vendredi 18 mars 2016

مقتطفات من السيرة الذاتية للمنصف المرزوقي







مقتطفات من السيرة الذاتية:

  الدكتور منصف من مواليد عام 1945 بقرنبالية 

اصيل الجنوب التونسي
  تحصل على الدكتوراة في الطب سنة 1973 من جامعة سترازبورغ بفرنسا
  عمل كأستاذ مساعد في قسم الأعصاب بتونس بين 1979 و1981
  رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية
  الرئيس السابق للجنة العربية لحقوق الإنسان
  الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
  تحصل على جائزة المؤتمر الطبي العربي سنة 1989
  تحصل على جائزة المعهد الفرنسي للصحة 1989


مع ابن جديد سنة 1989 لتلقي جائزة المؤتمر الطبي العربي سنة 1989

"كانت طفولتي غير سهلة أو سعيدة  والوالد  بين سجن ومنفى ونحن نتخبّط في  فقر مدقع  كالأغلبية الساحقة من التونسيين في بداية الخمسينيات لكن في ظلّ الخطر المتواصل، حيث كان بيتنا مستودعا لسلاح المقاومة وكانت أمي تعيش في رعب متواصل من مداهمات البوليس."

"وفي سنة 1957 حصل أخطر تحول في حياتي حيث وجّهت إلى المدرسة الصادقية بالعاصمة . ولم يكن لي ادنى فكرة عن هذه المدرسة ... وفي الصادقية أسّست أول حركة  سياسية  تناضل ضد البورقيبية التي أصبحت مقاومتها مسالة ثأر شخصي ... وكان حزبي  يتألف مني أنا الزعيم الأوحد، ومن طفلين في الثالثة عشر من العمر مثلي، هما يوسف الصديق وعبد الحق شريط، ولم يكن من الغريب أن يكونا من الجنوب ومن أفقر التلاميذ بحكم قانون: إن الطيور على أشباهها تقع. وكانت حركتي هذه متطرفة، منتصرة لروسيا ضدّ أمريكا، تنادي بالوحدة العربية التامة والشاملة والفورية وترفض باشمئزاز شديد فكرة الأمة التونسية، ولا تقبل بفكرة الوحدة المغاربية إلا كخطوة أولى نحو الوحدة الكاملة وتخطط لغزو إسرائيل ومحوها بالقنابل الذرية وتتبادل كل يوم أخبار صوت العرب من القاهرة،  وتدرس ظروف التسلل للجزائر للمشاركة في الحرب وقهر الاستعمار والإمبريالية..."


مع طلبة مسلمين من اليوغور في جامعة بيكين سنة 1975

" وفي السادسة  عشر انتهت فترة الصادقية عندما قرر والدي ، انه آن الأوان لخروج كل العائلة  والالتحاق به في المغرب وقد فقد  كل وهم ، بعد اغتيال صالح بين يوسف سنة 1961،  حول العودة إلى تونس مظفرا ومنتقما .هكذا غادرنا تونس بفرح وفي القلب لوعة لا تتحمل  مواساة. "

"قد أصرّ والدي عند وصولنا طنجة على دخولي  المدرسة الفرنسية وعارضته في هذا أشد المعارضة. فكيف يمكن لقومي عربي متشدّد أن يدخل ثانوية استعمارية ويترك مدرسة عربية . والحقيقة  أنه كان بي خشية مبهمة أن يكون مستواي في الفرنسية أضعف من المطلوب فيصاب كبريائي بصدمة لا يتحملها. "

"وبين 1961-و1964 عشت مع  العائلة المهاجرة في مدينة طنجة في جوّ جديد علينا  من اليسر المادي  والأمان النفسي  وطيلة هذه السنوات تعلمت حبّ المغرب و المغاربة."


امام التاج محل في الهند سنة 1970

"وفي السنة الموالية  أي في 1964 عدت لفرنسا بعد حصولي على الباكلوريا  بمنحة من الحكومة الفرنسية للدراسة في جامعة سترازبورغ حيث سجلت في كلية علم النفس ثم الطب . وكان هذا المنعطف الثالث في حياتي ولم اكن أعلم آنذاك أن المقام سيدوم خمسة عشر سنة كاملة وأنني سأتزوج خلالها وانجب مريم ونادية  وأنني سأفكر يوما في سورة من الجبن بالبقاء نهائيا في هذا البلد."

كانت الستينيات والسبعينيات سنوات الكدّ والجدّ رغم أنني كنت أغرف بكل نهم من كل الفرص للمطالعة وحضور المحاضرات والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية معتبرا أن من بين الغنيمة التي يجب ان أعود بها للوطن تحصيل كل الممكن من الزاد الثقافي في كل الميادين الممكنة .


في لجنة مناقشة أطروحة دكتوراه عن أمراض التغذية عند الطفل التونسي
 في كلية سترازبورغ في نفس القاعة التي ناقشت فيها أطروحتي سنة 1973

" لكن الكاتب الذي أثر في حياتي بصفة بالغة العمق مصيغا في جزء كبير نظرتي للإنسان والسياسة والدين والمجتمع هو دوستويفسكي العظيم . ويوم دخلت التخصص في الطب توجهت ''تلقائيا '' لأمراض الأعصاب وبالتحديد لمرض الصرع الذي كتبت فيه العديد من المقالات العلمية ودرّسته سنوات في كليتي تونس وسوسة . وكان هذا الاختيار وليد شغفي الشديد بشخصياته الغريبة المثيرة ومنها الأمير مويشكين الذي كان مصابا بالصرع مثلما كان مصابا به الكاتب الكبير."


مع نلسن منديلا في مؤتمر ضد الكراهية - مؤسسة نوبل في أوسلو سنة 1990

"سنة 1979 أخذت قراري النهائي بالعودة للوطن رغم إلحاح زوجتي وعائلتها بالبقاء في بلد يوفر كل ما يمكن أن يطمح له المرء . ولم يكن الخيار  سهلا لأنني كنت أعلم ما الذي ينتظرني في تونس."

"والغريب في الأمر أنني لم افهم قيمة الديمقراطية ولم ''أعتنقها '' إلا عند رجوعي إلى تونس."

"وبين 1979 و1981 عملت كأستاذ مساعد في قسم الأعصاب بتونس لأفهم آنذاك فقط و بعمق سر تفوّق الغربيين علينا..... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. كانت الليلة الظلماء،  فقدي لبدر الحرية واكتشافي لما نسيت وتناسيت  من موبقات وغباء نظام الشخصانية والحزب الواحد والاعلام السفيه  والانتخابات المزيفة وقمع المخالف في الرأي واستشراء المحسوبية والانتهازية والرداءة في كل مواقع القرار،  لأن القاعدة في هذا النظام الولاء قبل الكفاءة .

"كان شغلي الشاغل آنذاك كثرة الأطفال المعاقين في العيادة وهو الأمر الذي لم أره في المستشفيات الفرنسية ..... هكذا انخرطت في جمعية الدفاع عن المعاقين الحركيين ثم  ترأست فرعها في سوسة . وفي سنة 1984 عدت لزيارة بورقيبة في إطار وفد لمطالبته بقانون يحمي المعاقين  لأشتغل فترة طويلة في لجان الشؤون الاجتماعية المكلفة بإعداد  هذا القانون..... وإبان ذلك اللقاء الثاني لاحظت التردّي الهائل للجسم والعقل عند رجل كان مصيرنا جميعا بين يديه وخرجت من اللقاء بالغ الغمّ والقلق."



"أنا من بين الذين يطعنون في شرعية هذه ’’ الانتخابات’’ وحقّ السيد بن علي
 للتقدّم إليها بعد انقلابه على الدستور ومن ثمة لا مشاركة فيها وإنما المقاطعة هو موقفي."

"وفي نفس السنة أسّست، مع عدد من المثقفين الأفارقة التي جمعتني بهم مؤتمرات تعنى بمشاكل الطفل،  الشبكة الافريقية لحقوق الطفل ومركزها إلى اليوم نايروبي وفيها ممثلين عن عشرين بلدا افريقيا أغلبهم من البلدان الناطقة بالانجليزية مثل كينيا وزامبيا وجنوب افريقيا. وكانت فرصة ذهبية لأتعرف عن كثب عن مشاكل الطفولة في افريقيا وسنة 1988 كان لي شرف المشاركة في  أديس أبابا في القراءة الافريقية للمعاهدة العالمية لحقوق الطفل التي كانت بصدد الاعداد والتي ستصدر سنة 1990."

شيئا فشيئا وجدت نفسي ابتداء من  1980عضوا في  مجموعة من الديمقراطيين الليبراليين التي تدير جريدة الرأي. وكان على رأسها حسيب بن عمار الذي فتح لي باب الجريدة ولم'' يصنصر'' أي من مقالاتي على شدّة لهجة لم تكن معهودة لا في الجريدة ولا في بلاد تتلمس خطاها بعناء واضح نحو ديمقراطية جنينية.

"في جويلية 2001 تمّ طر دي من الكلية وبعد ستة أشهر حكم عليّ القضاء المستغلّ بسنة سجن مع وقف التنفيذ (وذلك غيابيا لأنني رفضت الوقوف أمام الموظّف البائس الذي كان يلعب دور القاضي ). وضيق عليّ  النظام  بكيفية لا مثيل لها حيث أصبحت لا أتخرّك بدون سيارة شرطة إلا داخل بيتي . وأخيرا اضطررت للخروج إلى المنفى في ديسمبر 2001 بعد أن عرضت علي جامعة باريس تدريس الطب حيث  أوجد لليوم."

"وكما للاضطهاد بقية فللنضال أيضا بقية إلى أن تشرق شمس الحرية ويبدد نورها الظلام الذي تحتمي به الخفافيش"






















Aucun commentaire: