dimanche 21 septembre 2014

احتوت كتب العقائد –ومن أبرزها كتب عقائد الحنابلة- على كثير من العيوب الكبيرة التي لا تزال تفتك بالأمة



  • احتوت كتب العقائد –ومن أبرزها كتب عقائد الحنابلة- على كثير من العيوب الكبيرة التي لا تزال تفتك بالأمة ولعل من أبرزها:
    التكفير/ والظلم/ والغلو في المشايخ/ والشتم/ والكذب/ والقسوة في المعاملة/ والذم بالمحاسن/ والأثر السيئ في الجرح والتعديل/ والتجسيم الصريح/ أو التأويل الباطل/ وإرهاب المتسائلين/ وتفضيل الكفار على المسلمين/، وتفضيل الفسقة والظلمة على الصالحين/، والمغالطة/ والانتصار بالأساطير والأحلام/، وتجويز قتل الخصوم/ والإسرائيليات/ والتناقض/ والتقول على الخصوم/ وزرع الكراهية الشديدة مع عدم معرفة حق المسلم/والأثر السيئ على العلاقات الاجتماعية/ واستثارة العامة والغوغاء/ والتزهيد من العودة للقرآن الكريم مع المبالغة في نشر أقوال العلماء الشاذة/ مع انتشار عقائد ردود الأفعال (كالنصب وذم العقل)/ وجود القواعد المعلقة التي يطلقها بعضهم/ والتركيز على الجزئيات وترك الأصول/ وإطلاق دعاوى الإجماع/ وإطلاق دعاوى الاتفاق مع الكتاب والسنة والصحابة/ وتعميم معتقد البعض أو بعض الأفراد على جميع المسلمين/ مع إرجاع أصول المخالفين كل فرقة أصول الفرقة الأخرى لأصول غير مسلمة يهودية أو نصرانية أو مجوسية، وغير ذلك من الأمراض التي نعلمها أبناءنا في المدارس والجامعات فيخرجون فاقدين لأهلية التفكير الصحيح وجاهلين أبرز أسس العدل والإنصاف، ثم نستغرب بعد هذا كله لماذا هذا التوتر في المجتمع المسلم!! وهذا التباغض والتباعد بين المسلمين.
    وسأذكر أمثلة على الأخطاء السابق ذكرها التي يمكن إجمالها في الأمور التالية:
    أولاً: .أولاً: التكفير والتبديع[1] في كتب الحنابلة وما له حكم ذلك أو توابعه من التضليل والتفسيق والشتم واللعن والبذاءة:
    لا يجوز تكفير المسلم الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم ينكر شرائع الإسلام الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة والصوم والزكاة والحج ولم ينكر تحريم المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة كالكذب والخيانة والظلم والزنا والسرقة.. كما لا يجوز تبديعه ولا شتمه ولا لعنه.
    وقد يرتكب المسلم مكفراً لكن لا يكفر المرتكب حتى يُسأل عن سبب ارتكابه ذلك ويتم التحاور معه والمناظرة وتقديم البراهين والأدلة لتقوم عليه الحجة ويفهم الحجة وتؤخذ منه حجته إن كان عنده حجة أو دليل ويصبر عليه ويلتمس له العذر ما أمكننا إلى ذلك سبيلاً وتتم دعوته للحق برحمة ولين وقد جاء النهي عن التكفير (تكفير المسلمين) في نصوص كثيرة لعل من أبرزها قوله (صلى الله عليه وسلم): (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) [2] وفي لفظ (إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)[3].
    وقوله (صلى الله عليه وسلم): (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)[4]. وكانت سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) خير مثال لتطبيق ذلك فقد أجرى أحكام الإسلام على المنافقين (وهم أصحاب الدرك الأسفل من النار) مادام أنهم يتسمون باسم الإسلام رغم عدم إيمانهم بنبوة النبي (صلى الله عليه وسلم) ورغم معرفته (صلى الله عليه وسلم) بكثير من أعيانهم معرفة يقينية.
    لكن أصحاب النزاعات العقائدية نسوا هذه المبادئ عند تخاصمهم ولم يسلم أهل السنة ممثلين في الحنابلة والأشاعرة وغيرهم لم يسلموا من ولوج باب التكفير والتبديع وأشباههما[5] وهاكم النماذج على فشو التكفير والتبديع غير المستند على بينه ولا برهان في كتب العقائد حتى وصل الأمر لتكفير كبار أئمة وفقهاء السنة فضلاً عن غيرهم وسأقتصر على كتب مذهبنا الحنبلي للأسباب السابق ذكرها فمن نماذج التكفير عند الحنابلة:
    1. تكفير الإمام أبي حنيفة والحنفية وذمهم وتبديعهم في كتب الحنابلة!!

    ساق عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت290هـ) في كتابه السنة جملة من اتهامات وشتائم خصوم أبي حنيفة تلك الاتهامات التي تصف أبا حنيفة بأنه: (كافر، زنديق، مات جهمياً، ينقض الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام أشأم ولا أضر على الأمة منه، وأنه أبو الخطايا، وأنه يكيد الدين!! وأنه نبطي غير عربي!! ، وأن الخمارين خير من أتباع أبي حنيفة!! ، وأن الحنفية أشد على المسلمين من اللصوص!! ، وأن أصحاب أبي حنيفة مثل الذين يكشفون عوراتهم في المساجد!! وأن أباحنيفة سيكبه الله في النار!! ، وأنه أبو جيفة!! وأن المسلم يؤجر على بغض أبي حنيفة وأصحابه، وأنه لا يسكن البلد الذي يذكر فيه أبو حنيفة؟!، وأن استقضاء الحنفية على بلد أشد على الأمة من ظهور الدجال، وأنه من المرجئة، ويرى السيف على الأمة، وأنه أول من قال القرآن مخلوق، وأنه ضيع الأصول، ولو كان خطؤه موزعاً على الأمة لوسعهم خطأً، وأنه يترك الحديث إلى الرأي، وأنه يجب اعتزاله كالأجرب المعدي بجربه، وأنه ترك الدين، وأن أبا حنيفة وأصحابه شر الطوائف جميعاً، وأنه لم يؤت الرفق في دينه، وأنه ما أصاب قط، وأنه استتيب من الكفر مرتين أو ثلاثاً، واستتيب من كلام الزنادقة مراراً، وأن بعض فتاواه تشبه فتاوى اليهود، وأنه ما ولد أضر على الإسلام من أبي حنيفة، وأن الله ضرب على قبر أبي حنيفة طاقاً من النار، وأن بعض العلماء حمدوا الله عندما سمعوا بوفاة أبي حنيفة، وأنه من الداء العضال، وأن مذهب الحنفية هو رد أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وأنه يرى إباحة شرب المسكر وأكل لحم الخنزير، وأنه كان فاسداً، وأن كثيراً من العلماء على جواز لعن أبي حنيفة، وأنه كان أجرأ الناس على دين الله، وأن أبا حنيفة يرى أن إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق واحد، وأن حماد بن سلمة كان يقول: إني لأرجو أن يدخل الله أبا حنيفة نار جهنم!!) [6].
    أقول: هذا نموذج واحد من نماذج سلفنا الصالح!! من غلاة الحنابلة، وهذا الفكر عند غلاة الحنابلة (لا معتدليهم) هو الذي فرخ لنا اليوم هؤلاء الغوغاء من التيار التبديعى، الذي يصم الناس بالبدعة والضلالة، ولعلهم أوقع الناس فيها، فلذلك لا يستغرب بعض الأخوة إن قام بعض هؤلاء الغلاة، وشبه الباحثين من طلبة العلم المخالفين له بالمستشرقين أو بفرعون أو إبليس أو سلمان رشدي!!، فالذين يقولون إن الإمام أبا حنيفة رحمه الله أشد على المسلمين من الدجال لا يستغرب من أتباعهم أن يشبهونا -نحن المعاصرين اليوم- بالفراعنة أو المبتدعة أو أتباع المستشرقين ونحو هذا؟! بمعنى أننا لا ننتظر منهم تزكية، ولا نستغرب منهم هذا التبديع والتكفير فنحن نرحمهم لأننا نعرف من أين أُتوا!! أتوا من الجهل المسمى علماً، والظلم المسمى عدلاً، والبدعة المسماة سنة!!
    على أية حال: لا يخلو شر من خير في الغالب وعلى هذا فلا يخلو تكفير هؤلاء لأبي حنيفة من فوائد عظيمة، لعل أبرزها معرفة طغيان العواطف على العلم عند بعض السلف الذين نصمهم بالصلاح ونصم مخالفيهم بالضلالة!! فهذه الكتب تصلح لدراسة وقياس الإنصاف والظلم عند سلفنا وقياس فهمهم للحجة من عدمها مع قياس العلم والجهل والصدق والكذب عند المتقدمين فهي شاهد على ذلك العصر.
    كما أن ظلمنا في تكفير أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله يجعلنا نتوقف في ظلمنا فرقاً أخرى كالشيعة والمعتزلة والصوفية والأشاعرة وغيرهم، لأنه إن سلمنا بأن تكفيرنا لأبي حنيفة كان خاطئاً فما الذي يمنع من أن تكفيرنا لهؤلاء كان خاطئاً أيضاً؟!، والعاقل من اتعظ بهذه عن تلك فلا يتسرع في التكفير قبل معرفة حجج الخصم وارتفاع موانع تكفيره ومعرفة شبهه واعتذاراته من قوله لا من نقل خصمه فبعض ما نقله عبد الله بن أحمد هنا لا يقره الأحناف بل ينكر الحنفية أن يكون أبو حنيفة يقول بذلك أو يعتقده[7]، فمعنى هذا أن عندنا خللاً في النقل فنصحح الروايات في تشويه الخصم ولا نتفهم حجة الطرف الآخر ولا نسمع له ونكفر بأشياء ليست مكفرة أو نكفر بإلزمات لا يجوز التكفير بها فلازم القول ليس بقول وهذا أيضاً كله مما ينبغي أن يدرس لننقد أنفسنا قبل نقد الآخرين ولنعرف مدى قولنا بالباطل وتصديقنا له ومدى تفهمنا لحجة الطرف الآخر00 الخ.
    وقد كفرَّ غلاة الحنابلة معظم فرق المسلمين كالمعتزلة والشيعة والقدرية والمرجئة والجهمية وغيرهم. (راجع المبحث السادس).

  • ومن النماذج المنقولة عن أحمد في كتب الحنابلة التي بالغ فيها الإمام أحمد في التكفير ما يلي:
    أ?. قوله –إن صدق الحنابلة في النقل عنه- (من زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم)[9]!!
    أقول: ولا ريب أن هذا القول المنسوب لأحمد فيه غلو في التكفير لعله الأساس الذي بنى عليه الحنابلة التكفير حتى اشتهر الحنابلة بالتكفير والتبديع وكان الصوت المغالي هو العالي المسموع أما الصوت المعتدل فيهم فكان خاملاً لعدم تميزه عن الأصل.
    على أية حال إن صحَّ هذا القول وأمثاله عن أحمد فالإسلام أعلى من أحمد ومن غيره، ولا يصح أن ننسب هذه الأخطاء للإسلام فالمعتزلة كلهم يقولون بخلق القرآن وليسوا كفاراً فضلاً عمن اقتصر على الألفاظ القرآنية بأن القرآن كلام الله ووقف عن الجدل فيما لم يبينه الله ولا رسوله (ص) فضلاً عن الأشاعرة وجمهور أهل السنة من الشافعية والمالكية والأحناف والظاهرية الذين يقولون بخلق اللفظ، فالقول السابق يلزم منه تكفير كل الأمة إلا الحنابلة ولا يخفى خطورة هذا القول.
    ب?. قوله رحمه الله –إن صدق الحنابلة في النقل عنه- (ما أحد على أهل الإسلام أضر من الجهمية ما يريدون إلا إبطال القرآن وأحاديث رسول الله (ص)[10]!!
    أقول: من أراد إبطال القرآن فهو كافر بلا شك لكن علم النيات ليس لأحمد ولا لغيره من البشر.
    ت?. ومن أقواله رحمه الله –إن صدق الحنابلة في النقل عنه- قوله (من قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي مخلد في النار خالداً فيها)[11]!!
    أقول: غفر الله لأحمد وسامحه فالقول إن صحَّ عنه فهو يشبه التألي على الله عز وجل فالقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق هو قول الكرابيسي والإمام البخاري وغيرهم من كبار علماء أهل السنة، بل المذاهب الإسلامية كلها على هذا تقريباً إلا الحنابلة، ثم ما الذي أعلمه أو أعلم غيره بأن أمثال هؤلاء –إن دخلوا النار- فلن يخرجوا منها؟!
    ث?. ومما ينسب إليه رحمه الله في تكفير المعين ما نقله المروذي –إن صدق في النقل عنه- قال: (قلت لأبي عبد الله –يعني أحمد بن حنبل- إن الكرابيسي –أحد علماء الشافعية- يقول: من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أحمد: بل هو الكافر)[12]!!
    أقول: رحم الله هذين العالمين وسامحهما فقد ضيقا واسعاً وكفراً بعض أهل القبلة المقطوع بإسلامهم.
    ج?. ونقل عن الحنابلة –وعلى رأسهم الإمام أحمد- إستحلال دم من يقول بخلق القرآن[13]، وأنه لا يُسمع مِمَّن لم يكفرهم ولا يسلم عليه ولو كان من الأقارب ولا تشهد لهم جنائز ولا يعادون في مرضهم[14]!! هذا عقاب من لم يكفر القائلين بخلق القرآن فكيف بمن قال بذلك؟!
    ولا ريب أن معظمنا اليوم لا يكفر من قال بخلق القرآن وإنما يبدعه أو يعده كفراً دون كفر ولا أعرف حنبلياً اليوم يكفر المعتزلة تكفيراً أكبر مخرج من الملة كما ينقل الحنابلة عن أحمد!! فعلى هذا نكون جميعاً كفاراً على مذهب أحمد!! وبهذا يتبين غلو الإمام أحمد في التكفير إن صحت عنه تلك النقولات[15]، وهذه جذور التكفير التي نتهيب من مناقشتها ونقدها فتضرر الإسلام بتحمله أخطاء البشر وتضررنا من هذا التكفير والتبديع المتبادل بين المسلمين.
    ح?. والخطر أن التكفير عند أحمد وأصحابه هو التكفير المخرج من الملة وقد نقلنا عن أحمد قوله بتخليد هؤلاء في النار وهاهو أبو حاتم الرازي وهو من الحنابلة[16] يقول: (من زعم أنه مخلوق مجعول –يعني القرآن- فهو كافر كفراً ينقل به عن الملة!! ومن شك في كفره ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر)[17]!!
    ز?. ومن الأقوال الغالية المنسوبة لأحمد قوله: (الواقفي لا تشك في كفره)[23]. والواقفي هو من قال: القرآن كلام الله ووقف عند النصوص، فكيف يكون هذا كافراً بلا شك!.
    س?. وقوله: (يستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بأهل الأهواء)[24].
    ش?. وسئل عن رجل يشتم رجلاً من أصحاب النبي (ص) فقال: (ما أراه على الإسلام)[25].
    أقول: كان النواصب الأمويون يلعنون علياً[26] على المنابر فهل كانوا كفاراً ؟! أم أن السب الذي يكفر به المسلم المقصود به سب الطلقاء من بني أمية؟!
    3- التكفير عند ابن تيمية!!
    ابن تيمية رحمه الله رغم أنه تاب من تكفير المسلمين من الفرق المخالفة كما نقله عنه الذهبي إلا أن التأصيل للتكفير موجود في كلامه عندما بالغ في التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فهوَّن من شأن الأول وبالغ في شأن الثاني والتفريق نفسه تفريق مبتدع ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولم يقل بهذا التفريق أحد من الصحابة ولا التابعين فالتوحيد شأنه واحد وهذا التفريق هو الذي جعل ابن تيمية ومقلديه يزعمون (أن الله لم يبعث الرسل إلا من أجل توحيد الألوهية أما توحيد الربوبية فقد أقر به الكفار!!) ونسوا أن فرعون قال: (أنا ربكم الأعلى) وقوله: ( يا أيها الناس ما علمت لكم من إله غيري)!! وأن صاحب إبراهيم قال: (أنا أحيي وأميت) فضلاً عن سائر الملحدين في الماضي والحاضر وغير ذلك مما يؤكد أن الرسل بعثوا للإقرار بوجود الإله وربوبيته واستحقاقه للعبادة وبعثوا بسائر أنواع العبادة والأخلاق وتحريم المحرمات وغير ذلك. ...

  • أقول: وهذا التفريق والاستنتاجات السابقة جرأت مقلدي ابن تيمية رحمه الله وسامحه على تكفير المسلمين الذين حصل لهم خطأ في الاعتقاد وكان الأولى أن يخطأوا أو يبدعوا –إن ثبت عليهم ذلك- لا أن يتهموا بالشرك وهم قائمون بأركان الإسلام وأركان الإيمان، بل جرت الخصومة ابن تيمية لإطلاق عبارات فهم منها تكفيره لسائر المتكلمين من المسلمين وسائر المخالفين له في الرأي من الفرق الإسلامية، ووجد في كلامه ما يقتضي تكفير الغزالي والجويني إمام الحرمين فضلاً عن غيرهما من متكلمي علماء المسلمين.
    والغريب أن ابن تيمية رحمه الله يدعو لهجر الكلام والفلسفة وعرض الدين من النصوص الشرعية بينما هو هنا يأتي بشيء لم يؤثر في كتاب الله ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو الناس إلى الشهادتين ونبذ عبادة الأوثان وتأدية أركان الإسلام كما في حديث معاذ بن جبل في بعثه إلى اليمن وغير ذلك من الأدلة الكثيرة الوفيرة التي لم نجد فيها هذا التقسيم المبتدع.
    والسيئ في هذه القواعد الباطلة التي يقعدها أهل العلم كابن تيمية أن لها ما بعدها وكما يقال: (زلة عالِم زلة عالَم) وقد زل بهذا التقسيم عوالم أصبحوا يكفرون المسلمين لوجود أخطاء عقدية فقرنوا بينهم وبين الكفار ولم يحفظوا لهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونقول لهم ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) لأسامة بن زيد : (ماذا تفعلون بـ: لا إله إلا الله يوم القيامة)؟!.
    4- ابن القيم لم يسلم من التكفير!!:
    بما أن ابن القيم رحمه الله مقلد لابن تيمية –فهو تلميذه والناشر لعلومه- فلا بد أن يكون في أبحاثه ومؤلفاته تكفير لبعض المسلمين إن لم أقل كثير من المسلمين وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ابن القيم رحمه الله قد عقد فصلاً في نونيته بعنوان (فصل: في بيان أن المعطل مشرك)!! ويقصد بالمعطلة هنا ما ذكره الشارح الدكتور محمد خليل هراس: بأنهم (الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية والقرامطة والصوفية[28]) فهناك خلط بين القرامطة والأشعرية!! فضلاً عن الخلط بين المعتزلة والقرامطة!!.. يقول ابن القيم –رحمه الله وسامحه- في قصديته النونية[29]:
    [1] والمقصود بالتكفير هنا والتبديع أي التكفير الخاطئ الظالم الذي ننزله على المسلمين أما تكفير الكافر فهذا ليس موطن النزاع بشرط أن تتحقق شروط التكفير وترتفع موانعه وكذلك ذمنا هنا للتبديع والتفسيق واللعن000 إنما هو ذلك الذي يقع بظلم وجهل وهو الغالب على هذه الأمور في كتب العقائد.
    [2] صحيح البخاري- كتاب الأدب.
    [3] صحيح مسلم- كتاب الإيمان.
    [4] سنن الترمذي- كتاب البر والصلة، وسنده حسن.
    [5] كما لا يجوز التبديع ولا التفسيق ولا التضليل إلا ببرهان واضح لنا فيه حجة عند الله عز وجل فالتورع عن التكفير أو التفسيق أو الاتهام بالنفاق هو الأصل. ولأن نخطئ في التبرئة خير من أن نخطئ في الاتهام.
    [6] كتاب السنة (1/184-210 ..يتبع


  • [7] مثل قولهم إن مذهب أبي حنيفة رد أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟!! فهذا ظلم وكذب، فأبو حنيفة لا يرد أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هكذا رداً بالهوى وإنما له ولأصحابه منهج متشدد في قبول الأحاديث وردها يختلف عن منهج المحدثين، فلا يجوز اتهامه برد أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) وإنما يجوز تخطئته في المنهج نفسه، وكذلك الحنابلة عندما قبلوا ذلك وفق وظنوه صحيحاً وفق منهجهم المتساهل.
    [8] كنت أستبعد صدور مثل هذه الأقوال عن أحمد بن حنبل رحمه الله لاشتهار الحنابلة بالكذب عليه حتى قال بعض العلماء (إمامان جليلان ابتليا بأصحاب سوء جعفر الصادق وأحمد بن حنبل).
    لكنني أصبحت متوقفاً في صدور هذه الأقوال عن أحمد لسببين اثنين:
    السبب الأول: كثرة النقولات عن أحمد في التكفير حتى أصبحت تقترب من المتواتر عنه خصوصاً في تكفير القائلين بخلق القرآن.
    السبب الثاني: خروج أحمد منتصراً من السجن بعد أن ظلم من المعتزلة وسلطتهم وكان لنشوة الانتصار والغضب على الخصوم أثر على حدة الإمام في التكفير والتبديع حتى هجر أمثال علي بن المديني ويحيى بن معين، وللأسف أن أغلب المنتصرين لا يتحكمون في عواطفهم خصوصاً إذا كانت الدولة والعامة معه فالقلائل من الناس العقلاء يتحكمون في خصوماتهم فلا تخرج عن الشرع ولعل من أبرز النماذج الجميلة في تاريخنا نموذج الإمام علي مع الخوارج فرغم أنهم كانوا يصرحون بعداوته ويكفرونه ويسبونه ورغم ورود النصوص فيهم بأنهم (يمرقون من الإسلام) إلا أن الإمام علي كان شريف الخصومة فلم يستغل كل هذا في تكفيرهم وإنما قال: (إخواننا بغوا علينا) وكان يمنحهم حقوقهم كغيرهم من المسلمين ولم يقاتلهم إلا بعد سفكهم الدماء.
    لكننا للأسف ننسى عند تخاصمنا هذه النماذج المشرفة فنكفّر ونبدّع ونفتي بإباحة الدماء عندما نجدالفرصة في ذلك فنسيء لهذا الإسلام العظيم الذي هو رحمة للعالمين فضلاً عن المسلمين.
    ولا نتذكر النصوص في تحريم التكفير إلا عندما يكفرنا الآخرون!! أما أن كنا الأقوياء فلا نتذكر إلا مواقف بعض أئمتنا الذين كانوا يكفرون خصومهم!! مع الدعاوى العريضة بأن تكفيرنا للآخرين من باب الحرص على الإسلام والعقيدة.. ثم نفاجأ بطلابنا بالأمس ينقلبون علينا اليوم ويكفروننا بالمنهج الظلمي الذي زرعه بعض السلف ودافع عنه معظم الخلف، حتى عاقبهم الله بهذا المنهج نفسه وأذاق بعضهم بأس بعض لتحكيمهم أخطاء بعض السلف وهجرانهم للأدلة الشرعية ومواقف الصحابة الكبار الذين هم أفضل من طبق المنهج الصحيح.
    [9] طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/29).
    [10] طبقات الحنابلة (1/47).
    [11] المصدر السابق (1/47).
    [12] طبقات الحنابلة (1/62).
    [13] طبقات الحنابلة (1/156).
    [14] طبقات الحنابلة (1/157). كان النبي (ص) ربما عاد اليهودي في مرضه فكيف لا يجوز أن نعود المسلم الموحد.
    [15] ماذا أفعل بغلاة الحنابلة إن ضعفت رجال الحنابلة قالوا طعنت في رواة المذهب الحنبلي وإن وثقتهم قالوا: كيف تصحح الروايات التي تتهم أحمد بالتكفير وهو من أبعد الناس عن التكفير؟!
    [16] يدل على ذلك قوله في الموضع نفسه: (والواقفية واللفظية جهمية جهمهم أحمد بن حنبل إمامنا وإمام المسلمين)!!.
    [17] طبقات الحنابلة (1/286).
    [18] طبقات الحنابلة (1/343).
    [19] طبقات الحنابلة (1/343).
    [20] طبقات الحنابلة (1/172).
    [21] طبقات الحنابلة (1/280).
    [22] طبقات الحنابلة (1/326).
    [23] مناقب أحمد لابن الجوزي (206).
    [24] مناقب أحمد (208).
    [25] المناقب (ص214).
    [26] كان أحمد رحمه الله يكتب حديث حريز بن عثمان ومروان بن الحكم وغيرهم ممن كان يعلن علياً، بل ثبت أن معاوية كان يلعن علياً ويأمر بلعنه (راجع صحيح مسلم – فضائل علي)، فهل هؤلاء كفار عند الحنابلة لسبهم أحد العشرة المبشرين بالجنة؟
    [27] ستأتي في أقوال أخرى للبربهاري تدل على أن الرجل سامحه الله كان جريئاً على دين الله قوَّالاً بالأباطيل والأخبار المكذوبة غفر الله لنا وله.
    [28] شرح نونية ابن القيم (1/27).
    [29] المصدر السابق(2/306).
    [30] المصدر السابق (2/315).
    [31] كما فعلنا بالشيخ أبي غدة رحمه الله إذ قمنا بإذلال هذا الرجل أقصد أبا غدة ومحاولة استتابته ونعتناه بأسوأ الألقاب وحاربناه في رزقه وعلمه وقام بعض السفهاء بالبصق عليه في معرض جامعة الملك سعود قبل سنوات وأتبع البزقة بلعنة!! وهذا نتيجة طبيعية لكتب العقائد عندنا!! التي زرعت في نفوسنا الأحقاد باسم عقيدة السلف الصالح!! ولازلنا مخدوعين بهذه الشعارات ومتناسين نصوص الكتاب والسنة في وجوب محبة المسلم ومعرفة حقوقه ومن أبرزها وأهمها حق الإسلام.
    ا ثانياً: التجسيم والتشبيه:
    سبق أكثره في الفقرة السابقة الخاصة بالأحاديث الموضوعة والآثار المكذوبة وبقي أن نشير لأعظم ما رواه الحنابلة في هذا الجانب ومن ذلك:
    - صحح الشيخ عبد المغيث الحربي الحنبلي حديث الاستلقاء!! الذي فيه أن الله لما انتهى من الخلق (اس
    تلقى ووضع رجلاًً على رجل)[1]!! وهذا تشبيه واضح.
    - أما الأهوازي الحنبلي فقد ألف كتاباً طويلاً في الصفات أورد فيه أحاديث باطلة ومنها حديث عرق الخيل الذي نصه: (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق)[2]!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
    والغريب أننا نكفر من يقول بخلق القرآن أو يسب أحد الصحابة وفاعل هذا وإن كان مخطئاً لكنه ليس كخطأ من يزعم أن الله خلق نفسه من عرق الخيل!!
    ومع هذا لا يجوز –في نظري- تكفير معتقد هذا الاعتقاد لجهله مادام أنه يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد (ص) نبياً رسولاً وهذا لجهله يشبه من طلب من أبنائه إن مات أن يذروه في الرياح ظناً منه أن الله ليس بقادر على بعثه.
    - كما حدث الأهوازي هذا بحديث (رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة!!) وهذا تشبيه واضح وتجسيم صريح.
    - وألف الهروي الحنبلي كتاباً في الصفات حشره بأحاديث باطلة من هذا الجنس[3].
    - وروى عبد الله بن أحمد رواية مقطوعة فيها (مكث موسى أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات من نور رب العالمين)[4]!!
    - وروى عبد الصمد بن يحيى الحنبلي قال: قال لي شاذان: اذهب إلى أبي عبد الله –أحمد بن حنبل- فقل: ترى لي أن أحدث بحديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: (رأيت ربي عز وجل في صورة شاب)؟!
    قال: فأتيت أبا عبد الله فقلت له: فقال لي: قل له: تحدث به، قد حدث به العلماء)!![5].
    أقول: وهذا الحديث موضوع باطل وإن صحَّ هذا الأثر عن أحمد فقد أخطأ ووقع في خطأ عقدي واضح لأن في الحديث تشبيه صريح وإن لم يصح عن أحمد فهو دليل على أن بعض الحنابلة يرون هذا الرأي ويعتقدونه ولذلك يحتجون لهذا بأقوال ينسبونها إلى أحمد وللحديث لفظ مطول بالإسناد السابق وهو (رأيت ربي عز وجل، شاب أمرد جعد قطط عليه حلة حمراء)[6]!!.
    أقول: بالله عليكم هل تركنا لأنفسنا عذراً ونحن نروي مثل هذه الطوام والفضائح في كتبنا العقدية ولا ننقدها ثم لا نلتمس العذر للآخرين في تبديعنا بل وتكفيرنا!!
    هل رأيتم أصرح في التشبيه والتجسيم من هذا الأثر وحديث عرق الخيل الذي قطع كل محاولة في التأويل أو الاعتذار، اللهم إلا بالاعتراف بأن فينا من شبه الله بخلقه مثلما يوجد في الآخرين من بالغ في التعطيل وكلا الأمرين خطأ عظيم بل كفر ولكن لا يكفر معتقده لاحتمال الجهل أو التأويل.
    - وقال محمد بن إبراهيم القيسي الحنبلي (قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال: في السماء السابعة على عرشه بحد –أو يحد- فقال أحمد: هكذا هو عندنا)[7]!!
    أقول: الرواية منقطعة عن ابن المبارك ولو صحت عنه لما كانت حجة فلم يرد لفظ الحد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة فلماذا اللجاجة في هذه الغرائب.
    - ورووا أن المقام المحمود للنبي (ص) هو (قعوده صلى الله عليه وسلم مع ربه على العرش)[8]!! واعتبروا من رد هذا الأثر الضعيف جهمياً أو زنديقاً!! وأنه لا يؤمن بيوم الحساب[9]!!
    أقول: انظروا إلى الأحكام الجائرة فكلما كانت القصة أو الأثر مكذوباً كلما زاد إنكارهم على من أنكره وحكموا عليه بالزندقة والكفر!! وكأن الشدة تعويض لضعف الحجة.
    - وزعموا أن النبي (ص) رأى ربه تسع مرات!![10].
    - ولم يكن البربهاري إمام الحنابلة في عصره يجلس مجلساً إلا ويذكر فيه أن الله يقعد النبي (ص) معه على العرش!![11].

    [1] انظر سير أعلام النبلاء للذهبي (21/160).
    [2] سير أعلام النبلاء (18/17).
    [3] سير أعلام النبلاء (18/508).
    [4] طبقات الحنابلة (1/186).
    [5] طبقات الحنابلة (1/218) (2/46).
    [6] طبقات الحنابلة (2/46) وغلاتهم يصححون هذا الحديث كما ترى في قول أبي الحسن بن بشار الحنبلي (2/59).
    [7] طبقات الحنابلة (1/267).
    [8] طبقات الحنابلة (2/10).
    [9] المصدر السابق.
    [10] طبقات الحنابلة (2/11).
    [11] طبقات الحنابلة (2/43).
    ثالثاً: كثرة الأكاذيب من الأحاديث الموضوعة والآثار الباطلة وخاصة تلك المشتملة على التجسيم وتشبيه الله بالإنسان:
    سواءً ما كان منها مكذوباً على النبي (صلى الله عليه وسلم) أو ما كان مكذوباً على بعض الصحابة والتابعين أو كان مما تسرب إلى الكتب من الإسرائيليات المأخوذة عن اليهود والنصارى.
    وسبب الإكثار من هذه الأكاذيب والأباطيل أن كل فرقة أرادت الاحتجاج لآرائها ومبادئها بأحاديث وآثار وأخبار فتلجأ إلى أخذ هذه الأكاذيب والإسرائيليات فيوقعهم هذا في الكذب وقد يزين الشيطان للأتباع تصحيح بعض هذه المكذوبات كل هذا بحجة نصرة السنة ونصرة العقيدة!!
    ونسوا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدة من النار)[1]، وتناسوا النصوص الشرعية الناهية عن الكذب والمحذرة منه.
    ومن أمثلة هذه الأكاذيب المنتشرة في كتب عقائد الحنابلة:
    وروى عبد الله بن أحمد بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الله عز وجل يجلس على الكرسي فما يفضل (من الكرسي) إلا قيد أربع أصابع وأن له أطيطاً كأطيط الرحل إذا رُكب!!)[2]. وهذا الحديث لا يصح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وفيه تجسيم واضح.
    .
    2- ما رواه عبد الله بن أحمد[3]: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الجريري عن أبي عطاف قال: كتب الله التوراة لموسى عليه السلام بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة في ألواح در فسمع صريف القلم ليس بينه وبينه إلا الحجاب!!.
    أقول: فهذا من الإسرائيليات المكذوبة أو خزعبلات
    العوام وتوهمات الأعراب. وقد أورد عبد الله بن أحمد كثيراً من الآثار من هذا القبيل.
    3- وروى ابن أحمد أيضاً بإسناده أثراً[4] عن ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رأى ربه على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة ملك في صورة رجل وملك في صورة أسد وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر في روضة خضراء دونه فراش من ذهب)!!.
    أقول: هذا الأثر مكذوب على ابن عباس وفيه تجسيم واضح وغرائب لجذب العوام!! لعل بعض الرواة أخذوه من اليهود والنصارى، تعالى الله عن أساطيرهم.
    4- وروى أيضاً[5] بإسناده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: (خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر!!).
    أقول: وينسبون بالصدر والذراعين هنا إلى الله عز وجل!! تعالى عما يقولون علواً كبيراً فلا يقال في الله ولا عن الله خلاف ما في القرآن الكريم والسنة الصحيحة المشهورة وكفى بإخبار الله عن نفسه في آيات كثيرة فيهملها هؤلاء ويذهبون إلى خزعبلات اليهود وتخيلات الأعراب!!، وهذه إن صحت عن عبد الله بن عمرو فهي من الإسرائيليات التي كان يرويها فقد ظفر يوم اليرموك بزاملتين فيها كتب لأهل الكتاب فكان يروي ما فيها على سبيل القصص فإن كان هذا منها فهو مخطئ في روايته لها ففي نصوص القرآن والسنة عن الله عز وجل ما يغني ويدفع هذه الأباطيل فيجب الاقتصار على المحكم من ذلك والإيمان بالمتشابه منه ورد الباطل من المرويات.
    5- وروى عبد الله بن أحمد[6] أن الله يقول لداود عليه السلام يوم القيامة: (إدنه إدنه حتى يضع بعضه عليه!!) وفي لفظ (حتى يأخذ بقدمه)!! تعالى الله عن ذلك.
    6- وروى بإسناده[7] حديثاً موضوعاً: (أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سئل: أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق الخلق؟ فقال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء).
    أقول: هذا حديث مكذوب على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا نص من كتاب التوراة كما أخبرني بذلك بعض المهتمين بكتب أهل الكتاب[8].
    7- وروى بإسناده[9] عن ابن مسعود: (إذا تكلم الله عز وجل سمع له صوت كجر السلسلة على صفوان)!! واتهم عبد الله بن أحمد من لم يقر بهذا بالجهمية والبدعة!! مع أن هذا فيه تشبيه واضح ولم يأتِ عليه دليل صحيح.
    8- روى بأسانيده عن كعب الأحبار وكان من الذين أسلموا من اليهود آثاراً من هذا الجنس من الإسرائيليات[10].
    9- وروى عبد الله بن أحمد أيضاً[11] بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (لما كلم موسى عليه السلام ربه عز وجل كان عليه جبة صوف وعمامة صوف ونعلان من جلد حمار غير زكي!!).
    وقد أخرج هذا الأثر الآجري في الشريعة وابن بطة وهما من الحنابلة، والأثر مكذوب على النبي (صلى الله عليه وسلم) وفيه تجسيم يلزم منه استهانة بالذات الإلهية لكن لازم القول ليس بقول وقد يقول البعض إن هذا يريد منه القائل وصفاً لموسى لا لله عز وجل، أقول: أرجو ذلك ولكن يعكر على هذا الاعتذار أن سياق الآثار في الباب كله إثبات صفات الله عز وجل من جلوس وقيام وصوت وكرسي وصور وصدر وذراعين ونحو ذلك ولا فائدة لهم هنا في ذكر لبس موسى فإن هذا مما لا دخل له بالعقيدة ...



  • ولا السنة!!
    ورووا خزعبلات أخرى ظاهرها التجسيم والتشبيه مثل قولهم:
    10- أن الله وضع يديه بين كتفي النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى وجد بردها على قلبه![12].

    ومن هذه الخزعبلات المروية:
    11-أن جلد الكافر يوم القيامة أربعون ذراعاً بذراع الجبار!! (السنة لعبد الله بن أحمد، (2/492).
    12- وأن السماء ممتلئ بالله عز وجل. المصدر السابق (2/457).
    13- وأن أسباب الزلازل أن الله يبدي بعضه للأرض فتتزلزل!! المصدر السابق(2/47).
    14- وأنه ينزل كل عشية ما بين المغرب والعصر ينظر لأعمال بني آدم المصدر السابق (2/47).
    15- وأنه خلق آدم على صورته هو!! المصدر السابق (2/472).
    16- وأن عرش الرحمن مطوق بحية المصدر السابق (2/474)
    17- وأن الوحي ينزل في السلاسل المصدر السابق (2/474).
    18- وأن الكرسي كالنعل في قدميه المصدر السابق (2/475).
    19- وأن الله يطوف في الأرض المصدر السابق (2/486)
    20- وأن الله يضع يده في يد داود!! المصدر السابق (2/502).
    21- ويأمره أن يأخذ بحقوه0 المصدر السابق (2/503).
    22- وأن هذه الرياح من نفس الرحمن المصدر السابق (2/510)
    23- وأنه لا تبقى خيمة من خيام الجنة إلا دخلها ضوء وجهه ويستبشرون بريحه. المصدر السابق (2/524).
    24- وأنه لما تجلى للجبل: بسط كفه ووضع إبهامه على خنصره. المصدر السابق (2/525)
    أقول: وبعد هذا نقول: أننا نقتصر على النصوص الشرعية الصحيحة ولا نشبه الله بخلقه وأن من شبه الله بخلقه فقد كفر؟! إن لم يكن ما سبق تشبيهاً فما هو التشبيه إذن؟!.
    26- بل جوز الدارمي: أن يستقر الله على ظهر بعوضة فقال: (ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم)!! وأقره ابن تيمية!!
    فهل هذه الموضوعات والأكاذيب والآراء الباطلة الموجودة في كتب العقائد هي حقاً كما نزعم امتداد للعصر النبوي؟! اللهم حاشا وكلا.
    وقد نقل هذه العبارة من الدارمي ابن تيمية مقراً لها!! ونحن دافعنا عن الاثنين، والقول سيئ اتخذه البعض حجة في تكفيرهما (الدارمي وابن تيمية) لأن المكفرين رأوا في العبارة استهزاء بالذات الإلهية.
    - وذكر ابن الجوزي فتنة الحنابلة التي جرت سنة 403هـ: فذكر بعض مؤلفاتهم وقال: (فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام!! فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسموا أن الله خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات وعينين وفماً ولهواتٍ وأضراساً وأضواءً لوجهه ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس ثم يتحرجون من التشبيه ويقولون: نحن أهل السنة!! وكلامهم صريح في التشبيه وقد تبعهم خلق من العوام!!) ثم ذكر أنه قد نصحهم وقال: (لو أنكم قلتم نقر الأحاديث ونسكت لما أنكر عليكم أحد فلا تدخلوا على مذهب هذا الرجل الصالح –يقصد أحمد- ما ليس منه حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم ثم زينتم مذهبكم أيضاً بالعصبية ليزيد بن معاوية)!!
    - أقول: لم يتعصبوا ليزيد فقط وإنما لجميع بني أمية كل هذا لأجل إغاظة الشيعة والرد عليهم[13].
    - ثم ذكر لهم ابن الأثير فتنة أخرى عام 447هـ سببها إنكارهم للجهر بالبسملة والقنوت في الفجر والترجيع في الأذان ونحو هذا من المسائل التي لم تكن عندهم على مذهب أحمد!! فذهبوا إلى الخليفة وأنكروا عليه جهر الناس بالبسملة فأخرج لهم مصحفاً وقال: أزيلوها من المصحف حتى لا أتلوها!! اهـ.

Aucun commentaire: