samedi 26 juillet 2014

هل كان الأدارسة في المغرب على مذهب الزيدية

هل كان الأدارسة في المغرب على مذهب الزيدية

كانَ السّؤال :
ما موقف أئمة الزيدية من السادة الأدارسة في المغرب العربي , وخاصة بأن لهم أئمة ومؤلفات .
والجَواب :
أنّ الأدارسة في المُغرب كانُوا على مَنهج الزيديّة حتّى القرن الرّابع الهجري تقريباً ، وأوّل دخُولهم إلى المَغرب كان دخول جدّهم إمام الزيديّة إدريس بن عَبدالله بن الحسَن بن الحسَن بن عَلي بن أبي طَالب ، بعدَ معركَة فخّ ، أوّل أمره داعياً لأخيه الإمَام يحيى بن عَبدالله بن الحسن ، ثمّ لمّا سُجنَ الإمَام يحيى وسُمّ ، دعَا الإمَام إدريس بن عبدالله على مِنهاج آبائه أئمّة العترَة في بلاد المغرب ، فاستجابَت له قبائل أوربة والبربر وله دعوةٌ مشهورَة يطلبُ فيها البيعَة والنّصرة ذكرَها الإمَام أبو العبّاس الحسنيّ في كتاب المصابيح في السّيرة ، وغيره من مُؤرّخي الزيديّة ، ثمّ قامَ بعدَه بدعوَة العترَة الزيديّة هُناك ابنهُ الإمَام إدريس بن إدريس ، ثمّ كانَت الأدارسَة تحكُم بلاد المَغرب إلى القرن الرّابع الهجريّ ، يتمدّد حُكمها وينحسِر ، فهؤلاء كانوا على منهَج الزيديّة ، وقد ذكرَ المُنقّبون وجود عُملات نقديّة تثبتُ شعارات الزيديّة على نقودهِم.

نعم! فهؤلاء المُتقدّمون من الأدراسَة ولم تصلنَا عنُهم مؤلّفات وإنّما سيرَة وأخبَار ، وإن كان يَقصدُ السّائل المُتأخّرين من عُلمَاء الأدراسَة ومؤلّفاتهم ، فإنّ الضّابطَ لمعرفَة حالَ أولئك الخلَف من الفاطميين هَل كانوا على منهج آبائهِم (زيديّة) ، أم لا ، ضابطَان:

الضّابط الأوّل : أن يُسأل ذلك العالم الفاطميّ ، عن مسائل الدِّين ، فإن كانَ يُعزي ويستشهدُ ويُسندُ ويحتجّ ويعتمدُ على أقوالِ سلفِه من بني فاطمَة القريبي العَهد به والبعيدين ، بلا بَتر في سلسلَة طلبِه وتلقّيه ، فهذا على مِنهاج آبائه ، وأمّا إذا عزى عُلومَه إلى علوم الرّجال كالأئمّة الأربعَة (مالك وأبو حنيفة والشّافعي وأحمد بن حنبل) وأصحابهِم ، أو أبي الحسن الأشعريّ ، أو فقهاء الإماميّة والإباضيّة ، فهذا عُلومُه علوم الرّجال لا عُلوم أهل بيتِه .

والضّابط الثّاني : وهُو لا ينفكّ عن الأوّل ، أن يكون ذلكَ العالمُ الفاطميّ مُتمسّكٌ بإجمَاعات سلفِه في أصولِهم وفروعِهم لا يشذّ عن قولِهم فيهَا ، لثبوت عصمَة إجماع العترَة من حديث الثّقلين وأمثالِه .

فينُظر من هذين الضّابطين عُلماء بني فاطَمة الأدارسَة وغيرهِم ، فيستطيعُ المكلّف والباحث بإذن الله أن يقفَ على المُتابع لنَهج سلفِه ممّن آثرَ غيرَه عَليه ، وصلوات الله على الإمَام القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) ، (169-246هـ) ، القائل : ((أدركتُ مشيخَة ولد الحسَن والحُسين وما بينَهم اختلاف)) .
أجاب عليه ( الأستاذ الكاظم الزيدي ) .
وفّقكم الله .

اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ..

Aucun commentaire: