امامة المفضول في وجود الأفضل هل تعتقد بها الزيدية ؟.
إمامة المفضول في وجود الأفضل هل تعتقد بها الزيدية؟.
أجَاب عنه : الأستاذ الكاظم الزّيدي
وفقه الله
عن امامة المفصول على الافضل التي
يتبناها مذهبنا الشريف لنستزيد ونعرف اوجه المنطق في ذلك؟
الجواب”
أنّ إمامَة المفضول في جودِ الفَاضل ،
قد طرقَها أهل الِملل والنّحل ونسبُوها إلى الزيديّة الصّالحية ، وتلكَ النّسبَة
غير صيحَحة على منهج الزيديّة الذي عليه أئمّة العترَة ، يُريدونَ بها أنّ
الزيديّة تثبتُ إمامَة أبي بكر وعُمر في وجود الفاضلِ أمير المُؤمنين (ع) ،
والحاصلُ من قول أئمّة العترَة هُو عدَم تصحيح تلكَ المسَألة ، نعني إمامَة
المفضول مع وجود الفَاضل ، قالَ الإمَام النّاصر لدين الله إبراهيم بن محمّد
المؤيّدي (ع) في سياقِ كلامِه حول أبي
بكر وأمير المُؤمنين : ((وَأيضاً فإنّه لَو لَم يَكُن هُناك نَصّ عَلى إمامته
-عَلَيْهِ السَّلامُ-، فإن إمَامة المَفضول مَع وُجود الأفضَل بَاطِلَة على مَا
ذلك مُقرّر بأدلّته، ولا شك في أنّه أفضَل الصّحَابَة)) [الإًصباح على المِصباح] ،
وفي ذات السّياق يقول العلاّمة ابن حابس رحمَه الله : ((الدّليل الخَامس: عَلى
إمَامَته عليه السلام مَا ثبَت أنّه أفضَل الناس بَعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وَباقي الصّحَابَة مَفضُولون، وإمَامَة المَفضُول لا تصحّ)) [الإيضاح شرح
المِصباح] ، وقالَ الإمام عزالدّين بن الحسَ (ع) : ((فَالذي عَليه الزيديّة وبَعض
المُعتزلة، كعبّاد أن إمَامة المَفضول لا تصحّ. ذَكره القَاضي عبد الله بن حسَن
الدّواري قال: ومِمّن نَصّ عَلى ذلك الهَادي إلى الحَق، والنّاصر -عليهما السلام-،
ويَفسق المَفضُول إذا سبَقَ الأفضَل بالدّعاء إلى الإمَامَة)) [العناية التامّة] ،
وهُو قول العلاّمة ابن مداعس ، والإمَام المنصور بالله القاسم بن علي العياني ، وقالَ
الإمام القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) : ((أمّا الإمَامَان فلا يَخلُوَان من أن
يَكون أحَدهما أفضَل مِن الآخر، فَيكون المَفضول بفَضل الآخر عَليه قد زَالت إمَامَته،
ويَلزمه تقديم الفَاضل في الدّين والعِلم وطَاعَته)) [مجموع كتب ورسائل الإمَام
القاسم الرّسي] . وقالَ الإمَام الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عَلي (ع) ،
يتكّلم عن إمامَة أمير المُؤمنين (ع) : ((فَلم يَنقادوا له بالطّاعة كمَا أمرهم
الله، واستحَال أن يَكون المَفضُول إماماً للفَاضِل، لأنّ الله قَدّمَ الفَاضل
بفضله)) [جامع عُلوم آل محمّد] ، وهُو قول الإمَام النّاطق بالحقّ يحيى بن الحسين
الهَاروني (ع) .
نعم! فهذا كمَا ترى قول أئمّة العترَة
في الفاضل والمَفضول ، وقد كُنت سألتُ حيّ شيخنا نجم آل محمّد سيّدي العلاّمة
الحجّة عبدالرّحمن بن حسين شايم المؤيّدي (ع) ، فسألتُه : ((عَن تأصيلِ إمامَة
المَفضول بوجودِ الفاضِل عندَ أهل البيت ، وهَل يُشترَط في الإمام أن يكونَ أعلمَ
أهل زمانِه ؟! .)) ، فقالَ (ع) : ((أنّ الواجبَ على المفضولِ أن يُسلِّم الإمامَة
للأفضَل ، وهذا هُو رأي أكثر أئمّة أهل البيت (ع) ، والذي أراهُ أنّ الفَضل
ومراتبَه إن كان المُراد بها الثّواب وكَثرتُه فلا يعلَمُه إلاّ الله ، وإن أرادَ
بالفَضل كثَرة الأعمال والطّاعات المُقرِّبَة إلى الله فلا يَظهرُ لي أنّها هي
التي يَستوجبُ بهَا الإمامَة والتقدّم ، بل أرىَ أنّ الإمامَ إذا جمعَ الشّروط
المُعتبرَة وأعظمُها هُو العِلم الذي هُو الاجتهَاد والورعُ والسّياسَة التي
ينتظمُ بهَا أمرُ الجمهور ، وسبقَ بدعوتِه ، ونهضَ إلى الجهَاد ، فإنّه بهذا يكون
أفضل أهل زمانِه لأنّ الله جلّ جلالُه فضّل المُجاهدين في آياتٍ كثيرَة ، فبهذا
يَسبقُ ويفوق كثير العبادَة الذي لَم يكُن منه جهَاد ، هذا ما أراهُ والله الموفّق
للصّواب ، وأمّا قولُكم : هل يُشترط في الإمام أن يكونَ أعلمَ أهل زمانِه ،
فمراتبُ العِلم ليسَ لهَا حدٌّ مَحدود ، بَل الذي هُو شرطٌ مُعتبر هُو الاجتهَاد ،
ومهمَا تمكَّن من الاجتهَاد المُطلَق فهُو كافٍ)) اهـ .
نعم! وسألتُه (ع) أيضاً : ((هَل
يُعتبر الوالي العادل من غير الفاطميّين إماماً شرعيّاً كعمر بن عبد العَزيز ،
يُتوجّه إليه حديث : ((مَن مات ولم يعرف إمامَه مات ميتة جاهليّة)) ؟!)) .
فقَال : ((أنّ مَن كانَ مثل عمر بن
عبدالعَزيز في عدلِه وزُهدِه وقيامِه بإحياء الشّريعَة المطهّرَة ، وإجراءها على
رُسومِها الشّرعيّة وحُدودهَا المرضيّة يُعتبرُ من سلاطين العَدل لا من الأئمّة
الدّعاة ، لأنّ أحد شروط الإمامَة المَنصب عند الزيديّة ، وهُو أن يكون من أحد
أولاد السّبطين ، ومِثل عمر بن عبدالعزيز يُشكر ويُذكر بالخَير لِما أثِر عنه من
إقامَة العَدل والاستقامَة على الشّريعة المطهّرَة وردّ المَظالِم وإنصافِ المَظلومين
وقَمع الظّالمين ، ولكنّه ليسَ بإمامٍ مُفترضة طاعتُه كأحَد أئمّة الهُدَى ، إلاّ
أنّه لأمرِه بالمعروفِ ونهيهِ عن المُنكرَ تجبُ إعانتُه على ذلك لأنّه كالمُحتسِب
، وإذا وُجِدَ الإمام الجامع للشّروط عند الزيديّة وجبَ عليه التّنحيّ وتسليم
الأمرِ للقائم ، هذا ما تقتضيهِ نصوص الأئمّة)) اهـ .
نعم! وبهذا تمّ الجَواب على هذه
المسألَة ، إمامَة المفضول في وجود الفاضِل ، وهي من المَسائل التي يُخطئ فيها
الكثير من البَاحثين فينسبونَها إلى الزيديّة.
وفّقكم الله .
أجَاب عنه : الأستاذ الكاظم الزّيدي
وفقه الله .
اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire