|
||
أحمد منصور
ومع ضعف الخلافة العثمانية التي كانت المظلة السياسية لكثير من الدول العربية والإسلامية وبداية تآكلها في القرن التاسع عشر وانشغال الخلفاء بمظاهر الحياة والقصور الفخمة والوقوع في براثن الديون والمؤامرات، قويت شوكة الدول الغربية التي بدأت في قضم أجزاء من دول الخلافة العثمانية الواحدة بعد الأخرى، ووزعت نفوذها واحتلالها في ما بينها لكن كانت كل من بريطانيا وفرنسا لهما النصيب الأكبر حيث قاما بمصادقة الإمبراطورية الروسية إلى البدء في مباحثات سرية بينهما لتقسيم تركة «الرجل المريض» وهذا هو الوصف الذي كان يطلق على الدولة العثمانية، فبدأت المباحثات بين كل من الديبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مايكل سايكس في نوفمبر عام 1915 واستمرت بينهما حتى شهر مايو من العام 1916 حيث تم الكشف عن هذه الاتفاقية السرية بعد سقوط الإمبراطورية الروسية ووصول الشيوعيين إلي سدة الحكم في روسيا في العام 1917 ورغم ما أثاره الكشف عن هذه الوثيقة من غضب لدى الشعوب العربية التي مستها، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذها فقد تم تقسيم بلاد الشام والهلال الخصيب والخليج بين كل من بريطانيا وفرنسا لكن اتفاق سان ريمو الذي عقد في العام 1920 هو الذي أقر تنفيذ الاتفاقية التي كانت بداية لولادة الدولة القطرية العربية بالشكل الذي عرفت فيه بعد ذلك والذي أخذ يتبلور شيئا فشيئا بين الحربين الأولى والثانية ثم وقعت تقسيمات أخرى بعد الحرب العالمية الثانية، ومع ظهور الروح الوطنية والنزعة للاستقلال لدى كثير من شعوب المنطقة ودخول الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى كشريك أساسي في صناعة القرارات في المنطقة وكما ورثت كل من بريطانيا وفرنسا الرجل التركي المريض في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى ورثت الولايات المتحدة كلا من فرنسا وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت بريطانيا قد سعت لتكريس نفوذها على الدولة القطرية العربية فأنشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية جامعة الدول العربية كمظلة للدول التي تعمل تحت نفوذها والعجيب أن هذه الجامعة التي أسسها البريطانيون لازالت هي التي تستظل بها الكيانات العربية التي صنعتها اتفاقية سايكس بيكو ومؤتمر سان ريمو، كما كرست الولايات المتحدة صناعة أنظمة عبر انقلابات عسكرية لإنهاء الشكل الديمقراطي الذي كان قائما في كثير من الدول العربية آنذاك حيث كانت كل من مصر وسوريا من الأنظمة الديمقراطية القائمة بغض النظر عن الفساد الذي كان قائما إلا أن تبادل السلطة وحق الشعب في اختيار من يحكمه كان قائما، فبدأ مسلسل الانقلاب العسكري بانقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949 وسلسلة بعده من الانقلابات في كل من مصر والعراق وليبيا والسودان وغيرها أقامت أنظمة فاسدة مستبدة يحكمها العسكر كما تم إقرار الدول الخليجية على نظام الحكم الوراثي الذي كان ضمانة لاستقرارها. نكمل غدا. |
lundi 25 août 2014
أحمد منصور.. نهاية نظام «الدولة العربية القُطرية1
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
-
Le loup et l’agneau La raison du plus fort est toujours la meilleure : Un Agneau se désaltérait Dans le courant d’une o...
-
أبي العلاء المعري (و. 973- ت. 1058). هذا جناه أبى علىَّ وما جنيت على أحد ثلاثةُ أيام هى الدهرُ كلهُ وما هنَّ غير الأمس واليوم والغد و...
-
في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والــــمسيحُ هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يــــــــــــصيحُ كلٌ يعظِّم دنيه يا ليت شعري ما الصحيحُ ؟ ” ابوالعلاء ال...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire