lundi 14 juillet 2014

الصلة بين الزيدية والمعتزلة

 
 
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 518
________________________________________
(518)
السادس: في الصلة بين الزيدية والمعتزلة:
كانت الصلة العلمية بين الزيدية والمعتزلة موجودة، منذ ظهرتا على صفحة الوجود، حيث إنّ كلتا الطائفتين يرون العدل والتوحيد من الاَُصول، ويكافحون الجبر والتشبيه، حتى أنّ الاِمام «مانكديم» المستطهر باللّه أحمد بن الحسين بن أبي هاشم المتوفّى عام 425هـ، تتلمذ على القاضي عبد الجبار المعتزلي المتوفى عام 415هـ. وكتب ما أملاه الاَُستاد، حول الاَُصول الخمسة وقد طبع بهذا الاسم ولم يخالفه إلاّ فيما يرجع إلى الاِمامة (1).
ولما قامت ملوك الغزاونة وسلاطين السلاجقة بتحريك الحنابلة والحشوية، بإبادة المعتزلة وقتلهم وتسعير النار في مكتباتهم وآثارهم وفي عقر دارهم، عمد بعض الزيدية، بنقل ما أمكن من كتبهم من العراق إلى اليمن منهم القاضي عبد السلام (550 ـ 573هـ) فقد نقل المغني للقاضي عبد الجبار، والاَُصول الخمسة، وغيرهما من الآثار الكلامية لهم من العراق إلى اليمن وكانت اليمن تحتضن بها إلى أن نشرتها أخيراً البعثة العلمية المصرية بعد الفحص في مكتبات اليمن، وللزيدية فضل حفظ بعض تراث المعتزلة من الاندثار والانطماس. ولولاهم لكانت مصيرها، مصير سائر الآثار للمعتزلة. قاتل اللّه العصبية العمياء.
________________________________________
(1) راجــع مقدمـة الاَُصـول الخمسـة بقلم محقّقها ص 29 وقد ضبط وفاة «مانكديم» سنة 425هـ. والتحف شرح الزلف: 88.

Aucun commentaire: