dimanche 11 mai 2014

كتب رسول الله القرآن بيديه الشريفتين






ثانيا: رسول الله عليه السلام الذي يؤكد في كل لحظة أنه يتبع ما يوحى إليه ، والقرآن بالنسبة لأتباعه هو الوحي الألهي المتجدد التنزيل وهو أكبر وأظهر بل هو الدليل الوحيد على نبوته فكيف نتصور أنه يتعامل معه بهذا الشكل (يحفظ بعضه على الرقاع والجلود والعسب واللخاب)

بل وبعضه في صدور الرجال ، وهذه الروايات التاريخية تناقض الرواية القرآنية في قوله سبحانه وتعالى

"لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)[سورة القيامة] ،


 فكيف وهو الذي يحرك به لسانه ليعجل به حتى يكتبه بعد زوال الوحي خوفا من ضياع حرف واحد منه بالنسيان ، حتى طمأنه الله بأن الله وحده هو الذي عليه جمعه وقرآنه 
والرسول هو الذي عليه إتباع قرآنه ، فكيف بعد كل هذا الحماس في الحفظ والاستعجال في الإدراك ، يفتر كل هذا ويترك القرآن عرضة للضياع على رقاع متفرقة بعضها عنده وبعضها عند غيره بل وبعضها في صدور الرجال ، وحتى وسيلة الحفظ للمادة المكتوبة غاية في البساطة والبدائية حتى أن الداجن أو الماعز أستطاع أن يأكلها ، 
ويخطئ قوله تعالى

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
9 الحجر  –


 تعالى الله عن ذلك اللغو علوا كبيرا-

قل لي بالله عليك.
ثالثا: تناقض الروايات مع نفسها ،


فكيف تقول الرواية أن زيدا وضع قاعدة مؤداها عدم قبول أي نص لا يشهد عليه شاهدين على الأقل ،
 ثم تقول أنه قبل آخر التوبة من أبي خزيمة الانصاري وحده ولم يجدها عند غيره ،

 ناهيك عن الغث من الروايات التي تكلمت في نقصان القرآن حال جمعه ،

 فالأحزاب كانت أكبر من البقرة ،
 وآيات الرجم كانت يتعبد بها على عصر رسول الله ، فما منع عمر من إضافتها وهو يقول أنه يتعبد بها ، ولم يخبرنا أن رسول الله عليه السلام هو الذي منعه من التعبد بها ،

وكذلك آيات رضاع الكبير وغيرها

رابعا: تفوح من الرواية التاريخية رائحة السياسة

فالسنة يهمهم بالمقام الأول الذب عن أبي بكر وعمر ،
فجعلوهما محور حفظ القرآن رفعة لشأنهما ، والشيعة  (الاثناعشرية)تطعن في سلامة نية الصحابة لاسيما أبو بكر وعمر لذلك وضعوا رواية البغل والقرآن الذي هو عند علي ،

 فكل يكتب التاريخ ويدلسه وفقا لموقفه من أحداث الفتنة الكبرى ، ووفقا لخطه السياسي والطائفة التي يتبعها.

إذا فالرواية التاريخية وللأسباب التي سقناها رواية مشكوك في أمرها ، وليست صحيحة ولا يمكن أن يستفاد منها أنه يمكننا تعديل تشكيل القرآن بالنظر للطريقة التي جمع بها والرواية الباطلة والأحداث الصبيانية التي يريد المشككون في القرآن أن يقبلوها كحدث حقيقي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،

 ولكن في الحقيقة الأحداث المروية باطلة ومخالفة لصحيح المنقول وهو القرآن

وصريح المعقول وهو المنطق الذي تلاعبت به الروايات ،
 فكيف تكون مثل هذه الروايات دليل البعض وقاعدته على إحداث تغيير في تشكيل القرآن

" مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (157)[سورة الصافات]

الرواية المتفقه مع القرآن الكريم:

أن الله سبحانه أنزل الوحي على رسول الله عليه السلام ومنذ لحظة نزول الوحي تغير حال رسول الله فبعدما كان لا يكتب ولا يقرأ أصبح يقرأ ويكتب ،

 وكان على رسول الله مهمة عظيمة بصفته النبي الخاتم ، كان عليه البلاغ لأم القرى ومن حولها ولكن ليس فقط بل للناس جميعا ، وتعدى ذلك ليكون للإنس والجن معا ، ثم تخطى حاجز الزمان والمكان ليكون رحمة للعالمين ، وأظنكم لا تحتاجون للأدلة من القرآن فأنتم جميعا تعلمونها ، فإذا كان رسول الله يؤدي مهمته في إنذار أم القرى ومن حولها بنفسه ،
 فكيف سيؤدي مهمته عبر المكان والزمان؟

 ، طبعا سيكون ذلك بتكليفه بكتابة القرآن وحفظه حتى يصل لمن بعده كما هو ، وطبعا 
الرسول مسئول فقط عن هذه النقطة
 أما كيف سيتم حفظ القرآن بعد كتابته فهي من أمر الله وحده 
وفقا لما جاء بالقرآن ،
 فهو سبحانه عليه قرآنه وبيانه ، ومسئولا عن حفظه ،
 ويتوقف عمل الرسول عند كتابته وتنفيذ ما به من أوامر لوضع المنهاج لمن سيأتي بعده ،

 كتب رسول الله القرآن بيديه الشريفتين ،

أما دليل الكتابة فهي قوله تعالى"وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا" الفرقان 5 ،


 سيقول قائل (أن القائل لهذه العبارة هم الكفار, 
وماقاله الكفار في هذه الآية أيضاً أن القرآن جملة وتفصيلاً هي "أساطير الأولين" فهل هذا دليل صدقهم أيضاً؟)
 ،

 أقول له عندما تتعرض للبحث العلمي في القرآن يجب أن تفرق بين أمرين مهمين جدا أولهما أستنباط الحدث التاريخي ،

 وثانيهما استباط الحكم والعبرة ،
 فمن باب استنباط الحكم من هذه الآية الكريمة أن الكفار قالوا ظلما وعدوانا أن الرسول يكتب أساطير الأولين وهذا ليس دين ، وهي تملى عليه في إشارة إلي الشياطين تأتيه لتملي عليه هذا القرآن ،

وقد كذب الكفار في ذلك ورد عليهم رب العزة بقوله

" قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" الفرقان6 ،
 فلم تمليه الشياطين بل أنزله رب العزة.


أما الحدث التاريخي فهو في كتابة الرسول للقرآن ومشاهدة الكفار له ، 
وهم يعلمون من قبل أنه ما كان يكتب أو يقرأ ،

 فكان عليهم القبول بدليل نبوته كما أسلفنا في شرح آيات سورة العلق

أو أن يدحضوا الدليل فدحضوا الدليل بأنه من أساطير الأولين التي تمليها عليه الشياطين ،

 فكذبهم الله في قولهم ،

وصدق على الحادثة التاريخية برمتها في قوله "قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ... الأية" ،

 أنظر كيف لا يوجد تعارض بين إيماننا بالحدث التاريخي في الآية وتكذيبنا لشبهة الكفار (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين)
يتبع غداً بإذن الله سبحانه وتعالى

مستشار عادل السيد المسلماني

Aucun commentaire: