شفق نيوز/ شن الباحث
والمفكر السعودي، حسن المالكي، المثير للجدل هجوما على الفكر السلفي،
معتبرا انه يدفع الشباب السعودي نحو الالحاد، لافتا الى ان في بلاده توجد
داعش نائمة أكثر من دواعش العالم العربي كله، مبينا انهم الداعشيون رقم
واحد.
وقال المالكي في حوار تابعته "شفق نيوز" في معرض موقفه من الالحاد "زارني ملحدون، قلت لأحدهم إن أردت فألحد بجد، وليس
أن تنقل فكرتك عن الإسلام الحالي وكأنه هو الإسلام الصحيح، الأسئلة الوسطى
هي التي ستضلك، ولذلك يجب عليك أن تواصل الأسئلة، إذ قلت مثلا إن الله غير
موجود فيجب عليك مواصلة البحث لتقديم البراهين على ذلك، بعضهم لمجرد حدوث
زلزال ومات أناس يراها تتناقض مع العدل ويرى في ذلك سببًا للإلحاد".
واضاف "يذكرون أن هناك
شبابا سعوديا انتشر بينهم الإلحاد وهذا طبيعي، لهشاشة الفكر السلفي، فهو
فكر يدعو للإلحاد بكل صراحة، لأنه يوحّش الإنسان من الداخل، ويجعله ضد
المعرفة وخائفا ومضطربا، ولذلك نسبة الإلحاد فيه لا بد أن تكون أعلى من أي
مجتمع آخر".
وتابع "قارن بين عامّي
بسيط وبين آخر يمثل الطبقة العلمية، واسألهما ما هو الإسلام، فستجد أن
العامي أقرب لفهم مقاصد الدلالة أكثر من الآخر المتخصص في العقيدة، العامي
سيعطيك مشتركات إنسانية من بر وتراحم وكف ظلم بالإضافة للعبادات المعروفة،
أما الدكتور المتخصص في العقيدة فسيمر بك على الفرق والمذاهب الذات والصفات
والجهمية والقدرية إلى ما لا نهاية".
وبين ان "نصيحتي للجميع
هي أنه لا يجب أن تأتي القرآن وأنت استاذ، تعال تلميذاً، أو على الأقل
محاوراً معرفياً، الله يريدك إنسانا، وبقدر ما تكون إنسانا أنت مسلم".
وحول سبب مهاجمته الدائمة
للسلفية، افاد المالكي بالقول "لي آراء حادة في السلفية والفكر السلفي،
وهم يحسبون أن ذلك نتيجة اصطدامي معهم، وهذا غير صحيح، فالقضاء حرمني العمل وأيد قرار وزارة التربية بوقفي عن العمل، ومع ذلك لم أكن من الذين يحملون على القضاء".
واستطرد بالقول "نقدي
للسلفية لأني أعرف خطورتها، وأقصد هنا الغلاة، أما المعتدلون فهم كذلك
لأنهم لا يعرفون التراث، وهذا الفكر عموما موجود منذ أيام النبي محمد سواء
عبر منافقين أو أعراب جلفاء، وتطور هذا الفكر حتى وصل
للاحتكاك بأهل الكتاب في العهد الأموي فأحدث أربع عقائد كبيرة وهي تشويه
الله، والجبر لأن ذلك يناسب النظام السياسي، والإرجاء بحيث تذكر الله كذا
وكذا وسبح مثلها سيكون لك بيتا في الجنة ويغفر ما تقدم من ذنبك لو كانت
خطاياك مثل زبد البحر، والفكرة الأخيرة هي النصب ومعاداة أهل البيت، وحين
أتى العباسيون وجدوها كلها جميلة إلا النصب، أما المعتزلة فكانت ثورة
عقلانية وأنهيت على يد المتوكل وابن حنبل".
واقر المالكي بانه يعرف
"خطورة هذا الفكر لأني قرأت إنتاج ابن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب،
ووجدت أن أهم ما يمكن استنتاجه من هذا الفكر أنه أسوأ من كل المذاهب
والأفكار في جانب الحقوق، صحيح كان الأزارقة والخوارج كذلك من حيث قتل
المخالف واستحلال الدماء، وأنا هنا أقصد بصورة أوضح التكفير المترتب عليه
استحلال، فالتكفير لدى الشيعة أيضاً، ولكن السلفيون هم من يستحلون به
الدماء".
وحول كيف
يمكن فهم الصراع الدائر بين الفرق المتناحرة في سوريا (الجبهة الاسلامية –
داعش – النصرة) رغم أنها كلها سلفية ومعينها واحد، افاد بالقول "في سوريا
الفرق الثلاث يذبحون بعضهم بعضا بنفس الأدوات ونفس الأفكار لأنهم لا
يحتملون الاختلاف، وأنا كنت في أول الثورة السورية أعرف أن هذا سيحدث وقلت
إنهم (سيتذابحون)، فأي ثورة يتقدمها هؤلاء فاغسل يديك منها، بل حتى لو
التحقوا بالثورة مثل ليبيا فاهرب من هذه الثورة، والوضع الراهن الآن يشهد".
وبخصوص ايقاف بعض المناظرات والغاء بعضها،
قال المالكي "المغالون من السلفيين لا يناظرون الأقوياء، فهم يختارون
ضعفاء في العلوم الشرعية أو غير متمكنين أو ليبراليين مثل محمد آل زلفة،
وأرى أيضا أن هناك حماية لهم، فمن خلال تجربتي خلال ربع قرن فإنهم كلما
اقتربوا ينهزمون تنصرهم الدولة بقصد أو غير قصد، حتى وإن كانت التهم التي
يخوفون الدولة بها بأن هذا خطير وهذا رافضي وهذا مضل".
وزاد "حصل لي ذلك في مجلة
اليمامة وفي صحيفة الرياض ، كانت وزارة الإعلام تتصل برؤساء التحرير وتمنع
النشر لي، ومؤخراً كان لي ترتيب في قناة دليل مع عالم سني ولكنه متعقل وهو
الشريف حاتم العوني، ولكن هيئة كبار العلماء تدخلت ومنعت هذه المناظرة من
خلال وزارة الإعلام، كنا نستطيع أن ننتقل بالمجتمع السعودي نقلة مهمة".
واعتبر ان "الدولة
(السعودية) تحارب الغلو في الظاهر، ولكن مؤسساتها ممسوكة في داخلها من هذا
الغلو، هذا الغلو يتغلغل في المؤسسات تغلغلاً هائلاً".
وأقرّ "لدينا داعش نائمة
أكثر من دواعش العالم العربي كله، نحن الداعشيين رقم واحد، فإذا لم يكن
هناك علاج ستراتيجي وليس تكتيكيا يشمل التعليم والإعلام وكل مناحي الحياة
فنحن في الطريق إلى الأسوأ، الدولة تعرف أن هناك أزمة فكرية ولكنها لم
تستغل فرصا ذهبية سنحت للتغير الفكري والاستدراك، حركة جهيمان في القرن
الماضي ثم حرب الخليج ثم الحوار الوطني إلى أحداث 11 سبتمبر وما تبعها من
تفجيرات واستهداف أمن المملكة، كانت كلها فرصا للتجديد ومعالجة مواطن
الخلل، ولكن الفساد الفكري استشرى وطال حتى صار هو من يمنع أي خطوة بهذا
الاتجاه".
ونوه الى ان "الدولة
استعانت لفترة بخصوم الغلاة ولكنها تعود لتهدأ مع انجلاء الغبار". فضلا عن
وجود "وزارات حريصة فعلاً على البلد وتراها تقدم جهوداً ملفتة في جوانب
التعايش والسلم الاجتماعي، ولكن هناك جهات أخرى تدعم الطائفية في المنطقة
وتنسى أن لدينا شيعة واسماعيلية وصوفية".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire