dimanche 14 septembre 2014

عثمان بن عفان :والله لا أنزعن قميصاً ألبسنيه الله




 - فى التاريخ الإسلامى، الحقيقة مش عارف أبدأ بمين ولا مين ولا مين، أبدأ بعثمان بن عفان لما أفسد فى السلطة وعين قرايبه فى المناصب والدواوين، فثار الثوار ضده وحاصروه فى المدينة (بالمناسبة أغلب الثوار كانوا من مصر)، فتوجه ليه وفد من كبار الصحابة على رأسهم على بن أبى طالب، طلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف وطلبوا منه إنه يترك الحكم حقناً لدماء المسلمين، فرد عليهم بمقولته الشهيرة (والله لا أنزعن قميصاً ألبسنيه الله)، يعنى أنا قدر من الله ولا يمكن لأحد أن يخلعنى من الحكم، أنا فرض من الله. وانتهت الثورة بمقتل عثمان بن عفان.

- لما وصل بنو أمية للحكم، حبوا يوصلوا للناس إنهم قدر من الله، لا يمكن تغييره، على الناس الصبر والرضاء بالقدر، وإلا يبقوا كفروا وبيتحدوا مشيئة وإرادة الله، كتبوا الأحاديث عن فضل بنى أمية، أحاديث عن حرمة الخروج والتصدى للحاكم الظالم، أحاديث عن إنه الملك سيصبح من بعد على بن أبى طالب ملك عضوض (أى فيه عسف وظلم للرعية)، فالناس تعرف إنه ده أمر واقع مكتوب ومش هيقدروا يغيروه فيفقدوا الأمل فى التغيير، والنتيجة استمرار بنو أمية فى الحكم، واستمرار حياة الشعوب الجحيمية. لما خرج آباء علم الكلام يتكلموا عن إمكانية تغيير الواقع، وإنه الظلم مش قدر ونقدر نغير ونعيش حياة أفضل وهل الإنسان مجبر أم مُخير ؟، كانت النتيجة إنه تصدى ليهم الخلفاء وقتلوهم شر قتلة، فنجد مثلاً غيلان الدمشقى الخليفة هشام بن عبد الملك بيستدعيه وكما وصفت كتب التاريخ بيطلب منه إنه يمد له يده اليمنى فيقطعها بالسيف الباتر، ويطلب منه مد اليد اليسرى فيقطعها، ثم يطلب مد الرجل اليمنى فيقطعها، ثم يطلب مد الرجل اليسرى فيقطعها، ويحملون غيلان الدمشقى لباب داره، ويتركونه أمام داره بالحى الفقير بدون أى عناية طبية، والذباب يغطى يديه ورجليه المبتورة، وبعد عدة أيام يمر رجل على غيلان الدمشقى فيقول ساخراً : يا غيلان، هذا قضاءٌ و قدر! فقال له: كذبت، ما هذا قضاء و لا قدر .. فلما سمع الخليفة بذلك، بعث إلى غيلان من حملوه من بيته، و صلبه على احدى أبواب دمشق. وغير غيلان فى الجعد بن درهم وغيرهما كثيرون.

- لما وصل بنو العباس للحكم اتبعوا نفس الأسلوب، أحاديث تمجد فى بنى العباس، أحايث عن إنه الخليفة لابد أن يكون قرشياً، أحاديث عن إنه الخليفة لابد أن يكون من بيت رسول الله، باختصار نحن قدر لابد أن تتقبلوه. تصدى لأفكارهم المتصوف الشهير العظيم الحسين بن منصور الحلاج، وكان الحلاج يطوف الأسواق يدعو الناس للثورة على الظلم قائلاً هذا ليس قدراً، وقد ذاعت شهرته وأخباره وراج أمره عند كثير من الناس، حتى وصلت لوزير المقتدر بالله الخليفة العباسي، وفي يوم الثلاثاء 24 من ذي القعدة سنة 309هـ تم تنفيذ حكم الخليفة، وعند إخراجه لتنفيذ الحكم فيه ازدحم الناس لرؤيته. وغير الحلاج كثيرون تعرضوا للقتل بسبب دعوتهم الناس للتغيير.

- منذ مئات السنين ونحن نطوف فى نفس الدوامة، أحاديث عن انتظار الخلافة الراشدة، 1400 سنة من البحث والتجريب فى الخلافة تلو الخلافة، والنتيجة 100% اسكور من الفشل الذريع، ورجال الدين المستفيدون من هذا الركود وهذا الجهل وهذا التخلف يبثون خرافاتهم للناس بأحاديث عودة الخلافة الراشدة، الخروج على الحاكم حرام، الكفار يعيشون حياة جيدة لأن الله أراد لهم أن يمتعوا فى الحياة الدنيا ولهم عذاب السعير فى نار جهنم، أما المؤمنون فلهم الجنة، الفقراء لهم الجنة، أحاديث عن عودة الخلافة الراشدة، أحاديث عن قيام الساعة، والناس آمنوا بالخرافات والجهل، حتى فقدوا الأمل فى التغيير لحياة أفضل وأصبحوا يمنون أنفسهم بالخلافة الراشدة والجنة، فاقدين الأمل فى الحياة هنا.

التغيير هو الحل، الدولة المدنية( العلمانية) الحديثة هى الحل، إلقاء مخلفات عصور الظلام فى أقرب سلة للقمامة هو الحل، الأخذ بطرق وأسباب التقدم من الدول المتقدمة هو الحل (النجاح هو أن نفعل ما فعله الناجحون)، اقرأوا التاريخ حتى نوقف إعادة إنتاج التاريخ، حتى نوقف الدوران فى نفس الحلقات المغلقة. اقرأوا التاريخ حتى نُغير الواقع المر الأليم
.

Ayman Ahmed Agour

Aucun commentaire: