أمل المكّي || 13:05 || 2014-06-04
تم انتشال 3 جثث ومازال البحث جاريا عن
شخصين آخرين من نفس العائلة فقدا اثر انجراف سيارتهم مساء الاثنين 2 جوان
2014 على مستوى واد الربايع بين مدينة الحامة من ولاية قابس وولاية قبلي
اثر هطول كميات كبيرة من الأمطار تحوّلت الى فيضانات على مستوى الأودية.
الحادثة التي سرقت فرحة عائلة أصيلة مدينة
قبلي بتخرّج الابنة الكبرى من الجامعة، خلّفت أسى كبيرا لدى أهالي قبلي
والحامة وسخطا أكبر نظرا لكون الفيضانات المذكورة قد ألحقت أضرارا جسيمة
بشبكة الطرقات والمسالك الريفية وأدّت إلى انقطاع السير ببعض الطرقات، هذا
بالاضافة الى جرف المياه لمواشي هي مصدر رزق العديد من العائلات في المناطق
الفلاحية الكائنة على ضفاف الأودية، الأمر الذي عزاه مواطنون بالحامة الى
غش على مستوى تهيئة الطرقات.
وكان لا بدّ لحقائق أون لاين أن تتصّل
بوزارة التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة لتتقصّى أغوار الأزمة
التي حلّت بمدن جنوبية شحّ عنها الماء واذ به يغرقها، غير أن الملحق
الصحفي بالوزارة لطفي الشطّي شدّد اليوم الاربعاء 4 جوان على كون ما حدث من
كارثة لا علاقة له بتردّي البنية التحتية أو سوء الطرقات، معتبرا أن قول
الأهالي بوجود غشّ على مستوى بناء الجسر الواقع على الطريق الوطنية عدد 16
ادّعاء لا أساس له من الصحة وأنّ الذي انهار هو روافد الجسر التي لم تصمد
أمام قوة السيول المتدفقة جراء ارتفاع منسوب الأودية وفيضانها مما أدى إلى
سقوط ضحايا بشرية...
وكان عدد من أهالي مدينة الحامة قد اشتكوا
عبر المواقع الاجتماعية من وجود غش في بناء الجسر ونشروا صورا تظهر هشاشة
طبقة الاسفلت على مستوى الجسر المذكور وعدد من الطرقات الأخرى.
السماء تمطر فاجعة...
صيحة أهالي الحامة ، التي عرفت منطقتها
الترابية فاجعة وفاة أفراد عائلة ابّان الفيضان معلنين وجود غش على مستوى
بناء الجسر، أجاب عليها المدير الجهوي للتجهيز بقابس سمير الطيب بالقول ان
"لا تعليق"، مضيفا "المواطن له أن يقول ما يريد." وشدّد الطيب على أنّ
الكارثة الطبيعية التي خلّفت أضرارا جسيمة بالمنطقة مردّها بالاساس أمطار
طوفانية موسمية متوقعة "وقت ارتفاع درجات الحرارة" حيث تسجّل كميات أمطار
تعادل المعدل السنوي في وقت وجيز.
واعتبر المدير الجهوي أن الدولة لا يمكنها
انفاق مبالغ طائلة للعناية بشبكة الطرقات الفرعية، على نقيض ما تنفقه على
الطرقات الرئيسية، اذ لا يمكن تخصيص اعتمادات هائلة لتحسين المسالك
الفلاحية والمحلية قصد الاستجابة لمثل هذه الأمطار الطوفانية حسب تعبيره.
وعند تعليق حقائق أون لاين حول وجود مفاضلة
بين المواطنين الذين يستخدمون الطرقات الرئيسية وأولئك الذين يسلكون الطرق
الفرعية أو يقيمون حولها، انفعل المدير الجهوي للتجهيز وأجاب أنهم "لا
يفرّقون بين مواطن حضري وآخر ريفي" ولكنهم لا يستطيعون المساواة في الانفاق
على جميع الطرقات.
وأكّد سمير الطيب أن الادارة الجهوية
للتجهيز بقابس قد كوّنت خلية أزمة للبحث في مخلّفات الكارثة الطبيعية
وأسباب تاثيرها الكبير على البنية التحتية ، مكرّرا في السياق ذاته تأكيده
على كون السبب الرئيسي يعود الى أن كمية الأمطار "قد فاقت ما هو مدروس
ومبرمج سابقا".
الأسباب نفسها قدّمها المدير الجهوي للتجهيز
بقبلي منذر الساعي الذي أكّد أنها ليست المرة الأولى التي تسجّل فيها
المنطقة "منسوب مياه يعادل المعدل السنوي في ظرف دقائق"، مبينا أن مياه
الوادي قد أدت الى جرف روافد جسر المالح الموجود بين قريتي ليماقس ورضوان
بالطريق الوطنية 16، باعتبار قوّة تدفق المياه وهبوب رياح قوية.
وأشار الساعي إلى أنّ آخر تقييم فني اجرته الادارة في 2001 لم يكن يشير الى وجود خلل على مستوى الجسر المذكور.
هاله ما عاينه من أضرار فصرخ "أين عقل الدولة؟"
كتب المواطن عمار غيلوفي شهادة عن حجم
الكارثة التي عاينها بنفسه في الحامة فقال:" هناك من خسر البعض من دوابّه
مثل الحاج حسن أبي قابلته فوجدته يحمد الله ككل البسطاء من أهل
"البحاير"... فقد أبي معزاة واحدة .... أمّا في البحاير فالبحث مازال جاريا
منذ فجر الليلة البارحة 03-06 2014 عن العائلة المفقودة المتكونة من 5
افراد والذين جرفتهم مياه وادي الربايب غربي "قهوة غريب" على طريق قبلي ..
عثر الجيش الوطني بمروحيته على جثة السائق و لم يعثر على بقية اسرته ..اما
الرعاة في "سكرة" فحلت بهم الكارثة الفعلية وخسروا أغلب مواشيهم و البعض
يقول أكثر من النصف و" عاملين مناحة الآن" .. الله يعوض عليهم ... انا شاهد
عيان هذا الصباح ... السيارات و الشاحنات على جانبي الطريق الرابطة بين
الحامة وبنغيلوف على مستوى "كاترة عمار" وهو المفروض طريق الجيش التونسي
الى ميدان الرمي ... أثار انتباهي انجراف السواقي او لا اعرف ماذا يسمونها
في علم وزارة التجهيز و الطرقات تلك الواقعة على جانبي الطريق المعبدة
مجعولة أصلا بغرض احتواء جريان ماء الامطار على جانبيه لكي لا يضر بالطريق
العمومي فجرفها الماء على طول الطريق وخصوصا شرقي "وادي المقرون" وتبيّن
أنها مجرد اسمنت على تراب ..."
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire