هل كان الأدارسة في المغرب على مذهب الزيدية
كانَ السّؤال :
ما موقف أئمة الزيدية من السادة الأدارسة في المغرب العربي , وخاصة بأن لهم أئمة ومؤلفات .
والجَواب :
أنّ
الأدارسة في المُغرب كانُوا على مَنهج الزيديّة حتّى القرن الرّابع الهجري
تقريباً ، وأوّل دخُولهم إلى المَغرب كان دخول جدّهم إمام الزيديّة إدريس
بن عَبدالله بن الحسَن بن الحسَن بن عَلي بن أبي طَالب ، بعدَ معركَة فخّ ،
أوّل أمره داعياً لأخيه الإمَام يحيى بن عَبدالله بن الحسن ، ثمّ لمّا
سُجنَ الإمَام يحيى وسُمّ ، دعَا الإمَام إدريس بن عبدالله على مِنهاج
آبائه أئمّة العترَة في بلاد المغرب ، فاستجابَت له قبائل أوربة والبربر
وله دعوةٌ مشهورَة يطلبُ فيها البيعَة والنّصرة ذكرَها الإمَام أبو العبّاس
الحسنيّ في كتاب المصابيح في السّيرة ، وغيره من مُؤرّخي الزيديّة ، ثمّ
قامَ بعدَه بدعوَة العترَة الزيديّة هُناك ابنهُ الإمَام إدريس بن إدريس ، ثمّ
كانَت الأدارسَة تحكُم بلاد المَغرب إلى القرن الرّابع الهجريّ ، يتمدّد
حُكمها وينحسِر ، فهؤلاء كانوا على منهَج الزيديّة ، وقد ذكرَ المُنقّبون
وجود عُملات نقديّة تثبتُ شعارات الزيديّة على نقودهِم.
نعم!
فهؤلاء المُتقدّمون من الأدراسَة ولم تصلنَا عنُهم مؤلّفات وإنّما سيرَة
وأخبَار ، وإن كان يَقصدُ السّائل المُتأخّرين من عُلمَاء الأدراسَة
ومؤلّفاتهم ، فإنّ الضّابطَ لمعرفَة حالَ أولئك الخلَف من الفاطميين هَل
كانوا على منهج آبائهِم (زيديّة) ، أم لا ، ضابطَان:
الضّابط
الأوّل : أن يُسأل ذلك العالم الفاطميّ ، عن مسائل الدِّين ، فإن كانَ
يُعزي ويستشهدُ ويُسندُ ويحتجّ ويعتمدُ على أقوالِ سلفِه من بني فاطمَة
القريبي العَهد به والبعيدين ، بلا بَتر في سلسلَة طلبِه وتلقّيه ، فهذا
على مِنهاج آبائه ، وأمّا إذا عزى عُلومَه إلى علوم الرّجال كالأئمّة
الأربعَة (مالك وأبو حنيفة والشّافعي وأحمد بن حنبل) وأصحابهِم ، أو أبي
الحسن الأشعريّ ، أو فقهاء الإماميّة والإباضيّة ، فهذا عُلومُه علوم
الرّجال لا عُلوم أهل بيتِه .
والضّابط
الثّاني : وهُو لا ينفكّ عن الأوّل ، أن يكون ذلكَ العالمُ الفاطميّ
مُتمسّكٌ بإجمَاعات سلفِه في أصولِهم وفروعِهم لا يشذّ عن قولِهم فيهَا ،
لثبوت عصمَة إجماع العترَة من حديث الثّقلين وأمثالِه .
فينُظر
من هذين الضّابطين عُلماء بني فاطَمة الأدارسَة وغيرهِم ، فيستطيعُ
المكلّف والباحث بإذن الله أن يقفَ على المُتابع لنَهج سلفِه ممّن آثرَ
غيرَه عَليه ، وصلوات الله على الإمَام القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) ،
(169-246هـ) ، القائل : ((أدركتُ مشيخَة ولد الحسَن والحُسين وما بينَهم
اختلاف)) .
أجاب عليه ( الأستاذ الكاظم الزيدي ) .
وفّقكم الله .
اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire