشورى والاستقلال والحرية في  العالم

 البنیان  سبعا من  المثاني = مفتاح الرقم 7  و القران العظیم =  اصول الهداية الحقة = المحكمة التي تفسر وتأول الآيات.


 ‪ كما يقول الله تعالى "وأحصى كل شئ عددا"  ( 72السوره الآية 28)

حسب أحاديث النبي محمد (ص) وآله، كان يقال: بأنه لا يمكن حذف حرف واحد من القرآن الكريم، لأنه يتضح بسهولة، ولذلك لا يمكن تحريف القرآن. وقد أصبح هذا الأمر ميسرا جدا بفضل بنیان مفاتيح الأرقام، مما يساعد على فهم القرآن، وذلك لأن هذا البنیان مستوحى  من نفس القرآن، وهو يعني تبديل الحروف والكلمات الى أرقام، وإذا أضفنا أو انقصنا  حرفا واحدا يختل البنیان العام. ولمعرفة هذا البنیان الرقمي ينبغي الاعتماد على  رسم الخط القرآني في زمن النبي محمد (ص) والذي اعتمد عليه الصحابة في كتابتهم للقرآن تحت إشراف الامام علي، وهو الخط المعروف برسم الخط ومصحف الاما م .

 
1-                وحسب هذا الخط فان الهمزة لا تعتبر حرفا.
2-                الحرف المشدد يعتبر حرفا واحدا لا حرفين.
3-                المد لا يعتبر حرفا إضافيا.
4-                الألف المقصورة،لا تعتبر حرفا.

   مع ملاحظة هذه النقاط، نقوم بتبديل الحروف والكلمات الى أرقام ، ونؤسس لبنیان عددي قرآني. ومع تقسيم آيات القرآن على  المفتاح المشترك الذي هو رقم (7) نحصل على  اصول فهم القرآن الحقيقية. وباستعمال ذلك المفتاح نستطيع ان نحول دون تحريف القرآن. وقد حاولنا في البداية أن نجرب هذا البنیان العددي على أصول الدين الخمسة: (التوحيد، والبعثه ، والعدله ، والإمامة والمعاد) وإمكانية أن تكون هي نفسها  أصول الدين الثلاثة (التوحيد، البعثه، المعاد) ولكن البنیان العددي لم يسمح بذلك.

 يمكننا ان نثبت إعجاز القرآن وعدم حدوث أي تحريف فيه، من خلال تحويل حروف جميع آيات القرآن  الى أرقام، وتقسيمها على رقم (7) أو (سبعا من المثاني) وذلك لأن  رقم 7 المفتاحي يؤشر على حدوث التحريف ويرفض تقسيم الآيات على سبعة.
 
 وكمثال، سوف نبدأ من الآية 87 من سورة الحجر :"و لقد آتینك سبعا من المثانی والقران العظیم"

فنحن عندما نمعن النظر في القرآن فستواجهنا للوهلة الأولى هذه (سبعا من المثاني)، وتلفت نظرنا الحروف المقطعة التي لم تعرف معانيها لحد الآن بصورة صحيحة، وهي بعد حذف المكرر منها تكون 14 حرفا، وعندما نقسمها على سبعة نحصل على بما يحاسب: (14%7=2) أو سبع مرات رقم 2


 معرفة أسرار الحروف المقطعة 

  يقول القرطبی في تفسيره:"هى سر الله فى القرآن، ولِله فى كل كتاب من كتبه سر".
 وأما صاحب  تفسير "زادالمسير" فيقول:" قال ابوبكر (رض):  لِله عزوجل فى كل كتاب سرُ و سرالله فى القرآن اوائل السور". ج 1 ص 160

 وقال علماء التفسير، بشأن تلك الحروف المقطعة: لو علم الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم.
 واذا اعتمدنا على قاعدة أصول الدين، التي هي اصول الوجود، لاستطعنا ان نؤلف من الحروف المقطعة الأربعة عشر، آية جديدة مفيدة. وقد استطعت بعد  القيام بتجارب عديدة أن أشكل منها هذه الآية:

" صراط علی حقن مِسْكُهُ      ".

  و هی بنیان القران الکریم کما  قال الله تعالی فی السوره 9
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿109﴾
  بنیان تبديل الحروف الى أرقام يعتمد على ما يلي:

 ان البنیان السباعیة تطابق الآية "سبعا من المثاني" وهي عبارة عن:

1= بنیان التجمیع = وهو يعني وضع رقم يضمن اعداد حروف كل كلمة، وجمعها ثم تقسيمها على 7،

وكمثال ذلك نأخذ هذه الجملة:


صراط       علي        حقن       مسكه
4حرف      3 حرف     3حرف   4 حرف

 النتيجة = 14 حرف، نقسمها على 7 تساوي 2، والنتيجة بدون كسور، مما يعني أن العملية صحيحة. وهو

ما يؤكد أن الرقم 7 يشكل مفتاحا يطابق حسب مبدأ (سبعا من المثاني)..

2= بنیان التصفيف=اي صف الأرقام كما هي بعضها الى بعض، ثم تقسيمها على 7، وكمثال على ذلك
نأخذ آية:
 بسم        الله     الرحمن   الرحيم
   3          4         6         6
   فتكون النتيجة: 6643، وإذا قسمناها على 7 نحصل على رقم 949 وهو عدد سالم بلا كسور، حسب مبدأ (سبعا من المثاني).
3= بنیان التراكم=  وهو يقوم على ثلاث خطوات، أولا: ترقيم الحروف، ثم مراكمتها، ثم جمعها   منفردا ، ثم

تقسيمها على 7، وكمثال على ذلك نأخذ آية:

    إنا      نحن      نزلنا         الذکر    و    انا      له     لحفظون
    3          3           5         5     1     3      2      6

   واذا قمنا بمراكمة هذه الأرقام (3 ،  3 ، 5 ، 5 ،1،3 ، 2، ،6)

  تصبح هكذا: (3، 6، 11،   16  ، 17، 20، 22، 28)

    ثم نقوم بفرد هذه الأرقام واحدا واحدا ، وجمعها هكذا: (3+6+1+1+6+1+7+1+0+2+2+2+8+2 =42 
  ثم نقوم بتقسيم النتيجة 42 على 7 ، فنحصل على عدد صحيح هو رقم 6، ونتأكد بذلك من صحة الآية على ضوء نظرية (سبعا من المثاني).

4=بنیان التأليف=  وهو يقوم على حذف الحروف المكررة من  الآية، وترتيبها على نسق الابجدية من

الأكثر الى الأقل،

 مثلا آية: " ذلك الکتب لا ریب فیه هدی للمتقین" التي تتألف من 14 حرفا كما يلي: 
  
ل -  ی -   ك -   ا-   ت-   ب-    ه-    ر-   ف-    د-   ق -  ن -  ذ  - م
5 – 4 -   2 -  2 - 2-    2 -   2-   1 – 1 –  1-   1 – -1-   1- 1 
ثم نقوم بتقسيم هذا الرقم كما هو على 7 فنحصل على رقم جديد سالم هو  1587301746035 ويتضح لنا بذلك حسب

نظرية (سبعا من المثاني) ان الآية سليمة وغير محرفة.

 5= البنیان الترابط = وهو يقوم على كتابة رقم السورة، ورقم الآية، وعدد الكلمات وعدد الحروف،

 وكمثال نأخذ آية: (بسم الله الرحمن الرحیم)

فالسورة رقمها:        والآية  رقمها            وتعداد کلمات الآية       وتعداد حروفها

                            1                                4                     19


وهكذا نصف هذه الأرقام بالترتيب فنحصل على رقم : 19411 ، ثم نقسمه على 7   فتكون النتيجة: 2773 

وهو رقم سالم بلا كسور، وكذلك يمكن جمع الأعداد وصفها ومراكمتها وتقسيمها على 7  والحصول أيضا على نتيجة تؤكد سلامة الآية حسب نظرية (سبعا من المثاني).

 6= بنیان التکشیف=  کشف على تعداد تردد  الحروف   الموزعة من كلمه، او من کلمات آية،  فی واحده 
او عده من الایات  وملاحظة ما إذا كان كل حرف من حروف تلك الكلمات قد تتوزع كم مرة في آية معينة، 
وكذلك  کشف توزیع كلمة معينة أو عدة كلمات من آية معينة، في عموم القرآن، ثم القيام بجمع تلك   الحروف  او الكلمات أو صفها أو مراكمتها، وتقسيمها على رقم 7


 مثلا  فی  هذه الایه  : " ذلك الکتب لا ریب فیه هدی للمتقین" قد تتوزع  حروف   نص  محمد و ال محمد ، و یجب الکشف علی تعداد حروف الموزعه من کل کلمات  محمد و  آل محمد  فی الایه  و ثم  القیام بحسابها

 محمد -   و - ال  - محمد 
 3-      0-     7 -   3

هذه الاعداد    3-      0-   7 - 3   یقبل  تقسیم علی 7 و نحصل علی عدد  صحیح بدون کسور  هو    529 


  مثال آخر، كلمات البسملة، التي تتوزع   في   کل القرآن، حيث تکرر  كلمة

 بسم: 22 مرة، وكلمة الله: 2699 مرة، وكلمة الرحمن:57 مرة، وكلمة الرحيم :115 مرات،

 فاذا صفنا الارقام الى بعضها نحصل على رقم : 11557269922 واذا قسمنا هذا الرقم على 7  نحصل على نتيجة هي: 165103856  وهو رقم سالم بدون كسور، مما يؤكد صحة الآية، حسب نظرية (سبعا من المثاني).
  
سبحان الله    سبحان الله     سبحان الله
  7= بنیان التعيين =    وهو يعتمد على مقارنة كلمة أو آية من القرآن،بایه  او  بایات  معینه -    و يقوم المعاین  فيما اذا كانت حروفها تتضمن في کلمات  الآية  او بالایات  المعینه  ،  نضع بتعداد  حروفها  رقما  تحت کلمات الایه  ثم نقوم بتجميع الارقام او صفها او مراكمتها، ثم تقسيمها على رقم 7



 مثلا، نأخذ حروف كلمة (الله) التي هي عبارة عن ثلاث حروف (ا- ل – هـ ) ونلاحظ كم مرة تتكرر هذه الحروف في الكلمات  الآية التالیه  .

بسم         الله       الرحمن     الرحيم
0           4            2           2 

فنحصل على رقم 2240 ونقسمه على رقم 7 فنحصل على 320 وهو رقم سالم بلا كسور، وهذا ما يؤكد صحة الآية حسب نظرية (سبعا من المثاني)

‪  مثال آخر، إذا جعلنا  آية (بسم الله  الرحمن الرحیم)  معاینا على الآية التالية :

قل              اعوذ         برب           الفلق
1                  1           3               3

سنحصل على رقم 3311 ثم نقسمه على 7 فتكون النتيجة: 473  وهو رقم سالم  بلا كسور.


   إذن فان نظرية (سبعا من المثاني) تؤكد صحة الآية.

  ولا بد في كل آية ان نقوم بإخضاعها  الى واحد من البنیانیه السباعیة الآنفة، وتقسيمها على رقم 7 لنعرف تطابقها مع الحق وأنها صحيحة، اذا كانت النتيجة رقما سالما  بلا كسور، وأما اذا كانت النتيجة عكس ذلك فنعرف أن تلك الآية ليست من القرآن أو أنها من الباطل، وذلك حسب منطق (سبعا من المثاني)  السر المكنون في القرآن.


سورة المجادلة، 58
انَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾  فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿78﴾ لا يَمَسُّهُ الا الْمُطَهَّرُونَ ﴿79﴾ (وهم محمد وآل محمد الذين يوجد لديهم ولدى أتباعهم أصول الهداية). تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾

والآن نعود الى تحقيقنا في الآية  المؤلفة من الحروف المقطعة (مسك القرآن) ونطرح هذا السؤال: ما هو مسك القرآن؟ وما هو معنى المسك؟

  إذا أردنا ان نعثر على ذلك في أية ظاهرة، ونكتشف مسكها الذي يحفظ  أساس وجودها، فعلينا ان ننظر في جذر الكلمة في الآيات التالية:

1-إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿41﴾ سورة فاطر، 35

2أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ   ﴿79﴾ سورة النحل، 16


 3- لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
     
     الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾ سورة البقرة، 2
4-وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿22﴾ سورة لقمان،31
   5 - أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴿21﴾ سورة الزخرف، 43
   ان اصول القرآن هي في التمسك بالاصول  الذي يهدي الانسان، وفي النتيجة ان كلمة (التمسك) أو (المسك) التي كانت في طيات  الحروف المتقطعة، هي سبعا من  المثاني، وهي تشكل أساس (أصول) القرآن، والتي لم ترد الا في آية واحدة هي:


أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ﴿24﴾ سورة ابراهيم، 14
   والمقصود بالكلمة الطيبة اي الكلمة ، التي تستند على اصول الدين، وتتفرع الى فروع في السماء.

   والآن لنلاحظ ان كلمة (أصلها) تتضمن 5 حروف، وتوجد في الآية التي استنبطناها من الحروف المقطعة (سبعا من  المثاني):


صراط      علی         حقن          مِسْكُهُ     و   اصلها

4حرف     3حرف     3 حرف       4 حرف   و   5 حرف


والرقم الحاصل من صف تلك الارقام هو  54334 واذا قسمناه على  7 نحصل على  7762  
  وفي النتيجة ان مفتاح ( سبعا من المثاني) القرآني يؤكد

أولا: ان القرآن يتضمن أصولا،

وثانيا: ان تلك الاصول الخمسة (أصلها = 5 حروف) مما يعني أن اصول الاسلام خمسة.

  والآن نعود الى اصول  القرآن التي هي أصول الدين الاسلامي،  فنجدها تقوم على أساس مفتاح (سبعا من المثاني)

ونحاول تجربتها والتأكد مما اذا كانت (تلك الأصول) هي الأصول التي بشر بها  محمد وآل محمد. واذا كان مفتاح (سبعا من  المثاني) يؤيدها، فاننا سنحصل بواسطة هذا المفتاح القرآني، على تأويل  ایات  القرآن وتفسيره، ونتحصن ضد أي تحريف  لمعاني القرآن وقوانينه الحقوقية.

 نكتب أصول الدين مع أعداد حروف كل كلمة:

التوحید – البعثه   – الامامه – العداله  - المعاد
7          6           7         7         6
وعندما نصف الأرقام بعضها الى بعض نحصل على نتيجة هي: 67767، وإذا قمنا بتقسيمها على 7 نحصل على  نتيجة أخرى باهرة ومعجزة علميا، وهو العدد الصحيح: 9681

 والآن إذا قمنا بترتيب تلك الأصول (الكلمات) بصورة معكوسة، فسوف نحصل على نتيجة مشابهة تؤكد صدقيتها وحقيقتها:
 
المعاد – العداله – الامامه – البعثه- التوحيد
   6    7          7        6           7
وإذا صففنا هذه الأرقام بعضها الى جنب بعض فسنحصل على نتيجة هي: 76776، وإذا قسمنا هذه النتيجة على 7 فسنحصل أيضا على عدد صحيح بلا كسور، وهو: 1096
سبحان الله!.. وهذا ما يؤكد حقيقة المبدأ والمعاد حسب عقيدة التوحيد.   وهل يقول القرآن شيئا غير هذا؟ (إنا لله و إنا اليه راجعون).  إن القرآن يؤيد نفسه بأصوله، وإن آياته تؤيد أصوله. وهكذا تندمج أصوله مع فروعه.ويتضح أن الدين الاسلامي ينطوي على بنیان متكامل.
  إن بعض المسلمين يعتقدون أن أصول الدين ثلاثة، وسوف نقوم بتجربة هذا الأمر، والتحقق منه، على اساس المفتاح القرآني (سبعا من  المثاني) ونقوم بحساب الأصول الثلاثة:

التوحيد  - البعثه  - المعاد
7              6         6
ونقوم بتقسيم الحاصل وهو عدد 667 على 7، فماذا ستكون النتيجة؟ إنها 714285 / 93  وهي نتيجة تحتوي على اعداد وكسور، مما يعني انها غير صحيحة، وان المفتاح القرآني لا يعترف بصحتها ولا يؤيدها. وإذا قمنا بعكس الكلمات والأرقام فاننا سنحصل على رقم 766 وإذا قسمناه على 7 فاننا سنحصل أيضا على رقم غير سالم هو: 42858 /109 مما يعني أن المفتاح القرآني لا يعترف بصحة الفكرة أي الأصول الثلاثة.

   ولكن إذا قمنا بعرض أصلي الإمامة والعدالة على المفتاح القرآني (سبعا من  المثاني) فا نه يعطي نتيجة إيجابية، كما يلي:
  
الامامه –     العداله
7              7
فنصف العددين الى بعضهما: 77 ونقسم النتيجة على 7 فيكون الحاصل: 11 وهو عدد صحيح سالم، وإذا قمنا بعكس الرقم فستكون النتيجة هي نفسها  ، إذن فان الامامة والعدالة أصلان يحتويان على جميع أصول الدين، وإذا حذفنا هاذين الأصلين فان الانسان لن يكون إماما ولا عادلا.

كيف  نتأكد من أن الأصول الخمسة هي التوحيد والبعثة والإمامة والعدالة والمعاد؟

بالرغم من أن مفتاح (سبعا من  المثاني) أكد صحة أصول الدين الخمسة، فان هناك طريقين آخرين، يمكن من خلالهما اختبار أصول الدين التي تعبر عن قانون الوجود في داخل كل ظاهرة.

وهاذان الطريقان يعملان على أساس بنيان التعیین التعداد  یعنی نجعل كلمتي (أصلها) و اسم (الله)  معاینا علی اصول الدین  لمعرفة عدد أصول الدين، ثم تقسيمها على 7 وإذا كانت النتيجة عددا سالما بلا كسور فإننا نتأكد من صحة أن الأصول خمسة وهي : التوحيد والبعثة والإمامة والعدالة والمعاد.
 ولما كانت حروف كلمة (أصلها) 5 = ا – ص – ل – هـ - ا ،   نقارنها  علی  أصول الدين لكي نرى كم حرفا من هذه الحروف يوجد في أي أصل، وسوف تكون المحاسبة هكذا:
            التوحيد   - البعثه الامامهالعداله  -   المعاد
         2حرف   - 3 حرف – 5حرف – 5حرف - 3حرف
   وان نصف الأرقام بالتسلسل ينتج: 35532، واذا قسمنا العدد على 7 نحصل على نتيجة سالمة هي: 5076،  ونستنتج أن كلمة (أصلها) = 5 أرقام، بما يساوي أرقام أصول الدين الخمسة: التوحید – البعثت – الامامه – العداله – و المعاد . 
والآن نأخذ كلمة  اسم (الله) ونجعل معاینا على أصول الدين، وهي تتألف من ثلاثة حروف = ا – ل – هـ ، ونقوم بملاحظة كم حرف من هذه الحروف يوجد في أي أصل من اصول الدين، وهكذا نحصل على هذه النتيجة:

            التوحید   - البعثهالامامهالعداله  -   المعاد
         2حرف   - 3 حرف – 5حرف – 5حرف - 3حرف

ونقوم بصف هذه الأرقام حسب الترتيب فنحصل على رقم: 35532، واذا قمنا بتقسيمه على 7 نحصل على  عدد سالم هو: 5076
  وبناء على ذلك نلاحظ أن النتيجة تطابق بدقة النتيجة السابقة الحاصلة من توزيع كلمة (اصلها) على اصول الدين. مما يؤكد أن (اصلها) تعني أصول دين الله، وهذه الأصول هي التوحيد، البعثة، الامامة، العدالة، والمعاد.
  ونستنتج من كل ذلك أن (والقرآن العظيم)   يحتوي على أصول الدين الخمسة التي هي: التوحيد، البعثة، الامامة، العدالة، والمعاد، التي  تساوي 67767 والتي بدورها ترتكز على مفتاح (سبعا من  المثاني) الذي يشكل سر تأويل وتفسير ایات  القرآن. واليوم نقوم نحن بتأويل ایات  القرآن، استنادا الى هذا المفتاح، وسوف نقوم بجعل   (  سبعا من المثانی = اصول الخمسه )مقياسا وميزانا لفهم آيات القرآن، ونقوم بتحويل كل تأويل أو انطباع الى رمز عددي ومقارنته  بأصول الدين، حتى نحصل في النهاية على يقين تام مائة بالمائة بصحة تلك المفاهيم والتأويلات.
  نعود الآن الى آية (سبعا من  المثاني) وهي الآية 87 من سورة الحجر:

و    لقد     آتيناك   سبعا   من    المثانی     و      القران    العظیم
1    3        5       4      2        7       1       6           6

واذا جمعنا هذه الأرقام نحصل على عدد 35، واذا قمنا بقسمته على 7 نحصل على رقم 5 ، مما يعني أن آية (سبعا من  المثاني) صحيحة وغير محرفة،
 وذلك لأنها تؤيد نفسها بنفسها وحاكمة على نفسها. وكما قلنا في بداية هذا المقال: ان سر الله في القرآن يكمن في الرقم 7 وان هذا الرقم يؤيد ويؤكد صحة القرآن، كما يكشف ، وأصول الدين القرآنية هي: التوحيد ، البعثة، الامامة، العدالة، والمعاد، وهي نفسها اسم الله الأعظم، وأصول الوجود ومفتاح تأويل وتفسير ایات  القرآن والوجود (وتبيانا لكل شئ) وروح القرآن، وعددها خمسة (5).
 ان كثيرا من الناس يشكون في القرآن  أنه كتاب الله، وأن محمدا رسوله، ومبلغ القرآن من قبله، ولكن انظروا الى هذا البنيان  ألا يدعو الى العجب:

الله     محمد   القران
 4      4         6
وقوموا  بجمع الأرقام وصفها الى بعض (644) وقسموها على 7 فانها تنتج عددا سالما هو 92، مما يؤكد أن محمدا رسول الله وكتابه القرآن.
ولنتمعن الآن في سورة يس ، الآية 3
إنك     لمن   المرسلين
3         3       8   
وهو يساوي 833 % 7 =  119  وهو عدد سالم بدون كسور، مما يؤكد أن محمدا رسول الله.
وقد عرفنا  فيما سبق أن:  



صراط        علی         حقن          مِسْكُهُ  -   اصلها
4             3             3              4      -     5

  فلا بد أن نتساءل : أين تتكثل هذه الأصول؟ انها في النبي، ولنقم الآن باستبدال اسم النبي الكامل بكلمة (اصلها)  فماذا تكون النتيجة؟
صراط        علی         حقن          مِسْكُهُ    =   محمد  ابن   عبد   الله
4              3             3             4      =       4     3      3    4
وسوف نرى ان اسم النبي يكمن في الحروف المقطعة بصورة رمزية، اي ان النبي ورد اسمه في (سبعا من  المثاني) وكذلك استمرار الرسالة المحمدية في آل محمد أوصياء النبي ، و حتى لا ينسى ذلك ،  قد أوجب الله ذكر محمد وآل محمد في التشهد أثناء الصلاة، وقال ببطلان الصلاة بدون ذكرهم،و جعلهم کما ابراهیم و آل ابراهیم  وهذا محل اجماع المسلمين،ولكن هل تعرفون بأن قانون (سبعا من  المثاني) يؤيد ذلك؟
 انظروا الى جملة:
اللهم صل  علی   محمد    و   ال    محمد
  5   2       3    4        1   2        4
 فهي تساوي = 21  ، واذا قسمنا هذا العدد على 7 نحصل  على نتيجة: 3 
 وكذلك من المثير أن نعرف أن
 صراط        علی         حقن          مِسْكُهُ    -   اصلها
4              3             3              4       -      5    = 19

اليس من المثير أن يكون مجموع أعداد (سبعا من  المثاني) التي الحروف المقطعة و (اصلها) التي تعني أصول الدين، وهو عدد 19 الذي يساوي عدد (بسم الله الرحمن الرحيم) الآية الأولى في القرآن؟ مما يعني أنه بدون (سبعا من  المثاني) و (اصلها) لا يمكن فتح باب التأويل الحقيقي والصادق  للقرآن، ولهذا السبب فان  كل أمر ذي بال يفتتح ببسم الله، ولهذا أيضا تعتبر سورة الحمد فاتحة الكتاب، ويقال لها كذلك (السبع المثاني)  وسوف نشرح ذلك في المستقبل.
 انظروا الى آية
بسم   الله    الرحمن    الرحيم
3      4          6           6

 فان مجموع عدد حروفها هو 19 ، مما يعني أن البسملة تنطوي على  سر (سبعا من  المثاني) و (اصلها) الذي يعتبر مفتاح فهم القرآن.

وحسب بیان الصف للأرقام، يمكن أن نلاحظ أن كلمات البسملة تنطوي على هذه الأرقام 
بسم   الله    الرحمن    الرحيم
3      4          6           6
وعندما نصف هذه الأرقام بعضها الى بعض نحصل على عدد 6643 واذا قسمناه على 7 نحصل على  عدد صحیح هو 949  
  وهكذا يمكن ان نفهم أن (بسم الله الرحمن الرحيم) مفتاح الوجود والقرآن من قبل الله، ولكي نفهم ذلك أكثر نعود الى كلمة (اصلها) هی  التي الأصول المحكمات في تأویل و تبين ایات المتشابهات القرآن.

 وفي النهاية نخلص الى أننا اذا لم نحفظ (حق علي) الذي يشكل حلقة الوصل بين محمد وآل محمد، الذين رسخوا تلك الأصول، فان كلامنا يبقى ناقصا. واذا قمنا بتغيير إعراب كلمة في آية صراط علی حقن مسکه  التي حصلنا عليها من  خلال الحروف المقطعة، وهي كلمة (حقن) وغيرناها من حالتها المصدرية الى حالة الفعل، ليصبح (صراط علي حَقَنَ مسكه) اي مسك اصول القرآن، وهو ما يظهر اسم علي بوضوح في هذه الآية.
إذن فقد ثبت وجود اسم  علي في القرآن بصورة واضحة، وأن علي بعد النبي هو حامل علم الكتاب أي علم اصول الدين، تحت عنوان قانون الوجود. وقد اقترح أحد الاصدقاء ان نحذف من هنا  اسم علي، ولكن كيف نحذف اسم علي وهو معلم تلك الأصول بعد النبي؟ لا بد ان تنظروا كيف تعرف تلك الاصول الامام علي، حتى تفهموا قيمة تلك الاصول ومعلمها. وتعرفوا كيف ان تلك الاصول ترفع الاختلاف بين المذاهب، وترسخ دين الاسلام الخالص الحنيف.

 وسوف يستمر هذا التحقيق في القرآن من أجل اثبات صدق القرآن، ذلك الكتاب المعجز بصورة لا يمكن فيها حذف حرف واحد منه. وبانه بالاستعانة بتلك الأصول يمكن الحيلولة، والتأكد من عدم تحريفه في النصوص والمعاني والمفاهيم والقوانين الحقوقية.

 مفتاح   7= سبعا من المثاني (أي الحروف 14 المقطعة)


مفتاح    5 = و القران العظيم ، وهو يساوي كلمة (اصلها) التي تعني  (  التوحيد - البعثه  الامامه -- العداله - المعاد )
مفتاح 19 = مجموع (سبعا من المثاني= مفتاح رقم 7 ) و (و القران العظيم = اصلها=5 ) وهو يكمن في (بسم الله الرحمن الرحيم )  



  بعد اكتشاف المفتاح الرقمي (7) یعنی سبعا من المثانی في القرآن، و ایضا ،  والقران العظیم   یعنی مفتاح (اصلها = 5=  التوحيد - البعثه  الامامه -- العداله - المعاد) كما ان مفتاح البسملة (19) المأخوذ من الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن.
  ذلك  الکتاب  = الحروف المقطعة التي تشكل روح القرآن. وقد تعلمنا من الراسخون في العلم یعنی محمد و  آل محمد  ذلك بحيث أصبحت علوم القرآن اليوم دقيقة بدرجة علوم الهندسة والفيزياء والكيمياء. ومسيطر عليها . ان علوم معرفة القرآن تنطوي على الحكمة = المحكم = المحكمات  ، وهي تشكل  مفتاح  تأویل آیات القرآن والوجود.
  نحن نصلي في التشهد على محمد وآل محمد كما نصلي على ابراهيم وآل ابراهيم، والآل هم الذين يعلمون علم التأويل، ومن هنا فان محمد وآل محمد هم الذين يبينون أصول الدين وهذه هي رسالتهم، ولكن بعض فقهاء التشيع الصفوي والتسنن الأموي والخوارج القرآنيين يرفضون الاعتراف بتلك الأصول التي هي أصول قانون الوجود ومعرفة الحق والباطل وتأويل المتشابهات بالمحكمات، الا اننا نأمل من طالبي الحق من العلماء أن يساعدوا في تعزيز الوحدة الاسلامية.
  
قال رسول الله - يظهر فی امتی فی اخر زمان قوم يسمون الرافضه- يرفضون الاسلام. اخرجه احمد ابن حنبل. وفي سنن ابي داود:
قال رسول الله : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه. ( أي انه يرفض سنة الله و  تأويل آيات الله بسنة الله، والمتشابهات بالمحكمات وهی سنة الله)



  وسوف نقوم هنا بتبيان أصول حكمة القرآن التي هي عبارة عن علم الكتاب، باختصار وبعيدا عن الآيات القرآنية، ونرجئ شرحها الكامل الى الكتاب الذي يتضمن 200 صفحة، والذي نأمل ان نضعه بأيد القراء عما قريب. واذا كان هنالك من يعتقد بأن تلك الأصول ليست من أصول القرآن المحكمة فنطلب منه ان يقوم بتوضيح المحكمات من القرآن، وله منا الشكر الجزيل.

                         بسم الله الرحمن الرحیم
  أصول الفلسفة والمنطق الخمسة للرؤية التوحيد ية للعالم، والدين الواحد والآله الواحد
  اصول الهداية الحقة من أجل ترجمة وتفسير جميع الكتب الإلهية، التي تؤسس للحرية والاستقلال  
  والمساواة في الحقوق بين النساء والرجال، وحاكمية ولاية جمهور الأمة في المجتمع.

   قبل ان نستعرض أصول الدين الخمسة باعتبارها ميزانا للفلسفة والمنطق، لا بد ان نوضح عدة نقاط: 

1-    خلق الله الكون على اساس قانون، وهذه القوانين ينبغي ان تكون ضمن  كتب الأنبياء، ولا بد أن يكون آخر الكتب الالهية أي القرآن متضمنا لقانون الكون والوجود، وهكذا فان القرآن يعتبر كتاب الله التشريحي، فيما يعتبر الكون والطبيعة كتاب الله التكويني، وبنا ء على ذلك فان هناك علاقة بين القرآن والطبيعة، ويمكن القول ان هذه العلاقة هي العلاقة بين النظرية والتطبيق. وان القانون الموجود في الطبيعة لا بد ان يكون موجودا في القرآن أيضا.
2-    وهكذا لا بد ان يكون المجتمع الانساني قائما على قانون، وان المجتمع يستقي تعليماته من القوانين التكوينية والتشريحية.
3-     وبما أن الطبيعة والمجتمع يعتبران آية من آيات الله، فلا بد  من معرفة الآيات الإلهية في الظواهر الطبيعية والمجتمعات، علما بأن الآيات الالهية ليست سوى قوانين الوجود العامة، التي تحكم جميع الموجودات في عالم التكوين والحركة، وهي في نفس الوقت أصول الدين الاسلامي الخمسة.
4-    وهنا نطرح سؤالا مهما وهو: هل يمكن ان ينزل الله للبشرية قرآنا ولكنه لا يعطيهم مفتاح معرفته وفهمه؟ أي الفلسفة والمنطق الذي يستطيع الانسان بواسطته من تفسير القرآن؟ وفي الاجابة عن ذلك نقول: بالتأكيد ان الله تعالى قد أعطانا مفتاح فهم القرآن وهي الأصول الخمسة للدين الاسلامي. . 
5-    وبناء على ذلك لا يجوز، في معرفة العلم والحكمة، اتباع أية أصول غير أصول الدين. وان الذين يحاولون تفسير القرآن على ضوء الفلسفة أو منطق أرسطو أو المنهج الصوفي أو النظرية الماركسية، يرتكبون خيانة كبرى ويضلون الطريق، سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون،  إذ لا يفرق الأمر لأن النتيجة واحدة فهم لا يهتدون، ويمنعون المجتمع من سلوك طريق الاسلام الإلهي الخالص. هذا من جهة ومن جهة أخرى فانهم يقدمون للناس شيئا باسم الاسلام هو في حقيقته  ضد الاسلام. ولذلك فنحن لم نستطع  ولا نستطيع أن نجذب  شعوب مجتمعاتنا والمجتمعات الأخرى الى الاسلام طواعية ورغبة، وانما دفعنا الناس لكي يهربوا من الاسلام (أي ذلك الاسلام المشوه المقدم اليهم) والذي يخالف فطرتهم التي هي عبارة عن الأصول الخمسة: التوحيد، البعثة، الامامة، العداله، والمعاد.
وبعد أن وصلنا الى هذه النتيجة، سنحاول تعريف الاسلام، الذي نسيناه خلال القرون الأربعة عشر الماضية، والذي يقوم على أساس القوانين العامة للفطرة الانسانية التي فطر الله الناس عليها، كما يقول سبحانه وتعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها". تلك الفطرة التي تعني ذلك القانون الموجود في ذات الله بصورة مطلقة، أي التوحيد والبعثة والامامة والعدالة والمعاد، والذي قدره الله في جميع الظواهر الطبيعية بصورة نسبية (بقدر). ومن هنا نستطيع القول أن جميع الظواهر والمخلوقات تشكل آيات وعلامات على ذات الله تعالى.

                                  الشرح الأول المختصر: لأصول الدين

الأصل الأول: التوحيد:
ان الله تعالى  هوواحد الاحد المطلق، والوجود المطلق(السرمدی)، والاستقرار والثبات المطلق، وبما أنه لا يمكن الاحاطة به في الخيال، سوى القول أنه غير مركب، ولا يمكن تصور أي زمان أو مكان له، ولأنه مطلق (سرمدی) لا يمكن أن يخلو منه زمان أو  مكان ، ويوجد في كل مكان و فی کل زمان  و لا یخلط مع الموجودات .  وهكذا فان وجود الله أزلي وأبدي، وغير قابل للموت.
ان كل مخلوق هو علامة وآية من آيات الله، أي ان كل موجود مقدر في التوحيد تقديرا نسبيا، أي ان وجود كل موجود عبارة عن مجموعة أجزاء، وهذه الأجزاء وصلت الى التوحيد. واذا رفعنا قانون التوحيد من ذلك المخلوق فانه يفقد وجوده. كما كان ذلك في مبدأ الخلق، حيث خلقت جميع الموجودات على أساس التوحيد، ومنها الانسان الذي خلق من نطفة رجل اتحدت ببويضة في رحم امرأة فجاء الطفل الى عالم الوجود. وكذلك الموجودات غير ذات الروح مثل الذرة التي تتكون من ثلاثة أجزاء: الالكترون والبروتون والنوترون، التي تتحد فيما بينها، واذا ضربنا ذلك الاتحاد الداخلي في الذرة فاننا نهدم جزءا من العالم، وبناء على ذلك فان التوحيد هو قانون الوجود والحياة والحركة.

الأصل الثاني: البعثة :

الله هو البعثة المطلقة، وهو باعث نفسه، وهو نظام يحكم نفسه ومنبعث منه، وحسب قول المعاصرين : انه نظام ديناميكي مطلق ، وينطوي على نظام نابع من التوحيد. وأما قانون البعثة النسبية فهو كامن في عمق كل ظاهرة طبيعية وكل موجود، ومخلوق في داخله. وان النظام النابع والمنبعث من التوحيد يمتلك اجزاءه الداخلية التي أودعها الله فيه، ولا يوجد أي موجود الا ويوجد في داخله نظام منبعث من التوحيد، يشكل أجزاءه. مثلا : أن وجودنا عبارة عن مجموعة من أجزاء، هي  موجودة نتيجةذلك النظام المتولد أو  المنبعث من التوحيد، ومن هنا فانه لا يوجد أي موجود الا وفي داخله نظام متولد أو منبعث من توحيد اجزائه.


  الأصل الثالث: الامامة:
ان الله هو الامام المطلق، وهو إمام نفسه المطلق، وإمام جميع المخلوقات المطلق، ولأنه مطلق  ويوجد في كل مكان وفي داخل كل موجود، ولا يحتاج ليفرض حاكميته الى العنف، فان إمامته تقوم على أساس اعطاء الاختيار الى جميع المخلوقات. وبالنتيجة فانه توجد إمامة داخلية نسبية في كل موجود، حتى يقوم ذلك الموجود طواعية بقيادة نفسه، بإرادته. وذلك لأن كل موجود هو عبارة عن مجموعة أجزاء وله نظام، ولا يمكن ان يوجد نظام بلا امامة وقيادة. مثلا: في داخل وجودنا تشارك جميع اجزاء الجسد بقيادة الجسد، وكذلك في المجتمع لا بد  ان يشارك  جميع الافراد  بقيادة ذلك المجتمع، وفي النتيجة: الإمامة الأصلية عامة وشاملة لكل العالم، وان قيادة المجتمع لا بد أن تنبع من نفس المجتمع، وبكلمة أخرى أن الولاية تنبع من جميع الناس، وانها من عامة  المجتمع، وان أي انسان يحكم المجتمع لا بد ان يأخذ الحکم من الناس ويمارسها بشكل أمين. 

الأصل الرابع: العدالة:
ان الله هو العدل المطلق، والتعادل المطلق ، وقد أودع قانون العدالة في داخل كل موجود كعلامة (آية) وقانون للوجود، وان أي موجود يخرج عن إطار العدل أو التعادل يقبل الموت. وبما أن الله لا يموت لأنه قائم على التعادل المطلق، فان مسؤولية الامامة في داخل كل موجود هي المحافظة على العدالة في داخل نفسه وخارجها، وبناء على ذلك تعتبر العدالة الصراط المستقيم ، والبحث عن الكمال، وان الانحراف عن العدل يعني التحرك باتجاه العدم والموت، وهكذا يتضح ان العدالة هي قانون الوجود.

الأصل الخامس: المعاد:
إن الله هو المعاد المطلق، أي ان الله ليس له أمس ولا اليوم ولا غد، وبكلمة أخرى :ان الماضي والحال والمستقبل بالنسبة اليه  شئ واحد. وأما قانون المعاد النسبي فانه يوجد في داخل كل موجود، وذلك بمعنى ان كل موجود يخلق له مبدأ  وماض وحال ومستقبل. واذا اتبع هذا الموجود قوانين أصول الدين الخمسة، فان معاده في الدنيا الحياة بحرية واستقلال، وفي الآخرة الجنة. وهكذا فان أي  موجود ينحرف عن قوانين أصول الدين الخمسة، يعيش في الدنيا في ظل الاستبداد والأسر، وفي الآخرة يسقط في جهنم. فنحن نصنع الآخرة في يومنا هذا، واذا سرنا في المجتمع التوحيدي، بأخوة ومحبة وصداقة، وفي النظام بحرية وبناء، وفي  الامامة باستقلال ومساواة، وفي العدالة – الصراط المستقيم، في بحث عن الكمال، فاننا سوف نعيش في المجتمع،  يوما بعد يوم، بمنتهى السعادة والكمال، أي في الجنة، ونقترب منها أكثر، ونصنع الجنة هنا. ان الانسان الذي يعيش في الدنيا في حياة تشبه الجحيم ستكون آخرته بالتأكيد جحيما،. ان الفساد والتعاسة والظلم والتمييز ينتشر في أي مجتمع لا يخضع لأصول الدين.
وفي نهاية هذه المقدمة، لا بد أن نقول: أينما تحكم الشورى وحكومة الناس، فان ثمة حكومة اصول الدين المحكمة، حتى من دون أن يكون هنالك  اسم للدين.

                                الشرح الثاني المتوسط لأصول الدين
                       وسوف نتبعه بشرح  ثالث مفصل وشامل لمختلف أبعاد الحياة
 نقدم هنا شرحا لأصول الدين أو رؤية العالم، تحت عنوان: الدين الواحد لجميع أنبياء الإله الواحد، استنادا الى الفلسفة والمنطق وقوانين الوجود وموازين تفسير الآيات والأحاديث والاجتهاد في الحوادث الواقعة، والدليل على ذلك في التفكير والقول والعمل الحسنه، من أجل الحرية والاستقلال وحاكمية ولاية      
                                                 الأمة على نفسها.

 الأصل الأول: قانون التوحيد   =
 على اساس ميزان الحقيقه، لا يوجد  موجودا  يملك الوجود  المطلق والفعال الا الله، ولا وجود لموجود مطلق ومنفعل أبدا. فان هاذين الاثنين لا يمكن ان يجتمعا أو يرتفعا في نفس الوقت. فهذا مستحيل. ولذلك لا يوجد في العالم اي ظاهرة تمتلك الصفتين: الوجود المطلق الفعال والوجود المطلق المنفعل. ومن هنا فان جميع الظواهر ذات وجود نسبي (مقدر) وفعال، وفي النتيجة فان  جميع الظواهر تمتلك اجزاء مشتركة.وهذه الاجزاء توجد في جميع الظواهر، وهي أيضا نسبية وفعالة، أي أنها ذات قابلية لاقامة علاقات متبادلة مع الظواهر الأخرى، تعطي وتأخذ، وبالتالي يمكنها الاندماج (والتركيب) مع الظواهر الأخرى، والانسجام معها في حركة تلقائیه . مثلا الرجل والمرأة يندمجون في الزواج، ويتحركون بصورة تلقائیه  في اطار مجموعة تسمى العائلة. وهكذا نفهم ان أية ظاهرة تتحرك ، مؤلفة من اجزاء مركبة وتحمل هوية معينة، وان الاجزاء التي تشكل الهوية هي بدورها مؤلفة من اجزاء، وكل مجموعة تحمل هوية وتشترك مع مجموعات أخرى وتحمل هوية أخرى جديدة. وفي مثال العائلة فان كلا من الرجل والمرأة يحملان هوية خاصة، ولكنهما بعد الزواج (أو التركيب والاندماج) يحملون هوية جديدة باسم العائلة، بناء على ذلك فان الاجزاء المركبة، تنطلق في بداية عملية التركيب من مبدأ التوحيد الحركي التلقائی ، أي ان كل واحد لديه هوية خاصة وفريدة ولكنه يقيم أثناء عملية التركيب علاقة تعاون الاتحاد المداریه ، على  اساس ميزان الحق، و تكون العلاقه  بينهما نسبية وفعالة، ولذلك فان كلا منهما يعطي ويأخذ من الآخر طاقة  (قدره) ويقومان بوضع الأمور المشتركة بينهما في وضع التفاعل، والتفاهم بينهما حولها. ويقومان بذلك بجذب وحفظ بعضها البعض ، ويصلان بذلك الى التوحيد، بما يعني أن الحاصل الناتج من عملية التركيب هي هوية جديدة فريدة وخاصة، وكلما كانت درجة توحيد الاجزاء الموجدة للظاهرة، فيما بينها قوية ، فان حركة الظاهرة في هويتها الفريدة تكون أقوى وأكثر. ومن هنا فان الوجود والحركة هما التوحيد. في مثال العائلة فان الرجل يملك هوية فريدة وخاصة، وكذلك المرأة تملك هوية خاصة وفريدة، وعند التركيب او الاندماج (الزواج) بين بعضهما البعض على اساس ميزان  الحق، أي التوحيد، فانهما يقيمان علاقة توحيدية، أي ان النسبة بينهما هي نسبة الفعال النسبي، وهكذا فانهما يعطيان بعضهما الطاقة و القدره ويأخذانها منهما.
  وهكذا  فان النسبة بينهما تقوم على إعطاء الطاقة (القوة) وأخذها، ومع اشتراكهما في الأمور المشتركة فيما بينهما، في أثناء عملية التفاعل، يتوصلان الى التفاهم في إطار الجذب والحفظ لبعضهما البعض، ويحملون كمجموعة جديدة هوية جديدة باسم العائلة، ويصلون الى التوحيد، بما يعني ان المجموعة الناتجة من حاصل تركيب الرجل والمرأة (الزواج) ستحمل هوية فريدة.
وتعتمد عملية تركيب الاجزاء على نسبة تفاعلها بين بعض البعض، اي على درجة نظام حركتها، وكذلك  على الظروف المحيطة بالمجموعة التي تقيم معها علاقات، وأخيرا على مستقبل  القوى المحركة وقيادتها  ،  وتعتمد أيضا على مسار المجموعة في تلك الحركة، كيف تسير، فان ذلك يترك أثرا في المجموعة، مما يؤثر على  جهة تلك المجموعة ويحدد لها مستقبلا مختلفا، بحيث يرسم لها نوع هويتها الخاصة بأن تكون هكذا أو هكذا.     وما دامت الظاهرة تتحرک في مجموعة النظام والقيادة، و المسار  و الجهة فان حركتها تكون باتجاه  التوحيد، وتحافظ على هويتها الخاصة، وتدور في هذه الهوية. في مثال العائلة اذا نظرنا الى الظاهرة كمجموعة مكونة من الرجل والمرأة، لا تستطيع ان تعقد علاقات مع محيطها على اساس التوحيد، وتتحرک في المجموعة باتجاه التوحيد، فان العائلة ستفقد ليس هويتها الخاصة فحسب، وانما يمكن ان تفقد وجودها وتزول. ومن هنا فان اية ظاهرة تقيم اية علاقة ثنائية متضاده المحوریه   مع ظاهرة أخرى على اساس  میزان  الباطل، يعني الشرك، وتكون العلاقه  بين أحدهما هي المطلق الفعال والآخر  المطلق المنفعل، وبناء على ذلك فان علاقتهما تقوم على استخدام العنف ، وفي هذه العلاقة تكون احدى الظاهرتين ضعيفة والأخرى قوية، اي أن احدهما تكون مسيطرة والأخرى مسيطر عليها، ومن هنا فان عمل الظاهرة المسيطرة الفاعلة يتناغم مع عمل الظاهرة المنفعلة في وقت  واحد ، في اتجاه من التضاد الذي يؤدي الى التخاصم ، وتكون نتيجة ذلك ظهور حركة من الدفع والحذف بين تلك الظواهر.
ومن هنا فان اتصاف الاجزاء المكونة للظاهرة مورد البحث، بالنسبية والفعالية، يفقدها في جزء منها أو في المجموع، درجة من هويتها الفريدة والمتميزة عن الآخر. وتكون تلك الظاهرة بالتالي غريبة في جزء منها أو في مجموعها، بالنسبة لعلاقتها مع المجموعة الأخرى في جزء منها او في المجموع. وتنتهي الى حالة من تراكم القوى وتكاثرها واحتكارها لمنفعة  الظاهرة المسيطرة في المثال المتقدم، في الوقت الذي تفقد الظاهرة الأخرى المسيطر عليها المنفعلة هويتها بنسبة انفعالها، وفي النهاية تكون علاقة  الظاهرتين علاقة شرك (العنف) التي تؤدي الى  حالة من التضاد و التخاصم و الدفع والحذف. ولذلك فان الظاهرة تقع ضحية تعدد الهويات المختلفة.
 مثلا: المجتمع البدائي كانت لديه هوية واحدة، وعندما ظهرت هوية أخرى أو عدة هويات، وسار نحو حالة من تعدد الهويات (الطبقية والفئوية والتمييزية) فان سبب ذلك لم يكن فقط من داخل المجتمع، وانما من عوامل عديدة كان منها مجموعة عوامل داخلية، وأخرى خارجیه، ولا بد ان نلاحظ أيضا دور العوامل الطبيعية والمجتمعات الأخرى، التي أقامت مع ذلك المجتمع الأول ومع اجزائه علاقات قائمة على الشرك، وهكذا ابتعد نظام ذلك المجتمع وقيادته ومسیرته عن اتجاه التوحيد، وسقط بالتالي في أزمة تعدد الهويات المختلفة وتوقف عن التقدم.
التوحيد =  هو المیزان الاساسية وأصل الأصول، والقانون العام لاستمرار الهوية الواحدة، في الحركة التلقائیه للموجود .

 الاصل الثاني: قانون البعثة =
على اساس ميزان الشريعة، فان كل ظاهرة لها نظام للحركة داخل هويتها، وان اجزاء أية ظاهرة تقيم علاقات فيما بينها، وعلى ضوء هذه العلاقات يتشكل نظام معين للحركة، وذلك لعدم امكانية وجود أية حركة في مجموعة بلا نظام ولا ترتيب. وهكذا لا يوجد جزء لا مجموع ولا مجموع بلا جزء، وفي النتيجة : المجموع يتشكل من اجزاء متحركة. وبكلمة أخرى: كلما كانت أجزاء الظاهرة فيما بينها متفاعلة ونسبية، وكلما كان انعزال الاجزاء أقل، ومشاركتها في الهوية العامة أكثر، فان هذا يدل على قيام نظام الحرية والبناء في علاقات أجزاء الظاهرة. ومن هنا فان الاجزاء التي يمكن ان تتحرك في نظام من الحرية والبناء، فان الطاقة المحركة لها  ستتضاعف، وكلما كان نظام المجموعة يتمتع بحرية أكثر وبناء أكثر، فان الطاقة  المحركة المكونة للمجموعة، تكون أقوى وأكثر. وبالتالي فان حركة الظاهرة في هويتها تكون أكثر. مثلا: المجتمع في فطرته التوحيدية يتمتع بنظام حر وبناء، ولكن عندما يخضع المجتمع والجماعات الانسانية لتأثيرات الطبيعة والعلاقات الشركية القائمة على الباطل والعنف، فانه يبتعد عن فطرته التوحيدية، وبالتالي يقع في أزمة الانظمة الاستبدادية المخربة. إذن فان المجتمع مثل اية ظاهرة أخرى، اذا عاد الى فطرته السوية، أي أخذ بالقوانين العامة (أصول الفطرة) يتحول الى مجتمع توحيدي، ويؤسس لنظام من الحرية والبناء بدل الاستبدادية  و المخربة . وقد سعى  المفكرون خلال قرون، ولا يزالون يسعون من اجل ايجاد نظام للعودة الى الذات والفطرة الأولية، وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بنظام من الفكري والعملي، يعود من خلاله المجتمع الانساني الى فطرته ويصبح حرا وبناءا. كما ان لكل ظاهرة علاقات داخلية فان لها علاقات مع الظواهر الأخرى، وهو ما ينعكس على نظام علاقات الظاهرة، وهذا لا يعني سوى ان الظاهرة لا يمكن ان تتجرد من علاقاتها وظروفها الزمانية والمكانية. وان اي تحقيق علمي وحكيم لا بد ان يأخذ بنظر الاعتبار جميع تلك العلاقات الداخلية والخارجية للظاهرة. ونظرا لكثرة العلاقات والأنظمة التي تساهم في صنع الظاهرة، سواء بصورتها العامة أو بأجزائها الداخلية، فلا بد لمعرفة  الظاهرة بصورة علمية وحكيمة ، من النظر الى  نظام هويتها، ذلك النظام الذي ساهم بتشكيل الظاهرة بصورة نسبية وميزها عن سائر الظواهر، وكذلك لا بد من النظر الى نظام القيادة للمجموعة والقوى المحركة المعتمدة عليها. ومن هنا فان تعريف نظام الظاهرة، لا بد ان يرتكز على معرفة العلاقات المولدة للطاقة في داخل الظاهرة، وكيفية إحداثها، وذلك لأن الحركة تحتاج الى طاقة ، وان خط سيرها يعتمد على كمية وكيفية عمل نظام الظاهرة. وذلك لأن نظام الظاهرة يؤثر ليس فقط في المسير وانما في جهة الحركة ايضا. وذلك لأنه كلما كان نظام المجموعة حرا وبناء أكثر، فان الظاهرة تولد  قوى محركة أكثر، ومع ازدياد القوى المحركة فان حركة الظاهرة تنشط أكثر باتجاه التوحيد، وكلما كانت حركة الظاهرة باتجاه التوحيد أكثر كلما كان استقرار هوية الظاهرة واستمرارها أكثر وأطول.
مثلا: من اجل ان يعود المجتمع الى فطرته الأولى، ينبغي ان تكون درجة التوحيد فيما بين اجزاء المجتمع على درجة كبيرة (مائة بالمائة) من الانسجام والتفاعل. وهكذا يجب ان يكون نظام العلاقات في المجتمع حرا وبناءا، حتى يستطيع بالتدريب والممارسة أن يرتقي الى مستوى العقيدة والعمل، ويكون نموذجا أعلى للمجتمع التوحيدي، ومظهرا من مظاهر المجتمع الحر والمعمر للمدنية والحضارة، وبالطبع لا يمكن ان يكون المجتمع التوحيدي كذلك الا عندما يكون أبناؤه أحرارا، ومتساوين، ولا يوجد بينهم أي تمييز الا بسبب المزيد من العمل والبناء، بحيث لا يوجد بينهم رئيس ومرؤوس.
البعثة =  أصل وقانون عام لنظام الحرية والبناء من أجل الحركة تلقائیه للموجود .

 الأصل الثالث: قانون الامامة =
على اساس ميزان الطريقة، بمعنى ان كل ظاهرة لديها في هويتها قيادة، تعبر عن الشورى بين مجموعة أجزاء الظاهرة  ، التي تظهر من القوى المحركة، وتقدم الظاهرة الى الأمام. وسواء كانت الظاهرة هي التي تنتج القوى المحركة، أو تستوردها من الخارج، فان تحتاج الى رمز يقوم بقيادة تلك القوى، وكلما كانت العلاقة النسبية و فعاله  بين اجزاء الظاهرة والقوى المحركة ، نسبية أكثر وفعالة أكثر، كلما كانت قيادة الظاهرة أكثر استقلالا ومساواة، بينها وبين اجزاء المجموعة، وبين اجزاء المجموعة نفسها. وبالتالي تكون حركة الظاهرة في اطار هويتها أكثر. مثلا: عندما يكون المجتمع منسجما مع فطرته، يكون مستقبل القوى  المحركة بعيدا عن تركز التراكم والتكاثر، ولا يقصى أو يستبعد من المجموعة ولا يقمع، ولا يذل، ولا يحدث بين اعضائه أي تمييز يؤدي الى اضعاف انتاج القوى المحركة. وانما تنطلق حركة المجتمع تحت ظل القيادة التوحيدية، الى الأمام، بحيث تفقد قيادة المجتمع سيطرتها على المجتمع وقواه الداخلية والخارجية. وذلك لذوبان القيادة في التوحيد واندماج المجتمع بالتوحيد. ومن هنا يصبح من الضروري التعرف على مجموع علاقات الظاهرة، من اجل تحديد القوى المحركة ومستقبلها وقيادتها. وبناء على ذلك فان الفصل بين داخل الظاهرة وخارجها يؤدي بالمحققين ولاباحثين الى الضياع والجهل والغموض. واذا كانت ظاهرة ما او عدة ظواهر، أو عدد من الاجزاء ذات علاقة مشتركة، فان علاقة ذلك الجزء مع اية ظاهرة تكون علاقة داخلية، واذا كان جزء أو عدة أجزاء من ظاهرة معينة تمثل كمندوب للعناصر المشتركة في الظواهر الأخرى، فان علاقة هذه الاجزاء بالنسبة للظواهر التي تعمل فيها تكون خارجية، فيما تكون علاقتها بالظواهر التي تمثلها داخلية. وبناء على ذلك فان الظرف الداخلي الذي يساعد على انتاج القوى المحركة الحرة والبناءة لنظام المجموعة،  ، كلما كان نظام الظاهرة حرا أكثر وبناء أكثر، فانه يستطيع  قيادة القوى المحركة في المجموعة بصورة مستقلة ومتساوية أكثر. وبالتالي فان استمرار حركة الظاهرة يكون أطول. ومن هنا فاذا اشترك الجميع في انتاج القوى المحركة وبالتالي  قيادتها لجميع أجزاء  الظاهرة، فسيكون محل عمل القيادة نفس المجموعة، وبالتالي سيكون القائد مستقلا ومتساويا مع اجزاء المجموعة، وتكون علاقة القائد  بالجميع قوية. ومن هنا فان معرفة القيادة الجيدة والصحيحة للقوى المحركة ومستقبلها، معرفة دقيقة تقربه من العلم اليقيني، وذلك لأن المسيرات التي تتبعها الظاهرة تعتمد على القيادة  والقوى المحركة. مثلا : ان القائد الضعيف (الذليل) والمميز بين أعضاء المجتمع، يكون قائدا مغتربا عن نفسه. ومن هنا فان هذا القائد كلما يضاعف قوته ليسيطر على المجتمع فانه يبتعد عن المجتمع، ويخرج عن فطرته، وهكذا فانه على ضوء مسار الحركة التي يعينها القائد، يمكن ان يقترب المجتمع من التوحيد، أو يبتعد، وعندما يكون القائد جزءا من قيادة عالم الشرك، أي يستخدم العنف من  اجل السيطرة، فانه يتجه بحركة المجتمع نحو خلق أزمة في علاقة الطبقات، ونشر الخرافات والاساطير، وعبادة العنف والباطل والذات والعنصر والمنصب والمال والشهرة، وما الى ذلك.
وفي هذه الحالة تكون علاقات الناس الاجتماعية بعيدة عنه، ويحول المجتمع الى مجتمع نفاق. ومن هنا فان معرفة  القوى المحركة، من قبل القيادة، يساعد على سير تلك القوى بالاتجاه الصحيح. واذا قام القائد بتوجيه القوى باتجاه التوحيد، فان الظاهرة في كل مرحلة تحول تحت قيادة مستقلة ومتساوية    مع  اجزاء المجموعة، والاجزاء فيما بينها،  تكون أقرب، وكلما كانت قيادة الظاهرة مستقلة أكثر وعادلة أكثر ومتساوية مع الاجزاء، أو الاجزاء فيما بينها، كلما كانت حركة الظاهرة في اطار هويتها نشطة ومتسارعة  أكثر ومتقدمة الى الأمام.
الامامة = أصل وقانون عام لقيادة مستقلة ومتساویه  من اجل الحركة التلقائیه للوجود .
  
 الاصل الرابع: قانون العدالة =
 على أساس ميزان الصراط، فان كل ظاهرة لديها مسير معين في هويتها، وهي الحركة في المسار الذي قطعته الظاهرة طوال تحولها، في السير نحو الكمال. وبناء على ذلك فان أية ظاهرة في هويتها تسير بخط مستقيم بحثا عن الكمال. وكذلك تفعل أجزاء الظاهرة حيث تسير نحو الكمال. وهكذا فان أجزاء الظاهرة، كلما تكون  نسبیه وفعاله مع الاجزاء الأخرى، ونشطة بأية نسبة وبأي قدر، فان حركة الظاهرة، سواء في أجزائها  أو في مجموعها، تقترب أكثر نحو تحقيق الكمال. ولذلك فان مسير حركة أية ظاهرة يكون حاصل مجموع العلاقات الداخلية لتلك الظاهرة بين أجزائها، وكذلك  حاصل مجموع العلاقة بين أجزائها والمجموع، أو بين الاجزاء المتشكلة للظواهر الأخرى. واذا لم تستطع أية أجزاء من أية ظاهرة اقامة علاقة، أو عجزت عن السير في ظل نظام حر وبناء، فان حركة الظاهرة لن تكون في طريق البحث عن الكمال. ومن هنا فان أية نسبة أكبر من الحرية والبناء يتمتع بها نظام الظاهرة، فان حركتها تكون أقرب الى  السير المستقيم نحو الكمال. ولا بد أن نأخذ معرفة المسير بنظر الاعتبار، في قيادة الظاهرة. ومن الضروري ملاحظة مسير حركة الظواهر، والقيادات. وكذلك دراسة مسير حركة معرفة القيادة، وقيادة القوى المحركة، في معرفة مسار حركة المستقبل والماضي والحاضر،
وبناء على ذلك فكلما كانت قيادة الظاهرة مستقلة أكثر ومتساوية أكثر في علاقتها مع اجزاء المجموعة، فان حركة الظاهرة نحو الكمال تكون أقرب. مثلا: ان التحليلات التي لا تنظر الى الماضي ولا الى المستقبل تشكل عملا يساهم في تحريف حركة المجتمع باتجاه طريق أعوج (ضال) يبحث عن الخسران، وهو تحليل  أبتر يوفر مجالا لضلال الناس وضياعهم. ويمنعهم من الاهتمام بالأمور الواقعية المستمرة.
وتؤدي الى تسليم المجتمع قيادة  الحركة في المسير المستقيم نحو الكمال. في الوقت الذي تشكل معرفة الأمور الواقعية المستمرة، والتحرك في مسار حلها، حركة في المسار المستقیم  نحو الكمال.
‌وبناء على ذلك ، ومع ملاحظة أن المسار المستقیم  ليس أكثر من مسار واحد، ولكن مسير الفریده للحركة نحو الكمال .  ومن هنا فان الظاهرة عندما تتحرك في هذا المسير، يحدث تطور نحو الكمال  في علاقاتها الداخلية بين أجزائها، وفي علاقاتها الخارجية مع الظواهر الأخرى. وفي النتيجة ان الظاهرة تتحرك في هويتها الفريدة وتوصل هويتها نحو الكمال. مثلا : عندما يسير المجتمع على الصراط المستقيم نحو الكمال، فان السلبيات تزول أو تختفي عن الأنظار. وبالعكس اذا  سار المجتمع في طريق منحرف وباحث عن السلبيات، فان سلبياته تتضاعف وتتصارع القوى فيما بينها وتضعف بعضها بعضا. واذا لم  تقم بتصحيح مسيرها فانها تنحرف نحو هاوية الشرك اي الاغتراب الذاتي والفناء. ومن هنا فان السير على الصراط المستقيم نحو الكمال هو سير نحو التوحيد، وكلما تنطلق مسيرة الظاهرة نحو  الكمال فانها تقترب نحو التوحید ، وفي النتيجة تكون حركتها ضمن هويتها الخاصة، وتقترب من الكمال الفريد، واذا وصل كمال الظاهرة الى درجة مائة بالمائة فانها تتجه نحو السعادة اللانهائية.
العدالة = أصل وقانون عام للسير على الصراط المستقيم نحو الكمال، من أجل الحركة التلقائیه للوجود

ملاحظة: من هنا ان معرفة المسير، في المرحلة الرابعة، في سير المعرفة جامع.
اذا نظرنا (عرفنا) الظاهرة كمجموعة أجزاء، وكنظام للعلاقات، وكقيادة، للقوى محركة، ، ومسير في اتجاه الحركة، فسوف نعرف الهوية الجامعة للظاهرة، معرفة حقيقية وواقعية، وبعيدة  عن التصورات الذهنية، وهذا يعتمد على النظر الى الظاهرة كمجموعة في حالة حركة تسير ضمن اطار القوانين الاربعة العامة.

الاصل الخامس: قانون المعاد=

  لكي نفهم هذا الأصل نضرب المثل التالي:
  تقوم مجموعة بمحاولة هداية المجتمع نحو المجتمع الاسلامي الكامل المطلوب، اي المجتمع التوحيدي، على ضوء المعرفة على میزان أصول الدين الاسلامي والملة الحنيفية، فتتعرف على أمراض المجتمع وانحرافاته، وتضع حلا سلميا لمعالجة تلك الأمراض، كما يلي:
1-    اقسام المجتمع المنحرفة من ناحية أصول الدين، يجب ان تخلي مواقعها وقواها المسببة للانحراف (الفكري والعملي) والمتعلقة بالأجزاء المنحرفة، ومعرفة العناصر التي تؤدي الى سيطرة مجتمع الشرك (التکتم، والخوف، والسجن ، والاعدام).
2-    يجب معرفة علاقة المجموعة ذات  العناصر المنحرفة (فكريا وعمليا) أي معرفة النظام القائم على قاعدة الشرك (العنف ) الذي يؤدي الى ايجاد المجتمع الأسير والفاسد، ومقارنته بنظام المجتمع القائم على قاعدة التوحيد المفعم بروح الحرية والبناء.
3-    التعرف على القيادة المستقلة والمتساوية (المماثلة) لجميع أجزاء المجتمع والمقاومة للقيادة المنحرفة والمحرفة والمذلة والمميزة بين اجزاء المجتمع، والمسببة للمشاكل والأزمات.
4-     التعرف على مسير حركة المجتمع، وذلك لعدم امكانية اصلاح مسار الانحراف من دون معرفة المسار المستقيم الهادف الى الكمال.
5-    اذا كانت حركة المجتمع تسير من الانحراف الى التصحيح، فلا بد لمجموعة الهداية على قاعدة اصول الدين والملة، أن تعرف مصير المجتمع الحالي ومآله، ومع قيامها  باصلاح الانحرافات (الفكرية والعملية) تهيئ عوامل المآلات القادمة لعودة المجتمع الى الاسلام (في العقيدة والرؤية الكونية، والفلسفة والمنطق، والاجتهاد، والافتاء، والتأويل وتفسير الآيات والأحاديث). واذا كان رواد الاصلاح والهداية لا يتبعون أصول الدين التي تتبعها جميع الظواهر في نشوئها وتكوينها وصيرورتها، فان مسير الحركة فضلا عن جهة الحركة يمكن ان تتجه نحو الشرك (التناقض، والتضاد، والطبقات) وتجر المجتمع نحو هاوية الانحطاط والتحجر والتقهقر، ويمكن القول ان التشخيص الخاطئ للمشكلة يتعلق بالمصير الحالي أو المستقبلي للمجتمع.
وهكذا، وعلى أساس ميزان السبيل: فان كل ظاهرة لديها اتجاه في هويتها، وهي تلك الحركة التلقائیه باتجاه الهدف التوحيدي في التركيب، كما ان هدف كل مجموعة من الحركة هو الوصول الى هوية جديدة أوحد. ان الظواهر ليست فقط نتاج اتجاه اجزائها المتشكلة لها نحو التوحيد، وانما جميع الظواهر لها اتجاه نحو التوحيد. وهي تتجه في حركتها الذاتية في كل محطة مصيرية منذ المحطة الأولى، نحو التوحيد، اي نحو الهوية الوحيدة للكمال المطلوب. ومن هنا، وعلى اساس (اصول الدين العامة) فان جميع الظواهر على وشك الوصول الى التوحيد. وان هذه الحركة التوحيدية، مهما كانت، فانها قد تكون نسبية وفعالة وقد لا تكون، ولكنها في النهاية تسير نحو التوحيد، وكلما كانت حركة الظاهرة نحو التوحيد أكثر، فانها تدل على تصاعد تيارات التفاهم والجذب والحفظ بين أجزائها.
  ولكن اذا سقط المجتمع في هاوية الشرك (المطلقات الفكرية والمادية) وسار نحو تعدد الهويات المختلفة المتناقضة، والتضاد على السلطة التي تتدافع فيما بينها وتقوم بإقصاء الآخر، فان المجتمع يتجه نحو جهنم وحياة أهل جهنم التي عبارة عن قول الباطل واستعمال العنف والاحتراق بالنار، ويتحرك المجتمع باتجاه الاغتراب عن الذات. وبناء على ذلك فان النظر في مآل ومصير الاجزاء والنسب فيما بينها،  لأن  الظواهر اذا تتحرك باتجاه الحرية  وبناء نظامها الذاتي، فان كل نهاية تكون نتيجة مرحلة سابقة من التحول والمصير، ومؤثرة في التحولات القادمة، ومنها الحرية والبناء في نظام الظاهرة، وما لم تصل الظاهرة الى نظام الحرية والبناء، فان الظاهرة واجزائها لن تصل الى التوحيد. مثلا  اذا كان النظام الاجتماعي يسير باتجاه تعدد الهويات المختلفة، فان المجتمع في كل نهاية أو مرحلة من التحول، تقترب من الشرك، وتقع بالتالي في العبودية والفساد، وتتضاعف حالة الاغتراب الذاتي في النظام، وتقل بتلك النسبة امكانية  اقامة نظام الحرية والبناء في المجتمع. وهكذا فان تحولات الظاهرة السابقة والحالية في مستوى القيادة، وبالتالي القوى المحركة وقيادتها، تؤثر في مصير الظاهرة في المستقبل. ومن هنا لا يمكن فصل هذين الأمرين عن بعضهما البعض، وذلك لأنه مع معرفة مصير القيادة وبالتالي القوى المحركة في المستقبل الذي تصنعه هي، تساعد في تحديد ما اذا كانت قيادة الظاهرة موضوع البحث، تسير في اتجاه التوحيد، فان الظاهرة في كل تحول مصيري سابق، تحت قيادة مستقلة ومتساوية مع اجزاء الظاهرة، تقترب بالتالي نحو التوحيد. مثلا: لا بد من التعرف على المجتمع في أية حالة هو، وبنا ءعلى أي سبب تحول من  القيادة الفطرية  الى القيادة الذليلة والمميزة بين اجزاء المجتمع، وكيف سقط في أزمة التراكم وتكاثر القوى والوسائل، التي سيطرت على المجتمع المنحرف. ان قراءة التحولات التي ساهمت في ذلك التغيير والمصير، تساعد على معرفة كيفية الوصول الى القيادة الفطرية المطلوبة. وان قراءة التحولات التي تعتري اية ظاهرة، ضرورية ايضا لمعرفة النتائج الحاصلة من انحرافات المسير واتجاهات الحركة. مثلا ان مسير حركة  مجتمع شيلي في أثناء ثورة ألندي، كانت في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الكمال، مما اعطتها القدرة و السرعة والنشاط،  بعيدا عن تدخل العامل الخارجي للولايات المتحدة، ومساعداتها والانتاج الداخلي والواردات، ولم يكن بامكان بينوشيه ان يقوم بتحريف المسير لحركة المجتمع الشيلي، نحو النقصان والفساد، وبالتالي نحو الاغتراب الذاتي، واخضاع المجتمع الشيلي لسلطته الديكتاتورية. وبناء على ذلك فان أي ظاهرة تلتقي مع ظاهرة أخرى في علاقة من الشرك (العنف)، وبالخصوص نظام الظاهرة مورد البحث، فانها تقع في أزمة العبودية والفساد، وبالتالي فان القيادة والقوى المحركة تصبح ذليلة، وتقوم بالتمييز بين أجزاء الظاهرة،  ويعتمد ذلك أيضا على درجة الانحراف في مسيرها نحو طلب النقصان والشرك أي تعدد الهويات المختلفة . ومع تغيير المسير، وبالتالي جهة الظاهرة مورد البحث، تسقط في هاوية التمزق، واغتراب الاجزاء عن مجموعتها، في علاقتها مع الظواهر الاخرى، في أثناء عملية الدمج والتراكم والتكاثر في مركز السلطة.

ومن الآن وحتى المستقبل، فان الظاهرة مورد البحث، بحركتها نحو الشرك، أي الاغتراب عن  هوية التوحيد، يمكن ان تسير  الى الفناء. وكلما كانت حركة الظاهرة متجهة نحو الشرك أكثر فأكثر، فانها تؤشر الى تفاقم التيارات المتضادة والمتدافعة والاقصائية بين أجزائها. وان هذه الحركة باتجاه الشرك لا يمكن أبدا ان تصلح نفسها بنفسها باتجاه التوحيد، وانما  تكتسب في كل مرحلة وضعا أسوأ من السابق حتى تفنى أي تغترب عن نفسها بشكل تام.
  ومن الملفت للنظر بدقة أن مركز السیطرة بعد فترة يستهلك أمكانياته في التراكم والتكاثر، وعندما يصطدم مع ظاهرة أخرى او ظواهر اخرى على اساس الشرك (الباطل والعنف) يتحول الى  حالة من الانفعال ويقع تحت سیطرة أخرى. ويقع عليه ما وقع على الظواهر الأخرى سابقا. وهذا واقع موجود ومستمر بأن كل باحث عن السلطة لا بد ان يسقط تحت سلطة آخرين. ومن هنا فان الثورة تعني تصحيح جهة الحركة من الشرك الى التوحيد والبعثة، أي اقامة نظام يسير باتجاه التوحيد والامامة، بمعنى ان قيادة الظاهرة تسير في اتجاه التوحيد والعدالة، وهو ما يعني بأن السير باتجاه التوحيد ضرورة مستمرة، وان الحركة باتجاه التوحيد وحدها قادرة بصورة نسبية على انقاذ الظاهرة من السقوط في مصير الشرك. وفي تلك النهاية  يتم الابتعاد عن الشرك بقفزة كبيرة عن طريق الثورة الدائمة التي تتجنب التحولات المصيرية السابقة. وفي هذه الثورة تكون الظاهرة في حالة من رفض الشرك بصورة نهائية في المعاد، حيث لا يمكن الشرك، وحيث تكون الظاهرة قائمة على أساس قوانين الوجود العامة، بصورة قاطعة ونهائية. ومن هنا فان هوية الظاهرة ثابتة وفريدة ، ونظامها حر وبناء وبالتالي فان قواها المحركة مستقلة ومتساوية مع اجزائها، ومسيرها على الصراط المستقيم نحو الكمال. وفي المحصلة  النهائية فان مصير الظاهرة ستكون باتجاه حركة البقاء على هويتها وهذا منتهى المطلوب. وفي هذه الجهة فان الظاهرة تتحرك ضمن أبعاد لا متناهية ومتسارعة . ومن هنا فان مقاومة الشرك تتطلب  صراعا دائبا ومستمرا، كما تحتاج الى قوة ثورية تدعم الأصول العامة، وتتشكل من جماعات من الناس تفكر وتعمل وفق ضوء الأصول العامة، حتى تستطيع ان تؤسس المستقبل على أساس الموازين الحاكمة على العلاقات الداخلية والخارجية، وتنجح في اقامة النوذج المثالي الذي يستهوي الناس ويشدهم نحو الحركة، واذا لم تفعل ذلك فانها يمكن ان تبدل قيما خاطئة بقيم خاطئة أخرى، تشابهها في المحتوى ولكنها تختلف عنها في الشكل فقط. وهذا هو سبب تحول القوى الثورية الى قوى طاغوتية، وذلك بسبب افتقادها الى الأصول والقيم والموازين الهادية لها في الفكر والعمل السليم، بالاضافة الى عدم التزامها بتلك القيم والاصول، في حالة افتراض انها كانت تتبنى تلك القيم والاصول. وهكذا فان أداة الانحراف تكمن في تحريف الدين، وهو ما يؤدي الى تحويل القوى الثورية الى قوى مضادة للثورة وممارسة للطغيان. وهذا التحريف هو  مرض كافة القوى الثورية عبر التاريخ الانساني، وسوف يظل الى الأبد.. ان انحرافات صدر الاسلام لم تكن أكثر من ذلك. ولذلك لا بد ان نلاحظ كيف تسير القوى الاجتماعية والى أين تتجه؟ لأننا اذا علمنا اتجاه حركتها نستطيع ان نتنبأ بمصيرها ومستقبلها، ولأن كل اتجاه يعين مستقبل كل ظاهرة، وهكذا فان كل نهاية لمرحلة معينة، تقوم بدورها بتحديد اتجاه الحركة. وان الحركة باتجاه الشرك تؤدي الى الاغتراب الذاتي (والفناء) في حين ان الحركة باتجاه التوحيد تؤدي في النهاية الى  التصالح مع الذات (والبقاء) مما يعني بأن التوحيد يحقق الوصول الى الكمال المطلوب.

المعاد=  هو أصل وقانون عام باتجاه البقاء، وفي النهاية يحقق الكمال المطلوب من أجل الحركة  التلقائیه للوجود .

ومن هنا فلا تمكن المعرفة بدون معرفة أساس اصول الدين. وان اصول الدين الخمسة هي الفلسفة والمنطق (التأويل واتبین والتفسير والاجتهاد والافتاء) . ومن ناحية أخرى لا بد من الالتزام الدقيق بشعار (لا شرقية لا غربية) انطلاقا من العقيدة. وهو ما يعني : (لا شرقية ولا غربية) في هذه الميادين والمستويات:

1-    للاشرقية) تعني رفض المنطق الدياليكتيكي والفلسفة الماركسية، فان الالحاد والرؤية الكونية تعني (التناقض – الحركة والتغيير – التأثير المعاكس – التغييرات الكمية الى كيفية – نفي النفي)
2-    للاغربية) تعني رفض الفلسفة الغربية والمنطق الصوري الأرسطي، الذي يقوم على الايمان النسبي بالإله، ويلتزم أصول الرؤية الكونية القائمة على ( العلة والمعلول، القوة والفعل،  الوجوب والامكان، الجوهر والعرض، التصور والتصديق، علاقة النسب الأربع، التقسيم الثنائي، جدول نسبة الأحكام، القياس الصوري والقياس الاستثنائي)
3-    ويعني شعار (لا شرقية ولا غربية) أيضا: رفض المزج بين الشرق والغرب، المتمثل في التصوف المختلط اليوناني والهندي الذي يؤمن بضمن الرؤية الكونية، القائلة (بوحدة الوجود والموجود، الجبر، الرهبانية، التقمص والفناء في الله والبقاء بالله)
4-    نعم للدين الخالص الإلهي.. نعم لأصول الرؤية  العالمية الدينية، على اساس دين جميع الأنبياء: الاسلام، الذي يعني الحياة بصورة سليمة مع الآخرين (التوحيد ، البعثة، الامامة، العدالة، المعاد).
وفي الختام، لا بد أن نقول ان نظرية (السير في الوديان السبعة نحو الكمال) تعبر ایضا عن الوديان السبعة التي يشير اليها القرآن (سبعا من  المثاني) أي سبع ثنائيات، والتي تشتق منها سبعة أسماء، وسبعة مسميات، ترتبط باتحاد القلب مع العقل، وهي عبارة عن:
1-    المعرفة: (الوحي والإلهام)
2-     الدين و الملة: (الاسلام الحنيف)
3-    الحقيقة: (التوحيد)
4-    الشريعة: (البعثة)
5-    الطريقة: (الامامة)
6-    الصراط: (العدالة)
7-    السبيل: (المعاد)
 هذا، ومن المعروف ان القرآن نزل على سبعة أحرف، لها باطن وظاهر، وهي عبارة عن:

1-    المطلق(سرمدی) ، والمقید(محدود)
2-    القضاء،            والقدر
3-    الغيب،             والشهود
4-    المحكم ،           والمتشابه
5-    العام ،            والخاص
6-    الناسخ،          والمنسوخ
7-    الأصول ،         والفروع
وفي الحقيقة ان كل واحد من هذه الأمور بحاجة الى شرح على أساس اصول الهداية الحقه (التوحید – البعثه – الامامه- العداله – المعاد ) .

وسوف نذكر فيما يلي مواصفات الحق والباطل، وهي عبارة عن:
1-الحق-  الوجود والواقعية
الباطل - العدم والخيال
2-الحق - له اصول سليمة
الباطل - محرفة من اصول  سليمة
3- الحق استخدام القدره في حدود
الباطل استخدام العنف والاعتداء على الآخرين
4-الحق ذاتي ومالك
الباطل المساومة، أو الأخذ والعطاء
5-الحق شفاف وواضح
الباطل -الغموض والجهل
6-الحق انسجام الوسيلة مع الهدف
الباطل -تناقض الهدف مع الوسيلة
7-الحق عام وفي كل زمان ومكان
الباطل -محدود ومؤقت
8-الحق يفتح الطريق للمستقبل
الباطل -لا طريق له للمستقبل
9-الحق عمره بلا حدود
الباطل -لا يعمر طويلا، عمره صفر
10-الحق - يتحمل المسؤولية
الباطل - عدم تحمل المسؤولية
11-الحق-  الأعرف  بالمصلحة العامة
لباطل  - الحمق في كل عمل، والافساد
12-الحق الابلاغ والا نذار  والبشارة
الباطل -التحريف والتضليل والتشاؤم



وسوف نقوم فيما يلي بعرض قائمة مفاهيم متضاده بين الحق والباطل، مستنبطة من القرآن الكريم، لتساعدنا على فهم  الموضوع:
ألف - على الصعيد السياسي:
1-    الباطل: يميل الى جانب الشرك وعلاقة العنف مع الدول الأخرى، فعندما يكون قويا يحاول السيطرة على هذا وذاك، وعندما يكون ضعيفا يحاول ان يستظل بحماية هذا وذاك، وهذه السياسة تنحصر فائدتها بالنخبة المسیطره على جماهير الناس.
-الحق: يميل الى جانب قيم  التوحيد، والعلاقة مع الآخرين حسب القدرة والاستطاعة والكفاءة، ويحاول ازالة العلاقات السلبية غير المتكافئة مع الآخرين ، سواء علاقة التسلط أو القبول بسلطة الآخرين، واقامة علاقات  متكافئة وعادلة مع الآخرين بما ينسجم مع علاقة التوحيد.
2-    الباطل: يميل الى جانب التراكم والتكاثر، وتتركز السلطة  بشخص القائد، كمظهر من مظاهر العنف والباطل.
-    الحق: يعتبر ا تلك العلاقات بمثابة غصب، ويدعو الى إزالتها واسقاطها كواجب عيني، لأنها تشكل نظام الباطل في الداخل والخارج. ان اسقاط الحكومة الظالمة هدف رئيسي للحق.
3-    الباطل: يميل الى جانب الاستبداد السياسي، وذلك النظام الذي تسيطر فيه النخب الحاكمة على سلسلة المراتب والمناصب، وتستخدم العنف وقول الباطل في التعامل مع الناس.
-    الحق: يخالف الاستبداد السياسي، ويعارض تصنيف الناس على أساس الباطل.
4-    الباطل: يرى أنه الوصي على المجتمع، وان القائد هو مصدر الشرعية للنظام، ويعارض مشاركة الناس في تقرير مصيرهم عبر الشورى وحكومة الأمة.
-    الحق: يؤمن بالشورى ومشاركة الأمة في إدارة شؤونها، وانها مصدر الشرعية لكافة المناصب في الدولة.
5-    الباطل: يعتبر المسؤولية العسكرية في  الحرب والدفاع ضد المهاجمين، مسؤولية الحاكم الخاصة، ولا يعترف بأي دور للناس في ذلك، بل يعتبر  تدخل الناس في الدفاع عن أنفسهم وبلادهم جريمة، كما يقول السلطان محمود الغزنوي.
-    الحق: يعتبر مشاركة الأمة في الدفاع عن نفسها واجبا وطنيا عاما، ويرفض عزل أية فئة عن عملية الدفاع.
6-    الباطل: يوافق على  ايجاد حدود مختلفة في المجتمع بين القوميات والعناصر القومية والجماعات ، و... حتى يستغل تلك الخلافات في عملية  تراكم وتكاثر السلطة في يديه، وخلق أنواع من العلاقات الشركية المتناقضة لمصلحته الخاصة.
-    الحق: لا يعترف بأية حدود مفتعلة، ويعمل من أجل ازالتها.
7-    الباطل: يستبدل قوى المجتمع  الفاعلة والنشطة بالباطل، ويستغل الناتج القومي لمصلحة الجيش و (الاجهزة الأمنية)، كما يهتم بتنمية الثروة بدل الاهتمام  بتنمية الانسان والمجتمع.
-    الحق: يهتم النظام بتنمية الانسان والمجتمع كهدف رئيسي، ويقوم بتمويل الجيش  الاجهزة الأمنية في حدود مسؤوليتها وواجباتها.
8-    وفي النهاية: الباطل: لا يعترف بأية حقوق ثابتة لأي أحد، ويدعي احترام مكانة الأفراد، ولكنه يخادع ويبني سياسته على  النفاق والمراوغة والكذب.
-    الحق: يرفض أساس  قاعدة الخداع،  ويعمل من اجل بناء العلاقة بين الانسان والله، وتقدير مبدأ الاحترام.
9-    الباطل: يستخدم القضاء كأداة، ويمارس الديكتاتورية ومصادرة الحريات القانونية الشرعية، ويجعل سلطة القضاء بيد الحاكم.
-    الحق: يخالف سيطرة  الحاكم على القضاء، ويطالب بانتخاب الشعب لرئيس القوة القضائية، وأن يحتفظ القضاة بحريتهم واستقلالهم، وحصانتهم من الضغوط السياسية.
10-    الباطل: يحصر السلطة بيد شخص واحد، ويعطيه السلطة المطلقة، ثم يصنف الناس الى طبقات، على أساس موقفهم من  سلطة ذلك الحاكم.
-    الحق: ينظر الى الانسان من زاوية علاقته بالله، ويعترف للناس بحقوقهم وواجباتهم، ويعتبر تصنيف الناس الى طبقات نوعا من الشرك، ويزيل بذلك التفاوت الطبقي السياسي بين الناس.

باء – على الصعيد الاجتماعي:
1-    الباطل: هو ربط المكانة الاجتماعية بالمناصب، كأساس للتقييم، واعتبار كفاءة الأفراد والحرية والاستقلال كمسائل فرعية هامشية، ومن هنا فان كل جماعة تحجز مكانا لها في سلسلة الرتب الاجتماعية بصورة  عمودية وأفقية.
-    الحق: تفضيل المبادئ على العلاقات الاجتماعية، ومراعاة الكفاءة والاستقلال والحرية أولاً.
2-    الباطل: حفظ مبادئ وأصول التفاوت  الطبقي الاجتماعي، وتقسيم المجتمع على أساس عمل كل جماعة.
-    الحق: مخالفة تلك الأصول، واحترام  أصل واحد هو  أساس التقوى، أي حفظ أصول الدين في الفكر والعمل.
3-    الباطل:لا يعترف فقط بضرورة تمتع القائد  والمسئولين  الكبار في الدولة بهوية عنصرية معينة، فقط ، وانما يقوم بتقسيم المجتمع الى قوميات وعناصر وطوائف وقبائل وعائلي، ويعتبر ذلك  ضروريا لاستمرار النظام، ويعتبر نفسه حارسا لعمليات التمييز تلك.
-    الحق: يعتبر جميع الناس أبناء آدم وحواء، وانهم من تراب، متساوون كأسنان المشط.
4-    الباطل: يميل الى اعتبار المرأة كوسيلة لتفريخ الظواهر وتوليد الاجيال الجديدة، وأداة لرفع الحاجات الجنسية المؤقتة، وتمتع الحكام.
-    الحق: يرى المرأة والرجل من جنس واحد، و أنهما في مجموعة واحدة، تناضل من أجل رفعة مكانة المرأة، والقضاء على رموز الباطل في المجتمع، واطلاق العنان للشهوات، والدفاع عن حقوق المرأة وتوفير الأمن الاجتماعي لها، ومعاقبة الذين يقفون أمام أداء المرأة لدورها الحر والمستقل في المجتمع، بأشد عقوبة.

جيم – على الصعيد الاقتصادي
1-    الباطل: يعتبر المال وصاحب المال مالكا للأرض والزمان وأرواح الناس
-   الحق يعتبر الله المالك الحقيقي للمال، وان الانسان هو خليفة الله في الأرض، وكل شخص يملك عمله ، وأما الأرض ومصادر الثروة الطبيعية فهي ملك الأجيال القادمة.
2-    الباطل: يميل الى الاستبداد الاقتصادي، وحسب الاحصائيات، فقد كان هناك ، خلال تاريخ ايران الطويل، 46 طريقة لاستغلال الناس (راجعوا حقوق کتاب الانسان في القرآن) وهذه غير الطرق القانونية للاستغلال.
-    الحق: يرى ان الاستغلال الاقتصادي يلغي حرية الانسان، ويضع الارض والموارد الطبيعية الوطنية بيد  عصابات من المافيا الرأسمالية، ولذلك يعارض هذا الاستغلال، ويحرم كل الطرق القانونية وغير القانونية للاستغلال والنهب.
3-    الباطل: يعتبر الرأسمالية طريقا مشروعا للنشاطات الاقتصادية، وتراكم  الثروة والتضخم ونمو رأس المال.
-    الحق: يعتبر أي انتاج اقتصادي يؤدي الى إبادة الناس والمنابع الطبيعية، حراما وممنوعا.
4-    الباطل: يبيح الاستفادة من كل شئ، يؤدي الى تراكم الثروة وزيادة الصلاحيات والقوة.
-    الحق: يعتبر اي شئ من ذلك القبيل حراما أو مكروها.
5-الباطل: يسمح بزيادة الانتاج الفائض عن الحاجة، مادام أنه يشكل قوة اقتصادية، حتى لو أدى الى العبودية والتخريب.
-    الحق: يخالف استخدام الرأسمال في النشاطات الاقتصادية الاستعبادية والتخريبية، ولا سيما إخراج الأموال عن إطار العمل الاقتصادي، واستخدامها في التنافس السلبي على السلطة.
6-    الباطل: لا يحتفظ فقط  بفائض المال في الخزائن، وانما يخرجها من النشاطات الاقتصادية، مع ايمانه بأن عدم إخراج الفائض المالي من الحقل الاقتصادي يؤدي الى تسديد ضربة الى موقعه كمافيا اقتصادية، وهكذا فانه يستغل بطرق شتى المال وقوى العمل ومصادر الانتاج، ويحولها الى طاقات افساد، واذا لم يتمكن من ذلك فانه يجمدها عن العمل. وان انعدام  قانون ثابت ينظم العمل الاقتصادي، يسمح للرأسماليين (وعصابات المافيا الاقتصادية) باعتبار أنفسهم أساس الحياة، واعتبار الناس والأرض والمصادر الطبيعية والاجيال القادمة فروعا ثانوية لهم، وعندما يرون  وجودهم في خطر فانهم لا يبالون بما يحدث للانسان والأرض والطبيعة  من فساد. ولا يهتمون بمقدار ذرة.
-    الحق: يعتبر الأرض ومنابعها من حق عامة الناس، وحق الأجيال القادمة، ويعتقد ان الفساد فيها حرام، كما يعتبر الاحتكار الاقتصادي من أسباب الفقر والتخلف والتضخم، وان  تشريع الاقتصاد الربوي في البنوك يشكل أساس الركود الاقتصادي والتضخم وأساس الفساد الاقتصادي،  وهو يكافح هذا النوع من الفساد بصورة مستمرة.

 دال – على الصعيد الثقافي
1-    الباطل: يميل الى جانب التستر ( التکتم) كأساس لكل الأمور.
-    الحق: يعارض هذا المبدأ بكل قوة، ويطالب بحرية التعبير والاجتماع والنشر.
2-    ‌الباطل: لا يعترف بأية علاقة خارج اطار ميزان الشرك، بأن يكون الانسان إما فاعلا مطلقا  أو منفعلا مطلقا.
-    الحق: يؤمن بميزان التوحيد والعلاقة بين الانسان والله، كعلاقة وحيدة وثابتة، تقوم على اساس عدم العنف، وهي تنعكس في النقاط التالية:
أ‌- ليس للانسان الا ما سعى، وكل منصب أو امتياز يحصل عليه بالباطل ليس قانونيا، وبكلمة أخرى: القاعدة الوحيدة لمشروعية اي عمل هو أن يكون مبنيا على النسبية والفعالية.
ب‌-    المساواة للجميع، ومكافحة اي تمييز سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو ثقافي، يخل بمبدأ المساواة.
ت‌-    بما أن العلاقة بين الانسان والله علاقة مباشرة، فكل انسان يعتبر اماما ورائدا.
3-    الباطل: يتخذ من العقيدة أداة بيد السلطة المطلقة الاحتكارية، ولا يسمح لها بالقيام بأي دور في المجتمع، وذلك لأن السلطة المطلقة لا تستطيع في ظل حاكمية العقيدة، ان تراكم الثروة وتستبد بالسلطة، بل لا يمكن ان تنشأ أبدا. ومن هنا فان الباطل  عبر التاريخ كان يحاول تأويل العقيدة وتفسيرها والسيطرة على الفتاوى الدينية، وكلما كان يحدث ذلك كانت تحدث مأساة وتظهر قوى الثورة التي تحاول تفسير الدين تفسيرا صحيحا مضادا للباطل..
-     الحق: يقف دائما الى جانب حاكمية العقيدة على ممارسات المسئولين في الدولة ولا سيما ولي الأمر، القائد الأعلى.
4-    الباطل: من أهم ساحات المعارك بين الحق والباطل عبر التاريخ، هي محاولة الباطل السيطرة على القوة التشريعية التي تسن القوانين، وبكلمة أخرى: اضفاء الصفة القانونية على الأعمال والمواقف المضطربة، بحيث يكون كل قول أو فعل من أقوال و افعال الحاكم المستبد ذا صفة قانونية، وأن يكون هو مصدر القوانين، بل فوق القانون.
-    الحق: يميل الى حصر الحق بالتشريع بالله، والمجتمع بصفته خليفة الله، يسن القوانين التي تهم حياته، وان الحاكم ( الولي) ورئيس القوة القضائية ليس الا منفذا للقوانين، وتابعا للمجتمع، ويجب ان تكون عملية التشريع قائمة على اصول الدين الاسلامي، من خلال ممثلي الناس الحقيقيين، وليس بيد مجالس النواب المسرحية الديكورية فرمايشي التي تعين في البداية ثم تأخذ البيعة من الناس
5-    الباطل: يعتبر الباطل نفسه محورا لكل شئ، مما يوقعه في الشرك العملي، أو الثنائية التضاد المحوریه   ، وبالتالي الجبر والتفويض، ويرى نفسه المطلق الفعال، والناس المطلق المنفعل، وذلك دليل على اغترابه الذاتي عن الدين، وتحويل الدين الى  وسائل وأدوات العنف، وهو ما حدث في قضية الجبر والتفويض في أيام معاوية بغطاء اسلامي، والتي حاول معاوية من خلالها مصادرة حرية الناس لمصلحة سلطته المطلقة (فعال لما يشاء) ولذلك يقولون اليوم بأن منصب القيادة معين من قبل الله وليس من قبل الناس.
-      الحق: يخالف  نظرية الجبر والتفويض، لأن الاصول الحقة ترفض تلك النظرية، وتعطي للانسان الحق بالاختيار الحر، والنسبي الفعال، وبناء على ذلك فان علاقة الانسان هي فقط مع الله بصفته المطلق الفعال، ولا يوجد المطلق المنفعل، ، في حين يمكن للانسان ان يقيم علاقات مع اخيه الانسان على اساس النسبية و الفاعلية، وبالتالي فان المجتمع يتكون من أناس نسبيين وفعالين أحرار ومستقلين.
6-    الباطل يميل الى السلطة المطلقة واحتكارها، واستخدام الدين كلعبة بين يديه.
-    الحق: يؤيد ولاية جماهير الأمة على نفسها  ، ويعتبر الدين كقانون للحياة والحركة والتلقائیه.
7-    الباطل: بما أنه لا يستطيع ان يقمع الفكر بقوة السلاح، فانه يلجأ الى استخدام الشرطة السرية، بحيث يشعر كل انسان بذلك الشرطي السري، ويراقب نفسه بنفسه، ويتجنب أي عمل أو فكر يتعارض مع منصب المستبد المطلق، وهكذا يدخل الخوف من الباطل في ضمير كل فكرة وكل عمل.
-    الحق: يعتبر اي خوف من اي منصب حكومي شركا بالله، ويعتقد ان رسالته تكمن في النضال ضد جميع أنواع القهر الفكري الباطل، ويؤمن بحق الانسان خليفة الله، ويعتبر الخوف من أية ظاهرة أو أي باطل مناقضا لمنصب خلافة الله في الأرض، ووقوعا في العدم. وهكذا نقول أن تبدل الانسان ليصبح أداة بيد الفساد والمفسدين يتعارض مع كونه انسانا، ولا بد للانسان ان يتذكر بألا يصبح عبدا للخوف، وأن يكافح حب الذات وهذا هو الجهاد الأكبر.
8-    الباطل: ان الحكم المطلق الاستبدادي يقمع  الناس في التفكير والعمل الا في اطار ضيق، ولهذا فان كل أمر مادي يتحول الى رمز ذهني للعنف، وهذا الرمز بدوره يتحول الى رمز مادي.
وفي هذا الاطار المغلق أمام أية قيمة معنوية، فان أي حاجة لا تفهم الا اذا تحولت الى موضوع مادي. ولا تكون مرضية ومشبعة الا اذا تجلت في صورة بضاعة، أو استخدام للعنف، أو ارتكاب لأنواع الفجور. ولا مناص في هذا المدار المغلق، من تحول كافة الاحتياجات الى العنف المفسدة، وفي هذا الاطار فان الانسان يفتقد الارضية الصالحة للفكر والعمل، سوى الفساد. وفي هذا الجو الفاسد الذي يتوسع يوما فيوما، فان اللامساواة تزداد في المجتمع، وتتضخم التناقضات ويتفاقم التفاوت، وهو ما يؤدي الى موت المعنويات والقيم.
-  الحق: يؤيد الأفق المفتوح، الذي يستطيع فيه الانسان التحرر من الفجور ، وتبديل الماديات  بالمعنويات المعبرة عن القيم الإلهية (أصول الدين) والتي ترفع  اية معوقات عن طريق الانسان نحو الكمال، في مجال الفكر والعمل، وبالطبع فلا مجال بعدئذ لتحول أية مسألة مادية الى ذهنية فساد أو استخدام للعنف. وسوف يتخلى الانسان في هذا الجو الايجابي عن حالة الانتاج والاستهلاك المفسد للبضائع التي لا يحتاج اليها، وهكذا يقضي على الندرة (الفقر) والتمييز الاقتصادي، واللامساواة. ويصبح الانسان حرا وبناءا ومستقلا ومتساويا ومستقيما وباحثا عن الكمال والقيم المعنوية.
9-    الباطل: ان هذا التناقض بين الحق والباطل يتبلور في رفض قيم الآخر، ويستخدم الباطل العنف في جميع مظاهره كقيمة عليا.
-    الحق: يعتبر كل قيم الباطل مناقضة للقيم الحق، ويرفض استخدام العنف حتی  في تنفيذ التعاليم الالهية، اي التوحيد.

 على صعيد القيادة

1-    الباطل:اعتبار القائد بصفته رمزا للقوة المطلقة، وانه يمثل منصب الولاية المطلقة المعین من الله.
-    الحق: اعتبار ذلك القائد بتلك الصفة، طاغوتا.
2-    الباطل: يعتبر المال قيمة بحد ذاته، ويجعله هدفا بحد ذاته
-    الحق:يعتبر المال وسيلة، لترقية الانسان.
3-    الباطل: يعتبر خدمة الحاكم المستبد المطلق، قيمة اجتماعية.
-    الحق: يعتبر تلك الخدمة حراما وعبادة لغير الله.
4-    الباطل: يعتبر التقرب من مركز السلطة والثروة والقوة (التراكم والتكاثر) معيارا للمكانة الاجتماعية وقيمة راقية.
-    الحق: يعتبر الابتعاد عن ذلك، ومعارضته قيمة عليا.
5-    الباطل: يعتبر الطاعة العمياء للحاكم المستبد المطلق، قيمة واجبة.
-    الحق: يعتبر اطاعته إيمانا بالطاغوت، وكفرا بالله، كما يعتبر النضال ضد الطاغية من افضل الجهاد، والثورة عليه  من  أرقى القيم المقدسة.
6-    الباطل: يعتبر الحرب العدوانية والغلبة والسيطرة على الآخرين، قيمة يسعى اليها، ويشحن من أجلها النفوس.
-    الحق: يعتبر هذه الحرب العدوانية عبثا وافسادا في الأرض. وبدلا  من الحرب يعتبر  الحق القيم الالهية، على قاعدة أصول الاسلام الخمسة، اصولا  هاديا للانسان في فكره وعمله، وهي قيم معنوية ممتدة وشاملة ودائمة.

7-    الباطل: يستخدم القوة والعنف وجماعات الضغط من أجل الوصول الى السلطة، ويعتبر ذلك قيمة محترمة.
-    الحق: يعتبر ذلك قيمة سلبية، ويدعو الى التوحيد والتوحد مع الآخرين، من اجل البحث عن هوية جمعية مشتركة وكاملة، عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعتبر ذلك قيمة عليا.
8-    الباطل: يؤمن بأصالة  الفرد والانعزال، والتنافس السلبي من اجل النفوذ والقوة، وبناء المكانة الاجتماعية من التمتع بالسلطة، أو من خلال اصالة الجمع وتشكيل مجموعة لاحتكار السلطة والمال. يا اصالت‌جمع‌و ايجاد مجموعه‌انحصار طلب‌را ارزش‌مي‌كند
-    الحق: يعتبر الاسلوبين الاثنين فاقدين للقيمة، في مقابل  اعتبار التوحيد قيمة عليا، والنضال ضد الباطل قيمة دائمة، في حين يعتبر الحرية السياسية في الحركة حقا لعامة الناس، ويرفض احتكار السلطة سواء بيد شخص أو مجموعة.
9-    الباطل: يعتبر السعي من اجل السلطة عن طريق الاغتصاب عملا مشروعا، وكذلك الاستبداد المطلق.
-    الحق: يعتبر الامامة والريادة، قيمة عليا، وهي من حق جميع الناس الذين يجب أن يعتبروا انفسهم رعاة ومسئولين وأئمة، كمظهر من مظاهر التوحيد وتعاليم القرآن.
10-    الباطل: يعتبر الظلم قيمة مشروعة، وكلما كان الحاكم ظالما أكثر  كلما كان حازما وحاسما.
-    الحق: يعتبر الظلم قيمة سلبية جدا، وان ما يسمى بالحزم ليس الا  قتلا وفتکا، في حين يعتبر العدالة ميزانا للحياة، الى جنب الوازين الاخرى كالتوحيد والبعثة والامامة التي تتجلى في العدالة، ويستذكر وصية الامام علي (ع) لولديه الحسن والحسين: "كونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا".
11-    الباطل: يعتبر البحث عن مصادر القوة المطلقة القاهرة للموت، للأفراد والجماعات، قيمة عليا.
-    الحق: يعتبر  المكان الذي توجد فيه سلطة مطلقة ولا يوجد فيه موت، شكلا من اشكال جهنم، التي يشكل الناس فيهاحطبا للنار ووقودا لها، وفي مقابل ذلك يعتبر الحق ان الذي يعطي قيمة لأي شئ هو التحرر من كل أسباب الانحراف، وتطبيق مبدائ الدين الاصول الخمسة الإلهية، وتلك هي الجنة الخالدة.


كيف ومن أين نحصل على مبادئ  أصول الهداية الحقة؟

 لقد ابتدأت مأساة الانسان منذ أن استغل الاستبداد الدين وطبعه بطابعه، وهو ما فتح الطريق أمام الفلسفة اليونانية والمنطق الارسطي ليقوم بدور هداية اصول الدين.
وقد قام القساوسة بالاستفادة من الفلسفة ومن منطق أرسطو ببناء الولاية المطلقة لبابا الكنيسة، وتحريف كتاب الله، وايجاد فكر التثليث والصليب كوسيلة للاستبداد ومعاداة حقوق الانسان، وفرضوا تلك  الديكتاتورية الكنسية الف عام على الناس، ولم يرفعوا حتى الآن أيديهم عن أعمال التحريف، بالرغم من انهم فقدوا السلطة المادية على الشعوب، ولكنهم يريدون اليوم أن يفرضوا سلطة روحية ومعنوية لهم على عقول الناس. ولو أن بعض القساوسة بدأوا بمراجعة افكار الصلب والتثليث، والعودة الى التوحيد، وذلك بعد تأثرهم بالقرآن الكريم، الا انهم لا يزالون أسرى تلك الأفكار ومقلدين لها تقليدا أعمى، ومن تلك الأفكار عقيدة بنوة  عيسى لله، التي تعتبر عقيدة شركية ومتناقضة واستبدادية، وبالتالي فانهم لم يأخذوا بكل الاصلاحات التي جاء بها القرآن حول النبي عيسى. وبدلا من  الارتباط المباشر بالله يحاولون  اقامة واسطة عبر الأنبياء وبين الله والانسان، وابعاد الانسان عن اقامة علاقة مباشرة مع الله. لقد كان الأنبياء مأمورين بتبليغ رسالة التوحيد والأصول التي تتكامل مع الانسان، مثلا أن مجرد الايمان بالنبي عيسى لا ينجي الانسان، وانما بالتماثل مع عيسى في محاربة الشيطان وسلطته حتى الموت. ان وجود عيسى على الصليب وبقاءه حيا حتى في القبر يؤكد لنا ان الانسان البرئ الذي لا ذنوب له، لا يمكن ان يموت، وبما أن نور عيسى كان في عالم الغيب فانه جاء الى الوجود من خلال جسم مادي، ودخل في ذلك الجسم، وهو ما كان علماء المجوس يبحثون عنه من قبل، إذن فان نور عيسى لم يكن في جسم آدم حتى يكون للموت سلطة على عيسى بصورة وراثية، وانما كان عيسى نموذجا للحياة الخالدة. ولا يزال كثير من مقلدي القساوسة وتفاسيرهم يعتقدون بأن عيسى مات وعاد الى الحياة، في الوقت الذي يشكل فيه هذا الفهم فهما خاطئا ويتعارض مع قانون الله الذي يقول بأن ورثة خطيئة آدم وحدهم الذين يموتون، وان عيسى لم يكن وارثا  لآدم في الموت حتى يموت. إذن فنحن لا بد ان نكافح سيطرة الباطل الشيطاني، حتى تسود اصول الدين الواحد الالهي في حياة الانسان، ثم نموت حسب وراثتنا لخطيئة آدم، ثم نعود الى الحياة من جديد مثل عيسى، ولا يحكمنا اي قانون آخر للموت. لا يجوز أن نقبل التفسير الخرافي للقساوسة، بأن عيسى افتدانا بسبب خطيئة آدم. واذا كان هذا الكلام صحيحا فلا بد ان لا يموت أي انسان آخر بعد عيسى، في الوقت الذي نشاهد قانون الموت يسرى على جميع الناس، ومن هنا نفهم ان ذلك لم يكن من اجل ذلك، وانما لكي يرينا ان الانسان البرئ مثل عيسى  لا يمكن ان يتحمل الموت الموروث من آدم لن يموت مرة أخرى بعد ذلك. وسوف يعيش حياة أبدية مثل عيسى. ان تفاسير القساوسة المنحرفة والخاطئة دفعت الناس في الغرب الى الثورة ضدهم وضد تفاسيرهم الجاهلة، وذهبوا بعيدا بالابتعاد التام عن الدين.
     يعتبر التطور الحاصل في أصول الهداية والتفكير في الغرب، أحد اسباب التقدم هناك، في حين يعتبر عدم حدوث التطور في الشرق بسبب نسيان التوحيد والتعاون. وانقلاب أصول الهداية الدينية من التوحيد الى نقيضها وهو الشرك والثنائية التضادة المحوریه ، وحلولها محل الدين في (المعقول والمنقول) واتباع منهج المنطق الصوري في الفقه، وهو ما أدى الى عزل الدين عن لعب دور في ترسيخ حكومة الشعب.  وهكذا تمت الغفلة  في الفقه عن تشريع حقوق الانسان والاعتماد على القرآن. وحسب قول الميرزا محمود الشهابي: اصبح الاعتماد على القرآن في الفقه أمرا شاذا ونادرا. وهو ما أدى الى اضمحلال دور وحقوق الانسان الذي كرمه الله،  واستبدل الفقه ذلك بالحديث عن وجوب تقديم الانسان للطاعة الى أولي الأمر أصحاب  السلطة الاستبدادية المطلقة، على النفس والمال والعرض. وتغير العلاقة من كونها مرتبطة بين الحقوق والمسئوليات، الى جانب واحد يتمثل في إطاعة أوامر ونواهي السلطان المطلق بعيدا عن أية حقوق. بحيث اصبح الانسان المسلم يعرف جيدا ما هي واجباته ولكنه لا يعرف شيئا عن حقوقه. وعندما يقال له: بأن الأوامر هي العمل بحدود الحق، وان اي أوامر تتعدى  اطار الحق هي حكم بالباطل. فان الانسان العادي يتعجب ويستغرب كأنه يطلع على دين جديدة. ونتيجة لذلك فانه منذ أيام عصر النهضة حتى الآن جرت محاولات عديدة لتفسير الاسلام  على ضوء النظريات الغربية العلمية الجديدة. وبعد هذا لا ضرورة للقول بأن أصول الهداية والتفكير في المنطق الصوري انسجمت مع مبادء التفكير وطرق المعرفة في الغرب. ومن هنا فان بعض "رجال الدين" المسلمين المؤمنين بفلسفة ومنطق أرسطو، قاموا بالتنظير للاستبداد وترسيخه، على (قاعدة  التضاد أحادي المحور) وذلك باستخدام منطق القياس الصوري، وبعض الأحاديث المختلقة  المخالفة للقرآن. وفي الحقيقة ان تطور الفلسفة في الغرب سار باتجاه التضاد متعدد المحاور، بدلا من  التضاد ذي المحور الواحد. وأصبحت التجربة طريقا  مهما للتفكير، بحيث قامت بتوجيه انتقادات جادة للمنطق الصوري. وكما نعرف فان المنطق الصوري كان مهيمنا على الكنيسة في الغرب، وسببا لظهور سلطة البابا المطلقة، ولكن تطور قواعد التفكير من التضاد الحادی المحور ، الى التضاد ذي المحورين، مهد الطريق لتطور الكنيسة نحو الرأسمالية الليبرالية. وساعد هذا الأصل المهم في طريقة التفكير في التمهيد لظهور الديموقراطية على أساس قاعدة الانتخاب. وهكذا فان  التفكير النخبوي الارسطي ظل في مكانه . الا ان النخب الجديدة بدأت بالاستماع الى رأي الشعب، ولا تزال.
ومع الأسف الشديد، لا يزال يوجد في العالم الاسلامي قسم من رجال الدين الذين يفتخرون بالاشارة اليهم كفلاسفة، ويساهمون بنشر فلسفة ومنطق ارسطو، ويكتبون الكتب الفلسفية ، ويطلقون عليها اسم : (الفلسفة الاسلامية) أو (المنطق الاسلامي) والمؤسف أنهم يقومون بتفسير القرآن والأحاديث على ضوء الفلسفة والمنطق، ويسمون أنفسهم أصوليين ويعتبرون أرسطو معلمهم الأول، ولا ادري لماذا لا يسمون النبي محمد معلمهم الأول؟ وهم يقومون  من جهة أخرى بمحاربة أي نشر للفلسفة والمنطق الاسلامي  الخالص الذي يعتمد اصول الدين الاسلامي الخمسة، بحيث لا يسمحون بطباعة كتيب صغير عن المنطق الاسلامي. لماذا ؟ لأنهم يعرفون اذا تعرف الشعب على الاسلام الخالص، فانه سوف يرفض ملوك بني أمية المستبدين بصورة مطلقة، وكذلك الملوك الصفويين، الذين بنوا سلطتهم على اساس المنطق القياسي الصوري الأرسطي والأحاديث المخالفة للقرآن. ويعرف الشعب أن (الولاية المطلقة للفقيه) هي نفس ولاية الباب المطلقة في القرون الوسطى، التي كانت قائمة على أساس فلسفة ومنطق أرسطو. وأن هؤلاء (رجال الدين المسلمين) لم يفعلوا شيئا سوى استبدال كلمة (البابا) بالملك أو الفقيه. ان ولاية الفقيه المطلقة أو ولاية الملك المطلقة، تخالف الدين الاسلامي، فقد جا ءالاسلام ليحرر الانسان من عبادة العبيد  الى عبادة الله، ولا يعترف بغيره  ذا سلطة مطلقة، وذلك لأن القرآن نفسه يقول (وكل شئ جعلناه بقدر) أي نسبيا، وقد أثبت العلم ذلك، وان نظرية  آنشتاين النسبية تؤكد ذلك. إذن فقد كان يجب تحرير الاسلام من  سلطة الفلسفة والمنطق الأرسطويين والأحاديث المتعارضة مع القرآن، من أجل أن نحرر أنفسنا من سلطة الولاية المطلقة للفقهاء أو الملوك، المستنسخة من الغرب المسيحي، ونستبدل كل ذلك  بتحكيم أصول الدين الاسلامي الخمسة، كمصابيح هداية في الفكر والعمل، والتي تبين حاكمية الأمة وولاية الناس على أنفسهم. ولا بد أن ننبه الناس أيضا  الى أن السلطة في القرآن محدودة حتى ولاية النبي محدودة بالقرآن واصول الدين. وان الولاية المطلقة هي حق الله فقط لا غيره، وذلك لأن وجوده مطلق، وان جميع المخلوقات الأخرى نسبية (مقدرة). وأن الموجود النسبي لا يمكن ان يمتلك سلطة مطلقة، ولو ادعى ذلك. وهكذا نستطيع الوصول الى منابع الاسلام الصافية، ونؤمن بالقرآن ككتاب لحقوق الانسان.
    فقد خلق الله في البداية الانسان (آدم وحواء) وجعله خليفته في الأرض، وذلك لأن آدم وحواء كانا يمتلكان عقلا باحثا يستطيعان به من الحصول على العلم. وبما أن الانسان كان عاقلا وعالما فانه اصبح أفضل من الملائكة، واشرف من جميع المخلوقات. لأن العقل هو أعلى المخلوقات، وهو المسئول، والانسان بدون العقل لا يختلف عن بقية الحيوانات، ومن هنا فان جميع الكتب الالهیة ومنها القرآن، تدعو الانسان الى استخدام العقل والتفكير، وتؤكد ان الذين لا يستخدمون عقولهم أو يعطلونها هم أسوأ من  الحيوانات، وأضل سبيلا.
  فقد وردت آيات كثيرة في القرآن تخاطب الانسان: (أفلا تعقلون) علكم تعقلون) (اَم تَحْسَبُ اَنّ اكثرهم يسمعون) اَو ( يعقلون) سوره الفرقان، آيه 44  (اِنْ هم اِلاّ كَالانعام بل هم اَضِّلُ سبيلا)
 ومن هنا فقد أصبح العقل الحجة الكبرى، بينما أصبح (النقل) الحجة الصغرى، لأن الانسان لا يستطيع الحياة بدون العقل، فيما هو يستطيع الحياة بدون (النقل) اذا عاد الى فطرته اي الى ضميره، وهو  يقدر أن يعرف  الأمور.
 ان القرآن يدعونا الى التفكير والسؤال : ( فَسْئَلوا اهل الذكر اِن كنتم لا تعلمون) والامام على (ع) يقول: (سلونى قبل اَن تفقدونى) وفي  بصائر الدرجات‌ص‌300 عن‌جابر قال‌ـ قال‌ابو جعفر (ع‌) : (يا جابر لو كنا نفتي‌الناس‌برأينا و هوانا لكنّا من‌الهالكين‌و لكنّا نفتيهم‌بآثار من‌رسول‌الله (ص‌) و اصول‌علم‌عندنا نتوارثها كابر عن‌كابر نكنزها كما يكنز هولاء ذهبهم‌و فضتهم‌). ويقول الامام جعفر الصادق (ع) : (علينا القاء الاصول وعليكم التفريع). وبالرغم من كل هذه الأحاديث  فهناك بعض الناس يقلدون الآباء و الكبراء والسادات ، بدون أن يستخدموا عقولهم ، كما قال تعالى في سورة البقرة آيه 170: (قالوا بل نتبِعُ ما الفينا عليه اباءنا اَوَلَوْ كان اَباوُهم لايعقلون شياً و لايهتدون). وفي سورة المائده آية 104: (قالوا حَسبُنا ما وجدنا عليه اباءَنا) وفي سورة الزخرف ، آية 22: (بل قالوا اِنا وجدنا آباءنا على اُمَّةٍ  و انا على اثارهم مهتدون).

وعندما يصل أولئك الناس المقلدون الى نتيجة أعمالهم الباطلة، ويشاهدون الأضرار في الدنيا والآخرة يعترفون بأنهم اتبعوا قياداتهم وكبرائهم الى النار، وأنهم أضلوهم: (قالوا ربّنا اِنّا اَطعنا سادَتَنا و كُبَراءَنا فَاَضلّونا السبيلا)  ولكن لا يقبل منهم، لأنه قد مضى  زمن الاصلاح والتوبة، إذن فكم هو مهم أن يبادر الانسان في أول فرصة ليراجع عقيدته وينظر فيها بالعقل والعلم، حتى يعرف ماذا فيها من الباطل فيتركه ولا يتبع أحدا، يقول تعالى:  (ولا تقف ما ليس لك به علم) . وكما قلنا قبل قليل، يشكل العقل الحجة الكبرى، وهذا ما يحتم علينا مواصلة الحركة الاصلاحية باستمرار، والقيام بنقد الدين والمذهب والهدف، حتى  لا يكون الانسان متبعا لعقيدة باطلة وهو لا يعلم، وذلك باستخدام الحجة الكبرى: العقل.

  ومن البديهي أن الله تعالى يركز كثيرا على أهمية التفكير، كما في هذه الآية 191 من سورة آل عمران: (يتفكرون فى خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطِلاً). وقد جاء في تفسير القرطبي ، في تفسير هذه  الآية ، عن رسول الله (ص) أنه قال: (لاعباده كَالتَفكُّر). وقال أيضا: (تفكر ساعهٍ خيرُ مِن عبادهِ سنة)
 -    و فى كل شىءٍ له آيهُ   تدل على انّه و احدُ
 -     اتزعم انك جرم صغير   وفيك انطوی العالم الأكبر
  - اِذا المرء كانت له فكرة ففى كل شىء له عبرة
  -    من عرف نفسه فقد عرف ربه

أجل، إن التفكر عبادة، وان ساعة واحدة  من التفكير تعادل عبادة سنة، وذلك لأن التفكير يشغل العقل، وعقل الإنسان هو خليفة الله في الأرض، ولا بد أن يكون التفكير في خلق السماوات والأرض، وأن الله لم يخلقها باطلا، وانما بالحق، ولا بد من معرفة خلقها على  أسس أصولية ثابتة، وأنها اصول حقة.
ان التفكير يجب أن يقودنا الى معرفة قوانين الخلق، وبعد معرفة تلك القوانين يستطيع الانسان أن يثبت كونه انسانا، وأنه خليفة الله ، وأما الذين يتبعون الآخرين بصورة عمياء دون أن يستخدموا عقولهم، فانهم يقولون، كما في سورة الأحزاب، آية 67: (قالوا ربّنا اِنّا اَطعنا سادَتَنا و كُبَراءَنا فَاَضلّونا السبيلا، ربّنا آتهم ضِعفَينِ من العذاب و اَلعَنهُم لعناً كبيراَ).
وكما هو واضح من الآية ، فان الأتباع يطلبون من الله أن يعذب ويلعن السادة والكبراء الذين اتبعوهم في الدنيا، فألحقوا بهم الضرر في الدنيا والعذاب في الآخرة. ويضاعف لهم العذاب. ولكن تعذيب الله للسادة والكبراء المضلين لا يخفف عن التابعين العذاب.  وانما يجب عليهم ترك الاتباع الأعمى للزعماء في الوقت الذي يمكنهم اصلاح أخطائهم أي في الدنيا، اعتمادا على العقل، وذلك يقتضي منهم التعرف على جميع الأقوال والنظريات وانتخاب الأفضل منها.
  ان عمل العقل هو  التفكير، وان التفكير يقود الانسان الى طريق الحق. ومن هنا فانه يوجد طريقان لمعرفة قوانين الخلق، الأول: مطالعة الكتاب التكويني الالهي أي الطبيعة، وأما الطريق الآخر فهو مطالعة كتاب الله التشريحي، أي القرآن. وهاذان الطريقان يرشدنا اليهما القرآن نفسه. وسوف نورد عددا من الآيات التي تحث الانسان على معرفة نفسه والطبيعة:

1-    (وفى الارض آيات لِلموقنين و فى انفسكم افلا تبصرون). سورة الذاريات، آيات 19و 20  والسؤال الآن هو كيف يمكن للانسان أن يشكل رؤيته بغير العقل؟ إذن فالعقل يعني التفكير.
2-    لينظر الانسان مما خُلق ، خلق من ماءدافق، يخرج من بين الصلب و الترائب).  سورة الطارق آية 5و6و7 ، ويدعونا القرآن الى التعرف على الحيوانات والنظر الى الطبيعة:
3-    (افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت ، و الى السماء يف رفعت) سورة الغاشية، آيات 17 -21
4-      الى الجبال كيف نصبت ، و الى الارض كيف سطحت ، فذكر انما انت مذكر).


   ان من المؤكد أن النبي مذكِّر فقط، وان على الانسان أن يفكر ويتعرف على قوانين الطبيعة. وان عليه أن  يجهد ويجرب تلك الأمور التي ذكرها القرآن من قوانين الخلقة ودعا الانسان للتفكير فيها، ويتعرف على حقيقتها.
  وسوف نذكر هنا أيضا بعض الاحاديث عن النبي (ص) الذي يدعو فيها الانسان الى التفكير ويهديه الى بعض القوانين،  ويعلمه كيف يأخذها  في المستقبل:
1-    قال رسول الله: (اَثيرو القرآن فانه علم الاولين و الآخرين من اراد العلم فَليثور القرآن) تفسير القرطبي، ج1 ص 453
   إذن فان من يريد الحصول على العلم عليه أن يثوِّر القرآن أي يدرسه بعمق باستخدام عقله، وبمعنى آخر: يفكر، وذلك لأن القرآن تبيان لكل شئ، كما يقول تعالى: (نزلنا عليك الكتاب تبياناً لِكل شىء) الأنعام، آية 38 و(ما فرّطنا فى الكتاب من شىء).
2-    قال رسول الله (ص): (بينما أنا نائم أوتيت بمفاتيح الأرض، ثلث في يدي) حسبما يقول البخاري في صحيحه، نقلا عن كتاب (الشمائل المحمدية)، وهذا ما يدل على أن مفاتيح معرفة الأرض هي نفسها قوانين الخلق، وتلازم معرفة أية ظاهرة بمعرفة قوانينها.
3-    وقال (ص): (انا محمد النبى الأمى (ثلاث مرات) و لانبي بعدى اوتيتُ فواتح الكَلم و خواتمه فاذا ذهب بى فعليكم بكتاب الله) . تفسير ابن كثير، ج 2 ص 112،. ان النبي يقول هنا ان مفاتيح البداية والنهاية في فهم أي شئ تكمن في القرآن، وعليكم بالرجوع الى القرآن حتى تستطيعوا  معرفة تلك المفاتيح، وتستفيدوا منها في حياتكم وفي معرفة الحق  من الباطل.
4-     وقال (ص): (ايها الناس إنى أوتيتُ جوامع الكلم و خواتمه و اختصر لى اختصاراً و قد اوتيتُ بها بيضاء نقيه فلا تتهوكوا ، و لايغرنكم المتهوكون). قصص الأنبياء لابن كثير، ص 198،  ان كلمة (جوامع الكلم) تعني الكلام المختصر الذي يحمل معاني كثيرة، وهذا يوجد في القرآن، وقد علم النبي ذلك للأئمة حتى يعلموه من بعده للناس باعتباره المنطق والفلسفة للحياة، وهي الفلسفة البيضاء التي لا ينقصها شئ، فلا بد من معرفة القرآن واهل البيت، واستخدام  مفتاح معرفة الحياة والوجود. فان عدم معرفة الانسان بوجود أية ظاهرة وسرها يعتبر بالنسبة اليه غيبا، ولكن بمجرد ان يتعرف عليها تصبح تلك الظاهرة المجهولة  الغيبية  مشهودة له. وهذا هو مفتاح المعرفة أي جوامع الكلم.
5-    وقال (ص): ( مفاتيح الغيب خمس لايعلمهن اِلاّ الله). تفسير ابن كثير، ج 2، ص 272، وشرح هذا الحديث كما يلي: ان مفاتح الغيب هي نفس أصول الدين الاسلامي الخمسة، التي هي قوانين الخلق والوجود، وبما أن القانون لا يرى بالعين المجردة، وانما يعرف بالتفكير، فانه يظل غيبا بالنسبة له ، قبل أن يقوم بالتفكير والتجربة في الميدان، وسوف يصبح  مشهودا له عندما يصل العقل الى ذلك القانون. وقد أبلغ الله تلك القوانين الى الأنبياء، منذ ابتداء الخلق وفي كل مرحلة من حياة الانسان، وقد علم  الأنبياء أوصياءهم بتلك القوانين، حتى وضع خاتم الأنبياء تلك المعرفة في أهل بيته بأمر الله تعالى، الذي يتفضل برحمته على من يشاء ويكلف من يشاء بمهمة معينة. ومن هنا يقول الله تعالى في القرآن: (والله يختص برحمته من يشاء و الله ذوالفضل العظيم) سورة  البقرة، آية 105
 وبما أن هذا العلم يوجد في القرآن، فقد قام النبي بانتخاب آل محمد، وعلمهم علم الكتاب، الذي يحتوي على قوانين الخلق والوجود. ومن الجدير بالذكر: ان قوانين الوجود تسمى في القرآن بأسماء عديدة، حيث يشير القرآن في كل مكان الى اسم من اسمائها. وقد قام خاتم الأنبياء بتعليم آل محمد بقوانين الوجود تلك، وأورثها لهم. ولذلك يعتبر آل محمد أوصياء النبي، مع ملاحظة أنهم لا يوحى لهم أي كتاب جديد، أي ان الرسالة التي ابتدأت بآدم قد ختمت بالنبي محمد، ولكنها استمرت في آل محمد. ومن هنا فان الله لم يعلن ختم الرسالة وانما أعلن فقط عن ختم النبوة، كما يقول في سورة الأحزاب آية 40: (ما كان محمد أبا احدٍ من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيين).

   ان هذه الآية تقول: إن أوصياء محمد ليسوا من أبنائه الذكور المباشرين، وبالتالي فان أوصياءه من بنته وأحفاده، وقد كان الامام علي بن أبي طالب ابن عم للنبي، ولذلك نرى ان رسالة النبي لم تستمر  في ذريته من الذكور، والسؤال المهم هنا: لقد قلنا بأن الرسالة استمرت في آل محمد، وانهم كانوا كالرسل ولكنهم ليسوا بأنبياء، وقد أمر النبي بالصلاة عليهم في التشهد كل يوم عدة مرات، كآل ابراهيم (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم و  آل ابراهيم  انك حميد و مجيد).
  ولذلك قال رسول الله (ص):
1-    (ان العلماء ورثة الأنبياء). الكافي، ج 1 ص 34

 ولكي يوضح النبي هذا المعنى أكثر، ومن هم أولئك العلماء؟، قال أيضا:
2-    (علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل) . بحارالانوار ج 1 ص 22

ومن المعروف أن أنبياء بني اسرائيل هم آل ابراهيم، وبالتالي فان علماء أمة النبي محمد الذين يشبهون  الأنبياء هم آل محمد، أي مثل آل ابراهيم، ويعني أنهم ليسوا فقط مثل أنبياء بني اسرائيل، وانما افضل منهم، وذلك لأن دين محمد اكتمل وقد ورث النبي جميع قوانين الوجود، ولذلك قال رسول الله (ص):
3-    (علماء امتى افضل من انبياء بنى سرائيل). (بحار ج 2 ص 22)
وهؤلاء العلماء هم آل محمد الذين نصلي عليهم في التشهد أثناء الصلاة. وقد انتخبهم الله،وأعطاهم علم الكتاب بالوراثة من النبي محمد، وبهذا السبب أوجب الصلاة والبركات والتحنن والترحم والسلام عليهم في الصلاة.
معرفة الحروف المقطعة في أول بعض  السور في القرآن
1-     قال القرطبي في تفسيره: هى سرالله فى القرآن و لِله فى كل كتاب من كتبه سرُ.

2-    وقال صاحب تفسير زاد المسير ج 1 ص 160 ، قال ابوبكر (رض):  لِله عزوجل فى كل كتاب سرُ و سرالله فى القرآن أوائل السور.
  وقد قال علماء التفسير حول  تلك الحروف المقطعة: لو علم الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم.
 وكما قلنا سابقا في بداية هذا المقال: فانه على ضوء أصول الدين، أي قوانين الوجود، إذا قمنا بجمع تلك الحروف، وحذفنا المكرر منها، وألفنا منها جملة ذات معنى، فان تلك الجملة تفيد معنى له علاقة بالقرآن وآل محمد،  وهذه الجملة هي:
3- (صراط علی حقن مِسْكُهُ) والضمير في (مسكه) يعود الى القرآن.  
4-  اذا حافظنا على نص هذه الجملة (صراط علی  حقن مِسْكُهُ)، ولكن غيرنا إعرابها فانها تفيد معنى آخر هو: (صراط علي حَقَنَ مِسْكُهُ) وحفظها.  
5- (مسك – الاصول، والضمير (ـه) اشارة الى القرآن. وهذا هو السر الأكبر.   
  
6-    قال رسول الله (ص): (فاطمة بهجة قلبى وابناؤها ثمرة فوادى و بعلها نور بصرى و الأئمة من ولدها اُمناء ربّى و حبله الممدود بينه و بين خلقهِ من اعتصم به نجا  ومن تخلّف عنه هوى) . كتاب فرائد السمطين، الحموي الجوينى.

وحبل الله هنا يعني علم الحكمة، أي سنة الله في الوجود، المودع في آل محمد ، من خلال  الوصية والوراثة، وبهذا الدليل أصبح آل محمد خلفاء رسول الله (ص) وأولياءه وأئمة الناس، في الهداية وتعليم الدين بعد النبي.
   وبناء على ذلك، فان خلفاء رسول الله (ص) الأئمة والأولياء قاموا بهداية الناس وتعليمهم الدين. ولكن السؤال: لماذا لم يعرف علم الأئمة حتى اليوم؟ كما قلنا من قبل : ان فهم علوم الأئمة يحتاج الى مقدمات أخرى من العلوم، لم يكن يعرفها الناس في ذلك الزمان الأول،. ولهذا السبب كان الأنبياء يتكلمون بقدر عقول الناس، وكانوا يعرفون بأن الأجيال القادمة سيتعلمون تلك العلوم من آل محمد. قال رسول الله (ص): ( انّا معاشر الانبياء اُمِرنا اَن نكلّم الناس على قدر عقولهم) . بحار الأنوار.
  وقلنا أيضا: بأن قوانين الوجود نزلت بأسماء مختلفة على النبي، وقد أشرنا الى ذلك في الأحاديث السابقة، منها جملة: (فواتح الكلم و جوامع الكلم و مفاتيح الغيب) التي عبر عنها القرآن بكلمة (أصلها ثابت). وربما يسأل سائل ويقول: لماذا نعرف نحن  تلك العلوم اليوم بعد مضي اربعة عشر قرنا من  عصر النبي، في حين لم يعرفها المسلمون الذين كانوا في عصر النبي؟ وفي الجواب عن ذلك: لا بد أن نقول ان ذلك العلم في مستواه الكامل الأعلى كان إرثا عند آل محمد، وكان آل محمد يشيرون اليه عند أول فرصة سانحة، ويقولون للناس ما لديهم. والسؤال الآنك لماذا لم يبحث المسلمون في تلك الأعصار عن ذلك العلم؟ فان السبب يكمن في قلة العلم في تلك العصور، وأن أكثر  الناس لم يكونوا يمارسون التفكير العقلاني، وكان إيمانهم  يعتمد على الأكثر على النقل، وحتى في النقل  لم يكونوا يستطيعون فهمه بدقة، نتيجة قلة العلوم، بينما نحن اليوم نستطيع ان نفهم النقل بشكل أفضل وأكثر، ولذلك كان النبي دائما يوصي بالرجوع الى القرآن وأهل البيت، ويقول : إنهما لن يفترقا الى يوم القيامة. وكان يشجع الناس على التمسك باتباع أولئك العلماء، ويدعو الى أخذ العلم عنهم، ويؤكد افضليتهم بحيث ان  عيسى (ع) يصلي خلف المهدي (ع):
1-  قال الإمام جعفر الصادق (ع) :اِن حديثنا صعبُ مستعصب خشن مخشوشن فانبذو الى الناس نبذاً فَمَنْ عَرَفَ فزيدوه و من انكر فامسكوا لايحتمله اِلاّ عبد مومن امتحن الله قلبه لِلايمان. (كتاب بحارالانوار)
2-    و قال الإمام الرضا (ع): رحم الله عبداً اَحيا امرنا . قال الراوي: قلت كيف يحيى أمركم؟ قال يتعلّم علومنا و يُعلّمها الناس لو علموا محاسن كلامنا لَاتبعونا.
3-    وقال النبى (ص): على يعلم بعدى من تأويل القرآن ما لايعلمون و يخبرهم. (كتاب شواهد تنزيل ص 29 حاكم الحسكانى)
4-    وقال رسول الله (ص):  يا على انت تعلم الناس تأويل القرآن بما لايعلمون. (ابو داود)
 أصدقائي الأعزاء، ان مهمة آل محمد، هي هذه التي وردت في تلك الأحاديث الآنفة. ولكن مع الأسف الشديد فان كثيرا من الناس لم يفهموا جيدا الهدف منها، و فسروها تفسيرا خاطئا بالحكم وادارة المجتمع. في الوقت الذي كانت قيمة الحكومة والخلافة عند الامام علي (ع) – كما يقول - أزهد من عفطة عنز، وفي رواية أخرى : أقل من ورقة في فم جرادة.

3- وقال جعفر الصادق (ع): اِن الله علّم نبيه التنزيل و التاويل فعلّم رسول الله (ص) علياً ، قال عُلِّمنا و الله (لارطب و لايابس الا فى كتاب مبين )
4 - وقال الإمام الرضا (ع): من ردّ متشابهات القرآن الى محكماته هدى التى صراط مستقيم.
5 - وقال الإمام الصادق (ع) : ابى الله اَن يجرى الأشياء اِلاّ بالاسباب، فجعل لِكل شىء سبباً وجعلَ لِكل سببٍ شرحاً ، و جَعَلَ لِكل شرحٍ مفتاحاً ، وجعل لكل مفتاح علماً، وجعل لِكل علمٍ باباً ناطقاً مَنْ عرفهُ عرف الله و من أنكره أنكر الله ذلك رسول الله و نَحن. (بحار الانوار ج 2 ص 91 )
 وبناء على ذلك فان أئمة آل محمد بينوا علم الحكمة، أي سنة الله في الوجود، بقدر عقول الناس، وقالوا: إن أصول الدين خمسة، وأنها تفسر الفروع وتأولها، ولكن آل محمد كانوا يتحدثون أحيانا بشكل لا يسمح بتكذيبهم.
فقد قال رسول الله (ص) : حدّثُوا الناس بما يفهمون  أتحبون اَن يكّذب الله ورسوله؟ (تفسير القرطبي ، ج 2 ص 184)
  وقد قال النبي عدة مرات، حول الامام علي، العالم الأول من آل محمد : أنا مدينه العلم وعليُ بابها فمن اراد مدينتى فليأت من الباب. وقال: انا مدينة الحكمه و على بابها فمن اراد مدينتى فليأت من الباب.
  ومن هنا فقد جعل النبي ميزان معرفة الحق والباطل، والتأويل والاجتهاد في آل محمد، وأوصى الناس باتباعهم.
  ان القرآن لا يمكن فهمه بدون امتلاك المقاييس وموازين المعرفة الضرورية لذلك، ومن الصعب تحصيل العلم بمراده، الا اذا امتلك الانسان مقاييس المعرفة القرآنية فانه يكون سهلا، ولذلك قال الله تعالى لِرسوله الكريم فى المعراج : ما آمَنَ بى مَنْ فَسَّر برأيه كلامي و ما عرفنى من شبّهنی بخلقى ، و ما على دينى من استعمل القياس فى دينى. (كتاب تفسير السيوطى، الدرالمنثور، ج 2 ص 141)
(ومن الجدير بالذكر أن الدروس الأساسية في الحوزة العلمية تقوم على  منطق أرسطو الصوري، وفلسفته)
  والمقصود من ذلك هو عدم استطاعة أي انسان من فهم القرآن باستعمال القياس، وانما يجب أن يكون القياس باستعمال المقياس الإلهي. حسب موازين القرآن. وحسب فهم كل زمان من القرآن يكون أفضل وجامعا أكثر
   وقد  قال رسول الله (ص) : خيرُ الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. (تفسير القرطبى، ج 2/1 ص 171)
  وقد حسب البعض أن قصد النبي هو أن جيل النبي هو أفضل الأجيال، وان الأجيال اللاحقة له تصبح أسوأ، ثم أسوأ، ولكن معنى الحديث بالضبط هو عكس ذلك الفهم. كما يلي: إن الناس  الذين كانوا في قرن النبي، أفضل من القرون السابقة، لأن الدين اكتمل في عهد النبي، وبلغ علم قوانين الوجود الى تمامه عند النبي محمد. ولكن كلما  مضى الزمان فان معرفة الناس من الدين ستكون أفضل وأكثر. وبالتالي فان معرفة القرون اللاحقة لقرن النبي بالدين والدنيا ستكون أفضل من قرن النبي، بسبب زيادة المعرفة. وأن القرون التالية ستكون أفضل وأفضل.. حتى نصل الى العصر الحاضر.. حيث يكون قرننا أفضل من جميع القرون السابقة، ولكي نثبت هذا المعنى ونتأكد من خيرية وأفضلية الخلف على السلف، تعالوا نراجع هذه الأحاديث التالية:
1-    عن عبيدة ابن الجراح ، قال قلت: يا رسول الله هل احد خيرُ منا؟ أسلمنا معك و جاهدنا معك ، قال: نعم قومُ من بعدكم يؤمنون بى و لم يرونى. (تفسير ابن كثير، ج 1 ص 41)
وهو ما يؤكد كون الذين يؤمنون بالرسول دون أن يروه، أفضل من الصحابة الذين كانوا معه.
2-    وفي رواية أخرى: قلنا يا رسول الله هل أحد خيرُ منا ؟ قال: نعم قومُ  يجيئون من بعدكم يجدون كتاباً بين لوحين فيؤمنون بما فيه و يؤمنون بى ولم يرونى. (تفسير القرطبي ، ج 2/2 ص 174)
3-    قال ابوجمعة الانصارى: كان معنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، قلنا: يا رسول الله هل من قومٍ اعظم اجراً منا آمنا بالله و اتبعناك ؟ قال ما يمنعكم من ذلك و رسول الله بين اظهر كم ياتيكم بالوحى من السماء بل قومُ  ياتيهم كتاب من بين لوحين يؤمنون به و يعملون بما فيه اولئك اعظم اجراً منكم. (تفسير ابن كثير ج 1 ص 41)
4-    قال رسول الله (ص): اَتدرون أي خلق افضل ايماناً  ؟  قلنا: الملائكة. قال و حق لهم بل غيرهم. قلنا : الانبياء. قال : و حق لهم بل غيرهم، ثم قال رسول الله (ص) : افضلُ الخلق ايماناً قوم فى اصلاب الرجال يؤمنون بى و لم يرونى يجدون ورقاً فيعملون بما فيها فهم افضل الخلق ايماناً. (تفسير القرطبي 2/2 ص 171)
 ان هذه الأحاديث الاربعة التي نقلناها عن النبي تفسر معنى (خير الناس) وتؤكد أن جملة (ثم الذين يلونهم) تشير الى أفضلية القرون اللاحقة على قرن النبي، وأن (الذين يلونهم) أفضل من هؤلاء. وفي النهاية لا بد من القول: إن أفضل الناس هم أولئك الذين حددهم النبي بكلمة (من بعدكم)
 
1-      من هو خيرُ منا ؟
2-     من هو اعظم اجراً منا؟
3-      من هو افضل الخلق ايماناً ؟
  وبما أن هذه الاحاديث الثلاثة  تتحدث عن القرون بعد رسول الله (ص) إذن فان هذه القرون التالية أفضل من قرن الرسول، وبالتالي فان (خير الناس) اليوم هو قرننا الذي يحتل مرتبة أعلى، وهو ما يعني أن الأمة الاسلامية تسير في خط تقدمي نحو الأمام، ولا تتأخر الى الوراء.
 يقول القرآ، الكريم: (بل يريد الانسان لِيفجر اَمامه). (سورة القيامة، آيه 5)
 واذا كنا اليوم قد فهمنا قوانين الخلق والوجود، فانه بسبب تقدم الأمة، على العكس من الأجيال السابقة، التي لم تكن تعرف ، بسبب نقص العلوم، أصول الدين، بتلك الصورة التي نعرفها نحن اليوم.
    وكذلك يقول القرآن: (و يری الذين أوتواالعلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق).(سورة سبأ، آية 6 )
  مما يعني أن العلماء في النهاية، سيثبتون أن أصول الدين حقة، والقرآن حق. وكلما تقدم العلم ستظهر هذه الحقيقة أكثر فأكثر. وبما أن العلم في مسيرة تقدمية دائمة، فان فهم الدين سوف يتقدم أكثر. كما يقول الله تعالى: (فوق كل ذى علم عليم) ، (والذين أوتوالعلم درجات) . وكلما كثر علم الانسان بأصول الهداية، كلما عرف الله، كما قال تعالى ( فاعلم انه لا اله الا الله)    وان معرفة الانسان لن تنحصر بمعرفة الله فقط، وانما  تزداد معرفته بالتاريخ وأمور الحياة الواقعية والانسان والمجتمع والعلاقات بين الناس، أيضا. كما  تتوثق علاقاته الاجتماعية على أساس معرفته بالحقوق العامة. وسوف نورد هنا أسماء أصول الدين التي تشكل مبادئ الهداية في الفكر والعمل، حتى نقيم الحجة على رجال الدين  المتأثرين بالغرب في ايران، الذين شغلوا أنفسهم بدراسة المنطق الصوري وفلسفة أرسطو، وقادوا  المجتمع الى الهاوية، وسيقودنه أكثر، ويقضون بجهلهم على أنفسهم.
  لقد وردت أصول الهداية الحقة في القرآن مع كلمة (أصول) حوالي 26 مرة، ولكن مع الاسف، ان رجال 
الدين التابعين لمنصب (ولاية الفقيه المطلقة) لا يهتمون بتلك الأسماء، بل انهم يقومون بحذفها  وكتمانها، حتى لا تنفضح أسرارهم  ، ويعرف الناس أن السادة (رجال الدين) ليسوا مسلمين، وذلك لأن المسلم المخلص لا يقوم بتشويه الدين والقرآن وخلطهما مع الفلسفة والمنطق اللااسلامي، ويرفضون سيطرة (ولاية الفقيه المطلقة) المضادة للاسلام، والمستلهمة من الغرب والتابعة لدين أرسطو.
  أسماء أصول الدين في القرآن: ان الاسلام يشبه الشجرة التي تضرب بجذورها في الأرض، وتمد بأغصانها في السماء، وبالتالي فانها تتغير حسب الأيام والأسابيع والشهور والفصول والسنين.
1-    أصلها= اساسها
1-    أصلها ثابت وفرعها  فی السماء
 2 – الفطرة = الهوية

1-  قالت رسلهم أ فى الله شكُ فاطر السماوات والارض؟.         
 2 - فطرةالله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن اكثر الناس لا يعلمون.
3 - الذى فطرنى و اِنّه سيهدين
3– أم الكتاب = البرنامج الأساسي
1-    يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب.
2-    منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخرُ متشابهات.
3-    و انه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم .                                                                                          
4 – الملكوت = القياد
 1- فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ.
2 - قل من بيده ملكوت كل شئ.
3 - و كذالك نرى إبراهيم ملكوت السماوات و الارض.
5 – الكتاب المبين = البرنامج الشفاف
1- لارطب و لاباس الا فى كتاب مبين.
2 - لا أصغر من ذلك و لا اكبر الا فى كتاب مبين.
3_ و ما من غائبهُ فى السماء و الارض الا فى كتاب مبين.
6 - سنة الله = قانون الله
1- سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا و لا تجد لسنتا تحويلاً.
2- فلن تجد لسنة الله تبديلاً و لن تجد لِسنه الله تحويلا.
3_ سنة الله فى الذين خلوا من قبل و كان امر الله قدراً مقدوراً.
 7 – السلطان المبين = الحسم الشفاف
1- و أن لا تعلو على الله اِن آتيكم بآياتنا و سلطان مبين.
2- ثم أرسلنا موسى و هارون بآياتنا و سلطان مبين.
 3- تريدون أن تَصدونا عما كان يعبد آباءنا فاتوا بسلطان مبين.
8 - الميزان

1- و وضع الميزان و لاتطغوا فى الميزان.
2- و انزلنا معهم الكتاب و الميزان.
3- فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون.
9– الروح
 1- يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده.
2- وكذالك أوحينا اليك روحاً من أمرنا.
3- اولئك كتب فى قلوبهم الإيمان و أيدهم بروحٍ منه.
10 – البرهان
  1-    قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
  2- يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم.
3- لو لا رأى برهان
 11 - الفرقان
   1- تبارك الذي انزل الفرقان.
   2- و اذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان لعلكم تهتدون.
   3- و نزلنا التوراة و الانجيل من قبل هدى للناس و انزل الفرقان.
12 – النور
1–  و من لم يجعل له نورا فما له من نور.
2- انا انزلنا التوراة فيها هدى و نور.
3- وانزلنا اليكم نوراً.

13 – العلم اللدني
1- اُحكمت آيات ثم فصلت من لدن حكيم خبير.
2- و انك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم.
3- و علمناهُ من لدنا علماً.
14 – علم الكتاب
1- قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به من قبل أن يرتد اليك طرفك.
2- كفى بالله شهيدا بينی و بينكم و من عنده علم الكتاب.
15 – الكتاب المكنون
 1 - إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لايمسه الا المطهرون.
16 - التقوى
1- و من يتق الله يجعل له مخرجاً.
2- و نجينا الذين آمنو و كانوا يتقون و اتقو الله.
3- و سيق الذين اتقوا ربهم الى الجنه زُمرا.
17 – المقاليد
1-    له مقاليد السماوات والارض.
18 – حبل الله
1- واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.
19 – الهداية
 1- کل  شیء خلقه ثم هدی.
20 – الذكر

1-الا بذکر الله  تطمئن القلوب.

21– العروة الوثقى

1-    فقداستمسك بالعروة الوثقی.
22 – حدود الله
  1- تلك حدود الله.
23 – الكتاب الحفيظ

   1- وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ.

24 – مفاتيح الغيب

    1- وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو.

25– كلمات الله

    1- و تمت  کلمه ربك.

26 – فصل الخطاب:
   1- و فصل الخطاب.

Aucun commentaire: