dimanche 5 octobre 2014

عنزة و لو طارت


مثل عربي يضرب لمن يتمسك بغير الحق,أو يرى أن رأيه صواب على الرغم من خطئه الواضح.يقال أنه خرج رجلان للصيد,فلمحا سواداً من بعيد فقال الأول: إنه غراب وقال الثاني:إنها عنزة,وأصر كل واحد منهم على رأيه وعندما اقتربا من هذا الشيء الأسود تبين أنه غراب بعدما طار هرباً.فقال الأول:ألم أقل لك إنه غراب فأصر الثاني على رأيه الخاطئ وقال:عنزة لو طارت.وصار ما قاله مثلاً.








 يُحكى أن اثنين من الأصدقاء كانا يسيران ويتحدثان وبينما هما كذلك اذ أشار أحدهما الي شئ أسود فوق قمة جبل. قال لصديقه: هل ترى ذلك الغراب الذي فوق الجبل؟ أجابه صديقه: نعم لكنه ليس غرابا بل عنزه.
أخذا يتجادلان في كون الشئ الأسود غرابا أم عنزه، وبعد قليل طار ذلك الشئ من فوق الجبل فقال الصديق: أرأيت ألم أقل لك انه غراب…لو كان عنزه ماطارت! قال الأخر باصرار(عنزه..ولو…و طارت) وصار مثلا فى المعانده والتمسك بالرأى الخطأ .
هذا هو مايحدث الان فى مصر..فجميع الأطراف المتصارعة متمسكة بارائها حتى وان كانت على خطأ.وهذه سمة من سمات العرب وهى أن العربى يصر على رأيه اصرارا حتى الموت . وهذا ماسبب لنا الكوارث والنكبات والمحن فى المنطقة العربية .
فجميع الحكام الذين حكموا البلاد العربية والذين مازالوا يحكمون يتمسكون بارائهم ويصرون عليهاحتى وان كنت على خطأ وهى فى معظمها على خطأ.
وليست هى اخطاء بسيطة انما هى اخطاء قاتلة … تسببت فى نكبات مازلنا نعانى منها(فى مصر) منذ عقود طويلة …وسنظل نعانى منها ايضا الى ماشاء الله ..يكفى ان نتذكرمنها هزيمة 1967م وتدمير مصر تدميرا شاملا فى شتى نواحى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية … ولكن عبد الناصر..اصر على انها (عنزة ) ولو طارت ..واتفاقية (كامب ديفيد ) دون الرجوع الى الشعب المصرى وبنودها التى حولت سيناء الان الى مستنقع يحمل كل امراض الارهاب والخوف الذى يهدد امن مصر..وسياسة الانفتاح او (الانبطاح) كما اطلق عليها الشعب المصرى هذا الوصف (فى ذلك الوقت ).
هذه السياسة التى حولت مصر الى سوق لكل افات الغرب ونفاياته حتى ان(السادات) كاد ان يجامل البعض ويدفن النفايات الذرية فى الصحراء المصرية لولا العناية الالهية.. ولكنها ايضا (عنزة)السادات ولو طارت .
اما عن مبارك فحدث ولا حرج فما اكثر اصراره على أنها (عنزة) ولو طارت.فدخولنا حرب الخليج الاولى بقوات مصرية وكانت هى فى المقدمة عند تحرير الكويت وفى النهاية خرجنا من هذه الحرب لاناقة لنا فيها ولا جمل ناهيك عن تبجح الكويتيين ومشاكلهم مع الطلبة المصريين فى قلب القاهرة بينما كانت تقام لهم امسية ثقافية فى جامعة القاهرة للوقوف معهم ادبيا نراهم يسخرون من الشعب المصرى مرددين عبارة هذا كله بأموالنا )…واموالهم ذهبت لجميع الشركات الاجنبية لتعمير بلادهم بعد الحرب ونحن خرجنا من المولد بلا حمص اللهم بعض العمالة المصرية البسيطة والتى للاسف الشديد تعامل كأقل عمالة فى العالم ماديا وادبيا ولكنها فى ذهن حاكمنا مبارك (عنزة )ولو طارت .
وقطيعة ايران وتخويفنا من (عفريت)الشيعة وكل هذا من اجل امن الخليج وها هو الخليج يحاول تجويعنا وتركيعنا كما صدر مؤخرا فى الصحف الاماراتية منسوبا الى (ضاحى خلفان )وكتبنا عن ذلك فى حينه .
هذا بالاضافة الى ما حدث فى الداخل من تدمير للبنية التحتية فى مصر بداية من الصفقات الزراعية المسرطنة فى عصر( يوسف والى) الى تدهور الصحة والتعليم ولكنها فى نهاية المطاف (عنزة ) كما يقول الحاكم ولو طارت . و(عنزة) كما يقول المسؤلون فى مصر حتى وان طارت .

Aucun commentaire: