mercredi 23 juillet 2014

الوقوع في الفخ كتاب / الشيطان يحكم Dr. Mostafa Mahmoud



كل فتاة تحب أن يقال أنها حلوة و ساحرة و فاتنة و ملكة جمال و السؤال هو: ما الجمال؟!! هل الجمال هو البودرة و الاحمر و الكريم و الروج و الكحل؟ هل لون الشعر… و طول الشعر و شكل التسريحة… و مقاس الصدر… و محيط الوسط… و خرطة الرجلين… و استدارة الردفين؟ هل الجمال فستان و باروكة و بوستيش و شنطة و جزمة و نظارة؟ المرأة يخيل لها ذلك… كل تفكير المرأة في شكلها… في مقاساتها الخارجية … في اللون و النقشة التي ترسمها حول العينين و الحاجة و الشفة.
يخيل لها أن الجمال يمكن رسمه على الوجه و يمكن تفصيله بالتحزيق و التقميط و المكواه و المشط.. و تنسى أن كل هذا طلاء و دهان… و أنه سوف يذوب ساعة أن تضع رأسها تحت الحنفية و سوف تتحول الى وجه باياتشو بعد أول موجة من العرق… و أنها بعد مشوار في الحر سوف تتحول الى امرأة أخرى. لأن كل ما صنعته كان ديكور من الخارج… كل ما فعلته كان سلسلة متقنة من الأكاذيب… و عملية رائعة من التفليق اشترك فيها العطار و الصيدلي و الخردواتي.
و هو تفليق يمكن أن يكتب له الدوام… حتى الجسم و مقاساته كذبة كبيرة أخرى سرعان ما تفتضح من أول حمل فيتحول الغزال إلى حصان بلدية، و خصر إلى خصر سيدة قشطة. و الوجه الجميل و التقاطيع الدقيقة الحلوة هي نوع من الجمال يفقد ثأتريره مه التعود و المعاشرة. و هذا حكم الجمال الخارجي مصيره وجر رجل… منحة سخيفة من الطبيعة للمرأة لتصطاد بها رجلا… نوع من خداع البصر …

فإذا تم المراد و وقع الصيد السمين في الفخ و عقد العقد ووقع المأذون و انتقلت العروسة المزخرفة إلى العش الموعود و مضى شهر و شهران… بدأ الديكور يقع و بدأ الطلاء يسقط و الدهان يتشقق و بدأت تظهر النفس التي وراء الزواق و الطلاء… ساعتها يبدو الجمال الحقيقي إذا كان هناك جمال حقيقي … و الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية ، و حلاوة السجايا… و طهارة الروح.النفس الفياضة بالرحمة و المودة و الحنان و الامومة .. هي النفس الجميلة. النفس العفيفة و العفة درجات… عفة اللسان و عفة اليد و عفة القلب و عفة الخيال… و كلها درجات جمال. و الخلق الطيب الحميد. و الطبع الصبور الحليم المتسامح. و الفطرة الصريحة البسيطة. و الروح الشفيفة الحساسة. كل هذه ملامح الجمال الحقيقي.
أي قيمة لوجه جميل و طبع قاس خوان مراوغ خبيث، و أي قيمة لمقاسات الوسط و الصدر… و القلب مشحون بالطمع و الدناءة. و أي قيمة للشفاه المرجان و اللسان يقطر بالسم و القطران، و أي قيمة للساق الجميلة خرط المخرطة التي تمد لك بشلوت و الذراع الفاتنة التي تمد لك بقبقاب. و أي قيمة لباروكة لا يوجد تحتها عقل، و أي قيمة لنهد نافر خصصته صاحبته لإرضاع العشاق لا إرضاع الأطفال و أرداف تزيين للنزوات و فم فاتن لا ينطق إلا الكذب.
إذا أردت أن تحكم على جمال امرأة لا تنظر إليها بعينيك و إنما انظر إليها بعقلك لترى ماذا يختفي وراء الديكور.. و حذار أن تنظر إليها بعاطفتك أو غريزتك و إلا فإنك سوف تفقد عقلك من أول نظرة ثم يخيل إليك أنك أمام فينوس الخارجة من زبد البحر. و في ضباب الحواس و صخب الإثارة تستحيل الرؤية و تتحول حدائق الحيوان إلى جنات مغرمين و ملامح القردة إلى تقاطيع الملائكة.

المرأة كتاب عليك أن تقرأه بعقلك أولا و تتصفحه دون النظر إلى غلافه… قبل أن تحكم على مضمونه.
ذوق الناقد و ليس ذوق العاشق هو الذي سوف يدلك.
و لذلك تحرص المرأة بذكائها على أن تحولك إلى عاشق اولا حتى تفقد عقلك فلا ترة الحقيقة. و أغلب الرجال لا يرون الحقيقة الا بعد فوات الأوان. و الذين يرون الحقيقة يتحولون إلى فلاسفة فيعشقون الحقيقة لذاتها و ينسون المرأة… و يؤلفون الكتب في دراسة الجمال و فلسفة الجمال و ينسون حكاية المرأة الجميلة. و حتى هذا الفسلسوف لا تعدم المرأة وسيلة للضحك عليه فتقابله كل يوم و تحت إبطها كتاب.
لقد وضعت الروج المناسب للرجل المناسب
~~
مقال : الوقوع في الفخ
كتاب / الشيطان يحكم

 Dr. Mostafa Mahmoud

Aucun commentaire: