lundi 29 septembre 2014

أنت سني وإلا شيعي ..... ذلك السؤال الغبي!..


أنت سني وإلا شيعي ..... ذلك السؤال الغبي!..

هو سؤال غبي لعدة، لا يطرحه بهذا الشكل الفج إلا الحمقى، وذلك لعدة أمور:

أولاً:أن السائل لا يعرف معنى سني ولا شيعي

فلو أجبته لم تفده.

ثانيًا: أن السؤال بدعي والسائل لا يعرف أن الامتحان بالمذهبية بدعة.

ثالثا: السنة نسبية والتشيع نسبي ولا يوجد اليوم سني بإطلاق ولا شيعي بإطلاق.
رابعا: أن السؤال بدعة وأكثر ما يصدر من أناس حريصين على محاربة البدع, ولم يكن هذا السؤال مطروحا في زمن النبي صلوات الله عليه, فالسؤال نفسه بدعة.

خامسًا: ليس أهل السنة متفقين على تعريف ولا الشيعة متفقين على تعريف, فأي جواب محتمل للخطأ, والنص ليس فيه سنة وشيعة, فالظلام في المسألة دامس جدًا.

سادسًا: كل سني فيه خليط من السنة والتشيع, وكل شيعي فيه خليط من التشيع والسنة, والسنة والتشيع في الاصل ليسا ضدين ويمكن اجتماعهما.

سابعًا: غلب المعنى المذهبي الشعبي للسنة والشيعة على المعنى الشرعي فعندما يسألك عامي فهل تجيبه بالشرع الذي لا يريده أم بالمذهب الذي لا تريده؟!

ثامنًا: السنة لها معان وطبقات عند مستخدميها,فالصحيح المهجور أنها سنة محمد صلوات الله عليه, والباطل المشهور أنها سنة المذهب وفلان وفلان.

والتشيع كذلك, فالتشيع الشرعي الاول هو مولاة اهل بيت النبي صلوات الله عليه المأمور بالصلاة عليهم في التشهد, والتشيع السياسي والشعبي اليوم غالب على هذا المعنى.

تاسعًا: السؤال ( انت سني وإلا شيعي) يشبه السؤال الآتي: هل أنت حجازي وإلا مكي؟ لمن لا يعرف الحجاز ولا مكة! أما من يعرفهما فسيعجز عن الجواب.

فالمشكلة إذن أن السؤال خاطئ وليس فيه لغة تدل على أن السائل يعرف معناه؛ ولا يحرره؛ عنده في عقله معنى مذهبي شعبي وليس معنى علميا حتى تجيبه, ولو أن في لغة السؤال مسحة من علم مثل ( هل تنتمي للمدرسة السنية أم المدرسة الشيعية) ونحو هذا لأمكن الثقة بأن لغة السائل تدل على وعي فتجيبه.

لكن الغالب على لغة السائلين لهذا السؤال يظهر وكأنهم مجموعة من ( الدشير) جالسين على فصفص وشاي ويسألون: (انت شيعي ولا سني) هكذا بالعامية! فمثل هؤلاء ماذا تفعل معهم؟ لا يعرفون سنة ولا شيعة ولا معياراً ولا قرآناً ...الخ, ويرون أنهم يمتلكون الحقيقة...من المسئول عن هذه العاهات؟!
حسن فرحان المالكي

Aucun commentaire: